إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المتهم - قصة قصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المتهم - قصة قصيرة

    المتهم



    يمكنك أن تقرأ

    ويمكنك أن تضحك

    ولكن عليك أن تصدق

    فهذه ليست قصة ساخرة

    أو ضاحكة

    هي قصة حقيقية .. واقعية

    يمكنك أن تحاول بعدها أن تضحك.. إذا قدرت
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

  • #2
    المتهم
    كان يتلفت حوله وهو يسير في اتجاه الكنيسة .. يطمئن أن أحدا لا يتبعه ، فالذي يفعله خطير جدا .. نظر إلي الحقيبة التي في يده .. كانت ثقيلة جدا .. وضعها علي الأرض لكي يلتقط أنفاسه علي الأرض لكي يلتقط أنفاسه ويريح يده المتعبة و يعدل من هيئته .. فهو اعتاد أن يكون أنيق الملبس بما يليق بوضعه
    الاجتماعي المرتفع .. بعد أن التقط أنفاسه أمسك بالحقيبة الجلدية الضخمة وسار متثاقلا .. ودخل إلي الكنيسة ليجد عسكري الحراسة واقفا بالباب .. نظر إليه وقال :-
    - صباح الخير يا شاويش .
    رد العسكري التحية دون أن يغير من مجلسه وبلهجة ريفية شهيرة
    - صباح الخير يا دكتور
    - القسيس موجود ؟
    - موجود
    دخل الطبيب الكنيسة .. ولم يلحظ تلك النظرة الساخرة التي بدت علي وجه العسكري وهو يهمس بصوت خفيض " كأنه لا يعرف أنه موجود " .
    وصل الطبيب إلي باب بيت الراعي .. وقرعه .. ففتح القس الباب وقال
    - أهلا يا دكتور
    - آهلا يا حضرة الراعي
    ويدخل الطبيب ويغلق القس الباب بسرعة .

    …… عشر دقائق تمر والعسكري لا يزال جالسا أمام الباب الأمامي للكنيسة التي يحرسها لتقف أمام الباب سيارة ميكروباس وينزل شباب الكنيسة الذين يعرفهم العسكري جيدا .. يبدوا أنهم يعدون لحفلة موسيقية . فها هي حقيبة الكمان والأرج والعود .. وتلك الآلة الضخمة التي تشبه العود ولكنها كبيرة جدا .. كل شاب يحمل واحدة من تلك الآلات .. يدخلون وهم يضحكون .. وان بدت الحقائب ثقيلة بعض الشيء .. نظر العسكري بخبث إليهم وأبتسم .. فابتسموا بدورهم له وقالوا معا :
    - صباح الخير يا شاويش
    - صباح الخير يا شباب
    وبدلا من أن يدخلوا إلي الكنيسة قرعوا باب القس .. فضحك العسكري وقال
    - التدريب اليوم في شقة القسيس
    - نعم يا شاو يشنا
    وضحك الجميع بسرور بينما فتح القس الباب وأدخلهم بسرعة .. ومن جديد كانت نظرات العسكري الساخرة تلاحقهم .

    ….. ربع ساعة تمر دون أن يسمع العسكري أصوات الموسيقي الصاخبة التي تعود أن يسمعها عندما بدءوا تدريباتهم .. ومن جديد جاء رجل يحمل علي ظهره شوال كبير ويسير ببطيء شديد .. كان رجلا قرويا تبدوا سمات البلاهة علي وجهه وإن كانت عيناه تلمعان بشده مما يدل علي ذكاؤه الشديد .
    يمر علي العسكر فيقول له بلهجته الريفية
    - سعيدة يا شاويش
    - سعيدة يا بلدينا
    - القسيس موجود ؟
    - موجود يا بلدينا .. إيه اللي في الشوال اللي معك .
    - هذه زيارة للقسيس .. هذا الشوال يحتوي علي أشياء من اللي قلبك يحبها
    أبتسم العسكري .. وقال في خبث
    - أحب السمنة البلدي .. ذوقنا يا بلدينا
    بادله الرجل خبثا بخبث وقال
    - طبعا سوف يأتيك من الحب جانب
    وبدوره قرع علي باب القس .. ودخل عندما فتح الباب مسرعا تتبعه ابتسامه العسكري الساخرة .
    - من الأكيد أن العسكري قد لاحظ شيئا .
    قالها الدكتور بتوتر شديد . فرد القس
    - ربما . وخصوصا أن لنا أكثر من خمس أيام ننقل كل هذه الأشياء في سنت وزكائب . أعتقد أن كل شئ قد أكتمل .. أليس كذلك يا عم أحمد ؟ .
    نظر الرجل ذو الجلباب إلي كل شئ علي الأرض وقال
    - نعم يا سيدي .. لن أحتاج إلي شئ أخر .
    قال القس ..
    - عظيم .. لازم نخلص شغلنا بسرعة .. جاهز يا عم احمد ؟
    - أمرك يا سيدي .. بس أنا أريد بعض هؤلاء الشباب لكي يساعدوني
    قال أحد الشباب
    - نحن قد أتينا خصيصا لكي نساعدك .. ولكن علينا أن ننتهي المنتهي السرعة حتى لا يعرف البوليس شيئا عما نفعله .
    قال القس
    لو البوليس أكتشف الآمر .. سوف أغلق الباب عليكم .. وطول الوقت الذي أكون فيه في القسم العمل لازم يستمر .. لن يتوقعوا استمراركم في العمل أثناء غيابي
    قال عم أحمد
    - مفهوم يا سيدي
    وأخذ الجميع يخرجون محتويات الحقائب التي نقلوها طوال الخمسة أيام .. وبدءوا في العمل بينما يراقب القس الباب الخارجي .. وفجأة قال أحد الشباب
    - أنا من رأيي أننا ينبغي أن نقسم أنفسنا .. بعضنا يعمل مع عم أحمد .. والآخر يعزف موسيقي ليتأكد العسكري أننا نتدرب علي الحفلة الموسيقية فعلا .
    قال القس
    - فكرة جميلة امجدي .. لكن الآلات الموسيقية
    - مش مهم .. أخرج بسرعة أجيب أرج وكمان من الكنيسة حتى نعزف عليهم .
    وخرج الشاب بسرعة ليجد العسكري ناظرا إليه .. فرسم علي وجهه ابتسامة بلهاء غبية .. فبادله العسكري نفس الابتسامة الساذجة . ودخل الشاب إلي الكنيسة المقابلة لبيت الراعي … وأخذ أرج صغير وكمان . ورجع ليبتسم من جديد للعسكري ويبادله العسكري الابتسامة .. ويدخل بيت الراعي .
    واستأنف الجميع العمل .. وعلا صوت الأرج والكمان المكان ليعم الصخب أرجاء المكان .

    ***

    عربة الشرطة تقف أمام الكنيسة .. ينزل ضابط ومعه بضعة عساكر .. ينزل إلي العسكري .. يقف العسكري باحترام
    - تمام يا أفندم
    - ما هي الأخبار يا عسكري .. هل هناك أي أخبار ؟
    - نعم يا أفندم
    - ما هي ؟
    - معسكر عمل
    - بدأ من بدري ؟
    - من أول النهر يا سعادة الباشا
    صاح الضابط غاضبا
    - من أول الصبح وساكت يا حيوان !!!
    وأسرع الخطي إلي داخل البيت .. وقال للعسكري
    - في البيت ولا في الكنيسة يا رجل
    - في البيت يا سعادة الباشا
    قرع الباب في شدة وغضب

    …….. قال القس وهو في داخل البيت ببعض التوتر
    - بسرعة يا عم أحمد أدخل أنت ومساعديك غرفة النوم
    ترك عم أحمد كل شئ مكانه وهو يقول
    - حاضر يا حضرة القسيس .. ربنا يستر .. لا تخاف يا سيدي .. ربنا معانا .
    كان عم أحمد يتكلم وهو يلملم بعض أشياؤه .. قال القس
    - عندما نترك المكان لازم تكملوا الشغل لغاية ما يخلص
    - أمرك يا حضرة القس
    قرع الضابط الباب من جديد بشدة أكثر وعصبية أكثر .. بينما أمسك أحد الشباب أدوات العمل ليبدو أنه هو الذي يعمل .. وأسرع القس يفتح الباب ليدخل الضابط مسرعا .
    - نهارك سعيد يا قسيس .. سمعت أن عندك عمل اليوم
    قال القس ببر ود
    - إنهم شباب الكنيسة يقومون بتصليح دورة المياه في شقتي
    قال الضابط ساخرا
    - وهل آنت لديك دورة مياه أساسا يا رجل ؟
    سكت القس ولم يرد .. ودخل الضابط ليفاجأ بالجريمة .. أنهم يعملون دورة مياه جديدة في بيت الراعي .. وجد شنط أنيقة بها سيراميك ورمل وأسمنت ومواسير .. أما الشوال الكبير فكان يحتوي علي كرسي الحمام .
    نظر الضابط إلي الراعي شذرا وقال له
    - تعال معي يا قسيس .. وهات شبابك معك .
    خرج القس ومعه الطبيب وبعض الشباب .. وحرص الراعي أن يغلق شقته بالمفتاح .. بينما أحمد السباك لا يزال ينتظر داخل غرفة النوم .. ليتأكد من خروج الجميع .. ومعه مساعدوه من شباب الكنيسة .

    خرج القسيس وركب عربة الشرطة .. تلاحقه نظرات عسكري الحراسة الساخرة .


    ***


    الضابط يدخل مكتبه هائجا .. ومن وراءه القس وبعض أعضاء الكنيسة البارزين
    - حضرة القس
    - نعم
    - أنت متهم .. بعمل إصلاحات في الكنيسة وترميمات بدون ترخيص أو حتى بدون إذن شفوي بذلك .
    - إنها دورة مياه تخص شقة الراعي يا سيدي .. وليست الكنيسة .. وأنت تعرف أنه لا أحد يعيش بدون دوره مياه في بيته .
    - لابد من الأذن يا رجل .
    - وأنا طلبت الأذن منذ ثلاث أشهر .. ولكنكم رفضتم إعطائي ترخيص . وأنا تعبت من الاستحمام عند أعضاء الكنيسة .. علاوة علي قضاء الحاجة .
    قال الضابط بحدة :
    - أنت تعرف قواعد الأمن جيدا .. أننا نحميكم .. أنتم لا تقدرون المسئولية .
    - يدخل عضو مجلس الشعب إلي الضابط .. يتكلمون معا والقس واقف ينظرون إليهم .. عضو مجلس الشعب يحاول إقناع الضابط … والضابط يتمنع بشدة .
    وأخيرا ينظر الضابط إلي القس ويقول
    - سوف أعمل لك محضر عمل بدون ترخيص .. ودي جنحة أيها القس
    قال القس بصوت خفيض ساخر
    - الحمد الله أنها لم تصبح جناية .
    يتجاهل الضابط الكلام الخفيض وينظر إلي عضو مجلس الشعب ويقول
    - لأجل عيون ذلك الشيخ الطيب هذا سوف أفرج عنك بضمان محل إقامتك .. والعمل يتوقف تماما من هذه اللحظة .. وإياك أن تكرر هذا الموضوع ..
    وخرج القس من القسم باسما .,. فقد وجد عم أحمد السباك خارج القسم ينتظره.. ويقول له
    - لقد انتهينا .. بقية أتعابي يا حضرة القسيس .
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

    تعليق

    من قاموا بقراءة الموضوع

    تقليص

    الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

      معلومات المنتدى

      تقليص

      من يتصفحون هذا الموضوع

      يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

        يعمل...
        X