إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جماعة المحبين - قصة قصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جماعة المحبين - قصة قصيرة

    جماعة المحبين



    قديما
    عندما أرادت الكنيسة أن تختار سبعة شمامسة
    اجتمعت و صلت
    واختارت من هو مشهود له بالتقوى
    وبملء الروح القدس
    ...

    والآن عندما نختار قادتنا
    على أي قياس نختار؟
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

  • #2
    جماعة المحبين


    أعرف كنيسة بها جماعة ظريفة جدا , هذه الجماعة تحب بعضها جدا , بدأت صغيرة , ولكن لأنهم من الظرفاء والمحبوبين كبرت هذه الجماعة وترعرعت داخل الكنيسة , وكانوا يسمون أنفسهم [ الجروب ]. هذا [الجروب] من مواصفاته أن كل أعضاؤه من الشباب الغني معظمهم في أواخر الثلاثينات وأوائل الأربعينات , كما أنهم من الأغنياء إذ أنهم كلهم من أصحاب المشاريع الخاصة التي تدر عليه أرباحا كبيرة , وهم أيضا جماعة يقولون أنهم من المؤمنين التصقوا ببعض فيذهبون إلى النادي معا ولهم بعض الرحلات الخاصة بهم بعيدا عن الكنيسة والتي لا يقدر على تكلفتها الشباب العادي , بعد الصلاة كل يوم أحد مساءا تجدهم ينسحبون ويتخذون لأنفسهم دائرة كبيرة في منتصف حديقة الكنيسة و خاصة في الصيف . يحرصون علي أن تكون تلك الدائرة واسعة كي تتسع لهذا [ الجروب] الضخم ويتجاذبون أطراف الحديث , عددهم يزيد عن العشرين . أحيانا نجد راعي الكنيسة ينضم لمجلسهم وأحيانا يتركهم ليجلس مع آخرين , كثيرا ما كانوا يريدون أن ينضم الراعي إلى[ الجروب ] ولكن الراعي كان دائما يقول أنه لا يوجد شللية داخل الكنيسة , والكنيسة كلها جسد واحد هو جسد المسيح .

    الراعي يرفض تلك الشللية ولكنها موجودة , هو مرتسم جديد فلم يفهمهم جيدا , فهم جماعة ذات أعمال كثيرة متنوعة فمنهم الصيدلاني وطبيب الأطفال والعيون , والأسنان , وطبيبة النسا وست البيت والمهندسة الزراعية والمدرس وعالم الآثار والممرضة وصاحب مصنع مسامير وصاحب محل مواسير وعقيد شرطة . أعمال متفاوتة وطبيعة أعمال متفاوتة جعلت من الطباع لهذا الجروب متباينة , ولكن كثير منهم له مراكز قيادية في الكنيسة ما بين خادم لسن الأحداث ومنهم من هو خادم مسئول عن اجتماع الأسرة ومنهن من تهتم باجتماع السيدات .. وهكذا . انهم يعملون في الكنيسة بكل جوانبها , وأيضا هم مصدر للدخل لهذه الكنيسة , فكما قلنا أنهم أصحاب الدخل العالي , والحق يقال أنهم يتسابقون للتبرع في الكنيسة ليس عن حب في التبرع ولكنها المنافسة وإثبات الأفضلية فكيف يدفع هو أكثر مني أنا ؟ أهو أغني مني ؟!!
    ذلك هو [ الجروب ] يا سادة ولكن ماذا يفعل هذا الجروب عندما يجلسون بعضهم مع بعض ولماذا يجتمعون ؟
    أنهم يجتمعون كي يتجاذبوا أطراف الحديث , ولكن ما هو موضوع الحوار ؟
    موضوع الحوار هو أي خبر لا يمس من حاضر المجموعة الآن , هم يتناقلون آخر الأحداث للكنيسة ولأعضاء الكنيسة , هذا هو غايتهم الدائمة , بها يرفهون عن أنفسهم بعد أيام العمل الطويلة , يريدون دائما معرفة كل دقائق الأمور في كل شئ , وعندما يأتي الحدث الجديد يستقبلونه بلهفة الطفل الوليد إلى حليب أمه 0.00.
    والأحداث والحمد لله متوفرة في الكنيسة
    فما هي أخر الأحداث التي يجتمعون حولها ؟ حادثان هامان أخذا من وقتهما أشهر طوال
    - الأخت إيمان علي علاقة غير شريفة مع الأخ أنور الذي يخدم في الكنيسة في اجتماع الشباب .
    وماذا أيضا , وهل يوجد بعد هذا الخبر خبر آخر ؟
    بالطبع فالأخ زياد متعثر في تجارته ومقبل علي الإفلاس, يستلف من طوب الأرض حتى يستطيع أن يسير المركب ولا فائدة , المركب صارت تغرق , وحماته تسبه وتتصل بجميع تليفونات أعضاء الكنيسة وتتهمه بأفظع الاتهامات .
    وهذه الأخبار تحتاج لكثير من الجلسات وكثير من البحث , إذا فعلي [الجروب] أن يكثف نشاطه قليلا فتشمل أكثر من أمسية حتى يستطيعوا تغطية الحدثين .

    ***

    الجروب مجتمع في مساء الأحد
    - تعال يا حضرة الراعي أجلس معنا
    يأتي القس متعبا من المجهود الذي يبذله في هذه الكنيسة ويجلس مرهقا
    - باين عليك تعبان يا قسيس ؟
    - جدا
    - ما هي أخبار زياد
    ويرد المسكين دون أن يفهم المقصود من السؤال
    - يغرق , زوجته اتصلت بي منهارة جدا وتتهم الكنيسة بالتقصير في مساعدته وهم يعرفون أنه يغرق .
    - بالتقصير ؟ بعد كل ما فعلناه , لا يوجد أي شخص منا إلا وطلب منه سلفة
    - وما هي آخر أخباره الهامة
    - حماته من الأسباب الرئيسية لما هو فيه , ولا زالت تشتمه في كل مكان
    - مسكين
    - لماذا لا تقول له أننا جماعة محبين له نريد أن يحكي لنا موقفه المالي جيدا وبصراحة فنعمل علي مساعدته بالنصيحة والمال
    ويقول آخر والخبث يشع من عينيه
    - طبعا , فأخته معنا في [ الجروب ] ويسعدنا أن نقدم لها أي خدمة , بالمناسبة هي بعد الكنيسة لماذا لم تجلس معنا , ولماذا لم تساعده .
    ويقول الراعي
    - لا أحد يساعد في هذا الزمن , أخوها مهدد بالسجن وهي تتوعد وتهدده أن تدخله هي بيدها . علي العموم شعور طيب منكم يا جماعة سوف أنقله له ونحدد موعد الأحد القادم , الرب يبارككم
    - والآن ما هي أخبار إيمان ؟
    - الولد أعترف لي بالأمس بكل شئ؟
    باهتمام بالغ تشرأب الأعناق ويأتي السؤال
    - هل هو فعلا علي علاقة غير شريفة مع أيمان ؟
    - عندما ضيقت الخناق عليه اعترف لي بهذا
    وينظر الجميع بعضهم إلى بعض بعيون تلمع فهذا الخبر قد ثبت وشاة سوف تذبح الآن .. ولكن القس لا يشفي غليل المستمعين..ولكن طبعا كل واحد يمكن أن يكون لديه استنتاجاته.. التي سرعان ما تتحول الى حقائق..يمكن أن يعلنها ويقسم بأغلظ الايمان أنه سمعها من على لسان القس نفسه..

    وينفض المجلس وكل واحد من جماعة المحبين يذهب إلى بيته وكل شخص منهم لديه جماعة أخري من المحبين , والبلد صغيرة , تبدأ فيها التليفونات تعمل وفي لحظات كل البلد والبلاد المجاورة تعرف الخبر وتستعد للخبر التالي الذي سوف يثبت يوم الأحد القادم .

    ***

    ظرفاء هم جماعة المحبين , عملهم أسرع من عمل نشرة الأخبار التي تذاع في الراديو يصدرون الأحكام ويشوهون من سمعة الناس ويحذرون الناس من مساعدة بعضهم البعض وفي الوقت نفسه هم الذين يمسكون الكنيسة .

    بعد أيام يفلس زياد , بعد أن كشف أوراقه في يوم الأحد التعيس لجماعة المحبين [ الجروب ] فمع نسمات صباح يوم الاثنين كانت جماعة المحبين أوصلت هذه الأخبار إلى البلد كلها , فعرف مدنين زياد بحقيقة الأمر , وخاف أحد أن يساعد زياد , وصار زياد كما لو أنه حفر قبره بيده عندما لجأ إلى هذه الجماعة المحبة .

    ***

    إيمان وأنور براءه من تهمتهما ولكن كانا قد ذبحا فعلا , ولم ينتشر خبر براءتهما مثلما انتشر خبر جريمتهما المزعومة

    هذا هو الجروب يا سادة و الغريب أنهم هم الذين يمسكون الكنيسة ويخدمون في كل قطاعاتها , والراعي النبيل المخلص يريد لهذه الكنيسة أن تنمو ويحاول وبحفر في الصخر ولكن لا يعرف من أين المرض , والمرض كامن في جسم كنيسته , كسرطان يسري في جسم الكنيسة .

    ويصلي الراعي كثيرا لهذه الكنيسة , ولا أعلم , هل يبتر الرب ذلك السرطان من جسم الكنيسة , أم يداويه فيشفى , أم يتركه فتخرب الكنيسة .
    الكنيسة لن تخرب , فالراعي الأمين يصلي , والرعي الصالح يحبها , وأيا كان ما يفعله تجاه تلك الجماعة … فلن يتركها إلى الأبد .
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

    تعليق

    من قاموا بقراءة الموضوع

    تقليص

    الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

      معلومات المنتدى

      تقليص

      من يتصفحون هذا الموضوع

      يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

        يعمل...
        X