إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السنا جميعنا هكذا..؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السنا جميعنا هكذا..؟

    السنا جميعنا هكذا..؟

    فى إحدى الأمسيات ، وقفت بسيارتى أمام السوق منتظراً خروج زوجتى من عملها
    . ولما كنت قد عدت لتوى من غسيل السيارة ، فقد رحت ألمعها . وإذا بشخص
    يعتبر اجتماعيا من الذين لا يريدون أن يشتغلوا يتجه ناحيتى ، قادما من
    الجانب الآخر لساحة الانتظار .
    من مجرد النظر لهيئته ، تدرك أنه ليس عنده سيارة ، أو منزل ، أو نقود ،
    ولا حتى ملابس نظيفة . وهناك أوقات تحس فيها بالكرم ، ولكن فى أوقات أخرى
    تتمنى لو لم يزعجك أحد . وكنت ساعتها فى مثل هذا الوقت الذى لا أود أن يزعجنى أحد .
    فكرت لحظتها قائلا " أتمنى لو لا يطلب نقوداً " . ولم يطلب الرجل ، بل
    جاء وجلس على حافة الرصيف أمام موقف الأتوبيس . لم يبدو عليه أنه من الممكن
    أن يكون معه نقود تكفى لمجرد ركوب الأتوبيس . وبعد بضعة دقائق قال الرجل "
    هذه سيارة جميلة جداً " . ومع أنه كان يرتدى أسمال بالية، لكن كانت تحيطه
    هالة من الكرامة الشخصية. فرددت عليه قائلا " شكراً" واستمررت فى تلميع السيارة .
    وقد جلس هو هادئا فى مكانه ، بينما أنا منهمك فى تلميع سيارتى . أما
    التماسه المتوقع للنقود ، وطلبها منى فلم يجئ أبدا . ولم طال الصمت بيننا ،
    أحسست بهاتف داخلى يقول لى " اسأله أنت ، هل يحتاج هو لأى نوع من المساعدة
    ؟ " . وقد كنت متأكدا من رده ، أنه سيكون بالإيجاب ، ولكننى تمسكت بصدق الهاتف الداخلى .
    فسألت الرجل قائلا له " هل تريد أية مساعدة ؟ " . فأجاب فى ثلاث كلمات
    بسيطة ، ولكنها عميقة جداً ، ولن أنساها ما حييت . فنحن دائما ننتظر الحكمة
    من رجال أو نساء عظيمة . ونتوقعها من أصحاب العلم العالى ، والإنجازات العظيمة .
    ولم أتوقع شيئا من هذا الرجل أكثر من يد ممدودة غير نظيفة .
    ولكنه نطق بثلاث كلمات أذهلتنى .
    فقد قال " السنا جميعنا هكذا ..؟ "
    أنا شخصيا أحتاج للمساعدة . ربما ليس لركوب الأتوبيس أو لمأوى ، ولكننى فى
    الحقيقة أحتاج للمساعدة .وهنا أخرجت حافظة نقودى وقدمت منها للرجل ، ليس
    ما يكفى لرحلة الأتوبيس ، بل ما يكفى لوجبة ساخنة ، وأجر الإقامة فى مكان
    مناسب لمدة يوم . ولكن ما زالت هذه الكلمات الثلاثة تبدو صادقة وحقيقية .
    فمهما كان لديك ، مهما كان ما حققته من إنجازات .أو مهما كان الذى لك قليلا
    ، ومهما كان حجم المشاكل التى تثقل كاهلك ، وحتى بدون أن يكون لديك نقود ،
    أو مأوى ، فأنت يمكنك أن تقدم المساعدة . حتى لو لم تكن أكثر من مجرد
    إطراء ، فإنك يمكنك تقديم ذلك .
    أنت لا يمكنك أن تعرف متى ستلتقى بشخص يبدو أن لديه كل شئ . ولكن الحقيقة
    أن الجميع ينتظر منك أن تقدم لهم ما لا يملكونه . ربما رؤية مختلفة للحياة
    ، أو ربما لمحة من شئ جميل ، أو مهلة من المهام اليومية ، شئ ما يمكنك
    وحدك أن تراه فى هذا العالم المطحون .
    ربما الرجل لم يكن غير غريب بلا مأوى ، يهيم بالطرقات . ولكنه قد يكون هو
    أعظم من هذا . فقد يكون قد أرسل بواسطة قوة أعلى وأحكم لتقود نفسا أخرى
    لتجد راحة داخلية .
    أو ربما يكون الله قد تطلع من السماء ، ثم أرسل ملاكا فى صورة إنسان بلا
    عمل ، ثم كلفه قائلا " اذهب وساعد هذا الرجل الذى يلمع سيارته ، فهو يحتاج
    للعون . "

    " لانك تقول اني انا غني و قد استغنيت و لا حاجة لي الى شيء و لست تعلم
    انك انت الشقي و البئس و فقير و اعمى و عريان (الرؤيا 3 : 17) ".

    " و نطلب اليكم ايها الاخوة انذروا الذين بلا ترتيب شجعوا صغار النفوس
    اسندوا الضعفاء تانوا على الجميع (تسالونيكي الأولى 5 : 14) " .

    " احملوا بعضكم اثقال بعض.و هكذا تمموا ناموس المسيح (غلاطية 6 : 2) " .

    " فيجيب الملك و يقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي
    هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم (متى 25 : 40)" .
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X