السنا جميعنا هكذا..؟
فى إحدى الأمسيات ، وقفت بسيارتى أمام السوق منتظراً خروج زوجتى من عملها
. ولما كنت قد عدت لتوى من غسيل السيارة ، فقد رحت ألمعها . وإذا بشخص
يعتبر اجتماعيا من الذين لا يريدون أن يشتغلوا يتجه ناحيتى ، قادما من
الجانب الآخر لساحة الانتظار .
من مجرد النظر لهيئته ، تدرك أنه ليس عنده سيارة ، أو منزل ، أو نقود ،
ولا حتى ملابس نظيفة . وهناك أوقات تحس فيها بالكرم ، ولكن فى أوقات أخرى
تتمنى لو لم يزعجك أحد . وكنت ساعتها فى مثل هذا الوقت الذى لا أود أن يزعجنى أحد .
فكرت لحظتها قائلا " أتمنى لو لا يطلب نقوداً " . ولم يطلب الرجل ، بل
جاء وجلس على حافة الرصيف أمام موقف الأتوبيس . لم يبدو عليه أنه من الممكن
أن يكون معه نقود تكفى لمجرد ركوب الأتوبيس . وبعد بضعة دقائق قال الرجل "
هذه سيارة جميلة جداً " . ومع أنه كان يرتدى أسمال بالية، لكن كانت تحيطه
هالة من الكرامة الشخصية. فرددت عليه قائلا " شكراً" واستمررت فى تلميع السيارة .
وقد جلس هو هادئا فى مكانه ، بينما أنا منهمك فى تلميع سيارتى . أما
التماسه المتوقع للنقود ، وطلبها منى فلم يجئ أبدا . ولم طال الصمت بيننا ،
أحسست بهاتف داخلى يقول لى " اسأله أنت ، هل يحتاج هو لأى نوع من المساعدة
؟ " . وقد كنت متأكدا من رده ، أنه سيكون بالإيجاب ، ولكننى تمسكت بصدق الهاتف الداخلى .
فسألت الرجل قائلا له " هل تريد أية مساعدة ؟ " . فأجاب فى ثلاث كلمات
بسيطة ، ولكنها عميقة جداً ، ولن أنساها ما حييت . فنحن دائما ننتظر الحكمة
من رجال أو نساء عظيمة . ونتوقعها من أصحاب العلم العالى ، والإنجازات العظيمة .
ولم أتوقع شيئا من هذا الرجل أكثر من يد ممدودة غير نظيفة .
ولكنه نطق بثلاث كلمات أذهلتنى .
فقد قال " السنا جميعنا هكذا ..؟ "
أنا شخصيا أحتاج للمساعدة . ربما ليس لركوب الأتوبيس أو لمأوى ، ولكننى فى
الحقيقة أحتاج للمساعدة .وهنا أخرجت حافظة نقودى وقدمت منها للرجل ، ليس
ما يكفى لرحلة الأتوبيس ، بل ما يكفى لوجبة ساخنة ، وأجر الإقامة فى مكان
مناسب لمدة يوم . ولكن ما زالت هذه الكلمات الثلاثة تبدو صادقة وحقيقية .
فمهما كان لديك ، مهما كان ما حققته من إنجازات .أو مهما كان الذى لك قليلا
، ومهما كان حجم المشاكل التى تثقل كاهلك ، وحتى بدون أن يكون لديك نقود ،
أو مأوى ، فأنت يمكنك أن تقدم المساعدة . حتى لو لم تكن أكثر من مجرد
إطراء ، فإنك يمكنك تقديم ذلك .
أنت لا يمكنك أن تعرف متى ستلتقى بشخص يبدو أن لديه كل شئ . ولكن الحقيقة
أن الجميع ينتظر منك أن تقدم لهم ما لا يملكونه . ربما رؤية مختلفة للحياة
، أو ربما لمحة من شئ جميل ، أو مهلة من المهام اليومية ، شئ ما يمكنك
وحدك أن تراه فى هذا العالم المطحون .
ربما الرجل لم يكن غير غريب بلا مأوى ، يهيم بالطرقات . ولكنه قد يكون هو
أعظم من هذا . فقد يكون قد أرسل بواسطة قوة أعلى وأحكم لتقود نفسا أخرى
لتجد راحة داخلية .
أو ربما يكون الله قد تطلع من السماء ، ثم أرسل ملاكا فى صورة إنسان بلا
عمل ، ثم كلفه قائلا " اذهب وساعد هذا الرجل الذى يلمع سيارته ، فهو يحتاج
للعون . "
" لانك تقول اني انا غني و قد استغنيت و لا حاجة لي الى شيء و لست تعلم
انك انت الشقي و البئس و فقير و اعمى و عريان (الرؤيا 3 : 17) ".
" و نطلب اليكم ايها الاخوة انذروا الذين بلا ترتيب شجعوا صغار النفوس
اسندوا الضعفاء تانوا على الجميع (تسالونيكي الأولى 5 : 14) " .
" احملوا بعضكم اثقال بعض.و هكذا تمموا ناموس المسيح (غلاطية 6 : 2) " .
" فيجيب الملك و يقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي
هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم (متى 25 : 40)" .
فى إحدى الأمسيات ، وقفت بسيارتى أمام السوق منتظراً خروج زوجتى من عملها
. ولما كنت قد عدت لتوى من غسيل السيارة ، فقد رحت ألمعها . وإذا بشخص
يعتبر اجتماعيا من الذين لا يريدون أن يشتغلوا يتجه ناحيتى ، قادما من
الجانب الآخر لساحة الانتظار .
من مجرد النظر لهيئته ، تدرك أنه ليس عنده سيارة ، أو منزل ، أو نقود ،
ولا حتى ملابس نظيفة . وهناك أوقات تحس فيها بالكرم ، ولكن فى أوقات أخرى
تتمنى لو لم يزعجك أحد . وكنت ساعتها فى مثل هذا الوقت الذى لا أود أن يزعجنى أحد .
فكرت لحظتها قائلا " أتمنى لو لا يطلب نقوداً " . ولم يطلب الرجل ، بل
جاء وجلس على حافة الرصيف أمام موقف الأتوبيس . لم يبدو عليه أنه من الممكن
أن يكون معه نقود تكفى لمجرد ركوب الأتوبيس . وبعد بضعة دقائق قال الرجل "
هذه سيارة جميلة جداً " . ومع أنه كان يرتدى أسمال بالية، لكن كانت تحيطه
هالة من الكرامة الشخصية. فرددت عليه قائلا " شكراً" واستمررت فى تلميع السيارة .
وقد جلس هو هادئا فى مكانه ، بينما أنا منهمك فى تلميع سيارتى . أما
التماسه المتوقع للنقود ، وطلبها منى فلم يجئ أبدا . ولم طال الصمت بيننا ،
أحسست بهاتف داخلى يقول لى " اسأله أنت ، هل يحتاج هو لأى نوع من المساعدة
؟ " . وقد كنت متأكدا من رده ، أنه سيكون بالإيجاب ، ولكننى تمسكت بصدق الهاتف الداخلى .
فسألت الرجل قائلا له " هل تريد أية مساعدة ؟ " . فأجاب فى ثلاث كلمات
بسيطة ، ولكنها عميقة جداً ، ولن أنساها ما حييت . فنحن دائما ننتظر الحكمة
من رجال أو نساء عظيمة . ونتوقعها من أصحاب العلم العالى ، والإنجازات العظيمة .
ولم أتوقع شيئا من هذا الرجل أكثر من يد ممدودة غير نظيفة .
ولكنه نطق بثلاث كلمات أذهلتنى .
فقد قال " السنا جميعنا هكذا ..؟ "
أنا شخصيا أحتاج للمساعدة . ربما ليس لركوب الأتوبيس أو لمأوى ، ولكننى فى
الحقيقة أحتاج للمساعدة .وهنا أخرجت حافظة نقودى وقدمت منها للرجل ، ليس
ما يكفى لرحلة الأتوبيس ، بل ما يكفى لوجبة ساخنة ، وأجر الإقامة فى مكان
مناسب لمدة يوم . ولكن ما زالت هذه الكلمات الثلاثة تبدو صادقة وحقيقية .
فمهما كان لديك ، مهما كان ما حققته من إنجازات .أو مهما كان الذى لك قليلا
، ومهما كان حجم المشاكل التى تثقل كاهلك ، وحتى بدون أن يكون لديك نقود ،
أو مأوى ، فأنت يمكنك أن تقدم المساعدة . حتى لو لم تكن أكثر من مجرد
إطراء ، فإنك يمكنك تقديم ذلك .
أنت لا يمكنك أن تعرف متى ستلتقى بشخص يبدو أن لديه كل شئ . ولكن الحقيقة
أن الجميع ينتظر منك أن تقدم لهم ما لا يملكونه . ربما رؤية مختلفة للحياة
، أو ربما لمحة من شئ جميل ، أو مهلة من المهام اليومية ، شئ ما يمكنك
وحدك أن تراه فى هذا العالم المطحون .
ربما الرجل لم يكن غير غريب بلا مأوى ، يهيم بالطرقات . ولكنه قد يكون هو
أعظم من هذا . فقد يكون قد أرسل بواسطة قوة أعلى وأحكم لتقود نفسا أخرى
لتجد راحة داخلية .
أو ربما يكون الله قد تطلع من السماء ، ثم أرسل ملاكا فى صورة إنسان بلا
عمل ، ثم كلفه قائلا " اذهب وساعد هذا الرجل الذى يلمع سيارته ، فهو يحتاج
للعون . "
" لانك تقول اني انا غني و قد استغنيت و لا حاجة لي الى شيء و لست تعلم
انك انت الشقي و البئس و فقير و اعمى و عريان (الرؤيا 3 : 17) ".
" و نطلب اليكم ايها الاخوة انذروا الذين بلا ترتيب شجعوا صغار النفوس
اسندوا الضعفاء تانوا على الجميع (تسالونيكي الأولى 5 : 14) " .
" احملوا بعضكم اثقال بعض.و هكذا تمموا ناموس المسيح (غلاطية 6 : 2) " .
" فيجيب الملك و يقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي
هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم (متى 25 : 40)" .