إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العمق أجمل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العمق أجمل

    العمق أجمل
    بقلم: هايدي حنا

    خلال الصيف الماضي ذهبنا مع مجموعة العمل للمصيف إلى "دهب" وهي منطقة بشرم الشيخ تطل على البحر الأحمر. وقد تمتعنا حقاً بالمناظر هناك، ولكن ما ضايقني هو البحر، لأنك من الصعب أن تنزل فيه وتتمتع به، إذ به كمية من الصخور والشُعبَّ المرجانية هذا بجانب الأسماك، لذا إذا تجرأت ونزلت ستشعر بأن تحت أقدامك منطقة سكانية كاملة سكانها تتحركون تحتك وحول قدميك. لذا وجدت أنه من الصعب النزول واكتفيت بمشاهدة جماله من بعيد، واكتفى أولادي بالنزول في حمام السباحة بالقرية .. بخلاف بعضنا الذي تمتع بالبحر حقاً حيث اعتاد على الغوص في الأعماق. ولكن ما لفت انتباهي حقاً هو زميلنا أيمن وزوجته جورجينا، حيث كانت المرة الأولى التي يُجرب فيها الغوص للعمق. فعندما سمع بجمال المنظر في العمق قرر أن يُجرب، كان في البداية يخشى الأمر، ولكنه صمم واستعار من زميل لنا أدوات الغوص. في اليوم الأول لم يبقَ في العمق سوى نصف ساعة تقريباً، وعندما خرج كان منبهراً بما رآه، وشجع زوجته على الغوص معه، بالرغم أنه كان مجروحاً من الشعب المرجانية، لكنه لم يبالِ وأخذ يشجع زوجته حتى اقتنعت، فاستعار مجموعة أخرى من أدوات الغوص لزوجته. وفي اليوم الثاني، ازداد الوقت الذي قضاه في الغوص في الأعماق. ثم جاء اليوم الثالث، وقررأن يشتري له ولزوجته أدوات للغوص، ليظل وقتاً أطول في العمق دون أن يكون مرتبطاً بإرجاع الأدوات. وهكذا ازدادت المدة التي كان يقضيها في العمق، وفي كل مرة يخرج كان يروي لنا عن الجمال الذي يراه، وعندما كنا نسأله عن الجروح التي في أرجله كان يجيب غير مبالٍ: "دي من الصخور أو الشُعبَّ مش عارف .. عارفين شفت سمكة ألوانها ..." ويُكمل حديثه عن جمال العمق وكيف أنه تمتع به. لقد كان كُل ما يشغله هو الحديث عما تمتع به بغض النظر عن جروحه.. وبعد أن جرب أيمن العمق لم يرغب بعدها في أن يظل على الشاطئ متفرجاً من بعيد.
    لقد أدركت حقاً كم كانت خسارتي حيث أصابني الخوف من التوغل في العمق واكتفيت أن أشاهد من بعيد، أوأقف على الشاطيء لتلمس قدمي فقط البحر. وبعد عودتنا عندما كان يسألني أحد عن الأخبار كنت أتكلم فقط عن المنظر الخارجي، فيجد نفسه أنه لم يخسر كثيراً وأن المناظر هنا بالإسكندرية جميلة أيضاً ولا يوجد اختلاف. أما أيمن فكان يروي بشغف وحب ما شاهده في العمق، وذلك لأنه اختبر ولمس بنفسه هذا الجمال، فكان كل من يسمعه يشتهي أن يكون مكانه في العمق، ليتمتع بهذا الجمال ويلمسه.
    لقد ذكرتني هذه القصة بحياتي مع الله، وسألت نفسي:
    "هل علاقتي بالله هي مجرد مشاهدة وعلاقة سطحية على الشاطئ فقط؟ أم أنني دخلت للعمق؟."

    عزيزي القاريء .. هل جربت أن تدخل للعمق في علاقتك مع المسيح، أم اكتفيت بالمشاهدة الخارجية والعلاقة على السطحية خوفاً من الصخور والشُعبَّ المرجانية؟ بالتأكيد إن الدخول للعمق يعرضنا للجروح، ولكننا لن نشعر بها، لأن جمال العلاقة مع يسوع والتوغل للعمق معه سيجعل كل هذا يهون.

    كما قال الكتاب المقدس 35:8 "مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟"

    وفي بداية عام جديد ونحن نحتفل بالعطية العظيمة التي أعطاها الله لنا وهي ابنه، دعونا نفكر: هل نبقى على الشاطئ؟ .. أم نتوغل للعمق؟. مع العلم أننا لن نستطيع أن نشهد عنه وعن جماله إلا إذا كنا نحن جربنا ولمسنا هذا الجمال، ولكن إن كنت على الشاطئ فكيف تجذب الآخرين ليجربوا العمق وأنت لم تجربه بنفسك؟، ففاقد الشيء لا يعطيه.
    واعلم عزيزي القارئ أن هذه هي رغبة الله، فهو يدعوك للدخول للعمق معه، ولكن القرار في يديك، وعليك أن تختار، إما أن تكتفي بالوقوف على الشاطئ وتأكد أنك بمرور الوقت ستبتعد وتكتفي بالمشاهدة فقط، أو تقرر الدخول معه للعمق.
    وتذكر أن الله لا يحب أن نمسك العصا من المنتصف، فإما الدخول للعمق ونمو العلاقة معه، أو الابتعاد، أما الفتور الروحي فلا يقبله.
    "هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي"
    رؤيا يوحنا 16:3
    sigpic
    بِسَلاَمَةٍ أَضْطَجعُ بَلْ أَيْضًا أَنَامُ، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ مُنْفَرِدًا فِي طُمَأْنِينَةٍ تُسَكِّنُنِي

  • #2
    رد: العمق أجمل

    للرفع = موضوع قددددددديم يستحق ان تعاد قراءته من جديد
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

    تعليق


    • #3
      رد: العمق أجمل

      هذه القصة تأكيد لمبدأ قديم وأساسي.
      والقصة واقعية ومختبرة ورائعة.
      شكرا شكرا شكرا
      القس / الفريد فائق صموئيل
      قسيس إنجيلي

      D. Min. Studies, Fuller

      تعليق

      من قاموا بقراءة الموضوع

      تقليص

      الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

        معلومات المنتدى

        تقليص

        من يتصفحون هذا الموضوع

        يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

          يعمل...
          X