لا تأمل ياصديقى ..بل قرر !
بواسطة مايكل د. هارجروف
بينما كنت أنتظر صديقا فى مطار بورتلاند ، بولاية اوريجون ، اختبرت
واحداً من هذه الخبرات التى تغير الحياة التى تسمع الناس الآخرين يتحدثون عنها
، من النوع الذى يتسلل الى داخلك رغما عنك .وهذا الأمر حدث على بعد قدمين منى .
بينما أنا اكافح كى أرى صديقى وسط زحام المسافرين وهم يهبطون من الطائرة
خلال ابوابها ، لاحظت رجلاً يأتى فى اتجاهى وهو يحمل حقيبتين خفيفتين .
ووقف الى جوارى مباشرة ليحى عائلته .
اولا لوح لأصغر أولاده ( الذى يبلغ عمره 6 أعوام ) وهو يضع الى جانبه حقائبه .
ثم احتضن كل واحد منهم الآخر حضنا طويلاً محباً . وحينما انفصلوا عن
بعضهم بالقدر الذى سمح لهم بأن يروا وجوه بعضهم ، سمعت الوالد يقول ،
" إنه شئ جميل أن أراك ، ياولدى . لقد افتقدتكم كثيراً ! " وهنا ابتسم ابنه فى خجل ،
وحول عينيه وأجاب فى نعومة ، " وأنا ، أيضا يابابا ! "
وعندئذ وقف الرجل ، و حدق فى عينى ابنه الأكبر ( ربما ذا تسعة او عشرة
أعوام من العمر ) ، وبينما يمسك بوجه ابنه فى كفتيه قال " أنت طبعا رجل
البيت الصغير . أنا أحبك جداً ، يا زاك " وعانق كلاهما الآخر أحلى وأرق عناق محبة .
وبينما يحدث هذا ، راحت طفلة صغيرة ( عمرها عاما او عاما ونصف ) تتلوى فى
استثارة بين ذراعى والدتها ، ولم ترفع عينيها الصغيرتين لحظة عن المشهد
الرائع لوالدها العائد . وقال الرجل " هاى ، يافتاتى الصغيرة !!
" وهو يأخذ الفتاة فى رقة من حضن والدتها . ثم قبل وجهها كله بسرعة ، ثم قربها من
صدره وهو يهدهدها من جانب الى آخر . وفى الحال استرخت الطفلة الصغيرة ، والقت
رأسها ببساطة على كتفه ، حيث بقيت راضية ساكنة فى هدوء .
وبعد بضعة لحظات ، أعطى الوالد ابنته الطفلة لإبنه الأكبر وقال
" لقد وفرت الأحسن للأخر !! " ثم اتجه ليعطى لزوجته اطول قبلة رأيتها على ما أتذكر
وأكثرها امتلاء بالعاطفة . ثم حدق فى عينيها لبضعة ثوان ثم تفوه قائلا
بدون صوت " أنا أحبك جداً " واستمرا كلاهما يحدق بعين الآخر ، وهما يشعان
بابتسامات كبيرة كل للآخر ، بينما ايديهما تتشابك .
ولوهلة بدا لى أنهما متزوجان حديثاً ، ولكننى أعرف من عمر أولادهما أن
هذا لايمكن أن يكون صحيحا . واحترت لذلك للحظة ثم أدركت كيف اننى استغرقت
بالكلية فى عرض رائع للمحبة غير المشروطة يبعد عنى بأقل من طول ذراع .
وفجأة أحسست بعدم الراحة ، كما لو كنت قد تلصصت على شئ مقدس ،
واندهشت لأنى سمعت صوتى يسأل فى عصبية ، " واو ، منذ كم من الوقت وأنتما متزوجان ؟ "
. " نحن معا منذ اربعة عشر عاما منها اثنتى عشر عاما ونحن متزوجان "
هكذا أجاب ، دون أن يخفض بصره عن وجه زوجته . " حسناً إذاً ، منذ متى وانتمت مفترقان ؟ "
هكذا سألت الرجل الذى استدار أخيراً ونظر الىّ ، بينما لا زالت ابتسامته تشرق فى وجهه قال
" يومان كاملان ! " . يومان ؟ لقد صعقت .
فى الواقع أنه بسبب حرارة اللقاء . كنت قد افترضت أنه تغيب لبضعة اسابيع
– إن لم يكن لشهور . أنا أعرف أن التعبير قد خاننى ، فقلت فى ارتجال ،
آملاً أن انهى فضولى وتدخلى بشئ يبدو رقيقاً ومهذبا ( وكى ما أعود للبحث عن صديقى )
" أنا أآمل يستمر بنفس الحرارة بعد اثنتى عشرة عام ! " وهنا توقف الرجل فجأة عن الإبتسام .
ثم نظر مباشرة فى عيناى ، بقوة نفذت مباشرة حتى أعماقى وقال شيئاً جعلنى
شخصاً مختلفاً .قال لى " لا تأمل يا صديقى بل قرر .. " ثم عادت ابتسامته
الرائعة للإشراق من جديد ، ثم صافحنى قائلا " الله يباركك !! "
وعندئذ استدار هو وعائلته مبتعدين معا .
كنت لا زلت اراقب هذا الرجل الاستثنائى واسرته المتميزة وهم يغيبون عن
ناظرى ، عندما أتى صديقى وقال " الى ماذا تنظر ؟ " . فأجبته بدون تردد وفى
يقين شديد " الى مستقبلى !! "
بواسطة مايكل د. هارجروف
بينما كنت أنتظر صديقا فى مطار بورتلاند ، بولاية اوريجون ، اختبرت
واحداً من هذه الخبرات التى تغير الحياة التى تسمع الناس الآخرين يتحدثون عنها
، من النوع الذى يتسلل الى داخلك رغما عنك .وهذا الأمر حدث على بعد قدمين منى .
بينما أنا اكافح كى أرى صديقى وسط زحام المسافرين وهم يهبطون من الطائرة
خلال ابوابها ، لاحظت رجلاً يأتى فى اتجاهى وهو يحمل حقيبتين خفيفتين .
ووقف الى جوارى مباشرة ليحى عائلته .
اولا لوح لأصغر أولاده ( الذى يبلغ عمره 6 أعوام ) وهو يضع الى جانبه حقائبه .
ثم احتضن كل واحد منهم الآخر حضنا طويلاً محباً . وحينما انفصلوا عن
بعضهم بالقدر الذى سمح لهم بأن يروا وجوه بعضهم ، سمعت الوالد يقول ،
" إنه شئ جميل أن أراك ، ياولدى . لقد افتقدتكم كثيراً ! " وهنا ابتسم ابنه فى خجل ،
وحول عينيه وأجاب فى نعومة ، " وأنا ، أيضا يابابا ! "
وعندئذ وقف الرجل ، و حدق فى عينى ابنه الأكبر ( ربما ذا تسعة او عشرة
أعوام من العمر ) ، وبينما يمسك بوجه ابنه فى كفتيه قال " أنت طبعا رجل
البيت الصغير . أنا أحبك جداً ، يا زاك " وعانق كلاهما الآخر أحلى وأرق عناق محبة .
وبينما يحدث هذا ، راحت طفلة صغيرة ( عمرها عاما او عاما ونصف ) تتلوى فى
استثارة بين ذراعى والدتها ، ولم ترفع عينيها الصغيرتين لحظة عن المشهد
الرائع لوالدها العائد . وقال الرجل " هاى ، يافتاتى الصغيرة !!
" وهو يأخذ الفتاة فى رقة من حضن والدتها . ثم قبل وجهها كله بسرعة ، ثم قربها من
صدره وهو يهدهدها من جانب الى آخر . وفى الحال استرخت الطفلة الصغيرة ، والقت
رأسها ببساطة على كتفه ، حيث بقيت راضية ساكنة فى هدوء .
وبعد بضعة لحظات ، أعطى الوالد ابنته الطفلة لإبنه الأكبر وقال
" لقد وفرت الأحسن للأخر !! " ثم اتجه ليعطى لزوجته اطول قبلة رأيتها على ما أتذكر
وأكثرها امتلاء بالعاطفة . ثم حدق فى عينيها لبضعة ثوان ثم تفوه قائلا
بدون صوت " أنا أحبك جداً " واستمرا كلاهما يحدق بعين الآخر ، وهما يشعان
بابتسامات كبيرة كل للآخر ، بينما ايديهما تتشابك .
ولوهلة بدا لى أنهما متزوجان حديثاً ، ولكننى أعرف من عمر أولادهما أن
هذا لايمكن أن يكون صحيحا . واحترت لذلك للحظة ثم أدركت كيف اننى استغرقت
بالكلية فى عرض رائع للمحبة غير المشروطة يبعد عنى بأقل من طول ذراع .
وفجأة أحسست بعدم الراحة ، كما لو كنت قد تلصصت على شئ مقدس ،
واندهشت لأنى سمعت صوتى يسأل فى عصبية ، " واو ، منذ كم من الوقت وأنتما متزوجان ؟ "
. " نحن معا منذ اربعة عشر عاما منها اثنتى عشر عاما ونحن متزوجان "
هكذا أجاب ، دون أن يخفض بصره عن وجه زوجته . " حسناً إذاً ، منذ متى وانتمت مفترقان ؟ "
هكذا سألت الرجل الذى استدار أخيراً ونظر الىّ ، بينما لا زالت ابتسامته تشرق فى وجهه قال
" يومان كاملان ! " . يومان ؟ لقد صعقت .
فى الواقع أنه بسبب حرارة اللقاء . كنت قد افترضت أنه تغيب لبضعة اسابيع
– إن لم يكن لشهور . أنا أعرف أن التعبير قد خاننى ، فقلت فى ارتجال ،
آملاً أن انهى فضولى وتدخلى بشئ يبدو رقيقاً ومهذبا ( وكى ما أعود للبحث عن صديقى )
" أنا أآمل يستمر بنفس الحرارة بعد اثنتى عشرة عام ! " وهنا توقف الرجل فجأة عن الإبتسام .
ثم نظر مباشرة فى عيناى ، بقوة نفذت مباشرة حتى أعماقى وقال شيئاً جعلنى
شخصاً مختلفاً .قال لى " لا تأمل يا صديقى بل قرر .. " ثم عادت ابتسامته
الرائعة للإشراق من جديد ، ثم صافحنى قائلا " الله يباركك !! "
وعندئذ استدار هو وعائلته مبتعدين معا .
كنت لا زلت اراقب هذا الرجل الاستثنائى واسرته المتميزة وهم يغيبون عن
ناظرى ، عندما أتى صديقى وقال " الى ماذا تنظر ؟ " . فأجبته بدون تردد وفى
يقين شديد " الى مستقبلى !! "