قصة واقعية
بقلم / أ . نادية الفونس
تم القبض على جماعة من المؤمنين خاصة الجدد منهم الذين لديهم موهبة الوعظ وكانت بينهم امرأة شريفة من عائلة كبيرة تدعى " فيبا " وكان زوجها رجل شريف ولديها رضيع. وعندما قبض عليها من أجل مسيحيتها الصادقة جاء والدها منفعلاً محاولاً زعزعة إيمانها وتحطيم عزيمتها ولكنه لم يقدر على إبعادها عن مسيحيتها . واخذها الجنود الذين كانوا يخدمون في عهد " سببتيموس ساويرس " سنة 203 م في مدينة قرطاجة بشمال أفريقيا. وأودعت السجن مع زملائها المؤمنين واعتراها خوف شديد وكانت حرارة السجن فظيعة وكان غياب ابنها يمزقها نفسياً ومعنوياً. وأحضروا لها ابنها الرضيع الذي كان مغشي عليه من الجوع فأرضعته " فيبا " ثم سلمته لأمها وأوصتها عليه بحرارة وظلت تعاني من القلق والاكتئاب لعدة أيام. وفي يوم المحاكمة أعترفت " فيبا " بالإيمان هي وزملائها المؤمنين وكانت والدتها ووالدها يحملون رضيعها وقالا لها بصوت عال " يا ابنتي ارحمى رضيعك واشفقي على شيخوختنا وقدمي ذبيحة سلامة للامبراطور لكي يفك سجنك " ولكن لم يثنيها عن عزمها أي إغراء. وجاء " هيلاريانوس " الحاكم الأعلى ونطق بالحكم عليهم جميعاً وهو طرحهم للوحوش في ملعب ساحة السجن يوم عيد ميلاد " جيتا " بنت القيصر ، ولكن " فيبا " وأصدقائها كانوا ممتلئين قوة من كثرة الترانيم والصلاة ، وعندما قرب موعد الاستشهاد أمروهم الولاة بإرتداء الملابس المخصصة للموت إمعاناً في الاستهزاء بهم ، فالرجال يرتدون زى كهنة " ساتورن Saturn " والنساء يرتدون زى مكرسات راهبات ، ودخلوا ساحة الموت ينشدون مزامير الغلبة ، وعندما اقتربوا من منصة " هيلاريان " الحاكم قالوا له بصوت واحد : " أنت تحكم علينا اليوم والله سيدينك " ثم تماسكوا بالأيادى ورفعوها عالياً وصرخوا بصوت واحد : " اثبتوا بالإيمان وأحبوا بعضكم بعضاً ولا تجزعوا من الآلام " وصرعتهم الوحوش ، وكان أكثر ما ألم المشاهدين هو منظر " فيبا " وهي تموت ويتساقط اللبن من ثدييها لأنها كانت مرضعة وطفلها كان صغيراً جداً يتغذى من هذا اللبن. هذه الشهيدة لم يستطع والدها أن يزحزح إيمانها ولا حتي ابنها الرضيع لأن لسان حالها كان دائماً يقول منذ الآن لا تهتمي للحياة بل للموت لأنها عرفت أنها لو سعت لتوفير الراحة والأمان والاطمئنان للحياة الجسدية فهذا سيشفيها ، أما الاهتمام الروحي واحتمال آلام وضيق الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد من أجل يسوع المسيح . فهي ذبحت أمومتها على مذبح الإيمان والشهادة وهذا هو سمو الإيمان فوق الجسد وبقوة الروح على العاطفة. وهذه الشهيدة التصقت نفسها بيسوع ووجدت في الحياة الأبدية شبع وسرور في يمين الفادى لأن يمينه ملآنة نعم ورحمة للأبد.
عن مجلة الأخبار السارة
http://www.akhbarsarra.com/news.php?Id=63
بقلم / أ . نادية الفونس
تم القبض على جماعة من المؤمنين خاصة الجدد منهم الذين لديهم موهبة الوعظ وكانت بينهم امرأة شريفة من عائلة كبيرة تدعى " فيبا " وكان زوجها رجل شريف ولديها رضيع. وعندما قبض عليها من أجل مسيحيتها الصادقة جاء والدها منفعلاً محاولاً زعزعة إيمانها وتحطيم عزيمتها ولكنه لم يقدر على إبعادها عن مسيحيتها . واخذها الجنود الذين كانوا يخدمون في عهد " سببتيموس ساويرس " سنة 203 م في مدينة قرطاجة بشمال أفريقيا. وأودعت السجن مع زملائها المؤمنين واعتراها خوف شديد وكانت حرارة السجن فظيعة وكان غياب ابنها يمزقها نفسياً ومعنوياً. وأحضروا لها ابنها الرضيع الذي كان مغشي عليه من الجوع فأرضعته " فيبا " ثم سلمته لأمها وأوصتها عليه بحرارة وظلت تعاني من القلق والاكتئاب لعدة أيام. وفي يوم المحاكمة أعترفت " فيبا " بالإيمان هي وزملائها المؤمنين وكانت والدتها ووالدها يحملون رضيعها وقالا لها بصوت عال " يا ابنتي ارحمى رضيعك واشفقي على شيخوختنا وقدمي ذبيحة سلامة للامبراطور لكي يفك سجنك " ولكن لم يثنيها عن عزمها أي إغراء. وجاء " هيلاريانوس " الحاكم الأعلى ونطق بالحكم عليهم جميعاً وهو طرحهم للوحوش في ملعب ساحة السجن يوم عيد ميلاد " جيتا " بنت القيصر ، ولكن " فيبا " وأصدقائها كانوا ممتلئين قوة من كثرة الترانيم والصلاة ، وعندما قرب موعد الاستشهاد أمروهم الولاة بإرتداء الملابس المخصصة للموت إمعاناً في الاستهزاء بهم ، فالرجال يرتدون زى كهنة " ساتورن Saturn " والنساء يرتدون زى مكرسات راهبات ، ودخلوا ساحة الموت ينشدون مزامير الغلبة ، وعندما اقتربوا من منصة " هيلاريان " الحاكم قالوا له بصوت واحد : " أنت تحكم علينا اليوم والله سيدينك " ثم تماسكوا بالأيادى ورفعوها عالياً وصرخوا بصوت واحد : " اثبتوا بالإيمان وأحبوا بعضكم بعضاً ولا تجزعوا من الآلام " وصرعتهم الوحوش ، وكان أكثر ما ألم المشاهدين هو منظر " فيبا " وهي تموت ويتساقط اللبن من ثدييها لأنها كانت مرضعة وطفلها كان صغيراً جداً يتغذى من هذا اللبن. هذه الشهيدة لم يستطع والدها أن يزحزح إيمانها ولا حتي ابنها الرضيع لأن لسان حالها كان دائماً يقول منذ الآن لا تهتمي للحياة بل للموت لأنها عرفت أنها لو سعت لتوفير الراحة والأمان والاطمئنان للحياة الجسدية فهذا سيشفيها ، أما الاهتمام الروحي واحتمال آلام وضيق الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد من أجل يسوع المسيح . فهي ذبحت أمومتها على مذبح الإيمان والشهادة وهذا هو سمو الإيمان فوق الجسد وبقوة الروح على العاطفة. وهذه الشهيدة التصقت نفسها بيسوع ووجدت في الحياة الأبدية شبع وسرور في يمين الفادى لأن يمينه ملآنة نعم ورحمة للأبد.
عن مجلة الأخبار السارة
http://www.akhbarsarra.com/news.php?Id=63
تعليق