الشعر المعقد
كانت بث جالسة فى استراحة المطار منتظرة وصول الطائرة ، وكانت تجلس مع كثير من الناس المنتظرين ،
ولم تكن بث تعرف أحد منهم .
وبينما هى تنتظر أخرجت كتابها المقدس وبدأت تقرأ فيه ، وفجأة شعرت كما أن كل الناس من حولها يحملقون فيها ،
فرفعت رأسها لتستكشف الأمر فأدركت أنهم ينظرون من فوق رأسها الى ما خلفها ، فاستدارت لترى ما الذى ينظرون عليه ،
وحينئذ نظرت بعض الحمالين يدفعون كرسى بعجلات يجلس عليه رجل عجوز ,
وكان شكل هذا الرجل هو الأقبح على الإطلاق فيما قد رأته هذه الفتاة طيلة حياتها ،
كان له شعر أبيض طويل فى فوضى شديدة ومعقد كله تعقيداً شديداً ,
ووجهه كان مجعدا بشدة بينما نظرته كانت غير صديقة على الإطلاق .
قالت بث فيما بعد أنها لم تعرف وقتها لماذا شعرت بإنجذاب ناحية هذا الرجل العجوز ،
وفكرت فى البداية أن الرب يريد منها أن تشهد له عن المسيح ،
فقالت فى قلبها يارب ليس الآن وليس هنا ، ولكنها لم تستطع أن تبعد صورة الرجل عن عقلها ،
وفجأة أدركت ما الذى يريد منها الله أن تفعله من أجل هذا الرجل فقد كان الله ينتظر منها أن تقوم بتمشيط شعره المعقد .
ذهبت بث وركعت أمام العجوز وقالت " سيدى هل يمكنك أن تشرفنى بتمشيط شعرك
" فقال لها " ماذا " ، فقالت فى نفسها عظيم أنه ثقيل السمع أيضاً .
فعادت تقول له مرة أخرى فى صوت أعلى من المرة السابقة " سيدى هل يمكنك أن تشرفنى
بتمشيط شعرك " وهنا قال لها الرجل " إذا كنت تتكلمين لى فعليك أن تتكلمى بصوت أعلى ،
فأنا بالكاد أسمع ، وتقريبا أصبحت أصم " . فعادت بث وقالت له مرة أخرى وهى تكاد تصرخ " سيدى أعطنى من فضلك شرف أن أقوم بتمشيط شعرك " .
وهنا راح جميع الحاضرين يراقبون كيف يكون رد فعل الرجل ، الذى نظر لها بارتباك وقال " إذا كنت حقا ترغبين فى ذلك " .
تذكرت بث لحظتها أنه ليس لديها حتى فرشة شعر أو مشط ، ولكنها على أية حال يمكن أن تسأل الآخرين عن واحدة
، وهنا قال لها العجوز " من فضلك أنظرى فى الحقيبة التى خلف الكرسى المتحرك فهناك توجد فرشة شعرى " .
وهكذا أخذت بث الفرشاة وبدأت فى تمشيط شعر الرجل ، ولكونها فتاة ولكون شعرها طويلا فقد كانت قد تدربت مرات عديدة من قبل على فك عقد الشعر ، وهكذا كانت تعرف كيف تكون رقيقة مع الرجل .
استغرق الأمر وقتا طويلا حتى تمكنت بث فى النهاية من فك جميع العقد التى كانت فى شعر الرجل ، وحين انتهت من تمشيط شعره وجدت الرجل يصرخ متأثراً ، فركعت أمامه ونظرت مباشرة فى عينيه وسألته قائلة " هل تعرفت بالرب يسوع
ياسيدى " .
فقال لها " أنا أعرف الرب يسوع ، هل تعرفين ، خطيبتى فى فترة الخطبة كانت قد قالت لى أنه لن يمكنها الزواج منى لو لم أتعرف بالرب يسوع ، وهكذا درست عنه كل شئ ثم طلبت منه أن يأتى ويسكن قلبى منذ سنوات كثيرة وذلك قبل زواجى من زوجتى " .
ثم استمر قائلاً " هل تعرفين ، أننى الآن فى طريقى لمنزلى لمقابلة زوجتى ، فقد كنت لمدة طويلة هنا فى المستشفى لإجراء عملية جراحية خاصة فى مكان بعيد عن عن منزلى ، ولم تستطع زوجتى أن تحضر معى لأنها هى نفسها ضعيفة " ،
ثم أردف قائلا " أننى كنت غاية فى الانزعاج من منظر شعرى البشع ولم أكن أرغب أن ترانى زوجتى فى هذه الصورة الشنيعة ولكنى لم أستطع أن أمشط شعرى بنفسى " ، وراحت الدموع تنساب بغزارة فوق وجنتيه وأخذ يشكر بث مرات عديدة على قيامها بتمشيط شعره وهو فى غاية التأثر .
صرخت بث متأثرة ، والناس الذين شاهدوا الحدث صرخوا هم الآخرين من التأثر،
حتى الحمالين راحوا يصرخون من التأثر ثم أوقفوا بث و سألوها " لماذا فعلت أنت ذلك ؟ " .
ولحظتها سنحت الفرصة وفتح الباب أمامها لتشارك الآخرين محبة الله .
نحن لسنا نفهم طرق الله ، ولكن لنبقى مستعدين ، فقد يستخدمنا الله لسد احتياج شخص آخر كما سدد هو احتياج هذا الرجل العجوز وفى هذه اللحظة ذاتها من الممكن أن ينادى على نفس ضائعة تحتاج أن تعرف محبته .
نحن نثق بالله .
ونحيا فى المسيح .
ونخدمه ههنا فى هذا العالم .
ولتكن بركات الرب معكم جميعاً .
ليكن كل واحد بحسب ما اخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء صالحين على
نعمة الله المتنوعة (بطرس الأولى 4 : 10)
ولم تكن بث تعرف أحد منهم .
وبينما هى تنتظر أخرجت كتابها المقدس وبدأت تقرأ فيه ، وفجأة شعرت كما أن كل الناس من حولها يحملقون فيها ،
فرفعت رأسها لتستكشف الأمر فأدركت أنهم ينظرون من فوق رأسها الى ما خلفها ، فاستدارت لترى ما الذى ينظرون عليه ،
وحينئذ نظرت بعض الحمالين يدفعون كرسى بعجلات يجلس عليه رجل عجوز ,
وكان شكل هذا الرجل هو الأقبح على الإطلاق فيما قد رأته هذه الفتاة طيلة حياتها ،
كان له شعر أبيض طويل فى فوضى شديدة ومعقد كله تعقيداً شديداً ,
ووجهه كان مجعدا بشدة بينما نظرته كانت غير صديقة على الإطلاق .
قالت بث فيما بعد أنها لم تعرف وقتها لماذا شعرت بإنجذاب ناحية هذا الرجل العجوز ،
وفكرت فى البداية أن الرب يريد منها أن تشهد له عن المسيح ،
فقالت فى قلبها يارب ليس الآن وليس هنا ، ولكنها لم تستطع أن تبعد صورة الرجل عن عقلها ،
وفجأة أدركت ما الذى يريد منها الله أن تفعله من أجل هذا الرجل فقد كان الله ينتظر منها أن تقوم بتمشيط شعره المعقد .
ذهبت بث وركعت أمام العجوز وقالت " سيدى هل يمكنك أن تشرفنى بتمشيط شعرك
" فقال لها " ماذا " ، فقالت فى نفسها عظيم أنه ثقيل السمع أيضاً .
فعادت تقول له مرة أخرى فى صوت أعلى من المرة السابقة " سيدى هل يمكنك أن تشرفنى
بتمشيط شعرك " وهنا قال لها الرجل " إذا كنت تتكلمين لى فعليك أن تتكلمى بصوت أعلى ،
فأنا بالكاد أسمع ، وتقريبا أصبحت أصم " . فعادت بث وقالت له مرة أخرى وهى تكاد تصرخ " سيدى أعطنى من فضلك شرف أن أقوم بتمشيط شعرك " .
وهنا راح جميع الحاضرين يراقبون كيف يكون رد فعل الرجل ، الذى نظر لها بارتباك وقال " إذا كنت حقا ترغبين فى ذلك " .
تذكرت بث لحظتها أنه ليس لديها حتى فرشة شعر أو مشط ، ولكنها على أية حال يمكن أن تسأل الآخرين عن واحدة
، وهنا قال لها العجوز " من فضلك أنظرى فى الحقيبة التى خلف الكرسى المتحرك فهناك توجد فرشة شعرى " .
وهكذا أخذت بث الفرشاة وبدأت فى تمشيط شعر الرجل ، ولكونها فتاة ولكون شعرها طويلا فقد كانت قد تدربت مرات عديدة من قبل على فك عقد الشعر ، وهكذا كانت تعرف كيف تكون رقيقة مع الرجل .
استغرق الأمر وقتا طويلا حتى تمكنت بث فى النهاية من فك جميع العقد التى كانت فى شعر الرجل ، وحين انتهت من تمشيط شعره وجدت الرجل يصرخ متأثراً ، فركعت أمامه ونظرت مباشرة فى عينيه وسألته قائلة " هل تعرفت بالرب يسوع
ياسيدى " .
فقال لها " أنا أعرف الرب يسوع ، هل تعرفين ، خطيبتى فى فترة الخطبة كانت قد قالت لى أنه لن يمكنها الزواج منى لو لم أتعرف بالرب يسوع ، وهكذا درست عنه كل شئ ثم طلبت منه أن يأتى ويسكن قلبى منذ سنوات كثيرة وذلك قبل زواجى من زوجتى " .
ثم استمر قائلاً " هل تعرفين ، أننى الآن فى طريقى لمنزلى لمقابلة زوجتى ، فقد كنت لمدة طويلة هنا فى المستشفى لإجراء عملية جراحية خاصة فى مكان بعيد عن عن منزلى ، ولم تستطع زوجتى أن تحضر معى لأنها هى نفسها ضعيفة " ،
ثم أردف قائلا " أننى كنت غاية فى الانزعاج من منظر شعرى البشع ولم أكن أرغب أن ترانى زوجتى فى هذه الصورة الشنيعة ولكنى لم أستطع أن أمشط شعرى بنفسى " ، وراحت الدموع تنساب بغزارة فوق وجنتيه وأخذ يشكر بث مرات عديدة على قيامها بتمشيط شعره وهو فى غاية التأثر .
صرخت بث متأثرة ، والناس الذين شاهدوا الحدث صرخوا هم الآخرين من التأثر،
حتى الحمالين راحوا يصرخون من التأثر ثم أوقفوا بث و سألوها " لماذا فعلت أنت ذلك ؟ " .
ولحظتها سنحت الفرصة وفتح الباب أمامها لتشارك الآخرين محبة الله .
نحن لسنا نفهم طرق الله ، ولكن لنبقى مستعدين ، فقد يستخدمنا الله لسد احتياج شخص آخر كما سدد هو احتياج هذا الرجل العجوز وفى هذه اللحظة ذاتها من الممكن أن ينادى على نفس ضائعة تحتاج أن تعرف محبته .
نحن نثق بالله .
ونحيا فى المسيح .
ونخدمه ههنا فى هذا العالم .
ولتكن بركات الرب معكم جميعاً .
ليكن كل واحد بحسب ما اخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء صالحين على
نعمة الله المتنوعة (بطرس الأولى 4 : 10)