إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جين

    بقلم: عماد حنا

    كان يجلس بجوار جين كما اعتاد كل يوم.. وكانت هي هادئة تنظر اليه في محبة.. لقد أحبته كما أحبها .. نعم كان يشعر بذلك ويسعد به.. ويحس أن ذلك الحب يشبعه.. يطفيء ظمأه.. لقد كان أسعد أوقاته عندما كان يجلس بجانبها يربت على جسدها الناعم..ويحدثها..ويراها وهي تصغي له دون أن تعلق على ما يقول.. كانت دائما تتركه يعبر لها عما يجيش بداخله من المشاعر دون أن تضجر أو تعلن عن استيائها منه.
    نعم لقدوجد في جين نعم الصديقة فهي الصديقة الوحيدة التي تستمع اليه وتؤنس وحدته.. فهي تعيش معه منذ أكثر من خمس سنوات.. لا يطمئن لأحد غيرها.. فهي التي تستطيع أن تفهم كلامه الذي لا يمكن أن يهم أحد سواه.. كما أنها تشاركه اهتماماته أو هو كان يظن ذلك.. لذلك كانت جديرة بحق أن تكون صديقته الوحيدة.
    في ذلك اليوم كان يشعر أنه ليس على ما يرام.. كان يشعر أنه مخنوق.. الدموع حبيسة في عينيه.. لقد مر بكثير من الأزماتفي عمله وخسر كثير من صداقاته في الآونة الأخيرة.. لذلك كان يكلمها وبداخله شعور بالاحباط الشديد.. بينما يداه تعبثان في شعرها الجميل وهي مستسلمة له في تلذذ وتنظر اليه في عذوبة ودلال.

    كان يقول لها

    - والآن .. ما رأيك يا جين؟ ألا ترين أنني فعلت حسنا عندما قررت عدم الخروج اليوم؟

    - .....................................

    - لقد مللت هؤلاء الناس.. أخرج معهم كل مساء .. الحديث ذاته.. والجلسة ذاتها.. وعلى أن أستمع وأشارك.. لقد سئمت كل هذا .. انه ضياع وقت..

    - ........................................

    - كما أنهم لا يفهمونني

    ويبتسم في أسى ويستطرد في كلماته

    - أو ربما أنا الذي لم أعتد على التعبير بمشاعري لأحد سواك

    - ................................................

    - أجل هذه هي حقيقتي .. لم أعد أستطيع أن أعبر لأحد عما أشعر به سواء كان هذا الشعور حزنا أو فرحا.. ذلك الشعور لا أقدر أن أخرجه من داخلي الآن.. لماذا؟ .. لا أعرف.. هل تعرفين ياجين؟

    - ...........................................

    - ربما لأنني فقدت ثقتي في الآخرين الجميع لا يسعون اليك الا إذا أرادوا منك شيئا .. انهم يريدون مني أن أدفع ثمن محبتهم وصداقتهم.. ولا يعرفون أن الصداقة تفقد قيمتها إذا كانت بمقابل مادي.. كلهم يطمعون في أموالي.. بينما أنت .. تعلمين أني غني ولا تطلبين شيئا.. وعند حدوث هزة مالية كما هو الحال الآن لا يتغير تعاملك معي.. لأنك تعطيني بلا مقابل.ز أرأيت أنك أفضل صديقة على الإطلاق يا جين؟

    نظرت اليه جين بعيونها الناعسة.. وفي تثاقل قامت ووضعت رأسها على كفة يده تمسح وجهها معبرة عن محبتها له بينما هو في انفعال ظاهر راح يكمل حديثه..

    - كما أنك الوحيدة التي تعرفين مشاكلي وعيوبي دون أن تتفوهي بكلمة واحدة.. أما هم.. إذا ما عرفوا عيبا في شخص صار سلاحا ضده.. ويكون ذلك العيب حديثهم وشغلهم الشاغل.. لماذا يا جين؟.. لماذا لا يفكر الانسان ألا في عيوب الآخرين ولا ينظر الى نفسه أبدا..؟

    جين تنظر اليه.. ولكنها لا ترد .. وهوبدوره ينظر اليها ولا تزال يداه تعبثان بوجهها .. ويفترض أنها أجابته فيقول

    - أنا؟ .. نعم.. أنا أعرف عيوبي جيدا.. أعرفها لأنني أبقى معك وأتحدث اليك فأنت مرآتي التي أرى نفسي فيها.. وعندما أحدثك أتعرف على عيوبي أكثر.. وإذا حدثتك أثق في أنك لن تشهري بي لأحد ولن تذليني يوما بها..

    - ..........................................

    - كما أنك يا جين جعلتيني أتعود على الصمت لذلك ثقل على لساني .. فلم يعد طليقا يتكلم ويتكلم.. فأجد نفسي صامتا في مجالس الآخرين

    - ..............................................

    - هم يعتقدونني خبيثا .. احتفظ بما انتوي فعله لنفسي.. هم يعتقدون أنني أعد نفسي للمعارك والمقالب في صمتي هذا.. ولا يعرفون أن صمتي هذا عجزا.. عجز عن مواجهتهم.. أنا لا أستطيع أن أتكلم.. فكيف لي بمواجهتهم.. لا أعرف .. هل لك أن تخبريني يا جين؟

    - ........................................

    - ألا تخبريني يا جين؟

    - .....................................

    - أتبخلين يا جين بالرد وأنت صديقيتي الوحيدة؟ .. التي أريد أن أعرف كيف أتغلب على فشلي.. على وحدتي .. على عيوبي التي أرفضها..

    - .........................................

    - تكلمي يا جين.. لقد فقد سلامي.. وفارقني نومي وهدوئي المصطنع.. بدأ يخرج منه حمم بركان ثائر.. ألا تعطيني بعض الراحة؟

    - .............................................

    أخذ ينظر الى صديقته جين في توسل .. ولكنها رفضت أن تتكلم .. وكيف لها أن تعطي ما لا تملكه.. لم يستطع أن يصمد.. لقد واجه الكثير ولكنه الآن لا يستطيع.. وخاصة ان أحدا لا يراه غير جين.. وجين لا يمكن أن تتكلم.. أنها لم تتكلم أبدا فترك نفسه للبكاء.. وأخذ يربت على ظهر جين.. بينما عيونه تدمع

    لقد عرف الآن .. عرف أنه يحتاج الى صديق آخر.. صديق يعطي الطمأنينة للنفس.. يعطي الحب.. وهذا كله لن توفره له الجميلة جين.. لقد كانت الصديق الوفي طوال خمس سنوات كاملة أما الآن.. فهو يحتاج الى شخص آخر يستطيع أن يحكي ويستمع اليه.. يخرج له ما في قلبه.. ويجد له حلولا لمشكلاته.. انه الان يحتاج لشخص ينزذ عنه قلقه ويحطم قيوده وعبوديته.. لم تعد جين تكفيه.

    لذلك هو يبحث.. ولا شك أنه سوف يجد.. سوف يجد الصديق الألزق من الأخ.. كيف؟
    هو لا يعرف الآن .. لكنه سيظل يبحث والذي يبحث بأمانة يجد. حمل صديقته جين ووضعها على المنضدة .. وأخذ يتسلى في إطعامها.. وبينما هي تهز ذيلها سرورا وفرحا كانت عيونه هو لا تزال تدمع.
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

  • #2
    مشاركة: جين

    المشاركة الأصلية بواسطة emad hanna
    بقلم: عماد حنا

    كان يجلس بجوار جين كما اعتاد كل يوم.. وكانت هي هادئة تنظر اليه في محبة.. لقد أحبته كما أحبها ..
    حمل صديقته جين ووضعها على المنضدة .. وأخذ يتسلى في إطعامها.. وبينما هي تهز ذيلها سرورا وفرحا كانت عيونه هو لا تزال تدمع.
    عزيزى الأخ عماد
    عندما بدأت أقرأ القصة توقعت شيئا كمفاجأة فى النهاية كمفاجآتك التى تفاجئنا بها مثل قصة " بائع أم مشترى" وكلما تقدمت فى القراءة ترتسم على شفتى المراحل المتعددة للأبتسامة – فبدأت بالأبتسامة الخفيفة ثم إبتدأت تزداد شيئا فشيئا وأنتهت بالضحكة الصاخبة
    فقد كنت فى الشهر الماضى فى زيارة أحد الأصدقاء الأعزاء ووجدته يربى جرو صغير ومعه قطة ولاحظت مدى حب الأثنان لبعضما البعض ولذا توقعت أنه عند نهايتها سنفاجأ أن يخرج بطل هذه القصة بوبسى وصديقته الحميمة هى جين الى أن تأكدت أنه هو هو من هذه العبارة
    " وبينما هي تهز ذيلها سرورا وفرحا كانت عيونه هو لا تزال تدمع"
    أشكرك عزيزى الأخ عماد

    بالله عليكم انا جبت حاجة من عندياتى علشان بعدين نصدق اللى كتبه الزيناتى

    تعليق


    • #3
      مشاركة: جين

      شكرا عزيزي المفتي لدخولك الكريم ... هذه أول مرة أرى تعليقك على قصصي ... لذلك أشكرك لأني اكتشفت أنك تقرأ أيضا القصص السابقة

      اني احسد بابسي وجين لأن كل واحدة اكتشفتا صداقة فريدة من نوعها يندر ان توجد

      عندما تزور صديقك مرة أخرى أرجوا ان تسلم لي على بابسي وجين
      أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
      Emad Hanna

      تعليق

      من قاموا بقراءة الموضوع

      تقليص

      الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

        معلومات المنتدى

        تقليص

        من يتصفحون هذا الموضوع

        يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

          يعمل...
          X