تويت
الإساءة للأديان أمر مرفوَض !!
تحت عنوان تجاوز كل الحدود كتب الدكتور محمد عبد المنعم عبد ربه في بريد الأهرام يوم الأحد 29 يناير 2006 مطالبا المسيحيين المصريين وعلى رأسهم البابا شنودة أن يتوسطوا لدي القائمين علي أمر قناة الحياة التليفزيونية والمسئولين عن إدارتها ووضع سياساتها وخطط برامجها أن يتدخلوا لإيقاف بث برامج الكراهية والاستفزاز الصريح والممجوج والمستمر التي تقدمها القناة ضد الإسلام ومما لاشك فيه فإننا نتفق تمام الاتفاق مع الدكتور الفاضل في رفضه الإساءة للأديان فالإساءة للأديان هو أمر مرفوض من كافة الأطراف فليس من شيم المسيحية أن يسئ أي مسيحي إلى الإسلام كذلك فليس من شيم الإسلام أن يسئ أي مسلم إلى المسيحية ولكن يبدو أن المشكلة الحقيقية لقناة الحياة ليس ما تبثه من موضوعات بقدر ما أن القمص الذي يقدم البرنامج يحمل الجنسية المصرية ومن هنا يجئ الاستنكار كيف لمصري أن يفعل هذا ؟ ولكن ياتري ماذا سيكون موقفنا لو استجابت القناة واستبدلت مقدم البرنامج المصري الجنسية بآخر غير مصري ؟! فليس الحل من وجهة نظري أن نسكته هو أو غيره ولكن الحل يكمن في أن يخصص التليفزيون المصري قناة خاصة للرد على كل هذه التساؤلات فلابد أن يكون لدينا مناعة داخلية وحصانة نتحصن بها ضد كل ما هو خارجي ووافد علينا .ومن الموضوعية أن نقول أن الهجوم على الأديان لا يقتصر على الإسلام وحده ولكن هناك فضائيات أخرى تهاجم المسيحية أيضا وأعتقد أن السيطرة على الفضائيات هو أمر خارج إرادتنا ولاسيما وأن العالم به الملايين من اللادينييين ومن أصحاب الديانات الوضعية ومن أتباع اليهودية والمسيحية والإسلام هذا فضلا عن المذاهب والفرق والشيع التي يزخر بها كل دين فكل فريق سيحاول أن يثبت صحة معتقده بكل السبل وبشتى الطرق الأمر الذي سيكون من المستحيل ضبطه أو منعه أو حتى محاولة السيطرة عليه ومشكلة الإساءة إلى الأديان ليست موجودة في الفضائيات فحسب ولكن الفضاء النتي زاخر وعامر ومتخم بالهجوم على كافة الأديان
وهذا معناه أننا لو تمكنا من السيطرة على الفضائيات –مع استحالة هذا طبعا-فلن نتمكن أبدا من السيطرة على الفضاء النتي. وحيث أنه ليس في الإمكان أن نسيطر على الفضائيات ومواقع الإنترنت فلندع هذا الأمر جانبا ولنتحدث فيما يخصنا وما يمكننا أن نتحكم فيه ونسيطر عليه أقصد وسائل الإعلام المصرية على اختلاف أنواعها من صحافة وإذاعة وتليفزيون والتي كثيرا ما تستخدم للهجوم على المسيحية وأعتقد أننا قادرون في مصر على منع نشر أو بث كل ما من شأنه أن يسئ إلى المسيحية إذا كنا جادين في ذلك . والطعن في المسيحية واتهام المنتمين إليها بالزندقة والكفر هو أمر مستفز ومن شأنه أن يقود الجهلاء والمتعصبون الغوغائيون لتدمير الكنائس وحرقها والاعتداء على المتعبدين داخلها .وهنا يجئ دور الإعلام المصري – صحف وإذاعة وتليفزيون- فعلى الإعلام المصري مسئولية جسيمة في المرحلة المقبلة تتضمن ترسيخ ثقافة الحوار بدلا من الشجار وترسيخ مفهوم المواطنة وثقافة قبول الآخر الديني المغاير بدلا من إثارة النعرات الدينية. وإعطاء فرص كافية ومتساوية لكل من ينتمي لدين ما ليشرح ما يؤمن به هو لا كما يظنه الآخر. هذا ومن المفترض أيضا أن تعطي القنوات الأرضية فرصة متساوية لأتباع الديانات المختلفة للرد على اللادينيين ولتفنيد ما توجهه الفضائيات من هجوم على الأديان وفي مثل هذه الحوارات لابد من إعمال العقل ومقارعة الحجة بالحجة ومجابهة الرأي بالرأي ومواجهة الفكر بالفكر فأسلوب الرد على جميع الاتهامات التي توجهها الفضائيات للأديان هو أقوي من المصادرة والمنع ومن المؤكد أن الأديان السماوية لهي أقوى وأثبت من أي هجوم أرضي .
القس / رفعت فكري سعيد
راعي الكنيسة الانجيلية بأرض شريف – شبرا مصر
refaatfikry@hotmail.com