إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من وحي حرب الخليج الثالثة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من وحي حرب الخليج الثالثة

    من وحي حرب الخليج الثالثة

    بقلم: عماد حنا

    مقدمة
    لماذا يارب

    كثير من الاسئلة – قليل من الاجابات

    يارب لماذا
    كانت هذه هي الصرخة والسؤال الأساسي في سفر أيوب ... ذلك السفر الذي يحكي قصة رجل تقي يعرف الله ولكنه فوجئ بفقدان ثروته وأولاده واصابته بالأمراض بصورة متتالية وعجيبة.
    ولذلك كانت هذه الصرخة... لماذا ؟
    لماذا هذه المصائب المفاجئة... ولماذا تأتي بهذا التتابع؟ ولماذا يسمح الرب بها.

    هذه الصرخة هي لسان حال كل شخص فاجأته مصيبة ما

    أتخيل الشعب العراقي وقد عاش في حصار اقتصادي كبير ومن قبله حروب خليجية ... الشاب الذي عمره الآن خمسة وعشرون عاما قضى كل عمره في حرب... لماذا؟

    والآن ... لماذا هذا القصف الامريكي المتوالي... أيريدون صدام؟ لماذا ندفع الثمن.

    في نفس يوم الحرب فتحت التلفاز وبدأت أتابع... وظننت أن الامر سيأخذ ساعات قليلة... وبعد المتابعة أصبحت قناعاتي أن الحرب يمكن أن تأخذ أيااما ... ومن المتابعة المتواليه وبعد يومين رأيت أن الحرب ستأخذ شهورا... ونسيت القضية التي يحارب الامريكان لأجلها. ونسيت القضية التي يدافع رجال صدام عنها. ولكنه كان السؤال واحدا

    ماذا عن الشعب المسكين ... أغلقت التلفاز ولم أعد افتحه ثانية... فالأخبار المؤلمة تكرر نفسها كل يوم... خرجت أستنشق بعض الهواء ... مر فوقي طائرة على ارتفاع منخفض... كان صوتها عاليا وضخما ... وتخيلتها وهي تسقط أسلحة الموت فوقي ... وتذكرت اننا لسنا في منطقة حرب. ولكني تخيلت ذك الشاب العراقي وهو واقف أمام بيته ويرى ويتقع الموت. شئ رهيب .

    وبدوري صرخت
    يارب لماذا

    لماذا كل هذا الدمار ... لماذا يرسل الانسان لأخيه الانسان الموت كهدية... وتذكرت قول المسيح الساخر" أي إنسان منكم إذا سأله أبنه خبزا، يعطيه حجرا؟! وإن سأله سمكة ، يعطيه حية؟!. (متى 6: 9، 10)

    ولكن الانسان في العراق يعطي صواريخا وقنابل ومعونات انسانية!!! يعطي دمار وموت... ويهديهم توابيت خشبية أنيقة!!!

    يارب لماذا؟
    سؤال لم يجيب عليه الله لأيوب البار ... لأنه على الانسان الخضوع والطاعة... والتسليم لمشيئة الله. لأن مشيئة الله سمحت أن يتجبر إنسان على أخيه ... وأن هذا الانسان يعطي لأخية حية وعقرب وكل ما هو مميت.

    إذا (فلماذا) هو سؤال مرفوض... لنبحث عن سؤال آخر

    كيف نتعلم من تلك الظروف
    وبما أن مصدر تعليمي هو الكتاب المقدس ... فسأفتح الكتاب وأحاول أن أتعلم وأعلم شيئا أثناء ضرب القنابل ... والذي يبقى على قيد الحياة يستطيع أن يتعلم ما أشارك به.
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

  • #2
    الفصل الأول

    إعتداء مفاجئ
    سفر صموئيل الأول الإصحاح الثلاثين



    ولما جاء داود ورجاله إلى صقلغ في اليوم الثالث، كان العمالقة قد غزوا الجنوب وسقلغ، وضربوا صقلغ وأحرقوها بالنار. وسبوا النساء اللواتي فيها. لم يقتلوا أحدا لا صغيرا ولا كبيرا. بل ساقوهم ومضوا في طريقهم. فدخل داود ورجاله المدينة وإذا هي محرقة بالنار، ونساؤهم وبنوهم وبناتهم قد سبوا. فرفع داود والشعب الذين معه أصواتهم وبكوا حتى لم تبق لهم قوة على البكاء. وسبيت امرأتا داود... فتضايق داود جدا لأن الشعب قالوا برجمه. لأن أنفس جميع الشعب كانتكرة كل واحد على بنيه وبناته، أما داود فتشدد بالرب الهه.(الأعداد من 1: 6)

     أما داود فتشدد قلبه بالرب الهه(عدد 6)
     فسأل داود من الرب... (عدد7)
     .... هذه لكم بركة من غنيمة أعداء الرب ... (عدد 25)

    حرب مفاجئة

    بصورة مفاجئة كثيرا ما تقتحم حياتنا أزمة صعبة لا نكون مستعدين لها أو داخل تخطيط حياتنا ... وقد تكون هذه المشكلة من العنف بحيث تغير من مسار حياتنا بالكامل... وقد تنتهي المشكلة وتغادر حياتنا مثلما دخلت

    ما هي ردود أفعالنا تجاه مشاكل من هذاالنوع؟
    لقد واجه نبي الله داود هذا النوع من الأزمات... والتى كانت (لاعالبال ولا عالخاطر) فعند عودته الى تلك البلدة التي كان يعيش فيها قبل أن يتولى حكم اسرائيل، فيجد جماعة أسماهم الكتاب المقدس بالعمالقة قد غزوا بلدته وسرقوها ونهبوها وأخزوا النساء أسرى ... اليست هذه هي المشكلة التي يواجهها الكثير من أنحاء العالم في هذا القرن. والعراق في هذه الايام؟ ... لنرى تأثير تلك المشكلة على داود ورجاله.


    تأثير المشكلة على داود ورجاله

    تأثير مبدأي : رفع داود والشعب الذين معه أصواته وبكوا حتى لم تبق لهم قوة للبكاء.

    من حق الانسان أن يخرج مكنونات قلبه ومشاعره تجاه أي مشكلة. ولكن هذه المشاعر لا يجب أن توقف الرجل عن التفكير في مخارج لهذه المشكلة. وهناك نوعان من المشاكل يواجهها الانسان. نوع يريد أن نجد له حلا. ونوع لا حل له ولكن علينا أن نتكيف معه حتى يحل بتلقاء ذاته. ولذلك نجد أن النبي داود لم يخجل من أن يظهر مشاعرة ليبكي هو ورجاله على النساء والأطفال وايضا الخسارة المالية. لقد كانت النفوس مرة جدا... لقد تساوى النبي داود ورجاله في إظهار تلك المشاعر. وولكن عندما جاء وقت البحث عن حل للمشكلة نجد أن سلوك النبي داود اختلف عن رجاله. وقد أوضح الكتاب المقدس رد فعل رجال النبي داود قبل أن يوضح رد فعل النبي نفسه. لنرى ماذا فعل رجال نبي الله

    رد فعل رجال داود على المشكلة

    • نفوسهم كانت مرة جدا
    وهذا سلوك طبيعي جدا... فمن منا يرى تلك المصائب وينشرح صدره ويفرح... لابد أن النفس تشعر بالمرار. اننا عندما نرى اخوتنا في العراق يعانون تلك المعاناة النفسية الفظيعة بالاضافة لمواجهة الاخطار الشديدة الفتك نشعر بالمرار, فما بالك بالذين تحت الحصار والمعاناة فعلا... ولكن هل يبق الوضع على هذا فقط. أم يعقبه سلوك آخر ... لنر سلوك رجال النبي داود

    • حملوا داود المسؤولية وطالبوا برجمه
    نجد أن رجال لنبي داود بسهولة وببساطة بحثوا عن مسؤول لمصابهم... وطالبوا برجم هذا المسؤول ... والسؤال الآن... هل كانوا على حق في أن يحملوا داود المسؤولية؟ ... وهلفي عقابهم لدواد يسترجعون الغنائم.
    اننا كثيرا ما نواجه مصائبنا ومشاكلنا بهذه الطريقة. نبحث عن الشماعة التي نرمي عليها هذه المشكلة. ونتفرغ للبكاء. لا نبحث عن حل جدي لتلك المشكلة. ولكن نبحث عن كيفيه القاءها بعيدا عنا... لتتعالى وترتفع الكثير من الاصوات واضعة المشكلة في مسؤولية كثيرين (وبالتأكيد نحن لسنا من هؤلاء الكثيرين) هذا يريحنا نحن, ولكنه لا يساهم في نزع المرارة من القلوب... ولا يعيد فرحة أو بسمة.

    ولكن النبي داود سلك بطريقة مختلفة

    رد فعل داود نفسه

    • اما داود فتشدد بالرب الهه
    لقد نظر داود الى العلاء, واول ما فعل هو أنه لجأ الى الله... وطلب القوة من الله. فأعطاه الله أن يتشدد في مواجهة المصيبة.
    أننا في البداية قد نفاجأ بذلك الوضع المفاجئ الذي وجدنا فيه. ولكن لنسرع ونرفع قلوبنا الى العلاء لنطلب من اله السموات والارض ان يعطينا الشدة والقوة في مواجهة المشكلة التي نعاني منها أشد معاناة. وسنجد راحة من خلال وضع ثقتنا بالرب الهنا. هو الوحيد الذي فيه النصرة والغلبة. حياة الهزيمة قبل أن تكون بسبب أمور خارجية نحن نصنعها في دواخلنا. ولذلك لنطلب من الله أن يعطينا حياة الراحة والطمأنينة. لأنه وحده فيه الراحة. يقول السيد المسيح " تعالوا الي ياجميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" . والراحة لن تجدها الا في الله وحده. ثبت نظرك الى العلاء وضع ثقتك فيك... عندها سيتشدد قلبك بالله

    • طلب مشيئة الله
    الأمر الثاني الذي فعله داود هو طلب مشيئة الله ... انه أراد أن يعرف ماذا يريد الله منه. ولا أقول أن الله سيعطينا نفس الرد الذي سيعطيه لنبي الله داود. لقد عرف داود أنه عليه أن يذهب ويطارد المغتصبين ويسترد حقوقه. ولكن كان هناك رجال لا يملكون القوة للحرب فبقوا في بلدتهم. ليس كل شخص مثل الآخر والله يوزع الواجبات على الجميع. فإذا طلبت مشورة الله سيحدد لك الله واجبك الذي عليك أن تفعل لتواجه محنتك... ستتخذ قرارا وستشعر بالراحة وأنت تنفزه لأنك طلبت توجيه من الله, وسيرشدك

    إذا في البداية تضع ثقتك في الله
    والثانية تطلبة مشيئة ومشورة الله

    وسيأتي الوقت الذي فيه ستشعر بالانتصار... سواء كان مكانك أرض المعركة أو مكانك البيت ... أو أيا كان دورك ستشعر بالانتصار وستحصل على غنيمة هذا الانتصار

    • حول المشكلة الى غنيمة ووزعها على الاخرين فكان الفرح
    نبي الله داود واجه بعد الانتصار رجال وصفهم كتاب الله المقدس بأنهم اشرار. أشاروا على داود أن من حارب فقط هو الذي يستمتع بغنيمة الحرب. فكانت كلمة داود الشهيرة "فقال داود: لا تفعلوا هكذا يا إخوتي، لأن الرب قد أعطانا وحفظنا ودفع ليدنا الغزاة الذين جاءوا علينا، ومن يسمع لكم في هذا الأمر؟ لأنه كنصيب النازل الى الحرب ، نصيب الذي يقيم عند الامتعة " ع 24، 25
    كل شخص وضع ثقته في الله و صنع مشيئة الله في حياته سيحصل على بركة خاصة ومتعة خاصة ويعوض عن تلك الايام العصيبة التي واجهها .
    هذه هي ثلاثية داود الخاصة بالمشاكل الفجائية التي يمكن أن نواجهها
    1-أن تتشدد بالرب
    2- أن تطلب مشيئة الرب
    3- ان تشارك الجميع ببركات حل هذه المشكلة... ليفرح الجميع معك

    في عمق مشكلة الحرب التي تدور حولك ... ماذا تفعل تجاه تلك المشكلة
    ... هل تواجهها بالصلاة وطلب مشيئة الرب فتنتهي المشكلة بالنصرة والفرح... أم تعيش المشكلة والنفس تصير مرة وتظل تتباكى وتبحث عمن تحمله هذه المشكلة وتحاول رجمه... حان الوقت لكي تجيب أنت
    وغدا نلتقي في فكرة أخرى.
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

    تعليق


    • #3
      خطر في الخلف... مستقبل مظلم في الأمام

      الفصل الثاني

      خطر في الخلف... مستقبل مظلم في الأمام
      سفر الخروج الإصحاح الرابع عشر


      فلما اقترب فرعون رفع بنو إسرائيل عيونهم، وإذا المصريون راحلون وراءهم, ففزعوا جدا, وصرخوا بنو إسرائيل الى الرب. وقالوا لموسى " هل لأنه ليست قبور في مصر أخذتنا لنموت في البرية؟ ماذا صنعت بنا حتى أخرجتنا من مصر؟ أليس هذا هو الكلام الذي كلمناك به في مصر قائلين: كف عنا فنخدم المصريين؟ لأنه خير لنا أن نخدم المصريين من أن نموت في البرية." فقال موسى للشعب: "لا تخافوا قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم. فإنه كما رأيتم المصريون اليوم لا تعودون ترونهم أيضا الى الأبد. الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون"

       .... فزعوا جدا (عدد 11)
       بدون رؤية فرعون ... لا مجال لرؤية خلاص الرب (عدد13)
       هو يقاتل عنكم (عدد 14)


      نيران صديقة

      عندما يريد صانع الذهب أن يحصل على ذهب نقي صافي فإنه يضعه في النار... وكلما أستمر في النار أكثر كلما ازداد نقاؤه وصفاؤه... وعندما يريد الله أن يخرج شعبا عظيما لابد أن يعصره بالمحن والتجارب... فلن يشعر بقيمة الحرية إلا من اعتصرته نيران العبودية والألم... لذلك فمن الظواهر الصحية أن تأتي محن سواء طبيعية أو من قبل أعداء من الخارج أو الداخل لشعب عريق... فهذا يساعده ويزيد من صلابته... وهذا ما نسميه نيران صديقة... تلك النيران التي تصنع الجواهر والنفائس... ليست النيران التي تقتل أصحابها ... بل نيران تصنع منهم ذهبا

      وخير مثل علي هذا هو ما أراد الله أن يصنعه في شعبه القديم... وإن كان ذلك الشعب كثير الشكوي كثير التزمر قليل الايمان وغضوب... ولكن من نعم الله أن يتأني ويرفق على شعبه... على الرغم من كل صفاته السيئة... ومن هذا الشعب القديم سوف نتعلم، والجدير بالذكر أنه علينا أن ننسى تشابه الأسماء... فشعب اسرائيل أيام نبي الله موسى يختلف عن دولة اسرائيل الحالية من كل الوجوه... وعندما نتكلم عن شعب الله القديم لا نقصد أبدا الدولة المسماه بنفس الاسم حاليا.

      خطر في الخلف
      وفقرتنا الحالية تتحدث عن ذلك الشعب وقد أراد الله أن يحرره من عبودية شعب مصر ... ذلك الشعب الذي ظل عبدا له بضعة مئات من السنين... منذ وفاة يوسف الصديق وتولى حكم مصر أسرة أخرى غير الاسرة التي كان يحكم في ظلها الصديق يوسف... وبهذا تحول شعب الله القديم الى شعب عبد يخدم المصريين... وصرخوا الى الله... وأرسل لهم الله نبيه موسى لكي يخلصهم... ويخرج بهم من أرض مصر... وبعد عجائب عظيمة خرج الشعب... ولكن ها هو جيش مصر يطارده. لا يريد له الحرية , ولا الكرامة... يريد أن يظل عبدا في مصر... تجمعت المصالح ضد شعب الله فكان خطر رهيب في الخلف... جيوش عظيمة تطاردهم... وهم مساكين ... لا يملكون السلاح المناسب... ومعهم نساءهم وأطفالهم وشيوخهم... فكان من الطبيعي أن ينتابهم الفزع فالموقف خطير وخاصة أن البحر من أمامهم والعدو من خلفهم

      فزعوا جدا ...
      الوضع بالفعل يثير الفزع... ولكن ما هو الحل الأمثل لشعب خائف ومحاصر بالأخطار في جميع الاتجاهات، لو سلكوا بصورة إيجابية كان من الممكن أن

      • يتذكروا الماضي القريب
      ذلك الماضي الذي فيه اختبروا قوة الله ومعونته. ففي الأيام القليلة شاهدوا الضربات العشر على الشعب الوثني وشاهدوة قوة الله بالمقارنة مع قوة السحر المصري... لقد كانوا دائما في المركز الأقوى بمعونة ذلك الاله الخالق الجبار. هناك شئ آخر كان من الممكن أن يفعلوه إيجابيا

      • أن يصرخوا الى الله ويطالبوه بالتدخل
      هو وعد بأن يرافقهم... وفي الاعداد القليلة التي في الاصحاح السابق لذلك الاصحاح من سفر الخروج كتب يقول " كان الرب يسير أمامهم نهارا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق، وليلا فيعمود نار ليضئ لهم لكي يمشوا نهارا وليلا, لم يبرح عمود السحاب نهارا وعمود النار ليلا من أمام الشعب " خروج 13: 21-22

      انهم يرون رفقة الله معهم سواء نهارا وليلا... ولديهم تاريخ فيه انتصر الله على شعب مصر فلماذا التزمر... لقد نسي الشعب كل هذا, وسلكوا بسلبية شديدة ... فماذا فعلوا

      • تزمروا على موسى
      وتلك كانت عادة الشعب القديم الذي ما أن يقع في مشكلة حتى يتذمر على قادتهم فورا... لقد عانى منهم القادة كثيرا بسبب هذا... فقد كانت تلك القادة كبش فداء لأي شيء يحدث... الشعب لم يكن لديه أي استعداد للفهم او للإيمان

      • قالوا مرحبا بالعبودية
      ليس هناك أسوأ من شعب يفضل العبودية على الموت... الله خلقنا أحرارا... وهو يريد مستقبل حر لشعبه... أما الشعب فمع هبوب العاصفة يريد أن يرجع الى العبودية... والظلام

      عزيزي
      هل تعاني في الوقت الحالي من عواصف وأخطار رهيبة... أنظر الى الله ، تطلع الى الأمل الوحيد... ربما يكون من أهداف الله أن يصقلك ويحولك مثل الذهب النقي فأوقعك في هذه المحنة الرهيبة. هل تعاني وتتألم. ثق أنه هذا الالم وهذه المعاناة هي بسماح من الله لأنه يريد الأفضل في النهاية... هو يتابع المشهد وممسك بكل الأمور في يده . ضع ثقتك فيه واتكالك عليه لأنه هو يعتني بك... ربما لا ترى السحابة أو عمود النار ولكنهما موجدتان لحمايتك... وكل ما يحدث بسماح منه. تأكد أنه ليس هناك قوة يمكن أن توازي أو تعادل قوة القدير العظيم . وهو يعتني بك...
      بدون رؤية فرعون... لا مجال لرؤية خلاص الرب
      هل فكرت في هذا الأمر؟ لا يمكن أن تختبر قوة الله ولا خلاصه إلا إذا وقعت في محنة عظيمة وتجربة رهيبة. لنتأمل الشعب القديم ... الشعب لن يعرف قوة ولا قدرة الله بدون مواجهة فرعون " ولقد كانت مواجهة فرعون قرار الهي وليس قرار فرعون نفسه فلقد سبق وقال الله لنبيه موسى " وأشدد قلب فرعون حتى يسعى وراءهم، فأتمجد بفرعون وجميع جيشه، ويعرف المصريون أني أنا الرب" خروج 14: 4

      هي رسالة موجهة لطرفين إذا... موجهة لشعب الله القديم ولشعب مصر القديم أيضا... لقد أراد الله أن يعلن لشعبه القديم أنه ليس هناك عظيم مثله ... واراد أن يعلن للمصريون أن كل آلهتكم بعظمتها وقدرتها وسلطانها هي خدعة كبيرة... وهي أضعف من أن تواجه الله.... حسنا قال النبي أيليا في يوم من الأيام حينما صرخ في وجه الشعب " لماذا تعرجون بين الفرقتين إن كان البعل هو الله فاعبدوه، وان كان الرب هو الله فاعبدوه، أما أنا بيتي فنعبد الرب"

      هو يقاتل عنكم
      ربما نحن لا نرى ما يفعله الله... ولكنه لا ينام ولا يغفل، لا يمكن أن تزيد الأمور عن الحد الذي يسمح به، ففي الوقت المناسب فصل بين الفريقين لنقرأ الكلمة المقدسة " فدخل بين عسكر المصريين و عسكر اسرائيل، وصار السحاب والظلام وأضاء الليل فلم يقترب هذا الى ذاك كل الليل" خروج 14: 20
      • فصل بين القوات
      ذلك الفصل الذي من خلاله تعطلت القوة الضاربة والتي هي فرعون ليضطر أن يسكت طوال الليل وينام منتظرا حلول ضوء النهار... ولكن الله لم يكن في حاجة الى هذا الانتظار... لذلك أثناء هذه الهدنة الاجبارية أمر الله موسى أن يمد يده الى البحر
      • موسى ينفذ الأمر الالهي
      يقول الكتاب المقدس" ومد موسى يده على البحر، فأجرى الرب البحر بريح شرقية شديدة في كل الليل، وجعل البحر يابسة وانشق الماء " خروج 14: 21 لقد أرسل الله ريحا شرقية شديده كل الليل تلك الريح التي صنعت طريقا وسط البحر ليدخل شعب اسرائيل وسط البحر على اليابسة... وليكون الماء (سور حماية لهم ) على اليمين واليسار ...
      • الكل نائم ولكن الله يعمل
      فالله هو من هيج الريح لتكون سلاحا مع شعبه ضد المصريين، والله من جعل المصريين يمشون وراء اسرائيل بثقل وأزعجهم فتقول الكلمة المقدسة " وخلع بكر مركباتهم حتى ساقوها بثقله فقال المصريون نهرب من إسرائيل لأن الرب يقاتل المصريين عنهم" خروج 14: 25... وفي النهاية شعر المصريون بخوف غير مبرر لأنهم كانوا خلف شعب الله مباشرة في البحر ... هو الله الذي يعمل ... والذي أعلن عن نفسه ليعارف المصريين بقدرته وعظمته ويخافون منه
      • النصر والخلاص من المشكلة هو النهاية الحتمية
      لأن البحر الذي كان بالنسبة لشعب الله سور حماية لهم عن يمينهم وشمالهم هو نفسه الذي كان آداة موت بالنسبة للمصريين ... لذلك يقول الكتاب المقدس " فخلص الرب في ذلك اليوم إسرائيل من يد المصريين ونظر إسرائيل المصريين أمواتا على شاطئ البحر. ورأى إسرائيل الفعل العظيم الذي صنعه الرب بالمصريين ، فخاف الشعب الرب وآمنوا بالرب وبعبده موسى

      عزيزي
      من جديد أقول لك هل أنت في مواجهة الخطر؟ ثق في الله... كل هذه الأمور بسماح منه، وفي يده مقاليد كل الامور... وهو أيضا يعمل ... دون أن ترى و دون أن تعرف كيف... ولكن ثق أنه يعمل... وسيأتي الوقت الذي فيه سترى خلاص الله من مشكلتك فتمجد وتسبح الله العظيم القدوس... فقط انظر اليه وانتظر

      ونلتقي بمشيئة الله غدا
      أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
      Emad Hanna

      تعليق


      • #4
        الفصل الثالث

        سئمنا ذلك الطعام السخيف
        سفر الخروج 16



        فتذمر كل جماعة بني إسرائيل على موسى وهرون في البرية، وقال لهما بنو إسرائيل ليتنا متنا بيد الرب في أرض مصر إذ كننا جالسين عند قدور اللحم نأكل للشبع، فإنكما أخرجتمانا إلى هذا القفر لكي تميتا كل هذا الجمهور بالجوع...
        ... الى متى تأبون أن تحفظوا وصاياي وشرائعي

         التذمر وقت الأزمة (عدد 6)
         هل هناك مبررات لعدم حفظ وصايا الله (عدد7)
         هل يستمع الله لأوجاعنا






        التذمر وقت الازمة

        يقولون أن التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الصورة كاملة. وفي الممارسات اليومية في الحياة الطبيعة نعيش الحياة بحلوها ومرها كيفما اتفق. ولا يظهر معدننا إلا في الحلات الخاصة, تلك الحلات التي نسميها وقت الازمة. وهنا يظهر معدن الرجال وقوتهم. طالما الحياة تسير فلا اختبار حقيقي. ولكن وقت المحن يظهر الرجل الحقيقي. وفي هذا الفصل أردت أن أتحدث عن ذلك الوقت الذي فيه تكون الأزمة على أشدها... ماذا نفعل؟ وفورا تذكرت تلك الجماعة التي كانت شعب الله، وتذكرت الذي فعلته تلك الجماعة في وقت الازمات الشديدة. لقد كان هذا الشعب متنعمما في أرض مصر يأكل اللحم وكل أنواع الطعام الأخرى بما تشتهر به مصر من خيرات

        لحظة واحدة... متنعما؟!!!

        أليست مصر هذه هي التي استعبدتكم سنين هذه عددها، وصرتم تئنون من كثرة العمل وعبودية المصريين حتى أنكم صرختم الى الله تطلبون مخلصا فأرسل لكم نبيه موسى لكي يخلصكم من نير العبودية؟ هل وقت الازمة نسيتم هفكم وتذكرتك العبودية واشتقتم الى تلك القدور المليئة باللحم ناسين الزل والهانة؟

        شعب ينسي ويتذمر... هكذا هو دائما وهذا هو معدنه الحقيقي. اليوم علينا أن نتعلم تى لا نفعل ما فعلوا ... ولكنها أيضا فرصة لنتعلم درسا آخر عن الله الذي يسمع آنات الضعيف المحتج وسط الازمات... هو طويل الصبر ويتحمل ضعفات البشر ويستجيب رغم الضعف

        عزيزي... هل تعاني من نقص في الطعام والماء... لقد سمعت أن بغداد والبصرة تعاني من أزمة في المياة. وأيضا في الطعام... فوصول الامدادات ليس بالسهولة كل يوم. فماذا علينا أن نفعل في هذا الوقت الصعب... وقت قلة الموارد الأساسية. هل يكون التذمر ... سأريك طريق أفضل


        هل يستمع الله؟
        يحكي لنا الكاتب تيموثي عن شهر كان مأسويا ومربكا في حياته هو وأسرته فيقول " في سنة 1954 كنت أبلغ من العمر أربع عشر شهرا وكنت الابن الثالث من أربعة أطفال, وعندما كانت أيام الصيف تزداد حرارة والرطوبة ترتفع، كان الوالدون في كل أنحاء امة حريصين كل الحرص على مواجهة شلل الأطفال، لم يكن اللقاح الذي يعطي لمقاومة هذا المرض موجودا بعد، فلم يظهر هذا المصل سوى بعد سنتين من ذلك التاريخ ... وللإقلال من احتمال العدوى من ذلك المرض كانت هناك قائمة من الممنوعات... وقد حرص أبي كثيرا على أن يهتم بتعليمات الأطباء في هذا الوقت... ولكن مع ذلك أصبت بالمرض... أشكر الله أني لا أتذكر أي شئ من ذلك فقد كان عمري 14 شهرا ولكن على الرغم من ذلك، فقد تركت هذه الحادثة في أولى حياتي تأثير غير من شكل حياتي كلها، حتى أنها أثرت على عائلتي تثيرا عميقا، قالت أمي أنها المرة الوحيدة التي رأت فيها والدي يبكي... كان يتساءل لماذا جعل الله يبتليه بهذه المصيبة.... واليوم فإن أبي أول من يخبرك (اني أعرف أن ذلك يبدوا جنونية بالنسبة للبعض ) بأن الشلل قد اتضح أنه كان نقطة تحول إيجابية في حياتنا كلها، حياتنا التي لا تزال تدور حول أغراض الله العظمة "

        في العالم كله أرتفعت صلوات مليارات البشر تطلب الى الله أن يمنع الحرب الامريكية العراقية، ولكن ها هي الحرب قد حدثت... مات كثيرون، ويعاني ملايين من البشر من جراء هذه الحرب. هل يستمع الله؟ بالتأكيد. هل استجاب الله لكل هذه الصلوات... أجل... لقد استجاب بأسلوبه، فهو يستطيع أن يحول من الشر خيرا... حسنا قال الصديق يوسف لأخوته " أنتم أردتم بي شرا, والله قصد به خيرا" ... فنحن لا نستطيع أن نرى الآن الصورة كاملة... فنحن في وسط الأحداث نرى أجزاء متناثرة من قطع البازل عما قريب ستتجمع الصور المتناثرة مع بعضها لتكون الصورة الرئيسية. ولأن الله يحب العراق ستكون خيرا عليه ... الله يستجيب لأنه هو المسيطر على الامور وهو أعلى وفوق كل قوى عظمى ... هل تستطيع أن تثق في هذا؟

        أني أثق أن الله هو أحن من الأم على رضيعها، فيحدثنا التاريخ أن الأم باعت رضيعها وقتلته وأكلته... أما الله فهو يرى الخير ويفعله، رغم كل قوى الشر الموجودة في هذا العالم فالله يستخدمها بحيث تشارك في تتميم مقاصده وسلطانه على ذلك الكون الفسيح.
        ماذا نفعل بدلا من التذمر؟

        لنرجع الى القصة التي في أول الفصل، قصة ذلك الشعب الذي يقول أنه شعب الله ولكن ما أن يمتحنه الله بمشكله حتى يظهر ذلك التزمر فورا, وأيضا عدم الطاعة... فالله يستجيب بمنتهى السرعة لذلك اشعب ويعطيه الطعام ولكنه يأمره أن يأخذ حاجته فقط لا يزيد ولا ينقص ... وأيضا أمره ألا يبيت من الطعام الى الغد، ويوم الجمعه يأخذ حصة يومين ولا يخرج ليجمع طعامه في يوم السبت. ولكن ذلك الشعب الذي تعود على عدم الطاعة والتمرد لم يفعلوا هذا... بل فعلوا عكسه... ليقول لهم الله تلك الآية الشهيرة" ... ... الى متى تأبون أن تحفظوا وصاياي وشرائعي" ... وهنا وفي نفس التوقيت أسأل ... هل تحفظ وصايا الله؟ أنه لا يريد تزمر... ولكنه يريد حفظ الوصايا وطاعته وعدم التمرد عليه في كل ما يقوله.

        ليتك في وسط تلك العاصفة تسلم أمرك اليه ... وتلتف حول الكتاب المقدس... وتقرأ من ذلك الكتاب الذي يعطي السلام والطمأنينة... علم أولادك فيه وازرع فيهم روح الثقة لذلك الاله العظيم ... ثق أن الله في يديه كل الامور... لم تخرج الامور من سيطرته أبدا... وهو سيسد حاجتك وحاجة بيتك... تأكد من هذا

        هل تعاني من نقص في الطعام والشراب والدواء... الله سيعتني بك اذا وضعت ثقتك فيه ... انزع عنك أي روح تذمر... هل تأكل كل يوم نفس الطعام حتى سمعت من أولادك نفس التعبير الذي قالوه ذلك الشعب القديم بسبب تكرار الطعام " سئمنا هذا الطعام السخيف؟" هذا الطعام يا عزيزي هو عطية الله وسط الظروف الصعبة... بمشيئة الله يتنتهي هذه الظروف وستعبر... وستتحول الى ماضي... ربما تفقد عزيزا... وربما تخسر منزلا ... ولكن بكل بساطة سلم لله أمرك... اتكل عليه وهو يجري معجزات ... هو وعد ووعوده صادقة وأمينه

        عزيزي هل تضع ثقتك على الله وتشكره على عطاياه ... ليتك تفعل ... وتذكر أن "محبة الله لك هي اعظم ثابت أبدي بالرغم من كل تقلبات حياتك اليومية"

        ليتك ترفع هذا الدعاء
        ربي والهي
        أريد أن أشبع وأتلذذ بك ألآن.
        لا أريد أي شيء في هذا العالم سواء استجبت لصلاتي ام لا
        ولكن المهم هو أن اتمتع بشخصك
        ربي ، ساعدني لكي أشعر بحضورك معي الآن
        سيدي
        أسجد عند قدميك
        وأطلب منك أن تهبني الراحة
        أسلم لك هذا الهم أتركه عندك وأثق أنك كفيل بأن تحمله عني
        ياربي
        أزل الاضطراب والتوتر والقلق من نفسي
        أنا منتظر أمامك لكي تعمل في قلبي
        لا أنكر خوفي من الوضع الحالي
        خائف من خبث العدو ومؤامراته ضدي
        أنا خائف أن يلحق الضرر بي أو بعائلتي
        أسلم لك هذه المخاوف وأتركها عندك
        امنحني الراحة والطمأنينة
        لأقول مع نبيك داود " بسلامة أضجع بل أيضا أنام لأنك أنت في طمأنينة تسكنني " ونلتقي بمشيئة اله غدا.
        أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
        Emad Hanna

        تعليق


        • #5
          الفصل الرابع

          أكاذيب العدو
          سفر ملوك الثاني 18 و 19



          ".... التصق بالرب ولم يحد عنه، بل حفظ وصاياه التي أمر بها الرب موسى، وكان الرب معه وحينما كان يخرج كان ينجح ..." ملوك 18: 6
          ويأتي عدو الله يريد تهديد شعب الله فيكذب عليهم خمس كذبات

           الاتكال على الرب لن يجدي (ع19)
           الذي اتكلت عليه أضعف من أن يحميك (ع20) " هوذا اتكلت على عكاز هذه القصبة المرضوضة"
           هزيمتك آتية لا محالة فقوتنا (قوة الاعداء) عظيمة
           الرب قال لي أني سأهزمكم (هذه هي ارادة الرب فاستسلموا لها)
           لا تسمعوا لمرشدكم الذي يحاول أن يجعلكم تلتصقون بالله.




          يقولون أن الحرب خدعة وأساس الانتصار هو كيفية إقناع الخصم بالاستسلام السريع، سواء كان هذا ناتج عن قوة حقيقية للخصم أم ناتج عن خدعة الخصم وإبراز ذاته في صورة غير صورته الحقيقية. وكلنا يرى الحرب الاعلامية التي نراها في التلفاز في حرب الخليج الثالثة... تلك الاخبار الاعلامية التي تاهتفيها لحقائق وسط جبال من الأكاذيب... وتذكرت ملك قديم اسمه سنحاريب وقف أمام شعب الرب الذي عرف طريق التوبة وأزال الأوثان الذي كان يعبدها، وملك عليه ملك صالح يخاف الله ويحفظ وصاياه . ثم يأتي هذا الرجل الشرير ويحاصر المدينة ويقف على بابها يطلق حربه الاعلامية حتى تستسلم المدينة ... ويطلق هذا الملك الشرير خمس كذبات أساسية هذه الكذبات الخمس هي:


          1- الاتكال على الرب لن يجدي (ع19)
          2- الذي اتكلت عليه أضعف من أن يحميك (ع20) " هوذا اتكلت على عكاز هذه القصبة المرضوضة"
          3- هزيمتك آتية لا محالة فقوتنا (قوة الاعداء) عظيمة
          4- الرب قال لي أني سأهزمكم (هذه هي ارادة الرب فاستسلموا لها)
          5- لا تسمعوا لمرشدكم الذي يحاول أن يجعلكم تلتصقون بالله.

          هذه الأفكار موجودة في سفر ملوك الثاني من الكتاب المقدس ... ذلك الاصحاح الذي بدأ بعمل عظيم صنعه الملك حزقيا حفيد داود النبي عليه السلام. ذلك العمل الذي نستطيع تسميته نهضة عظيمة. لنرى تلك النهضة وآثارها
          نهضة عظيمة
          ونتيجة لتلك النهضة التي فيها أزال المرفعات وكسر التماثيل وقطع السواري وسحق حية النحاس التي عملها موسى لأن بني إسرائيل كانوا إلى تلك الأيام يوقدون لها.. التصق حزقيا بالرب ولم يحد عنه بل حفظ وصاياه التي أمر بها الرب موسى .. وكان الرب معه فحصد النجاح بعد النجاح (2مل 18: 1-8)

          وفي ذلك الاصحاح الغني بالمعاني نجد صورتين في غاية الاهمية . الصورة الاولى هي صورة النهضة التي تمت على يد الملك حزقيا فانتعشت مملكة يهوذا جدا وكان الرب معها وحفلت بالانتصارات .. والصورة الأخرى هي صورة مملكة إسرائيل التي أصرت على فعل الشر أمام الرب فدمرت على يد مملكة آشور وسبي شعبها الى مملكة آشور .

          ولكن الشيطان لابد وأن يتحرك مع النهضة .. لابد أن يبذل مجهوده حتى يعطل تلك النهضة .. فحاولت مملكة آشور أن تدخل يهوذا وبالفعل حاصرت المدينة أيام عديدة في جيش عظيم وخرج قائد الجيش يهدد ويتوعد الشعب والملك حتى يستسلموا إلى تلك المملكة وعندما تكلم قائد الجيش كذب خمس كذبات كثيرا ما يستخدمهم الشيطان عندما تحل بنا ضيقة.. ففي وسط الحصار والشعب والقادة خائفون قال قائد الجيش هذه الأمور .

          هل نصدق أكاذيب العدو؟!
          بدلا من التصديق الذي يقلل من المعنويات كثيرا ويشعرنا بالاحباط واليأس ليتنا نفعل ما فعله الملك حزقيا ... فيقول الكتاب المقدس أن الملك حزقيا عندما سمع هذا الكلام أول شئ عمله أنه دخل بيت الرب ورفع صلاة للرب لكي يحميه.. وكانت استجابة الرب في منتهى السرعة لأنه في نفس الليلة أرسل الرب ملاك " وكان في تلك الليلة أن ملاك الرب وخرج وضرب من جيش الأعداء مائة ألف وخمسة وثمانين ألفا.. ولما بكروا صباحا إذا هم جميعا جثث ميتة فانصرف سنحاريب ملك آشور وذهب راجعا.. وقتل وهو يسجد لآلهته الوثنية في بلدته " 2مل 19: 35-37
          ***
          نصيحة الشيطان أمام التجربة
          في الواقع هذا ما يفعله الشيطان معنا فنحن عندما نرفع قلوبنا أمام الله طالبين توبة حقيقية لا يرضى الشيطان عن هذه النهضة فيحاصرنا بكثير من الاساليب يحاول أن يوهمنا انه قادر على الايقاع بنا. هذا الوهم دائما يتمثل بتلك الاكاذيب الخمسة فيقول
          - أمام تلك التجربة العاصفة الاتكال على الرب لن يجدي بل علينا أن نفكر بأسلوب عملي ولا داعي للفلسفة الغير عملية.
          - لن تجد الله بالقوة الكافية أمام تلك التجربة
          - الهزيمة لابد وأن تأتي
          - من أدراك أن هذا العمل ليس بترتيب من الله وإرادته أن أنهزم !!
          - الذي ينصحك بالاتكال على الرب ليس في نفس موقفك.. ولو كان في موقفك لتغير ردة فعله تماما
          ***
          عظمة الله في مواجهة أكاذيب الشيطان

          لنجعل الأمر خاصا... بمعنى أن نتحول من الكلام على الجيوش التي تحارب المدن، الى تلك المعركة الدائرة بداخلي أنا... في حياتي واجهت ما أسميه جيش سنحاريب .. وكدت أقع في ليأس .. وجاءني الشيطان بتلك الأكاذيب الخمسة .. ولكن عظمة الله ومحبته وعنايته جعلت من جيش سنحاريب الخاص بي (تجربتي ) يموت بصورة لا تصدق . وانتصر بقوة عجيبة في هذه التجربة
          صديقي
          هل واجت يوما ما قوة مضادة تشبه قوة سنحاريب
          جرب ما فعله حزقيا .. اتجه الى الله وصلي .. وأنا أثق تماما أن الله سيرسل ملاكه ويقتل جيش الحصار ... وستنتصر

          لأن الهنا اله انتصار وليس اله هزيمة
          فقط
          ضع ثقتك في قوته
          لا تستمع الى أكاذيب العدو
          عندئذ ستتمتع بنشيد الانتصار
          له كل المجد
          ***
          ونلتقي بمشيئة الله غدا
          أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
          Emad Hanna

          تعليق


          • #6
            سفر ملوك الثاني الإصحاح السادس


            ".... فبكر خادم رجل الله وقام وخرج، وإذا جيش محيط بالمدينة وخيل ومركبات. فقال غلامه له " آه يا سيدي ! كيف نعمل؟ فقال لا تخف، لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم.... وصلى اليشع قائلا" يارب افتح عيني الغلام فيبصر" ففتح الرب عيني الغلام فأبصر، وإذا الجبل مملوء خيلا ومركبات نار حول اليشع.... (الأعداد من 15- 18)



             صورة قاتمة
             صلاة مغيرة
             القائم خلف الصورة
            أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
            Emad Hanna

            تعليق


            • #7
              يختلف المصير باختلاف النظرة
              تحدثنا مجلة هو و هي القاهرية عن عالم مهور يدعى د. هارولد وولف الذي أجرى بحثا لصالح كلية الطب بجامعة كورنيل، لمعرفة أثر التفاؤل في صحة الناس.
              وكان من بين المجموعات التي فحصها 2500 جندي أريكي، كانوا قد اسروا في اليابان أثناء الحرب، وعاشوا تحت ظروف رهيبة وعوملوا معاملة غير انسانية، وكلفهم اليابانيون بأعمال شاقة مميته، فتوفي عدد كبير منهم أما الباقون فسقطوا مرضى.
              وفحص د. وولف جميع الأسرى فلاحظ أن عددا محدودا جدا استطاعوا أن يتحملوا شقاء الأسر، ولم يصابوا بأي مرض بدني او نفسي، فلما سألهم عن أفكارهم خلال تلك الأيام القاسية. قال أحدهم كنت أرسم صورة لخطيبتي على جدار السجن كلما وجدت وقتا لذلك. وقال آخر كنت استكمل دراسة المشروع التجاري الذي عزمت على انشائه عند عودتي للوطن. وقال ثالث :كنت أخطط لرحلة مع زوجتي وأولادي في المستقبل القريب ... الخ
              ووجد الباحث أن جميع الناجين من المرض كانوا من المتفائلين الذين توقعوا النجاة وآمنوا إيمانا صادقا بعودتهم لوطنهم.
              ***
              وفي عمق المشكلة التي يمكننا أن نواجهها يختلف ردود أفعالنا لها باختلاف النظرة التي نراها من خلالها... هل نرى في هذا الوضع الذي نحن موجودين فيه يد الله؟ ...هل نرى الخير؟... هل نرى أنه وقت سينقضي سريعا ونحن أثناؤه محميين بقوة علوية وعدت بالحماية هي قوة الله؟ .

              في القديم واجه أحد أنبياء الله مشكلة مشابهه
              فنجد أن رجل الله اليشع تعرض لخطر كبير عندما حاول ملك مدينة آرام أن يقتله فأرسل الى مدينة دوثان حيث يعيش رجل الله خيلا ومركبات وجيشا ثقيل, كل هذا العتاد جاءوا ليلا واحاطوا بالمدينة. وهنا نجد رد فعل متباين بين خادم رجل الله وبين رجل الله نفسه ... فيقول خادم رجل الله " آه يا سيدي! كيف نعمل؟! ... بينما رجل الله نفسه يقول " لا تخف، لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم .
              رجل واجه المشكلة باليأس لأنه نظر الى المشكلة ذاتها. والاخر واجه المشكله بأنه رفع عينيه الى السماء فكان الفارق واضحا في ردود الأفعال.

              صورة قاتمة
              فماذا تستطيع أن ترى خلال هذه الصورة ؟ في الوضع الطبيعي ستجد جنود يحاصرون موقع رجل الله يريدون قتله... وهل هذه الصورة بعيدة عنا ... ونحن في بيوتنا ومنازلنا , مهددين في أي لحظة الى دخول أعداء من كل نوع ... فنجد بعد سقوط بغداد أن الاعداء التي حولنا تلبس أكثر من ثوب ... في
              لصوص : تبغي سرقتنا بعد غياب الامن والأمان
              رجال تفتيش تبحث عن الهاربون من سطة الاحتلال
              غضب شعبي مدمر قد يجتاحنا بعد أن اختلط الحابل بالنابل ... ولم يستطع الشعب تمييز عدوه من صديقه
              الأعداء قوة بغيضة تواجهنا وتتمركز في تعبير واحدهو عدمالشعور بالأمان ... هل تشعر به؟ في هذا الوقت بالتأكيد نعم ... وهذا الشعور شعر به بقوة خادم رجل الله فنجده يصرخ في يأس " اه يا سيد ماذا نفعل؟

              في الواقع هذه الصلاة لم تكن مغيرة للأوضاع بل هي مغيرة للأنطباع الداخلي ... لقد صلى رجل الله أن يكشف الله لخادمه الوضع كاملا ما يراه وما لا يراه ... ليكتشف أن هناك جيوش للحماية... أرسلها الله ... بهدف الدفاع عن رجل الله .

              عزيزي
              وأنت تشعر بعدم الامان والمخاوف بسبب كل تلك التفاصيل التي تهدد حياتك وحياة أولادك ... لا تكتفي بتلك الصورة الظاهرة أمامك ...





              قد تكون تلك الصورة قاتمة... قد تكون غير مكتملة, لذلك لا ينبغي أن تجعلك تخاف ... بل صلي كما صلى نبي الله اليشع... قل له اكشف عيني لأري الصورة كاملة... هذه الصورة تتمثل في جنود دفاع غير مرئي تحميك أنت وعائلتك ...


              عزيزي
              ان رسالة الله في الكتاب المقدس تتمثل في فكرة واحدة يعد به الله خائفية , وقد كررها 366 مرة على مدار الكتاب المقدس كله فنجده يقول يشوع في القديم ولك حاليا " أما أمرتك تشدد وتشجع لا ترهب ولا ترتعب لأني أنا الرب الهك حيثما تذهب " يشوع 1: 9
              هذه الوعود ترافق حياتك بالكامل , وتشمل أحلك لحظات الحياة... فقط ارفع عينيك بايمان ورجاء الى الله وقل له " انت وعدت بأن تحميني ... اضع رجائي وثقتي فيك" وستجد الحماية ... وستجد الرفقة والعناية وسيكشف الله عن خططه لحياتك ومستقبلك... وستكتشف أنها هي الافضل.

              كلنا رأينا الشر في هذه لحرب ... ولكن الله قادر على تحويل هذا الشر الى خير... والخطر الى بركة ... فقط إذا وضعنا رجاءنا عليه ... وهذا ينقلنا الى الفكرة الأخيرة والتي تقول
              القائم خلف الصورة
              تذكر دائما أن هناك من هو قائم خلف الصورة , وهو المسؤول الأساسي عن حمايتك... وهو قادر على صنع هذه الحماية لذلك لا ينبغي أن تخاف ... بل ارفع عينيك وقل افتح عيني لأراك سيدي والهي فأنا أعرف أنك خلف الصورة ، تقوم بعمل الخير لي .. " فنحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده" رومية 8
              تمسك بالوعود الالهية فهي القادرة أن تعطيك ذلك الاحساس بالأمان ... لأن القائم خلف الصورة أيام نبي الله اليشع قتل من اعداءه آلاف في ليلة واحدة... ألا يستطيع ذلك القدير أن يهزم مخاوفك وكل من يهددك في ذلك الوقت العصيب ... انه يستطيع... وهو وعد أنه سيفعل

              هو قال " لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون ... ومع التجربة يعطي المنفذ ." هل تثق في هذا؟ ليتك تعلن له ثقتك
              أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
              Emad Hanna

              تعليق

              من قاموا بقراءة الموضوع

              تقليص

              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                معلومات المنتدى

                تقليص

                من يتصفحون هذا الموضوع

                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                  يعمل...
                  X