إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - يناير 2011

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من "طعام وتعزية" - يناير 2011

     السبت 1 يناير 2011

    أهم سؤال
    لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟ ( مر 8: 36 ، 37)

    لقد انقضى عام وابتدأ عام جديد من رحلة حياتنا فوق الأرض. وإننا نوّد أن نوجّه إلى القارئ العزيز في هذه المناسبة كلمات قليلة، راجين من إلهنا أن يقرنها بعمل روحه في ضمير وقلب كل واحد.

    ولنبدأ بأهم سؤال وهو: هل تصالحت مع الله؟ هل قبلت الرب يسوع مخلصًا شخصيًا لك؟ هل تعلم أنك خاطئ وليس لك تبرير مُطلقًا أمام الله إلا على أساس موت وقيامة ربنا يسوع المسيح؟ وهل تؤمن أن المسيح كان على الصليب حاملاً دينونة الخطايا لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية؟

    إن كنت لم تحصل بعد على هذا اليقين فإننا نرجوك من أجل نفسك الخالدة أن لا تؤجل البت في أخطر موضوع يستحق منك الاهتمام باتخاذ قرار حاسم «لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟» ( مر 8: 36 ، 37). ليتك تتوب عن خطاياك الآن، وليتك تعترف أمام الله بعجزك عن إصلاح حالتك وتطلب منه الرحمة وهو لا بد يرحمك.

    لقد أبقاك الله في الوجود، وأعطاك فرصة أخرى للتوبة، فلا تؤجل للغد. ها قد انقضى عام، وكثيرون ممن شاهدوا بدء العام الماضي قد غادروا الدنيا قبل نهايته، وأنت لا تعرف مقدار أيامك الباقية على الأرض. فاهرب لحياتك فإن الشيطان يخدعك بالتأجيل يومًا بعد يوم، وسنة بعد سنة، إلى أن تضيع منك الفرصة إلى الأبد.

    إننا نرجوك الآن أن لا تترك هذا المقال حتى تتأكد من موقفك أمام الله وأن تقول بدون أدنى تردُّد: ”لقد خلصت“.

    ولا ننسى أن نُذكِّر المؤمنين الأحباء بأن مرور الأعوام إنما يقرِّبنا إلى لحظة اللقاء المبارك مع ربنا. فيا ليت الصوت يرن في آذاننا عاليًا في أول هذا العام «هوذا العريس مُقبل، فاخرجن للقائه!» ( مت 25: 6 ). وعندئذٍ نمنطق أحقائنا، ونوقد سُرج شهادتنا، وننفض كل غبار عَلَق بنا من العالم، ونخرج لانتظار سيدنا قائلين من أعماق قلوبنا معًا: «آمين. تعال أيها الرب يسوع» ( رؤ 22: 20 ).

    يا رَأسَنَا الغالي لقدْ زَادَ الحَنينْ أن يأتي يومٌ فيه تُنهي الاغترابْ
    فشعبُك على رجاءٍ كلَّ حينْ أن تأتي لاختطافهِ مِن العذابْ

    إسحق لوزا
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

    الأحد 2 يناير 2011

    تسبحة الملائكة
    وظهر بغتةً مع الملاك جمهورٌ من الجُند السماوي مسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة ( لو 2: 13 ، 14)

    هذه التسبحة التي قيلت يوم ولادة المسيح تحتوي على معانِ روحية سامية مرتبطة بالابن الذي تجسَّد. وقد شبَّه البعض هذه التسبحة وكأن ثلاث فرق ملائكية سبَّحت:

    الفرقة الأولى سبَّحت بالقول: «المجد لله في الأعالي» .. فلحين ولادة المسيح ظهر من الإنسان كل فشل، في كل الأدوار التي أُمتحن فيها، وانطبق على الجميع القول: «يا بني البشر، حتى متى يكون مجدي عارًا؟ حتى متى تحبون الباطل وتبتغون الكذب؟» ( مز 4: 2 )، فالإنسان حوَّل مجد الله إلى عار، إلى أن جاء المسيح وظهر على الأرض، فظهر ليس فقط المجد على الأرض، بل في الأعالي، في كل الخليقة، وفي أعلى أماكنها، واستطاع ذلك الإنسان الكامل الذي عاش على الأرض أن يمجد الله تمامًا، ولسان حاله «أنا مجَّدتك على الأرض» ( يو 17: 4 ).

    الفرقة الثانية سبَّحت بالقول: «وعلى الأرض السلام» .. ويجب أن ندرك أن السلام على الأرض مرتبط برئيس السلام ربنا يسوع المسيح، ولكن بعد أن رُفض رئيس السلام من اليهود ومن الأمم ومن العالم أجمع، أصبح لا سلام على الأرض.

    ومما تجدر ملاحظته أن الجموع التي استقبلت الرب يسوع بالهتاف والتهليل عندما دخل أورشليم، أُجبرت هذه الجموع ـ من الله ـ أن تنطق بهذه العبارة «مبارك الملك الآتي باسم الرب! سلامٌ في السماء ومجدٌ في الأعالي!» ( لو 19: 38 )، والرب بعد أيام قليلة من هذا الاستقبال رُفض من نفس هذه الجموع، فقالت لبيلاطس: «ليُصلَب!» ( مت 27: 22 )، وبذلك أصبح من المُحال أن يكون هناك سلام على الأرض بعد أن رُفض رئيس السلام. لكن السلام في السماء؛ ذلك السلام الذي صنعه الرب يسوع بدم صليبه، والذين يؤمنون به يُصبح لهم سلام مع الله. ولكن في يوم من الأيام سيجيء الرب مُستَعلنًا بالمجد والقوة ليُقيم ملكوت البر والسلام، كما تذكر المزامير والنبوات ( زك 9: 10 ؛ مز72: 7، 19؛ إش2: 4).

    الفرقة الثالثة سبَّحت بالقول: «وبالناس المسرة» أو ”في الناس المسرة“ .. فالمسرة في الناس وليس في الملائكة، لأن ابن الله لم يصبح ملاكًا، لكن وُجد في الهيئة كإنسان، مشتركًا معنا في اللحم والدم، وهذا هو البرهان الواضح على أن محبته وسروره في الإنسان الذي وُجد في الأرض وليس في الملائكة.

    رشاد فكري
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

      الاثنين 3 يناير 2011

      الرب محتاجٌ إليهما!
      فقال له الرب: ما هذه في يدك؟ ( خر 4: 2 )فقولا: الرب محتاجٌ إليهما. فللوقت يرسلهما ( مت 21: 3 )

      لعلنا نسمع جميعًا سؤال الرب: «ما هذه في يدك؟» ونقرنه بقوله: «الرب محتاجٌ إليهما»، فننظر إلى ما في أيدينا وما لنا على أنه له، وهذا عين الحقيقة.

      عندما قال الرب عن الحمار والجحش إنه «محتاجٌ إليهما»، أردف قائلاً عن صاحبهما «فللوقت يُرسلُهُما»!! ( مت 21: 2 ، 3) مغبوط هو ذاك الذي لا نعرف اسمه، لكن يسجل الرب عنه أنه لم يتردد لحظة أن يقدم للرب ممتلكاته بمجرد أن علم أنه ـ تبارك اسمه ـ يطلبها. فلِمَ نكون أقل من هذا الرجل؟!

      فهيا، أخي العزيز، استخدم ممتلكاتك لمجده: استخدم سيارتك لنقل العجائز وغير القادرين للوصول لأماكن خدمة بعيدة. ودراجتك لتوزيع كتب ومجلات روحية. وحاسبك الآلي للمساهمة في منظومة الخدمة. وهاتفك للسؤال عن المرضى وترتيب أمور الخدمة .. صلِّ أن يُفهمك الرب مُراده من كل ما وضعه في يدك.

      هيا استخدم مواهبك لصالح مَن وهبك إياها: استخدم إجادتك للرسم في توضيح بعض الحقائق أو في جعل المطبوعات أكثر قبولاً للقراءة. استعمل موسيقاك لتعليم نغمات الترنيمات .. إلخ.

      بل هيا استخدم ميولك الطبيعية التي زرعها الله فيك لتكون له: استغل حبك للأطفال لتعلمهم من الصِغَر طريق الرب. وميلك لكبار السن لتكون سَندًا لهم وتقديم محبة الله لهم. استخدم شخصيتك من حيث سهولة التعامل مع الآخرين لتكلمهم عن المسيح. وإن كانت شخصيتك خجلة، دعها تدفعك لأن تأخذ موقعك منفردًا بإلهك مصليًا من أجل القديسين ومَن يخدم منهم. بالإجمال دَعه يستخدم تركيبتك النفسية كما أنت، فهو قد خلقك هكذا لغرض في قلبه.

      هيا استخدم مهنتك أيضًا: كطبيب، الباب مفتوح على مصراعيه لتوصِّل مرضاك وأسرهم إلى الطبيب العظيم. وكمهندس، هناك الكثير لتعمله من أجل إتمام الخدمة في جيل معتمد كثيرًا على التكنولوجيا. كبائع في محل، كُن مستعدًا لتوصيل المسيح لزبائنك، فأنت ستراهم في محلك وليس بالضرورة في اجتماعك. كمدرس، عندك تلاميذ صغار في أفضل مراحل التعليم وأَحيَن وقت لقبول المسيح المخلِّص. كعامل بناء، كسبَّاك، كحمَّال .. هيا استودع المهنة التي اختارها لك بين يديه ليستخدمها.

      عصام خليل
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

        الثلاثاء 4 يناير 2011

        أمامنا ما هو أفضل
        أما سبيل الصديقين فكنورٍ مُشرقٍ، يتزايد ويُنير إلى النهار الكامل ( أم 4: 18 )

        ”أنا أظن أن هذا كان أسعد يوم في حياتك“ هكذا قالت لي إحدى الأخوات عندما أخبرتها أنني تعرفت على الرب يسوع المسيح في يوم الأحد الماضي، وقد كان جوابي لها: ”لا، إن أسعد يوم في حياتي هو اليوم“.

        وكان سؤال الأخت لي مبنيًا على الفكرة الشائعة أنه عند التقابل مع الرب لأول مرة يشعر الشخص بموجة فرح فجائية تصل بسرعة إلى ذروتها ثم تتناقص تدريجيًا. ولكن الاختبار المسيحي الحقيقي هو أنه كلما كانت العيشة في الحياة الجديدة طويلة، والقلب يتحقق نتائجها ويتمتع بها، كلما زادت سعادة المؤمن وعظمت على مدى الأيام.

        لما اقتنعت أولاً بذنبي وخطاياي، لم أشعر بعظمة خلاصي بواسطة الإيمان بالمسيح. ولكن في يوم الأحد التالي وُضعت أمامي شهادة من لوقا15 عرفَتني كيف أنني مثل الابن الضال كنت بعيدًا، وكيف أنني مثله قد قُبلت ثانيًا على مبدأ النعمة، وبُوركت من الله الآب. حينئذٍ اغرورقت عيناي بدموع السعادة.

        هذا الاختبار المذكور آنفًا يعود إلى ذاكرتي بعد سنوات عديدة كما لو كان قد حصل بالأمس فقط. وكلما تقدم بي السن ورأيت كيف أن الشبان يسهل التغرير بهم، وكيف يسقطون كثيرًا في الطرق الشريرة، يقوى عندي الشعور بصلاح الرب من نحوي في تلك الأيام المبكرة. إني أبارك الله من أجل الإنجيل الذي قبلته بالإيمان مُعطيًا إياي معرفة يسوع المسيح الذي هو مصدر ومنبع فرح نفسي المتزايد. على أن ذلك اليوم الأول من الأسبوع، والذي لا أنساه رغم تقادمه، لم يكن هو أسعد أيام حياتي. فإنه من ذلك اليوم كانت لي أيام كثيرة وكثيرة جدًا أسعد منه، لأن الفرح في الرب دائمًا يكثر ويغزر.

        لو كان أول يوم من أيام حياتي المسيحية هو أسعدها، لكانت سعادتي العُظمى الآن بعيدًا جدًا خلفي. لكن أعمق أفراحي وأغزر بركاتي لا تزال أمامي. لقد تثبَّت رجائي على ربنا الآتي وعلى مكاني في بيت الآب، حيث لا خطية ولا ويل هناك، وحيث ربوات من المفديين بالدم سينظرون وجه الحَمَل، وسيجدون في تسبيحه لذة غير منقطعة.

        أعزائي .. أمامنا ما هو أفضل. ولا بد أن الأمر يكون كذلك.

        كاتب غير معروف
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

          الأربعاء 5 يناير 2011

          كما رفع موسى الحية
          وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( يو 3: 14 ، 15)

          إن الحية في البرية ( عد 21: 4 - 9) فيها إشارة ظاهرة إلى المسيح في علاقته بالخاطئ غير المؤمن. والحية ذاتها هي رمز للخطية، والنحاس رمز للدينونة والقضاء. فالحية النحاسية الموضوعة على خشبة تُشير إلى الخطية التي دينت. لما سُمِّر الرب يسوع المسيح على الصليب ورُفع لكي يموت تحت قضاء الله العادل، كان يحمل خطايانا في جسده هناك، والله جعل الذي لم يعرف خطية خطيةً لأجلنا لنصير نحن ـ بالإيمان به ـ بر الله فيه ( 1بط 2: 24 ؛ 2كو5: 21). فالمسيح المُعلَّق فوق الصليب احتمل في جسده دينونة الخطية، وكل مَنْ ينظر إليه نظرة الإيمان، كل مَنْ يثق فيه ويؤمن به لن يهلك بل تكون له الحياة الأبدية. فما أجمل هذه الحية النحاسية المرفوعة على راية في البرية في إشارتها للمسيح، فقد قال الرب لموسى عن هذه الحية النحاسية «كل مَن لُدِغَ ونظر إليها يحيا» ( عد 21: 8 ).

          لم يكن للعقل البشري ولا للمنطق الإنساني أي دخل في هذا الخلاص، ولم يكن يدخل في الحسبان نوع الإسرائيلي الذي أخطأ؛ أ هو رجل أم امرأة، أ هو شيخ أم حَدَث، أ هو مُشرف على الهلاك من لدغة الحية أم كان سُمها لم يَسرِ بعد في جسده، لكن الأمر توقف على شيء واحد فقط هو نظرة الإيمان التي تجيء نتيجة تصديق كلام الله وأمره. بهذه النظرة كان يُشفى الملدوغ. ولم يكن أيضًا للراية التي رُفعت عليها الحية، ولم يكن لموسى الذي صنع تلك الخشبة، ولا لأي شيء آخر دخل في شفاء الإسرائيلي الملدوغ التائب. لكن في النظرة إلى الحية، النظرة نتيجة التصديق القلبي، كان كل الشفاء.

          هكذا الحال مع المسيح في يومنا الحاضر، فإن الخلاص يُعطَى والحياة الأبدية توهَب لكل مَنْ ينظر نظرة الإيمان للمسيح المصلوب، كما أن الشركة تُسترَّد وتعود العشرة بين المؤمن وبين ربه على أساس هذه الواسطة نفسها، ولا عِبرة بالخطية صغيرة كانت أم كبيرة، بل العِبرة بالمسيح الذي إليه ننظر للخلاص ولاستعادة الشركة. كما أنه لا بأعمالنا ولا بمجهوداتنا ولا بشعورنا ولا بمعاشراتنا ولا بمعلمينا ولا بعضويتنا في الكنائس ولا بمعموديتنا يمكننا أن نخلُص، ولا حتى بنظرتنا إلى خشبة الصليب نفسها، بل الخلاص بالمسيح نفسه وحده.

          تشارلس ستانلي
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

            الخميس 6 يناير 2011

            هابيل وأخنوخ ونوح
            بالإيمان قدَّم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين ... بالإيمان نُقل أخنوخ لكي لا يرى الموت .. بالإيمان نوح .. بنى فلكًا لخلاص بيته ( عب 11: 4 - 7)

            إن هابيل يشهد عن ذبيحة الإيمان وسجود الإيمان المقبولين دائمًا، بينما يشهد أخنوخ عن سلوك الإيمان ونُصرته، وهو السلوك الذي يسمو فوق الخطية والموت إلى شركة مع الله القدوس الذي هو رب الحياة. أما إيمان نوح فله شهادة من نوع آخر، فهو قد وجد نعمة ـ وهذه أول مرة تَرِد فيها هذه الكلمة في الكتاب ـ في عيني الرب ( تك 6: 8 ). فقد أعلن له الله دينونة العالم بالطوفان، وإذ خاف، ليس خوف الفزع، بل خوف الاحترام والاتضاع والارتعاد من هول الدينونة الآتية، ومن رحمة الله المتنازلة من نحوه، أطاع وبنى الفلك. وإن عنصر التوبة الحقيقية كان كامنًا في ذلك الخوف كما هو الحال دائمًا مع الإيمان الصحيح. وبإيمانه لم يخلِّص نفسه فقط، بل وأهل بيته أيضًا.

            وإن هابيل وأخنوخ ونوح هم رمز مثلث للمسيح له المجد من جهة، وللمؤمن من جهة أخرى. فيسوع هو الصدّيق أو البار الحقيقي، الراعي والحَمَل، الشهيد والشاهد الأمين. هو الذي قُتل وذاق الموت لأنه كان قدوسًا وإخوته كانوا أشرارًا. ولكن يسوع الذي مات هو أيضًا مثل أخنوخ الذي بعد سلوكه وسيره مع الله أُخذ إلى الدوائر السماوية وهو الآن يحيا لله. كذلك يسوع هو مثل نوح الذي يُخلِّص أهل بيته حتى لا تصلهم دينونة الخطاة الفجار ولكنهم يسكنون آمنين في ستر العلي وفي ظل القدير يبيتون.

            وإن كان لنا نحن إيمان هابيل في حَمَل الله، فإن تاريخ حياتنا وموتنا يمكن أن يتلخَّص في تاريخ هابيل؛ خاطئ سجد السجود الحقيقي وقُبل ودخل السماء بالإيمان بدم الكفارة. وإن سمح الله لنا باستمرار حياتنا على الأرض، فإننا كأخنوخ نسير مع الله الذي هو نورنا وقوتنا وتعزيتنا وفرحنا. وإذ نسير معه نُرضيه بغض النظر عن جميع نقائصنا وتقصيراتنا، وسيرتنا تكون في السماء، وتكون أشواقنا جميعها متجهة إلى بيت النور في الأعالي، وعندما يأتي المسيح نؤخذ إلى فوق بالقوة الإلهية ونُنقَذ في لحظة وطرفة عين من تجارب الأرض وعبودية الموت، وإذ نتطلع مثل نوح إلى تتميم الكلمة النبوية، وإذ نكون ممتلكين في أنفسنا البر الذي بالإيمان، نشهد وننادي للعالم: اهربوا من الغضب الآتي.

            أدولف سافير
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

              الجمعة 7 يناير 2011

              النور حلو
              النور حلوٌ، وخيرٌ للعينين أن تنظرا الشمس ( جا 11: 7 )

              أيها الأحباء: لقد دُعينا من «الظلمة إلى نوره العجيب» ( 1بط 2: 9 )، وإنه لمن امتيازنا أن «نسلك في النور»، وضياء الله هو الجو الذي يُحيط بنا كل يوم، وظلمة مصر الدامسة حولنا ولكننا نُقيم في جاسان ولنا نورٌ في مساكننا ( خر 10: 23 ).

              في الإيمان نحن نتبع الرب يسوع ولذلك نحن لا نمشي في الظلمة بل لنا نور الحياة ( يو 8: 12 ). من السماء يشرق علينا يسوع المسيح، وأعين إيماننا ترى وجهه «كالشمس حين تُضيء في قوتها». وبينما نحن نؤدي أعمالنا اليومية يشرق في قلوبنا نور السماء، ومعرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح تُرسل أشعتها المضيئة وسط الظلمة المحيطة ( 2كو 4: 6 ). حقًا هذا «النور حلو» ومُفرح للقلب المُتعَب والنفس المُثقلة.

              وأكثر من ذلك «كنا قبلاً ظلمة، وأما الآن فنورٌ في الرب»، ومسؤوليتنا أن نسلك «كأبناء نور» ( أف 5: 8 )، ولنا أن نختار الطريق الذي لا تحجب فيه ظلال الإثم أنوار الرب عنا، وحينئذٍ سنكون دون عناء من جانبنا، كما قال الرب لتلاميذه: «أنتم نور العالم» ( مت 5: 14 ).

              بلا شك، في يومنا هذا تتكاثف جدًا ظلمة العالم الأدبية. ولكن لا نخف من أن تنطفئ «الفتيلة المدخنة» التي لشهادتنا لربنا بالتمام، بل لنتذكر أنه وسط ظلام العالم الحالك قد ينتشر شعاع مُنير صغير فيرسل ضوءه بعيدًا إلى أطراف دائرة الظلمة المحيطة به. إن شعاع النور الصغير ينبئ العالم عن حياة وحيوية وغرض وقوة مصدره.

              واليوم، كما في كل وقت، إنها حياة المسيح فينا التي هي «نور الناس». والمدينة لا تزال على الجبل ولا يمكن أن تختفي. والنور الذي بدد قديمًا الظلمة من بضعة قلوب وثنية في تسالونيكي، قد وصَّل، عن طريق حياتهم المشرقة، رسالة الإنجيل إلى كل من المقاطعتين المجاورتين: مكدونية وأخائية، وفي كل مكان أيضًا ( 1تس 1: 7 ، 8). هكذا إشراق الفجر على التلال النائية وفوق الوديان المُعتمة، يحصل في صمت، لكنه أكيد لا يُحجب ولا يُرّد، لأن شروق الشمس ونور النهار من خلفه. والنهار لا بد طالع، والظلال تهرب وتتلاشى. فلنشكر الله لأن «الظلمة قد مضت، والنور الحقيقي الآن يضيء» ( 1يو 2: 8 ).

              وليم كلي
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

                السبت 8 يناير 2011

                مُرسَلٌ من الآب
                طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله ( يو 4: 34 )

                تقدم لنا الأناجيل الأربعة قصة المسيح باعتباره المُرسَل من الله. ونلاحظ أن إنجيل يوحنا يحدّثنا أكثر من غيره عن المسيح باعتباره «المُرسل من الآب». وهذا الفكر، كون المسيح مُرسَلاً من الآب، يسري في كل إنجيل يوحنا، ويَرِد فيه 42 مرة.

                وفي الأصحاح الرابع قال المسيح لتلاميذه: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني» ( يو 4: 34 ). فهو لا يتحدث عن إتمام مشيئة الآب، بل ”مشيئة الذي أرسله“ مؤكدًا أنه أتى إلى العالم في إرسالية من الآب. صحيح لقد أتى المسيح من السماء، والبشير يوحنا يذكر لنا ذلك أيضًا، لكن التركيز فيه ليس على إتيانه هو، بل على إرسالية الآب له. وفي أصحاح واحد هو الأصحاح السادس من هذه البشارة، يكرر المسيح ”سبع مرات“ أنه مُرسَل من الآب.

                ويلفت النظر الموضوع السامي الذي تكلَّم فيه المسيح مع المرأة السامرية، فهو لم يتكلم معها عن الولادة الجديدة، كما فعل مع نيقوديموس (يو3)، بل تحدث إليها عن أعظم الإعلانات، تحدَّث إليها عن ”عطية الله“. وماذا عند الله ليعطيه؟ إنه يعطي الحياة الأبدية، الحياة التي تخص الآب والابن والروح القدس!

                إن المسيح وعد أن يعطي المرأة السامرية الماء الحي، أي الروح القدس. ولماذا يعطي المسيح لهذه المسكينة الروح القدس؟ الإجابة لأن هذا الأقنوم الإلهي يمكِّننا من أن نفهم ونتمتع بكل الكنوز المخبوءة في هاتين الكلمتين: «الحياة الأبدية».

                وتأمل في تلك التي قصد الله أن يعلن لها هذه الكنوز؟ إنها امرأة سامرية. كان السامري في نظر اليهودي أحقر عيّنات البشر، وأما المرأة السامرية فهي في نظره أكثر انحطاطًا. فما بالك بسامرية بأخلاق هذه المرأة التي عند البئر؟!

                لكن المسيح بكل لطف تحدث مع هذه المرأة، لا عن مطاليب الله، ولا عن غضب الله، بل عن عطية الله! وما أعجب نعمته وهو يتحدث إليها! لقد أعطاها من وقته الكثير، وتأنى على بلادة قلبها وبُطء فهمها.

                آه يا إلهي: أعطني قلب المسيح! كم نحتاج أن نقرأ كثيرًا قصة يوحنا4، ليمكننا أن نعرف نظرتك العجيبة لنفوس الخطاة، وتقديرهم السامي في عيني مقاصد نعمتك.

                يوسف رياض
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

                  الأحد 9 يناير 2011

                  الله معنا
                  هوذا العذراء تحبل وتلد ابنًا، ويدعون اسمه عمانوئيل، الذي تفسيره: الله معنا ( مت 1: 23 )

                  ما أن نشرع في الحديث عن ولادة يهوه المخلِّص، حتى يسترعي اهتمامنا سر التجسد. منذ القِدَم وردَت النبوة عنه، وإن تكن في لغة يكتنفها الغموض، إلا أن متى استطاع أن يكتب وصفًا دقيقًا واضحًا عن هذا الأمر. «وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: هوذا العذراء تحبل وتَلِد ابنًا، ويدعون اسمه عمانوئيل، الذي تفسيره: الله معنا» ( مت 1: 22 ، 23). تلك معجزة المعجزات حقًا، أن يعلن الله عن مكنونات قلبه، وعن مشورته الأزلية في واقع مجيئهِ ليحلّ بين بشر خطاة.

                  في ذلك الحين كان هناك تباين عظيم بين السماء والأرض ليس لعقل أن يدركه. كانت السماء، ولا عَجَب، في حركة لم يسبق لها مثيل، بينما كانت الأرض، فيما عدا نفر من الأتقياء، في هجوع وبلا رجاء. وإذا ملاك الرب يطير مُسرعًا في طريقه إلى الأرض، حاملاً بشرى ذلك الحَدَث المُذهل، لا لحكام الأرض وعظمائها، وإنما لنفر من الرعاة الوادعين «لا تخافوا! فها أنا أُبشركم بفرحٍ عظيمٍ يكون لجميع الشعب: أنه وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مُخلِّصٌ هو المسيح الرب» ( لو 2: 10 ). ولم يكن ملاك يهوه بمفرده، فما أن فرغ الملاك من إعلان البشرى، حتى ظهر بغتةً مع الملاك جمهورٌ من جُند السماء مُسبحين الله وقائلين: «المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة» ( لو 2: 14 ). وكم كان رائعًا أن الله في مولد المسيح أعلن عن نفسه، حتى أن جُند السماء الذين توفرت لهم بقدرته معرفة وطيدة، رتلوا مُنشدين، حتى هكذا يستطيع كل صوت أن يشاركهم إنشاء مديحهم. أي حُب نظير حبه ظهر في مشورته المقدسة وصيرورة الإله القدير إنسانًا!

                  إلا أن هذا الحَدَث الجليل لم يكن يسترعي التفات الإنسان الذي ألْهَته مشاغله وأهدافه المتشعبة، فلم يفطن أحد إليه، علمًا بأنه حَدَث في وسطهم، ولكنهم كانوا مستغرقين في أنانيتهم، حتى لم يأبه أحد بالطفل المخلِّص فيُفسح له مكان في الفندق ( لو 2: 7 ). وهكذا الناس، فإنه مع وجود مَنْ هو موضوع مشورات نعمته الأزلية فيما بينهم، تلك المشورات التي كان الله وشيكًا أن يتممها، بواسطة ذاك الذي وإن يكن هو الخالق لكل الأشياء، فقد وُلِدَ في عالمنا غريبًا وبلا مأوى.

                  بللت
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

                    الاثنين 10 يناير 2011

                    وقفات لأجل الرب
                    وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه .... ومريم المجدلية ( يو 19: 25 )

                    في ثلاثة أماكن مختلفة نرى وقفات ما أروعها من أجل الرب يسوع:

                    1 ـ عند الصليب: حيث نُعاين محبته الفائقة المعرفة وكيف أنه لأجلنا وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب وهناك نسمعه قائلاً: «قد أُكمل» فتستريح قلوبنا وضمائرنا على كفاية وكمال عمله لأجلنا ونستطيع أن نرنم: «الذي أحبنا وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه»، هناك نتعلم كيف نضع نفوسنا لأجل الإخوة، من ذاك الذي وضع نفسه لأجلنا، وأيضًا يقودنا مشهد الصليب لحياة مكرسة بالتمام كي نعيش نحن الأحياء لا لأنفسنا بل للذي مات لأجلنا وقام ( 2كو 5: 15 ) وهذا هو المشهد الذي كلَّمنا عنه يوحنا19: 25- 27 «وكانت واقفات عند صليب يسوع ..».

                    2ـ عند القبر: وهناك نُعاين قيامته إذ نرى القبر فارغًا ونسمع الملائكة قائلةً: «لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟ ليس هو ههنا، لكنه قام» ( لو 24: 5 ، 6)، نرى هذا المشهد في يوحنا20: 11- 18 «أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكي ...»، وإذا بالرب المُقام يُظهر ذاته لها، ويناديها باسمها، ويعلن أن علاقتها به هي علاقة الإيمان، ويحمّلها بأعظم بشارة «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم».

                    3 ـ عند جبل الزيتون: حيث نُعاين صعوده وننتظر مجيئه. وهذا المشهد نراه في أعمال1 حيث كان الرسل ومَنْ معهم على جبل الزيتون في يوم صعود الرب إلى السماء بعد أن أوصاهم أن لا يبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد مجيء الروح القدس، وبعد أن ارتفع، وأخذته سحابة عن أعينهم، ظلوا يشخَصون إلى السماء، وإذ برجُلان قد وقفا بهم بلباسٍ أبيض قائلين: «أيها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟ إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقًا إلى السماء». ونحن بدورنا نقف على المرصد، ننتظر تحقيق وعد الرب بالمجيء لأخذنا، ونحب ظهوره ومُلكه، حيث تُرَّد كل اعتبارات مجده، وتجثو باسمه كل ركبة، ويعترف كل لسان أنه رب لمجد الله الآب.

                    قِفْ يا جُندي جَانبَ الصليبْ عندَ شُروقِ النورْ
                    حتى عند انسِدَالِ الظلامْ ثِقْ بربِنا صخرِ الدُّهورْ
                    قِف حتى يرجعَ ربُّكَ يَجدْكَ غَالبًا
                    مِنْ شَفتيهِ ستسمعُ كفاكَ قِتالاً مُتعِبًا

                    وهيب ناشد
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

                      الثلاثاء 11 يناير 2011

                      من قوة إلى قوة
                      طوبى لأُناس عزهم بكَ ... يذهبون من قوة إلى قوة. يُرَونَ قدام الله في صهيون ( مز 84: 5 ، 7)

                      إن بداية الرحلة لهؤلاء العابرين في وادي البكاء، كانت «من قوة إلى قوة». وتلك القوة كانت بعمل إلهي في القلب. وهذا يذكِّرنا بقول الرب لتلاميذه: «لكنكم ستنالون قوةً متى حلَّ الروح القدس عليكم» ( أع 1: 8 ). إذًا بدأت الرحلة «من قوة»، وكان أمام الشعب غرض هو «يُرونَ قدام الله في صهيون». هذا الغرض ضاعف القوة في الشعب. وهكذا معنا.

                      عزيزي .. إن «وادي البكاء» يختلف من مؤمن إلى آخر، فلنلقي نظرة على أحد الأبطال، وهو إنسان تحت الآلام مثلنا، وأعني به: بولس الرسول.

                      لقد بدأ بولس الرحلة بقوة، إذ «تناول طعامًا فتقوى» ( أع 9: 19 )، وازدادت القوة، كقول الوحي: «وأما شاول فكان يزداد قوة، ويحيِّر اليهود الساكنين في دمشق مُحققًا أن هذا هو المسيح» ( أع 9: 22 ). ولقد كان أمام الرسول بولس غرض واحد يسعى لأجله، وهو جعالة دعوة الله العُليا في المسيح يسوع ( في 3: 14 ). وهذا الغرض جعله ينسى ما هو وراء. ورغم الشوكة التي أُعطيت له في الجسد، فقد نال معها قوة «قوتي في الضعف تُكمَلُ»، فنسمعه يقول: «فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي، لكي تحلّ عليَّ قوة المسيح ... لأني حينما أنا ضعيفٌ فحينئذٍ أنا قوي» ( 2كو 12: 7 - 10). لقد ذهب «من قوة إلى قوة»، لأن الله كان غرضه.

                      لقد بدأ الرحلة حوالي سنة 36م، وبدأ بالقوة، وزادت القوة، وفي آخر حياته، حوالي سنة 67م، نسمعه يقول: «ولكن الرب وقف معي وقوَّاني، لكي تُتم بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم. فأُنقذت من فم الأسد» ( 2تي 4: 17 ). لقد عاش بعد إيمانه حوالي 31 سنة، ذهب فيها «من قوة إلى قوة»، إلى أن وصل إلى الغرض الذي سعى من أجله «الرب يسوع المسيح».

                      يا ليتنا لا ننظر حولنا حتى لا نفشل، ولا داخلنا كي لا نخور، بل لننظر إلى رئيس الإيمان ومُكمِّله يسوع، الذي من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب مُستهينًا بالخزي، فجلس في يمين عرش الله ( عب 12: 2 ، 3).

                      اللـه قوةٌ لنا وحِمانا الوطيدُ
                      في الضيقِ عونٌ قادرٌ ونَصيرٌ شديدُ
                      فِلذا لسنا نجزعْ والقلبُ لا يَفزعْ
                      ولماذا نُزعزعْ والربُّ مُعينْ

                      منسى ملاك
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

                        الأربعاء 12 يناير 2011

                        قوموا واذهبوا
                        قوموا واذهبوا لأنه ليست هذه هي الراحة. من أجل نجاسة تُهلِك والهلاك شديد ( مي 2: 10 )

                        «قوموا واذهبوا لأنه ليست هذه هي الراحة». هذه الآية وردَت ضمن عتاب الرب لشعب إسرائيل بسبب أفعالهم الأثيمة ورفضهم لأقواله الصالحة؛ كان الأشرار منهم إرهابيين يغتصبون البيوت والحقول، وينزعون أردية العابرين ويطردون النساء والأطفال من بيوتهم، والتأمل الهادئ في كلماتها يقودنا لاستخلاص بعض الحقائق النافعة:

                        الحقيقة الأولى: رحمة الله وشفقته على الإنسان: جعلته يطلب منهم أن يقوموا ويذهبوا، أي يتخلوا عن أفعالهم الأثيمة ولذلك يقول: «هل مسرةً أُسرّ بموت الشرير يقول السيد الرب؟ ألا برجوعه عن طُرقه فيحيا؟ .. فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل؟ لأني لا أُسرّ بموت مَن يموت يقول السيد الرب. فارجعوا واحيوا» ( حز 18: 23 ، 32).

                        الحقيقة الثانية: الله يراقب بكل دقة ووضوح كل ما يحدث على الأرض من ظلم وعدوان وشر واغتصاب «إذا اختبأ إنسانٌ في أماكن مُستترة، أَ فما أراه أنا يقول الرب؟» ( إر 23: 24 )، وشهد عنه أيوب قائلاً: «لأنه هو ينظر إلى أقاصي الأرض. تحت كل السماوات يرى» ( أي 28: 24 ). في القديم رأى مذلة شعبه وسمع صراخهم من أجل مسخّريهم، وعلم أوجاعهم، عيناه تراقبان المسكين، وتراقبان الأمم.

                        الحقيقة الثالثة: لا توجد راحة لأي إنسان في بُعده عن الله حتى لو لم يشترك في الاعتداء على الآخرين أو يظلمهم، ولا توجد راحة للإنسان الذي يعتبر نفسه سيد قراره فيتصرف بالاستقلال عن الله خالقه ومُشيره وناصحه، كما لا توجد راحة في مُعاشرة الأشرار ومصاهرتهم.

                        الحقيقة الرابعة: الخطية لها عقاب وعقابها شديد. من البداية حذر الرب الشعب وهم في البرية قائلاً إنهم إذا فعلوا الشر سيبيدهم سريعًا. وشهد داود قائلاً: «تُهلك المتكلمين بالكذب»، وقال آساف «لأنه هوذا البُعداء عنك يبيدون. تُهلك كل مَن يزني عنك».

                        الحقيقة الخامسة: هناك راحة حقيقية لن يجدها الإنسان إلا عند الرب يسوع المسيح الذي بكل الحب قال: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم. احمِلوا نيري عليكم وتعلَّموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحةً لنفوسكم. لأن نيري هيِّن وحملي خفيف» ( مت 11: 28 - 30).

                        نبيل عجيب
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

                          الخميس 13 يناير 2011

                          ابن الوعظ والموعظة الحية
                          ويوسف الذي دُعيَ من الرسل برنابا، الذي يُترجم ابن الوعظ .. إذ كان له حقلٌ باعَهُ، وأتى بالدراهم ووضعها عند أرجل الرسل ( أع 4: 36 ، 37)

                          ”أرني الموعظة ولا تُسمعني إياها، لا تشِر لي إلى الطريق بطرف أصبعك، بل سِر معي فيه، والنصيحة الخالصة قد يختلط عليَّ السلوك بها، أما المثال العملي فواضح تمامًا. وأفضل جميع الخدام هم الذين يعيشون وِفق ما ينادون به. وبكل سرعة سأتعلم كيف أمارس الصلاح إن كنت تُريني ـ عمليًا ـ كيف يُمارَس. قد يكون لسانك فصيحًا مُفوَّهًا وطلقًا، أعجز عن مُسايرته وإدراك كلمته البليغة، لكني لن أخطئ في فهم ما تعمله وتحياه. الخُلاصة يا صديقي: ليكن صوت حياتك أعلى من صوت عِظاتك، ولتكن حياتك هي الموعظة الحية“.

                          لا أعرف إن كان أحدهم قد قال هذه الكلمات لبرنابا أم لا، ولكني أكاد أجزم أنه تعلَّم فحواها في محضر الله، بالروح القدس. كان اسمه الأصلي «يوسف»، ولكن الرسل دعوه ”برنابا“، وهو اسم أرامي يعني حرفيًا ”ابن النبوة“ ولكن لوقا يترجمه ”ابن الوعظ“ أو ”ابن التعزية“ أو ”ابن التشجيع“، فالكلمة اليونانية تتسع لكل هذه المعاني. وأيًّ كانت الترجمة، فإنه من الواضح أن الرجل كان يمتلك لسانًا لبقًا فصيحًا، يتكلم به إلى الناس، واعظًا ومُعزيًا ومشجعًا، مُحولاً الأنظار من الآلام والتجارب والصعوبات، إلى الرب يسوع بكل محبته وحكمته، وقدرته وسلطانه. وكانت كلماته تبلغ الأعماق، فتُرسل السكينة والهدوء إلى النفوس المتألمة الشقية، باعتباره ”ابن الوعظ“ أو ”ابن التعزية والتشجيع“. كما كانت كلماته وعظاته، تستحضر ضمائر السامعين إلى محضر الله باعتباره ”ابن النبوة“. وكم كانت الحاجة شديدة لمثل هذه الخدمة، خاصةً في الأوقات العصيبة، التي شهدت الاضطهادات القاسية العنيفة، التي شنَّها اليهود على المؤمنين.

                          وبالرغم من ذلك لم يسجل الروح القدس، في كل الكتاب المقدس، عظة واحدة، لبرنابا. لقد سُجلت بعض العِظات للرسول بولس (أع13؛ 17؛ 20؛ 22؛ 24؛ 26؛ 28)، وللرسول بطرس (أع2؛ 3؛ 4؛ 10)، ولاستفانوس (أع7)، ولكن ولا عِظة واحدة ”لابن الوعظ“، بل إن كل ما سُجل عنه كان مواقف عملية، تُبرهن أنه أظهر القدوة قبل ممارسة الموهبة، وأظهر الطاعة للحق قبل أن يعلِّم به، وأنه مدَّ يده بالمعونة المادية والمعنوية لكل محتاج وعاثر، وأنه كان أنيسًا للمنفردين، ومُعينًا للمعوزين. وفعلاً كان صوت حياته أعلى من صوت عظاته.

                          فايز فؤاد
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

                            الجمعة 14 يناير 2011

                            الله في حياتنا اليومية
                            فوجده رجلٌ وإذ هو ضالٌ في الحقل ... فقال الرجل: قد ارتحلوا من هنا، لأني سمعتهم يقولون: لنذهب إلى دوثان ( تك 37: 15 - 17)

                            من المفيد جدًا عند قراءتنا للكتاب المقدس أن نلاحظ وجود الله وتداخله في الأمور الاعتيادية. ففي أصحاح37 من سفر التكوين مثلاً نرى يوسف، وإذ به في طريق طاعته لأوامر أبيه سائرًا للتفتيش عن إخوته، ولكنه تائه لا يعرف أين هم «فوجده رجلٌ وإذ هو ضالٌ في الحقل». ومن الغريب أن هذا الرجل بعينه كان قد سمع إخوة يوسف يقولون إنهم ذاهبون إلى دوثان، وبذلك أمكنه أن يرشد يوسف عن مقرهم. والآن أي مؤمن يمكنه أن يتجاسر فيقول إن مقابلة هذا الرجل ليوسف وإرشاده إياه بهذه الكيفية الموضحة هنا كانت مجرد صُدفة، وأن الله لم يكن له أي شأن بذلك الرجل الذي وجده ضالاً في الحقل.

                            وعندما كان داود يطارد العمالقة الذين ضربوا صقلغ وأحرقوها بالنار ( 1صم 30: 11 )، نقرأ أن رجاله صادفوا رجلاً مصريًا في الحقل، ولكنه في النزع الأخير. هذا الرجل عندما رجعت روحه إليه بعد أن عالجوه بالخبز والماء وأقراص التين والزبيب، استطاع أن يعطي داود المعلومات التي هو في حاجة إليها للحاق بالعمالقة واسترداد كل ما أخذوه. فكأن الله قد استخدم هذه الآلة الضعيفة والعديمة النفع حسب الظاهر لإنجاح طريق داود وتغلبه على أعدائه والوصول إلى النُصرة الكاملة. إننا نفعل حسنًا بتأملنا في هذه الحوادث الصغيرة، وملاحظة طرق الله في الحياة اليومية، لأنه من عدم الإيمان والضعف الروحي أن يحصر الإنسان وجود الله في الحوادث التي نسميها معجزات خارقة للطبيعة، ولا يتطلع إليه ويتكل عليه في الأمور التي نسميها اعتيادية وبسيطة.

                            إنه لأمر يتضمن إعلانًا إلهيًا جليلاً أن نرى الله يأمر الغربان أن تحمل إلى إيليا خبزًا ولحمًا في الصباح وخبزًا ولحمًا في المساء، ولكن لا شك أن الله لم يكن موجودًا في تدبير حاجة عبده وقتذاك أي في زمن الجوع، أكثر من وجوده في تدبير حاجات شعبه الآن في زمن الخيرات وبواسطة الظروف الاعتيادية. إن الله إذ يعطينا صورة من الضيقات والتجارب التي سمح بأن يُجيز فيها قديسيه، لا يتركنا بدون أن يعرِّفنا كيف كان خلاصهم من هذه الضيقات والتجارب، حتى بذلك يجعل الأجيال من أولاده يهتفون من أعماق قلوبهم «عليك اتكل آباؤنا. اتكلوا فنجيتهم» ( مز 22: 4 ).

                            في وسطِ الخوفِ العظيمْ نُهدي لكَ السجودْ
                            نذكرُ فضلكَ القديمْ لأنه يعودْ

                            ف.ب. ماير
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

                              السبت 15 يناير 2011

                              شجرة التفاح
                              كالتفاح بين شجر الوعَر كذلك حبيبي بين البنين. تحت ظلِّه اشتهيت أن أجلس، وثمرته حُلوة لحلقي ( نش 2: 3 )

                              لقد شبَّهت العروس نفسها بسوسنة الأودية (المتواضعة)، أما عريسها فهو كشجرة التفاح التي يجد فيها السائح كل أعوازه؛ ذلك السائح الذي سئم وملَّ من سفره الطويل الشاق بعد رؤية أشجار الوعَر التي تُشبه إلى حدٍ كبير شجر السنط. وماذا في شجرة السنط سوى القَرض المُرّ والشوك المؤذي؟ وهذه صورة جميع البشر بغير استثناء. ولا شك في أن السائح قد اختبر بنفسه تلك الأشجار الشائكة فلم يجد ظلاً مُريحًا تحتها ولا ثمرًا فيها يُشتهى. لقد جرَّب تلك الأشجار مرارًا وحاول أن يستريح تحت ظلها، فلم يجد راحة بل بالعكس زادته تعبًا فوق تعب، أما وقد وجد شجرة التفاح فكأنه وجد «شجرة الحياة» و«مَن يجدني يجد الحياة» ( أم 8: 35 ). نعم لقد وجد راحة أبدية لنفسه التعوبة «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم» ( مت 11: 28 ). لقد تغيَّر المنظر تمامًا، فعوضًا عن النظر إلى أشجار الوعر المُقبضة، إذا بالمؤمن السائح يتمتع برؤية شجرة التفاح المُبهجة، ويستنشق رائحتها الزكية، ويتغذى بأثمارها الشهية، ويستظل بظلها الظليل، ويرتوي من جداول المياه العذبة التي تجري تحتها.

                              طوباك أيها السائح الذي أعياك السفر في البرية، فقد ظَفرت بالسعادة التي كنت تنشدها والراحة التي كنت تتوق إليها. طوباك لأنك بعد أن كِدت ”تهلك جوعًا“ في هذا القفر المُضني، قد وجدت في ربنا المبارك يسوع المسيح بركات روحية تشتهي الملائكة أن تطلع عليها، وطعامًا سماويًا؛ طعام الله نفسه. لقد كنت قبلاً تشتهي أن تملأ بطنك من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله فلم يُعطِك أحد، أما الآن فأمامك وليمة السماء؛ وليمة الآب، فكُلْ هنيئًا واشبع ولتتلذذ بالدسم نفسك.

                              ومن المحقق أن العروس التي ذاقت قبلاً مرارة أثمار الوعر وآلمتها أشواكها المؤذية، ثم تغذت بعد ذلك من شجرة التفاح الشهية فانتعشت روحها، لن يخطر ببالها بعد ذلك أن تعود مرة أخرى لتتذوق مرارة شجر الوعر. إنها لو فعلت ذلك لحسبناها في مُنتهى الغباوة.

                              هبنا يا إلهنا الحكمة لنوجد قريبين منك وفي الشركة معك لأن «أمامك شبع سرور. في يمينك نِعَمٌ إلى الأبد» ( مز 16: 11 ).

                              متى بهنام
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X