إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - يناير 2011

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

    الأحد 16 يناير 2011

    بمَنْ نُشبِّه الله؟
    فبمَنْ تُشبِّهون الله، وأي شَبَهٍ تُعادلون بهِ؟ ( إش 40: 18 )

    على أية صورة تعرف الله؟ لكي تعطي جوابًا على هذا السؤال اطرح جانبًا الخيال وفلسفة العقل البشري، وكل طقوس الديانات البشرية، وارفض حتى تقاليد وفرائض المسيحية الاسمية، والديانة اليهودية.

    والكلمة الصادقة وحدها فيها الكفاية للهداية والإرشاد، فإن الرب يسوع المسيح هو الكل في الكل «فإنه فيه يحلُّ كل ملء اللاهوت جسديًا» ( كو 2: 9 )، فكل مجد الله وكل صفاته تعالى نراها في المسيح. إن الإنسان الذي هو الآن في المجد هو الله الابن. والابن المتجسد هو الذي فيه يحل ملء الله. وقال المسيح: «الذي رآني فقد رأى الآب» ( يو 14: 9 ).

    ولكي أعرف مَنْ هو الله عليَّ أن أتطلع وأتفرَّس في المسيح نفسه الذي قال عنه كاتب رسالة العبرانيين: «الذي، وهو بهاء مجد (الله)، ورسم جوهره» ( عب 1: 3 ). فيه يحلُّ كل الملء، فكل صفات الله مُستعلَنة في الابن، كل مجده ورحمته وقداسته وبره ومحبته ونعمته، تُرى في ربنا يسوع المسيح. فبمَنْ نُشبِّه الله؟

    إنه بالضبط وبالتمام ما نراه في الرب يسوع المسيح. هذا الحق العظيم من أغنى الكنوز التي نمتلكها بالإيمان في يومنا الحاضر، والتي لم يَزَل أمامنا أن نكتشفها بصورة أعمق وأوضح في المستقبل. عندما نصل إلى حضرة أبينا السماوي سوف نعرف أنه ليس غريبًا عنا، بل قد عرفنا شيئًا عنه ونحن هنا في الأرض، لأننا رأيناه ولمحناه في ربنا يسوع المسيح.

    لذلك هو امتياز عظيم للمؤمن أن يتأمل ويدقق النظر في ملامح يسوع المسيح التي تُعلنها الكلمة الحية الصادقة. ويا له من إهمال إذا كنا نتوانى عن التمتع بهذا الامتياز. يا لها من خسارة تلحق بنا إن كنا نترك التزوُّد والتشبُّع من هذا الامتياز وننشغل بأمور وقتية حتى ولو كانت مقدسة، مثل الاهتمام بخدمته قبل الاهتمام بالشبع من حلاوته. بماذا عرَّف الرب يسوع الحياة الأبدية بالنسبة لنا؟ إنه قال عنها: «وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته» ( يو 17: 3 ). وإنه بكل تأكيد الآن هو الوقت لكي نبدأ أن نتعرَّف بالله أبينا الذي سنعرفه، وسنظل نتعرَّف به على مدى آباد الدهور.

    ليظهر المجد السني مجد إلهنا البهي
    في وَجهِكَ باهي السنا يا صورة الله العلي

    كاتب غير معروف
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #17
      رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

      الاثنين 17 يناير 2011

      إنه مُرسِل
      طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله... أنا أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه. آخرون تعبوا وأنتم قد دخلتم على تعبهم ( يو 4: 34 ، 38)

      من الجميل أن نلاحظ أن إنجيل يوحنا لا يحدِّثنا فقط عن المسيح المُرسَل من الآب، بل أيضًا عن المسيح المُرسِل لتلاميذه ( يو 4: 34 ، 38).

      وفي عبارة «أنا أرسلتكم» نفهم أن التلاميذ لم يذهبوا إلا لأنه أرسلهم. ونحن لا ينبغي أن نذهب لأننا استحسنا ذلك، أو لأن هيئة مستعدة أن ترسلنا، بل نذهب لأن المسيح يرسلنا. وبعد ذلك، في ختام حياته فوق الأرض، وفي تتابع لافت، كرر هذا الأمر مرتين على مسامع تلاميذه، مرة قُبيل الصليب، والثانية في عشية يوم القيامة. المرة الأولى وهو يتكلم إلى الآب عن تلاميذه قال: «كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم» ( يو 17: 18 )، والمرة الثانية وهو يتكلم مع تلاميذه عن الآب قال: «كما أرسلني الآب أُرسلكم أنا» ( يو 20: 21 ). ولم يفصل بين هذين القولين سوى موته وقيامته. أَ ليس هذا معناه أنه مات لكي يخلِّصنا، وأنه خلَّصنا لكي يُرسلنا؟ (قارن إشعياء6: 5ـ 9).

      كان المسيح يريد من تلاميذه أن يمثِّلوه في العالم. هذا معنى قوله: «كما أرسلني الآب (وهو أعلنه تمامًا للناس ـ انظر يو14: 9؛ 17: 6) أُرسلكم أنا». ولكي يفعل ذلك أعطانا ذات نوع حياته. فعندما ظهر لتلاميذه في عشية يوم القيامة، قال لهم: «كما أرسلني الآب أُرسلكم أنا»، ثم نفخ وقال لهم: «اقبلوا الروح القدس». ليس أنه هنا أعطاهم أقنوم الروح القدس، فهم لم يحصلوا على ذلك الأقنوم إلا بعد صعود المسيح إلى السماء (انظر يو7: 39؛ 16: 7؛ أع1: 8). لكن العبارة هنا بحسب الأصل هي: ”اقبلوا روحًا قدسًا“ (انظر الكتاب المشوهد). والمقصود الحياة الإلهية الروحية التي منحها المسيح المُقام لتلاميذه، ذات حياته هو (انظر 1كو15: 45). إن حياة المسيح المُقام من الأموات صارت لنا، وبذلك أمكننا، ونحن نمتلك ذات نوعية حياته، أن نمثله تمثيلاً كاملاً على الأرض. ونحن فقط إذا ذهبنا بروح المسيح، فإنه يمكننا في هذه الحالة أن نفيض بالبركة على النفوس الظامئة، كتلك المرأة السامرية (يو4). فلقد قال المسيح: «مَن آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماء حي». ولكوننا نمثل المسيح في هذا العالم، فلقد طلب المسيح من تلاميذه أن يشاركوه نظرته إلى الحصاد. وما زالت كلمات المسيح ترِّن في آذان قديسيه الأتقياء: «ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد ابيضَّت للحصاد» ( يو 4: 35 ).

      يوسف رياض
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

        الثلاثاء 18 يناير 2011

        الرب آتٍ
        نعلم أنه إذا أُظهرَ نكون مثلهُ، لأننا سنراهُ كما هو. وكل مَن عنده هذا الرجاء بهِ، يُطهر نفسه كما هو طاهر ( 1يو 3: 2 ، 3)

        الرب آتٍ! يا له من حق مبارك وعظيم! ويا لها من لحظة! فكل القديسين سيتغيرون في لحظة في طرفة عين، عند سماع البوق الأخير، فيُخطفون لمُلاقاة الرب في الهواء. بينما سيُترك أولئك الذين احتقروا الإنجيل للضلال الرهيب من إبليس، فيُحملوا بعيدًا إلى الارتداد الشنيع حيث يصبح ”إنسان الخطية“ في وضع التحدي لله ويُعبَد هناك في هيكل الله. وستشاهد العين البشرية فجأة وبكل سرعة، ذلك التميز الإلهي؛ فكل مؤمن سيؤخذ وكل رافض للمسيح سيُترك هنا. فالانفصال والتمييز هنا بين مؤمنين وغير مؤمنين.

        ومَنْ ذا الذي يُمكنه أن يُخبر بالبركات وبالأفراح التي لا يُنطق بها لأولئك المنتظرين المسيح! ومَنْ ذا الذي يتغير ليكون على صورة مجده عند مجيئه «نكون مثله، لأَننا سنراه كما هو» ( 1يو 3: 2 )! والآن ما هي قوة ذلك الرجاء المجيد؟ «وكل مَنْ عنده هذا الرجاء بِه، يُطهِّر نفسه كما هو طاهرٌ» ( 1يو 3: 3 ). سنصبح مثله عندئذ، وإننا نريد أن نكون مثله الآن، فنُطهِّر أنفسنا كما هو طاهر. أَ يمكننا أن ننمي في أنفسنا تلك العواطف العُرسية في قلوبنا ونحفظ أنفسنا ـ كعذراء عفيفة مخطوبة للمسيح بلا دنس من هذا العالم؟

        وهل سيجدنا الرب سائرين مع العالم الذي صلبه وهو الآن بكل برودة يرفض رسالة النعمة؟ أَ نحن الآن أعضاء في مجتمعاته وشركاء في مسراته مستغرقين في الأشياء التي تلهى ضمائرنا عن صوت الله؟

        إن ذاك الذي كان نورًا للعالم قد مضى وصُلب واستُبعد من الأرض. وقد صار الآن ليل ـ إنه ليل غياب طويل وليل خراب. فهل نسعى للراحة والمُلك في المكان الذي قُتل فيه سيدنا؟ أم بالأحرى نرتبط به بعواطف حارة محتملين برودة الليل الشديدة، ولتكن مصابيحنا مضيئة بلمعان واضح حتى يأتي؟

        «ها أنا آتي سريعًا»: ليت هذا الصوت يحرك أوتار قلوبنا فتعزف له منسجمة مع قلبه الذي لا يهدأ حتى يأتي بنا إلى نفسه. ولننتظر تلك اللحظة عندما نتبادل معًا ـ ”قلبه وقلوبنا نحن“ـ السرور هناك، عندما يُقال إن «عُرْس الحَمَلِ قد جاء، وامرأَتُهُ هَيَّأَت نفسهَا». «آمين. تعال أَيُّها الربُّ يسوع»

        أ.هـ. رووس
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

          الأربعاء 19 يناير 2011

          الله هو الذي يُبرِّر

          مَن سيشتكي على مختاري الله؟ الله هو الذي يُبرِّر ( رو 8: 33 )

          إنه لأمر عجيب أن يتبرر الإنسان ـ أي يُجعل بارًا. لو لم نكن قد كسرنا نواميس الله ما كنا نحتاج إلى التبرير لأننا نكون عندئذٍ أبرارًا في ذواتنا. إذا وُجد شخص قد فعل في كل حياته جميع ما يجب أن يفعله، وابتعد عن كل ما يجب أن يبتعد عنه، فإن هذا الشخص يتبرر بالناموس. وإني واثق أنك أيها القارئ العزيز أكثر أمانة من أن تدّعي بأنك بلا خطية. لهذا فأنت محتاج لأن تتبرر. ولا حاجة للقول بأنه لا فائدة من تبرير الناس إياك. تستطيع أن تجعلهم يقولون حسنًا عنك بأجر زهيد، كما أنه يوجد مَن يذمك بأقل من ذلك. إن حكم هؤلاء أو أولئك قليل الاعتبار.

          يقول الكتاب: «الله هو الذي يُبرِّر»، وهذا هو الأمر المهم والذي يحتاج لأن تُعيره كل اهتمامك. ولنتذكر أنه لم يفكر أحد قط سوى الله في تبرير المُذنبين. لقد عاش هؤلاء في العصيان العَلَني، صنعوا الشر بكِلتا اليدين، تقدموا من رديء إلى أردأ، رجعوا إلى الخطية حتى بعد أن ذاقوا مرارتها، كسروا الناموس وداسوا الإنجيل، رفضوا إعلانات الرحمة وثابروا على العيشة في الشر. فكيف يُصفح عن هؤلاء ويُبرَّرون؟ إن الله في عجيب نعمته قد أعدّ لهم ما يُبررهم ويجعلهم مقبولين في المحبوب. أَ ليس مكتوبًا «والذين سبق فعيَّنهم ... فهؤلاء برَّرهم أيضًا» ( رو 8: 30 )؟ إذًا يوجد أُناس يبرِّرهم الله، فلماذا لا تكون أنت وأكون أنا بين هؤلاء الناس؟

          وإني أجرؤ على القول إن الخاطئ الذي يُبرِّره الله يقف على ما هو أثبت مما يقف عليه شخص يتبرر بالأعمال، إن وُجد مثل هذا الشخص. لا يمكن أن نتأكد البتة بأننا عملنا أعمالاً صالحة كافية. إن الضمير يخشى على الدوام من أن نكون لم نصل إلى المقياس المطلوب من حيث تتميم الناموس، ولذلك يخاف من أن يقع تحت الدينونة. ولكن عندما يُبرِّرنا الله نفسه ويشهد الروح القدس بإعطائنا سلامًا مع الله، نشعر بأننا ثابتون على صخرة لا تتزعزع. ولا يستطيع لسان أن يُعبِّر عن الطمأنينة التي تحصل عليها نفس قد نالت سلام الله الذي يفوق كل عقل. فيا عزيزي اطلب هذا السلام بالإيمان القلبي بالرب يسوع المسيح الفادي.

          هذا سلامٌ لي شَراهْ ربُّ الفِدَى بالصَّلبِ
          كالنَّهرِ يَجري في صَفاهْ يُروي ظمَاءَ القلبِ

          سبرجن
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

            الخميس 20 يناير 2011

            عظيمة من شونم
            وكانت هناك امرأة عظيمة ( 2مل 4: 8 )

            أولاً عظيمة في شركتها مع رجل الله: تمتعت المرأة الشونمية بشركة خاصة مع أليشع رجل الله، ودعونا نتابع كيف تدرجت الشركة في عُمقها. ففي ذات يوم عبَر إلى شونم وكانت بداية جديدة في حياة هذه المرأة التي أمسكت به ليأكل خبزًا. أتخيلها قبل مغادرته لبيتها تؤكد عليه ضرورة زيارتها، ويُخبرنا الوحي بأنه كلما عبَر كان يميل، فتكررت الزيارات وتوطدت الشركة مع رجل الله. ثم إذ ازدادت الشركة عُمقًا صنعت له عليّة حتى إذا جاء لا يكون مروره سريعًا، بل يصعد إلى علّيته ليستريح فيها ويطول حديثها معه. وبعد ذلك نجد الشونمية تغتنم الفرص في رأس الشهر والأعياد والسبوت لتذهب إليه لمزيد من الشركة.

            تدربت الشونمية من البداية على الشركة المكلِّفة. فأمسكت برجل الله في البداية وكانت تقدم له طعامًا «ليأكل خبزًا». وبعد أن توطدت العلاقة ذهبت بُعدًا آخر، فبَنت له عليّة على السطح ليستريح فيها وأمدتها بما يحتاج؛ ليست وجبة أو وجبات بل إقامة في بيتها.

            عزيزي القارئ: هل شركتك مع إلهنا في تدرج إيجابي؟ هل هي أفضل الآن عنها في العام الماضي؟ هل هناك توافق مقدس مع القدوس؟ هل نعرف ونسعَد بالكُلفة من الوقت والالتزام والأولوية.

            ثانيًا: عظيمة في طاعتها. كلَّم رجل الله الشونمية ( 2مل 8: 1 ) قائلاً قومي انطلقي وتغرَّبي أنتِ وبيتك لأن الرب دعا بجوع سيأتي على الأرض سبع سنين. فيقول الوحي: ففعلت حسب كلام رجل الله؛ طاعة كاملة. كما أنها لم تجادل وإن كان لها الحق أن تتعجب. فإن جاعت هذه الغنية فمَن سيعيش، لماذا تتغرب؟

            أحبائي .. بعد الشركة تأتي الطاعة. ولا شك أن كل قديس يعرف الطاعة. «تقديس الروح للطاعة». ولكن ما أحوجنا إلى طاعة الشونمية الكاملة بلا جِدال.

            ثالثًا: عظيمة في شهادتها. إن الطاعة الكاملة هي أساس الشهادة الصحيحة، فبعد أن رجعت من غُربتها أكرمها الرب ( 2مل 8: 6 ) بأن تشهد للملك ليس عن أليشع (رمز لإله كل نعمة) فحسبْ، بل عمَّا فعل رب أليشع معها، وهذا سر عظمة شهادتها. حقًا لقد عرفت هذه الشونمية كيف تشهد، بعد أن عرفت كيف تطيع طاعة كاملة، نتيجة شركة عميقة مع رجل الله.

            أشرف يوسف
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

              الجمعة 21 يناير 2011

              النعمة التي لأجلكم
              أنبياء ... تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم.. أُعلن لهم أنهم ليس لأنفسهم، بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور التي اُخبرتم بها أنتم الآن ( 1بط 1: 10 - 12)

              يجب أن نلاحظ ثلاثة أشياء هامة جدًا في 1بطرس1: 10- 12:

              أولاً: صدق الوحي وطابعه المتميز. لقد خدم الأنبياء، ولكن مصدر نبوءاتهم، سواء شفهية أو مكتوبة، كان الروح القدس نفسه. فالروح القدس فيهم شهد بواسطتهم، وقد كان هو حقًا مصدر ما تكلموا به، حتى أنه كان عليهم أن يبحثوا في كلماتهم ويتأكدوا من قوتها الحقيقية، فقط ليكتشفوا أن معناها الكامل يتخطى توقعات الجيل الذي عاشوا فيه، وأنهم في الحقيقة يكتبون لتعليم قديسين في زمن آتٍ، هم نحن «الذين أُعلن لهم أنهم ليس لأنفسهم، بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور التي أُخبرتم بها أنتم الآن» (الآية12).

              ثانيًا: مع أن المسيح لم يُستعلن في الزمن المنصرم، إلا أن الروح القدس في الأنبياء والمتكلم فيهم، كان هو «روح المسيح» (الآية11). وطبقًا لهذا، فالمسيح، كان هو المتكلم بروحه، حتى في أيام العهد القديم (قارن 1بط3: 18- 20).

              ثالثًا: الفروق الكبيرة التي وَضَحت بين الزمن قبل المسيح والزمن بعده. فخلاص النفس، وهو الملكية المشتركة للمؤمنين اليوم، كان في الزمن المنصرم ـ حتى بالنسبة للأنبياء ـ موضوع بحث «فتَّش وبحث عنه أنبياء» (الآية10). ويقول عنها «تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم» (أو النعمة التي كان ينبغي أن تأتي إليكم)، أي أنها لم تكن قد أتت في الزمن السابق. وأيضًا، الأمور التي أخبرنا بها الرسل والآخرون الذين بشَّروا برسالة الإنجيل بالروح القدس المُرسل من السماء، هي الأمور التي أُعطيت عنها نبوءات فقط من قبل. فالأمور التي سبق أن تنبأ بها الروح القدس، هي بعينها الأمور التي كشف عنها الآن الروح القدس. عندئذٍ، كان الروح القدس في الأنبياء ليوحي لهم، ولكن الآن أُرسل الروح القدس من السماء. ويتميز الزمن الحالي بإتمام آلام المسيح، وبالتالي فقد أتت النعمة، وتحقق خلاص النفس، وهي أمور تشتهي الملائكة أن تطلع عليها، وأُرسل الروح القدس من السماء إلينا ليُخبرنا بها بواسطة الذين بشَّرونا (الآية12).

              معكَ بالروحِ جُعلنا واحدًا مِلئًا لكَ
              يا لهُ سرًا عظيمًا نصبح جسدَكَ
              حسبَ قصدٍ في الدهور حكمةٌ تنوعَتْ
              يا لنعمةٍ تجلَّت يا لحكمةٍ سَمَتْ

              ف.ب. هول
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

                السبت 22 يناير 2011

                صنعوا له عشاءً
                فصنعوا له هناك عشاءً. وكانت مرثا تخدم، وأما لعازر فكان أحد المتكئين معه. فأخذت مريم مَنًا من طيب ... ودهنت قدمي يسوع ( يو 12: 2 ، 3)

                تبدو أمامنا هنا مميزات كل مسيحي، بل كل جماعة مسيحية في قالب مؤثر فعَّال؛ أولاً الشركة الهادئة المتمثلة في لعازر المتكئ على المائدة، والسجود المقدس المُرتسم في جلوس مريم عند قدمي ربها، وخدمة المحبة البادية في نشاط مرثا، ومن هذه العناصر الثلاثة تتألف صفة المسيحي وخُلُقه. وكلنا مُطالبون أن نعرف معنى الاتكاء على المائدة مع ربنا المبارك في الشركة الحلوة التي تؤدي بنا إلى السجود والتعبد القلبي، ولنعلم أنه متى فُزنا بالشركة والسجود، لا يعوزنا عمل المحبة والنشاط في الخدمة.

                ولا يفوتنَّ القارئ أنه لا يوجد في هذا المشهد الجميل أدنى مُشاحنة بين مريم ومرثا، فكلٌ منهما شغلَت مركزها الخاص بها، إذ وُجد مجال للاثنتين. وإن كان المسيح غرض قلوبنا الشاغل، فما أشهى الوئام الذي يسطع في حركاتنا وإن اختلفت أعمالنا.

                وهذا ما كان في بيت عنيا: فلعازر كان أحد المتكئين، ومريم جالسة عند قدمي السيد، ومرثا تشتغل في خدمة البيت. وما أبهى النظام الذي كان زينة الجميع، وعِلة ذلك أن المسيح كان الغرض السائد، فلو قام لعازر لإعداد العشاء واتكأت مرثا على المائدة لَمَا تهيأ العشاء ولا ساد النظام. ولكن كل منهما شَغَل مركزه الخليق به، ولا بد أنهما فرحا برائحة طيب مريم وهي تسكبه على قدمي سيدها المُحب والمحبوب.

                ألا نفهم هذا من مضمون الجملة القائلة «فصنعوا له هناك عشاء»؟ فالثلاثة على السواء صنعوا له العشاء، اشتركوا في الامتياز الجميل، وهو إعداد العشاء لمَن هو غرض عواطف قلوبهم الذي لا يُقدَّر بثمن. وإذ وُجد في وسطهم أخذ كلٌ مركزه بمنتهى البساطة وبدون تكلُّف وبغاية الهمة والنشاط، وقد انتعش قلب السيد المحبوب، إذ كان هو المركز وحوله قد تحركوا. هذا ما ينبغي أن يكون في كل حين بين جماعة المسيحيين إذا ما حكمنا على الذات وانشغل كل قلب بالمسيح وحده. ولكن في هذه النقطة نعثر كلنا لأننا مشغولون بنفوسنا وبأعمالنا الحقيرة وأقوالنا وأفكارنا، ونجعل أهمية كبرى لأعمالنا، لا بنسبة أثمارها لمجد المسيح، بل لِما تأتي به لنا من الشُهرة والصيت. ولكن إن كان المسيح غرضنا كما سيكون في الأبدية، وكما ينبغي أن يكون الآن، فلا نبالي بمَن قام بالعمل أو مَن أدى الخدمة طالما قد تمجد اسمه وانتعش قلبه.

                ماكنتوش
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

                  الأحد 23 يناير 2011

                  كلُّه مشتهيات
                  حلقُهُ حلاوةٌ، وكلُّهُ مُشتهياتٌ ( نش 5: 16 )

                  إن حلاوة المسيح كائنة ـ كما تبدو لي أول كل شيء ـ في إنسانيته الكاملة. فهو واحد معنا في كل شيء ما عدا خطيتنا وخطايانا. لقد نما في القامة والنعمة، لقد تعب وبكى وصلى. لقد تجرَّب مثلنا في كل شيء ما عدا الخطية. ومع أننا نعترف به ربًا وإلهًا (كما اعترف توما)، ونعبده ونجلّه، ولكن أيها الأحباء لا يوجد شخص آخر تنعقد بيننا وبينه ألفة كالمسيح الذي صار قريبًا جدًا لقلوبنا البشرية. لا يوجد شخص في دائرة الكون كله غير المسيح نطمئن إليه. هو كامل الإنسانية اليوم كما كان منذ عشرين قرنًا خَلَت، لم يغيِّره القِدَم. إن يوحنا الذي رآه يُقيم الموتى ويُسكت الريح ويتكلم مع موسى وإيليا على الجبل، لم يخشَ أن يجعل من صدره وسادة له عند العشاء. وفي كل هذا نرى أن «كُلهُ مشتهيات»، فكماله لا يزال يلمع بنور فائق تكتحل به عين الإيمان. يقبل يسوع خطاة ويأكل معهم. خطاةً من كل صنف؛ نيقوديموس الخاطئ المتدين المؤدب، ومريم المجدلية التي أخرج منها سبعة شياطين. يأتي يسوع إلى النفوس الخاطئة فيُنظفها ويطهرها دون خوف من التلامس.

                  كان أيضًا كُلهُ مشتهيات في حنانه، فدائمًا كان «يتحنن». فالجموع التي لا راعي لها، وأرملة نايين الحزينة، وابنة الرئيس المائتة، ومجنون كورة الجدريين، والخمسة الآلاف الجياع، وكل مشهد مؤلم، كل ذلك كان يهز أعطاف قلبه الحنَّان. ولم يكن غضبه ضد الكتبة والفريسيين إلا زيادة في الحنان على الذين وقعوا تحت نير البر الذاتي.

                  لقد ظهرت نعمته أيضًا في شفقته. فلماذا لمس ذلك الأبرص المسكين؟ لقد كان في إمكانه أن يشفيه بكلمة، ولكن لمسة يسوع لذلك المطرود ـ الذي تجرَّد من كل حقوقه الإنسانية وأصبح مجرد الاقتراب منه نجاسة ـ أعادت إليه اعتباره في الحياة.

                  ولقد ظهرت حلاوته ونعمته في تواضعه ووداعته «أنا بينكم كالذي يخدم» و«ابتدأ يغسل أرجل تلاميذه» و«إذ شُتم لم يكن يشتم عوضًا» و«كنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه». وهل سمعنا أو قرأنا عن المسيح بأنه طلب حقًا له بين الناس؟ حقًا إن «حلقه حلاوة وكُلهُ مشتهيات».

                  ومُعلمٌ في ربوةٍ وفيهِ أعجبُ الصفاتْ
                  وحلقه حلاوةٌ وكلهُ مشتهياتْ

                  سكوفيلد
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

                    الاثنين 24 يناير 2011

                    هل عملت واجبك؟
                    فجازا (بطرس والملاك) المحرَس الأول والثاني، وأتيا إلى باب الحديد ... فانفتح لهما من ذاته، فخرجا وتقدَّما زقاقًا واحدًا، وللوقت فارقه الملاك ( أع 12: 10 )

                    أتى الملاك وانفتحت أبواب السجن وسقطت سلاسل بطرس وأُطلق سراحه، ولم يكن خلاصه بيد بشرية بل بيد الله الذي يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر. ولكن لنلاحظ أن الملاك لم يفعل لبطرس ما كان بطرس يستطيع أن يفعله لنفسه، فقال له الملاك: «تمنطق والبس نعلَيك»، ولما تجاوزا الباب الحديد وخرجا إلى الطريق، اختفى الملاك لأن بطرس كان يعرف الطريق ولم يكن بحاجة إلى ملاك ليرشده إلى شوارع أورشليم. وفي هذا درس عملي لنا، فالله ينتظر منا أن نقوم بنصيبنا من العمل، ولا يصح أن ننتظر من الله أن يرسل ملاكًا ليعمل لنا ما يمكننا أن نعمله لأنفسنا. كثيرون منا يصلّون ويقولون: نحن قد تركنا العمل كله لله. حسنًا، ولكن الله يريدنا أن نقوم بواجبنا.

                    هل نصلي من أجل خلاص شخص معيَّن؟ هذا حسن. ولكن ربما يقصد الرب أن يُجيب هذه الصلاة بواسطتنا، فهل هناك خطاب يمكن أن نكتبه؟ وهل هناك نبذة يمكن أن نقدمها؟ وهل هناك كلمة يمكن أن نقولها؟ إن الله ينتظر ذلك منا، فهل نحن على استعداد لأن نؤدي واجبنا، أم نحن نترك الكل للرب؟ لا شك أن مسألة الخلاص هي من اختصاص الله وحده ونحن لا نستطيع أن نخلِّص أحدًا. الروح القدس هو الذي يعلن شخص الرب للنفس كالمخلِّص ويغيِّرها، ولكننا نستطيع أن نقدم الحق وأن نضع طريق الخلاص أمام النفس. والله ينتظر منا أن نفعل ذلك، وأن نسلِّم أنفسنا له ليستخدمنا في إجابة صلواتنا إذا كانت هذه مشيئته.

                    كان بعض المؤمنين مجتمعين للصلاة لأجل بعض المتضايقين، وبعد أن قضوا فترة من الوقت خرج أحدهم، وبعد مدة وقفت أمام باب الاجتماع عربة مُحمَّلة بالبضائع ومعها ولد يقول: ”الأخ فلان قد أرسل إجابة صلاته على هذه العَربة“.

                    وليس من المناسب أن أصلي لكي يرسل الله مالاً إلى أحد المشروعات إذا كان في استطاعتي أن أمدّ يدي إلى جيبي وأُخرج له مساعدة ولا أفعل. لا فائدة من الصلاة لكي يرسل الله فعَلَة إلى عمله ما لم نكن مستعدين أن نذهب نحن أنفسنا إذا دعانا الرب. يجب ونحن نصلي أن نقول: ”وها نحن يا رب استخدمنا“.

                    أعِّنا لنخدم اسمَك القدوسْ

                    ونُعلن جمالك لكلِ النفوسْ

                    نتَّجِر بوزناتنا إلى أن تجيء


                    ج.ر. ميلر
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

                      الثلاثاء 25 يناير 2011

                      في يوم خوفي
                      بخوافيه يُظللك. وتحت أجنحته تحتمي. تُرسٌ ومِجنٌّ حقهُ ( مز 91: 4 )

                      أنشودة رائعة أنشدها المرنم وهو يتأمل في حماية الرب للمؤمن في أوقات الخطر، فمَن يسكن في سِتر العلي، ويبيت في ظل القدير، ويضع ثقته في الرب كملجأه وحصنه ( مز 91: 1 ، 2)، سيتمتع بثلاث بركات عُظمى:

                      أولاً: «بخوافيه يُظلِّلك»: الرأفة والحنان. فالخوافي هي الريش الناعم تحت إبط الطائر، وهو مكان مناسب للفراخ الصغيرة لتجري إليه فتجد الدفء والحنان. والرب هنا، يُشبِّه نفسه، في عنايته الدقيقة بكل واحد من أفراد شعبه، بالنسر القوي ذي الأجنحة القوية والخوافي الناعمة. وهو يريدنا أن نهرَع إليه في أوقات الخوف فنتمتع بحنانه وعطفه ورأفته «كما يترأَف الأب على البنين يترأَف الرب على خائفيه. لأنه يعرف جِبلتنا. يذكر أننا ترابٌ نحن» ( مز 103: 13 ، 14).

                      أخي، أختي: هل تعاني من جفاء الناس وقسوة الظروف، ومن الوحدة والانفراد؟ إلجأ إليه، والتصق به، وستجده دائمًا رقيقًا عطوفًا، رحيمًا شفوقًا.

                      ثانيًا: «تحت أجنحته تحتمي»: الحفظ والأمان. قوة النسر تكمن في جناحيه، وبهما يحمي فراخه عند اقتراب الخطر منها. وقديمًا وصف الرب، لبني إسرائيل، قوته في خلاصهم وإنقاذهم قائلاً: «وأنا حملتكم على أجنحة النسور وجئت بكم إليَّ» ( خر 19: 4 ). وقد تعلَّم داود هذا الدرس في يومه، فصرخ إلى الرب وهو مُحَاصر من شاول: «ارحمني يا الله ارحمني، لأنه بك احتمت نفسي، وبظل جناحيك أحتمي إلى أن تعبر المصائب» ( مز 57: 1 )، ولما أراد أن يتغنى بقوة الرب التي حفظته، قال: «لأنك كنت عونًا لي، وبظل جناحيك أبتهج» ( مز 63: 7 ).

                      ثالثًا: «تُرسٌ ومجَنٌ حقُّهُ»: الوعد والطمان. حقه هو كلمته التي تحوي مواعيده العظمى والثمينة. أَ ليس هو القائل: «لا أنقض عهدي، ولا أُغيِّر ما خرج من شفتيَّ» ( مز 89: 34 ). ومواعيده هي سلاحنا ضد العدو في معركتنا الشرسة معه. إنها تُرسنا ومجننا، وكلما تمسكنا بها انتصرنا أعظم انتصار. وعن اختبار أنشد داود قائلاً: «في يوم خوفي، أنا عليك أتكل. الله أفتخر بكلامه. على الله توكلت فلا أخاف...» ( مز 56: 3 ، 4).

                      أخي المؤمن: احفظ مواعيد الرب ورددها، واملأ بها ذهنك وقلبك، عندئذٍ تثبت في حربك، وتنتصر على الأعداء الروحيين.

                      فريد زكي
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

                        الأربعاء 26 يناير 2011

                        الكورة البعيدة
                        وبعد أيامٍ ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيءٍ وسافر إلى كورة بعيدة، وهناك بذَّر ماله بعيشٍ مُسرِف ( لو 15: 13 )

                        ”الكورة البعيدة“ هي العالم البعيد عن الله، بعيدًا جدًا حتى إن «العالم كله قد وُضع في الشرير»، فنتيجة لخطية آدم، انفصل الإنسان عن الله، ودخل كل نسل آدم إلى هذا العالم وهم «مُتجنبون عن حياة الله» ( أف 4: 18 )، فأصبحت هناك هوَّة كبيرة بين الله القدوس وهذا المخلوق الخاطئ، ولن يستطيع أحد أن يضع جسرًا لهذه الهوّة إلا شخص المسيح. فالخاطئ بعيد عن الله في قلبه وأفكاره وطرقه، وهذا يفسر لنا الكثير.

                        إنه يفسر لنا تجاهل الناس الشائع للكتاب المقدس. سوف يعطونك الكثير من الأسباب التي تجعلهم لا يقرأونه: أنهم لا يجدون وقتًا، لا يفهمون منه الكثير، كثيرًا ما تتضارب تفاسير محتوياته، ولذلك فهم يتركونه. وبسبب تأنيب الضمير يقرأ الكثيرون بين الحين والآخر أصحاحًا من كلمة الله، وينتهي الأمر عند ذلك، والسبب الحقيقي في هذا أن الكتاب المقدس يُحضر الإنسان في حضرة الله، وهذا آخر شيء يريده الإنسان الطبيعي. وهذا دليل كافٍ على أنه في ”الكورة البعيدة“، وأن القلب مُبتعد تمامًا عن الله.

                        وهذا يفسر أيضًا لماذا لا يُسرّ الخطاة بالصلاة. فالصلاة الحقيقية هي كلام مباشر مع الله بواسطة المسيح. فهي التي تجعلنا في اتصال وشركة مع العظيم الذي لا يُرى. ولكن الخاطئ لا يملك القلب الذي يُقدِّر هذا، فهو لا يجد أية مُتعة في سكب نفسه أمام الله. أما إذا صلَّى، فالصلاة تصبح فرضًا ثقيلاً وتكرارًا سقيمًا للكلمات، فهو يفضِّل فعل أي شيء بخلاف الصلاة، والسبب في هذا أنه يرغب في الابتعاد عن الله.

                        وهذا يفسر أيضًا لماذا لا يجد الخاطئ سرورًا حقيقيًا بالعبادة الجماعية لله. صحيح قد يذهب إلى اجتماعات الكنيسة، فالإحساس بالواجب قد يقوده إلى هناك، أو ربما بسبب العادة التي اكتسبها من نشأته المسيحية، أو قد يقوده ضميره المُتعب للمواظبة على الحضور. ولكنه دائمًا غير مُكترث بما يسمع. ولكن عندما يقدم الواعظ الرسالة منمَّقة فصيحة مُمتعة للآذان، فهو لا يسمع فقط بل يُبهر ويُسرّ. ولكن دَع الواعظ ينسى بلاغته وفصاحته، دَعه يخاطب ضمير الخاطئ مباشرةً قائلاً: «أنت هو الرجل»، دعه يستحضره في حضرة الله، وسوف تجد هذا الخاطئ المسكين في حالة من عدم الارتياح، وليس غريبًا إذا لم يَعُد يستمع مرة أخرى لهذا الواعظ.

                        أرثر بنك
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

                          الخميس 27 يناير 2011

                          ديماس .. نجم خبا
                          بادر أن تجيء إليَّ سريعًا، لأن ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب إلى تسالونيكي ( 2تي 4: 9 ، 10)

                          لماذا ترك ديماس الرسول بولس؟ هناك عدّة احتمالات:

                          (1) ربما كانت رغبة بسيطة، تبدو شرعية للمنطق البشري، في الحصول على مأوى آمن مُريح، بعيدًا عن تداعيات سجن بولس ومحاكمته ومصيره الذي بَدَا محتومًا. لم يكن يستطيع أن يقدِّر هبة الألم من أجل المسيح ( في 1: 29 )، ولا كان بإمكانه الفرح بالاشتراك في آلام المسيح ( 1بط 4: 13 ).

                          (2) ربما يعطينا معنى اسمه، وهو ”شعبي“ أو ”مشهور“، فكرة. ولنلاحظ أنه لم يفكر في تغيير اسمه ككثيرين من مؤمني عصره الذين غيَّروا اسماؤهم لتتناسب مع مفهومهم الجديد للأمور؛ فشاول ”المرغوب“ غيَّر اسمه إلى بولس ”الصغير“. لكن بقاء اسم ديماس كما هو يعطينا الإيحاء أنه كان يرغب في تحقيق معنى الاسم. وما منفعة مَن سار طريق الخدمة للبحث عن الشعبية والشُهرة، من البقاء مع سجين قارب يوم إعدامه؟ أن يفارقه لَهَو أمر متوقع. وما منفعة مثله اليوم، إن خدم ذاك الذي ما زال العالم يرفضه؟ إن لم يفارقه شكليًا، فداخليًا هو بالفعل فارقه.

                          (3) تسالونيكي، بسبب تاريخها كانت تتمتع بمركز سياسي وحربي مرموق. وبسبب جغرافيتها على الطريق الرئيسية بين المشرق والمغرب، كانت مركز تجارة لامع في تلك الأيام الغابرة. وبجمعها للاثنين معًا، صارت مقصدًا لكل طالب غنى وشُهرة ومركز وقوة. ولنستمع للتشخيص الإلهي الدقيق «إذ أحب العالم الحاضر». يا كل ديماس .. أوَ ليست «محبة العالم عداوة لله؟ فمَن أراد أن يكون مُحبًا للعالم، فقد صار عدوًا لله» ( يع 4: 4 )؟

                          وكيفما كان السبب، فقد خسر ديماس الجعالة مع أنه كان السبَّاق، فالعِبرة بإتمام السباق. وما أوسع المُباينة بين ذلك الذي «أحب العالم الحاضر» كما تُظهره هذه الأعداد، وبين الذي تطلَّع في الأعداد السابقة إلى «ذلك اليوم»، الذي فيه سيُمنح «إكليل البر» من يد «الرب الديان العادل»! ( 2تي 4: 6 - 8).

                          إن «الذي معه أمرنا» أو بالحري الذي سنقدِّم له تقريرنا، هو الذي «كل شيء عريان ومكشوف» لعينيه ( عب 4: 13 )، حتى الدوافع الداخلية. ولا بد أن نقف أمامه لنقدِّم تقريرنا. فليتنا جميعًا نفحص دوافعنا، ليس في الخدمة فقط، بل في كل ما نفعل، في ضوء الوقفة القريبة أمام كرسيه!

                          عصام خليل
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

                            الجمعة 28 يناير 2011

                            لا تطلبوا

                            فلا تطلبوا أنتم ما تأكلون وما تشربون ولا تقلقوا .. فأبوكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه ( لو 12: 29 ، 30)

                            لقد اعتاد الرب يسوع أن يشجعنا كثيرًا في أقواله المباركة على أن نطلب، مثل قوله: «اسألوا تُعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم» ( لو 9: 11 )، وقوله: «كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم. إلى الآن لم تطلبوا شيئًا باسمي. اطلبوا تأخذوا، ليكون فرحكم كاملاً» ( يو 16: 23 ، 24). لكن في لوقا12: 29 نجد المسيح يشجعنا على عدم الطلب، فيقول: «فلا تطلبوا أنتم ما تأكلون وما تشربون»؛ فالله أبونا مسؤول تمامًا عن تدبير مثل هذه الأمور، المتعلقة بإعواز الطريق، ولا يصح بأي حال من الأحوال أن نصلي من جهة هذه الأشياء، بل ينبغي أن نطلب أولاً ملكوت الله وبره، وهذه كلها تُزاد لنا.

                            وهذا الالتزام من جهة الله أبينا ـ من جهة المأكل والمشرب الخاص بقديسيه ـ لا يتوقف على حالة المؤمن، إذ إنه تبارك اسمه متكفل بهذه الأمور بغض النظر عن قوة المؤمن أو ضعفه. وأوضح مثال على ذلك هو إعالة الرب لخادمه إيليا التشبي: ففي وقت قوته عَاله الرب تارةً عند نهر كريث بالخبز واللحم الذي كانت تأتي به الغربان صباحًا ومساءً، وتارةً أخرى في صرفة صيدا عَاله بملء كف الدقيق الذي كان في الكوار، والقليل من الزيت الذي كان في كوز أرملة صرفة صيدا (1مل17). أما في وقت ضعفه، عندما نام تحت الرتمة ـ يوم أن طلب الموت لنفسه ـ فأيقظه الملاك مرتين، وفي كل مرة كان يقول له: «قُم وكُل»، فوجد «كعكة رَضف وكوز ماء عند رأسهِ، فأكل وشرب» ( 1مل 19: 5 - 8). ومع أن إيليا صلى صلوات عديدة ـ خمس صلوات سجلها له الكتاب المقدس ـ لأسباب مختلفة، إلا أنه لم يصلِ ولا مرة واحدة من جهة المأكل والملبس، إذ وثق أن الله فيه كل الكفاية من جهة إعالته.

                            عزيزي القارئ .. أدعوك أن تتحول عن إعوازك واحتياجاتك إلى الله القدير السخي، الذي يعطي حسب جود قلبه.

                            منذُ الوجودِ قد رعى ولَم يَزلْ يرعى
                            عينُه مستـقــرةٌ علينا بالرضى
                            ويعلمُ احتياجنا من قبل أن نسألْ

                            عادل حبيب
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #29
                              رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

                              السبت 29 يناير 2011

                              خادم الرب والكتاب المقدس
                              كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافعٌ للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهبًا لكل عملٍ صالح ( 2تي 3: 16 )

                              إني لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن أن يكون أي خادم للرب ناجحًا في خدمته إذا كان يستخف أو يشك في صدق تعليم ومواعيد الكتاب المقدس. وإن كنا نحن خدام الرب لا ندقق في تفهُّم تعليم الكتاب المقدس، فكيف نتوقع من الآخرين الذين يلاحظوننا أن يتعلَّموا أو يستفيدوا من هذا الكتاب؟ وإن كنا نحن أنفسنا غير واثقين من صِدق رسالتنا، فكيف يحق لنا أن نطلب من الناس أن يقبلوا شهادتنا؟ ينبغي أن نقدم للناس كلام الله كما هو مدوَّن في كتابه المقدس نصًا وروحًا. فنحن نكرز بالكلمة، والكرازة بالكلمة فيها الشيء الكثير مما يُعتبر أوسع من الإنجيل، لأن خبر البشارة السارة هو جزء من الحق المُعلن في كلمة الله، ونحن مطلوب منا أن نبلِّغ كل «الحق» في عالم موضوع في الشرير ومُظلم ويتعثر في أخطائه.

                              إن بعض الخدام، مع الأسف الشديد، يقبلون من مبادئ الحق الإلهي ما يتفق وذوقهم الطبيعي، ويرفضون من الحق الإلهي ما يدينهم وما لا يتفق مع فكرهم المنحرف، ويسمِّون هذا تفكيرًا تقدميًا ومتحررًا. أما نحن فنسمِّي هذا المسلَك خيانة لمبادئ الحق؛ خيانة تمتد أصولها إلى ما حدث في جنة عَدن عندما سأل الشيطان بخبث قائلاً: «أَ حقًا قال الله؟»، وبعد ذلك كان كلام الشيطان أنه إذا تصرفت حواء بحسب رغبة قلبها، فإنها سوف تكون «كالله». هذه هي بداية التعلل والمماحكة في تفسير المكتوب، وانتحال المُبررات لتحوير الحق الصريح القاطع، ولكن بكل يقين هذا ليس مسلَك أي خادم تقي يخاف الله. نعم فإنك إن أردت أن يستخدمك الرب في خدمة ناجحة ومُثمرة ومُمجدة لاسمه، فعليك أن تبدأ بإدراك صحيح لطبيعة الكتاب المقدس الذي تستمد منه مبادئ خدمتك.

                              «كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً، متأهبًا لكل عملٍ صالح» ( 2تي 3: 16 )، فليس في الكتاب شيء لم يُوحَ به، وليس في الكتاب شيء غير نافع. كل الكتاب: قديمه وجديده، نبواته ورسائله، حوادثه وشخصياته، هو المرجع والحُجة في الموضوعات التي تناولها: ”الحياة والموت والخلود“. إنه الكتاب الوحيد لكل إنسان، وفي كل حالة ومشكلة ولكل زمان، هو «الكتاب المقدس» ولا سواه، ويجب أن نثق فيه ونعتز به في أصعب الظروف وأحرجها.

                              أيرنسايد
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق


                              • #30
                                رد: من "طعام وتعزية" - يناير 2011

                                الأحد 30 يناير 2011

                                إقامة لعازر
                                قال لهم: لعازر حبيبُنا قد نام. لكني أذهب لأوقظهُ ( يو 11: 11 )

                                كان المسيح على الجانب الآخر من الأردن مع تلاميذه حين وصلته أخبار مرض لعازر، لكنه لم يتحرك فورًا لشفائه، بل انتظر توقيت الآب له، قائلاً: «هذا المرض ليس للموت، بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به» (ع4). ثم بعد ذلك قال لهم: «لعازر حبيبنا قد نام، لكني أذهب لأُوقظه» (ع11). أ يقدر مجرد إنسان أن يتكلم بمثل هذه الثقة؟ يعرف موت حبيبه وهو بعيد عنه، وليس ذلك فقط، بل يتحدث بلغة الواثق فيقول: إنه سيذهب ليوقظه!

                                وهنا نجد أنفسنا أمام اللاهوت، فالذي يتكلم هو العليم بكل شيء، والموجود في كل مكان، كُلِّي القدرة، والقادر حتى على إحياء الميت بعد أن أنتن. إنه هو ذاك الذي «يدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة» ( رو 4: 17 ).

                                ويُخبرنا الوحي بأن ما عمله المسيح كان بقوته الشخصية، ولكي يتمجد هو نتيجة ما حدث. ونلاحظ أن المسيح ذكر مجد الله ومجده هو في تتابع لافت، فقال: «هذا المرض ليس للموت، بل لأجل مجد الله، ليتمجد ابن الله به» (ع4). ومن هنا يتضح أن مجد الله، ومجد ابن الله هو مجد واحد، لا تناقض بينهما، ولا حتى مجرد اختلاف.

                                ولما جاء إلى القبر قال: «ارفعوا الحجر!». وهنا اعترضت مرثا، وقالت له: «يا سيد، قد أنتن لأن له أربعة أيام». كأنها أرادت أن تقول: ”لا فائدة من المحاولة“. قال لها الرب: «أ لم أقُل لكِ: إن آمنتِ ترين مجد الله؟».

                                ثم رفع المسيح الشكر للآب، وبعدها صرخ بصوتٍ عظيم، لا ليسمعه لعازر، بل «لأجل الجمع الواقف»، وقال: «لعازر، هلمَّ خارجًا!». وهي المرة الوحيدة التي فيها نادى الرب الميت باسمه. ولقد أصاب القديس أغسطينوس عندما قال: ”لو لم يكن الرب في هذه المعجزة قال «لعازر»، لكان كل الأموات الذين في المدفن قد قاموا“.

                                وعند القبر لم يَقُل المسيح: ”في اسم الآب قُم أيها الرجل“، ولا قال: ”أرجوك يا أبي أن تُقيم لعازر“، بل أصدر أمرًا للميت: «لعازر، هلمَّ خارجًا! فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة، ووجهه ملفوفٌ بمنديل» (ع43، 44). وأن يسمع الميت الصوت الذي يناديه، ويُطيعه، ويخرج الميت أمام جمع حاشد، من المدفن، فهذا برهان أكيد على لاهوت المسيح.

                                يوسف رياض
                                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X