إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - فبراير 2011

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2011

    الأربعاء 16 فبراير 2011

    خلاص الله
    فقال له يسوع: اليوم حَصَل خلاصٌ لهذا البيت ... لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلِّص ما قد هلك ( لو 19: 9 ، 10)

    «اليوم حصل خلاصٌ لهذا البيت» هذه الكلمات الثمينة تبين لنا ثلاث صفات للخلاص الذي تمنحه نعمة الله، وهي أنه خلاص حاضر، وخلاص كامل، وخلاص شخصي. فكلمة «اليوم» تدل على أنه خلاص حاضر. فإذا كان قارئ هذه السطور لم يخلُص إلى الآن، فلا حاجة له أن ينتظر إلى الغد حتى ينال الخلاص، لأن العمل الذي على أساسه يمنح الله الخلاص قد تم على الصليب. فالمسيح قال: «قد أُكمل»، و«تألم مرةً واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقرِّبنا إلى الله»، وكل نفس تؤمن بذلك تخلُص الآن، وتخلُص إلى الأبد.

    ثم قلنا إنه خلاص كامل «اليوم حصل خلاصٌ»، فلا يقول إنه سيحصل، أو إنه في طريق الحصول، بل قد حصل فعلاً، لأن يسوع ـ له المجد ـ قد عمله لأجلنا وأكمله، وليس على الخاطئ أن يفعل شيئًا، بل الخلاص يأتيه إلى الباب كاملاً تامًا، وهو يناله على أساس كونه هالكًا، إذ لا يحتاج إلى الخلاص إلا الهالك، ولا شيء ينفع الهالك إلا الخلاص الكامل. فهو لا يحتاج إلى معونة، بل إلى خلاص جاهز.

    أما الصفة الأخيرة فهي أنه خلاص شخصي «اليوم حصل خلاص لهذا البيت». وهذه الصفة هامة جدًا، لأننا كثيرًا ما نسمع الناس يتكلمون بلهجة التعميم في مسألة الخلاص، فيقولون: ”نحن جميعًا خطاة، ونعلم أن المسيح مات عن الجميع“، ومع قولهم هذا فإنهم لم يفكروا في الموضوع قط بصفة شخصية، ولم يتعلموا أن يقول كلٌ منهم ـ من أعماق قلب حزين ـ ”أنا هالك، ولكن المسيح أحبني وأسلم نفسه لأجلي“.

    من ثمَّ نرى أن الخاطئ لا يجوز له أن ينظر إلى الغد حتى ينال الخلاص، لأنه خلاص حاضر. ولا يجوز له أن يفكر في إضافة شيء إلى الخلاص الذي تقدمه إليه النعمة، لأنه خلاص كامل. ولا يجوز له أن يرتاب في أهليته للحصول على الخلاص، لأنه خلاص شخصي. وفي اللحظة التي فيها يأخذ الإنسان مركزه كخاطئ هالك، في تلك اللحظة يكون له الحق في نوال الخلاص، كما أن كل شخص له الحق في استنشاق الهواء، وكل شخص له الحق في التمتع بنور الشمس. وهل سمعنا أن شخصًا عاقلاً ارتاب في أهليته للتمتع بالهواء والشمس؟ هكذا لا يجوز لأي خاطئ شاعر بهلاكه أن يرتاب في أهليته للخلاص.

    وليم كلي
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #17
      رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2011

      الخميس 17 فبراير 2011

      آساف وقمة الاختبار
      مَنْ لي في السماء؟ ومعك لا أريد شيئًا في الأرض ( مز 73: 25 )

      الآيات من3- 14 من مزمور73 تصوِّر لنا سفر الجامعة، إذ تحدَّث فيها آساف عما تحت الشمس. وكما كانت نَغَمة سليمان في سفر الجامعة هي الأنين: «الكل باطل وقبضُ الريح (أو انقباض الروح)، ولا منفعة تحت الشمس» ( جا 2: 11 )، هكذا كانت لغة آساف أيضًا في هذه الآيات.

      لكن آساف دخل إلى المقادس في ع17. والمقادس تصوِّر لنا سفر الأمثال. فسفر الأمثال بين أسفار سليمان الثلاثة التي كتبها، يُناظر القدس. ونلاحظ أن سليمان في سفر الأمثال يُحذِّر من طرق الشر نظرًا لآخرة هذه الطريق المُرّة، فيقول لنا مثلاً: «لأن المستقيمين يسكنون الأرض، والكاملين يبقون فيها. أما الأشرار فينقرضون من الأرض، والغادرون يُستأصلون منها» ( أم 2: 21 ، 22). ويحذِّر من أن الشهوة غير المقدسة «عاقبتها مُرّة كالأفسنتين» ( أم 5: 4 )، وأنها «في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأُفعوان» ( أم 23: 32 )، وهو عين ما فعله آساف عندما دخل مقادس الله، وتنبَّه إلى آخرة الأشرار.

      أما في الآية25، فكأننا وصلنا إلى سفر نشيد الأنشاد، الذي هو بين أسفار سليمان الثلاثة يناظر قدس الأقداس، لا يجذب القديس فيه ما تحت الشمس، ولا هو يرفض الشر لأنه يعلم أن عواقبه مرّة، بل نجده قد اكتفى بالرب وحده، وشبع به تمامًا. فيقول مع العروس: «ليقبِّلني بقُبلات فمه، لأن حُبك أطيب من الخمر» ( نش 1: 2 ).

      إننا في سفر الجامعة نجد شهوات سائر الأشياء ( مر 14: 19 ). لقد اشتهت عينا سليمان أشياء كثيرة، ومهما اشتهته عيناه لم يمسكه عنهما ( جا 2: 10 )، ولما حصل على الكل وجد الفراغ والخواء في قلبه! فعلم أن أمور العالم لا تُشبع القلب، ووجد نفسه رازحة، ونفسه ما زالت مُشتهية ( إش 29: 8 ). وأما في سفر الأمثال فنقرأ شيئًا أفضل، إذ نقرأ قول الحكيم: «شهوة الصديقين تُمنح» ( أم 10: 24 )، ولأنها شهوة الصديقين، فإنها يقينًا شهوة مقدسة.

      وأما في سفر النشيد فتختفي كل شهوة، حسنة كانت أم رديئة، مقدسة أم عاطلة، وتُختزل كلها في شهوة واحدة فقط، هي الوجود مع المسيح، كقول العروس: «تحت ظله اشتهيت أن أجلس» ( نش 2: 3 ).

      لقد شُفيَ آساف تمامًا، وصار مثل العروس التي ما كانت تريد شيئًا ولا شخصًا سواه، فقالت: «أحلّفكنَّ يا بنات أورشليم، إن وجدتن حبيبي، أن تُخبرنه بأني مريضةٌ حُبًا» ( نش 5: 8 ).

      يوسف رياض
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2011

        الجمعة 18 فبراير 2011

        العشاء العظيم
        إنسانٌ صنع عشاءً عظيمًا ودعا كثيرين، وأرسل عبده في ساعة العشاء ليقول للمدعوين: تعالوا لأن كل شيءٍ قد أُعِدَ ( لو 14: 16 ، 17)

        في مَثَل الإنسان الذي صنع عشاءً عظيمًا ودعا كثيرين ( لو 14: 15 - 24)، نرى الرب يُشير إلى ثلاثة أنواع من الناس إزاء النعمة المُقدَّمة لهم:

        (1) النوع الأول هم أولئك المشغولون بمصالحهم العالمية (ع18- 20) مشغولية صدَّت شهيتهم عن العشاء السماوي. فهم يفضّلون قطعة أرض أو خمسة أزواج بقر أو بعض شئون عالمية عن التمتع بكنوز النعمة الغنية. ومع أن هذه الأشياء كلها جائزة في ذاتها، ولكن قلوبهم انصبت فيها انصبابًا جعلهم يستخفون بالأمور السماوية، وهكذا حكموا بهلاكهم الأبدي إذ يصرِّح الملك أخيرًا قائلاً: «إنه ليس واحدٌ من أولئك الرجال المدعوِّين يذوق عشائي» (ع24). ولنلاحظ أنهم لم يُدانوا لممارستهم تلك المشغوليات، بل لاكتفائهم بها واحتقارهم للنعمة الغنية، ورفضهم الدعوة إلى العشاء العظيم، أما النعمة فإذ يحتقرها هؤلاء لا ينقطع تيارها بل تفيض إلى غيرهم.

        (2) والنوع الثاني الذي يُدعى إلى العشاء العظيم هم المساكين والبائسون الذين في الشوارع والأزقة (ع21)، أولئك المستعدون لتقدير الفضل والإحسان. ونحن عندما نشعر بحاجتنا ونحسّ ببؤسنا وشقائنا، عندئذٍ نمد أيدينا لقبول الإحسان المُقدَّم لنا. ويا لها من صورة يرسمها الرب ليبيِّن بها حالة الإنسان الروحية. مساكين وجُدع وعُرج وعُمي، في حالة الفقر وبلا أيدي لتعمل أو أرجل لتمشي أو أعين لتُبصر، يا لها من حالة مُحزنة لا علاج لها إلا في نعمة الله الظاهرة في إنجيل ابنه. آه لو شعرنا بأعواز النفوس العميقة لَمَا اكتفينا بفتح الاجتماعات للكرازة، بل لزُرنا الجيران، وطُفنا الشوارع والأزقة مقدمين الدعوة للهالكين البائسين، ومتوسلين إليهم بكل إلحاح أن يقبلوها ويأتوا في بادئ الأمر إلى الاجتماع الذي تسمع فيه الكرازة، ثم إلى المسيح، وفي النهاية يأتون إلى بيت الآب ويسكنون فيه إلى الأبد.

        (3) النوع الثالث، هم الموجودون في الأطراف النائية جدًا «في الطرق والسياجات» (ع23)، وهؤلاء هم الأمم الذين يُعتبرون في أقصى الأرض بالنسبة لمدينة أورشليم التي هي مركز الله الأرضي. فيا لها من نعمة فائضة تلك التي اندفعت بغزارة بالرغم من اتساع دائرتها الشاملة للعالم أجمع، وبالرغم من المقاومات الكثيرة التي اعترضتها في سبيلها، ولكن هكذا كان يليق بها لأن نبعها من الله.

        ف.ج. باترسون
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2011

          السبت 19 فبراير 2011

          اقترابنا إليه
          أما أنا فالاقتراب إلى الله حَسَنٌ لي ( مز 73: 28 )

          من أروع إعلانات الوحي المقدس أن الله أعلن منذ الأزل لذَّاته مع بني آدم ( أم 8: 31 )، فليس بغريب عليه أن يقطع هو المسافات مقتربًا إلى الإنسان في كل أحواله: في الجنة قبل السقوط وبعده (تك3)، وفي زيارات عجيبة لقديسيه (تك18)، أو في ظهورات ملائكية خاصة لأحبائه (قض6) إعلانًا عمليًا عن أشواقه نحو الإنسان، وتمهيدًا للحَدَث الأعظم عندما تجسد وأتى في هيئة البشر، ليسير في شوارعنا، ويدخل إلى بيوتنا ويشاركنا دموعنا، ويشفي مرضانا ويواسينا في أحزاننا، وفوق الكل يذهب إلى الصليب ليضع الأساس المتين للاقتراب الفعلي للإنسان إلى الله بدمه الكريم (كو1). وقبيل الصليب بساعات، لا عَجَب أن يعلن أن هؤلاء الذين أحبهم وأحبوه، واقترب منهم فاقتربوا إليه، سيكون مآلهم الأبدي ”معه“ في بيت الآب في مجد السماء ( يو 14: 3 ).

          لقد قيل حقًا ”أنه في المسيح نزل المجد إلينا، وفي المسيح صعد الإنسان إلى ذلك المجد“. فيا لروعة هذا القُرب العجيب!

          ومن الطبيعي في المقابل، أن يكون اقتراب الإنسان إلى هذا الإله العظيم والمُحب، هو أروع ما في الوجود بالنسبة لذلك الإنسان «أما أنا فالاقتراب إلى الله حسنٌ لِي»؛ هكذا هتف آساف في يومه، بعد أن ذاق مرارة البُعد عن مقادس الله، والحرمان من الشركة بداخلها.

          لقد هيأت لنا نعمة الله كل لوازم هذا القُرب العجيب: فضعْفُنا له كهنوت المسيح ( عب 7: 25 )، وحيرتنا في صلواتنا لها معونة الروح القدس ( رو 8: 14 )، وضمائرنا مُكمَّلة بفاعلية دمه الكريم (عب9، 10)، وأخطاؤنا في الطريق لها الشفيع الذي لأجلنا في السماء ( 1يو 1: 9 )، والظلام المُحيط بنا روحيًا وأدبيًا له كلمة الله التي هي كالسراج المُنير في الموضع المُظلم.

          وما أثمن الدروس من بركات الجلوس مع فادي النفوس، هناك نتعلم حقيقتنا كما يراها هو (إش6)، لا كما نراها نحن أو كما يراها الناس، كما نرى كل ما حولنا بعينه هو لا بأعيننا نحن، وعلى جبال الشركة الغالية، الدنيا تصغر والعالم يتضاءل، وأجمل الكل أننا نراه هو في جماله البديع وأمجاده المتنوعة، فنعيش نعكس مجده إلى أن نراه في المجد قريبًا بالعيان، ويتحقق اقترابنا إليه ولا يكون بعد ذلك افتراق على الإطلاق.

          إسحق إيليا
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2011

            الأحد 20 فبراير 2011

            المسيح افتدانا
            لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعِلَ الكثيرون خطاةً، هكذا أيضًا بإطاعة الواحد سيُجعل الكثيرون أبرارًا ( رو 5: 19 )

            لقد دخل ربنا يسوع المسيح ـ بصفته آدم الأخير ـ معركة الصليب الرهيبة وكسبها لحسابنا. ومَنْ كان الطرف الثاني في هذه المعركة؟ مَن كان الخصم العدو سوى إبليس بكل حُججه ضدنا أمام عدالة الله؟ كان هناك ذلك الذي له سلطان الموت بكل قوة قبضته التي شددها حول رقابنا حتى لا نفلت من دائرة نفوذه، ومن سيادته وطغيانه علينا. وفي ثلاث ساعات مظلمة مُرهبة مُرعبة كانت ختام أربعة آلاف سنة تكبَّر فيها ذلك العدو وطغى بالظلم وبالخداع وبالكذب، بالقتل وبالمكر وبالرياء، وبكل خديعة الإثم وظل فيها يبسط عرشه على ظلمة هذا الدهر فيُطاع. هناك في الصليب إذ مات المسيح في مكان المديونين والمُذنبين كأنه منهم، لأنه ناب عنهم، سقطت الحُجة من فم العدو، وأدرك هذا القاتل الظالم أن حكمة الله التي خفيت عليه رتبت أن تكون إطاعة يسوع المسيح حتى الموت، هي التعويض الذي كفَّر وسدد حساب معصية آدم الأول في جنة عدن «كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة، هكذا ببر واحدٍ صارت الهبة إلى جميع الناس، لتبرير الحياة» ( رو 5: 18 ). وبنُصرة المسيح أعتق مفديوه الذين كانوا أسرى في سلاسل الشيطان وأطلقهم الفادي في الحرية، وتهدَّم العرش الذي قام على الظلم في الظلام، وسقط المتربع عليه سقوطًا عظيمًا.

            والآن إبليس عدو مهزوم ودائرة نفوذه وعتاد حربه وقيود أسراه الذين آمنوا وخصصوا موت الفادي لنفوسهم، إنما جميعها من مخلَّفات معركة رهيبة قاسية اندحر فيها جبار الشر وأجناده.

            والخطية ومبادئ الشر التي حكمت وتحكمت في الناس قد أُبطلت كقوة وانكسرت كشوكة، وفقد الشيطان قاعدته فينا (الطبيعة الفاسدة القديمة)، لأن الله صلب كل أولئك في الصليب وأحرق كل ذلك حرقًا بدينونة ملتهبة أكلت الذبيحة أكلاً.

            لقد فقدَ إبليس أرضه فينا، التي كانت مالاً مُباحًا له قبل أن نحصل على الفداء. لقد فقد حق السيادة علينا الذي كان له بوضع اليد بالخطية. لقد أُبطلت الخطية، وبذلك تجرَّد الشيطان من صفة السيادة شرعًا وحكمًا على أساس موت المسيح النيابي.

            فإن كان جميع الناس ـ جميع نسل آدم ـ يموتون في آدم شرعًا، ففي المسيح ـ الرأس الجديد ـ يحيا الجميع بالإيمان الذي يصدِّق الله فيما يعلنه ويقوله عن موت ابنه.

            داربي
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2011

              الاثنين 21 فبراير 2011

              الكسل هو منبع المرار
              وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح امرأة تستحم ( 2صم 11: 2 )

              داود في سريره إلى وقت المساء؟!! أعتقد أن كثيرين يفعلون ذلك حرفيًا متى تأتَّت لهم الفرصة! فيتم فيهم القول: «البابُ يدورُ على صائرِهِ، والكسلان على فراشهِ» ( أم 26: 14 )، ويا للكسل! ويا لنتائجه المدمرة!! ويكفي أن أحيلك إلى سفر الأمثال لتبحث فيه بنفسك، لترى خسائر هذه الخِصلة المدمرة، فتجد الكسلان يفتقر (روحيًا وزمنيًا)، ويشتهي (النصرة والنجاح و...) وليس له، ويستعطي (يتمنى أن يساعده أحد في تحقيق أحلامه) ولا يُعطَى، وغير ذلك (اقرأ على سبيل المثال أمثال6: 6- 11؛ 13: 4؛ 19: 15؛ 20: 4؛ 21: 5؛ 26: 14- 16). وهنا أذكر قول الحكيم: «عبرتُ بحقل الكسلان.. فإذا هو عَلاهُ كلهُ القريص (الشوك)، وقد غطى العوسج (شجرة شوكية بلا ثمر) وجهه، وجدار حجارته انهدَمَ» ( أم 24: 30 ، 31)، هل رأيت الصورة المُزرية: أشواك وانهدام ولا ثمر؟ وهل هناك تعبير عن الخطايا التي تحوط الحياة فتدمرها أبلغ من ذلك؟!

              انفض غبار الكسل يا صديقي، فنموك الروحي يحتاج إلى اجتهاد وعمل، وتذكَّر أن «العامل بيدٍ رخوة يفتقر، أما يد المجتهدين فتُغني» ( أم 10: 4 )، وما في قلب الله من ناحيتك هو الغنى الروحي.

              ويا ليت داود فعل شيئًا حسنًا بعد أن استيقظ في المساء. ليتك رنمت إحدى ترنيماتك الحلوة يا داود، أو اجتهدت أن تتمم شهوتك المعروفة بالوجود في محضر الله، أو صلَّيت من أجل شعبك المحارب، أو قمت لتهتم بأمر من أمور مملكتك، أو لتفتقد واحدة من غنيماتك! لكنه قام يتمشى على السطح! يا للفراغ القاتل! ويا للاستغلال الخاطئ للوقت! وبالطبع نحن في خطر عندما نُسيء استخدام ما يسمونه ”أوقات الفراغ“. بل نحن لسنا بمأمن عندما يكون عندنا من الأصل ما يُسمَّى أوقات فراغ. فكم هي قصيرة الحياة! أقصر مما نعتقد! بخار يضمحل، قصة تنطوي، تُقرَض سريعًا فنطير ( يع 4: 14 ؛ مز90: 9، 10). لِذا وجب أن نُحسن استغلال كل لحظة فيها.

              صديقي: استَفِد بوقتك بطريقة سليمة، لأنك إن لم تفعل، فالبديل هو الوقوع في الخطأ. لتكن كل لحظة من وقتك بنَّاءة لك، روحيًا ونفسيًا وعمليًا واجتماعيًا. استثمر الوقت في أن تعرف الرب أكثر، وتخدمه أكثر. في أن تساعد الناس وتبنيهم، في أن تنمّي قدراتك وإمكانياتك. في أن تكون مُفيدًا بكل صورة ـ وإلا فستضُرّ وتُضَرّ.

              عصام خليل
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2011

                الثلاثاء 22 فبراير 2011

                يوسف المتألم
                أنتم قصدتم لي شرًا، أما الله فقصد به خيرًا ( تك 50: 20 )

                قصة يوسف أكثر قصص الكتاب إثارة وتشويقًا، وأعتقد أن السر في ذلك يكمن في أمرين:

                أولاً: نُصرة الشر في البداية وهزيمته في النهاية. فلو تخيلنا القصة من خمسة فصول، سنرى أن الأربعة منها تنتهي نهاية مأساوية بنُصرة الشر على الخير. فيوسف بين محبة أبيه وبُغضة إخوته، تنتصر البُغضة على المحبة. ويوسف بين شراسة يهوذا وطيبة رأوبين، تنتصر الشراسة على الطيبة. ويوسف بين ثقة فوطيفار وكذب زوجته، ينتصر الكذب على الثقة. ويوسف بين معروفه مع الساقي وأنانية الساقي، تنتصر الأنانية على المعروف. فمن فصل إلى فصل تزداد دهشتنا كيف أن الشر ينتصر هكذا. وما يزيد الدهشة والإثارة أنه مع نُصرة الشر وازدياد الآلام، كان يوسف يزداد روعةً وصلاحًا، فيزداد غموض القصة إذ لا نجد في حياة يوسف ما يبرر نُصرة الشر هذه. لكن العجيب أن هذه الشرور عينها التي حققت هذه الانتصارات الضخمة، هي نفسها باجتماعها وتفاعلها معًا أخرجت أعظم خير ليوسف! فالمعادلة لم تكن هكذا:

                محبة + طيبة + ثقة + معروف = عرش

                لكن المعادلة سارت بالشكل الآتي:

                بُغضة + شراسة + كذب + أنانية = عرش

                فكيف حدث هذا؟! .. الإجابة في الأمر الثاني:

                ثانيًا: سلطان الله دون استعلانه. ما يجعل القصة أكثر إثارة، هو أنه بينما نرى الله يُكثر من لقاءاته مع يعقوب؛ سواء المباشرة أو غير المباشرة من خلال الملائكة، لا نجد له أي لقاء مع يوسف، فلا كلمة ولا ملاك يحمي ولا ظهور يطمئِن، كما كان يفعل مع الآباء السابقين. وكأن الله لا يسمع ولا يرى ما يحدث له، لماذا لم يظهر لإخوته مُحذرًا كما فعل مع أبيمالك بخصوص إبراهيم، وكما فعل مع لابان بخصوص يعقوب؟ ولماذا لم يعامله حتى كلوط ويرسل ملاكًا ينقذه من البئر؟ لكن في النهاية نكتشف أنه لم يكن بعيدًا البتة عن عبده، ولم تكن الأحداث أبدًا تجري من وراء ظهره، فهو إن ترك الشرير يمرح فإنما يسخَر من شره في النهاية، مُظهرًا سلطانه في إخراج الخير لعبده من ذات الشرور التي قصدوها له، وليجعل عبده يغني في النهاية «أنتم قصدتم لي شرًا، أما الله فقصد به خيرًا».

                ماهر صموئيل
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2011

                  الأربعاء 23 فبراير 2011

                  لا بد أن تقابل الله
                  فاستعد للقاء إلهك ( عا 4: 12 )

                  أيها القارئ، أيًا كنت، وكيفما كنت، وأينما كنت، إننا نريد أن نُخبرك عن شيءٍ واحد وهو أنك لا بد وأن تقابل الله. نحن نعلم علم اليقين أنك تؤمن بذلك، ولا نتصور أنك تُنكر هذه الحقيقة، ولكن هل أنت تثق حقًا أنك كخاطئ لا بد أن تتقابل مع إله قدوس؟ ويا لها من مقابلة!! إن كل صغيرة وكبيرة صدرت منك سوف تُكشف وتُستعلَن حينئذٍ بصورتها الحقيقية. كل خفي سيظهر وكل شيء سيكون عُريانًا ومكشوفًا لعيني الله الفاحصتين.

                  والآن هل تشعر بقلق إذا تصوَّرت مقابلة الله؟ هل ترغب في أن تتحاشى هذه المقابلة بأية وسيلة؟ وهل ترتبك إذا علمت أن وقت المقابلة قريب، أم أنك تستطيع أن تفكر في هذا الأمر بلا خوف؟ إن حقيقة الأمر هي أنك إذا كنت غير مُخلَّص فما أرهب تلك المقابلة. تمهَّل وتفكَّر، وطالما أن الخلاص ميسور لك وفي متناولك بواسطة الإيمان بدم الحَمَل، فإنه من واجبك أن تمتلك هذا الخلاص لئلا تُدعى لمقابلة الله وأنت غير مُخلَّص وغير مغفورة لك خطاياك.

                  إن الله قد قرر أمرًا لا يُنقض أبدًا وهو أن كل واحد لا بد أن يعطي حسابًا عن نفسه أمام المسيح. أما المؤمن بيسوع فهو الآن بعيد عن الموت الأبدي وعن الدينونة. يا له من مركز مجيد يحصل عليه المؤمن بالنعمة كثمرة لعمل المسيح على الصليب.

                  لقد تألم المسيح مرة لأجل الخطايا ( 1بط 3: 18 ). تفكَّر في كلمة «مرة»، إنه لن يتألم مرة أخرى، مهما صلَّيت أو طلبت فإنه لن يأتي ليموت مرة أخرى على الجلجثة. كلا وألف كلا فإنه لم تبقَ بعد ذبيحة عن الخطايا ( عب 10: 10 ، 12، 26).

                  ألا ترى أيها الشخص غير المؤمن أن العمل الذي به يمكن أن تخلص قد عُمل؟ إن صلواتك وأصوامك وأعمالك الصالحة لا يمكن لأي شيء منها أو جميعها مجتمعة أن تكمِّل ذلك العمل، فإنه «قد أُكمل» ( يو 19: 30 )، ولقد سُرّ الله بهذا العمل، بل لقد سُرّ وشبع بمَن أكمل هذا العمل، ويسوع نفسه لك إن كنت تؤمن به. لقد أعطاك الله إياه، فهل تقبل عطية الله التي لا يُعبَّر عنها؟ أم أنت مُصرّ على رفضها؟

                  بهِ سُرَّ الآب جدًا وبهِ تم رضاهْ
                  تعالَ الآن سريعًا فتَنَل بهِ النجاهْ

                  أ. ج. بولوك
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2011

                    الخميس 24 فبراير 2011

                    رِجلا يعقوب
                    ولما فرغ يعقوب من توصية بنيه، ضمَّ رجليه إلى السرير، وأسلمَ الروح وانضم إلى قومه ( تك 49: 33 )

                    أول لقاء بيعقوب على صفحات الوحي هو عند ولادته، حيث خرج ويده قابضة بعقب عيسو في محاولة منه أن يكون سابقًا لأخيه ( تك 25: 24 - 26)، وهي رغبة نابعة من الطبيعة الموروثة المتصفة بالكبرياء والذاتية. إن الكبرياء والذات أكثر ما يبغضه الرب، فهو «لا يُسرّ بقوة الخيل، لا يرضى بساقي الرجل» ( مز 147: 10 ). وها هو موسى يقول للشعب: «لا تخافوا. قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم» ( خر 14: 13 )، أي لا تستخدموا أرجلكم. وكان شاول الطرسوسي قبلاً ـ في كبريائه وعناده ـ كمَن يرفس (برجليه) مناخِس ( أع 9: 5 )، ولكنه فيما بعد اختبر كفاية قوة الرب في ضعفه فقال: «لذلك أُسرُّ بالضعفات ... لأني حينما أنا ضعيف فحينئذٍ أنا قوي» ( 2كو 12: 10 ).

                    ودعونا ـ أيها الأحباء ـ نستعرض ثلاثة فصول تكلِّمنا عن رجلي يعقوب:

                    (1) في تكوين29: 1 «رفع يعقوب رجليه وذهب إلى أرض بني المشرق»، وهنا نرى استناده على قوته الشخصية، وكم جلبت له من متاعب لمدة 20 سنة كان طابعها عدم السلوك في النور، وهو ما عبَّرت عنه العبارة الواردة في بداية رحلته إلى فدان أرام «وصادف مكانًا وباتَ ..لأن الشمس كانت قد غابت» ( تك 28: 11 ).

                    (2) في تكوين32: 24- 32 في طريق عودته وعبوره مخاضة يبوق، صارعه الله، وخلع حق فخذه، فصار يمشي وهو يَخمَع على فخذه، أي أنه فقد قوة رجليه. وفي ذلك الوقت جاءت العبارة «وأشرقت له الشمس» ( تك 32: 31 ). وهنا نرى إفراغ يعقوب من قوته الشخصية وإرادته الذاتية، واستناده على الرب.

                    (3) في تكوين49: 33 «ولما فرغ يعقوب من توصية بنيه ضمَّ رجليه إلى السرير». وهنا وصل يعقوب إلى النهار الكامل ( أم 4: 18 )، حيث البصيرة الروحية في القمة، فتنبأ لأولاده بما يُصيبهم في الأيام الأخيرة، ثم «أسلم الروح وانضم إلى قومه» حيث النهار الأبدي، إذ هو وآبائه الجميع عند الله أحياء في نور محضره الأبدي ( لو 20: 38 ).

                    ويمكننا القول إن يعقوب في تكوين29 كان يحسب نفسه شيئًا، وفي تكوين32 عرف بالاختبار أنه لا شيء، فتعلَّق بالرب قائلاً: «لا أُطلقك إن لم تباركني» ( تك 32: 26 )، أما في تكوين49 فقد أقرّ بضم رجليه أن الله هو كل شيء.

                    وهيب ناشد
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2011

                      الجمعة 25 فبراير 2011

                      مشوار التوبة
                      وناح كل بيت إسرائيل .. فنزع بنو إسرائيل البعليم .. وعبدوا الرب وحده .. فأخذ صموئيل حَمَلاً رضيعًا وأصعده ( 1صم 7: 3 - 9)

                      أحبائي .. دعونا نتبع شعب الله وهم يقدمون توبة حقيقية في خطوات رائعة:

                      1ـ ناح كل بيت إسرائيل: جميل أن نرجع للرب بالدموع. فالرجوع دون دموع توبة بلا نَدم، لن يدوم أثرها طويلاً. ودموع دون رجوع عواطف غير صادقة، لا تدعمها إرادة تائبة. ولكن ما أجمل الرجوع بالدموع! ما أروع بطرس يخرج من محضر الخَدَم بعد الإنكار! لقد خرج خارجًا وبكى بكاءً مُرًا.

                      2ـ ونزع بنو إسرائيل الآلهة الغريبة: بعد الدموع تبدأ الخطوات العملية لنزع كل الأصنام. ربما يكون صنمك المال أو الشهوات. ربما عشت حياتك كمؤمن عبدًا ذليلاً لشهوة طحنتك وأكلت زهرة حياتك سرًا.

                      وعملية النزع عملية مؤلمة وربما تحتاج إلى الكثير من الدموع حتى تتزلزل تُربة القلب وتُقتلع الجذور الضاربة فيها.

                      3ـ عبدوا الرب وحده: حقًا لقد نظفنا القلب بنزع الأصنام ولكن لو تُرك فارغًا مكنوسًا مُزينًا، ستأتي الأروح النجسة لتسكنه ثانيةً. ولهذا فعلينا بعد ذلك أن نعبد الرب وحده، ونصحح مسَار الشركة. كل خطية هي نتاج ضعف الشركة أو عدم وجودها، ولهذا فالتوبة يصحَبها تجديد لمسَار الشركة ليملأ السيد القلب. الشركة واجب مقدس في حياة القديس.

                      4 ـ في المصفاة: بالارتباط بأفكارنا وعواطفنا وأعمالنا وسط الناس، يأتي دور المصفاة. والمصفاة تعني ”مُراقبة“ كما نفهم من سفر التكوين. ويمكن أن نسميها بُرج المراقبة الإلهية. هل تتصرف بشعور تام بالوجود في محضر الله؟ الله يراقبني دائمًا من بُرج المراقبة الإلهية. هل أعيش دائمًا في المصفاة؟ هل تعرف الله كرقيب الناس؟

                      5 ـ الذبيحة: قدَّم صموئيل حَمَلاً رضيعًا، وهنا أرعَدَ الرب على الأعداء. وفي الذبيحة نرى الإيمان. فلا فائدة من توبة بلا إيمان. ولا شيء يُكرم الله نظير الإيمان. فالإيمان هو القناة لكل بَرَكة. والإيمان الذي يعوّل على الله وعلى صلاحه رغم فسادنا ويثق في النعمة وكفايتها؛ هذا الإيمان هو طاقة التوبة بل الوجه الآخر لها.

                      ليساعدنا إلهنا لنتعلَّم حياة التوبة اليومية ويتعمَّق فينا الإحساس والشعور الواعي بصلاح الله.

                      أشرف يوسف
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2011

                        السبت 26 فبراير 2011

                        لكي أربح المسيح
                        لكن ما كان لي ربحًا، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارةً ... من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي ( في 3: 7 ، 8)

                        «لكي أربح المسيح» .. هذه الجملة القصيرة تعبِّر عن أشواق شخص قد وجد في المسيح الغرض المُشبع لقلبه، وتكشف عن رغبات نفس قد مَلَك المسيح على مشاعرها ووجدانها، فطلبت النمو في معرفة ذلك الذي يملأ السماوات بمجده وبهاه.

                        ولنلاحظ قول الرسول «ما كان لي ربحًا»، فهو لا يتكلم عن خطاياه وذنوبه، أو عن الأمور التي يستحي بها، بل يُشير إلى فضائله ومزاياه، ومركزه الديني والعقلي والأدبي والسياسي؛ تلك الأمور التي كان يحسده عليها أترابه، ولكنه يقول إنه يحسبها خسارة لكي يربح المسيح.

                        ما أقل الذين يدركون عمق هذه الكلمات وقوة هذا التعبير «لكي أربح المسيح». فمعظمنا يكتفي بأن يفتكر عن المسيح كعطية الله للخطاة، ولا يسعى في أن يربحه كجعالة للنفس بتضحية كل ما هو عزيز ومحبوب للطبيعة. على أن الأمرين متميزان أحدهما عن الآخر. فكخطاة مذنبين هالكين لا يطلب الله منا أن نعمل عملاً ولا أن نقدم أو نضحي شيئًا، بل على العكس يطلب منا أن نأخذ مجانًا، نأخذ كل شيء ( يو 3: 16 ؛ رو6: 23؛ يو4: 10).

                        كل هذا صحيح، ونشكر الله عليه، ولكن يوجد وجه آخر للموضوع. فماذا يقصد الرسول بربح المسيح؟ إنه بلا شك قد قَبِل المسيح كعطية الله للخطاة، فماذا أراد بعد ذلك؟ أراد أن يربح المسيح ككنز لنفسه ولو خسر كل شيء في سبيل ذلك. فكما أن المسيح التاجر الحقيقي قد باع كل ما له إذ أخلى نفسه، وضحى بكل حقوقه كإنسان وكالمسيا، لكي يمتلك الكنيسة، التي رآها لؤلؤة كثيرة الثمن، هكذا بولس الرسول قد ضحى بكل شيء لكي يمتلك ذلك الغرض الأسمى الذي أُعلن لقلبه يوم ظهور الرب له، فقد رأى في ابن الله جمالاً أدبيًا وكمالاً فائقًا جعلاه ينسبي، فتخلى عن كل امتياز وشرف عالمي، واحتقر كل مسرة وغنى أرضي، لكي يملأ المسيح كل زوايا قلبه ويملك على كيانه الأدبي بجملته، واشتاق إلى معرفته ليس كمَن رفع خطاياه فقط، بل كمَن يستطيع أن يُشبع كل رغبات النفس، ويعوِّض لها عن كل ما في العالم.

                        أحبائي .. أنّى لنا بمَنْ حياته تطابق القول: «لكي أربح المسيح».

                        كل شيءٍ هو خُسرٌ ونفايةٌ لنا
                        أنت كنزنا وربحٌ أنتَ غايةُ المنى

                        و.ف. ويجرام
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2011

                          الأحد 27 فبراير 2011

                          رائع حتى في موته
                          ونادى يسوع بصوتٍ عظيم وقال: يا أبتاه، في يديك أستودع روحي. ولما قال هذا أسلَمَ الروح ( لو 23: 46 )

                          ما أروع الطريقة التي انتهت بها حياة المسيح! لقد عاش كل حياته متكلاً على إلهه. يقول له بحسب المزمور22 «لأنك أنت جذبتني من البطن. جعلتني مطمئنًا على ثديي أمي. عليك أُلقيت من الرحم. من بطن أمي أنت إلهي». فذاك الذي هو الله من الأزل، صار إنسانًا، وأخذ مركز الإنسان الكامل المُتكل على الله. ولقد عاش حياة لا نظير لها. وها هو يموت كالإنسان. فكيف يموت؟

                          إنه يموت وعلى شفتيه صلاة للآب! إنه يقول له: «يا أبتاه، في يديك أستودع روحي»، ثم يموت. فما أروع هذا!

                          لقد كانت أولى كلماته المسجلة له في الوحي المقدس هي قوله للمطوَّبة أمه: «أ لم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي؟» فهو هنا قال عن الله إنه أبوه، تمامًا كما قال الله عنه «أنت ابني الحبيب». أما الأشرار فقد اعتبروه مُجدفًا لأنه قال إن الله أبوه، فصلبوه. لكن ها هو، في آخر نُطق له من فوق الصليب، وقبل أن يُسلِم الروح، يقول بصوتٍ عظيم: «يا أبتاه، في يديك أستودع روحي».

                          لقد كان سيدنا دائمًا بحق، الإنسان الكامل المتكل على الله، فلما أتت ساعة الموت، كان هو أيضًا الإنسان المتكل على الله. هو القائل بحسب المزمور16 «احفظني يا الله، لأني عليك توكلت»، ثم يضيف قائلاً: «جعلتُ الرب أمامي في كل حينٍ، لأنه عن يميني فلا أتزعزع»، ثم يستطرد قائلاً: «لذلك فَرحَ قلبي، وابتهجت روحي. جسدي أيضًا يسكن مطمئنًا». ولهذا فإن المسيح هنا أمام مشهد الموت ما زالت ثقته في إلهه كاملة، فيستودع روحه الإنسانية بين يدي الآب!

                          صحيح كان المسيح قد سبق وأنبأ عن ذلك اليوم العصيب أن ابن الإنسان سوف يُسلَّم إلى أيدي الناس الخطاة ( لو 9: 44 مت 26: 50 )، وهذا ما حدث من لحظة القبض عليه في البستان حيث ألقوا عليه الأيادي (مت26: 50؛ مر14: 46؛ لو22: 53)، لكنه الآن، وقد أكمل العمل، يسلِّم روحه في يدي الآب. وصحيح أيضًا أنه عبرت على المسيح في الجلجثة عاصفة هوجاء، لم يرَ فيها وجه الله الكريم، عندما دخلت نفسه في أعماق الظلمة، لكنه ها هو يقول، في ثقة كاملة، وشركة رائعة: «يا أبتاه، في يديك أستودع روحي».

                          وهو وحدهُ حَمَلْ حُكمنا فوقَ الصليبْ
                          وهناك قد طَمَتْ لُجَجٌ فوقَ الحبيبْ

                          يوسف رياض
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2011

                            الاثنين 28 فبراير 2011

                            الزوجات والأزواج
                            « ولا تكن زينتكنَّ الزينة الخارجية ... بل إنسان القلب الخفي .. ، زينة الروح الوديع الهادئ، الذي هو قدام الله كثير الثمن ( 1بط 3: 3 ، 4)

                            إن أبرز علامة للزوجة المسيحية هو الخضوع لزوجها، وفي هذا نتعلم كيف أن ثبات الحياة المسيحية له التأثير العظيم على غير المتجددين. فالزوج غير المؤمن، الذي يرفض أن يُصغي إلى كلمة الله، قد يُربح عندما يتطلع إلى حياة زوجته التي تحيا في كل نقاوة وخوف الله ( 1بط 3: 1 ، 2).

                            ولكي ما تحيا الزوجة حياة صحيحة مع زوجها، فيجب أن تحيا بالروح أمام الله، ولا يجب أن تكون زينتها على غرار هذا العالم ونمطه الذي يسعى لكي يجعل المرأة جذابة في مظهرها للرجال، أما من جهة صورتها الأدبية فلا يقول شيئًا، مع أن هذا الأمر الأخير هو الذي له القيمة العُظمى في نظر الله. فالمرأة المسيحية تفكر بالحري فيما يراه الله ـ «إنسان القلب الخفي» ـ وتزين نفسها بزينة الروح الوديع الهادئ. وهذا عكس ما يُظهره الجسد من البُطلان والتأكيد على الذات والسعي للاهتمام بها. وفضلاً عن ذلك، فالروح الوديع الهادئ هذا، هو موضوع مشغولية القلب في نظر الله. فمتى وجد العناية والاهتمام به، فإنه يقينًا يعطي صورة الوداعة والهدوء كصفات أمام الله والناس. قد تبدو في بعض الأوقات مظاهر خارجية للهدوء والوداعة، غير أنها قليلة الفائدة ما لم تكن نابعة من وداعة وهدوء الروح. إنها فقط تصدر عن إنسان القلب الخفي، وتؤثر في الحياة بشكل صحيح.

                            إن النساء القديسات في القديم يُستشهد بهن كنماذج للمرأة المسيحية اليوم، فقد كُن متوكلات على الله، ويزيِّنّ أنفسهن بالروح الوديع الهادئ، وكن خاضعات لأزواجهن (ع5). وبرهنت سارة على طاعتها وخضوعها لزوجها إذ كانت تدعوه سيدها. فالزوجات المتوكلات على الله، والطائعات لأزوجهن، يصنعن خيرًا دون أن يخَفن البتة من النتائج، فمثل هذه هي صفات أولاد سارة (ع6).

                            والزوج المسيحي عليه أن يسكن مع زوجته بحسب معرفة هذه العلاقة المؤسسة من الله، وليس بحسب أفكار الناس وعاداتهم. وعليه أن يُكرمها فهي الأكثر هشاشة وضعفًا، ولذلك تتطلب عناية أعظم وحماية كثيرة. وكيفما كانت الاختلافات بحسب التكوين بين الرجال والنساء، فإنهن وارثات مع الرجال نعمة الحياة، ولذلك على الزوج أن يمنح الكرامة لزوجته، فلا تقف غيمة في طريقهم لتعوق استجابة الصلاة (ع7).

                            هاملتون سميث
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق

                            من قاموا بقراءة الموضوع

                            تقليص

                            الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                              معلومات المنتدى

                              تقليص

                              من يتصفحون هذا الموضوع

                              يوجد حاليا 2 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 2 زائر)

                                يعمل...
                                X