إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

    الأربعاء 16 نوفمبر 2005

    ليس مَنْ يقول، بل الذي يفعل


    --------------------------------------------------------------------------
    ليس كل مَنْ يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات ( مت 7: 21 )

    نعم «ليس كل مَنْ يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات». ونحن نعرف أن هذه العظة قالها المسيح بعد أن تبعته جموع كثيرة إلى فوق الجبل إذ كانوا قد رأوا الآيات العظيمة التي فعلها ( مت 4: 23 - 25). لكن ما قيمة أن تتبعه الجموع لأنهم رأوا آيات؟ وما قيمة مجرد إعجابهم بشخصه، إذا لم يكن هذا مقترنًا بتوبة قلبية عن الخطية، وتغير كُلي في الحياة؟ أ لعلهم بمجرد اتّباعهم له صاروا تلاميذ حقيقيين له؟ كلا البتة. فكل ما كان يميزهم هو اتّباع ظاهري له، واعتراف سطحي بربوبيته.

    ويقول المسيح: «ليس كل مَنْ يقول ... بل الذي يفعل» كان المفروض أن يسير القول والفعل معًا في ذات الاتجاه. لكن بالأسف كم من أشخاص لهم صوت يعقوب ويدا عيسو! وما أبعد الفارق بين اعتراف شفاههم وأفعال أيديهم. عبَّر أحد الأفاضل على ذلك المعنى بتلك الأبيات الجميلة:

    إننا بالصوت ننشد خلني قرب الصليب
    إنما الواقع إنا نبتغي منه الهروب


    هكذا هؤلاء القوم أيضًا. قدموا للرب الإكرام بأفواههم. وماذا بعد ذلك؟ لا شيء بالمرة، فهم مثل الغيوم التي بلا ماء، أو الأشجار الخريفية التي بلا ثمر، أو النجوم التائهة التي لا تُنير لأحد، وليس ذلك فقط، بل أيضًا قد حُفظ لها قتام الظلام إلى الأبد» (يه12، 13).

    «ليس كل مَنْ يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات». تُرى ما هي إرادة الآب الذي في السماوات؟ من الكتاب المقدس نفهم أن إرادة الآب هي أن الناس يستمعون إلى الابن، وأنهم يؤمنون به. لقد قال الآب من فوق الجبل المقدس: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت، له اسمعوا» ( مت 17: 5 )، وقال المسيح لليهود «هذا هو عمل الله (أي العمل الذي يريده الله) أن تؤمنوا بالذي هو أرسله ... لأن هذه هي مشيئة الذي أرسلني أن كل مَنْ يرى الابن ويؤمن به، تكون له حياة أبدية» ( يو 6: 29 ، 40).

    وفعل إرادة الله هو أبسط تعريف لعمل البر. وعكسه فعل الإرادة الذاتية الذي هو أبسط تعريف للخطية كما نفهم من 1يوحنا3: 4، وعلى مَنْ يسمي اسم الرب أن يتجنب الإثم وأن يتبع البر ( 2تي 2: 19 ، 22).

    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #17
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

      الخميس 17 نوفمبر 2005

      اختيار راعوث


      -- -- -- --------------------------------------------------------------------

      فقالت راعوث: لا تلحي عليَّ أن أتركك وأرجع عنكِ، لأنه حيثما ذهبتِ أذهب، وحيثما بتِ أبيت. شعبك شعبي، وإلهك إلهي(را 1: 16)


      غريب أن نرى نُعمي تنصح كنتيها بل وتلح على كل واحدة منهما أن ترجع إلى بيت أمها لتحيا في موآب. ولقد لاقت راعوث مشورة نعمي بألم كثير، وحزن شديد، وكأنها أرادت أن لا تُزاد لها كلمة، فقالت لنعمي: «لا تلّحي عليَّ أن أتركك وأرجع عنكِ». لكن تُرى هل نتج هذا الحزن في قلبها من مجرد محبتها لنعمي فقط؟ لو كانت راعوث قد رجعت إلى موآب، لكانت تجد لها أمًا وأبًا وأقارب وصديقات. وهلا يُحسب هؤلاء جميعًا أكثر من حماة واحدة؟ إذًأ لا بد من أن يكون هناك سبب آخر لحزن نفس راعوث. فلنصغِ لقولها لنعمي: «حيثما ذهبتِ أذهب، وحيثما بتِ أبيت»، وماذا كانت تعني راعوث بهذا الكلام؟ لا شك أنها كانت تعني أنها تفضل البقاء في شركة مع نعمي المؤمنة بالله، عن التمتع بالشركة مع أهلها في موآب، وإذ نتقدم قليلاً في التأمل في ما قالته راعوث لحماتها، ينكشف لنا أكثر مما كانت تكنه راعوث في نفسها، إذ تقول لنعمي: «شعبك شعبي وإلهك إلهي»، فلم يكن الدافع لها مجرد تعلقها بنعمي فقط، بل رغبتها أكثر في الوجود مع شعب الرب دون الذين لها حسب الجسد، وفي الاحتماء بالرب إله إسرائيل دون آلهتها.

      من هذا نرى أن قلب راعوث كان قد اتجه إلى الرب، وأن الرب قد ملك عليها عواطفها، وهي ترى أنه لا يشبعها سوى شركتها معه في وسط شعبه في ذلك المكان الذي أعده لهم، أي في بيت لحم يهوذا.

      ما أمجد عمل الله في النفس! مَنْ كان يظن أن قلب راعوث يُجتذب إلى الله وهي في أرض موآب؟ ومَنْ كان يتصوّر أن إيمانها يقوى وينتصر على الرغم من كل العوامل التي كانت تُحيط بها؟ إن الله فيه الكفاية، وهو في كل حال، يستطيع أن يغذي النفس ويرويها لتُثمر ثمرًا نفيسًا مُبهجًا لعينيه، مُسرًا لعواطف قلبه.

      هل تشعر أيها الأخ بثقل شر هذه الأيام؟ لا تَخُر، فالذي سند نفس راعوث وقوّاها، يسند نفسك أيضًا، فقط اتكل عليه، فهو لا يعجز في أمر، وهو يحب الذين له، ومحبته كاملة.

      ولما لم تجد نعمي فائدة، كفّت عن الإلحاح على راعوث، وانتصرت النعمة انتصارها الباهر وشرعت راعوث تسير جنبًا إلى جنب مع نعمي في طريقهما إلى بيت لحم يهوذا.

      ج.ب. روبرت
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

        الجمعة 18 نوفمبر 2005

        غربلة كالحنطة


        --------------------------------------------------------------------------

        وقال الرب: سمعان، سمعان، هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة! ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك ( لو 22: 31 ، 32)


        إن بطرس في دار رئيس الكهنة، كان حقًا قديسًا من قديسي الله كما كان وهو على جبل التجلي، إلا أنه كان عليه أن يتعلم حقيقة نفسه حتى ولو بعملية مُذلة ومؤلمة. إنه بدون شك لو كان أحد أخبر بطرس قبل ذلك بأيام قليلة أنه بعد زمن يسير سوف يلعن ويحلف إنه لا يعرف سيده، لكان انقبض فزعًا من فكر كهذا، ولقال كما قال خلافه قديمًا: «ومَنْ هو عبدك الكلب حتى يفعل هذا الأمر العظيم؟» ( 2مل 8: 13 ). ولكن هذا لم يحدث. إننا دائمًا لا نعرف ما الذي سنفعله إلا عندما نوجد في الظرف فعلاً. وفي الحقيقة أعظم شيء نحتاج إليه كلنا هو السير بتواضع مع إلهنا يومًا فيومًا، متيقنين تمامًا من عجزنا الكامل، ومتمسكين بذاك القادر أن يحفظنا غير عاثرين. فنحن لا يمكن لنا أن نكون في الأمان إلا إذا كنا في حضرته، أما إذا تُركنا لذواتنا، فنصبح عُرضة للسقوط في أي شيء، كما اختبر ذلك الرسول بطرس.

        على أن الرب كان ساهرًا على خادمه المسكين الساقط، فلم يغض الطرف عنه لحظة واحدة، بل كانت عينه عليه من أول العملية لآخرها. إن الشيطان كان يريد أن يهشم تلك الآنية تهشيمًا لا رجاء بعده لو أمكنه ذلك، ولكنه فشل تمامًا، ولم يكن إلا آلة في اليد الإلهية يجري بها عملاً لخير بطرس. فبطرس كان محتاجًا لأن يُغربَل، وقد استُخدم الشيطان ليعمل العمل. وهذا عين ما حدث في حالة أيوب، والرجل المذكور في كورنثوس الأولى الأصحاح الخامس. إنه لأمر مُدهش وغريب للغاية أن يُستخدم الشيطان لعمل كهذا، ولكن هذا هو الواقع، فالله يستخدمه «لهلاك الجسد» ولكنه لا يقدر أن يمس الروح إذ أن هذه في الأمان إلى الأبد. إلا أنه ما أفظع الوقوع في غربال الشيطان، وقد ذاق مرارته بطرس وأيوب والرجل الكورنثي المُذنب.

        ولكن ما أغنى النعمة الحافظة في هذه الكلمات: «طلبت من أجلك» ليس لكي لا يسقط، ولكن لكي لا يفشل إيمانه في سقوطه، ولكي لا تتزعزع ثقته. حقًا إنه لا شيء يفوق تلك النعمة المتلألئة في ثنايا هذه الكلمات، فالرب المبارك كان يعرف كل ما هو مزمع أن يحدث، عرف الإنكار المُخجل، وعرف أيضًا اللعن والحلف، ومع ذلك يقول: «طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك» فيا للنعمة!!

        ماكنتوش
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

          السبت 19 نوفمبر 2005

          الصرخة الصحيحة


          --------------------------------------------------------------------------
          رفعت الأنهار يا رب. رفعت الأنهار صوتها. ترفع الأنهار عجيجها. من أصوات مياه كثيرة، من غمار أمواج البحر، الرب في العُلى أقدر ( مز 93: 3 ، 4)

          لاحظ معي هذه الجملة التي بدأ بها المرنم شكواه لله؛ «رفعت الأنهار يا رب». إنها في الواقع جملة ناقصة؛ لقد ذكر فيها الفاعل الذي أخافه، وهو الذي أشار إليه بالأنهار، ثم ذكر الفعل فقال: «رفعت»، لكنه لم يذكر المفعول به لتكتمل الجملة، ويكتمل معها المعنى، فنعرف: ماذا رفعت الأنهار؟! ذلك لأن كلمة «يا رب» كانت إلى شفتيه أسرع، فخرجت منه رغمًا عنه، خرجت منه كصرخة مستغيث مُستجير، خرجت منه قبل أن يستكمل جملته ليقول لله؛ ماذا رفعت الأنهار.

          وقد استكمل الجملة في العبارة التالية، وكأنه بعد أن فتح صمام المرجل الفائر، وبعد أن أخرج المسكين صرخته المدوية «يا رب»، استطاع أن يلتقط أنفاسه، ويستعيد اتزانه، ليقول لله، من جديد، الجملة بصورة كاملة، فقال: «رفعت الأنهار صوتها».

          ما أجملها كلمة، وما أعظمها صرخة: «يا رب»! ولا سيما عندما تخرج من قلب خائف مذعور أو قلب حزين مكسور .. تلك الصرخة التي حشرها، على الرغم من كل ضخامتها، في كلمة «يا رب»، والتي حمَّلها على الرغم من كل ثقلها، على كلمة «يا رب»، فاستوعبت كلمة «يا رب» كل ما كان يعتمل في نفسه من خوف واضطراب. وحملت عنه كلمة «يا رب» كل ما كان يقاسيه من حزن واكتئاب، ولذلك خرجت صرخته: «يا رب» أسرع من سرعة مياه النهر في فيضانه، وكان صوت صراخه للرب أعلى من صوت الفيضان في ضجيجه.

          إنه لم يُصلِّ فقط، بل صرخ، وعندما صرخ لم يفعل كتلك المرأة الجاهلة التي أكلت ابنها، فعندما صرخت من هول ما يحدث، لم تصرخ للرب، بل إلى الملك، ويقول عنها الكتاب: «وبينما كان ملك إسرائيل جائزًا على السور، صرخت امرأة إليه تقول: خلِّص يا سيدي الملك. فقال: لا! يخلصك الرب. من أين أخلصك؟ أ من البيدر أو من المعصرة؟» ( 2مل 6: 26 ، 27).

          أحبائي: أحيانًا يسمح الرب لنا بظروف تحتاج لا إلى صلاة، بل إلى صراخ، وكم من مرات نحن فعلاً نصرخ لكننا للأسف لا نصرخ للرب بل للناس، يا ليتنا نتعلم الصراخ والصراخ للرب فقط. ويا ليتنا نتعلم سكب نفوسنا وسكبها أمام الرب فقط.

          ماهر صموئيل
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

            الأحد 20 نوفمبر 2005

            قام كما قال


            -------------------------------------------------------------------------

            ..رؤساء الكهنة.. أعطوا العسكر فضة كثيرة قائلين: قولوا إن تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوه ونحن نيام.. فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم ( مت 28: 11 - 15)


            قام المسيح من الأموات. وكانت قيامته هي الضربة القاضية التي تلقاها الشيطان، إذ هُزم على أرضه بل وفي أمنع حصونه، فكان مثل الأسد الذي يُقتل في عرينه. فإن أحد ألقاب الشيطان في الكتاب المقدس هو «الذي له سلطان الموت» ( عب 2: 14 )، إذ كان يلوّح بالموت في وجه كل الناس فيرعبهم ويسبيهم، لكن المسيح، عندما قام من الأموات، كسر شوكة الموت. لقد ظن العدو بأنه ظفر عندما مات المسيح ـ له المجد ـ ودُفن، وخُتم الحجر. لكن عندما قام المسيح من الأموات، تحقق الشيطان من هزيمته وسحق رأسه بالصليب. ولهذا فلا عجب أن يستخدم الشيطان كل مكره ودهائه، ويجنّد كل جنوده وأعوانه لينكروا هذا الحادث العظيم الذي كان هزيمة ساحقة له.

            ولقد قدَّم رؤساء كهنة اليهود تفسيرهم عن القيامة في نفس يوم القيامة، وهو أن التلاميذ أتوا ليلاً بينما الحراس نيام وسرقوا الجسد. لكن لنلاحظ:

            إن التلاميذ كانوا أضعف جدًا من أن يفعلوا ذلك. فلقد تشتتوا كلهم وهربوا بمجرد القبض على سيدهم، وما كان بوسعهم تحدي الإمبراطورية الرومانية التي ختمت الحجر بخاتمها، ووضعت الحراس على باب القبر.

            إنه لم يكن هناك ما يدعو لتلك الفعلة. فلقد رقد جسد الرب يسوع بكرامة في قبر يوسف الرامي، الذي قام بدفن المسيح كما يُدفن العظماء.

            وماذا كان سيعود على التلاميذ من سرقة جسد المسيح، إذا كان معلمهم قد مات وانتهى الأمر؟

            التلاميذ بالإجمال ما كانوا يودّون أن يسرقوا جسد المسيح لو كان هذا في استطاعتهم، كما أنهم ما كانوا يستطيعون أن يسرقوه لو كان هذا وفق إرادتهم.

            وأما مسألة نوم الحراس فإنه أمر مُستبعد أن ينام كل الحراس دفعة واحدة، وأن يكون نومهم هكذا ثقيلاً حتى أنه لم ينتبه أحد منهم طوال فترة دحرجة الحجر من مكانه، ثم سرقة الجسد.

            إن التفسير اليهودي هو تفسير مَنْ يخفي عليهم بإرادتهم ( 2بط 3: 5 ). ثم إنه أكذوبة تهدم نفسها بنفسها. فنصفها الأول يكذِّب نصفها الثاني. لأن الحرّاس النائمين لا يمكنهم معرفة ما حدث.

            يوسف رياض
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

              الاثنين 21 نوفمبر 2005

              له المجد الآن وإلى يوم الدهر


              --------------------------------------------------------------------------

              ولكن انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. له المجد الآن وإلى يوم الدهر. آمين ( 2بط 3: 18 )


              الرب يسوع المسيح ـ ابن الله ـ الذي بذل نفسه من أجل حياة الكثيرين، إذ تألم ومات، قاد كرئيس الخلاص، أولادًا كثيرين إلى المجد الأبدي، ولذلك له سيكون المجد إلى الأبد، ولن تسكت أصوات التسبيح أبدًا، لأن مجده لن يخفت أبدًا.

              ولكن لنلاحظ ما يقوله الرسول بطرس في ختام رسالتيه الثمينتين اللتين فيهما يحقق ما قاله الرب له: «وأنت متى رجعت ثبّت إخوتك» ( لو 22: 32 )، إذ يختم كلامه هاتفًا بأنشودة الحمد والتسبيح «له المجد الآن وإلى يوم الدهر» أو إلى أبد الآبدين.

              فبينما الأبدية كلها ستمتلئ من مجده ويملأها رنين التسبيح، هكذا الآن يُعطَي له المجد من شعبه هنا على الأرض. فهو مستحق المجد الآن كما يستحق إلى دهر الدهور. إنه يستحق كل عواطف القلب، كل ما لنا وكل ما نحن عليه. فنحن إذ أُفتُدينا بالدم وهو أكرم ثمن بُذل للفداء، أصبحنا لسنا ملكًا لأنفسنا، بل إننا نعيش لذاك الذي مات من أجلنا، وكمؤمنين حقيقيين يجب أن يكون شغلنا الشاغل الآن هو الاجتهاد في إرضائه وتمجيده في كل طرقنا. علينا أن نسأل أنفسنا دوامًا وفي كل شيء، في صغير الأمور وكبيرها، عما إذا كان هذا الأمر أو ذاك يمجد الله أم لا.

              ألا يجدر بنا أن تكون صلاتنا هذا اليوم هكذا؟ يا رب أعني لأمجدك. إنني فقير فأعني لكي أمجدك بالقناعة. إنني مريض فساعدني لكي أمجدك بالصبر. إن لي مواهب، فساعدني لكي أمجدك بإنفاقها في خدمتك. إن لي وقتًا، فساعدني يا رب لكي أفتديه لخدمة مجدك. إن لي قلبًا يشعر فهبني بأن لا يشعر إلا بمحبتك ولا يلتهب إلا بالشوق إليك. إن لي عقلاً أفكر به فأعني يا رب لكي أفكر فيك ولأجلك. لقد أوجدتني في هذا العالم لغرض، فأرني يا رب ما هو هذا الغرض، وساعدني على إتمام غرضك من حياتي هنا. أن لا أستطيع أن أنفع كثيرًا، لكني ـ مثل الأرملة التي وضعت فلسيها وهما كل معيشتها ـ أضع أنا أيضًا زماني وأبديتي بين يديك. أنا كُلي لك فاستلمني واجعلني أمجّدك الآن في كل ما أقول وما أفعل وبكل ما أملك.

              إن كنا نفعل ذلك، فالرضا سيشمل نفوسنا وأكثر من ذلك، فإن العيشة لأجل تمجيد الله ستنتج ثمر القداسة ووفرة الخدمة.

              هنري روسييه
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

                الثلاثاء 22 نوفمبر 2005

                آتٍ طافرًا .. قافزًا


                --------------------------------------------------------------------------

                صوت حبيبي. هوذا آتٍ طافرًا على الجبال، قافزًا على التلال ( نش 2: 8 )


                إن مجيء العريس، سواء لاختطاف الكنيسة، عروسه السماوية، أو لإنقاذ عروسه الأرضية، البقية المختارة وخلاصها من ضيقها والإتيان بها إلى الغبطة والبركة في مُلكه الألفي المجيد، سيتميز بثلاثة أشياء: الفرح والسرعة والنُصرة.

                نعم، فإنه عندما تجيء تلك اللحظة التي فيها يقوم مَنْ على عرش أبيه لكي يلتقي بعروسه لتكون معه، سيُرى في ملء الفرح والابتهاج، إذ ستراه العروس طافرًا مثل الظبي المسرور بلقاء حبيبته ( نش 2: 9 ) «لأن الرب نفسه بهتاف (الفرح)، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء ... وهكذا نكون كل حين مع الرب» ( 1تس 4: 16 - 18).

                وسيكون مجيئه مقترنًا بالسرعة «طافرًا (أي واثبًا بسرعة) وقافزًا». وهذا حق، سواء من جهة مجيئه لأجل قديسيه، الأمر الذي يؤكده الرب نفسه مرارًا عديدة «ها أنا آتي سريعًا» ( رؤ 22: 7 ، 12، 20)، أو مجيئه وظهوره مع قديسيه «لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ» ( 2بط 3: 9 ).

                كذلك سيكون مجيئه مقترنًا بالنُصرة والقوة، فهو سيعلو فوق كل الصعوبات التي تعترض طريقه إلى تسلم زمام المُلك وبَسْط سلطانه على المسكونة بأسرها. إنه سيأتي «طافرًا على الجبال وقافزًا على التلال» إذ ماذا تُحسب كل هذه أمام قوته، فهو ـ له المجد ـ سيُرى «آتيًا على سحاب السماء بقوة ومجدٍ كثير» ( مت 24: 30 مز 45: 3 )، عندئذ يتم القول: «تقلَّد سيفك على فخذك أيها الجبار، جلالك وبهاءك. وبجلالك اقتحم. اركب. من أجل الحق والدّعة والبر، فتُريك يمينك مخاوف. نبلُك المسنونة في قلب أعداء الملك. شعوب تحتك يسقطون» ( رؤ 19: 20 - 5). فمهما تجمعت قوات الشر لتعترض إتمام مقاصد الله من جهة سيادة المسيح، فهو ـ له المجد ـ سينتصر على الوحش والنبي الكذاب ويطرحهما حيين في بحيرة النار ( رؤ 20: 1 )، وسينتصر على الشيطان ـ الحية القديمة ويقيده ويطرحه في الهاوية مدة الألف سنة بأكملها ( رؤ 19: 20 - 3) كما أنه سينزع من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم حيث يُطرحون في أتون النار (رؤ19: 20؛ مت13: 41، 42، 25: 41، 46). نعم إنه سيأتي «طافرًا على الجبال، قافزًا على التلال».

                متى بهنام
                التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ; الساعة 22-11-05, 03:58 AM.
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

                  الأربعاء 23 نوفمبر 2005

                  أخبار سارة


                  --------------------------------------------------------------------------
                  حَمَل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة ( 1بط 2: 24 )

                  يا لها من نعمة عجيبة قد جعلت المسيح، ابن الله، كفارة لخطايانا. إن العدل الإلهي قد استوفى حقه كاملاً، فلم يَعُد بعد ما يمنع دخول الخاطئ التائب إلى حضرة الله القدوس وقبوله أمامه إلى الأبد. وشكرًا لله لأن هذا هو عين ما تحتاج إليه النفس.

                  أيها البعيد عن الله، مهما كانت حالتك رديئة، فإنه توجد نعمة كافية لغفران خطاياك، ما تذكره وما لا تذكره منها، ذلك إن كنت تأتي بقلبك إلى ينبوع الغفران الذي اشتراه ذلك الفادي الحبيب الذي هو كفارة لخطايانا. فاقبل نداءه، نداء المحبة الخالصة، إذ يقول: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم» ( مت 11: 28 ). إن دم المسيح الثمين قد سُفك من أجل كثيرين جدًا لا يستطيع أحد أن يعدهم ( رؤ 5: 9 ). لهذا فإنك فإن حُرمت من الاستفادة منه، فلا يكون المسئول عن ذلك غيرك أنت.

                  ثم استمع أيضًا إلى تلك العبارة المُرعبة التي يوجهها المخلّص إلى مَنْ يرفضونه ويحتقرون نداءه ويزدرون بنعمته «أما أعدائي، أولئك الذين لم يُريدوا أن أملك عليهم، فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي» ( لو 19: 27 ).

                  أيها الخاطئ، إن هذا الحكم المُرعب ينتظرك، ينتظرك أنت إذا رفضت النعمة التي يقدمها لك الآن مجانًا مَنْ يستطيع أن يخلِّص وأن يُهلك. ولكنه لا يشاء أن يَهلك أحد ـ لذلك إذا هلكت، فسيكون الذنب ذنبك والمسئولية في ذلك تقع عليك وحدك، وخلال أجيال الأبدية التي لا تنتهي، لا بد وأن تتحسر بشدة وتنوح بحُرقة ذاكرًا أنك كنت تستطيع أن تخلص ولكنك هلكت، إذ رفضت الخلاص واحتقرت الكلام عنه.

                  قدّر يا عزيزي خطورة مثل هذه الحالة. لا تستهن بها فهي أعظم جدًا من أن يُنظر إليها نظرة التهاون. لا تدع الشيطان يصرف فكرك عن الاهتمام بحالتك الأبدية، بل انظر إليها نظرة تليق بما لها من أهمية وخطورة. إن الرب يدعوك، والمحبة تملأ قلبه لأن تأتي إليه فتنال الرحمة ونعمة الإيمان الثمين، فليتك تعطي كلامه، الذي لا يقصد به سوى خيرك الأبدي، أهمية كافية فتنتقل بالإيمان القلبي بالمسيح من دائرة الموت إلى دائرة الحياة، ويمتلئ قلبك وفمك بالحمد والفرح والنشيد للرب مُخلصك.

                  تشارلس سبرجن
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

                    الخميس 24 نوفمبر 2005

                    يوناثان وديماس: ترك المحبة الأولى

                    --------------------------------------------------------------------------

                    فقال يوناثان لداود: اذهب بسلام ... فقام وذهب، وأما يوناثان فجاء إلى المدينة ( 1صم 20: 41 )


                    في تاريخ يوناثان يلفت النظر تلك النهاية المُحزنة التي انتهت بها قصته، حيث مات مقتولاً على جبل جلبوع، وعُلّق على سور بيت شان (1صم31). كيف حدث ذلك؟!

                    كانت البداية الرائعة في 1صموئيل 18 عندما تعلقت نفس يوناثان بداود وأحبه كنفسه بعد الانتصار العظيم. ثم تجرّد من امتيازاته إذ خلع الجُبة التي تميزه كأمير وأعطاها لداود مع سيفه وقوسه ومنطقته. إن تقدير يوناثان لداود يمثل البداءة الحسنة لكل مؤمن تعرَّف بالرب المخلِّص الذي مات لأجله، فأحبه وتعلَّق به، وفي نضارة المحبة الأولى ضحى بكل ثمين لأجله.

                    ولكن ماذا بعد ذلك؟ إننا نقرأ هذه الكلمات المؤثرة: «وقبَّل كل منهما صاحبه وبكى كل منهما مع صاحبه حتى زاد داود. فقال يوناثان لداود: اذهب بسلام ... فقام داود وذهب، وأما يوناثان فجاء إلى المدينة» ( 1صم 20: 41 ، 42). وعند هذه النقطة افترق الصديقان. من المُحزن أن نرى يوناثان وقد ترك داود يمضي في طريقه ويرجع إلى المدينة، التي تُشير إلى العالم في ملذاته ونظامه وترتيبه وبريقه الجذاب ( نش 3: 3 ؛ 5: 7).

                    إن ترْك يوناثان لداود عند حجر الافتراق، وبكاء داود الذي زاد عن بكاء يوناثان؛ إنما يُرينا تحولاً في موقف يوناثان وفتور في محبته. إنه صورة لمؤمن قد ترك محبته الأولى للرب، كان على استعداد لأن يحب الرب ويتبعه طالما أن الطريق سهل ومُريح. أما عندما تعارض ذلك مع مصالحه ورغباته، فإنه يتراجع. إنه يبحث عن إرضاء الذات ولم يَعُد المسيح أولاً في حياته.

                    هذا ما حدث أيضًا مع ديماس الذي كان يومًا رفيقًا لبولس، ومتقدمًا في الطريق، وأكثر نشاطًا واجتهادًا من غيره. لكنه بعد فترة تراجع وترك محبته الأولى. ويكتب عنه الرسول بولس بأسى قائلاً: «ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر، وذهب إلى تسالونيكي» ( 2تي 4: 10 ). لقد رأى أن راحته ومصالحه الشخصية أهم من مصالح الرب وشعب الرب، فترك الخدمة وترك الرسول بولس. وبكل أسف أُسدل ستارًا على تاريخه.

                    ألا ليتنا نحب مثل هذه المحبة التي تضحي وتتعب وتلتصق دون أن تفكر في نفسها ورغباتها.

                    محب نصيف
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

                      الجمعة 25 نوفمبر 2005

                      نار للدفء وطعام للشبع


                      --------------------------------------------------------------------------
                      فلما خرجوا إلى الأرض نظروا جمرًا موضوعًا وسمكًا موضوعًا عليه وخبزًا ... قال لهم يسوع: هلموا تغدّوا! ( يو 21: 9 ، 12)

                      التلاميذ السبعة، وهم على علم تام بوعد الرب أنه سيسبقهم إلى الجليل ( مر 14: 28 ، 16: 7)، مضوا في مغامرتهم للصيد؛ مع أن الرب لم يكن قد أظهر نفسه بعد لهم.

                      أما وُجد بينهم واحد يذكر كلمات الرب الوداعية «بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا»؟ لكن على أية حال جميعهم اختبروا صدق هذه الكلمات على بحر طبرية في تلك الليلة. لأن كل قوتهم وكل مهارتهم وكل حكمتهم وكل خبرتهم بالبحر لم تُجدِ نفعًا. لم يمسكوا شيئًا في تلك الليلة. وبزغ ضوء الصباح الباكر على قوم جياع مكتئبين منهوكي القوى ومتضايقين، يحز فيهم الخجل من فشل مشروعهم.

                      ولكن مَنْ هذا الذي يظهر على الشاطئ مع الفجر خلف الضباب؟ مَنْ هذا الذي يعلو صوته على خرير المياه المنكسرة على الشاطئ؟ لقد سألهم سؤالاً، فما هو هذا السؤال؟ هل قال لهم: ماذا كان ليلكم؟ وما هو صيدكم؟ وهل أمسكتم سمكًا؟ .. كلا. لم يكن هكذا سؤال الرب. إن سؤالاً كهذا كان يُعتبر غمزة تأنيب وتوبيخ على فعلة من فعلات الذات عديمة الثمر. ولعلهم يستحقون التوبيخ والتأنيب، ولكن المتكلم يعرف كيف «يغيث المُعيي بكلمة». العطف أولاً، ثم بعد ذلك قد يأتي التوبيخ.

                      «يا غلمان أ لعل عندكم إدامًا؟». وكم ناسبت هذه الكلمة حال أولئك الرجال الجياع. لقد قالها ذاك الذي ظل طيلة السنوات الثلاث الماضية يرعاهم بعين ساهرة حتى لا يعوزهم شيء. وذلك الصوت الذي حياهم فوق الأمواج، كان هو صوت ذاك الذي أشفق على الجمع المُتعب على منحدرات الجبل المجاور. حيث لم يكن معهم ما يأكلون، خشية أن يخوروا في الطريق. قال لتلاميذه: «أعطوهم أنتم ليأكلوا»، وبعد ذلك هو بنفسه «أشبع الجياع خيرات».

                      سألهم الرب هذا السؤال: «يا غلمان أ لعل عندكم إدامًا؟»، لكي، قبل أن يعلن عن نعمته ويكشف لهم رحمته، يُشعرهم بجهالتهم وفشلهم فيما أقدموا عليه، وأنهم ليقدّرون عندئذ أعمق التقدير وليمة الشبع التي جهزها لهم. لقد رتب لهم على الشاطئ نارًا للدفء وطعامًا للشبع.

                      و.ج. هوكنج
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

                        السبت 26 نوفمبر 2005

                        الحكمة والفطنة


                        --------------------------------------------------------------------------
                        فاحفظوا واعملوا. لأن ذلك حكمتكم وفطنتكم أمام أعين الشعوب الذين يسمعون كل هذه الفرائض، فيقولون: هذا الشعب العظيم إنما هو شعبٌ حكيمٌ وفطن ( تث 4: 6 )

                        أرجو أن يلاحظ القارئ العزيز تمامًا أن "الحكمة والفطنة" متضمنتان في تخبئة وصايا الله في القلب. وعلاوة على ذلك، قد وجب أن يكون السماع لوصايا الله هو الأساس لعظمة إسرائيل الأدبية أمام أعين الشعوب الذين حولهم. فلا علوم مدارس مصر، ولا علوم الكلدانيين كانت أساسها، بل تعلم كلمة الله والانتباه إليها بروح الطاعة الهادئة، والإصغاء لجميع الفرائض المقدسة والأحكام الثابتة التي عرَّفهم بها الرب إلههم، هذا كان حكمة إسرائيل وعظمته الحقيقية، بل وترسهم المنيع الذي يصد عنهم غائلات كل عدو، ومناعتهم الأدبية ضد كل شر.

                        ولكن ألا ينطبق هذا تمام الانطباق على شعب الله في الزمان الحاضر؟ أ ليس في طاعتنا لكلمة الله حكمة لنا وفطنة؟ أَوَ ليس لنا فيها أمان بل وأساس لكل عظمة أدبية حقيقية؟ بكل تأكيد لنا فيها كل هذا. فحكمتنا هي أن نطيع. والنفس المُطيعة نفس حكيمة، آمنة، سعيدة، مغتبطة، نامية، مُثمرة. وكما كان قديمًا هكذا الآن صحيح وثابت ودائم الأثر. وإذا ما طالعنا تاريخ داود وخلفائه، فإننا نجد بدون استثناء أن كل الذين أطاعوا وصايا الله كانوا آمنين، سعداء، مغتبطين، ناجحين، مُثمرين.

                        وواضح أيها القارئ العزيز أن السلّم لطاعة كلمة الله هو الإلمام بها، وأن وسيلة الإلمام هي مطالعتها باعتناء وتدقيق. ولكن تُرى كيف نطالعها؟ نطالعها ونحن جدٌ مشتاقين لأن نتفهم مضمونها، نطالعها وروح الوقار لسلطانها يحدونا، نطالعها ونحن موطنون العزم الصادق على أن نطيع كلماتها مهما كلفنا الأمر. وإذا ما وجدنا نعمة تعاوننا على أن نطالع الكتاب المقدس، ولو بدرجة ما، على هذا النمط الصادق الأثر، فإننا نتوقع نمونا في المعرفة وفي الحكمة.

                        وليحفظنا إلهنا من خدعة الأيام الأخيرة، وهي مُطالعة الكلمة لغيرنا. بل لنطالعها لقلوبنا أولاً، ولتمتلئ بها حاسياتنا الروحية، ولننظر إلى شخصياتنا في مرآتها الصادقة، ولا نُطالعها وغرضنا الأول أن نكلم بها الآخرين، بل لنعظ بها أنفسنا أولاً، كل يوم، ولندخر لحياتنا منها الطعام الذي يساعدنا على خدمة الآخرين. وإذا كان هذا غرضنا الأول، فلا شك أن الرب يستخدمنا بركة لمن نعيش بينهم، مؤمنين وغير مؤمنين.

                        ماكنتوش
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

                          الأحد 27 نوفمبر 2005

                          المسيح القائد المنتصر


                          --------------------------------------------------------------------------

                          غنوا لله. رنموا لاسمه. أعدوا طريقًا للراكب في القفار باسمه ياه. واهتفوا أمامه. أبو اليتامى وقاضي الأرامل... الله مُسكن المتوحدين في بيت... ( مز 68: 4 – 6)


                          مزمور 68 هو أحد المزامير الجميلة التي تتحدث عن المسيح، ويبدأ بالقول: «يقوم الله، يتبدد أعداؤه، ويهرب مُبغضوه من أمام وجهه» (ع1) وهكذا أنت ترى الأشرار متماسكين، إلى أن يقترب الرب، الذي هو نار آكلة، منهم، فيذوبون ذوبانًا» (ع2).

                          لكن إن كان هذا القيام سيرعب الأشرار، فإن الصديقين يفرحون (ع3). وهذا التحرك قاد المرنم إلى أن يغني ويرنم لاسم الرب الكريم ذاكرًا بعض صفاته (ع4- 6)، فهو:

                          1 ـ القائد الظافر: «الراكب في القفار» (ع4) الذي «يركب السماء في معونتك والغمام في عظمته» ( تث 33: 26 ).

                          2 ـ الحنّان «أبو اليتامى» (ع5). إن ذلك القوي والقدير، الذي يُمسي الخطاة أمامه كالدخان وكالشمع، هو ـ في الوقت نفسه ـ صاحب الحنان، وأبو اليتامى.

                          3 ـ العادل لأنه «قاضي الأرامل» (ع5).

                          4 ـ الرحيم الشفوق «مُسكن المتوحدين في بيت» (ع6) وكلمة «المتوحدين» تعني المساكين أو البؤساء والمنفردين الذين لا معين لهم.

                          5 ـ صاحب السلطان «مُخرج الأسرى إلى فلاح» (ع6)، فهو لا يُخرج الأسرى إلى الحرية فحسب، بل يُخرجهم إلى فلاح. إنه لم يحرر يوسف فقط من الأسر والسجن، بل سلَّطه أيضًا على كل أرض مصر (تك41- 44)، وقاده من وجه الضيق إلى رحب لا حصر فيه ( أي 36: 16 ).

                          6 ـ الديان «إنما المتمردون يسكنون الرمضاء» (ع6)، وهو ما تم أيضًا في رحلة البرية من مصر إلى كنعان. فالذين تمردوا على الرب، سقطت جثثهم في القفر (الرمضاء).

                          ومع ذلك لاحظ المُباينة بين ع6، ع18. ففي الآية 6 يقول: «إنما المتمردون يسكنون الرمضاء» بينما في الآية 18 يقول: «قبلت ... المتمردين للسكن أيها الرب الإله». وهذا الاختلاف الواضح نتج من ظهور الله في ملء الزمان في شخص المسيح المملوء نعمة وحقًا، الذي مضى إلى الصليب ليذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد، ثم قيامته من بين الأموات وصعوده فوق جميع السماوات.

                          ففي الناموس كل المتمردين هم تحت اللعنة، ويسكنون الرمضاء، أما النعمة فإنها قبلت أمثالنا وأعدتهم للسُكنى في بيت الآب ذي المنازل الكثيرة.

                          يوسف رياض
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

                            الاثنين 28 نوفمبر 2005

                            يداه الثابتتان


                            ---------------------------------------------------------------------------------------

                            فكانت يداه ثابتتان إلى غروب الشمس ( خر 17: 12 )

                            عماليق رمز الجسد الذي يشتهي ضد الروح، ويحاول أن يحرم المؤمن من كل خير روحي. وفي الحرب مع عماليق انعقد النصر لإسرائيل على يد شخصين عظيمين هما موسى ويشوع. كان يشوع يقود رجال الحرب ضد العدو، وموسى كان على رأس التلة وإلى جانبه هارون وحور. وكان إذا رفع موسى يده أن إسرائيل يغلب، وإذا خفض يده أن عماليق يغلب. أخيرًا لما صارت يدا موسى ثقيلتين، دعم هارون وحور يدي موسى فلم يخفضهما، وكسب إسرائيل المعركة لأن يدي موسى كانتا ثابتتين إلى غروب الشمس ( خر 17: 8 - 13).

                            إن يشوع وموسى رمزان لربنا يسوع المسيح. فيشوع يرمز إليه كالمُقام من بين الأموات رئيس خلاصنا، وموسى يرمز إليه كالمُرفّع عن يمين الله ظاهرًا أمام وجه الله لأجلنا وشفيعًا لنا عنده. أما هارون وحور فهما يمثلان رأفة الرب يسوع وبره. والانتصار على عماليق إنما هو بربنا يسوع المسيح الذي مات لأجل خطايانا والذي قام، والآن حي عن يمين الله كالشفيع.، ومطلوب منا أن نحسب أنفسنا أمواتًا للخطية ( رو 6: 11 ) وأن نُميت (أي أن نضع في مركز الموت) أعضاءنا التي على الأرض ( كو 3: 5 ) وأن نهرب من الشهوات الشبابية، وكغرباء ونُزلاء نمتنع عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس ( 1بط 2: 11 ). وقاعدة التعامل مع الجسد هي «اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد» ( غل 5: 16 ). والنتيجة المباركة مضمونة «فإن الخطية لن تسودكم، لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة» ( رو 6: 14 ). هذه هي ضمانات النُصرة: موت المسيح، وقيامته، وسُكنى الروح القدس.

                            وفي تأملنا في حرب إسرائيل مع عماليق، تسترعي انتباهنا هذه العبارة «فكانت يداه ثابتتين إلى غروب الشمس» إلى أن أُحرزت النُصرة الكاملة. إن شمس هذا الدهر الذي نعيش فيه تميل إلى الغروب، والحرب دائرة على أشدها مع شعب الرب، ولكن الذي يعزينا هو أن نعلم أن «يديه ثابتتين إلى غروب الشمس». إنه بكل تأكيد سيحفظ أرجل أتقيائه إلى أن يسحق الشيطان تحت أرجلهم سريعًا.

                            دينيت
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #29
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

                              الثلاثاء 29 نوفمبر 2005

                              بكى يسوع

                              ------------------------------------------------------------------------
                              فلما رآها يسوع تبكي، واليهود الذين جاءوا معها يبكون، انزعج بالروح واضطرب.. بكى يسوع ( يو 11: 33 - 35)

                              هناك، عند قدميه، حيث جلست مريم مرة لتنهل من كلماته، كلمات النعمة والحق، جاءت الآن لتبث شكوى نفسها «يا سيد لو كنت ههنا لم يَمُت أخي». وكان في هذه الكلمات شيء من الحق، لأنها آمنت أن للرب سلطانًا على الموت نفسه. وكان فيها شيء من سوء الفهم، لأنها ظنت أنه يتحتم أن يأتي الرب إلى بيت عنيا ليحفظ حياة أخيها. وكان فيها شيء من الجهل أيضًا، لأنها لم تعرف أن موت لعازر كان لأجل مجد الله، وأنه من القبر ستأتي المفاجأة لها.

                              ولكن رأى الرب دموع مريم. لقد قَبِل كلمات الشكوى الرقيقة كما هي، ولم يُبدِ أية ملحوظة. لكن دموعها حرّكت وأظهرت عواطفه الداخلية. إن عينيها المغرورقتين أخبرتا عن أعماق حزنها، أكثر مما تخبر الكلمات، فبكى معها حتى جيرانها اليهود، لأن البكاء والعبرات سريعة العدوى.

                              ولكن أعجوبة العجائب لم تََزَل بعد آتية، فابن الله الأزلي المبارك، جعل نفسه واحدًا مع الباكين «فلما رآها يسوع تبكي، واليهود الذين جاءوا معها يبكون، انزعج بالروح واضطرب ... بكى يسوع».

                              وما أقدس دموع مريم التي حركت دموع الرب يسوع!!

                              وما أعجب هذه العبارة القصيرة التي هي أقصر من كل عبارات الكتاب الحلوة «بكى يسوع» لقد بكى بدموع الحنان، فأعلن محبة قلبه الرقيق الفائقة، قلبه المُثقل بربوات أحزان عالم يئن ويتمخض. فمع أنه، له المجد، يعلم أنه بعد لحظة ستنظر مريم وستعانق أخاها الذي تبكيه، لكن بكى يسوع، وذرف الدموع لأجل الحزانى، ومع الحزانى، وكل قطرة من دموعه كانت تحكي قصة رقته وعطفه ورثائه وحنانه.

                              وإنه لتذكار ثمين عن العواطف الإلهية، أُقيم في بيت عنيا للأيام المُحزنة التي جاءت بعد ذلك. واليوم كثيرون من الباكين يودعون أحباء لهم جوف الثرى. وليتهم جميعًا في حزنهم يعرفون ما تتضمنه هذه العبارة «بكى يسوع». بل وأكثر من ذلك يسوع نفسه، ابن الله، لا يزال يشعر بضعفاتنا. ونحن إذ نؤمن بمحبته غير المتغيرة، نتعزى إذ نذكر دموعه في بيت عنيا، وإذ نتأكد رثاءه لنا وحنانه علينا وهو في عرشه في الأعالي.

                              و.ج. هوكنج
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق


                              • #30
                                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

                                الأربعاء 30 نوفمبر 2005

                                الملجأ الأمين الوحيد


                                --------------------------------------------------------------------------
                                الوبار طائفة ضعيفة، ولكنها تضع بيوتها في الصخر ( أم 30: 26 )

                                إن الشخص الذي تتوق نفسه للنجاة من الدينونة القادمة، له رسالة من الوبار تحدثه عن الملجأ الأمين الوحيد. والوبار حيوان يُشبه كثيرًا الأرنب الصغير حجمًا وشكلاً ولونًا. وبسبب رجليه المستديرتين، ذات العنصر اللين اللدن، لا يقدر أن يحفر، ولذلك لا تلائمه الإقامة في الأوجرة مثل الأرانب، بل في شقوق الصخور يُقيم. وهو وارد في قائمة الحيوانات غير الطاهرة في لاويين11: 5؛ 14: 7 ذلك لأنه مع كونه يجتر لكنه لا يشق ظلفًا.

                                وفي سفر المزامير إشارة إلى نفس الحقيقة التي يتحدث عنها سفر الأمثال «الجبال العالية للوعول، الصخور ملجأ للوبار» ( مز 104: 18 )، فإذ يرى نفسه ضعيفًا لا يقوى على صد أعدائه، ويعجز عن إقامة بيت يقيه، فإنه يجد في شقوق الصخور ملجًأ مناسبًا يأمن فيه قوة القاتل، ويقيه غضبة عناصر الطبيعة.

                                حقًا هي صورة واضحة، فحين كان يكتب الرسول عن الصخرة التي تفجّرت منها المياه في البرية، قال «والصخرة كانت المسيح» ( 1كو 10: 4 ). وهنا أيضًا نسمع الصخرة تتحدث عنه كمَنْ هو وحده ملجأ الخاطئ. فكما أن الوبار الضئيل، النجس الضعيف، يهرب إلى الصخور، وهناك يأمن، هكذا يفعل الخاطئ النجس، الذي لا عون له، حينما يوقظه الإحساس بحاجته القصوى، وتنذره العاصفة التي توشك أن تهب على رؤوس الذين يهملون خلاص الله، فإنه يهرب لاجئًا إلى الرب يسوع المسيح، ويجد فيه ملجًأ أمينًا، مباركًا لا يقربه عدو، ولا تدنو منه دينونة.

                                في شقوق الصخور إذًا يختبئ الوبار، وفي المخلص المجروح من أجل خطايانا، والذي سحقته دينونة الله القدوس العادل، تجد النفس المؤمنة مخبًأ ساترًا. فهل وجدت يا عزيزي القارئ ملجًأ في المسيح؟ أرجوك يا صديقي، إذا كنت لا تزال عُرضة لغضب الله، أن تكف عن مساعيك لخلاص نفسك، الأمر الذي لا ينتهي إلا بالخيبة المريرة، واهرب إلى الرب يسوع، وهو لا يزال يرسل دعوة السلام «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم» ( مت 11: 28 ).


                                يا صخرة الدهور قدْ ضُربتَ من أجلي
                                لتفتحَ البابَ الذي يدخله مثلي


                                هنري أيرنسايد
                                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X