إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

    بنشكرك يا شيخ على الموضوع ويحفظك الرب

    تعليق


    • #17
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

      أشكرك أخونا عيسى - التأملات هذه تعطى لنا قوة فى حياتنا العملية
      - الرب يباركك
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

        الثلاثاء 13 ديسمبر 2005

        ما الذي ييقظهم ؟


        --------------------------------------------------------------------------------
        اسهروا إذًا، لأنكم لا تعلمون متى يأتي رب البيت ... لئلا يأتي بغتة فيجدكم نيامًا! وما أقوله لكم أقوله للجميع: اسهروا ( مر 13: 35 - 37)

        كان أحد رجال الأعمال في غرب انجلترا قد اضطر بسبب عمله أن يُقيم في مدينة صغيرة مخصصة لإقامة مصانع الحديد في جنوب ويلز. وفي تلك المدينة أقام رجل الأعمال هذا مصنعه، لتشكيل الحديد بمطارق جبارة تعمل بالبخار، وتصل المطارق في وزنها إلى عدة أطنان، لتقطيع الكتل الضخمة من الحديد المُحمّى، والتي كانت من ثقلها تزعزع الأرض تحتها كلما نزلت المطارق على الحديد.

        وأما سكان هذه المدينة الصغيرة، فقد اعتادوا على الصوت المستمر لضجيج المصانع التي لا تنقطع عن العمل ليلاً ونهارًا. وبالرغم من الضربات الثقيلة لهذه المطارق، غير أن الرجال والنساء والأطفال اعتادوا النوم في الليل دون ارتباك من هذه الأصوات. ولكن لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لرجل الأعمال المُشار إليه. فضجيج هذه المطارق الثقيلة انتزعت من جفونه أي أمل في النوم. واضطر أن يرتب نفسه لينام خارج هذه المدينة.

        وفي ليلة ما حدث عُطل مفاجئ في إحدى الماكينات فتوقفت فجأة ضربة المطارق البخارية، فاستيقظت المدينة كلها تقريبًا.

        إن هذا يذكّرنا بحالة الجماهير من النفوس الغالية في يومنا الحاضر. فبينما مطارق الإنجيل مستمرة في العمل، فالآلاف تظل نائمة بالرغم من أصوات الإنجيل، ومهما نزلت تلك المطارق الثقيلة فهم غافلون. «أَ ليست هكذا كلمتي كنار، يقول الرب، وكمطرقة تحطم الصخر؟» ( إر 23: 29 ).

        ولكن سوف يأتي الوقت عندما يُدعى العاملون في الإنجيل للخروج من هذا العالم بحسب نداء سيدهم، وستتوقف مطرقة إنجيل نعمة الله ومجده ولن يُسمع صوت بعد. وعندئذ يستيقظ الغافلون الذين قسّوا قلوبهم، وسيسمع في طول البلاد وعرضها، من المسيحيين بالاسم، هذه الصرخة المُرَّة: «يا سيد، يا سيد، افتح لنا!» ( مت 25: 11 ) و وأسفاه على هذا اليوم.

        عزيزي ... تذكَّر أنه سيأتي اليوم الذي يستيقظ فيه الجميع، فما لم تستيقظ الآن فإنك تستيقظ حتمًا في يوم الدينونة، وستستيقظ للدينونة الأبدية. وستنزل من أمام عرش الدينونة إلى بحيرة النار. وهناك ستتذكر كل مطارق الإنجيل التي كانت تتكلم إلى قلبك المتمرد، وكل رسائل النعمة التي لاحقتك في زمان أناة الله وصبره.

        جورج كتنج
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

          الأربعاء 14 ديسمبر 2005

          بركات لا تخطر على بال


          --------------------------------------------------------------------------------
          بالإيمان راحاب الزانية لم تهلك مع العُصاة، إذ قبلت الجاسوسين بسلام ( عب 11: 31 )

          مَنْ كان يصدق أنه من شعوب كنعان الملعونين منذ القديم يأتي الله بامرأة تُذكر في سحابة الشهود وسجل أبطال الإيمان؟ مَنْ كان يتخيل أنه بين خبايا حجارة أريحا الخشنة، رأى الله جوهرة ثمينة، وأنه من مدينة ملعونة سُرَّ الله بأن يهيء آنية رحمة سبق الله فأعدها للمجد!

          لكن كانت تنتظر راحاب أربع بركات تتصاعد وتعلو في القيمة:

          البركة الأولى أنها لم تهلك مع العُصاة. لقد كان أهل أريحا عصاة، ولذا هلكوا. لكن ديَّان كل الأرض حاشا له أن يُهلك المطيع مع العاصي، فيكون البار كالأثيم. ومع أن بيتها كان على السور، لم يكن مستحيلاً على ذلك الذي أسقط الأسوار بمعجزة، أن يحفظ بيت راحاب من السقوط بمعجزة. فيعلم الرب أن ينقذ الأتقياء. وإن كان إيمان الشعب أسقط أسوار أريحا، فإن إيمان راحاب حفظ بيتها فلم يسقط.

          البركة الثانية أنها «سكنت في وسط إسرائيل» ( يش 6: 25 ). فتلك التي سكنت سابقًا على سور أريحا، أي على هامش الحياة، ليس لها قيمة حقيقية, وقد عاشت في الشر والخطية، فإنها سكنت في وسط إسرائيل بعد أن تغيرت حياتها إلى حياة التقوى والفضيلة.

          والبركة الثالثة أنها اقترنت بسلمون، أحد الرؤساء في سبط يهوذا، وصارت "أمًا في إسرائيل"، وذلك طبعًا بعد أن محت النعمة ماضيها السيء وآثاره. ونتيجة لهذا الزواج أنجبت بوعز جبار البأس في بيت لحم. وإذا كانت عظمة الأم تُقاس بحال أولادها، فيا لها من أم عظيمة، تلك التي صارت أمًا لذلك الرجل الفاضل النبيل: "بوعز".

          وأما البركة الرابعة والأخيرة، فهي أنها ظهرت في سلسلة النسب الملكية في متى 1. وعجبًا وكل العجب أن راحاب البغية، صارت هدفًا لنعمة الله الغنية. وتلك المرأة الساقطة البائسة، أصبحت رأس النبع لنهر الحياة الذي أتانا في ملء الزمان مولودًا من امرأة، واسمها يلمع في سلسلة نسب المسيح!!

          يا له من إله عظيم، «قادر أن يفعل فوق كل شيء أكثر جدًا مما نطلب أو نفتكر»!

          يوسف رياض
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

            الخميس 15 ديسمبر 2005

            غزالة في يافا


            --------------------------------------------------------------------------------
            وكان في يافا تلميذة اسمها طابيثا، الذي ترجمته غزالة. هذه كانت ممتلئة أعمالاً صالحة وإحسانات كانت تعملها ( أع 9: 36 )

            لم تكن طابيثا مجرد مؤمنة، لكنها كانت تلميذة رائعة. وقصد الروح القدس أن يقول عنها «تلميذة»، حيث أنها سلكت في حياتها سبيل التلمذة، وكانت متعلمة من معلمها وسيدها. وقد ترجمت أفكاره عمليًا في حياتها. وكتلميذة لم تكن أعظم من معلمها، بل اقتفت آثار ذاك الذي بذل نفسه وأسلم حياته لأجل الآخرين، وكان شعارها أن تقدم كل حياتها على مذبح التكريس. لقد أبغضت نفسها، ولم تبحث عن حقوقها، ولم تنشغل بنفسها، بل أنفقت كل ما عندها، عاملة بكل طاقتها لمنفعة الآخرين، وكانت ممتلئة أعمالاً صالحة وإحسانات كثيرة، مفتدية الوقت، عاملة نهارًا وليلاً. لم يسجل لها الكتاب أي عبارات أو أقوال، لكن الكتاب شهد أنها كانت كثيرة الأفعال.

            لقد كانت غزالة تعطي بسخاء لأن الذي اجتذبها إليه، هو نفسه مُعطٍ «مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ» ( أع 20: 35 ). فبما أنها كانت تعلم أنها لم تكن ملكًا لنفسها، وأن كل ما تمتلك لم يكن سوى وكالة من الرب الذي امتلكها لنفسه، أقول بما أنها علمت ذلك، فقد وضعت نفسها وممتلكاتها رهن إشارته وخدمته حسب إرادته.

            وحدث في تلك الأيام أن غزالة مرضت وماتت، وقصد الكتاب أن يقول أنها خدمت بكل ما عندها، من أموالها ومن أقمشة صنعت منها أقمصة، واستخدمت كل مواهبها في الخياطة صانعة للأرامل والمساكين ثيابًا وألبسة. لقد أنفقت كل ما عندها حتى أنها مرضت، وفي مرضها لم تتوقف عن عطائها، واشتد مرضها، لكنها استمرت تعطي باذلة آخر نسمة من حياتها إلى أن ماتت، فتم فيها ما قاله بولس عن نفسه «وأما أنا فبكل سرور أُنفِق وأُنفَق لأجل أنفسكم» ( 2كو 12: 15 ). وفي موتها تركت فراغًا كبيرًا لم يقدر القديسون في يافا أن يحتملوه، ورحيلها لم يقبلوه، فغسَّلوها ووضعوها في عُلية، واستدعو بطرس الذي عندما صلى أعاد الرب لها الحياة، وملأ فراغ قديسي يافا بها.

            وقديمًا قيل: «نفتالي، أيّلة مُسيَّبة يعطي أقوالاً حسنة» ( تك 49: 21 ). لكننا هنا أمام أيّلة (غزالة) مُسيّبة (متحررة من قيود الذات) أعطت وقدمت أعمالاً حسنة، ولا بد أن تظهر طابيثا أمام كرسي المسيح لتنال أجرة أتعابها.

            ميشيل نويصري
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

              الجمعة 16 ديسمبر 2005

              تدريبات النعمة


              --------------------------------------------------------------------------------

              وإله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع، بعدما تألمتم يسيرًا، هو يكملكم، ويثبّتكم، ويقويكم، ويُمكنكم ( 1بط 5: 10 )

              * إن إناءً واحدًا أُجريت عليه عملية الكسر الإلهي لهو نافع للسيد أكثر من آلاف الجرار التي لم تختبر هذا الأمر. إن الإناء المكسور هو مجرى للبركة الإلهية.

              * لقد قال بولس الرسول: «لأننا نحن الأحياء نُسلَّم دائمًا للموت من أجل يسوع، لكي تظهر حياة يسوع أيضًا في جسدنا المائت. إذ الموت يعمل فينا، ولكن الحياة فيكم» ( 2كو 4: 11 ، 12). فكلما حفرت الآلام عميقًا في الإناء، وأجرت عليه حكم الموت اختباريًا، كلما انسابت وجرت الحياة الإلهية منه إلى القديسين الذين يخدمهم.

              * لذلك لا نفشل، بل وإن كان إنساننا الخارج يفنى، فالداخل يتجدد يومًا فيومًا» ( 2كو 4: 16 )، فكلما دبّت عوامل الإفناء في اللحم والدم، وعملت الأحزان عملها في النفس، كلما دخل النور الإلهي إلى الإنسان الباطن، وكلما زاد الإدراك الروحي.

              * لم يفهم التلاميذ بالأرغفة (حيث الخير الجزيل)، إذ كانت قلوبهم غليظة. لكنهم عرفوا مَنْ هو ابن الله، وسجدوا له، بعد أن ألزمهم بالدخول إلى السفينة، وهياج البحر عليهم.

              * آه، يبدو أنه لا يوجد طريق آخر ليزداد إدراكنا الروحي سوى الآلام. لقد قال الرسول: «إن كان يجب تُحزنون يسيرًا» ( 1بط 1: 6 )، وقال إرميا «فإنه ولو أحزن يرحم حسب كثرة مراحمه، لأنه لا يُذل من قلبه، ولا يُحزن بني الإنسان» ( مرا 3: 32 ، 33)، لكنه لا بد أن يفعل ذلك لتنقيتنا، ولنزداد فهمًا ومعرفة لشخصه الكريم. حقًا إن التأديب ليس بلا عيب فينا، لكن أيضًا، وهذا هو الأهم، ليس بلا محبة من جانبه.

              * ما رأيت شخصًا قال للرب في بداية حياته: «يا رب، ماذا تريد أن أفعل؟» ( أع 9: 6 ) وقال عنه الرب: «سأُريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي» ( أع 9: 16 ) إلا وقال هو عن نفسه: «أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا قد وضع لي إكليل البر» ( 2تي 4: 7 ، 8).

              * قبل الآلام كان أيوب يعتد بنفسه، ويظن أنه أفضل الكل، لكن بعد الآلام وضع نفسه في التراب، وهكذا صار أكثر قربًا ومعرفة بالله، وهذا في حد ذاته أكبر تعويض.

              عزت نظير
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

                السبت 17 ديسمبر 2005

                أولاً اصطلح مع أخيك


                --------------------------------------------------------------------------------
                فإن قدمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكَّرت أن لأخيك شيئاً عليك. فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك. وحينئذ تعال وقدم قربانك ( مت 5: 23 ،24)


                من المُلاحظ كثيراً في الأناجيل، أن ربنا يسوع المسيح يتكلم كثيراً عن الصلاة وأيضاً عن الغفران، وأحياناً كثيرة يقرن الاثنين معاً. ففي متى5: 23،24 نقرأ القول: «فإن قدمت قربانك إلى المذبح (رمز الاقتراب إلى الله أو الصلاة) وهناك تذكَّرت أن لأخيك شيئاً عليك، فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك». فهنا يأتي إنسان ومعه حَمَل ليقدمه للرب، ويتقدم بوقار واحترام صوب مذبح الله. ولكنه عندما يصل إلى هناك، تومض في ذهنه واقعة ذلك الإنسان الذي معه المخاصمة. فعلى التو يشعر بالانقباض عند ورود هذا الخاطر السريع. ولذلك يقول له الرب يسوع «اترك قربانك قدام المذبح واذهب». لماذا؟ وبماذا سيتحدث الجمهور الذي حول الهيكل؟ إن ذلك لا يهم، فأقصر طريق للاقتراب لله بالنسبة لذلك الإنسان ليس هو الطريق إلى المذبح، بل إلى منزل ذلك الإنسان الذي له شيء عليه «أولاً اصطلح». اتبع الترتيب الصحيح. اصطلح أولاً وليس ثانياً، ثم تعال وقدّم قربانك.

                يقول بعض الناس: "أنت لا تعرف كم هو صعب على الواحد أن يغفر" نعم إنني أعرف ذلك تماماً، فإنك لا تقدر أن تغفر من نفسك، ولكن لو كان الواحد يَدَع روح المسيح يتسلط على القلب، فيجعله يحب الأشخاص الذين لا يقدر أن يحبهم، عندئذ لا توجد علاقة طبيعية أو انعطاف شخصي، ولكن سيكون في قلبه حنين ومحبة إلهية حقيقية وسيمتلئ بالعطف من نحو الإنسان الذي قد جرحه.

                ولكن الحقيقة التي يجب أن نخضع لها، هي أننا يجب أن نغفر باختيارنا وبحرية وبسخاء إذا كنا نريد أن نكون في شركة مع الله بالصلاة. وليس بعيداً علينا أن نجد السبب. إذا كانت الصلاة هي شركة في أسمى معانيها، عندئذ يجب أن يكون لنا نفس صفات مَنْ نريد أن نكون في شركة معه، لو رُمنا النتائج العظيمة استجابة لصلواتنا. أما إذا كانت جذور عدم الصفح تتأصل فينا، فالشيطان سيكون له إذ ذاك مكان في مثل هذا القلب، وعندئذ سيوجد مع عدم الصفح: الحقد، والحسد، والمرارة، والكلمة الحادة الجارحة، والخداع ... ويا لها من مجموعة رديئة!!

                ماكنتوش
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

                  الأحد 18 ديسمبر 2005

                  يسوع وحده


                  --------------------------------------------------------------------------------

                  فرفعوا أعينهم ولم يروا أحدًا إلا يسوع وحده ( مت 17: 8 )

                  رفع التلاميذ عيونهم ولم يروا أحدًا إلا يسوع وحده. لقد اختفى موسى وإيليا عن المشهد ليظل يسوع وحده. فَمْن هو موسى أو إيليا؟ ومَنْ هو بطرس أو يوحنا أو غيرهم؟ إنهم جميعًا عبيدٌ شابهم النقص المرتبط بالطبيعة البشرية. أما هو فإنه الوحيد الذي حوى جميع أوصاف الكمال. إنه زينة السماء. والآب يُسرّ أن نقصد دومًا مجده، وأن نراه وحده، وتظل عيوننا مُثبَّتة عليه.

                  «يسوع وحده» إنه الفريد؛ الأبرع جمالاً من بني البشر، وهو الأبيض والأحمر، المُعلم بين ربوة، وحيدٌ في بنوته الأزلية، وحيدٌ في أمجاده الأدبية والاكتسابية. يسوع وحده هو المخلص الوحيد الذي ليس بأحد غيره الخلاص ( أع 4: 12 ). وهو الديان الوحيد المُعيَّن من الله ديانًا للأحياء والأموات ( أع 10: 42 ).

                  «يسوع وحده» ما أجمل هذا المنظر في المستقبل، في مجد مُلكه العتيد كما أشار زكريا في نبوته «ويكون الرب ملكًا على كل الأرض. في ذلك اليوم يكون الرب وحده واسمه وحده» ( زك 14: 9 )، ويتحقق المكتوب «أيها الرب سيدنا، ما أمجد اسمك في كل الأرض!» ( مز 8: 1 ).

                  «يسوع وحده» سيكون هو المركز الذي تصبو نحوه كل الخليقة وكل المؤمنين في السماء وعلى الأرض. وستجثو باسمه كل ركبة ممن في السماء ومَنْ على الأرض ومَن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع (وحده) هو ربٌ لمجد الله الآب ( في 2: 10 ، 11).

                  «يسوع وحده» يُذكر عنه أنه مَلك إسرائيل، ومَلك الشعوب، ومَلك على الأمم، ومَلك القديسين، ومَلك المجد، ومَلك الملوك، ومَلك على كل الأرض ( يو 1: 49 ؛ إر10: 7؛ مز47: 8؛ رؤ15: 3؛ مز24: 7؛ رؤ19: 16؛ زك14: 9).

                  لكن، ويا للعجب، أنه ليس مَلكًا على الكنيسة، بل هو رأس الكنيسة وعريس الكنيسة التي أحبها وأسلم نفسه لأجلها، والتي سيُحضرها لنفسه كنيسة مجيدة، وستشاركه في كل أمجاده في المستقبل.


                  ويأخذ المُلك الذي له على الجميع وستراه الأرض في كُرسيه الرفيع
                  وستراكِ معه في المجدِ والمُلكِ بعد انقضا الغربة والآلام والضنكِ


                  محب نصيف
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

                    الاثنين 19 ديسمبر 2005

                    محبتنا للمسيح


                    --------------------------------------------------------------------------------
                    نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً ( 1يو 4: 19 )

                    لا شك أنه امتياز نتمتع به من مُطلق النعمة، أن المسيح أحبنا ككنيسة وأسلم نفسه لأجلنا ( أف 5: 25 )، وأحبنا كأفراد «الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلي» ( غل 2: 20 ). فما هو صدى هذه المحبة من جانبنا؟ الجواب: «نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً» ( 1يو 4: 19 ). فنحن نحب بصفة عامة، ونحبه هو بصفة خاصة. ألا يستحق منا كل الحب؟!

                    عندما أحبنا المسيح لم يكن فينا سببًا واحدًا لذلك، بينما نحن نجد فيه أسبابًا كثيرة تجعلنا نحبه. إن محبتنا له لا يرضى بغيرها بديلاً «إن أعطى الإنسان كل ثروته بيته بدل المحبة تُحتقر احتقارًا» ( نش 8: 7 ) وهو ينتظر منا أن نعطيه حبنا «هنالك أعطيك حبي» ( نش 7: 12 ). إن أفضل ما يعجب عريسنا فينا هو حُبنا له، لذا يقول: «ما أحسن حبك يا أختي العروس! كم محبتك أطيب من الخمر!» ( نش 4: 10 ). ولعل هذه الكلمات تُنهض أذهاننا بالتذكرة فنعلم أن هذه المحبة وصية غالية يحرّض الروح القدس عليها في الوحي المقدس بعهديه .. ونورد على سبيل المثال بعض هذه الأقوال التي تُرينا أن الرب يطلب حبنا له:

                    «فالآن ... ماذا يطلب منك الرب إلهك إلا أن تتقي الرب إلهك .. وتحبه وتعبد الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك» ( تث 10: 12 ) وأيضًا «فأحبب الرب إلهك» ( تث 11: 1 وأيضًا 30: 16، 20).

                    كما يوصي يشوع بذات الوصية للسبطين ونصف قائلاً: «وإنما احرصوا جدًا أن تعملوا الوصية والشريعة التي أمركم بها موسى عبد الرب، أن تحبوا الرب إلهكم» ( يش 22: 5 ).

                    ولقد صادق الرب على ما قاله موسى للشعب في تثنية6: 4، 5 «اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد، فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك»، مؤكدًا أنها الوصية الأولى والعظمى ( مت 22: 34 - 38)، موضحًا أيضًا أن هذه المحبة هي «أفضل من جميع المُحرقات والذبائح» ( مر 12: 33 ).

                    ويوصي داود في مزمور31: 23 «أحبوا الرب يا جميع أتقيائه». وقد وضعها الرب يسوع كمحك لإظهار شر اليهود، فقال لهم: «لو كان الله أباكم لكنتم تحبونني» ( يو 8: 42 ).

                    وهيب ناشد
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

                      الثلاثاء 20 ديسمبر 2005

                      ترنيمة الثقة والإيمان


                      --------------------------------------------------------------------------------
                      رفعت الأنهار يا رب، رفعت الأنهار صوتها. ترفع الأنهار عجيجها. من أصوات مياه كثيرة، من غمار أمواج البحر، الرب في العُلى أقدر ( مز 93: 3 ، 4)

                      ما أجمل الترنيم وما أقواه وما أصدقه عندما تكون المشكلة ما زالت باقية. فنحن قد تعوّدنا أن نرنم عندما لا تكون هناك مشاكل. وفي أحسن الأحوال قد نرنم بعد أن يتدخل الرب ويأتي لنا بالحل، كبني إسرائيل عند البحر الأحمر، فعلى أحد شاطئيه ارتفع منهم صياح وصراخ الكسرة، لكن بعد أن تدخل الرب بالإنقاذ سُمع منهم على الشاطئ الآخر هتاف وترنيم النُصرة.

                      نعم من السهل أن نرنم بعد أن يتدخل الرب بالحل. لكن أن نرنم في وسط المصاعب، فهذا هو عمل الإيمان.

                      فالإيمان وحده هو الذي جعل داود يرنم في ليلة من أصعب ليالي عمره، عندما أرسل شاول رُسلاً ليراقبوا بيت داود وأوصاهم أن يقتلوه في الصباح ( 1صم 19: 11 ). فإذ بداود يقوم بالليل ليكتب هذه الترنيمة البديعة في مزمور59، والتي فيها يعلن للرب أنه سيرنم له، بل وسيظل يرنم له حتى في الصباح، أي في ذات الميعاد الذي حدده شاول لقتله! فيقول في آخر الترنيمة: «أما أنا فأغني بقوتك، وأرنم بالغداة (في الصباح) برحمتك، لأنك كنت ملجأ لي، ومناصًا في يوم ضيقي. يا قوتي لك أرنم، لأن الله ملجأي. إله رحمتي» ( مز 59: 16 ، 17).

                      وهذا الإيمان عينه هو الذي جعل يهوشافاط، وهو خارج للقاء جيوش الأعداء الغفيرة العدد التي أتت عليه لمحاربته، أن يُقيم مغنين ومُسبحين في زينة مقدسة قائلين: «احمدوا الرب لأن إلى الأبد رحمته» ( 2أخ 20: 21 ).

                      وهذا عين ما نراه في مزمور93: 3، 4 .. فالمشكلة لم تُحَل بعد، بل على العكس، يبدو أنه بعد أن صلى المرنم، تعقدت المشكلة أكثر، وصارت بلواه أكبر؛ فلم تَعُد المسألة مسألة «صوت» بل «أصوات»، ولم تَعُد مياه «أنهار» بل «غمار أمواج البحر». وكثيرًا ما يسمح الرب بهذا: بأن تزداد المشكلة لا أن تقِّل بعد الصلاة! ذلك لكي يمتحن الإيمان، ولكي يعطي نفسه فرصة أعظم لإظهار، لا قدرته، بل عظمة قدرته. ولكي يعطينا ما هو أعظم من استجابة صلواتنا، ألا وهو: معرفة شخصه الكريم. إلا أن المرنم هنا نجح بامتياز، إذ رأى أنه مهما زادت المشكلة أو تعقدت، فالرب في العُلى أقدر.

                      ماهر صموئيل
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

                        الأربعاء 21 ديسمبر 2005

                        تغيير بولس واختباراته المبكرة


                        --------------------------------------------------------------------------------
                        شاول، شاول! لماذا تضطهدني؟ ... أنا يسوع الذي أنت تضطهده. صعبٌ عليك أن ترفس مناخس ( أع 9: 4 ، 5)

                        لم يكن شاول الطرسوسي ذاهبًا إلى دمشق لينظر مناظرها الخلابة، بل ليُتلف المسيحيين هناك. كان غيورًا ولكن في جهل وعدم إيمان، وليخدم الرب كان يُقمع تلاميذ الرب. وقبل أن يقابل التلاميذ تقابل مع السيد، ونور أقوى من لمعان الشمس في رابعة النهار أوقعه على الأرض، وصوت من السماء أثاب رشده، إنه صوت الرب. ويا لها من ثورة اعتملت في نفسه! وحماسه الديني انتهى إلى لا شيء، وبره تلاشى في اعتراف نفسه بجريمته إذ رأت عيناه ابن الله، وسمعت أذناه صوته. ويا لروعة النعمة!! لم يؤخذ شاول بيديه المضرجة بدماء ضحاياه، متلبسًا بجريمته، ليُطرح حيًا في أعماق جهنم، بل، بدلاً من ذلك، حصل على مظهر غير محدود لنعمة غنية متفاضلة إذ سمع تلك الكلمات: «قُم وقف على رجليك لأني لهذا ظهرت لك، لأنتخبك خادمًا وشاهدًا بما رأيت وبما سأظهرُ لك به، مُنقذًا إياك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أُرسلك إليهم، لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات إلى نور، ومن سلطان الشيطان إلى الله، حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيبًا مع المقدسين» ( أع 26: 16 - 18).

                        لقد رأى بولس الصليب في ضوء المجد، ومنذ تلك اللحظة فإن العالم اليهودي (والأممي) قد صُلب له، وهو للعالم. لقد انتهى عماه وأُطلق الأسير، سلَّم حياته لمن مات عنه، ومنذ تلك اللحظة مجَّد وخدم «ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي» ( غل 2: 20 ).

                        ولقد شرح أحدهم اختباراته المبكرة في ثماني نقاط هي:

                        (1) تعلم الاعتمادية خلال العمى المؤقت الذي اجتازه، فلم يَعُد يستطيع السير بمفرده (2) أصبح موضوع رعاية الرب. (3) ابتدأ يصلي قبل أن يقول أية صلاة. (4) حصل على مساعدة من مؤمن يكبره سنًا، ذلك هو حنانيا الذي أرسله الرب له. وكم تشجعت نفسه حينما قال له حنانيا: «أيها الأخ شاول». (5) اعتمد. (6) أصبح مشغولاً كُلية بالبشارة. (7) عانى اضطهادًا ومفشلات من الداخل والخارج. (8) تعلَّم أهمية وفرح شركة القديسين.

                        ومن سفر الاعمال 22: 14، 15 ندرك أن ذهن بولس تدرب في طرق الخادم، وتدربت عيناه أن ترى أمجاد المسيح وأذناه لتسمع كلمة الله، وقلبه تدرب كذلك ليرى الحاجة إلى الكلمة الحية.

                        جرانت ستايدل
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

                          الخميس 22 ديسمبر 2005

                          يوسف وشهادته الحية


                          --------------------------------------------------------------------------------
                          وكان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحًا... ورأى سيده أن الرب معه، وأن كل ما يصنع كان الرب يُنجحه بيده ... فوكَّله على بيته ( تك 39: 2 - 4)

                          لقد كان يوسف شاهدًا بحياته قبل كلماته. لقد انبهر فوطيفار بما رأى أكثر مما سمع. وإذ رأى فقد قدّر سلوك يوسف اليومي وقيامه بواجباته من القلب. وينبغي على المؤمن أن يعمل في هدوء وثبات متممًا واجباته اليومية بإيمان، وفي هذا مظهر للشهادة الحقيقية للرب أمام الرئيس العالمي غير المؤمن. ونحن لا نتوقع أن لا ينزعج الشيطان إزاء حياة حلوة في نظر الله والناس. وإذ فشل في هزيمة يوسف بتجاربه والظروف المُحيطة به، فقد غيَّر تكتيكاته واستخدم زوجة فوطيفار في تجربته بلذة الخطية، ولكنه هرب من الفخ، وسار في طريق مخافة الله. وحري بنا في لحظة التجربة القاسية، ونحن سائرون في الشركة مع الله، أن يكون لسان حالنا: هل أستطيع أن أفعل هذه الخطية ضد الله؟ وفي هذا هروب من الشَرَك ونجاة لنا.

                          إن التجارب لا بد وأن تأتي يومًا فيومًا كما حدث مع يوسف. وإذ فرّ من الفخ، فقد استبدل راحة بيت فوطيفار، بقسوة السجن. إنه أمر يكلفنا كثيرًا أن نحتفظ بضمير صالح يقظ، والأمر الخطير هو أن نخاف أي شيء أو أي شخص أكثر من الله.

                          وكان غرض الله هو أن يمجد يوسف. أما الشيطان فكان يضع العراقيل للحيلولة دون ذلك، فاستخدم خبث إخوته وشرهم للانتقام منه، كما واستخدم زوجة فوطيفار لوضعه في السجن. وحسب النظرة البشرية، فإن خطواته تسير في اتجاه معاكس لقصد الرب. ولكن حينما يتخذ العدو مثل هذا الموقف، فإن الرب لا بد وأن يجعله يحمل فشله معه. فكل العوامل هي في يده ـ له كل المجد ـ الملائكة ورؤساؤهم، المؤمنون والخطاة، الشيطان وأعوانه، الكل يعمل لتنفيذ مخطط الله. إن «النار والبرد، الثلج والضباب، الريح العاصفة الصانعة كلمته» ( مز 148: 8 ).

                          إن تصرف يوسف يعطي نفس الصديق تعاليم غنية للحياة الشخصية. فكم كانت الظروف التي أحاطته قاسية، وموقفه صعبًا، ولكنه لم يتذمر، لم تكن لديه أفكار مُرّة ولا شكوى ولا تمرد ضد طرق الله، بل كانت روحه محفوظة في خضوع حميد. وكان نتيجة لذلك «كان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحًا». فنجاح الخادم في الشهادة يسبق التمتع بغنى القصر.

                          هاملتون سميث
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

                            الجمعة 23 ديسمبر 2005

                            الاعتراف بالخطية


                            --------------------------------------------------------------------------------
                            إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم ( 1يو 1: 9 )

                            الاعتراف بالخطية هو واسطة تحرير الضمير منها. فالرسول لا يقول إن طلبنا غفرانًا، بل «إن اعترفنا بخطايانا»، وشتان بين طلب المغفرة والاعتراف بالخطايا. إن الذين يطلبون غفرانًا يجهلون إعلانات الله عن نفسه وما عمله في المسيح، ويجهلون أنهم كمؤمنين قد تمتعوا فعلاً بغفران الخطايا، كما يجهلون مركزهم والنسبة التي لهم بواسطة ذبيحة المسيح، ولا يعرفون خطة الله التي قصدها لتطهير ضمير المؤمن من حِمل الخطية ودنس الإثم.

                            إن عدل الله قد اكتفى تمامًا بصليب المسيح في ما يخص خطايا المؤمنين، لأن عند الصليب قُدمت كفارة كاملة لكل خطية، سواء كانت في طبيعة المؤمن أو على ضميره. ونحن لا نضرع إلى الله ليكون «أمينًا وعادلاً» لأن من عدله وأمانته ظهرا وتحققا في موت المسيح. ولا يمكن لخطايانا أن تصل إلى حضرة الله، لأن المسيح حملها ورفعها إلى الأبد، وهو هناك حي في كل حين ليشفع لنا.

                            ولكن متى أخطأنا فإننا نشعر بخطيتنا، ولا بد أن ضميرنا يشعر بها والروح القدس نفسه يساعدنا على الشعور بها، لأنه لا يتجاوز قط ولا عن خطية واحدة ـ ولو بالفكر ـ دون أن يكشفها ويقضي عليها.

                            إذًا ما العمل في هذه الخطايا؟ هل وصلت إلى حضرة الله؟ هل دخلت الأقداس السماوية وعكَّرت ضياء هذا النور؟ حاشا. فإن وجود يسوع المسيح البار شفيعًا هناك، يحفظ علاقتنا فلا يُمس مركزنا بسوء.

                            وإن كانت الخطية لا تؤثر على أفكار الله من جهتنا، إلا أنها تقدر أن تؤثر على أفكارنا نحن من جهة الله. وهي إن كانت لا تحجب نظر الله عن شفيعنا الجالس عن يمينه، إلا أنها تحجبه عن أبصارنا نحن. ومع أن علاقتنا لا تتغير، لكن تمتعنا بتلك العلاقة يقل ويضعف. والعلاج الإلهي هو «إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم» ( 1يو 1: 9 ).

                            فبواسطة الاعتراف يتطهر ضميرنا ويتجدد شعورنا بنسبتنا إلى الله، وهكذا تُرَّد نفوسنا فتنقشع السحابة التي تلبدت أمام بصرنا الروحي.

                            ماكنتوش
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #29
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

                              السبت 24 ديسمبر 2005

                              سوداء وجميلة!!


                              --------------------------------------------------------------------------------
                              أنا سوداء وجميلة .. كخيام قيدار، كشقق سليمان ( نش 1: 5 )

                              «سوداء وجميلة» ـ سوداء «كخيام قيدار»، وجميلة «كشقق سليمان»، هذان الوصفان يبينان حالة كل مؤمن ومقامه، فهو بحسب حالته وارث لطبيعة آدم الساقطة، وبحسب مقامه هو في المسيح إنسان جديد «شريك الطبيعة الإلهية». فبينما نرى أن الرسول بولس يقول: «إني أعلم أنه ليس ساكنًا فيَّ، أي في جسدي، شيء صالح» ( رو 7: 18 )، فإن أضعف مؤمن حقيقي هو في المسيح قديس وبلا لوم قدام الله في المحبة. فهو من الوجه الواحد أسود كخيام قيدار. وقيدار معناه ذو الجلد الأسود، وهو أحد أبناء إسماعيل ابن الجارية الذي يُعتبر صورة للخطية الساكنة فينا. وبنو قيدار حيثما حلّوا، فإنهم يسكنون في خيام سوداء، وهذه صورة مصغّرة للطبيعة البشرية الساقطة الساكنة في المؤمن كما في غير المؤمن على السواء ـ سوداء كخيام قيدار.

                              أما من الوجه الآخر، فالمؤمن جميل «كشقق سليمان». والمقصود بشقق سليمان هو حجاب الهيكل الذي بناه سليمان، والذي بلا شك رمز لناسوت ربنا الكامل ـ هيكل الله الحقيقي ( يو 2: 19 ، 21). وفي هذا الحق الثمين تعزية قوية لنا، فالمؤمن له أمام الله نفس الجمال والكمال اللذين لربنا يسوع المسيح.

                              لقد بدأت العروس نشيدها بالتغني بالعريس ومحبته، وبجلال اسمه وبهاء حجاله، وهناك في جو الشركة المقدسة معه، وفي بهاء طلعته المباركة قد أدركت حقيقة ذاتها، وما هي بحسب الطبيعة، وهذا اختبار لا يمكن أن يدركه المؤمن إدراكًا صحيحًا إلا في نور المقادس ـ أمام الله وفي حضرة المسيح، فهناك داخل «حجال الملك» عرفت العروس أنها «سوداء». وهذا نفس ما أدركه إشعياء النبي، فإنه إذ رأى السيد الرب جالسًا على الكرسي العالي والمرتفع، والسرافيم يُعلنون قداسته، قال: «ويل لي! إني هلكت، لأني إنسانٌ نجس الشفتين، وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين، لأن عينيَّ قد رأتا الملك رب الجنود» (إش6). فلم يعرف النبي ذاته المعرفة الحقيقية، ويدرك أنه إنسان نجس الشفتين، إلا عندما رأت عيناه الملك في جلال قداسته. ليت شركتنا تزداد مع الرب ويزداد قربنا إليه وتفرُّسنا في كمالاته، فيزداد إدراكنا لحقيقة ذواتنا، كما يزداد أيضًا إدراكنا لسمو مقامنا الذي أوصلتنا إليه نعمته الغنية.

                              متى بهنام
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق


                              • #30
                                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

                                الأحد 25 ديسمبر 2005

                                الميلاد في بيت لحم


                                --------------------------------------------------------------------------------
                                فصعد يوسف ... إلى مدينة داود التي تُدعى بيت لحم .. ليُكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حُبلى. وبينما هما هناك تمت أيامها لتَلِد ( لو 2: 4 )

                                لقد كان من المناسب أن يولد المسيح في هذه القرية المتواضعة؛ بيت لحم، ليس فقط لأنها القرية التي وُلد فيها داود قبل ذلك بنحو ألف عام، بل لمعنى اسمها. فبيت لحم اسم عبري يعني "بيت الخبز". في هذه القرية وُلد "خبز الحياة".

                                «وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد. فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود، إذ لم يكن لهما موضع في المنزل».

                                عندما بنى سليمان هيكله الشهير في أورشليم، ذلك البيت الذي غشاه بالذهب، فقد شعر بضآلة ذلك البيت إزاء مجد الله، فقال لله يوم تدشين الهيكل: «هوذا السماوات وسماء السماوات لا تسعك، فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت» ( 1مل 8: 27 ). تُرى ماذا كان بوسع سليمان أن يقول، لو علم أن رب الهيكل مُزمع أن يأتي طفلاً مقمطًا مُضجعًا في مذود!

                                إن ربنا وفادينا المعبود لم تكن حياته كباقي الناس ممتدة من المهد إلى اللحد، بل من المذود إلى صليب العار والقبر المُستعار. فبدأ حياته مُحاطًا بالبهائم وأنهاها مُحاطًا بالمجرمين واللصوص!!

                                وعبارة «لم يكن لهما موضعٌ في المنزل» تشير إلى الفندق الذي نزل فيه يوسف وخطيبته مريم. لقد أمكن تدبير أماكن للأغنياء في الفندق، أما الفقراء فإنه نظرًا لظروف الازدحام الطارئ بسبب الاكتتاب، لم يجدوا مكانًا. وسيدنا له المجد كان واحدًا من هؤلاء الفقراء. كلا، إنه لم يكن منهم، بل هو الذي قَبِل أن يصير هكذا «فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح، أنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره» ( 2كو 8: 9 ).

                                إذًا فعبارة «لم يكن لهما موضعٌ في المنزل (أي الفندق)» تعلمنا أن فادينا أتى إلى هذه الخليقة التي كوّنتها يداه، لكنه أتى إليها كضيفٍ غريبٍ، بل وغير مُرحَب به أيضًا.

                                وإذا كان العالم ـ عزيزي القارئ ـ مع اتساعه لم يُعطِ خالقه مكانًا، فهل تعطي أنت لخالقك وفاديك مكانًا في قلبك؟ أم أنك ما زلت تُبقيه واقفًا خارج قلبك ينتظر الدخول، يقرع بقرعات الحب دون أن تفتح له؟ هل قلبك مشغول بسواه، وعندك وقت لكل شيء إلا المسيح؟

                                عزيزي .. لقد تنازل ابن الله وقَبِل أن لا يكون له مكان على الأرض، ليكون لك أنت مكان في السماء!

                                يوسف رياض
                                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X