إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

    السبت 16 إبريل 2011

    الصلاة دائمًا
    .. مواظبين على الصلاة ( رو 12: 12 )

    شيئان ضروريان لطبيعتنا الجديدة ولبقائها في حالة انتعاش دائمًا: وهما قراءة الكلمة والصلاة. لا يمكننا أن نهمل أحدهما إذا كنا نرغب أن تكون قلوبنا بل حياتنا هي صدى لنعمة الله المُعطاة لنا.

    فإذا أهملنا قراءة الكلمة فهناك الخطر على صلاتنا بأن تصبح مجرد رغبات جسدية بدلاً من عمل الروح القدس الذي «بحسب مشيئة الله يشفع في القديسين». فنحتاج أن تكون طلباتنا لنوال البركة الروحية في جو كلمة الله، وبرفقة الرب يسوع المسيح نفسه وبقوة الروح القدس.

    ومن الناحية الأخرى يوجد خطر عكس هذا هو أن القراءة بدون صلاة تُفضي إلى ملء الذهن بالمعرفة العقلية التي تؤدي إلى حالة برود وعدم إثمار روحي وتصبح بلا قوة، بل تظهر فيها روح الكبرياء.

    فلا يوجد شيء يضعف الحياة الروحية أكثر من أن يكون العقل مشغولاً بالحق المقدس بينما القلب والضمير يبقيان غريبين عن قوته. لا يمكن أن يكون هناك سبب لانحطاط الحالة الروحية أكثر من إهمال الصلاة.

    دعنا نقتدي بالمسيح مثالنا وشعارنا. لقد بدأ واستمر وأنهى كرازته بالصلاة: فنقرأ عنه في الأناجيل أنه صلى عند معموديته، وكان يعتزل ويصلي في البراري، وكان يقضي الليل كله في الصلاة، وكان يصلي منفردًا، وأخذ بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد إلى جبل ليصلي، وجثا على ركبتيه وصلى، وكان يصلي بلجاجة. وفي نهاية أيامه العجيبة على الأرض، وفي وسط نضاله على الصليب كان يصلي لأجل أعدائه!!

    ثم فكِّر في بولس الذي حثَّنا على أن نتمثل به، كما كان هو متمثلاً بالمسيح. دعنا نفكر في أعماله الشاقة المتعلقة بالتبشير بالكلمة وفي الوقت نفسه ـ بقدر ما سمحت له الظروف ـ كان يتابع عمله كصانع خيام. عندئذٍ نتعجب! كيف كان يجد الوقت للصلاة؟ لكننا نقرأ عنه أنه كان «يصلي بلا انقطاع».

    وبدون شك سوف نرى في المجد أن كل بركة للقديسين وخلاص للخطاة كان مسبوقًا بصلاة حارة مؤثرة من أُناس كان جهادهم في السماء أكثر من الأرض ـ رجال ونساء مثل أبفراس ( كو 4: 12 ).

    ليتك أيها القارئ العزيز تغتنم كل فرصة للصلاة، وسوف تتمتع بنتائجها المباركة.

    كاتب غير معروف
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #17
      رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

      الأحد 17 إبريل 2011

      محبة غير متغيرة
      أما يسوع .. وهو عالم أن ساعته قد جاءت .. إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى ( يو 13: 1 )

      إن محبة الرب لا يمكن أن يعتريها أي تبديل مهما تغيَّرت الأحوال وتبدلت الظروف. إن الرب ـ تبارك اسمه ـ في أحلك ظروف حياته، وهو عالم بكل ما سيأتي عليه من دينونة مُرعبة ستقع عليه من يد الله، ومن فعل خسيس من تلميذ خائن، ومن نُكران مُخجل من تلميذ واثق في ذاته، ومن هروب مُخزي من كل تلاميذه، وهو يعلم بكل هذا، لم تفتر محبته، بل لم تتغير محبته لخاصته قيد شعرة.

      نعم لم تتغير محبته لخاصته رغم الظروف العصيبة المزمعة أن تعصف به. فمَن ذا الذي يستطيع أن يعي هول الدينونة التي كانت ستنصب على رأسه الجليل، عندما تم القول: «استيقظ يا سيف على راعيَّ، وعلى رجل رفقتي، يقول رب الجنود. اضرب الراعي فتتشتت الغنم، وأرُّد يدي على الصغار» ( زك 13: 7 ).

      ومَنْ ذا الذي يستطيع أن يدرك ما سيلحَق بمشاعره الرقيقة من أذى إزاء فعل خسيس ودنيء من ذلك الذي أشار الرب إليه في قوله بروح النبوة: «رجل سلامتي، ... آكِل خبزي، رَفع عليَّ عقبه!» ( مز 41: 9 ).

      ومَنْ يستطيع أن يدرك تلك اللطخة السوداء التي صبغها ذلك التلميذ العاثر، عندما أعلن بلعنٍ وحلفٍ أنه لا يعرف هذا الرجل، وهو بذلك حقق كلمات الرب الأسيفة عنه: «إنك في هذه الليلة قبل أن يصيح ديكٌ تُنكرني ثلاث مراتٍ» ( مت 26: 34 ).

      ومَن يستطيع أن يدرك كَمّ الألم الذي سيعانيه عندما يتخلى عنه الكل ويلوذوا جميعًا بالفرار ( مت 26: 56 )، ليصبح هو ـ تبارك اسمه ـ « الحمامة البكماء بين الغرباء» (عنوان مزمور56)، و«كعصفورٍ منفردٍ على السطح» ( مز 102: 7 ).

      نعم إنه كان يعلم بكل ما سيأتي عليه، ومع ذلك محبته لم تتغير ولم تفتر على الإطلاق. إذ نجده ـ رغم السحب الكثيفة الداكنة التي أحاطت به ـ يحرص جدًا على سلامة وأمن تلاميذه، فنسمعه يقول للذين جاءوا للقبض عليه: «فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون!» ( يو 18: 4 ، 8). يا لروعة محبته غير المتغيرة لتلاميذه! ويا لجمال محبته نحو خاصته! فلا يوجد شيء أيًا كان يمكنه أن يحول دون سريان تلك المحبة الفائضة من نحو مَنْ خصَّهم بعنايته ورعايته واهتمامه. لقد أحب ويحب وسيحب خاصته الذين في العالم إلى المنتهى. فما أعجب هذه المحبة حقًا!

      عاطف إبراهيم
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

        الاثنين 18 إبريل 2011

        الحصادون وخدمتهم
        عيناكِ على الحقل الذي يحصدون واذهبي وراءهم ... وإذا عطشتِ فاذهبي إلى الآنية واشربي مما استقاه الغلمان ( را 2: 9 )

        كان للحصادين خدمتهم بالارتباط مع راعوث ( را 2: 4 - 7؛ 9؛ 21). لقد كانوا عبيد بوعز ويمثلون أمامنا بصورة حية الصفات التي تميز عبيد الرب الذين كرَّسوا أنفسهم لخدمة شعب الرب.

        والضرورة الأولى لكل خادم للرب هو معية الرب، ولذلك نجد بوعز يرسل تحياته للحصادين برغبة جميلة «الرب معكم» (ع4).

        وثانيًا: لكي تتحقق خدمة بوعز بصورة فعالة، يجب أن يتوفر الخضوع للعبد الموكَّل على الحصادين. إننا لا نحتاج فقط إلى الرب ليكون معنا، بل أيضًا إلى قيادة الروح القدس (ع5).

        وثالثًا: فإن الحصادين يذهبون أمامها، أما راعوث فتتبعهم، وأمكنها أن تقول: «دعوني ألتقط وأجمع بين الحُزم وراء الحصادين». والكتاب يعترف بهؤلاء الذين يقودون شعب الله روحيًا، الذين يتكلمون لنا بكلمة الله، وعلينا أن نتبع إيمانهم. ولمثل هؤلاء نطيع ونخضع لأنهم يسهرون لأجل نفوسنا ( عب 13: 7 ، 17).

        ورابعًا: فهؤلاء الغلمان يستقون من الآبار. إنه امتياز لراعوث أن تشرب الماء، ولكنها مسؤولية الغلمان أن يستقوا الماء من مصادره. لم يُدعَ الجميع إلى ذلك، وليس للكل هذه الكفاءة أن يستقوا المياه من آبار الله العميقة، ولكن الكل يمكنهم أن يشربوا من الماء عندما يوضع في الآنية المناسبة لهم. فالماء الذي في البئر لا يستطيع أن يصل إليه الجميع، أما الماء الذي في الآنية فهو في إمكان الكل. ولذلك كانت الكلمة إلى راعوث «وإذا عطشتِ فاذهبي إلى الآنية واشربي مما استقاه الغلمان». قيل لتيموثاوس: «اهتم بهذا» (أي ردده متأملاً)، «كن فيه» (بكل طاقتك) وبالتأكيد فإن هذا معناه استقاء الماء من البئر، أما «لكي يكون تقدمك ظاهرًا في كل شيء» فهذا معناه أن يكون الماء في الآنية ميسورًا للجميع (1تي4).

        خامسًا: ولكي يكون الحصادون في تمام المناسبة مع خدمتهم، عليهم أن يأخذوا توجيهات خاصة من سيدهم «فأمر بوعز غلمانه قائلاً: دعوها تلتقط بين الحُزم أيضًا ولا تُؤذوها. وانسلوا أيضًا لها من الشمائل، ودعوها تلتقط، ولا تنتهروها» (ع15، 16). واحتياجات الأفراد الخاصة تستدعي توجيهات خاصة من الرب. فكم يجب أن يكون العبد قريبًا من السيد، ففي خدمته عليه أن يعرف كيف ينسل ويملأ قبضة يديه لاحتياجات النفوس الخاصة دون ”تعيير“، وبدون ”انتهار“.

        هاملتون سميث
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

          الثلاثاء 19 إبريل 2011

          صخرة نجاتنا
          فرجع شاول عن اتباع داود، وذهب للقاء الفلسطينيين، لذلك دُعِيَ ذلك الموضع صخرة الزَّلقَات ( 1صم 23: 28 )

          كان شاول يطارد داود، وقد اقترب إليه جدًا حتى كأنه اقتنص فريسته في هذه المرة، إذ مكتوب «وكان شاول ورجاله يُحاوطون داود ورجاله لكي يأخذوهم» ( 1صم 23: 26 )، ولكن بغتةً ظهر رسول قائلاً لشاول: «أسرع واذهب لأن الفلسطينيين قد اقتحموا الأرض» (ع27)، فذهب شاول ونجا داود من موقف من أعظم مواقفه خطرًا. وبذلك تحوَّل مكان الخطر هذا إلى مكان تذكاري لخلاص الله، إذ إن المؤمن يرى في كل هذه الأمور تداخل الله العجيب لنجاة داود. ألا توجد مواضع كثيرة في اختبارنا اليومي تستحق أن نكتب عليها بحق كما كتب أولئك العبرانيون تلك الكلمة العجيبة «صخرة الزلقات (أي صخرة النجاة)»؟ إن الله لم يكن مُخلِّصًا لداود في هذه الحادثة أكثر من كونه مخلِّصًا لعبيده الذين يتكلون عليه في هذه الأيام. ولنتذكر على الدوام تلك الكلمات التي فاه بها ربنا يسوع المسيح «حتى شعور رؤوسكم جميعها مُحصاةٌ» ( مت 10: 30 ).

          وكما أن الله موجود لحماية شعبه، هكذا هو موجود لسد أعوازهم أيضًا، فنقرأ عن تلاميذ الرب يسوع أنهم مرة «فكَّروا في أنفسهم قائلين إننا لم نأخذ خبزًا. فعلم يسوع وقال لهم: لماذا تفكرون في أنفسكم يا قليلي الإيمان أنكم لم تأخذوا خبزًا؟ أ حتى الآن لا تفهمون؟ ولا تذكرون ...؟» ( مت 16: 7 - 9). فالرب يسوع كان قد صنع معجزتين أظهر في كل منهما كيف أنه كان في استطاعته أن يُشبع الجياع بالخبز في أمكنة لا خبز فيها بالمرة، أوَلم ينتظر من التلاميذ أن يتعلموا من تلك المعجزات أنه كان فيه الكفاية لجميع الطوارئ؟ إنه الخالق لكل شيء ويطلب منا أن نثق فيه عندما تكون أيدينا خالية من الخبز، وأن لا تغلبنا الشدائد المُشابهة لتلك التي نقرأ عنها الآن، والتي حارَ أزاءها التلاميذ. إنه يريدنا أن ”نفهم“ وأن ”نتذكَّر“ على الدوام أنه وإن كان الإنسان يظن أن في استطاعته أن يهيئ مائدة في أرض الخبز والشبع، فالله يستطيع أن يرتب «مائدة في البرية» ( مز 78: 19 ). وإن ظهرت لنا حاجات نظن أنها ليست مُجابة، وشدائد نظن أنها ليست منفرجة، فلنتأكد أن هذا ليس لأن الله عاجز عن القيام بهذه الأمور إذا أراد. قال الرب يسوع مرة لتلاميذه في ظرف كهذا «يا قليلي الإيمان» وهو الآن يقول لكل واحد منا: «كونوا مُكتفين بما عندكم، لأنه قال: لا أُهملك ولا أتركك» ( عب 13: 5 ، 6).

          ف.ب. ماير
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

            الأربعاء 20 إبريل 2011

            الله مُبرّرنا
            طوبى للذي غُفر إثمه وسُترت خطيته. طوبى لرجلٍ لا يحسب له الرب خطية، ولا في روحه غش ( مز 32: 1 ، 2)

            يا له من تطويب في محله! الإثم مغفور والخطية مستورة! إن في أعماق ذهن الإنسان حاسة دينية تُنبئه بأنه لا بد أن يقابل الله كديان، ولا بد له أن يبحث عن طريقة ما يُرضي بها مطاليب ذلك الديان العادل الذي سيحاسبه على جميع خطاياه حسابًا عسيرًا. وقد قال واحد وهو يحتضر عندما قيل له إنه على أبواب الأبدية: ”كيف يمكنني أن أقف أمام الديان بجميع خطاياي عليَّ؟“ يا له من تصريح مُرعب! وبالحقيقة كل واحد يقابل الله كديان، فهو لا محالة هالك «لا تدخل في المحاكمة مع عبدك، فإنه لن يتبرر قدامك حي» ( مز 143: 2 ). وكل شخص يتطلع إلى الله كديان لا بد أن يمتلئ بالرعب، لأنه لا يستطيع أن يُجيبه عن واحد من ألف «بِمَ أتقدم إلى الرب، وأنحني للإله العلي؟ هل أتقدم بمحرقات، بعجولٍ أبناء سنةٍ؟ هل يُسرُّ الرب بألوف الكباش، بربوات أنهار زيتٍ؟ هل أُعطي بكري عن معصيتي، ثمرة جسدي عن خطية نفسي؟» ( مي 6: 6 ، 7).

            ولكن شكرًا لله لأنه متسربل بصفة أخرى في الوقت الحاضر، فهو «المُبرِّر»، المُبرِّر لأولئك الذين لا يستطيعون أن يقابلوه كالديان. والله لا بد أن يكون بارًا في كل مظهر يظهر فيه. فهو ديان بار، ومُبرِّر بار، ولكنه يُظهر نفسه الآن في السنة المقبولة ويوم الخلاص كالإله البار المخلِّص. يا لها من صفة جميلة! ويا له من انتصار عظيم للمحبة الفدائية! ويا له من جواب مُفحم لإبليس! ويا له من بلسان ناجع للضمير المُتعب والقلب المكسور! ”الله المُخلِّص“ هو عين ما يحتاج إليه الخاطئ الهالك.

            فإذا كان الله مُخلِّصًا، فهو عين ما أحتاج إليه كهالك، وإذا كان مُبررًا فهو عين ما أحتاج إليه كمذنب، إذ لا يحتاج إلى الله المخلِّص إلا الخاطئ الهالك، ولا يحتاج إلى الله المُبرر إلا الخاطئ المُذنب. هذا هو الأساس البسيط للخلاص والتبرير، فالله يعلن نفسه كمُخلِّص، والخاطئ ـ متى آمن ـ يسير في نور هذا الإعلان فيتبرر. فالخاطئ يخلص ويتبرَّر على قياس إعلان الله لذاته، ولا يوجد أثبت ولا أمتن من ذلك الأساس. فمَن يمس خلاص وتبرير المؤمن إنما يتعرض لصدق إعلان الله عن نفسه.

            فخلاصُنا يقينْ وسلامُنا متينْ
            وَمقامُنا سَمـا بالدَّمِ الزَّكي الثمينْ

            داربي
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

              الخميس 21 إبريل 2011

              تسبحة العذراء
              تُعظم نفسي الرب، وتبتهج روحي بالله مخلِّصي، لأنه نظر إلى اتضاع أَمَتِهِ. فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني ( لو 1: 46 - 48)

              في العذراء مريم نرى الخضوع للرب والإيمان بقدرته، فقد قبلت أن تكون الواسطة لإتمام مقاصد الله. وبالرغم من صعوبة إقناع ذويها بالأمر، والخوف من معاملة خطيبها، لكنها سلَّمت وخضعت لإرادة الرب، وقالت للملاك: «هوذا أنا أَمَة الرب. ليكن لي كقولك» (ع38)، ففي إيمانها أدركت أن القدير يستطيع أن يصنع العظائم (ع49). وهناك فارق كبير بين موقفها وموقف زكريا الكاهن الذي أظهر عدم الإيمان عندما سمع البشارة بميلاد يوحنا المعمدان ( لو 1: 18 )، أما موقف العذراء فكان التعجب والاستفهام، إذ قالت، عندما سمعت البشارة بميلاد المسيح: «كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟» ( لو 1: 34 ).

              ومع تقديرنا لتسبحة العذراء، لكن يجب أن ندرك أن مجالها هو الرجاء اليهودي الخاص بمجيء المسيا، لإتمام المواعيد الأرضية المُعلنة في نبوات العهد القديم. أما مجال الرجاء المسيحي فيذهب إلى أبعد من هذا؛ إلى مقاصد ومشورات الآب الأزلية التي قصدها لنا، حيث باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح (أف1).

              وفي تسبحتها تُنسِب العذراء كل شيء إلى الله، فتقول: «الله مخلِّصي ... نظر إلى اتضاع أَمَتِهِ ... القدير صنعَ بي عظائم واسمهُ قدوس، ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه» (ع47- 50). أما بالنسبة لها، فلا تُنسِب شيئًا سوى تعظيم النعمة والرحمة. وها هي في اتضاع رائع تعترف أنها ـ مثل أي شخص مولود من آدم بحسب الطبيعة ـ خاطئ يحتاج إلى خلاص الرب، فتقول: «تبتهج روحي بالله مخلِّصي، لأنه نظر إلى اتضاع أمَتِهِ» (ع47، 48). وعندما سمعت بشارة الملاك، قالت: «هوذا أنا أَمَة الرب» (ع38).

              ونلاحظ أن هناك مُباينة بين تسبحة حنَّة (1صم2) وتسبحة العذراء. فحنَّة تنظر إلى نُصرة الرب الكاملة على أعداء شعبه في وقت النهاية، فتقول: «مُخاصمو الرب ينكسرون. من السماء يرعد عليهم. الرب يدين أقاصي الأرض، ويعطي عزًا لمَلِكِه، ويرفع قرن مسيحه» ( 1صم 2: 10 )، أما العذراء فتربط تسبحتها بالخلاص المرتبط بذاك المجيد الذي سيولد منها، ولذلك تقول: «عضَدَ إسرائيل فتاهُ ليذكر رحمة، كما كلَّم آباءنا. لإبراهيم ونسله إلى الأبد» ( لو 1: 54 ).

              رشاد فكري
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

                الجمعة 22 إبريل 2011

                توقيتات السماءالحاسمة!
                أنا الرب في وقتهِ أُسرع به ( إش 60: 22 )

                من الجميل والمعزي لنفوسنا أن نتذكَّر على الدوام أن إلهنا هو صاحب التوقيتات الحاسمة، فذاك الذي «حتم بالأوقات المُعيَّنة» ( أع 17: 26 ) يتدخل دائماً في اللحظة المناسبة.

                ففي السنة الحاسمة تدخل في حياة خليله إبراهيم ليهَبه «إسحاق» ابن الموعد ( تك 18: 9 -15).

                وفي الشهر المناسب تدخل ليفتح الباب أمام نحميا ورفاقه لبناء سور أورشليم وأبوابها ( نح 1: 21 ).

                وفي الأسبوع الملائم أوصل الجواب لنبيه المحبوب دانيال من جهة أمور شعبه ( دا 10: 2 ، 3، 12-14).

                وفي اليوم المُحدد أسرعوا بيوسف ليخرج من السجن إلى العرش مباشرة ( تك 41: 14 -37).

                وفي الليلة الأخيرة قُبيل تنفيذ العدو لمخططاته الشريرة بساعات، تدخل ليطير نوم الملك (أس6) ولتتحول كل مخططات هامان الرديء ضررًا لنفسه وبركة لشعب الله.

                وفي الساعة الفاصلة جاء الرب ماشيًا على الماء في الهزيع الرابع لنجدة تلاميذه المعذبين في السفينة ( مت 14: 22 -36).

                وفي الدقيقة المُلائمة تدخل المسيح لينقذ عُرس قانا الجليل، ويمنح المدعوين الخمر الجيدة في الآخر ( يو 2: 1 -11).

                وفي اللحظة الحاسمة تحوَّل الرب إلى رئيس المجمع «يايرس» بعد أن بلَغه خبر موت ابنته، ليمنحه الرجاء على الفور «لا تخف آمن فقط فهي تُشفى» وقد حدث ( لو 8: 49 ، 50).

                وتجلّ الأمثلة عن الحصر في الوحي المقدس، أو في تاريخ القديسين على مرّ العصور، وفي حياة كل منا لتؤكد هذه الحقيقة الساطعة: أن إلهنا يحتفظ لنفسه دائماً بالتوقيت الحاسم ليتدخل فيه درءًا لخطر، أو منعًا لكارثة، أو منحًا لعطية، أو تفعيلاً لبركة في حياة أحبائه، سواء كانوا سبق وأن طلبوا ذلك منه قبلها بوقت طويل أو قصير، أو لم يطلبوا! ويكون توقيته صحيحًا دائمًا، حتى إنه ما كان يصلح أن يُقدَّم هذا التوقيت أو أن يتأخر! فما أروعه!

                فاتكِّل عليهِ دومًا واثقًا في وعدهِ
                مثل طفلٍ يستريحُ قلبُكَ في حضنهِ
                فهو لم ينسَ رضيعًا قد نُسي من أُمهِ
                فالجأنْ إليهِ تحيَ آمنًا في سِترهِ

                إسحق إيليا
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

                  السبت 23 إبريل 2011

                  يا حمامتي
                  قومي يا حبيبتي، يا جميلتي وتعالي. يا حمامتي في محاجئ الصخر، في سِتر المعاقل. أريني وجهك، أسمعيني صوتك ( نش 2: 13 ، 14)

                  العريس في نشيد2: 14 يصف محبوبته بالحمامة. والحمام بسيط وطاهر ووديع وغير مؤذٍ، ويميزه الإخلاص لوليفه. يُقال إن ذَكَر الحمام لا يسمح مطلقًا لأي ذَكَر آخر أن يشاركه أُنثاه، وهو مستعد أن يمزق مَن تسول له نفسه بأن يفعل هذا، وهكذا أيضًا حال الأنثى مع أية انثى أخرى تحاول أن تشاركها في وليفها. وهذا إن دلَّ على شيء يدل على منتهى الإخلاص للوليف. ويرتبط بهذا حزن الحمام المُفرط لو أنه فقدَ شريك حياته، إذ يظل يهدر، ولا يطيق الحياة بدون وليفه. منتهى الوفاء!

                  هذا يذكِّرنا بما قاله الرسول بولس للمؤمنين في كورنثوس: «لأني خطبتكم لرجلٍ واحدٍ، لأُقدم عذراء عفيفة للمسيح» ( 2كو 11: 2 ). وهو ينبغي أن ينطبق على المؤمن الفرد وعلى الكنيسة كجماعة. وإني أتساءل ما فائدة الانتظام في حضور اجتماعات العبادة، إذا لم يكن لدى المؤمنين محبة حقيقية للمسيح الذي يجتمعون إلى اسمه؟ في أول نبوة إشعياء يوجه الرب الاتهام لشعبه، ليس لأنهم قصَّروا في الحضور والممارسات والعبادات، بل لأنهم عملوا كل ما طلبه الناموس منهم دون محبة للرب. ليتهم ما كانوا عملوا شيئًا على الإطلاق ( إش 1: 11 - 15)!

                  صفة أخرى معروفة عن الحمام، هو أنه لا يقاوم لكنه يهرب. إنه لا يملك القدرة على الدفاع عن نفسه، لكنه يعرف جيدًا أين يخفي نفسه. ولهذا نقرأ هنا عن «محاجئ الصخر». الحمامة تلجأ إلى محاجئ الصخر لأنها تشعر بالضعف في ذاتها. وهذا هو الشعور الذي ينبغي أن يميِّز الأتقياء وهم ذاهبون إلى محضر الرب. ليس أننا كُفاةً من أنفسنا، ولا أننا أفضل من غيرنا، بل إننا في ذواتنا في منتهى الضعف. يقول الرب لشعبه الأرضي: «حينئذٍ أنزع من وسطك مُبتهجي كبريائك، ولن تعودي بعدُ إلى التكبُّر في جبل قدسي. وأُبقي في وسطك شعبًا بائسًا ومسكينًا، فيتوكلون على اسم الرب» ( صف 3: 11 ، 12). وهو نفس ما يقوله لملاك كنيسة فيلادلفيا، تلك التي لم يوجِّه الرب إليها أي لوم، إذ يقول له: «لأن لك قوة يسيرة» ( رؤ 3: 8 ). إن شعورنا بالمسكَنة وبحاجتنا الماسة إلى المسيح، هو أهم ما ينبغي أن يميِّز أولئك الذاهبون للاجتماع به ( إش 57: 15 ؛ 66: 2)

                  يوسف رياض
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

                    الأحد 24 إبريل 2011

                    لم يقدر أن يخلِّص نفسه!
                    خلَّص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلِّصها! ( مت 27: 42 )

                    «خلَّص آخرين»، أجَلْ. لقد كانوا يعرفون أعمال قوته، فلقد طهَّر البُرص، وأخرج الشياطين، وأقام الموتى، ولكنهم ظنوا أنه أصبح على الصليب متروكًا، وأن قوته فارقته «أمّا نفسه فما يقدر أن يخلِّصها!». لقد كان هذا تزييفًا للحق، فقد كان هو الله القدير، خالق وحامل كل الأشياء، لا يوجد أمامه شيء مستحيل، ولا تنطبق عليه عبارة «ما يقدر»، إذ إن كلمة واحدة منه كان يمكن أن تبيدهم. وإذا كان إيليا قد استطاع أن يجلب نارًا من السماء على أعدائه، أَ لم يكن رب إيليا قادرًا؟ ولكنهم كانوا عميانًا فلم يروا مجده، ولم يكونوا يعرفون مَنْ هو الرب الذي افتقد شعبه، مع أنهم كان يجب أن يعلموا هذا من أعماله وكلماته، لو كانت لهم العيون التي ترى والآذان التي تسمع. إنه جهل آثم مُذنب!

                    ولكن أيها القارئ العزيز، هذه العبارة صحيحة بمعنى ما «أما نفسه فما يقدر أن يخلِّصها!»، لقد أتى إلى العالم ليخلِّص الخطاة وليُبطل الخطية بذبيحة نفسه، ولكي يعمل هذا كان لا بد أن يتألم ويموت. لا شيء آخر كان يمكن أن يحقق هذا. إنها أكذوبة الشيطان التي تقول إن مجرد التجسد كافٍ لفداء الإنسانية الساقطة وإقامتها. ولكن الحق هو أنه كان لا بد أن يُراق الدم؛ دمه الكريم، وإلا فلن يتم التكفير وتحصل المغفرة. فلو كان الفادي قد خلَّص نفسه، لأصبح مستحيلاً على البشرية أن تخلص من العذاب الأبدي. ولكن المحبة قادته أن يبذل نفسه، ويشرب الكأس المُرعبة، ويحتمل الآلام الرهيبة، فاكتفت العدالة الإلهية وتمجد الله، وأصبح الخلاص الآن مُقدمًا للجميع مجانًا، وأصبحت الرحمة تفيض في إعلان السلام وتقديم الغفران.

                    لقد «خلَّص آخرين» .. تشهد بهذا المجدلية، واللّص على الصليب، وشاول الطرسوسي، والملايين من البشر، وها هو نفس المخلِّص يقدم نفسه لك، فهل تثق فيه؟ الرب يسأل عنك الآن فلا تتحول عنه. إنه المخلِّص الذي مات وقام وهو عن يمين الله، ومَن يُقبِل إليه لا يُخرجه خارجًا. إنه لا يهمل أحدًا، ولا يزدري بأحد. لقد خلَّص آخرين وهو مستعد ويرغب في خلاصك أنت. آمن به بكل قلبك فتخلُص.

                    أ. هـ كرسبي
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

                      الاثنين 25 إبريل 2011

                      لماذا لا نهتم؟
                      ومَنْ منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعًا واحدةً؟ ( مت 6: 27 )

                      في متى6: 25- 34 يكرر الرب المرة تلو المرة عبارة «لا تهتموا»، ويذكرها ثلاث مرات (ع25، 31، 34)، ويذكر الرب العديد من الأسباب لعدم الاهتمام.

                      أولاً: عدم منطقية الاهتمام. فيذكر في ع25 أن الحياة التي نحياها هي عطية الله، فلا أنا أعطيت الحياة لنفسي، ولا أعطاها لي أحد من الناس، إنما هي عطية الله. وطالما أن الله هو الذي أعطانا الحياة ألا يقدر أن يعطينا مقومات الحياة؟ ثم الجسد، الله هو الذي أعطانا إياه، ألا يستطيع أن يعطينا كساء هذا الجسد؟ «أَ ليست الحياة أفضل من الطعام، والجسد أفضل من اللباس؟». الذي أعطى الأهم ألا يقدر أن يعطي الأقل؟!

                      ثانيًا: عدم معقولية الاهتمام. فيذكر في ع26 أن الله يعتني بالطيور وبزنابق الحقول. فإن كان الله يهتم بأبسط خلائقه، أ فلا يهتم بالأولى جدًا بباكورة خلائقه ( يع 1: 18 )؟! إن وارثي السماء هم بكل يقين عند الله أفضل وأهم من طيور السماء، فالذي يهتم بالأدنى، ألا يهتم بالأولى جدًا، بالأسمى والأرقى؟!

                      ثالثًا: عدم صدق هذا الاهتمام. بمعنى أن يتضمن عنصرًا مضللاً، فهو يتبنى الفكرة الخاطئة أن الإنسان مجرد جسد، يلزمه الأكل والشرب، كما لو كان هو آلة أو ماكينة لا تحتاج سوى إلى تشحيمها، ثم مدَّها بالوقود فتعمل، أو أن جسد الإنسان مجرد شماعة لتعليق آخر ابتكارات الموضة عليها! وهذا وَهْم قاتل، فالإنسان ليس هذا الإناء الخزفي فقط، ولا هو أهم ما في الإنسان، فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، كما أن أجسادنا ليست شماعة لتعليق الثياب، بل هي ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الخالق الوهّاب.

                      رابعًا: عدم جدوى الاهتمام. «ومَن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعًا واحدة؟» (ع27). والأرجح أن الرب هنا يقصد؛ مَن منكم يستطيع أن يُضيف ولو أيامًا معدودة على عمره؟ يقول المرنم في مزمور39 «جعلت أيامي أشبارًا» أَ يستطيع أحد باهتمامه أن يزيد ذراعًا واحدة فوق هذه الأشبار المحدودة من الله؟ أَ يستطيع أحد باهتمامه أن يُطيل عمره؟ أَ لم نَرَ الأغنياء كثيرين ماتوا في عز شبابهم، ولو كان بيدهم لاشتروا العمر الطويل بالملايين. فما دامت آجالنا في يد خالقنا، وإن كان هو تبارك اسمه الذي حدد بدايتها وهو الذي يحدد نهايتها، فما لزوم القلق؟! كلا، لن يزيد الاهتمام في عمر أحد، ولو أنه قد يقصف عمر البعض.

                      يوسف رياض
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

                        الثلاثاء 26 إبريل 2011

                        القيامة والحياة
                        أنا هو القيامة والحياة. مَنْ آمن بي ولو ماتَ فسيحيا، وكلُّ مَن كان حيًا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد ( يو 11: 25 ، 26)

                        عبارة «أنا هو .. الحياة» تعني ليس فقط أن الرب يسوع هو مانح الحياة، ولكن، كما شهد عنه يوحنا الحبيب: «فيهِ كانت الحياة» ( يو 1: 4 ).

                        وعبارة «أنا هو القيامة» تعني أنه قادر على إقامة البشر من الأموات. والمسيح لم يُصلِ إلى الآب لكي يُقيم مَنْ أقامهم، نظير إيليا أو أليشع أنبياء الله في العهد القديم. ففي قصة لعازر «صرخ (المسيح) بصوتٍ عظيم: لعازر، هلُمّ خارجًا! فخرج الميت» (ع43، 44).

                        قال واحد من رجال الله: عندما أكون مريضًا، فأنا أحتاج إلى طبيب وليس إلى كتاب طبي، وعندما أتعرض لمشكلة أحتاج إلى محامي وليس إلى كتاب قانوني، وعندما أواجه الموت أحتاج إلى المسيح «القيامة والحياة» وليس إلى كتاب عن الموت وأهواله، أو القبر وعذابه.

                        «أنا هو القيامة والحياة» ـ هذا إعلان المسيح عن نفسه ـ «مَن آمن بي ولو ماتَ فسيحيا، وكلُّ مَن كان حيًا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد» ـ وهذا وعد منه لكل مَن يؤمن بشخصه. وكما أن الإعلان ثنائي، أيضًا الوعد ثنائي.

                        «أنا هو القيامة» يقابله وعده القائل «مَن آمن بي ولو مات فسيحيا»، أي أنه من ضمن المؤمنين بشخصه، سوف يتعرض البعض للموت الطبيعي، أي انفصال الروح عن الجسد. هؤلاء المؤمنون سيُقيمهم المسيح في مجيئهِ الثاني القريب.

                        «أنا هو .. الحياة» يقابله وعده القائل «كل مَن كان حيًا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد»، ففي مجيء المسيح الثاني سوف يكون هناك مؤمنون أحياء، هؤلاء لن يموتوا إلى الأبد.

                        هذه الحقيقة المُفرحة يوضحها الرسول بولس في تسالونيكي4: 13- 18 «ثم لا أُريد أن تجهلوا أيها الإخوة من جهة الراقدين .. الراقدون بيسوع سيُحضرهم الله أيضًا معه .. إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين. لأن الرب نفسه .. سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعًا معهم في السُحب لمُلاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حينٍ مع الرب».

                        ليت هذه الكلمات تكون سبب تعزية وتشجيع لك لتؤمن بشخص المسيح وبكلامه فتختبر حياة القيامة.

                        نبيل عجيب
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

                          الأربعاء 27 إبريل 2011

                          ينبغي الرباعية
                          إن كان أحدٌ لا يُولَد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله ... ينبغي أن تُولدوا من فوق ( يو 3: 5 ، 7)

                          في كل من الآيات يوحنا3: 7، 14، 30؛ 1كورنثوس15: 25 نجد الكلمة «ينبغي»؛ كلمة صغيرة ولكنها لها معنى عظيم وقوي: فالأولى تُشير إلى حاجة الإنسان، وهي صحيحة بالنسبة للبشر عمومًا «ينبغي أن تُولدوا من فوق» ( يو 3: 7 ). قد توجد فوارق كثيرة وعظيمة في الحالات الاجتماعية والأدبية، ولكن إن كان الإنسان متدينًا أو شريرًا كما يقول الناس، فإنه في الحالتين في حاجة ماسة لأن يُولد ثانيةً. وهذه الحقيقة تبقى ثابتة، وهي أنه إن لم يولد الإنسان ثانيةً فليس له الحق في الدخول إلى السماء، لأن الرب يؤكد ذلك بقوله مرة أخرى إنه إذا لم يولد الإنسان من الماء والروح، فإنه لا يستطيع أن يدخل ملكوت الله (ع5). فكلمة الله يجب أن تجد مكانًا في النفس بواسطة قوة الروح القدس حتى يمكن أن يولد الإنسان ثانيةً.

                          وروح الله ليس فقط يبكت الإنسان على الخطية، ولكنه يوجِّه ذلك الإنسان إلى مخلِّص الخطاة، وهذا يقودنا إلى كلمة «ينبغي» الثانية «وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 14 ، 15). كخاطئ حياتي خاسرة تالفة، ولذلك فإني أحتاج إلى حياة جديدة، هذا يمكن فقط بواسطة الإيمان بالمخلِّص الوحيد. في ضيقتي وحاجتي الشديدة، يحوِّل الروح القدس عيني إلى الجلجثة، وهناك أرى الرب يسوع بديلي مائتًا من أجل خطاياي، لكي لا أهلك بل تكون لي الحياة الأبدية.

                          وإذ أُولد ثانيةً ويصير يسوع المسيح مخلِّصي، تواجهني «ينبغي» للمرة الثالثة «ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص» ( يو 3: 30 ). إنه من امتياز الخادم أن يُعلن المسيح للآخرين كالمخلِّص، ولكن الخادم الحقيقي الأمين يجتهد أيضًا أن يختفي خلف سيده حتى يتمجد المسيح.

                          والآن لنأتِ إلى «ينبغي» الرابعة «لأنه يجب (ينبغي) أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه» ( 1كو 15: 25 ). كم يملأ قلوبنا فرحًا أن نعرف أن الرب يسوع سيأخذ عن قريب مكانه الحقيقي. لمَّا كان هنا على الأرض، قُدِّمَ له صليب، بينما كان يجب أن يُقدَّم له تاج، ولكن كان يجب أن يتألم قبل أن يدخل مجده. والآن قد انتهت كل آلامه وهو ينتظر يوم المجد، حينما يتبوأ مكانه الحقيقي الخاص به، إذ سيجلس على العرش كالملك الذي يملك بالبر.

                          ت. هـ. رونالد
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

                            الخميس 28 إبريل 2011

                            قلب جيحزي وقلب نعمان
                            وقال: هوذا قد عرفت أنه ليس إلهٌ في كل الأرض إلا في إسرائيل، والآن فخُذ بَرَكة من عبدك ... وألحَّ عليه أن يأخذ فأبى ( 2مل 5: 15 ، 16)

                            أبى أليشع أن يقبل بَرَكة من يد نعمان، فقد كان يريد أن نعمان يرجع إلى بلاده شاهدًا أن إله إسرائيل لم يأخذ شيئًا إلا برصه، وأن فضته وذهبه لم ينفعاه شيئًا عند ذلك الإله الكريم. لم يكن أليشع ليشوِّه جمال نعمة الله بواسطة أخذه فضة أو ذهب من شخص غريب، أما جيحزي فقد أفسد قصد سيده النبيل لأنه لم يستطع أن يعرف قوة نعمة الله، ولا أمكنه أن يرتفع إلى مستوى أفكار سيده، بل قد مال قلبه وراء الذهب والفضة فقال: «حيٌ هو الرب، إني أجري وراءه وآخذ منه شيئًا»، فلم يستطع أن يقول كسيده: «حيٌ هو الرب الذي أنا واقف أمامه» (ع16، 20)، لأن أليشع كان واقفًا في حضرة الله في جو النعمة، وهذا هو السر في إبائه وترفعه. أما جيحزي فأحب المال لذلك لم يقدِّر قيمة تشويه نعمة الله، وأخذ ثمنًا من نعمان على تطهيره، ونسيَ أنه ليس هو وقت لأخذ فضة وثياب. ويا له من شخص تعيس، فقد نال شهوته ولكنه خرج من لَدُن سيده أبرص كالثلج. وهذا إنذار خطير لمَن يحبون المال، فالذين يريدون أن يأخذوا مال العالم يجب أن يأخذوا أيضًا بَرَص العالم.

                            وما أجمل أن ننتقل من تأملنا في جيحزي وقلبه المملوء بالطمع إلى التأمل في نعمان وقلبه المملوء بالشكر والثناء لإله إسرائيل. فقد انجذب قلب نعمان وراء ذلك الإله الذي سدّ أعوازه بلا فضة ولا ثمن «فقال نعمان: ... لا يقرِّب بعد عبدك مُحرقة ولا ذبيحة لآلهة أخرى بل للرب» (ع17). فقد ترك نعمان بيته أبرص نجسًا، والآن يرجع إليه عابدًا طاهرًا. يا له من تغيير عظيم قد حصل في لحظة من الزمان، هي اللحظة التي فيها خضع نعمان لطريق الله، فكان العمل من الله، وما كان على نعمان إلا أن يخضع ثم يعبد. وإذ ترك نعمان برصه أراد أن يحمل معه مذبحًا ليقدم عليه ذبائح للإله الحي الحقيقي.

                            هذا من جهة النتيجة العملية فيما يختص بالعبادة، وفيما يختص بالسلوك. فمن الواضح أن نعمان قد تغيَّر سلوكه إذ قد نشأت فيه أفكار جديدة وإحساسات جديدة، وابتدأ يشعر شعورًا جديدًا بمسؤولية لم يكن يعرفها من قبل، فقبل تطهيره كانت كل مجهوداته منصرفة إلى الخلاص من البَرَص، أما الآن فقد تحولت تلك المجهودات إلى كيفية السلوك أمام الله الذي طهَّره «فعند سجودي في بيت رمّون يصفح الرب لعبدك عن هذا الأمر» (ع18).

                            دينيت
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #29
                              رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

                              الجمعة 29 إبريل 2011

                              المرض لأجل مجد الله
                              فلما سمع يسوع، قال: هذا المرض ليس للموت، بل لأجل مجد الله، ليتمجد ابن الله به ( يو 11: 4 )

                              رأى الرب أن مرض لعازر فرصة لإظهار مجد الله لا لإظهار عواطف المحبة الشخصية مهما كانت صادقة وحارة. وتبارك اسمه، فقد كانت محبته لعائلة بيت عنيا صادقة وشديدة، كما نقرأ «وكان يسوع يحب مرثا وأختها ولعازر»، إلا أن مجد الله كان في نظر الرب المبارك المعبود أولى وأهم من كل اعتبار آخر، فلم تكن للمحبة الشخصية أدنى سلطان عليه، بل كان مجد الله هو الذي يُدير حياته، فمن المذود إلى الصليب، في الموت والحياة، كل كلمة نطق بها وكل عمل قام به، كل سبيل سار فيه، كل خدمة أدّاها، في كل هذا كان قلبه متمسكًا بمجد الله بقصد ثابت وعزم راسخ لم يتحول عنه قط. فإن كان من الحسنى أن نجده صديق في ضيقة، فتمجيد الله أحسن وأفضل. ولنثق بأن عائلة بيت عنيا لم تلحق بها أية خسارة من جرّاء تأخر الرب الذي أفسح المجال لإشراق مجد الله بلمعانه وبهائه.

                              هذا حق يجب أن لا يغرب عن بالنا في تجاربنا وضيقاتنا. هذا حق خطير، متى أدركناه أصبح منبعًا لتعزيات فائضة وبركات جزيلة، ويعيننا على احتمال المرض وتكبد الألم والعبور في الموت والثَكَل والحزن والفقر. ما أهنأنا إذا استطعنا القيام بجانب فراش المرض وهتفنا قائلين: «هذا المرض ليس للموت، بل لأجل مجد الله»، وهذا هو امتياز الإيمان، والمؤمن الحقيقي له أن لا يقف في غرفة المرض فقط، بل عند باب القبر، ويرى أشعة مجد الله تضيء مشاهد المرض والموت.

                              قد يستهزئ الكافر ويسخَر المُلحد من القول: «هذا المرض ليس للموت» فيشرع في الاعتراض والإتيان بالدليل، وإقامة الحُجة أن لعازر قد مات فعلاً. أما الإيمان فلا يحكم حسب الظاهر، بل يأتي إلى الله فيجد حلاً لكل صعوبة وعقدة. وفي هذا سمو في الترفع الأدبي الصحيح وحقيقة حياة الإيمان، فالإيمان يرى الله متعاليًا فوق الظروف، بانيًا حُججه على مَنْ هو الله لا على ما هي الظروف، فالمرض والموت لا يُحسبان شيئًا أمام قوة الله التي تتلاشى الصعاب من سبيلها. قوة الله والإيمان يقولان عن الصعاب كما قال يشوع وكالب لإخوتهم غير المؤمنين: إن سكان الأرض هم طعامنا.

                              ماكنتوش
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق


                              • #30
                                رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

                                السبت 30 إبريل 2011

                                أدلة وحي الكتاب المقدس
                                .. تكلم أُناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ( 2بط 1: 21 )

                                ما أكثر عدد أدلة وحي الكتاب المقدس، وما أكثر تنوعها. فقد كان انتصارًا علميًا باهرًا عندما طبَّق العالِم بيتر جانسون النِسَب المُعطاة لفُلك نوح من 2000 سنة قبل المسيح، على السفن التي تسير في المحيطات، ومنذ ذلك التاريخ وكل سفن المحيط تُبنى طبقًا لهذه النسب العلمية! مَن سوى الله أوحى إلى نوح أن يبني فُلكه بهذه النسب الدقيقة التي لم يكتشفها العِلم إلا منذ 1600 سنة بعد المسيح.

                                أيضًا عجيب سبْق المعرفة في الكتاب كما يُرى في النبوات بميلاد المسيح وحياته وموته وقيامته، قد تناولتها نبوات العهد القديم، ورأينا تحقيقها حرفيًا.

                                المعروف أنه إذا تحقق حَدَث أو تخمين واحد يكون من حُسن الحظ، وإذا تحقق اثنان أو ثلاثة يكون أمرًا جديرًا بالاعتبار، لكن ماذا نقول عن تحقيق مئات النبوات حرفيًا؟ فعلى سبيل المثال في ميخا5: 2 عن ميلاد المسيح في مدينة بيت لحم. كما نقرأ عن ولادته من عذراء في إشعياء7: 14، وعن بنوته الأزلية ولاهوته في مزمور2: 7؛ 110: 1؛ إش9: 6، وعن آلامه وموته في مزمور22؛ 69؛ 102؛ إش50؛ 53، وعن قيامته في مزمور16: 10.

                                وأخيرًا، فالكتاب المقدس له تأثير فوق الطبيعة على الإنسان، ونستطيع أن نلمس ذلك في عصر الإمبراطورية الرومانية الذي اشتهر بالوحشية والبطش، فماذا سوى التأثير المعجزي الذي كان يجذب أُناسًا بالآلاف في تلك الأيام إلى المصلوب، ويجعلهم في صلابة وإصرار يواجهون وسائل الموت المرعبة بهتاف الانتصار؟

                                ولقد جذب رجالاً ونساء بالآلاف بعيدًا عن المؤثرات العالمية، ليضحّون بالمركز والثروة من أجل المسيح؟

                                هذا قليل من كثير مما يتصف به كتابنا المقدس ـ كتاب الله. فهل تريد أن تعرف الحق، فتش عنه في هذا الكتاب. وتعلَّم منه.

                                قال رجل الله داربي: ”إن لي إيمانًا عميقًا ثابتًا في الكتاب المقدس، بواسطته تجددت واستنرت ونلت الحياة والخلاص. لقد حصلت بواسطته على معرفة الله. والتعبد أمام كمالات الرب يسوع المخلَّص الوحيد، ومنه حصلت على الفرح والقوة والتعزية لنفسي“.

                                كاتب غير معروف
                                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X