إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

    الخميس 16 فبراير 2006

    بولس الرسول: الوكيل الأمين الحكيم


    --------------------------------------------------------------------------------
    لأن وعظنا ليس عن ضلال، ولا عن دنس، ولا بمكر، بل كما استُحسنا من الله أن نؤتمن على الإنجيل، هكذا نتكلم ( 1تس 2: 3 ، 4)

    في 1تسالونيكي2: 3- 6 نرى لمحة من الصفات التي خلا بولس ورفقاؤه منها، هذا لكي نتعلم ما يجب أن يتجنبه كل خادم أمين للرب. فأولاً، يجب التخلص من كل ضلال وخداع (مكر). ليس هذا فقط، بل أيضًا كل ميل لإرضاء الناس. فأية خدمة كُلفنا بها، مهما كانت صغيرة، هي من الله وليست من الناس. إذًا فنحن مسئولون أمام الله الذي يفحص، ليس فقط كلماتنا أو أفعالنا، بل «يختبر قلوبنا» (ع4).

    لقد أؤتمن بولس على الإنجيل بشكل استثنائي. ولكن يجب أن تُكتب الكلمات التي ذكرها بولس هنا: «مؤتمن من الله» على قلوبنا جميعًا. ويجب ألا ننسى أننا جميعًا قد أؤتمنا على وديعة من قِبَل الله.

    وإذا جعلنا هذا نصب عيوننا، فإننا سنتجنب بالطبع كلام التملق لإرضاء الناس، والشهوة المتخفية (علة الطمع)، وطلب المجد من الناس (ع5، 6). وهذه الأمور الثلاثة شائعة بشكل كبير في العالم، فالناس بطبيعتهم يطلبون ما هو لأنفسهم، ولذلك تسيطر عليهم الشهوة (الطمع)، لكنهم قد يحاولون إخفائها بشكل أو آخر. والمجد من الناس عزيز أيضًا على قلوب البشر؛ وسواء كانوا يسعون إلى الامتلاك أو المجد، فإنهم يجدون في كلام التملق سلاحًا ناجحًا يستطيعون بواسطته أن يفوزوا برضا صاحب النفوذ. كل هذه الأمور رفضها بولس تمامًا. فكخادم لله، الله هو الفاحص لقلبه، والله هو الشاهد له، لم تكن هذه الأمور تليق به.

    وتُبرز الآيات من 7 إلى 12 الصفات الإيجابية في خدمة بولس. وجدير بالذكر أنه بدأ بتشبيه نفسه بالأم المُرضعة (ع7)، وانتهى بتشبيه نفسه بالأب (ع11). وقد يصعب علينا أن نتخيَّل كيف يمكن لرجل بهذه القوة أن يكون رقيقًا مُترفقًا «كما تربي المُرضعة أولادها»، ولكنه كان هكذا فعلاً. فالقوة الجسمانية تتصف بالوحشية، أما القوة الروحية فتتسم بالرقة والترفق. وهو ترفق تولَّد عن حب حقيقي لهؤلاء المؤمنين الجُدد. لقد كان يدفئهم، أي يحافظ على حرارة إيمانهم، وكيف كان له أن يفعل هذا، لو لم يكن حبه لهم حارًا؟ لقد كان حبه حارًا لدرجة أنه كان مستعدًا هو ورفقاؤه أن يعطوهم لا إنجيل الله فقط، بل أنفسهم أيضًا (ع8). لقد كانوا مستعدين أن يبذلوا حياتهم من أجلهم.

    ف.ب. هول
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #17
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

      الجمعة 17 فبراير 2006

      إله يعقوب


      --------------------------------------------------------------------------
      ورفع يعقوب عينيه ونظر، وإذا عيسو مُقبل ومعه أربع مئة رجل ... فركض عيسو للقائه وعانقه ووقع على عنقه وقبَّله، وبكيا ( تك 33: 1 - 4)

      يا له من لقاء عجيب بين قافلتين: قافلة يقودها راعي غنم، مترجلاً، يخمع على فخذه، وتبدو على وجهه ملامح الإعياء الشديد، ودلائل أن نفسه تجيش بهموم تثقله ومخاوف تُرعبه، وهو يتقدم بخطوات متثاقلة تُعبِر عن التردد والريبة، وخلفه رَكْب من النساء والأولاد والأطفال، جميعهم عُزَّل بلا أي سلاح.

      أما القافلة الأخرى، فيقودها رجل أحمر، كثيف الشعر، تبدو على وجهه إمارات القسوة والشراسة والبطش، وخلفه أربع مئة رجل تبدو عليهم ملامح التعطش لسفك الدماء.

      تقدم قائد القافلة الأولى وسجد إلى الأرض سبع مرات حتى اقترب إلى زعيم القافلة الأخرى. ويبدو أن هذا الرجل الأعرج كان يوّد أن يستعطف الرجل الآخر، ويهدئ من غضبه، خوفًا من أن يبطش به وبأسرته وبممتلكاته. وكان صاحبنا هذا قد أرسل هدية قيّمة للغاية، للآخر، في محاولة لامتصاص غضبه، وحتى يفلت من قبضته.

      واقترب الاثنان كلٌ من الآخر، ودَنَت ساعة الصفر، وحانت لحظة التقابل، ولكن حدث شيء لا يخطر على بال، فاق كل التوقعات!! فقد ركض الزعيم، ذو الملامح المُخيفة الشرسة، للقاء الرجل الأعرج وعانقه ووقع على عنقه وقبَّله، وبكيا كلاهما!

      يا للعجب!! إن المشهد كان يوحي بخلاف ذلك تمامًا!! فما هو الداعي لحضور كتيبة من المُحاربين تتكون من أربع مئة رجل، إذا لم يكن الغرض هو القتل والسلب والنهب؟! هل من المعقول أن هذا الزعيم يأتي على رأس هذه الجماعة لكي يركض كالصغار للقاء الآخر، وليعانقه ويقع على عنقه ويقبّله باكيًا؟! وهل كان من المتوقع أنه بدلاً من إشهار السيوف وقطع الرقاب، أن تُفتح الأحضان، وتتبادل القُبلات وتُذرف الدموع؟! .. يا للعجب حقًا!! وتُرى مَنْ هو البطل الحقيقي في هذا المشهد؟ أ هو هذا الزعيم برجاله وعُدته وعتاده؟! أم ذلك الراعي الأعرج، بهديته وحيلته؟! .. لا هذا ولا ذاك. إنه «إله يعقوب»، صانع العجائب، صاحب السلطان على قلوب الناس والمُسيطر على أرواحهم ( عد 27: 16 )، «المصوّر قلوبهم جميعًا، المُنتبه إلى كل أعمالهم» ( مز 33: 15 )، الذي يستطيع أن يليِّن القلوب، ويستبدل بالنفور والكراهية، عواطف طبيعية دافئة. هذا هو الإله القدير، إله الضعفاء الذين لا سند لهم. إله الأمانة المُطلقة، وإله اللحظة الحاسمة!

      فريد زكي
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

        السبت 18 فبراير 2006

        غصن شجرة مُثمرة


        --------------------------------------------------------------------------
        يوسف، غصن شجرة مُثمرة، غصن شجرة مُثمرة على عين. أغصان قد ارتفعت فوق حائط ( تك 49: 22 )

        إن يوسف الغصن الطري في أرض الجفاف والحرمان التي عاش فيها، أرض الغربة والمَذلة، كان مُثمرًا. كما قال يوسف عندما دعا ابنه الثاني أفرايم: «لأن الله جعلني مُثمرًا في أرض مذلتي» ( تك 41: 52 ). وهذه هي التربة المناسبة والطريقة الناجحة لإنتاج الثمر، وهذا ما يتوقعه الرب منا، وهو الإتيان بثمر في أرض الجفاف وأرض المذلة وأرض الفقر والنسيان والترك وقلة الإمكانيات. هناك ينتظر الرب منا أن نُثمر.

        لكن لا بد أن يشغلنا هذا السؤال: كيف يمكن لمؤمن كيوسف وغيره، أن يُثمر في أرض الحر وفي سنة القحط والجفاف، في أرض الذل عند سيد مصري، أو في سجن العبيد، أو في ظروف مُضادة للنفس، وفي مكان يكون الشخص فيه محرومًا من كل مقومات الإثمار؟ إن الجواب الوحيد، والسر للإتيان بثمر في أرض جدوبة، هو أن يوسف كان غصنًا على عين. وهو بالتمام نفس ما جاء عن ذلك الرجل المطوَّب بحسب المزمور الأول الذي قيل عنه: «فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه، التي تعطي ثمرها في أوانه، وورقها لا يذبل، وكل ما يصنعه ينجح» ( مز 1: 3 ). وبالحقيقة تكررت هذه الكلمة كثيرًا عن يوسف «وكان الرب مع يوسف، فكان رجلاً ناجحًا ... كل ما يصنع كان الرب يُنجحه بيده» ( تك 39: 2 ، 3).

        إن سر النجاح والإثمار، هو تلك العلاقة وتلك الشركة والخلوة مع الله. نفس تستمد غذاءها وإنعاشها من مصادر ليست من هذا العالم، ولا تعتمد على الظروف، بل نفس عرفت أن سر قدرتها، وانتصارها ونجاحها هو الاعتمادية والاتكال على ينبوع الشركة، وعلى مصادر لا تنضب، ولن تتغير أو تتوقف. إنها مصادر وينبوع مُخفى عن العين الطبيعية، ولكن ظاهر وواضح لعين الإيمان. إنه ينبوع سماوي تنهل النفس منه عن طريق الشركة مع الله. النجاح بسبب مخافة الله، كما قال يوسف: «أنا خائف الله» ( تك 42: 18 ). وكم مرة اشتد الحر على يوسف! وكم كانت طويلة سنوات القحط! لكنه لم يذبل، ولم يتوقف عن الإثمار، بل استمر يعطي ثمرًا في أوانه وكل ما صنع كان ينجح ( إر 17: 7 ، 8).

        ميشيل نويصري
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

          الأحد 19 فبراير 2006

          لذاتي مع بني آدم


          --------------------------------------------------------------------------
          لما ثـبَّت السماوات كنتُ هناك أنا .. كنتُ عنده صانعًا، وكنت كل يوم لذته، فَرحة دائمًا قدامه. فَرحة في مسكونة أرضه، ولذاتي مع بني آدم ( أم 8: 27 - 31)

          ابن الله الأزلي صار في ملء الزمان ابن الإنسان، الكلمة الأزلي صار جسدًا وحلَّ بيننا. وخالق العالم وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، والموجود باستمرار في حضن الآب، كان كطفل لا حول له، راقدًا في حضن أمه. كان ابن الله طفلاً خاضعًا لأبويه الأرضيين، وهو الذي أمامه تسجد وتجثو أجناد السماء، وعاش مجهولاً حتى بدأ خدمته، ولم يكن يُعرف إلا بابن النجار.

          لِمَ كل هذا الاتضاع؟! ولِمَ كل هذه التضحية؟! الجواب: «لذاتي مع بني آدم». أي شهادة نجدها عن نعمته، عندما نتأمل في بيت سمعان الفريسي وهو يرحِّب بالمرأة الخاطئة، وكانت تبكي عند قدميه. لقد وجد مسرته في رؤيتها، في توبتها، في محبتها. وقلبه إذ امتلأ بالفرح عندما وجد خروفه الضال، قال لها: «مغفورة لكِ خطاياك ... إيمانك خلصك، اذهبي بسلام» ( لو 7: 48 ، 50).

          شهادة أخرى عجيبة عن محبته لبني آدم، عند بئر سوخار ( يو 4: 1 - 34)، حيث جلس بعد تعب رحلة طويلة شاقة، وإذا امرأة شقية كانت أسيرة شهواتها، وعار قريتها، تقترب من البئر لتستقي. وهنا نجد الرب يسوع ينسى عطشه وتعبه، ويقود هذه الخاطئة البائسة إلى معرفة عطية الله ونبع المياه الحية التي تنبع إلى حياة أبدية وعبادة الآب بالروح والحق. لقد كان فتح باب البركة أمام هذه السامرية بالنسبة له طعامًا وغذاءً: «لذاتي مع بني آدم».

          ألا ترى ذلك عندما تهلل بالروح وحمد أباه لأنه أعلن أمور السماء للأطفال ( لو 10: 21 )؟ وأيضًا عندما قال له التلاميذ إن اليونانيين يسعون لرؤيته فيُجيبهم بالقول: «قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان» ( يو 12: 23 ). ولكي يكون هذا، كان لا بد أن يجتاز الموت ويرى مقدمًا حصاد المستقبل الوفير. وكم هي غنية نعمته لبني آدم والتي تبدو في كلماته في إنجيل لوقا12: 50 «ولي صبغة أصطبغها، وكيف أنحصر حتى تَكمل؟». لقد كان يفكر في النتائج المباركة لسفك دمه وآلامه على الصليب لفداء الخطاة، المحبة التي جعلته يبذل ابنه لكي يكون لنا به ـ أي بموته حياة. والابن يقدم نفسه لأجلنا. حقًا، إن «لذاته مع بني آدم».

          ماكنتوش
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

            الاثنين 20 فبراير 2006

            امتلئوا بالروح


            --------------------------------------------------------------------------
            ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة، بل امتلئوا بالروح ( أف 5: 18 )

            بمجرد الإيمان، يسكن الروح القدس في المؤمن، وأما الامتلاء بالروح القدس فيتطلب من الشخص، التكريس، بالإضافة إلى الإيمان. عندما يُختم المؤمن بالروح القدس، فإن المؤمن يمتلك الروح القدس. ولكن عند امتلاء المؤمن بالروح القدس، فإن الروح القدس هو الذي يمتلك المؤمن.

            وليس معنى الملء بالروح، كما يتبادر إلى أذهان البعض، أن آخذ كمية أكبر من الروح القدس، هذا ليس صحيحًا. فالروح القدس أقنوم إلهي، وبالتالي، فإنه لا يُعطى بكيل. لكن المشكلة أن إنائي (قلبي)، في أوقات كثيرة، لا يكون فارغًا، بل يكون مملوءًا بأشياء أخرى، وبالتالي، فإن الروح القدس لا يملؤه تمامًا. حين آمنت، سكن فيَّ الروح القدس، لكني أختبر الملء عندما لا يملك على قلبي شخص آخر، أو شيء آخر. عندما لا يكون في القلب أي جزء لا يملك عليه الروح القدس، مُستحضرًا إليه المسيح، عندئذٍ أكون ممتلئًا من الروح القدس.

            وعليه فالامتلاء بالروح ليس أننا نأخذ المزيد من الروح القدس، بل أنه هو الذي يأخذ المزيد منا. ويظل يمتلك أكثر فأكثر ليملأ كياننا بالمسيح.

            ولقد كان المسيح ممتلئًا من الروح القدس، وكان دائمًا هكذا. كان ممتلئًا منه وهو يأكل، وهو يشرب، وهو يوبخ المدن، وهو يبكي عند قبر لعازر. وهكذا يستطيع المؤمن أن يكون ممتلئًا من الروح القدس وهو ذاهب إلى عمله، أو وهو في البيت، أو وهو يمارس أموره العادية، وذلك إذا كان كل مشغولية فكره هو المسيح.

            هذه هي الحياة التي تُسمى بالحقيقة حياة. قال المسيح: «أما أنا، فقد أتيت لتكون لهم حياة، وليكون لهم أفضل» ( يو 10: 10 ). والحياة الأفضل، أو الحياة الفائضة، هي حياة الملء بالروح القدس.

            والامتلاء من الروح القدس، ليس هو ـ كما يظن البعض ـ صُنع القوات والعجائب. قيل عن يوحنا المعمدان إنه «من بطن أمه يمتلئ من الروح القدس» ( لو 1: 15 )، وقيل أيضًا عن هذا الممتلئ من بطن أمه من الروح القدس، إنه «لم يفعل آية واحدة» ( يو 10: 41 ). من الجانب الآخر، كان مؤمنو كورنثوس يتكلمون بألسنة، ويعملون القوات، لكنهم لم يكونوا مُمتلئين من الروح القدس، ولم يكونوا روحيين.

            يوسف رياض
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

              الثلاثاء 21 فبراير 2006

              يسوع في القلب هو كل شيء


              --------------------------------------------------------------------------
              أمينٌ هو الرب الذي سيثبتكم ويحفظكم من الشرير .. والرب يهدي قلوبكم إلى محبة الله، وإلى صبر المسيح ( 2تس 3: 3 ، 5)

              سيدة أمريكية الجنس رأيتها ذات صباح في أحد عنابر المستشفى التي كنت أعمل بها. كانت تسير مقوسة الظهر، بسبب عاهة ألَّمت بها نتيجة لحادث سيارة. والذي جذب انتباهي إليها؛ السلام والهدوء اللذان يرتسما على وجهها، واللذان حَسِبتهما إنعكاسًا لسلام داخلي عميق يغمر نفسها.

              وذات مرة وجدت نفسي فجأة واقفًا وجهًا لوجه أمامها. فاستأذنتها للجلوس معًا.

              ـ سيدتي .. أَ تغفري جُرأتي لو طلبت منكِ أن تعطيني نبذة قصيرة عن حياتك؟!

              * أجابت بهدوء تام: كنت أُمًا لطفلين، ثم طلب زوجي الطلاق، ليس لعلة غير تلك العاهة التي أصابتني بعد الزواج، واستجاب القانون الذي هو من صُنع الإنسان، لمطلبه. وطلب زوجي حضانة الطفلين، فاستجاب له نفس القانون. وتمادى زوجي في قسوته وظلمه، فاستمال عطف الطفلين وحرَّضهما على عدم رؤيتي. ومنذ وقت قصير ألمّ بي ورم سرطاني بالمخ.

              ثم أخذَت، في وقار وهدوء، تجفف دموعها..!! واحتبست أنفاسي داخلي، ولكني عُدت أسألها عن سر هدوئها وسلامها العميق؟! فأجابت في سرعة البرق ولغة اليقين المُطلق: يسوع في القلب هو كل شيء!!

              نكّست رأسي، وسألتها عن الكيفية التي تقضي بها الوقت؟! فقالت بنفس راضية: أصلي من أجل طفليَّ، وأصلي من أجل زوجي، وأعمل بمصنع تريكو، وما يتبقى لي من مال أمنحه كهبة لإحدى الملاجئ التي ترعى اليتامى والمعوقين!

              وفي ختام حديثي، استأذنتها بسؤال أخير: سيدتي الفاضلة، ما هو عزاؤك ورجاؤك وسط ظلم وظلام هذا العالم؟! فجاءت نغمات كلماتها كسيمفونية سماوية عطرة: "أمتلك كلمة الله التي أحبها جدًا وألهج فيها. كما أمتلك عرش ـ عرش نعمة الله ـ الذي يمكنني أن أتقدم إليه في كل حين. وإنني أنتظر اللحظة التي أرى فيها ذاك الحبيب المجيد الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي، فهو مَنْ وضع حُبه في قلبي، فاستطعت أن أحب مَنْ هم لي، ومَنْ هم حولي، بل وأيضًا أعدائي".

              قارئي العزيز : لا بد أنك أدركت السر: إنها النعمة وقوة الخلاص، إنها النُصرة وغلبة الإيمان. إنه يسوع الذي هو الكل للقلب.

              جيمس إسحق
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

                الأربعاء 22 فبراير 2006

                التي لأوريا في سلسلة نسب المسيح!


                ---------------------------------------------------------------------------
                كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم... داود الملك وَلد سليمان من التي لأوريا ( مت 1: 1 ، 6)

                يُذكر اسم داود في عدد واحد جنبًا إلى جنب مع «التي لأوريا» في سلسلة نسب المسيح! داود الرجل الذي حسب قلب الله، كم من أعداء الرب جعلهم يشمتون! وكم من قديسي الرب جعلهم يحزنون! هل كانت تلك شهادتك يا داود عما يرضي الله؟ ما هذا؟ أ تقتل رجلاً يتحمس جدًا للأمانة في خدمتك؟ أ تهلكه لكي تخفي جريمتك؟ هل هذا هو داود الرجل الذي كان مُطاردًا من عدوه، فلما وقع عدوه في يده قطع منه فقط طرف الجُبة، فضربه قلبه من أجل ذلك؟ يا داود إننا نستعير كلماتك التي رثيت بها شاول لنرثيك قائلين: «كيف سقط الجبابرة! وبادت آلات الحرب؟!».

                حقًا يا إلهنا أمامك لا يفتخر جسد قط. وإن كان داود لا يستطيع ذلك، أ نستطيعه نحن؟ وإذا أنا عرفت ذاتي، ماذا أعمل، إلا أن أضع فمي في التراب، وإلا أن يصمت لساني أمامك إلى الأبد! «لأن كل جسدٍ كعشبٍ، وكل مجد إنسان كزهر عشب» ( 1بط 1: 24 ). «إذًا مَن يظن أنه قائم، فلينظر أن لا يسقط» ( 1كو 10: 12 ). ومَنْ ذا الذي يدَّعي أنه أفضل من داود؟ مبارك اسم الرب الذي لم يجعل خلاصي في عهدتي أو من صنعة يدي. إن الذي كان على الصليب "لأجلي" ظاهر الآن أمام وجه الله "لأجلي". هو المقبول وأنا "فيه"، ولأنه حي، أنا أيضًا أحيا. وإن كان داود قد تناول خلاصه من يد الله، فهو بلا شك قد أُقيم من سقطته ورُدّت له بهجة خلاصه بواسطة الله نفسه. فخلاص الله أبدي. وهكذا ترتبط الخطية بمخلص الخطاة، كما رأيناها في ثامار التي أتت بها خطيتها إلى علاقة بسلسلة نسب المسيح.

                أما «التي لأوريا» فأُدخلت إلى علاقة بتلك السلسلة لكي تُرينا انتصار النعمة حتى على خطية المؤمن. وليس ذلك لأن الله لم يهتم بشناعة الخطية، كلا. بل لأن النعمة وحدها هي التي ملأت المشهد. أما النتائج الجسدية لهذه الخطية، فقد حكمها قانون آخر «الذي يزرعه الإنسان، إياه يحصد أيضًا». ولا عجب إذا رأينا خطية الزنا والقتل تعترض تاريخ داود بعد ذلك. وداود نفسه حصد ما زرع في وَضْح النهار. ولكن بين هذا الشوك نبتت زهرة من الأرض الملعونة، شهادة على أنه «حيث كثرت الخطية، ازدادت النعمة جدًا». فمن داود نفسه ومن بثشبع نفسها اللذين ربطتهما الخطية، جاء ولد هو سليمان، لم يكن ملك أعظم منه؛ لا قبله ولا بعده، ويأخذ من الرب اسم "يديديا" أي "محبوب الرب"!!

                ف.و. جرانت
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

                  الخميس 23 فبراير 2006

                  بعد كل هذا


                  --------------------------------------------------------------------------

                  بعد كل هذا حين هيأ يوشيا البيت، صعد نخو ملك مصر إلى كركميش ليحارب عند الفرات، فخرج يوشيا للقائه ( 2أخ 35: 20 )

                  هذه الكلمات الثلاث، تحدد فترة من حياة يوشيا ملك يهوذا، كما سجلها الوحي الإلهي. وقد جاءت هذه الكلمات مؤشرًا لنهاية حياة لامعة نافعة، ومؤشرًا في آن معًا على بداية طريق قادتها الإرادة الذاتية إلى الهزيمة والكارثة والموت. فهي تعود بالقارئ إلى تاريخ ماضٍ حافل بالأدلة على التقوى التي تجلّت في بكور أيام هذا الملك، فقد بدأ بداية حسنة، وغيرة تزداد بمرور السنين، وأثمرت أربع نتائج هامة:

                  فقد تطهر الهيكل، وأُعيد اكتشاف الحق الذي أصابه الإغفال، كما عثروا يومئذ على كتابات نبوية، وأخذ الشعب يتبرع باختياره لعمل التدشين، واحتفلوا بأعظم فصح منذ أيام صموئيل النبي. ذاك بالحق سجل أكبر مما في طوق فتى أن يقوم به.

                  وفي التطبيق الفردي: كم من شاب تُشبه حالته الأدبية حياة الملك يوشيا ـ يبدأ حياة تقوية لطيفة جدًا، والرغبة الجادة الممتلئة غيرة على خدمة الرب، جذابة جدًا للعين، والتكريس المُلتهب لشخص الرب جميل جدًا، والعواطف المقدسة والنبيلة حول مائدة الرب غاية في الحلاوة والعذوبة.

                  ولكن ماذا "بعد كل هذا"؟

                  هل نرتضي سبيل الاسترخاء مع قليل من مقاومة الغواية؟ وعن طريق مُداعبة العالم، نهيئ للجسد والشيطان الطريق إلى الانحلال، أم أننا نرهف الأذن لصيحة النذير التي يوجهها الوحي الإلهي في هذا الكلمات الفاحصة: "بعد كل هذا"؟ ففي أمر يوشيا، نسمع أنه تحدَّى الله، وجُرح جراحات قاتلة. ويا لها من خاتمة لمثل هذا الرجل، الذي نال حظوة تسجيل الوحي لتقواه وخدمته!!

                  فربما خيِّل إليه أن مركزه المرموق، ومعرفته الناضجة، يُبرران مواجهته مع ملك مصر، على أن الوحي يسجل ضده ثلاث وقائع.

                  أولاً: واضح جدًا أنه تصرف بالاستقلال عن الله،

                  وثانيًا، رفض النصيحة،

                  وأما أخيرًا، فإنه تنكَّر.

                  «وبعد كل هذا» لم يَعُد إناءً صالحًا نافعًا للخدمة. «فمَنْ ينظر أنه قائم، فلينظر أن لا يسقط».

                  و.ج. ترنر
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

                    الجمعة 24 فبراير 2006

                    دعوة الله العُليا


                    --------------------------------------------------------------------------

                    ظهر إله المجد لأبينا إبراهيم ... وقال له: اخرج من أرضك ومن عشيرتك، وهلم إلى الأرض التي أُريك. فخرج... ( أع 7: 2 - 4)

                    بعد الطوفان بأكثر من أربعمائة سنة، احتمل الله خلالها شر العالم، ظهر كإله المجد لإنسان على الأرض، وتعامل معه على مبدأ جديد، هو مبدأ دعوة الله المُطلقة، ولا شأن لهذا المبدأ الجديد مع العالم، فلم يتعرَّض للحكومات، ولم يضعها جانبًا، كما لم تكن هناك فكرة لتحسين وإصلاح العالم وشره. فلقد ترك الله العالم كما هو، وأعلن بهذا المبدأ الجديد، حقه في الاختيار من مجرد نعمته الغنية.

                    وما أحوجنا إلى التثبُّت من هذا الحق الثمين الهام ـ حق دعوة الله المُطلقة، خصوصًا عندما نتحول إلى العهد الجديد، حيث نرى الله في مُطلق سلطانه يتعامل بهذا المبدأ عينه، والكنيسة ليست سوى أفراد دُعوا بالنعمة. والرسول بولس لا يُخبرنا أن الله «خلَّصنا» فقط، بل «دعانا» أيضًا، وهذه الدعوة هي: «دعوة مقدسة ... بمقتضى القصد والنعمة» ( 2تي 1: 9 ). ويذكّرنا الرسول أيضًا أن المؤمنين «مدعوون حسب قصده» ( رو 8: 28 ) ويطلب من المؤمنين بوصفهم «شركاء الدعوة السماوية» ( عب 3: 1 ). كذلك الرسول بطرس يُخبرنا أن الله «دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب» ويختم بالقول: «إله كل نعمة .. دعانا إلى مجده الأبدي» ( 1بط 2: 9 ،5: 10)

                    من هذه الأقوال كلها، يتضح أن المؤمنين لم يخلصوا فقط، بل دُعوا أيضًا. ونحن الذين حصلنا على الخلاص الذي بالإيمان بالمسيح وعمله الكامل، هل نكتفي بمعرفة هذا القدر، ونستريح على أن خطايانا قد غُفرت به، وأننا احتمينا من الدينونة وخلصنا من جهنم، ناسين أن إنجيل الخلاص إنما يتضمن أيضًا دعوة الله لنا إلى مجد المسيح؟ إن الرسول بولس لا يكتفي بالقول إلى مؤمني تسالونيكي «أن الله اختاركم من البدء للخلاص»، بل يضيف إلى ذلك قوله: «الذي دعاكم إليه بإنجيلنا، لاقتناء مجد ربنا يسوع المسيح» ( 2تس 2: 13 ، 14).

                    هذه الفصول العديدة توضح لنا بكل جلاء أن الله إذ دعانا، فذلك راجع إلى أنه قصد ذلك في قلبه إشباعًا لعواطفه الإلهية، كما نرى أيضًا أن هذه "الدعوة" تتضمن دعوتنا من عالم موضوع في الظلمة والجهل بالله، إلى النور العجيب، نور كل ما قصده الله لنا في المسيح ربنا، وإن كنا مدعوين للسماء، فذلك لكي ننال مجد ربنا يسوع المسيح. إن جعالة دعوة الله العُليا، هي أن نكون مع المسيح ومثله.

                    هاملتون سميث
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

                      السبت 25 فبراير 2006

                      مساكن الرب


                      --------------------------------------------------------------------------
                      طوبى للساكنين في بيتك، أبدًا يسبحونك ( مز 84: 4 )

                      في "مساكن الرب" الحلوة، وفي ديار الله، تلتقي النفس بالله الحي، وبالمسيح المُقام. ونجد مذبح الله والحَمَل الذي هناك «كأنه مذبوح». هناك تتعلم أن تدرك وتقدِّر صليب المسيح من سائر الوجوه، هناك تدرك قيمة الذبيحة التي كانت تُشير إليها الذبائح الكثيرة تحت الناموس، المذكورة في سفر اللاويين، هناك تختبر الراحة الكاملة عند مذابح الله «مذابحك»، هناك تتمتع براحة الشركة، إذ تتمتع بالله نفسه، وبالالتفاف حول الخروف المذبوح الذي هو مركز عواطف وأشواق عائلة الله، هذا المذبح أشبه بالعُش الدافئ المُريح للعصفور. ومهما كَثُر الاضطراب والانزعاج والقلق والهم ـ كما يبدو في السنونة التي تطير إلى هنا وهناك باحثة وراء دودة قد أفلتت منها، فعوضًا عن هذه الحالة، يجد القلب هناك مركزه المبارك، وراحته وسلامه وغذاءه وأغانيه المُفرحة، وأناشيده اللذيذة. حقًا أن السعادة والهناء والحمد والسُبح، حليف الراحة.

                      «طوبى للساكنين .. أبدًا يسبحونك».

                      في هذه السُكنى: السعادة والقوة «طوبى لأُناس عزهم بك، طُرق بيتك في قلوبهم»، فنتمتع بالمحبة التي نشم عبيرها عند مذابح الله، ومن هناك تبدأ النفس الأمينة في السير في غربتها في هذا العالم، إلى أن تكمل السفر. وما أحوجنا في هذه الحالة إلى القوة. والنفس التي تتمتع بالشركة مع الرب، لا تبغي قوة، ولا تتطلب معونة في شيء غير الرب. ومتى تزودت بالقوة من الرب، تشرع في السير وتجتاز المشقات والصعاب، وتعبر في القفر قاصدة بيت الله الذي سبق لها أن تمتعت به كشيء حاضر. وهي لا ترضى بهذا التمتع الناقص، إذ جلّ شوقها أن تصل فعلاً إلى البيت، وتتمتع بحقائق الأمور. وقد سبق لها أن اشتاقت وتاقت إلى ديار الرب، وليس لها غرض أو أُمنية إلا أن تسكن في بيت الرب كل أيام الحياة ( مز 27: 4 ). «أبدًا يسبحونك» تسابيح لا تنقطع بالمرة لأي سبب كان.

                      ثم يختبر المؤمن القوة في الله، وينتقل «من قوة إلى قوة»، فهو لا ينال القوة متكدسة يستخدمها متى شاء عند الشعور بالحاجة إليها، وإذ ذاك لا يحس في نفسه بحاجة إلى الوجود في شركة مستمرة، بل يستمد القوة من النبع نفسه في كل خطوة يخطوها في هذا السبيل.

                      هنري روسييه
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

                        الأحد 26 فبراير 2006

                        حقل الفخاري


                        --------------------------------------------------------------------------
                        حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل: وأخذوا الثلاثين من الفضة، ثمن المُثمَّن الذي ثَمَّنوه من بني إسرائيل، وأعطوها عن حقل الفخاري، كما أمرني الرب ( مت 27: 9 )


                        ندم يهوذا الإسخريوطي على فعلته، وقال: «قد أخطأت إذ سلَّمت دمًا بريئًا» وأجرة الإثم، الفضة التي طرحها يهوذا في الهيكل رُميت عند أقدام رئيس الكهنة والشيوخ. فلا ندامة ذلك التعيس، ولا شهادته لبراءة الرب يسوع مسَّت قلوبهم أو حرَّكت فيهم أية رحمة «فقالوا: ماذا علينا؟ أنت أَبصِرْ!». هذا ما قالوه، في الوقت الذي فيه ساورتهم الشكوك حول وضع تلك الفضة في خزانة القرابين لأنها «ثمن دم». وهذا هو الإنسان، لا يحكم على خطيته في نور حضرة الله، حتى ولو أُعطيت له الفرصة ليفعل ذلك، بل يعلل نفسه بحفظ شكليات دينية ظاهرية. لكن الديانة بلا مسيح، لا تساوي شيئًا. وتأملوا كم أسرفوا في إهانة الرب يسوع بتصرفهم هذا، إذا ما رجعتم إلى الفصل الذي استندوا إليه في الناموس «لا تُدخل أجرة زانية ولا ثمن كلب إلى بيت الرب إلهك عن نذرٍ ما، لأنهما كليهما رجسٌ لدى الرب إلهك» ( تث 23: 18 ).

                        «فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء. لهذا سُمي ذلك الحقل «حقل الدم إلى هذا اليوم» ( مت 27: 7 ، 8). وهكذا أقاموا نصبًا تذكاريًا لعارهم في "حقل دما" أي «حقل دمٍ» ( أع 1: 19 ). وذلك الشعب الذي قال: «اعزلوا من أمامنا قدوس إسرائيل» وجلبوا على أنفسهم دمه، جعلوا ميراثهم الموعود به من الله «حقل دَمَا»! ( إش 30: 8 - 14؛ إر19: 10- 13؛ مت27: 25).

                        أ لم يتفرَّقوا بعد ذلك إلى أربع رياح الأرض. نعم كسرهم الله كما يُكسَر وعاء الفخاري، وفي «توفة» (مكان القتل) يُدفَنون حتى لا يكون موضعٌ للدفن (إر19). هذا ما يذكّرنا به «حقل دَمَا». وتلك المدينة، بل والعالم كله، أصبح حقل دم، وحقل فخاري، حيث سُفك دم ابن الله، حيث فسد كل ما خلقه الله حسنًا. وماذا بقيَ في العالم ليقدمه للمؤمن الغريب والنزيل فيه؟ إن تأنى الرب، فليس للمؤمن في هذا العالم سوى مقبرة لجسده المائت. والرب لم يجد له في هذا العالم سوى الصليب والقبر. وما قاله إشعياء وإرميا عن أورشليم، هو صورة صحيحة لمشهد هذا العالم حيث تعبر فيه أقدامنا لزمان يسير. فهل تعي أذهانهم الآن هذا القول: «ألقها إلى الفخاري، الثمن الكريم الذي ثمنوني به» ( زك 11: 12 ، 13)؟

                        فريتز فون كيتسل
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

                          الاثنين 27 فبراير 2006

                          الخادم والخدمة الصحيحة


                          --------------------------------------------------------------------------
                          إن كان أحد يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي. وإن كان أحدٌ يخدمني يُكرمه الآب ( يو 12: 26 )

                          إن الخدمة هي حياة كاملة مُكرسة للرب، وليست بعض الأنشطة التي تُمارس. يقول الرسول بولس: «فأطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تُقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله، عبادتكم العقلية (خدمتكم العاقلة)» ( رو 12: 1 ). أي أن نخدم الرب كعبيد، والعبد هو بجُملته مِلك سيده. ولا يمكن فصل الخدمة عن الحياة بتفاصيلها. والخادم هو خادم أينما وُجِد. أمام الناس هو خادم، وبعيدًا عن الناس هو أيضًا خادم؛ لأنه يخدم أمام الرب.

                          والخدمة هي رؤية مُعطاة من الله للخادم، وليست وظيفة يشغلها الخادم. وبدون رؤية، هناك الجموح والتخبط. والرؤية تتبلور في محضر الله، وتزداد وضوحًا شيئًا فشيئًا، والمطلوب هو الطاعة والحساسية الروحية والتمييز. والخدمة تؤخذ من الرب شخصيًا، وليست تكليفًا من الناس، أو دعوة من كنيسة محلية. وكذلك الخدمة ليست تقليدًا للآخرين. فإن خطة الله والبرنامج الإلهي له يختلف عن الآخرين. يقول الرسول بولس: «حتى أُتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع» ( أع 20: 24 ).

                          والخدمة تثقُّل، وليست هواية مُحببة تُمارس في الأوساط الروحية. إن الشخص يشعر أنه مُلزَم ومديون أن يفعل هذه الخدمة، ولا يهدأ أو يستريح إلا عندما يتممها. قال الرب لبطرس: «ارعَ غنمي»، وهو شعر أنها أمانة في عنقه.

                          والخدمة الصحيحة تستمد قوتها من الشركة الفعالة مع الله. فالخادم ليس آلة أو ماكينة. وكم نخطئ في حق الرب والنفوس، إذا لم نأخذ وقتًا كافيًا أمام الرب لنؤدي أية خدمة حتى ولو كانت بسيطة. إننا بدون الرب لا نقدر أن نعمل شيئًا. وكل ما نعمله بدونه محكوم عليه بالفشل. وكم من أشخاص يهرعون إلى الخدمة، والرب لم يُرسلهم ( إر 23: 21 ، 22).

                          ومن خلال هذه المفاهيم الصحيحة عن الخدمة، نستطيع أن نُدرك أهمية الانتظار والتأني وعدم التسُّرع والاندفاع، والإعداد والتدريب والنضوج، ومعرفة ماذا يريد الرب منا. وقبل أن نكلم الآخرين عن الله، يجب أن نكلم الله عن الآخرين، وقبل الكل يجب أن نسمع كلام الله من جهة أنفسنا.

                          ماهر صموئيل
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

                            الثلاثاء 28 فبراير 2006

                            الأحقاء الممنطقة والسُرج الموقدة


                            --------------------------------------------------------------------------
                            لتكن أحقاؤكم ممنطقة وسُرجكم موقدة، وأنتم مثل أُناس ينتظرون سيدهم متى يرجع من العُرس، حتى إذا جاء وقرع يفتحون له للوقت ( لو 12: 35 ، 36)

                            ونحن مثل أُناس ينتظرون سيدهم، لتكن سُرجنا موقدة. ومعنى ذلك هو أن لنا شهادة ينبغي أن نؤديها بوضوح حتى يعرفها الناس عنا. والأحقاء الممنطقة هي التطبيق العملي لقوة تلك الشهادة. فالمسيح ينظر إلى الاعتراف به الواضح والكامل في الكلام والأفعال.

                            إن الأحقاء المُمنطقة والسُرج الموقدة يجب أن تكون من مميزات المؤمنين في هذا العالم ـ أي الحق في القلب، والاعتراف الحَسَن بالمسيح.

                            ومن الغريب أن مَنْ يدين بعقيدة زائفة لا يكون خجلاً منها. ولكن كم من المسيحيين الحقيقيين، يخجلون من المسيح! ولكن الرب يريدنا أن نكون مثل أُناس ينتظرون سيدهم. فهل حقيقة قلوبنا منتظرة ابن الله من السماء؟ أنا لا أتحدث عن فهم النبوات، فالنبوات مباركة جدًا في مكانها الخاص، لكن ما يخصنا نحن، هو مسيح سماوي بذل نفسه عنا، وسيأتي إلينا ككوكب الصبح. فهل نحن مُنتظرون أن نكون معه ومثله إلى الأبد؟ إن هذا يساعدنا في اجتياز هذا العالم، والصفة التي ينبغي أن تلصق بالمسيحي الآن، هي أنه ساهر. ليست المسألة فهم النبوة، ولكن الصلة بالمسيح كمَنْ أعطى وعدًا بأنه سيأتي، ونحن ننتظره بشوق مُرددين القول: «آمين تعال أيها الرب يسوع».

                            فهل نحن المسيحيين تنطبق علينا هذه الصفة، كأُناس ينتظرون سيدهم؟ لو جاء المسيح في هذه الليلة، هل يمكنه أن يقول عن كل واحد منا "هذا عبد أمين؟" تذكَّر أنه ينتظر هذا المجيء بشوق أكثر منا. وهو يخدمنا، لأن المحبة تحب أن تخدم، أما الذات الأنانية فينا فتحب أن تُخدم. أ فلا يليق بنا في هذا العالم الشرير أن نحفظ أحقاءنا مُمنطقة ونكون ساهرين، وعندما يأتي سيتمنطق ويُتكئنا ويتقدم ويخدمنا! ( لو 12: 37 ).

                            ثم يضيف الرب شيئًا آخر: «طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا!» ( لو 12: 43 ). لقد حصلنا على الحالة التي تؤهلنا للخدمة. والآن مجال الخدمة، ولنا الوعد «يُقيمه على جميع أمواله» ( لو 12: 44 ). فمحبة المسيح لا تكتفي بإسعادنا في الخدمة، ولكن كل ما له يصبح لنا.
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق

                            من قاموا بقراءة الموضوع

                            تقليص

                            الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                              معلومات المنتدى

                              تقليص

                              من يتصفحون هذا الموضوع

                              يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                يعمل...
                                X