إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

    الخميس 16 يونيو 2011

    ما لك ههنا يا لوط؟
    فجاء الملاكان إلى سدوم مساءً، وكان لوط جالسًا في باب سدوم. ( تك 19: 1 )

    نرى في تكوين19 أن لوطًا قد وقع بالكامل في شَرَك شؤون سدوم، وهي خطوة منطقية أخرى نحو السقوط. كان على لوط أن يتعلَّم درسًا عندما أظهر له إبراهيم محبته بإنقاذه من الأسر (تك14)، لكن المؤمن الضعيف يصبح قلبه متقسيًا نحو المحبة والتفكير المنطقي السليم. وقد يتطلب الأمر أحيانًا حادثًا فظيعًا لإخراج مؤمن من سدوم. زيارة ملائكة ونار من السماء نجحت أخيرًا في إخراجه من سدوم، لكن بعد صراع ومماطلة وخسارة ( تك 19: 15 - 29).

    ومقاومة لوط في الرحيل لم تكن المؤشر الوحيد على انغماسه في سدوم. فمن المحتمل أن يكون قد تزوج بامرأة من سدوم، وتخلَّص من خيامه، واشترى بيتًا في سدوم ليُقيم فيه بصفة دائمة. سكن مع أسرته في سدوم، وبالطبع كان من الصعب قطع تلك الجذور والروابط الأُسرية. فعندما جاء الملاكان إلى سدوم مساءً «كان لوط جالسًا في باب سدوم» ( تك 19: 1 )، تعبير يعني تورطه في إدارة شؤون سدوم.

    قد يبدو الأمر أن لوطًا كان يحاول أن يقوم بحركة إصلاح في المدينة، لكن من الجدير بالملاحظة أن شهادة إبراهيم وهو خارج المدينة، كانت أقوى تأثيرًا من شهادة لوط المُقيم داخل المدينة. فالمؤمن المنخدع من العالم مثل لوط قد لا يكون متورطًا في خطايا أهل العالم الفظيعة كالشذوذ الجنسي والعنف والقتل ( تك 19: 2 - 9)، لكن تفكيره يصبح ملتويًا ومشوهًا ( تك 19: 8 )، لأنه فقدَ شركته مع الله. وقد يسخر من شهادته أقرب الناس إليه ( تك 19: 14 ). وقتها تصبح حالة المؤمن الساقط بائسة ومؤسفة ( 2بط 2: 7 ، 8).

    والمشهد الأخير في قصة لوط، مشهد حزين للغاية. الله في مراحمه الواسعة أنقذ حياته، لكن الخطوة الأخيرة على طريق الفشل تؤدي إلى فقدان كل شيء: الوظيفة والبيت والممتلكات والزوجة. صحيح أن لوطًا استطاع إخراج ابنتيه من سدوم، لكن لم يستطع إخراج سدوم منهما. ومن علاقتهما الشاذة النجسة مع أبيهما جاء ”موآب“ و”عمون“، شعبان مرّرا حياة شعب الله لسنين طويلة ( تك 19: 30 - 38). وهكذا فإن قصة لوط بمثابة تحذير لكل مؤمن وخاصة الآباء، والتحذير هو: ”لا تسلك طريق الفشل“.

    ديفيد ريد
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #17
      رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

      الجمعة 17 يونيو 2011

      لا يعوزني شيء (2)
      الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء ... أيضًا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي ( مز 23: 1 -4)

      تأملنا في الأسبوع الماضي في كون المؤمن يستطيع بثقة أن يصرِّح بالقول «الرب راعيَّ فلا يُعوزني شيء»، ونواصل اليوم المزيد من التأملات، فنقول:

      (4) لا تعوزني هداية أو إرشاد لأنه «يهديني إلى سُبُل البر من أجل اسمهِ». يذهب الراعي متقدمًا غنمه في الطرق المستقيمة، إذ توجد طريق قد تؤدي إلى العَطَب والهلاك كما أن أخرى قد تؤدي إلى البُعد والضلال حيث لا يمكن للغنم هناك أن تهتدي إلى طريق رجوعها؛ ولكن بينما الراعي الصالح يُخرج خرافه الخاصة، فإنه يذهب أمامها، وهي تتبعه لأنها تعرف صوته ( يو 10: 4 ).

      (5) لا يعوزني سلام ولا رفقة أحد لأنه «إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي». توجد بعض الطرق التي تظهر كأنها مستقيمة ولكن نهايتها هلاك مُحقق، ولكن إن سرنا في الطريق وكان له المجد فيه قائدنا ومرشدنا، فإننا ننام ونستريح وقلوبنا واثقة في عنايته الخاصة وقوته الحافظة، ورفيقنا الأمين يسير بنا ومعنا كل الطريق، مانحًا نفوسنا سلامًا يحفظ قلوبنا في تمام الراحة «ذو الرأي الممكَّن تحفظه سالمًا سالمًا، لأنه عليك متوكل» ( إش 26: 3 ).

      (6) لا تعوزني تعزية لأن «عصاك وعكازك هما يعزيانني». يحمل الراعي عصاه لإرشاد الغنم، وعكازه للدفاع عنها حتى إذا ما قرب الخطر يرفع الراعي صوته عاليًا، وصوته معروف لهم، مناديًا إياهم للإسراع بالإتيان إليه، ثم يركضون حالاً للاحتماء في شخصه. ويا له من ملجأ أمين ذلك الذي لنا في حبيبنا الرب يسوع الذي فيه تُحفظ نفوسنا من جميع الأخطار والصعاب التي حولنا في أي حال أو على أي حال، ما دمنا واثقين فيه ومتكلين عليه «اسم الرب برجٌ حصين، يركض إليه الصدِّيق ويتمنَّع» ( أم 18: 10 ).

      (7) لا يعوزني طعام لأنك «ترتب قدامي مائدةً تجاه مضايقيَّ». كما أن الراعي يبذل جهده لكي يجد لخرافه طعامها ومكانًا آمنًا تأكل فيه بعيدًا عن الحيوانات المفترسة والحشائش السامة المُميتة، الأمور التي هي بلا شك أعداء لهذه الغنيمات الضعيفة، كذلك السيد ـ له المجد ـ يرشدنا بل ويوجدنا حيث تلك المراعي الغنية الآمنة حيث هناك نستطيع أن نتمتع به فتقتات نفوسنا منه كخبز الحياة «مَن يُقبل إليَّ فلا يجوع .... فمَن يأكلني فهو يحيا بي» ( يو 6: 35 ، 57).

      هـ. ك
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

        السبت 18 يونيو 2011

        أفراح القرب من الله

        وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح. ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً ( 1يو 1: 3 ، 4)

        من أعظم بركات الله للإنسان هي تلك العلاقة الشخصية بين الإنسان والله. والرسول يوحنا يؤكد حقيقة أنه قد صار لنا الآن شركة مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح ( 1يو 1: 3 ) وهذا امتياز مبارك لكل فرد في عائلة الله المحبوبة لديه. فبعد أن صارت لنا خصائص طبيعة الله، وأصبحنا في حالة التوافق معه في أفكاره ومبادئه وعواطفه، أصبحت لنا الأهلية الروحية للتمتع الشخصي بالمسيح وبأبينا والتلذذ بهذه العلاقة الحُبية المُفرحة والتي لا تسمو عليها بركة أخرى. ففي هذه الشركة نتغذى روحيًا من خلال كتابه المفتوح أمام عيني الإيمان. وأحاديث القلب الشجية معه، بل وتنهدات القلب الضارع إليه، وأفراح الرجاء المرتقب. إن هذه الشركة تملأ النفس بالفرحة والسلام وغمر من التعزيات في ظل خضم قلاقل الحياة واضطراباتها.

        ولكن قد يستكثر علينا عدو كل بركة وخير تلك الأجواء الروحية البهيجة، وقد يستكثر الجسد سلام النفس وصفاء القلب، وقد يستكثر علينا العالم طماننا وأماننا في المسيح فيعمل هذا أو ذاك على زحزحتنا بعيدًا عن حلاوة الشركة ببركاتها وأثمارها اليانعة، فتهيم النفس بعيدًا عن ينابيع أفراحها وقوتها، فتمتلئ النفس اضطرابًا ويُنزع من القلب سلامه ومن العقل صفاءه ومن الروح بهجتها ومن الحياة بريقها ورونقها، فتذبل النفس عندئذٍ وتحيط بها الشكوك والمخاوف، وقد تسقط في بالوعة اليأس والحزن المفرط. وبينما يجاهد العدو في إطفاء ما بقى من شعاعة أمل، يأتي ذلك الصديق اللطيف الودود والرفيق الأمين بنظرة الرثاء والإشفاق ( لو 22: 61 ). وبكلمات المحبة والحنان بديلاً عن منصة القضاء ( هو 11: 8 ). ها هو يأتي في الصباح الباكر ( يو 21: 4 ) وشباكنا فارغة وأجسادنا باردة وأصواتنا كسيرة، حاملاً لنا خبزًا للشبع ونارًا للدفء ( يو 21: 9 ). إنها المحبة متجهة إلينا لطيفة وودودة باحثة وتاعبة لأجل مَنْ أحبتهم، إذ هي ما زالت في قوتها ولظاها ( نش 8: 6 ). إنه يدعوك ويناجيك عن تلك الأيام الخوالي التي تذوقت فيها أفراح الشركة معه، يدعوك لتستريح وتتمتع بحلاوة الشركة معه لأن محبته تعرف كيف تسترد مَن كان يومًا لأجلهم على الصليب في الجلجثة.

        تعالوا واشهدوا الحبَ وذوقوا وانظروا الرب
        إلى الحياة يدعوكـم فلبُّوا وافتحوا القلب

        جوزيف وسلي
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

          الأحد 19 يونيو 2011

          المسيح المُكلَّل والسجود

          يَخرُّ الأربعة والعشرون شيخًا قدام الجالس على العرش، ويسجدون للحي إلى أبد الآبدين.. قائلين..لأنك .. خلقت كل الأشياء، وهي بإرادتك كائنة وخُلقت ( رؤ 4: 10 ، 11)

          ماذا تكون اللمحة الأولى لسيدنا المُمجد في السماء، حين ننظر إليه، لا في رؤية عابرة قصيرة العمر، لا في محدوديات الأرض وضجيجها، بكل مُعاناتها، بكل أحزانها، بكل ضيقاتها التي تكتنفنا، لكنها جميعًا ستكون قد انزاحت إلى غير رجعة، وسنكون أمامه، ذاك الذي طالما سَعينا أن نتمتع بلمحة من مُحياه. يومئذٍ نرى تلك الطلعة في تمام الجمال والكمال، في هالة من المجد، ونحن أنفسنا نتغيَّر لكي يتسنَّى لنا أن نحتمل ذلك المجد، وليس كموسى الذي وُضع في نُقرة من الصخرة بينما المجد عابر.

          وإذ يحدث هذا، هل من عَجَب أن يترك الشيوخ الأربعة والعشرون عروشهم ويخرُّون قدام الجالس على العرش المرتفع؟ ومع أنهم هم بدورهم مُمجَّدون، فإنهم يأخذون أماكنهم قدامه ساجدين، مثلما لم يسجدوا من قبل. فما الذي حَدَا بهم أن ينزلوا عن عروشهم؟ لا شيء سوى وجه المسيح في مجده الإلهي.

          ما الذي ينشئ السجود؟ نحن لا نملك أن نصطنعه، ولا نقدر أن نخلق روح السجود. وإنما حين يتجلَّى أمامنا شخص ربنا يسوع المسيح المجيد في قوة الروح القدس، حينئذٍ فقط نقدر أن نسجد، لأنه حينئذٍ يمنحنا الروح القدس أن نسجد بالروح والحق، ونقدم ما يطلب الآب. وهكذا نرى هنا أن الأربعة والعشرين شيخًا «خرُّوا قدام الجالس على العرش، وسجدوا للحيِّ إلى أبد الآبدين». أوَليس الحال هكذا أبدًا؟ إنه في أعمق وأسمى صور السجود، تكون أفكارنا وحاسياتنا أعظم وأعمق من أن نعبِّر عنها كلامًا! فالإنسان لا يطرح بنفسه على الأرض لكي يرنم، وإنما هو يخرُّ ليعبد ذاك الذي يسجد له، معبِّرًا بسجوده عما لم يستطع التعبير عنه بلسانه.

          لقد ألقى الشيوخ بأنفسهم على الأرض ليس لكي يتكلَّموا، وإنما ليعبِّروا عن التوقير والتكريم والتمجيد الذي أحسّوا به. هم فعلاً تكلَّموا في السجود، وإنما بعد ما أخذوا المكان الصحيح وعلموا ما هم يفعلون. أجل، أخذوا مكانهم اللائق بهم، أدركوا حقيقة ما كانوا يفعلون، وأدركوا مجد الذي كانوا في حضرته، وهذا كله حملهم على طرح أنفسهم، وطرح أكاليلهم قدامه.

          وكما أن الشيوخ المُمجَّدين يخرِّون ساجدين في حضرة الخالق، كذلك نحن بدورنا، حينما نجتمع في حضرة الرب يسوع المسيح، فإننا ـ بالتمام ـ نكون في حضرة الخالق.

          هوكنج
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

            الاثنين 20 يونيو 2011

            اجتهد أن تكون هادئًا

            أطلب إليكم أيها الإخوة ... وأن تحرصوا على أن تكونوا هادئين، وتمارسوا أموركم الخاصة ( 1تس 4: 10 ، 11)

            القراءة السطحية للكلمات التي في صدر هذا المقال قد تجعلنا نفهم ما تعنيه: أن نكف عن الصَخَب في حياتنا. ولسنا ننكر أن التحريض ينطوي على قدر من النصيحة لأصحاب الأصوات المرتفعة والأشخاص دائبي الحركة الذين لا يكفُّون عنها، ومنظرهم الهائج يهيّج سواهم.

            غير أنني أرى أن كلمات الرسول تستهدف أن نغرس في نفوسنا حالة الهدوء الباطني التي لا تتأثر بالقلق بما في الخارج، وأن يسود القلب، في هدأة المقادس وسكونها، سلام الله بمثابة حارس لتأمين النفس ضد عوامل العالم المُتنازعة وقوى إبليس الذي لا يهدأ. وسياج مثل هذا للفكر، لا يسَعنا إلا الاعتراف بحاجتنا القصوى إليه.

            وسواء أدركنا، أو لم ندرك، الحاجة إلى روح الهدوء هذه، فلا مفرّ من مواجهة الحقيقة، وهي أن الرسول يحرِّضنا على الاجتهاد في غرسها وتدعيم قوائمها. فالحرص على أن أكون هادئًا، معناه أن أجعل الهدوء مطلبًا ومطمعًا مسيحيًا، أبذل الجهد في سبيله من أجل خاطر المحبة والكرامة. علينا أن نعده هدفًا من أهداف الحياة الجديدة، أن نحفظ القلب مصونًا إزاء غزوات جحافل مشغوليات واهتمامات وانزعاجات هذه الحياة.

            وإنني متيقن أن سكون الفكر هذا في متناول رجل الإيمان، بل وأكثر من ذلك أؤكد أننا في اليوم الذي نفتقد فيه سكون الفكر فاللوم علينا. إن مجرَّد معرفتنا بوجود هذا المَثَل الأعلى في الكتاب المقدس شيء له وزنه الخطير، ويتلوه معرفتنا بأن هذا المَثَل الأعلى في متناول كل واحد منا. وإذ يملك سلام المسيح في قلوبنا عندئذٍ نكون قد امتلكنا سكون النفس وهدوءها. وسر نجاحنا في مساعينا نحو هذا الهدف هو الإيمان. ومن اليسير جدًا على المؤمن أن يتقبَّل هذا التحدي الذي لا جواب عليه «إن كان الله معنا (أو لنا) فمَن علينا؟» ( رو 8: 31 ). إن اليقين الذي لا يتشكك بأن القدرة الإلهية تحرسنا وتهدينا، من شأنه أن يهَبنا إحساسًا بالطمأنينة والأمن لا يمكن لشيء على الأرض أن يزعجه.

            أيها الأحباء .. علينا أن نتعلم كيف نتمسك بالسكينة الداخلية في غمار الشدة. وعلى هذا الطريق المرسوم نتبع سيدنا الذي احتمل كل الشدائد غير هاربٍ منها، بل احتفظ في خلالها جميعًا بالسلام الداخلي الذي لا ينقطع.

            كاتب غير معروف
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

              الثلاثاء 21 يونيو 2011

              واقفٌ قدام الباب


              هأنذا واقفٌ على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي ( رؤ 3: 20 )

              نحن نؤمن أن مجيء الرب قد اقترب، وهذا الرجاء هو امتياز يفرِّح قلوب المؤمنين إلاّ أنه يرتبط بوقفات للرب تجعلنا نفكر في جانب المسؤولية إزاء هذا المجيء:

              (1) ها هو الرسول يعقوب يحرِّضنا على التأني وثبات القلب وعدم الأنين بعضنا على بعض، فيقول: «فتأنوا أيها الإخوة إلى مجيء الرب .. فتأنوا أنتم وثبِّتوا قلوبكم، لأن مجيء الرب قد اقترب. لا يئن بعضكم على بعض أيها الإخوة لئلا تُدانوا. هوذا الديان واقفٌ قدام الباب» ( يع 5: 7 - 9). فلنراجع أنفسنا ـ أحبائي المنتظرين مجيء الرب ـ ما هو مدى صبرنا وطول أناتنا؟ هل نحن هادئين؟ لنحذر الأنين الذي يقابله التأديب من جانب الرب، «لأن الرب يدين شعبه» ( تث 32: 36 ). إنه يرى ويسمع ما يدور خلف الأبواب المغلقة، وفي قداسته لا يُهادن أقل شر في حياتنا. إن الأنين على إخوتنا هو دليل ضعف محبتنا «لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا» ( 1بط 4: 8 )، ونحن ينبغي أن لا نحكم في شيءٍ قبل الوقت ( 1كو 4: 5 ).

              (2) وها هو الرب يخاطب ملاك كنيسة اللاودكيين، موبخًا فتوره واستقلاله عن الله «إني أنا غني وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيء»، مع أنه في واقع الأمر «الشقي والبائس وفقير وأعمى وعريان»، ولكن الرب يقدم له ما يُغنيه ويستره وينير عينيه، ثم يقدم له أعظم فرصة «هأنذا واقفٌ على الباب وأقرع. إن سمع أحدٌ صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي» ( رؤ 3: 20 ). إنها شركة مجيدة، والوعد للغالب «سأعطيه أن يجلس معي في عرشي» (ع21). ويا له من تباين! الرب على الباب واقفٌ ليصير المؤمن على العرش جالسًا.

              (3) والرب سيخرج ليحارب المقاومين «وتقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون ... فينشق جبل الزيتون من وسطهِ ... واديًا عظيمًا جدًا» ( زك 14: 3 ، 4)، ويأتي الرب وجميع القديسين معه، ويؤسس مُلكه السعيد «ويكون الرب مَلكًا على كل الأرض» ( زك 14: 9 ) «فيُخفض تشَامخ الإنسان وتوضع رِفعة الناس ... ويدخلون في مغاير الصخور وفي حفائر التراب من أمام الرب ومن بهاء عظمته عند قيامه (وقوفه) ليُرعب الأرض» ( إش 2: 17 - 19). ليتنا ونحن عالمون رُعب الرب نُقنع الناس ليتصالحوا مع الله ( 2كو 5: 11 ).

              وهيب ناشد
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

                الأربعاء 22 يونيو 2011

                سجَّانٌ يصبح مسيحيًا


                يا سيديَّ، ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلُص؟ فقالا: آمن بالرب يسوع المسيح فتخلُص أنت وأهل بيتك ( أع 16: 30 ، 31)

                إن الله يمكنه أن يُخلِّص أي شخص، ويوجد أشخاص نقول عنهم إن الله وحده هو الذي يستطيع أن يُخلِّصهم، والسجَّان الروماني أحد هؤلاء. إن هذا الرجل كان عليه أن يكون وحشيًا ليمكنه أن يؤدي عمله، فنحن نقرأ أنه «ألقاهما (بولس وسيلا) في السجن الداخلي، وضبط أرجلهما في المقطرة» ( أع 16: 24 )، وكان الدم لم يجف بعد على ظهريهما. إنه من الصعب أن تعتقد أن هذا الرجل هو بعينه المذكور عنه أنه «أخذهما في تلك الساعة من الليل وغسَّلهما من الجراحات، واعتمد في الحال هو والذين له أجمعون. ولما أصعدهما إلى بيته قدَّم لهما مائدة، وتهلَّل مع جميع بيته إذ كان قد آمن بالله» (ع33: 34). إن ما حدث من تغيير في هذا السجان يمكن أن يُجريه الله فيك أنت شخصيًا أيها القارئ العزيز. وما الذي أحدث هذا التغيير العظيم؟ أحدثه سؤاله القائل: «يا سيديَّ، ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلُص؟ فقالا: آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك» وعدد34 يُريك أنه قد آمن بالله.

                ربما تقول: ماذا تقصد من قولك: الإيمان بالله؟ فأقول: ماذا تقصد أنت من إيمانك بشيء ما أو شخص ما أو خبر ما؟ إن إيمانك بالله لا يختلف شيئًا عن إيمانك بشخص إلا في كون إيمانك بالله له أساس أمتن وسبب أقوى. إنه من الغريب جدًا أن نثق في بعضنا البعض ونشك في الله؛ نُمسك بكلمة المخلوق المائت ولا نثق بكلمة الله الخالق الحي. حقًا ما أعظم النور الذي يضيء طرقنا إن صدَّقنا الله وأيقنا أنه يعني ما يقول، ويُنفّذ حتمًا كل كلمة خرجت من فيه.

                إن الرب يسوع في الأناجيل يطلب أن يُصدَّق. وإن واجبك هو أن تؤمن وتظل مؤمنًا. هذا ما غيَّر السجان، وهذا بعينه ما يغيّر حياتك أيضًا.

                ليس عندي ما أقول أكثر من ذلك. إن المسيح أمامك ولك الحرية أن تقبله، فاقبله وثق فيه وصدِّق ما يقوله «مَن يُقبل إليَّ لا أُخرجه خارجًا» ( يو 6: 37 ). إنه يقدِّم نفسه للخطاة وليس للأبرار. إنه جاء لأنك كنت بلا قوة ولا تستطيع أن تعمل شيئًا، فالقِ بنفسك عليه وقُل له: يا سيدي إني أُسلِّمك نفسي كخاطئ ضعيف فخلِّصني واستلم حياتي.

                ج.ر. ميلر
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

                  الخميس 23 يونيو 2011

                  شاول وأجاج


                  وعفا شاول والشعب عن أجاج وعن خيار الغنم والبقر .. وعن كل الجيد، ولم يرضوا أن يحِّرموها. وكل الأملاك المُحتقرة والمهزولة حرَّموها ( 1صم 15: 9 )

                  إن خاتمة هذا الأصحاح تُرينا بمنتهى الوضوح الخط الذي سارت فيه أفكار شاول ورغباته. كان للتو قد سمع حكم صموئيل وقضاء الله عليه، مُذيَّلاً بهذه العبارة الخطيرة «يمزق الرب مملكة إسرائيل عنك اليوم، ويُعطيها لصاحبك الذي هو خيرٌ منك» وكنا نتوقع أن يكون لهذه الكلمات وقع الصاعقة على مسامعه، لكنه وبمنتهى الكبرياء واللامبالاة يقول لصموئيل: «والآن فاكرمني أمام شيوخ شعبي وأمام إسرائيل». هذا هو شاول؛ قال إن الشعب هو الذي عفا عن المُحرَّم، كأن هذا خطأهم. «فاكرمني»، يا للادعاء الباطل! فقلبه الذي انغمس في الشر يطلب كرامة من مخلوقات حقيرة نظيره. ولذا قد رُفض من الله كحاكم لشعبه، ومع ذلك نجده يتمسك بفكرة الكرامة الإنسانية. فيبدو أنه ما كان ليهمه رأي الله فيه بشرط أن يحتفظ بمكانته وبتقدير شعبه. على أنه قد رُفض من الله، وتمزقت المملكة عنه. وما كانت لتنفعه كثيرًا عودة صموئيل إليه بينما هو مُستمر في طريق العبادة الشكلية للرب.

                  «وقال صموئيل: قدموا إليَّ أجاج ملك عماليق. فذهب إليه أجاج فَرِحًا. وقال أجاج: حقًا قد زالت مرارة الموت. فقال صموئيل: كما أثكل سيفك النساء، كذلك تثكل أمك بين النساء. فقطع صموئيل أجاج أمام الرب في الجلجال».

                  إن الجلجال هو المكان الذي فيه دُحرج عار مصر عن إسرائيل، ونجده دائمًا يُذكر بالارتباط مع عدم الاتكال على الجسد والانتصار على الشر. وهناك أيضًا كانت نهاية هذا العماليقي بيد صموئيل البار. وفي هذا تعليم مهم لنا، فحين ينعم الله على النفس بإدراك حقيقة خلاصها من مصر بقوة الموت والقيامة، عندها تكون في أفضل وضع يمكّنها من النُصرة على الشر. ولو كان شاول قد عرف شيئًا عن روح ومبدأ الجلجال، لَمَا كان قد عفا عن أجاج، لكنه كان مستعدًا فقط أن يذهب إلى هناك من أجل المملكة، لكنه لم يكن لديه الاستعداد بأية طريقة أن يسحق ويُنحِّي جانبًا كل ما فيه رائحة الجسد. أما صموئيل، إذ تصرف بقوة روح الله، فإنه تعامل مع عماليق حسب مبادئ كلمة الله، لأنه مكتوب: «إن اليد على كرسي الرب. للرب حربٌ مع عماليق من دورٍ إلى دور» ( خر 17: 16 ). وكان يجب على ملك إسرائيل أن يعرف هذا.

                  ماكنتوش
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

                    الجمعة 24 يونيو 2011

                    لا يعوزني شيء (3)


                    الرب راعيَّ فلا يعوزني شيءٌ .. إنما خيرٌ ورحمةٌ يتبعانني كل أيام حياتي، وأسكنُ في بيت الرب إلى مدى الأيام ( مز 23: 1 - 6)

                    تأملنا في الأسبوعين الماضيين في كون المؤمن يستطيع بثقة أن يصرِّح بالقول: «الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء»، ونواصل اليوم المزيد من التأملات، فنقول:

                    (8) لا يعوزني لا فرح ولا بهجة لأنك «مسحتَ بالدُّهن رأسي. كأسي ريًّا». يقف الراعي في نهاية اليوم على باب حظيرة خرافه، رافعًا عصاه، فاحصًا كل خروف يدخل تلك الحظيرة. وكل حظيرة إنما هي عبارة عن مربع واسع من الأرض مُحاط بحوائط ليست مرتفعة، وبها باب واحد فقط، وهناك يقضي الراعي ليله في حراسة غنمه، ومن هذا نفهم القول الوارد في يوحنا10: 9 «أنا هو الباب. إن دخل بي أحدٌ فيخلُص ويدخل ويخرج ويجد مرعى». ويملأ الراعي قرنًا من الزيت النقي، زيت الزيتون المنعش، ويأتي بذلك الخروف الذي جرحت ركبته صخرة من الصخور أو تسلَّخ جلده من أشواك الطريق، ويدهن رأس ذلك الخروف المُتعب المسكين. وأي عطف وأية رحمة وشفقة تلك التي نجدها في راعينا الصالح في تقديمه وسائل العلاج والشفاء لنفوسنا، مُعطيًا إيانا «دُهن فرحٍ عوضًا عن النَّوح، ورداء تسبيح عوضًا عن الروح اليائسة» ( إش 61: 3 ) حتى نستطيع بذلك أن نمجده في حياتنا.

                    (9) لا يعوزني أي شيء في هذه الحياة لأن «خيرًا ورحمةً يتبعانني كل أيام حياتي»، عندما ينتهي النهار وينقضي اليوم وتذهب الغنم إلى موضع راحتها في الحظيرة لكي تنام وتستريح. يا لها من صورة جميلة مُشاهدة في هذا المنظر الحلو وهي صورة القناعة الكاملة التي يتمثل فيها الهدوء والراحة. ونحن ما دمنا قد اختبرنا جليًا شفقة وطيبة ذلك الراعي الصالح فنحن واثقون في عنايته ومحبته، وأن خلاصه ورحمته لا يمكن أن يفارقانا إلى أن يُدخلنا معه في مجده.

                    (10) لا يُعوزني أي شيء هناك في الأبدية حيث «أسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام». نشعر أن فضل هذه الإحسانات يملأ قلوبنا، كما أننا نشعر أنه في نور هذه الأفكار الثمينة نستريح حقًا. إن نفوسنا تحيا وتنتعش بقوة ذلك الرجاء الحي وتلك الحقيقة المؤكدة وهي أن السيد ـ له المجد ـ ذهب إلى بيت الآب ليعدّ لنا مكانًا فيه، وسيأتي ثانيةً ويأخذنا معه حتى حيث يكون هو نكون نحن أيضًا، ونظل معه طوال الأبدية.

                    هـ . ك
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

                      السبت 25 يونيو 2011

                      الحنين للمقادس


                      أرفع عينيَّ إلى الجبال، من حيث يأتي عوني ( مز 121: 1 )

                      هذه العبارة تأتى في أغلب الأصول بلغة التساؤل «أ أرفع عينى إلى الجبال؟» ولماذا تساءل المرنم بالذات عن رفع العين إلى الجبال؟ قد يقول البعض لأن الجبال عالية، أو لأن الجبال ثابتة لا تتزعزع، ولكن السبب المباشر والرائع، أن الجبال التى يقصدها هي الجبال التي بُنيت عليها أورشليم وبُنيَ عليها الهيكل، كان لدى المرنم شوق وحنين إلى بيت الله الموجود على الجبال.

                      وهنا نتوقف لنتساءل: هل لنا ذات الرغبة التي كانت للمرنم؟ هل نشتاق ونتوق إلى الوجود في ديار الرب؟ قال داود «واحدةً سألتُ من الربِّ وإياها ألتمِس: أن أسكُنَ في بيت الرب كل أيام حياتي، لكي أنظر إلى جمال الرب، وأتفرَّس في هيكلهِ» ( مز 27: 4 ). وقال بنو قورح: «اخترت الوقوف على العتبة في بيتِ إِلَهِي على السكنِ فِي خِيَامِ الأشرارِ» ( مز 84: 10 ).

                      إن الشيء الذي من المفترض أن يميز قديسي الله هو التعلُّق الشديد ببيت الرب، بالاجتماع إلى اسم الرب يسوع، فلا تكون لنا لذة ولا سرور إلا في العيشة بالقرب منه، وفي الاجتماع لاسمه.

                      قال أحدهم: ”إن ترانيم المصاعد كانت هامة جدًا بالنسبة للشعب وهم في أرضهم، وبالذات وهم صاعدون إلى أورشليم ليسجدوا، ولكن قوة هذه الترانيم والاحتياج إليها أصبح أكثر إلحاحًا عندما كان الشعب مسبيًا فى بابل، لقد كانت كلماتها كلمات الشوق والحنين“.

                      عندما ذهب الشعب إلى السبي نقرأ أنهم على أنهار بابل جلسوا، طبعًا جلوسهم على أنهار بابل يحكي عن الراحة، وشيء جميل أن تجلس على النهر وتتمتع بأروع وأجمل المناظر، ولكن وبالرغم من كل جمال وأمجاد بابل إلا أن هذا لم يُنسهم أورشليم وهيكل الرب، بل بالعكس زادهم حنينًا وشوقًا لبيت الرب وللصعود إلى بيت الرب.

                      ونحن نجد صدى لهذا الأمر في العبارة التي أمامنا «أرفع عينى إلى الجبال» فالمرنم له رغبة أن يصعد إلى بيت الرب ليتواصل مع السيد هناك.

                      ما أحلى ساعاتٍ بها يجمعُنا الروحُ معًا
                      فالاجتماعُ هكذا يُشبهُ أيامَ السَّمـا

                      إسحق شحاتة
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

                        الأحد 26 يونيو 2011

                        ليس كما أرادوا، بل كما أراد الله

                        وكان الفصح ... وكان رؤساء الكهنة والكتَبَة يطلبون كيف يمسكونه بمكر ويقتلونه، ولكنهم قالوا: ليس في العيد، لئلا يكون شَغبٌ في الشعب ( مر 14: 1 ، 2)

                        يد الله هي العالية على الدوام، وحكمة الله هي التي تسود وتحكم كل شيء. وفي الأصحاح الرابع عشر من إنجيل مرقس نقرأ عن عشاءين أحدهما في بيت عنيا والآخر في أورشليم. الأول عشاء في بيت عائلة محبوبة من الرب (ع3- 9)، والآخر عشاء يرسم ترتيبًا جديدًا في عيد الفصح (ع22- 26). ومن شأن هذا الترتيب الجديد تنحية جميع الظلال والرموز ـ والفصح واحد منها ـ لإفساح المجال للحقيقة المؤسسة على موت المسيح وقيامته.

                        هذان العشاءان لهما وزنهما الكبير في تقدير الله إذ إن موت المسيح هو الحق المركزي العظيم، ليس فقط في عشاء الفصح، بل أيضًا في عشاء بيت عنيا كما رسمه روح الله أمام قلب وعواطف مريم.

                        لقد أحسَّت مريم بقرب موت المسيح، ليس بإعلان سمعته، بل بمشاعرها المُحِبَة للرب المخلِّص، وبفعل الروح القدس في قلبها الذي جعلها تشعر بخطر قريب الوقوع، لكنها لم تعبِّر عنه بكلمات، بل بتعبير عملي نبيل عميق المعنى، أدركه الرب وفسَّره بأنه عمل مرتبط بموته، إذ دهنت جسده بالطيب للتكفين.

                        وفي العشاءين قليلاً ما أدرك باقي التلاميذ هذا المعنى؛ معنى موت المسيح، لكن الله بيَّن أن يده هي العُليا وحكمته هي التي تحكم كل شيء. وهذا واضح غاية الوضوح لأنه عند العشاء في بيت عنيا أراد رؤساء الكهنة والكتبة أن يمسكوه بمكر ويقتلوه، ولكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغبٌ في الشعب. وكان الفصح بعد يومين ( مر 14: 1 )، لكن كانت حكمة الله في الأزل قد رتبت أن يكون موت المسيح في ذلك اليوم وليس في يوم آخر. رتبت حكمة الله أن يكون موت المسيح في يوم الفصح الذي هو أول وأساس جميع الأعياد، في يوم الفصح الذي هو الظل الرمزي لموت المسيح.

                        وهكذا نرى كُلاً من الله والإنسان يرتب ويدبر، لكن لا حاجة بنا إلى القول بأن الله ينفذ مشيئته حتى ولو استخدم في ذلك الناس الذين دبروا ورتبوا أن لا يكون موت المسيح في عيد الفصح. والواقع أن الله يعمل وِفق رأي مشيئته، وكل مشيئة أخرى ليست أكثر من أداة تخدم أغراض حكمته. فليست أفكار وإرادة أولاد الله هي وحدها التي يستخدمها الله، بل يستخدم حتى الناس الأشرار.

                        كاتب غير معروف
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

                          الاثنين 27 يونيو 2011

                          إعلان الله لمَن حولنا

                          وأما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا، بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم، مستعدين دائمًا لمجاوبة كل مَن يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم ( 1بط 3: 14 ، 15)

                          إن نصائح الرسول بطرس في رسالته الأولى3: 14، 15 مفيدة عمليًا، وبخاصةً أنها جاءت من شخص اختبر كلاً من النجاح والفشل في الاختبار المسيحي. وكلتا رسالتيه راعويتان في المقام الأول، حيث تخرج كلماتها المشجعة من قلب راعي مهتم بالقطيع. وفي هذه الأعداد يشير بطرس إلى نصيب المؤمنين من الآلام لأجل البر، وعلينا ألاّ ننزعج فلن يُصيب قطيع الرب أمر مُضر، كما وأن الرب مُصغِ دائمًا لصلوات قديسيه.

                          في مواجهة سوء الفهم، ومقاومة المُحيطين بنا، علينا كمسيحيين أن نبني أنفسنا على هذه المشجعات التي تقوينا في طريقنا في هذا العالم. إن هذا الجو المحيط، ينبغي ألاّ يدفعنا للانعزال، بل على العكس فإن الرسول يقول إنه علينا أن نقدِّس الرب الإله في قلوبنا، مستعدين دائمًا لمجاوبة كل مَن يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا، بوادعة وخوف. والخوف هنا يعني ”الاحترام“. إنه يحدد عملنا هنا في اتجاهين:

                          1ـ أن نقدِّس الله في قلوبنا .. وفي نفس الوقت:

                          2ـ أن نجاوب مَن يسألنا عن رجائنا في حالة من الوداعة والاحترام.

                          في العالم اليوم تقديرنا وتقييمنا لحياة المؤمن يشوبه الاضطراب. إن أول احتياجات المؤمن الحقيقي هي أن يقدِّس الرب (أي أن يتقدس هو للرب) في القلب. وهذا هو أساس الشهادة الحقيقية، وإننا نؤكد على هذا الأمر. ربما يكون من السهل أن نقتبس أجزاء من كلمة الله، إلا أنه ما لم يكن للرب تقديره في القلب، وما لم نسلك طريقًا مستقيمًا، فإن شهادتنا تصبح بلا ثمر. ينبغي أن تكون قلوبنا شهادة لمَن حولنا.

                          نلاحظ أن الرسول بطرس لم يَقُل أن نكون مستعدين لأن نُخبر الآخرين عن الرجاء الذي فينا، بل بالحري يجب أن نكون مستعدين لمجاوبة كل شخص يسألنا عن ذلك. ربما يكون تساؤلهم ناتجًا عما يلاحظونه فينا، بخلاف ما يرونه فيمَن حولنا، من سلوك مسيحي ولو بقدر بسيط. وإذا التزمنا بأكثر تدقيق بمثال سيدنا المبارك، فإنه تتولد فيمَن حولنا الرغبة في معرفة الأسباب التي تقود المؤمن أو المؤمنة لحياة مثل هذه. وحينئذٍ يسألون ونحن يجب أن نكون مستعدين لمجاوبتهم فيما يتعلق بالرجاء الذي فينا.

                          توم ويست وود
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

                            الثلاثاء 28 يونيو 2011

                            وادي البكاء

                            طوبى لأُناس عزهم بِكَ، طرق بيتك في قلوبهم. عابرين في وادي البكاء، يُصيِّرونه ينبوعًا. أيضًا ببركات يغطون مورة ( مز 84: 5 ، 6)

                            قيل إن وادي البكاء طريق موصِّل إلى أورشليم ولم يكن فيه آبار، فهو ناشف بلا ماء، وكان الشعب يصعد إلى أورشليم في هذا الطريق مترنمًا ترنيمات المصاعد (مز120- 134). ومن الطبيعي أن الذي يسير على الأقدام، يبذل جهدًا ويحتاج إلى الماء ليعوِّض ما فُقد من الجسم. لكن الشعب كان يعبر هذا الطريق وأصوات الترنيم تعلو معبرة عن الفرح والسرور، لأنهم سيصعدون إلى أورشليم، وهناك يُرون قدام الله في صهيون ( مز 84: 7 ). وسرور الشعب لهذا الغرض جعله يرتقي فوق صعوبة وادي البكاء الذي بلا ماء، بل يصيِّرونه ينبوعًا.

                            عزيزي .. وأنت تعبر وادي البكاء، وادي الألم وأنت تحت تجربة معينة أجازك الله فيها، لا تنسى أن الرب هو غرضك وهدفك. إن التجربة موجودة وربما تشعر أنها ثقيلة، وتقول مع أيوب: «ليت كربي وُزن، ومصيبتي رُفعت في الموازين جميعها، لأنها الآن أثقل من رمل البحر، من أجل ذلك لَغَا كلامي» ( أي 6: 2 ، 3).

                            لا يا عزيزي، إنه لا تُصيبنا تجربة إلا بشرية، فالله لا يُجرِّب فوق الطاقة البشرية «ولكن الله أمين، الذي لا يَدَعنا نُجرَّب فوق ما نستطيع، بل يجعل مع التجربة المنفذ لنستطيع أن نحتمل» ( 1كو 10: 13 ). واسمع أيوب الذي نطق بهذه الكلمات، في نهاية اختباره يقول: «بسمع الأُذن قد سمعت عنك، والآن رأتك عيني» ( أي 42: 5 ). ربما سمعت عن الرب الكثير، وهذا جميل، لكن ما أجمل أن تراه، حتى ولو في الألم.

                            عزيزي المتألم: تعال نحسبها مع رجل الحسابات المضبوطة: بولس الرسول، على الرغم من أنه تألم كثيرًا، وأُعطي شوكة في الجسد ( 2كو 12: 7 )، لكن اسمعه يقول: «فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلَن فينا» ( رو 8: 18 ). وأيضًا اعتبرها ليست ثقيلة، بل قال عنها «خِفة ضيقتنا»، واعتبرها ليست دائمة، بل وقتية، ولكنها تُنشئ لنا أكثر فأكثر ثِقَل مجدٍ أبديًا ( 2كو 4: 17 ). فهيا بنا نفرح ونحن واقعون في التجربة ( يع 1: 2 ). ليس نفرح فقط، بل نبتهج بفرحٍ لا يُنطق به ومجيدٍ ( 1بط 1: 6 ). وأخيرًا تشدد واحتمل التجربة لأنه مكتوب «طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنه إذا تزكَّى ينال إكليل الحياة الذي وعدَ به الرب للذين يحبونه» (يع1).

                            منسى ملاك
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #29
                              رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

                              الأربعاء 29 يونيو 2011

                              كَرِهَ أم أحب؟

                              فكرهت الحياة، لأنه رديء عندي، العمل الذي عُمل تحت الشمس، لأن الكل باطل وقبض الريح ( جا 2: 17 )

                              يبدأ سفر الجامعة، الذي يُقتبس منه تلك الكلمات بالتوقيع، ثم يتبعه التقرير، ويُختم بالنتيجة والتفقيط، وما بين التوقيع والتقرير في البداية، والنتيجة والتفقيط في النهاية، نجد تفنيدًا كتبه الجامعة بالوحي، لمظاهر صور الحياة المختلفة، سواء كانت عيّنات عشوائية متجانسة، يعيشها الكل، دون استثناء ( جا 1: 3 - 11)، أو كانت تخص مظاهر التَرَف واللَّذات كما عاشها هو ( جا 2: 1 - 11) أو كالتي يعيشها المنكوبون ( جا 4: 1 - 3). وعندما أقول إن السفر يبدأ بالتوقيع، فلقد قصد الجامعة به في البداية، أن يُبرز لنا أن خُلاصة التجارب هذه، لم تُكتب من طائشٍ أرعن، بل من «ابن داود الملك» ( جا 1: 1 ) وأما الخُلاصة فهي: «باطل الأباطيل.. باطل الأباطيل، الكل باطل» ( جا 1: 2 )، وأما عن التفقيط، فأقصد به، أن كل مَن يعطي تقريرًا، أو تقديرًا لعمل أو مجهود، إن كتبه بالأرقام، يعود فيكتبه بالأحرف، ولكي لا يزيد عليه أحدٌ شيئًا، يكتب إلى جانبه: فقط لا غير، وهذا ما فعله الجامعة، وقَّع، أدلى بالخُلاصة، ثم فنَّدها، ثم فقَّط النتيجة، أقصد أنه في النهاية كتبها: «فلنسمع ختام الأمر كله: اتقِ الله، واحفظ وصاياه»، فقط لا غير ( جا 12: 13 ). وكثيرًا ما نتساءل هل ما سجله لنا الجامعة في سفره هو صحيح؟ أقول لك: صحيح جدًا، ولكنه ناقص، بمعنى أن البُطلان والخواء حقًا هما واقع الحياة، وهذا صحيح، لأن الجامعة يكتب بالوحي، ولكنه ينقصه شيءٌ هام جدًا، وهو نور إعلان العهد الجديد: أن المسيح هو جوهر الحياة، الذي ما أن نجعله موضوع حياتنا الوحيد، إلا وتأخذ الحياة قلبًا نابضًا، بل وثوبًا برَّاقًا.

                              إن مَن ”كَرِهَ الحياة“ هو الملك، الذي لم يجرِّب إلاّ حياة القصور، ولكن أستلفت نظرك، أن بطرس الصياد، الذي جرَّب السجن بحرَّاسه وكثرة مغاليقه، والذي كتب للمتغربين المُشتَّتين، هو الذي علَّمنا بالوحي، أن نحب الحياة: «لأن مَنْ أراد أن يحب الحياة، ويرى أيامًا صالحة» ( 1بط 3: 10 ). قارئي، أَ تحب الحياة، أم تكرهها؟ لتَعِش الحياة كما توّد، بدون المسيح، فيقينًا ستكرهها. وهذا تقرير الوحي، ولكن إن كانت ”لك الحياة هي المسيح“، فيقينًا ستحبها وهذا هو تقرير الوحي، ونور الإعلان.

                              طبتُ نفسًا يا يسوعُ مُذ تعرفت بكَ
                              كل أيامي هناءٌ تحت ظِلكَ

                              بطرس نبيل
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق


                              • #30
                                رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

                                الخميس 30 يونيو 2011

                                بنات صلفحاد

                                بنات كثيرات عملن فضلاً ( أم 31: 29 )
                                في سفر العدد حيث تبرز فكرة الشهادة للرب في البرية، وحيث نرى من الجانب الواحد فشل اليهود، ومن الجانب الآخر أمانة الله الذي لا يترك نفسه «بلا شاهد» ( أع 14: 17 ). تلمع أمامنا بنات صلفحاد؛ الأب الذي مات قبل امتلاك الأرض ولم يكن له ابن ذكر. إلا أن بناته الخمس أظهرن فضيلة وتقديرًا للميراث الإلهي سطع بوضوح عند التعداد الثاني للشعب، وقُرب ختام رحلة البرية، عند سهول موآب ( عد 26: 33 ؛ 27: 1- 11). ويمكننا أن نرى في أولئك الفتيات الخمس، خمسة أمور جميلة:

                                (1) الإقدام: «فتقدمت بنات صلفحاد..» ( عد 27: 1 ). فمطلوب أن نقدم في إيماننا، أول ما نقدم «فضيلة (أي شجاعة أدبية)» ( 2بط 1: 5 ). ومن الرائع أن ترتبط هذه الشجاعة بالتقدم الروحي صوب التمتع بالميراث الإلهي المقسوم لنا.

                                (2) الثبات «ووقفن أمام موسى وألعازار الكاهن وأمام الرؤساء وكل الجماعة لدى باب خيمة الاجتماع» (ع2). يا له من ثبات أمام قادة عِظام وشيوخ كبار في موقف صعب، يذكِّرنا بأخريات فُضليات كن واقفات بنفس الثبات في موقف أصعب في يومٍ تالٍ «عند صليب يسوع» (انظر يوحنا19: 25).

                                (3) الكلام: «قائلات». كلامًا مختصرًا جدًا عبَّر عن أربع حقائق هامة، وهي أن أباهم قد مات في البرية، ليس تحت تأديب الرب، بل بخطيته مات، ولم يكن له بنون. وكان كلامهن قليل ولكن حكيم. فخرجت الكلمات مستحقة شهادة الرب الغالية عنها «بحق تكلمت بنات صلفحاد» (ع7).

                                (4) السؤال: «لماذا يُحذف اسم أبينا من بين عشيرته لأنه ليس له ابن؟» (ع4). وهو سؤال المفكرين اليقظين، لا الغافلين المُهملين للبركة. من أكثر الأمور المشجعة أن نجد أحداثًا في الإيمان يسألون في المجال الروحي ليزدادوا فهمًا في كلمة الله، وعُمقًا في إدراك مشيئته.

                                (5) الطلب: «أعطِنا مُلكًا بين إخوة أبينا» (ع4). ويا لها من طِلبة يقدّرها الرب جدًا: أن نطلب التمتع العملي بما قد وهبنا إياه بالنعمة «الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح» ( أف 1: 3 ). قديمًا سُئل واحد هذا السؤال الفاحص: «ماذا طالبٌ أنت؟» ( نح 2: 4 ). تُرى ماذا ستكون إجابتنا نحن اليوم؟

                                إسحق إيليا
                                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 2 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 2 زائر)

                                    يعمل...
                                    X