إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

    الأحد 16 إبريل 2006

    محبة الآب للابن


    --------------------------------------------------------------------------------
    لأن الآب يحب الابن ويُريه جميع ما هو يعمله، وسيُريه أعمالاً أعظم من هذه.. ( يو 5: 20 )


    إننا بذهن كله وداعة وتواضع، نصغي لكل كلمة ينطق بها الابن المتجسد. ولكن عندما يكون موضوع كلامه خاصًا بمحبة الآب لشخصه العزيز كالابن، تزداد لذّتنا، ويعظم تلهّفنا واهتمامنا إلى أقصى حد.

    فالابن إذ يتكلم من فضلة معرفته الدقيقة بالآب، تلك المعرفة التي له، والتي يتمتع بها وحده، يعلن في آذاننا المتعجبة المتعبدة أن «الآب يحب الابن».

    ونلاحظ أن الحُب مذكور في صيغة المضارع، فيُقال: «الآب يحب» وليس "أحب". لقد كانت تلك المحبة قائمة بلا شك يوم أن نطق الرب بهذه الكلمات في أورشليم، كما كانت قائمة يقينًا في كل أيام اتضاعه. ولكن هذا القول يُعلن أيضًا ما هو أكثر من ذلك. يعلن أن الحب قائم وموجود بطبيعة الحال طيلة وجود الآب والابن معًا. فسواء نظرنا إلى الأمام، أو إلى الوراء، إلى حيث يوجد آب يحب، وابن محبوب، فالحقيقة هي أن «الآب يحب الابن ويُريه جميع ما هو يعمله». إنها محبة تتخطى كل الحدود، وتسمو فوق كل ابتداء أو انتهاء، محبة صادرة من علاقة أزلية أبدية.

    إن المحبة البشرية ليست غريبة عنا، وأفكارنا لا تحار إزاءها. فنستطيع مثلاً أن نفهم القول: إن محبة داود فاقت محبة يوناثان، وإن يعقوب أحب راحيل أكثر من ليئة، وإن الكنيسة في أفسس كانت لها محبة "أولى" أضاعتها. نستطيع أن نفهم ذلك، لأنهم جميعًا من جنسنا وكانوا «تحت الآلام» مثلنا، ولكن القول: «الآب يحب الابن» يجّل عن إدراكنا، ولا نستطيع فهمه بعقولنا، لأننا لولا الإعلانات الإلهية، لا نعرف الآب ولا الابن في جوهر كيانهما، فكيف إذًا نستطيع أن نعرف محبتهما المتبادلة؟

    ألا تجد قلوبنا في إعلان هذه المحبة المعدومة النظير لذة خاصة؟ الآب: إنه هو الذي أرسل ابنه كفارة لخطايانا. الابن! إنه هو الذي أعلن الآب لنا.

    يليق بنا حقًا أن نَطرب ونفرح لأن محبة الآب والابن قد استقرت علينا. ولكن ألا يجب أن يكون طربنا أعمق حينما نعرف أن المحبة، بغض النظر عن أنفسنا، هي الرابطة الأزلية بين الآب والابن؟ هل تظل العروس جامدة الإحساس إزاء أمجاد حبيبها الذي يفوق كل حبيب آخر، بما أنه حبيب الآب، قبل أن يكون زمان؟!

    و. ج. هوكنج
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #17
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

      الاثنين 17 إبريل 2006

      كن قدوة


      --------------------------------------------------------------------------------

      لا يستهن أحد بحداثتك، بل كُن قدوة للمؤمنين ... في الطهارة ( 1تي 4: 12 )

      طلب الرسول بولس من ابنه الصريح في الإيمان تيموثاوس، أن يكون قدوة في الطهارة. والطهارة الحقيقية هي طهارة القلب والفكر. في هذه الحالة، القلب لا يشتهي الخطية، والفكر لا ينشغل بها، وتكون النتيجة أن الإنسان لا يسقط في الخطية. وإننا بدون العيشة في الطهارة والقداسة العملية لا يمكننا أن نرى الرب. قال الرب يسوع: «طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله» ( مت 5: 8 )، وقال داود: «مَنْ يصعد إلى جبل الرب؟ ومَنْ يقوم في موضع قدسه؟ الطاهر اليدين، والنقي القلب» ( مز 24: 3 ، 4).

      عندما تكون الأفكار والعواطف غير طاهرة تنقطع الشركة مع الرب، ويتبع ذلك الحرمان من التعزية والبركة.

      السبيل لحياة القداسة:

      أولاً: الموقف السلبي: موقف الهروب.

      ونتعلم هذا الدرس من موقف يوسف الرائع عندما أمسكت امرأة فوطيفار ثوبه «فترك ثوبه في يدها، وهرب وخرج إلى خارج» ( تك 39: 12 ). ويقول الرسول بولس لابنه تيموثاوس: «أما الشهوات الشبابية فاهرب منها...» ( 2تي 2: 22 ).

      والهروب يكون أولاً بالفكر والعواطف والشعور. علينا أن نتحول عن الأفكار الشريرة في الحال، وبقدر ما نُسرع في التحول عنها، بقدر ما ننجو مما يتبعها من آلام نفسية ونتائج مريرة.

      قد يمر الغراب على رأسك ويعبر، هنا لا توجد مشكلة، ولكن إذا استقر الغراب في رأسك وبنى عُشًا له، فهنا تكمن الخطورة. إن النبتة الصغيرة يمكنك أن تنزعها بسهولة، ولكن إذا تركتها فإنها تتأصل وتمد جذورها، ويصعب عليك بعد ذلك اقتلاعها.

      وأخيرًا نقول: إن الهروب هو دليل الحكمة، وليس الجُبن «الذكي يُبصر الشر فيتوارى» ( أم 27: 12 ).

      ثانيًا: الموقف الإيجابي: موقف الرغبة الصادقة في حياة القداسة.

      اذكر يا أخي كم بكيت وتألمت واحتقرت نفسك وازدريت بها لسقوطك في الخطية. ليتك تفتش مخادع قلبك، وتطلب من الرب أن ينزع منها الميول التي تبدو صغيرة «الثعالب الثعالب الصغار والمُفسدة الكروم» ( نش 2: 15 )، واطلب مع داود قائلاً: «اختبرني يا الله واعرف قلبي، امتحني واعرف أفكاري، وانظر إن كان فيَّ طريقٌ باطلٌ، واهدني طريقًا أبديًا» ( مز 139: 23 ، 24).

      أفرايم فخري
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

        الثلاثاء 18 إبريل 2006

        محمولون في حضنه


        --------------------------------------------------------------------------------
        كراعٍ يرعى قطيعه. بذراعه يجمع الحملان، وفي حضنه يحملها، ويقود المُرضعات ( إش 40: 11 )

        يا ليت الرب يعطينا الأذن الصاغية لتسمع كيف أن الرب يحملنا، يحملنا برقة «كراعٍ يرعى قطيعه. بذراعه يجمع الحملان، وفي حضنه يحملها، ويقود المُرضعات». ويا له من فكر ثمين!

        إن هذه الرابطة المقدسة الحلوة، لا يتمتع بها إلا مَنْ كان في وداعة الحملان وبساطة الأطفال. هؤلاء فقط هم الذين يكونون قريبين من قلب الرب ومتوكئين على صدره وهانئين في حضنه.

        ومَنْ ذا الذي يختبر أكثر من غيره، القوة والأمن وتسكين الخاطر وهناء البال، لوجوده في هذا المركز الممتاز، سوى المؤمنين الذين يخضعون لكلمته، ويسيرون في طُرقه في إخلاص وبساطة، الذين يفرحون الفرح كله في إتمام إرادته، تبارك اسمه. ولا عجب، ففي حضن الرب وعلى صدره الحنّان، نختبر الفرح والهناء والطمأنينة والسكينة، لأن الرب فيه ما يكفينا «بل كفايتنا من الله» ( 2كو 3: 5 ).

        وعن يوحنا قيل «فاتكأ ذاك على صدر يسوع» ( يو 13: 25 ). ومن هذا نستنتج أن المؤمنين يُحملون ويهدأون ويتعزون بالتصاقهم الدائم بالرب نفسه، وفي حضنه يُطعَمون، وداخل ذلك الحِمَى المبارك يَشّب الأطفال ويترعرعون في أجمل صورة وعلى أحسن مثال. ولا عجب إذ عندما نكون ملتصقين بصدره، نسمع دقات قلبه الرقيق ونتذوق حلاوة محبته الفياضة، ونختبر رقة عنايته الفائقة، وداخل ذلك الحِمَى المبارك الأمين، نكون محميين ومحروسين ومحمولين، وأيضًا عندما نكون في حضنه «شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني» ( نش 2: 6 )، وهنا وهنا فقط، نكون محوطين بالأمن الدائم والهناء المُستديم. فيا لها من امتيازات تدعو للدهشة والاستغراب، ويا له من حفظ وحراسة وإعالة يتمتع بها مَنْ له روح الحَمَل الوديع، ويسلِّم للرب طريقه تسليمًا كاملاً.

        إذًا فنحن «عليه محمولون» كل الأيام ( إش 46: 30 - 5، 63: 9)، أيام الفرح وأيام الحزن. في أيام الشبع وفي أيام الجدوبة. في أيام فيض البركات الروحية، وفي أيام الحرمان من التعزيات السماوية. في أيام القوة, وفي أيام الضعف. في أيام الاستمتاع بالهدوء والسلام، وفي أيام الإذلال تحت جبروت المُستبدين الطغاة. في أيام التسلية والعزاء، وفي أيام الهم والشقاء.

        لورا باوتر
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

          الأربعاء 19 إبريل 2006

          نارٌ من السماء


          --------------------------------------------------------------------------------

          فأجاب إيليا وقال لرئيس الخمسين: إن كنت أنا رجل الله، فلتنزل نارٌ من السماء وتأكلك أنت والخمسين الذين لك. فنزلت نارٌ من السماء ( 2مل 1: 10 )

          في تاريخ إيليا أمطرت السماء نارًا مرتين، ولكن، كم اختلفت المناسبة؟ على جبل الكرمل سقطت نار الرب على الذبيحة التي أخذت الدينونة نيابة عن الشعب، ونجا الشعب ومضوا بسلام (1مل18). وكان ذلك رمزًا لِما حدث في الصليب. لكن سنوات قد مضت منذ أن سقطت النار على جبل الكرمل وأكلت الذبيحة، والناس قد نسوا هذا الأمر، واحتقروا الذبيحة وتجاهلوها. والآن مرة أخرى نزلت النار على الجبل، والله حقق مجده مرة أخرى بالنار الآكلة. ولكن هذه المرة لم تكن هناك ذبيحة أو بديل يأخذ النار عن الأشرار، ليس هناك وسيط بين الله القدوس والشعب المُذنب الذي احتقر الذبيحة، لهذا سقطت النار وأكلت هؤلاء الأشرار.

          وهذا بالتأكيد ظلٌ للمصير المحتوم الذي ينتظر الأشرار في المستقبل. فإنه لقرون طويلة، والأخبار السارة عن غفران الخطايا بواسطة ذبيحة المسيح، تُذَاع في كل العالم، من خلال الإنجيل المكروز به في كل الخليقة. لكن الناس يرفضون ويحتقرون ذبيحة المسيح. والله في طول أناته وصبره «لا يشاء أن يَهلك أُناس، بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة» ( 2بط 3: 9 ). وعندما يرفض الناس ابن الله الذي أحبهم ومات لأجلهم، ويحتقرون محبته، ويتجاهلون ذبيحته، فإنه لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا، بل قبول دينونة مُخيف، وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادّين ( عب 10: 26 ، 27).

          وكما تمجد الله في النعمة في بذل ابنه وحيده على الصليب لأجل الخطاة، لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية، هكذا سيتمجد في القضاء على الأشرار الذين رفضوا هذا الابن ربًا ومخلصًا لهم. والذي احتمل الدينونة على الصليب، هو الذي سيظهر من السماء مع ملائكة قوته للدينونة، مُستَعلَنًا في نار لهيبٍ، مُعطيًا نقمة للذين لا يعرفون الله، والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح ( 2تس 1: 7 ، 8)، فقد تعيَّن ديانًا للأحياء والأموات.

          وإن كل شخص عاقل، عليه أن يتبع مثال قائد الخمسين الثالث الذي تضرع واتضع أمام إيليا مُسترجيًا الرحمة فوجدها. إذ قال لإيليا، جاثيًا على ركبتيه: «يا رجل الله، لتُكرم نفسي وأنفس عبيدك هؤلاء الخمسين في عينيك» (ع13). وهذا ولا شك كان مُسرًا لإيليا، لأنه مثل السيد الذي لا يُسرّ بموت الشرير، بل أن يرجع ويحيا.

          محب نصيف
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

            الخميس 20 إبريل 2006

            التلميذ الذي رفض محبة الرب يسوع!!

            --------------------------------------------------------------------------------
            قال له يسوع: الذي قد اغتسل ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه، بل هو طاهر كله. وأنتم طاهرون ولكن ليس كلكم. لأنه عرف مُسلّمه. ( يو 13: 10 ، 11)

            في عشاء الفصح الأخير في العُلية، كان الصراع عنيفًا بين الراعي المُحب؛ الرب يسوع المسيح، وبين الذئب المفترس: الشيطان؛ من أجل يهوذا. ورضيَ الرب يسوع أن يسعى إلى قلب يهوذا بالمحبة. فقد ركع «السيد والمعلم» على ركبتيه وغسل أرجل التلاميذ، وغسل أيضًا رجلي يهوذا!! ويا له من منظر يُثير الدهشة.

            وتصوّروا معي: «ربي وإلهي»، يغسل أوساخ القدمين، ويتطلع في وجه يهوذا. هل انسكبت دموع غالية من عينيه الطاهرتين، لتأخذ مكانها عند القدمين الملوثتين؟ لقد كان "حلو اليدين" يخاطب قلبه، يقرع على بابه. كانت القرعات قوية تجسّمت فيها كل معاني المحبة وإنكار الذات، فقد ركع السيد والمعلم على ركبتيه، وغسل رجلي يهوذا!!

            أ لم تلتقِ نظراتك يا يهوذا وقتئذ بعيني سيدك؟! أ لم تحس بقشعريرة تسري في بَدَنك لتحرِّك مشاعرك عندما لامست اليدان الطاهرتان قدميك المتسختين؟! كيف جاهدت حتى تضبط مشاعرك؟! وكيف جرحت أحاسيس المُحب الذي ألقى إليك بحبه الغامر لإرجاعك عن طريق الهلاك؟! كيف احتفظت بصمتك فلم تتكلم؟! كيف أفلت من نظرات الرب، حتى لا تخونك أعصابك كما خُنت أنت سيدك؟! كيف بعد كل هذا، استطعت أن تخون المجيد الفريد الذي «إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى»؟!

            وبعد أن أكمل السيد غسل الأرجل، أخذ المنشفة التي اتزر بها، وكان يجفف الأرجل التي أزال أوساخها في صمت مُطبق ورهيب. وأمام صمت المعلم، ربما أخذ يهوذا يُمني نفسه بأمنية كاذبة: "ربما لا يعرف المعلم شيئًا عن عزمي". ولكن الرب يسوع قطع حبل التفكير والظنون بكلماته الرائعة: «الذي قد اغتسل ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه، بل هو طاهر كله. وأنتم طاهرون ولكن ليس كلكم». وعلم يهوذا ـ تمام العلم ـ لماذا اضطر الرب يسوع أن يضع هذا التحفظ في تصريحه «لأنه عرف مُسلّمه، لذلك قال: لستم كلكم طاهرين» ( يو 13: 10 ، 11). ورغم هذا التصريح المباشر، لم تحرك هذه الكلمات قلب يهوذا ولا ضميره، وتسللت الكلمات من أذنيه ومن قلبه، ومرّت كغيرها دون أن يحرّك ساكنًا .. فيا للقساوة!!

            فايز فؤاد
            التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ; الساعة 15-05-06, 01:56 AM.
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

              الجمعة 21 إبريل 2006

              كفوا واعلموا أني أنا الله


              --------------------------------------------------------------------------------
              كُفوا واعلموا أني أنا الله. أَتعَالى بين الأمم، أَتعَالى في الأرض. رب الجنود معنا. ملجأنا إله يعقوب ( مز 46: 11 ، 12)

              بمطالعة المزمور السادس والأربعين نجد حقيقة بسيطة في ذاتها، ولكنها في واقع الأمر في غاية الأهمية، ونحتاج إليها كمسيحيين نجتاز صعوبات ومتاعب هذا العالم، ونميل إلى تلمُّس الراحة بواسطة مجهوداتنا البشرية، تاركين الله بعيدًا.

              «كُفوا واعلموا أني أنا الله» .. هذه هي الحقيقة البسيطة، وأنها لحقيقة مهمة جدًا ويزيد في أهميتها، أن الله نفسه هو المتكلم بها لقلوبنا القلقة. إنه، له المجد، يستحثنا أن نكُف ونهدأ ونتركه ليأتي ويتدخل في ضيقاتنا، ويُظهر ذاته في إيماننا «الله لنا ملجأ وقوة. عونًا في الضيقات وُجِدَ شديدًا» (ع1). ماذا يكون هذا الملجأ يا تُرى؟ قد تجيش البحار وتهيج مياهها. قد تهب الرياح وتعصف. قد تهتز الجبال وتسقط، وفي كل ذلك نستطيع أن نطمئن «إن كان الله معنا، فمَنْ علينا؟» ( رو 8: 31 ). الله معنا فلا نخشى شيئًا مهما كان أمره. الله معنا، فالعون حاضر، ونحن في أمان.

              وما علينا إلا أن ننتظر ونصبر للرب حتى يتداخل بطريقته الخاصة، لأن عنده الخطة الصحيحة التي رَسمت خطوطها يد المحبة ـ خطة تفوق كل معرفتنا، رتبتها حكمة الله غير المحدودة، ونحن نعلم أنه لخيرنا تعمل كل الأشياء معًا، فلا مناص إذًا من أن نتعلم أن نترك كل شيء له بإرادة ثابتة وبثقة قوية ليعمل بحكمته الخاصة.

              أحيانًا نضطرب ونقلق لأن الأمور لا تسير وفق إرداتنا، وهنا تجربة الإيمان وخضوع الإرادة. ألا نثق فيه؟ أ نستطيع أن نقول: «لتكن لا إرادتي بل إرادتك»؟ هل يمكن أن نرتفع فوق الظرف الضيّق ونقول: "يا رب، أنت تعرف أحسن منا، وتعرف الصالح وتعمل لخيرنا". إن الله يدفعنا إلى هذه الثقة المُريحة. إنه يدعونا قائلاً: «كُفوا واعلموا أني أنا الله. أَتعَالى بين الأمم، أَتعَالى في الأرض».

              هنا يقدم الله نفسه كمَن فيه الكفاية لسداد جميع احتياجاتنا وأعوازنا. والله هو الله. الكُفء، القوي، الحكيم، وله وحده الحق في أن يقول: «كفوا واعلموا أني أنا الله»، وكل الضيقات ما هي إلا فرص لإظهار إرادته الصالحة.

              كاتب غير معروف
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

                السبت 22 إبريل 2006

                السجود بروح الله


                --------------------------------------------------------------------------------
                لأننا نحن الختان، الذين نعبد الله بالروح، ونفتخر في المسيح يسوع، ولا نتكل على الجسد ( في 3: 3 )

                كانت خيمة الاجتماع قديمًا تحتوي على مذبحين هما: مذبح النحاس في الدار الخارجية، ومذبح الذهب في القدس. الأول كانت تُصعَد عليه المُحرقات دائمًا، والثاني كان يُصعَد عليه البخور دائمًا. الأول يحدثنا عن موت المسيح لأجلنا فوق الصليب، والثاني يكلمنا عن حياته في المجد لكي نقدم به لله سجودنا وتسبيحنا.

                ولقد قدَّم الوحي ثلاثة محاذير هامة عند الحديث عن مذبح البخور الذهبي ( خر 30: 9 ):

                التحذير الأول: من البخور الغريب. فأي شيء غير المسيح، يُعتبر بخورًا غريبًا. كان البخور العَطِر في العهد القديم هو صنعة العطار. والعطار الحقيقي الذي يركّب البخور، هو الروح القدس. وسجودنا وتسبيحنا المفروض أن يكون عن شخص المسيح وصفاته، وليس عن أي مخلوق إنسانًا كان أو ملاكًا.

                والتحذير الثاني: من الخلط بين المذبحين، فيقول: «لا تُصعدوا عليه (أي على مذبح البخور الذهبي) .. مُحرقة أو تقدمة، ولا تسكبوا عليه سكيبًا». وهذا معناه أنه لا يجب الخلط بين الصليب والعرش. الخاطئ يحتاج للصليب، والمؤمن للعرش. إن مَنْ لم يدرك خلاصه، لا يقدر أن يسجد. ولذلك فقبل أن يتحدث المسيح مع السامرية عن السجود، تكلم معها عن الخلاص ( يو 4: 22 ). وهو أمر يدعو للسخرية، أن ندعو البشر في كل الأرض أن يغنوا للرب، بينما الغالبية العُظمى من البشر، هم أولاد إبليس! كيف يغنوا للرب، قبل أن يخلصوا؟

                والتحذير الثالث: هو ألا نقدم على المذبح نارًا غريبة: فالنار التي أكلت الذبيحة على مذبح النحاس ( لا 9: 24 )، هي التي توقد البخور على مذبح الذهب ( لا 16: 12 ، 13).

                لقد عرفنا أن مذبح النحاس يجعلنا نفكر فيما قدم الله لنا، حيث «أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد»، وفي مذبح الذهب، نرى رجع الصدى من المؤمنين، فنحن أيضًا نقدم للآب، الشخص الوحيد الذي يُسِرّ قلبه، وهو المسيح. لكن نلاحظ الفارق الكبير في المقاسات بين المذبحين: مذبح النحاس 5×5×3 ذراع، بينما مذبح الذهب 1×1×2 ذراع، وهذا معناه أن مهما قدمنا من سجود لله، فإنه أقل جدًا من العطية العُظمى التي قدمها الآب لنا.

                يوسف رياض
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

                  الأحد 23 إبريل 2006

                  مفديون بالدم الكريم


                  --------------------------------------------------------------------------------
                  افتُديتم لا بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب... بل بدم كريم، كما من حَمَلٍ بلا عيب ولا دنس، دم المسيح، معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم ( 1بط 1: 18 ، 19)

                  إن ثمن فدائنا غالٍ جدًا:

                  أولاً: من الناحية السلبية: «لا بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب». إن الرجل الغني، الذي اعتاد أن ينظر إلى ثروته كمفتاح لكل سعادة، أحيانًا يصطدم بالحقيقة؛ أنه ما أقل ما تستطيع الثروة أن تعمله. فهي لا تمس إلا المحيط الخارجي للحياة، لكنها تفشل تمامًا في الأمور التي تختص بجوهر الوجود البشري. فهي لا تستطيع أن تعوِّض عن كلمات قيلت في قسوة، ولا عن عهود نُكثت، ولا تستطيع أن ترُّد الحياة لعزيز عَلَت وجهه صفرة الموت، ولا تستطيع أن تعوِّض عن نقص في المحبة ( نش 8: 7 ). فالثروة تستطيع فقط أن تفدي الأمور التي تفنى نظيرها، لكنها حين تدخل، أو تحاول أن تدخل، في دائرة النفس والأمور الأبدية، يُعاق طريقها ويتوقف عملها. إنه من المُحال أن يكون فداء النفس من الخطية «بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب».

                  كان يمكن أن يعطي الله شموسًا من ذهب، ونجومًا من فضة، وكواكب تتلألأ بالأحجار الكريمة، لكن شيئًا من هذه ما كان يكفي لتحرير نفس واحدة من لعنة الخطية وعقابها، أو يحولها إلى نفس أمينة مُخلصة. إن نفسًا واحدة لا توازيها كل كنوز ولآلئ وذهب السماء، فلا مكان للمادة في ميزان الأبدية. لذلك، فلكي يفدي الله الإنسان، قدَّم، لا أشياء، بل حياة، وبذل، لا عطاياه، بل نفسه.

                  ثانيًا: من الناحية الإيجابية: «بل بدم كريم ... دم المسيح». الدم هو حياة كل جسد، والحياة هي أثمن ما يمتلكه الإنسان، وأسمى هبات الله. وحين يقدم الإنسان تضحية أقل من الحياة من أجل غيره، فقد فشل في تقديم أكمل صورة من حياة البذل والتضحية. أما إن قدّم حياته، فقد قدّم كل ما لديه، وفعل كل ما يمكن عمله. وحين يُذكر الدم مقترنًا ببذل الحياة، فهذا يعني تضحية أعظم مصحوبة بآلام شديدة.

                  ومن الأهمية بمكان أن نُشير إلى أن موت المسيح لم يُدبَّر عقب سقوط الإنسان، لكنه كان في تدبير الله قبل تأسيس العالم، قبل أن تولد الجبال، وقبل أن توضع النجوم في أفلاكها، كان في فكر وقصد الآب أن يكون ربنا يسوع المسيح هو الحَمَل المذبوح «معروفًا سابقًا (أو معينًا من قبل) تأسيس العالم». فيا لروعة النعمة!!

                  ف. ب. ماير
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

                    الاثنين 24 إبريل 2006

                    الاستخدام الإلهي


                    --------------------------------------------------------------------------------
                    إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله. وإن كان يخدم أحدٌ فكأنه من قوة يمنحها الله، لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح ( 1بط 4: 11 )

                    إن خدمة الكلمة ليست هي المجال الوحيد الذي نحتاج فيه إلى شخص يمكننا أن نقول عنه أنه مُستخدم من الله.

                    فماذا عن الخدمة التدبيرية؛ أي تدبير أحوال شعب الله خاصة في الكنائس المحلية، ابتداءً من الاهتمام بالأحوال الروحية، ونهاية بأبسط الأمور التي تحتاج إليها النفوس الغالية على المسيح، نظير المقاعد التي يجلسون عليها، أو حتى نظافة المكان الذي يستمعون فيه إلى كلمة الله؟ ألا يحتاج هذا المجال إلى أُناس هم بحق مُستخدمين من الله؟ وأ لم تفشل كثير من الكنائس لغياب هذه النوعية منها؟

                    وماذا عن هؤلاء الذين يتعبون في الخفاء: يعدّون المؤتمرات والفرص الروحية، مهتمين بأصغر التفاصيل فيها ليهيئوا للنفوس فرصة الاستماع لكلمة الله؟

                    وماذا عن شاب رأيته في أحد المؤتمرات يقضي الساعات الطويلة واقفًا يغسل الأطباق؛ ولا غرض له سوى أن يعطي آخرين فرصة للراحة لكي يتهيئوا لسماع كلمة الله؟

                    وماذا عن زوجة ترعى أسرة كبيرة وتستهلك مطالب أسرتها طاقتها وكل وقتها، فليس عندها أي وقت لتؤدي أية خدمة خارج منزلها، لكنها نجحت في أن تُعين زوجها في تربية أولادهما بخوف الرب وإنذاره ليكونوا جميعًا ملكًا للمسيح، بل وجميعهم يخدمون الرب في مجالات مختلفة، ومع أن ظروفهم المادية كانت ضيقة جدًا، إلا أنها دبرت بيتها أحسن تدبير، وعلَّمت أولادها أحسن تعليم ليشغلوا أعلى المراكز.

                    وماذا عن شخص كل ما يعرف أن يعمله هو أن يقود سيارة، يجمع فيها المرضى وكبار السن، ويذهب بهم إلى الاجتماع لكي لا يُحرموا من سماع كلمة الله؟

                    وماذا عن مؤمن أعرفه، أكرمه الرب من الناحية المادية جدًا، وليست عنده أية مواهب إلا الإنفاق وبسخاء على عمل الرب في كل صوره، وعندما تقدمت به الأيام، ونصحته أن يكف عن العمل ويستريح، خاصة أنه عنده ما يكفيه، قال لي: لا أريد أن يأتي يوم أرى فيه عمل الرب محتاجًا لشيء ولا أستطيع المشاركة، أنا عندي ما يكفيني، لكن عمل الرب ما زال يحتاج إلى الكثير؟

                    ماذا عن كل هؤلاء؟ ألا يمكنك أن تقول بملء الفم عن كل واحد منهم، أنه مُستخدم من الله؟

                    ماهر صموئيل
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

                      الثلاثاء 25 إبريل 2006

                      وجهًا لوجه سنراه

                      --------------------------------------------------------------------------------
                      وهم سينظرون وجهه، واسمه على جباههم ( رؤ 22: 4 )

                      بعد قليل جدًا سنكون مع المسيح ومثله في مجده الموهوب له. ويا له من فرح عميق سامٍ يملأ قلوبنا، عندما نرى حبيبنا مُكللاً بالمجد والكرامة من أجل أنه احتمل الخجل والموت! بل يا له من سرور يُشرق في وجوهنا عندما تحدّق أبصارنا فيه هناك! ستتثبت فيه كل عين، وينسبي كل قلب بمجده وجماله. وهذا الفكر، بأننا ما وصلنا إلى هناك إلا بسبب آلامه وخجله وعاره، سيشد أوتار قلوبنا لكي تعزف عليها أشجى الألحان وأرخم النغمات وأعلاها.

                      فلنا الوعد الكريم بمجيئه ( يو 14: 2 ، 3)، ولنا أيضًا الصلاة العظيمة التي رفعها إلى الآب ( يو 17: 24 ) وكلاهما يُظهر ما في قلبه من نحونا. فسبيلنا إذًا أن نستيقظ ونسهر، ونشتاق لمجيئه، ونحِّن لرؤياه، ونتوق للقائه. وهو لم يعيّن يومًا ولا ساعة، وغرضه أن نعبر الطريق منتظرين. فلا يليق بنا أن ننتظر صعابًا وتجارب وأهوالاً، ولا ننتظر الموت، ولكن ننتظره، ننتظر الرب نفسه، إذ لنا الوعد «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ». فلا يليق أن يوجد بين قلوب التلاميذ ورجوع الرب شيء. هو آتٍ إلينا. وينبغي أن يكون هذا هو غرض ورجاء شعبه الخاص، نظير المؤمنين في تسالونيكي، إذ رجعوا إلى الله من الأوثان، ليعبدوا الله الحي الحقيقي، وينتظروا ابنه من السماء. فالأشواق تقود المؤمنين أن يصلّوا قائلين: «آمين، تعال أيها الرب يسوع».

                      حتى متى يا ربنا نبقى هنا بالانتظار
                      فيا دقائق اعبري وقرّبي ذاك النهار

                      ففي رؤيا4 نرى الوعد وقد تم، والصلاة أُجيبت، والأشواق شبعت، والإيمان الذي تمسك بهذا الوعد قد تحقق. ونرى مفديي الرب حول العرش جالسين على عروش، ولابسين أكاليل، ساجدين عابدين. ومع أنه يخرج من العرش بروق ورعود وأصوات، ولكن لم تضطرب قلوبهم، ولم تنزعج حاسياتهم. ولماذا؟ لأنهم في البيت في اطمئنان مع المسيح الذي حضوره جعل السماء بيتًا لهم. فالوعد قد تم، وفاز الرب بمَنْ هم موضوع محبة قلبه. فقبل فك أي ختم، وقبل الضرب بأي بوق، وقبل انسكاب أي جام، ستُخطف الكنيسة من ههنا، سيأتي بنفسه ويأخذها إليه، إلى بيته، بيت الآب في الأعالي. فهي في أمان داخل الحجاب.

                      داربي
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

                        الأربعاء 26 إبريل 2006

                        هل تقبل المسيح مخلصًا لك؟

                        --------------------------------------------------------------------------------
                        لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى... لأني لم آتِ لأدعو أبرَارًا بل خطاة إلى التوبة ( مت 9: 12 ، 13)

                        عزيزي القارئ: أنت تحتاج أول كل شيء لأن تقبل المسيح مُخلصًا شخصيًا لك، لأنك خاطئ ومحتاج للخلاص .. إنك لا تنكر أنك بالحقيقة خاطئ. معظم الناس يقررون أنهم لم يخطئوا إلا قليلاً. لكن الحق أنك بالطبيعة وبالفعل خاطئ لدرجة أنه لا يمكن لك أن تدخل السماء كما أنت ( رؤ 21: 27 ). ومن المُحال أن تغسل خطاياك بنفسك ( رو 3: 20 ). وإذا لم تعرف وتؤمن بهذه الحقيقة، فغير ممكن لك أن تقبل الخلاص المُعطى لك بعمل شخص آخر. فالرجل الذي يجهل خطورة حالته، لا يقبض على الحبل الذي يُرمى له لإنقاذه من الغرق. ولكن عندما يتحقق الإنسان من الخطر، يقبل تلك المعاونة بدون تردد. وهذا هو الحال في الأشياء الروحية. فالخطاة لا يقبلون المخلص الرب يسوع المسيح، إلا عندما يتحققون من خطيتهم وفشلهم.

                        كانت سيدة اسكتلندية عجوز معروفة من الجميع أنها ممتلئة أعمالاً صالحة. وقد أظهر لها المبشر حاجتها إلى المسيح. وأخيرًا قالت بدموع: "آه يا سيدي، إني لم أتأخر عن الاجتماعات في يوم الرب قط، وإني أقرأ كتابي المقدس كل يوم، وأصلي وأعمل أعمالاً صالحة مع جيراني، وأفعل كل ما يجب عليَّ فعله، والآن، هل تريد أن تقول لي إن كل هذا يذهب هباء؟".

                        فأجابها المبشر: "حسنًا يجب أن تختاري واحدًا من الاثنين. إما الاعتماد على هذه الأعمال، وإما الاعتماد على الفداء الذي يَهَبه لكِ الله في المسيح. فلا يمكن أن يكون لكِ الاثنان معًا. إن كنتِ مقتنعة بأن تتركي الاستناد على بر نفسك، فالله يمتّعك ببره. ولكن إن كنتِ تتمسكين بأعمالك الصالحة، فبر الله لا يمكن مُطلقًا أن يكون ملكًا لكِ".

                        قال المبشر بعدئذٍ: إنه كان مشهدًا عجيبًا إذ صمتت العجوز بُرهة، وهي مُستندة على المنضدة، ووجهها مُغطى بيديها. فقد كان بداخلها صراع شديد. وأخيرًا تدفقت الدموع من عينيها ورفعت يديها إلى السماء وصرخت قائلة: "آه يا إلهي، إن أعمالي جميعها بلا قيمة". وبعد لحظة ركعت وقبلت الرب يسوع مخلصًا لها.

                        عزيزي: هل تأتي إلى المسيح وتقبله وتثق في عمله وحده للخلاص والتطهير من الخطية؟ ليتك تفعل ذلك الآن!

                        كاتب غير معروف
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

                          الخميس 27 إبريل 2006

                          إرميا ومشجعات الخادم
                          --------------------------------------------------------------------------------
                          أما أنت فنطِّق حقويك وقم وكلمهم بكل ما آمرك به. لا ترتع من وجوههم ( إر 1: 17 )

                          يقدم الرب سبعة مشجعات لإرميا، نحتاجها نحن أيضًا، لتشجيعنا في طريق الخدمة:

                          (1) الدعوة للخدمة هي بمقتضى اختيار الله بالنعمة: فالرب لا يدعو مؤهلين، بل يؤهل مدعوين. «قبلما صوَّرتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجت من الرحم قدَّستك. جعلتك نبيًا للشعوب» ( إر 1: 5 ).

                          (2) الرب هو الذي يرسل الخادم دون النظر لإمكانياته، وما على الخادم إلا الطاعة. «فقال الرب لي: لا تَقُل إني ولد, لأنك إلى كل مَنْ أُرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به» (ع7). لأنه «إن كان يتكلم أحدٌ فكأقوال الله. وإن كان يخدم أحدٌ، فكأنه من قوة يمنحها الله» ( 1بط 4: 11 ).

                          (3) معية الرب ومعوناته: «لا تخف من وجوههم، لأني أنا معك لأنقذك» (ع8). ويا له من ترس للحماية! ولقد وعدنا الرب: «ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر» ( مت 28: 20 ).

                          (4) لمسة يد الرب لفمه، ليؤهله بسلطان خاص كوكيل له، وهكذا يلمس الرب نقاط ضعفنا بقوته، ليكون فضل القوة لله لا منا. «انظر! قد وكَّلتُك ... لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس» (ع9، 10). ونحن نعلن وجهتي الإنجيل: بر الله، وغضب الله (رو1). وإذ نسعى كسفراء عن المسيح، وكوكلاء سرائر الله، فنحن نكون رائحة حياة في الذين يخلصون، أو نكون رائحة موت في الذين يهلكون ( 2كو 2: 14 - 17).

                          (5) رؤيا قضيب اللوز (ع11، 12) ليطمئنه أنه ساهر على كلمته ليُجريها، وأن كل ما يقوله الخادم من المكتوب لا بد أن يتم، لأن كلمة الله تثبت إلى الأبد ( 1بط 1: 25 ).

                          (6) رؤيا القِدر المنفوخة (ع13- 16)؛ إعلان القضاء الرهيب بسبي بابل، وهو حافز للخادم الذي يحب شعب الله أن يُسرع بالإنذار والتحذير «فإذ نحن عالمون مخافة الرب نُقنع الناس» ( 2كو 5: 11 ).

                          (7) التدعيم بالقوة والنُصرة (ع17- 19) «أما أنت فنطّق حقويك وقُم وكلمهم بكل ما آمرك به. لا ترتع ... هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة» وهكذا يكون الخادم سبب تشجيع وقوة للآخرين أيضًا. فنحن نستمد القوة من الرب لنخدم بها إخوتنا «وإن كان يخدم أحدٌ، فكأنه من قوة يمنحها الله» ( 1بط 4: 11 ).

                          وهيب ناشد
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

                            الجمعة 28 إبريل 2006

                            كيف سقط الجبار ؟!
                            --------------------------------------------------------------------------------
                            قوموا واذهبوا لأنه ليست هذه هي الراحة. من أجل نجاسة تُهلك والهلاك شديد ( مي 2: 10 )

                            إن القديس وهو يعبر البرية قاصدًا المجد، عليه أن يتيقن أنه ليس لنا راحة هنا في هذا العالم الموضوع في الشرير، لكننا ونحن نجتاز الطريق نلتمس بعض الراحة في شركتنا مع الرب تبارك اسمه، وفي محضره، إلى أن نصل إلى الراحة العُظمى في بيت الآب. «لأننا نحن المؤمنين ندخل الراحة» ( عب 4: 3 )، أما الراحة في العالم، فلا بد أن تجعلنا ننحدر إلى السقوط. لقد طلب أبونا إبراهيم الراحة، فارتحل ارتحالاً متواليًا نحو الجنوب، ونزل إلى مصر، وسقط هناك حيث قال عن سارة إنها أخته، وأخذها فرعون إلى بيته، لولا تدخل الله بالنعمة (تك12). وأراد أليمالك الراحة، فذهب إلى بلاد موآب وهناك خسر ميراثه وأولاده، بل وحياته أيضًا. وهذا عين ما حدث لداود، فعندما كان مُطاردًا من شاول، كانت تتصاعد منه الترانيم الحلوة، وكان هو بحق «مرنم إسرائيل الحلو»، لكن حين استقرّت الأمور معه، وجلس على العرش، ظن أن الراحة دامت له، فقام وتمشى على السطح في الوقت الذي كان فيه شعب الله يحارب الأعداء. وبدلاً من أن يذهب معهم، أو على الأقل يصلي لأجلهم، نراه يتمشى على السطح، طالبًا الراحة، وللأسف تطلع من هناك؛ ليس إلى السماء، بل إلى البيوت المجاورة. وكانت هناك امرأة جميلة المنظر تستحم، وكانت هي امرأة أفضل رجال داود الأمناء له، وهو أوريا الحثي، الذي كان في الحرب، فأرسل داود وأخذها، وكانت السقطة المُريعة والعار المرير.

                            أخي العزيز .. لعلنا نكون قد تيقنا أن الراحة في العالم، ليست هي الأمان لنا، لكن راحتنا وأمننا في محضر الله. لقد قال سيدنا: «وأنا أُريحكم» فما أعظمه!

                            ولقد جلبت سقطة داود تأديبات مريرة عليه وعلى بيته. لكن أيضًا ـ ويا لنعمة الله ـ فقد استخدمها الله، ومن خلال التأديب للإعلان عن المزيد من نعمته. فإن إلهنا الذي يؤدب، هو ذاته إله كل نعمة، وبذلك فهو بجانب التأديب يُحصِّل لنا، ومن خلاله، أن نتعلمه أكثر من الأول، ويعلن لنا عن صفاته وكمالاته أكثر، فنزداد قُربًا منه. نعم، فهو يعرف كيف يُخرج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة. فله كل المجد.

                            عزت نظير
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #29
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

                              السبت 29 إبريل 2006

                              صلاة من جوف الحوت
                              --------------------------------------------------------------------------------
                              فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت، وقال: دعوت من ضيقي الرب، فاستجابني. صرخت من جوف الهاوية، فسمعت صوتي ( يون 2: 1 ، 2)

                              لا يوجد مكان في هذا الكون لا يمكننا فيه أن نصرخ إلى الرب، ولا توجد حالة مهما بلغت النفس فيها من إعياء، لا نستطيع أن ندعو فيها الرب. فيونان من جوف الحوت صرخ إلى الرب، وفي الإعياء الشديد تعلَّق بالرب «دعوت من ضيقي الرب، فاستجابني. صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي ... حين أعيَت فيَّ نفسي ذكرت الرب، فجاءت إليك صلاتي إلى هيكل قدسك». ومَنْ مِن البشر، كان يمكنه أن يسمع صرخات إنسان محبوس في جوف حوت في أعماق البحار؟ وأية وسيلة إنقاذ كان يمكن أن تصل لشخص تُحيط به المياه من كل جانب، ويلتف عُشب البحر برأسه حتى يكاد يختنق؟

                              كان يونان في إعياء شديد جسمانيًا ونفسيًا، وكان ضميره مُثقّل بالإحساس بالذنب، وكانت نفسه حزينة مُكتئبة في ضيق وغم، لكنه صرخ إلى الرب، واتجه إلى السيد. ومَنْ سواه يسمع؟ ومَنْ غيره يُنقذ؟

                              والصلاة لا يحدها مكان، فهي تُقدَّم في أعالي الجبال، أو في أعماق البحر. في المكان الذي يوجد فيه الإنسان برضاه، أو رغمًا عن أنفه. وما أعجب إلهنا، سامع الصلاة، فهو الذي يقترب من النفس المسكينة المُنسحقة المتعلقة به «قريب هو الرب من المُنكسري القلوب، ويخلّص المنسحقي الروح» لأن «عينا الرب نحو الصديقين، وأُذناه إلى صراخهم» (مز34). إنه لا يرفض أبدًا نفسًا تتعلق به مهما كانت حالتها أو ظروفها أو الخطر المُحدق بها.

                              ونحن لا نعلم كيف صلى يونان؟ وفي أي وضع جسماني صرخ إلى الرب؟ تُرى، هل استطاع أن يصلي واقفًا؟ أم كان راكعًا؟ أم منبطحًا على ظهره، أو على بطنه؟ لا يهم الوضع الجسماني، فالمهم هو حالة القلب. المهم أن تكون النفس خاضعة، والإرادة مُسلَّمة للرب.

                              تُرى، أ كان يونان يصلي بصوت مسموع، أم كان يهمس في داخله في انكسار وخضوع؟ الأمر سيان، طالما أن القلب تعلق بالرب بإيمان عظيم. وما الإيمان سوى تحول النفس والمشاعر كُلية تجاه الرب. وهل يتحول الرب عن القلب الذي تعلَّق به؟! وهل يتأخر الرب عن النفس الصارخة إليه؟! كلا. إنه يُسرّ أن يستجيب الصلاة، وأن ينجي النفس الواثقة فيه «وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر».

                              فريد زكي
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق


                              • #30
                                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

                                الأحد 30 إبريل 2006

                                تطلعوا وانظروا
                                --------------------------------------------------------------------------------
                                أما إليكم يا جميع عابري الطريق. تطلعوا وانظروا إن كان حزن مثل حزني الذي صُنع بي، الذي أذلني به الرب يوم حمو غضبه ( مرا 1: 12 )

                                إن تيارات الكراهية والحقد نحو ربنا يسوع المسيح ما كانت لتقف عند حد. ولهذا فإنهم بعد أن صلبوا المسيح، نقرأ في البشائر عن جماعات أتت لكي يشاهدوا المصلوب، شأنهم في ذلك كل البشر عندما تقع عيونهم على مشاهد غير مألوفة. وتحدثنا البشائر عن المستوى الراقي ”رؤساء الكهنة“، وعن المستوى العادي ”المجتازون“، وعن المستوى المنحط: ”اللصان“. الكل كان له حصته في تعيير قدوس الله، ابن الله الكريم.

                                هناك مَنْ أتى إلى الجلجثة بدافع الواجب والمهمة، وهناك من أتى بدافع التشفي والشماتة من المتألم القدوس، وهناك مَنْ كان مرورهم صُدفة، مجرد عابرين توقفوا أمام مشهد مُثير، وهم الذين سنتحدث عنهم الآن، وعنهم قال البشير لوقا: «كان الشعب واقفين ينظرون» ( لو 23: 35 ).

                                نحن نعرف أن حوادث الجلجثة تمت يوم عيد الفصح. والمدينة في مثل ذلك اليوم تكون مكتظة بالوافدين الغرباء الذين يفدون إليها من كل صقع وربع، ليعيِّدوا في مدينة الآباء والهيكل. وكانت مشاهد الجلجثة بالنسبة لهم شيئًا مُثيرًا يستحق النظر للتسلية وتمضية الوقت. لكن تُرى، أ كان لهذه الجموع المحتشدة النظرة الأعمق إلى الأمور، من تلك النظرة السطحية، نظرة الفضول أو التسلية؟

                                كلا بالأسف. فيقول المسيح بروح النبوة: «ثقبوا يديّ ورجليّ. أُحصي كل عظامي. وهم ينظرون ويتفرسون فيّ» ( مز 22: 16، 17). وآية اليوم من سفر المراثي تؤكد الفكر عينه.

                                وعبارة: «أمَا إليكم» تعني: أمَا يعنيكم هذا المنظر في شيء؟ ألا يحمل معنى خاصًا لكم؟ أمَا تذكرون ما قاله إشعياء النبي: «لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها. ونحن حسبناه مُصابًا مضروبًا من الله ومذلولاً. وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا»؟ ( إش 53: 4، 5)

                                إن منظر المسيح وهو مُعلق فوق الصليب، هو بكل يقين أعجب وأعظم منظر شوهد من بدء الزمان وإلى نهايته. إن ملائكة ورؤساء ملائكة أخذتهم الدهشة والرهبة منه، وملايين من المؤمنين يديرون أنظارهم نحوه. أما أولئك الذين كانوا يشاهدون المصلوب عن قُُربٍ في ذلك اليوم، فلم يفهموا شيئًا عن قيمة هذا العمل ومعناه.
                                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X