إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

    السبت 16 يونيو 2007

    الشفاعة


    إنه (إبراهيم) نبي، فيصلي لأجلك فتحيا ( تك 20: 7 )
    ورَد الرب سبي أيوب لمّا صلى لأجل أصحابه ( أي 42: 10 )


    الشفاعة، أو الصلاة من أجل الآخرين، لها أهميتها في كلا العهدين القديم والجديد. كان إبراهيم خليل الله، رجلاً عظيمًا من رجال الصلاة، ومارس الشفاعة لأجل الآخرين، كما هو الحال عندما كانت الدينونة تهدد سدوم وعمورة. والرب قال لأبيمالك ملك جرار: «إنه (إبراهيم) نبي فيصلي لأجلك» ( تك 20: 7 )، وصلى إبراهيم إلى الله والله أجاب صلاته.

    وأيوب طُلب إليه أن يصلي من أجل أصحابه «وردَّ الرب سبي أيوب لما صلى لأجل أصحابه» ( أي 42: 10 ).

    وموسى كان شفيعًا عظيمًا، فبشفاعته ردّ ذراع قدس الرب التي أوشكت أن تُهلك كل الأمة تحت الدينونة. ولأنه شفع فيهم، عفا الله عن شعبه، ويشوع وصموئيل وداود وإشعياء ودانيال وعزرا ونحميا وآخرون غيرهم، كانوا كثيري التشفع والصلاة من أجل الآخرين.

    وفي العهد الجديد يبرز ربنا المبارك كالشفيع الأعظم. ولم يشأ الروح القدس أن يعطينا الصلوات التي كان يصليها وهو يقضي الليالي في الجبال أو في البرية. وبلا شك لم يكن يصلي من أجل أعوازه، بل من أجل أعواز الآخرين، أعواز تلاميذه؛ ومن أجل أعدائه وجموع الشعب. ويوحنا وحده هو الذي يعطينا صلاته العظيمة التي صلاّها في ظل الصليب. لقد كانت صلاة لأجل كل خاصته. إنها أنموذج خدمته عن يمين الله (يو17).

    وفي الرسائل يحرِّضنا الروح القدس على الصلاة ويحّثنا على أن نصلي بعضنا لأجل بعض ولأجل جميع القديسين، ولأجل أعدائنا ولأجل خدمة الكلمة. ومن بين الرسل يبرز الرسول بولس كرجل الصلاة العظيم الذي كان يصلي من أجل جميع القديسين، والذي كان يطلب المرة بعد المرة إلى الكنائس أن تصلي من أجله.

    وكل ابن حقيقي لله، يسلك في الروح القدس، يعرف الداعي المُلِّحِ؛ والعظيم للصلاة، وبصفة خاصة للصلاة الشفاعية، وكثيرون من المؤمنين الأتقياء ينشغلون بالتشفع في الآخرين لدرجة أنهم ينسون أعوازهم الشخصية.

    ما أعظم حاجة العالم! وما أكثر الآلام وسط شعب الله! كم من مُشرَّدين بلا مأوى، وجياع بلا طعام ولا كساء! ومئات منهم من أعضاء جسد المسيح، نحن لا نعرفهم لكن ليتنا لا ننساهم في صلواتنا.

    هنري أيرنسايد
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #17
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

      الأحد 17 يونيو 2007

      الانتصارات المتواصلة


      من الضيق دعوتُ الرب فأجابني من الرَّحب. الرب لي فلا أخاف. ماذا يصنع بي الإنسان؟ الرب لي بين مُعيني، وأنا سأرى بأعدائي ( مز 118: 5 - 7)

      الأعداد من 5 إلى 21 من مزمور118، تكلمنا عن قصة المسيح بدءًا من بستان جثسيماني، وحتى صعوده إلى السماء.

      1ـ بستان جثسيماني: «من الضيق دعوت الرب، فأجابني من الرَّحب» (ع5). ونحن لا يمكننا مُطلقًا أن ندرك ضيقة نفس المسيح في البستان، كما لا يمكننا أن ندرك الرحب الذي انتقل إليه بعد القيامة من الأموات.

      2ـ القبض عليه: «الرب لي فلا أخاف. ماذا يصنع بي الإنسان؟ الرب لي بين مُعيني، وأنا سأرى بأعدائي» (ع6، 7). ولقد رأى المسيح أعداءه في البستان، وهم ساقطون أمامه.

      3 ـ محاكمة المسيح: «الاحتماء بالرب خيرٌ من التوكل على إنسان. الاحتماء بالرب خير من التوكُّل على الرؤساء» (ع8، 9). والمسيح لم ينتظر أحدًا من البشر أن يُبرره، بل انتظر الرب وحده.

      4 ـ غوغاء اليهود والرومان: «كل الأمم أحاطوا بي .... أحاطوا بي واكتنفوني ..... أحاطوا بي مثل النحل، انطفأوا كنار الشوك، باسم الرب أبيدهم» (ع10- 12).

      5 ـ ساعة الشيطان: «دَحَرتني دُحُورًا لأسقط، أما الرب فعضدني» (ع13). هنا نرى العدو الحقيقي المُستتر، عدو كل البر، الذي جنَّد كل العالم تحت إمرته ضد مسيح الله، راغبًا أن يُميت المسيح «ويبيد اسمه» ( مز 41: 5 ).

      6ـ القيامة: «قوتي وترنمي الرب، وقد صار لي خلاصًا» (ع14)

      7ـ أفراح التلاميذ بعد القيامة: «صوت ترنم وخلاص في خيام الصدِّيقين. يمين الرب صانعة ببأس» (ع15، 16).

      8ـ حياة المسيح التي لا تزول: «لا أموت بل أحيا وأحدِّث بأعمال الرب» (ع17).

      9ـ الصعود: «افتحوا لي أبواب البر. أدخل فيها وأحمد الرب. هذا الباب للرب، الصدّيقون يدخلون فيه» (ع19، 20). هذه الآية تُشير إلى تبرير المسيح بالقيامة من الأموات. فذاك الذي أُغلقت السماء في وجهه بالعدل، قد فُتحت له بالبر، لا أبواب القبر فقط، بل أبواب السماء أيضًا. لا ليدخلها بمفرده، بل نحن معه.

      يوسف رياض
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

        الاثنين 18 يونيو 2007

        لا تشاكلوا هذا الدهر


        فأطلب إليكم أيها الأخوة .. أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله،... ولا تُشاكلوا هذا الدهر ( رو 12: 1 ، 2)

        كلمة ”مُشاكلة“ تعني حرفيًا: مُطابقة، أو مُشابهة تامة. أما كلمة ”الدهر“ فالمقصود بها في رومية12: 2 ”العالم“: النظام الذي أسسه ويرأسه الشيطان ليحتفظ بالإنسان بعيدًا عن الله.

        فنحن المؤمنين، قصد الله في اختياره وتعيينه لنا أن نكون مُشابهين صورة ابنه ( رو 8: 29 ) لا مُشاكلين هذا العالم في مبادئه.

        تخيَّل لو أن سفيرًا لدولة عُظمى، راقية ومتحضرة، يرتضي أن يُشابه أهل البلاد التي هو مُوفَد إليها، وتلك الأخيرة ما هي إلا بلاد متخلفة وفقيرة، يعمها الجهل وتسودها عادات بدائية! إنك لو أمكنك أن تستسيغ وضعًا كهذا، فإنه مُحال أن يقبل عقلك أن أشخاصًا سماويين، ليسوا من هذا العالم ( يو 17: 14 ، 16) يعيشون على كوكب الأرض، وقدوتهم سكانها، فيحتذون بعادات شعوبها!!

        إن هذا التشبيه البسيط لهو أقل جدًا من الواقع. فنحن المؤمنين هنا، لسنا فقط نسعى كسفراء عن المسيح، ولكننا نقول إننا مُرسلون إلى العالم من قِبَل المسيح شخصيًا، وذلك حسب صريح كلماته هو ـ له المجد ـ «كما أرسلني الآب، أُرسلكم أنا» ( يو 20: 21 ). فيا لشرف الامتياز! ويا لجسامة المسئولية في آن واحد!

        إن مُشاكلة هذا العالم، بناسه وأفكاره، لهيَ خطية عُظمى، وخسارة فادحة، وعدم تقدير لِما أوصلتنا إليه نعمة الله، ليس من جهة مقامنا الشرعي فحسَب، ولكن أيضًا من جهة دورنا وتأثيرنا هنا على الأرض، وفوق الكل عدم تقدير لرفض هذا العالم لسيدنا وربنا المعبود، فالصليب فصل بيننا وبين هذا العالم أدبيًا وروحيًا ( غل 6: 14 )، وبعمل الصليب أنقذنا المسيح من هذا العالم الحاضر الشرير.

        لقد شاكل لوط في يومه هذا الدهر، فخسر شهادته، وخسر مكافأة الأمانة، خسر عائلته، وخسر كرامته، خسر أفراحه، وخسر كل ممتلكاته، خسر زوجته، وخسر شرفه. بالإجمال: خسر كل شيء ما عدا نفسه، لا لشيء إلا لأنه كان بارًا، ولكن بكل أسف «مُعذبًا»!! ( 2بط 2: 7 ، 8).

        على النقيض من ذلك، يقف أبو المؤمنين إبراهيم، الذي عرف أنه ليس إلا غريبًا ونزيلاً، فلم يطبعه العالم بطابعه، بل ترك هو تأثيره على العالم المُحيط به كرئيس من الله بينهم ( تك 23: 6 ). وما أبعد المُباينة! تُرى في أي جانب تقف أنت الآن أيها القارئ المؤمن؟

        إسحق إيليا
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

          الثلاثاء 19 يونيو 2007

          عون في حينه


          وقال له (يوناثان): لا تخف لأن يد شاول أبي لا تجدك، وأنت تملك على إسرائيل ... وشاول أبي أيضًا يعلم ذلك ( 1صم 23: 17 )

          في التوقيت المناسب، وفي المكان المناسب، استخدم الرب الرجل المناسب ليشجع عبده داود، الخائر والخائف، والمُطارد من شاول «فرأى داود أن شاول قد خرج يطلب نفسه. وكان داود في برية زيف في الغاب. فقام يوناثان بن شاول وذهب إلى داود إلى الغاب وشدد يده بالله». وذكَّر يوناثان داود بعدة أمور عظيمة عن الله وعن أمانته من جهة مواعيده، قائلاً:

          (1) «لا تخف» .. لقد كان داود يعاني من ضعف الإيمان الذي سبَّب له الخوف ( مت 8: 26 ) «لأن الخوف له عذاب» ( 1يو 4: 18 ). ولكن ها هو يوناثان يطمئن قلب داود، الضعيف الخائف، قائلاً له: «لا تخف» وما أكثر المرات التي يقول لنا فيها الرب نفسه «لا تخافوا» كجماعة, و«لا تخف» كأفراد. ويا لها من كلمة تبدد الخوف، وتأتي بالطمأنينة والسلام.

          (2) «لأن يد شاول أبي لا تجدك» أكدّ يوناثان لداود أن اختبارات الإنقاذ والحفظ ستستمر في الحاضر والمستقبل أيضًا، لأن «الذي نجانا من موت مثل هذا (في الماضي)، هو يُنجي (في الحاضر)، الذي لنا رجاء فيه أنه سينجي أيضًا فيما بعد» ( 2كو 1: 10 ).

          (3) «وأنت تملك على إسرائيل». كان يوناثان يريد من داود أن يكون في يقين من جهة المُلك في المستقبل، فالرب هو صاحب السلطان، ولا يوجد إطلاقًا مَن يمنعه من إتمام كلامه ومواعيده لداود. ويجب أن يتيقن كل مؤمن «أن ما وعد به هو قادر أن يفعله أيضًا» ( رو 4: 21 ).

          (4) «وشاول أبي أيضًا يعلم ذلك» .. أخبره يوناثان أن شاول نفسه يعلم أنه لن يفلح في الوصول إلى داود ليؤذيه أو يُهلكه، وأن كل محاولاته من جهة داود ستبوء بالفشل. كان شاول يعلم، علم اليقين، أن داود هو الملك المُعيَّن من قِبَل الرب ليملك على شعب الرب، لكن داود في ضعف إيمانه لم يكن متأكدًا من ذلك، فقال مرة في قلبه: «إني سأهلك يومًا بيد شاول» ( 1صم 27: 1 )، لكن الذي هلك هو شاول وليس داود، وتمم الرب كل مواعيده لداود.

          أيها الأحباء: هل نشدد أيادي بعضنا البعض بالله، هل نوجِّه النفوس الخائرة، وما أكثرهم، إلى معرفة أوثق بمَنْ هو الله، ومعرفة أكبر بمواعيده الصادقة التي تسندنا طول الطريق. ليتنا جميعًا نفعل ذلك!

          إيليا عيسى
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

            الأربعاء 20 يونيو 2007

            امرأة لوط .. عِبرة وإنذار


            اذكروا امرأة لوط! ( لو 17: 32 )

            في الكتاب المقدس نساء فاضلات كثيرات، ثمنهم يفوق اللآلئ، يجمعهن الإيمان والتقوى، أما امرأة لوط فلا ذكر لاسمها، ولا برهان لإيمانها. فبدون إيمان عاشت، وبسبب عدم الإيمان ماتت، ويا لها من ميتة عجيبة صارت بها عِبرة وإنذارًا. فقد صارت عمود ملح، حتى كما لا يفارق الملح طعامنا، لا تفارق عِبرَتها أذهاننا «اذكروا امرأة لوط!». فأين هي من سارة التي أضافت وخدمت، فعجنت وخبزت ( تك 18: 6 )، وكانت مثالاً حسنًا للزوجات في الخضوع والإكرام لزوجها ( 1بط 3: 5 ، 6)، وكانت تراقب طرق أهل بيتها فربَّت إسحاق في الطاعة والقناعة. أما امرأة لوط، فلم يكن لها دور إيجابي في البيت، فلوط هو الذي خبز وقام بواجبات الضيافة نحو الملاكين ( تك 19: 3 ) لم تكن مُعينة لزوجها ولا ربَّت أولادها، فمنهم مَنْ هلك في سدوم، ومنهم من أفسد خارجها ( تك 19: 31 - 38). ولم تَطع أمر الملاكين بعدم النظر إلى الوراء.

            لقد خرجت متثاقلة الخطوات فأصبحت وراء لوط، ثم نظرت من ورائه إلى الوراء نحو سدوم، فصارت عمود ملح ( تك 19: 26 ). خرجت من سدوم بجسدها، لكن قلبها وعواطفها وآمالها ظلت في سدوم «لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضًا» ( مت 6: 21 ). لقد خسرت حياتها لأجل أشياء مُعدَّة لحريق النار. ويا له من درس هام عن خطورة تعلقنا بالعالم الذي بذل المسيح نفسه لينقذنا منه ( غل 1: 4 ). ألا نعلم أن محبة العالم عداوة لله؟ ( يع 4: 4 ) وأنه «إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب»؟ ( 1يو 2: 15 ). لهذا قال السيد: «لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه» ( مت 16: 26 ).

            إن الكتاب المقدس يقول عن أبطال الإيمان، الذين عاشوا غرباء ونُزلاء «لو ذكروا ذلك الذي خرجوا منه، لكان لهم فرصة للرجوع. ولكن الآن يبتغون وطنًا أفضل، أي سماويًا» ( عب 11: !5، 16). فدعونا لا نلتفت للوراء كامرأة لوط، بل ننسى ما هو وراء ونمتد إلى ما هو قدام، ونسعى نحو الغرض: شخص المسيح الذي في المجد، مُنتظرين الرجاء المبارك، ولسان حالنا إلى العالم لا رجوع، سوف أعيش مع يسوع.

            وهيب ناشد
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

              الخميس 21 يونيو 2007

              ياسون وبيته


              إن هؤلاء الذين فتنوا المسكونة حضروا إلى ههنا أيضًا. وقد قبلهم ياسون ( أع 17: 6 ، 7)

              لقد فُتحت أبواب بيت ياسون لإضافة الرسول بولس ومَن معه في تسالونيكي. ولقد أُعطي الرسول بولس أن يكون خادمًا للكنيسة «لتتميم كلمة الله» ( كو 1: 25 )، فقد كان هو آنية الوحي الذي اختاره الرب لإعلان الحق الخاص بالكنيسة كجسد المسيح، ودعوة الكنيسة السماوية لانتظار ابن الله من السماء، والحق الخاص بحضور الروح القدس كأقنوم إلهي يسكن في المؤمن ( 1كو 6: 9 )، وأيضًا حضوره لقيادة القديسين عندما يجتمعون للسجود والخدمة (1كو14).

              وما أكثر ما حدَّثنا الرسول عن الخضوع الذي على الزوجة أن تُراعيه نحو زوجها! وهو أمر الله الصريح، وأن هذا الخضوع يجب أن يكون «كما للرب» بمعنى أن خضوع الزوجة لزوجها هو في الواقع خضوع لسلطان الرب وترتيبه من البدء، وصون لحقوق الرجل الذي منحه الرب إياها منذ القديم ( أف 5: 25 ؛ 1تي2: 13؛ 1كو11: 9). وما أكثر ما حدّثنا الرسول أيضًا عن أنه «يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم»، بل «كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها» ( أف 5: 25 - 33؛ كو3: 19)! وإذا ما نُقضت أوامر الله، كانت النتيجة الحزن والفوضى، كما هو الحال في كثير من البيوت.

              فما أحرانا أيها الأحباء أن «نُحيط به» ( أع 14: 20 )، نُحيط بالتعليم الصحيح، ونتمسك بصورة الكلام الصحيح الذي يمثله بولس. بل وما أحرانا أن نُفسح له مكانًا في قلوبنا وفي بيوتنا لكي نعبِّر عمليًا في بيوتنا عن علاقة المسيح بالكنيسة التي هي جسده. إنه يجب علينا ـ مثل جدعون (قض6) ـ أن تبدأ شهادتنا من البيت. جميعنا مدعوون لأن نُظهر التعليم الذي هو حسب التقوى في بيوتنا. وتعليم الرسول بولس، يمدّنا بالأُسس التي تضمن لبيوتنا البركة والحفظ والشفاء (كمعنى اسم ياسون: شفاء أو شافي أو مُبرئ)، الشفاء من خطايا كثيرة، ومن مشاغل وصعوبات عديدة. فالعدو يسعى جاهدًا إلى إزعاج وقلقلة وانقسام بيوت القديسين «لا تكمن أيها الشرير لمسكن الصدّيق. لا تُخرِب رَبعه (أو منزله)» ( أم 24: 15 ).

              فايز فؤاد
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

                الجمعة 22 يونيو 2007

                أصبع الله (2)


                وجاءوا إليه بأصم أعقد ... فأخذه .. على ناحية، ووضع أصابعه في أذنيه... وقال له: إفثا. أي انفتح، وللوقت انفتحت أذناه ( مر 7: 32 - 34)

                نستكمل اليوم حديثنا الذي بدأناه يوم الجمعة الماضي عن ”أصبع الله“، فنتأمل في:

                (5) أصبع الله المُسمِّعة: «وجاءوا إليه بأصم أعقد ... فأخذه ... على ناحية، ووضع أصابعه في أذنيه ... وقال له: إفثا. أي انفتح، وللوقت انفتحت أذناه» ( مر 7: 32 - 34). فمع أن الإنسان تقسّى بعد إعلان الله ذاته له، ولم يُرِد أن يسمع صوت الله، وسدّ أذنيه، وصمَّها عن سماع صوته، لكن الرب ـ لم يترك الإنسان على هذه الحالة، بل نراه هنا يأخذ الإنسان على ناحية، ويضع أصابعه في أذنيه ويقول له: ”انفتح لكي تسمع كلام الله“. وللوقت انفتحت أذن الإنسان، كما انفتح قلب الإنسان ( أع 16: 14 )، وعين الإنسان ( لو 24: 31 )، وذهن الإنسان ( لو 24: 45 ). ما أروعك يا رب بالحق!

                (6) أصبع الله المُردعة: «وكان يُخرج شيطانًا، وكان ذلك أخرس، فلما أُخرج الشيطان تكلَّم الأخرس ... فقالوا: ببعلزبول رئيس الشياطين يُخرج الشياطين ... قال لهم ...... إن كنت بأصبع الله أُخرج الشياطين، فقد أقبل عليكم ملكوت الله» ( لو 11: 14 - 20). وهنا نرى أصبع الله التي أردعت الشيطان وجعلت الأخرس يتكلم. فقد جاء الرب كالأقوى من القوي (الشيطان) وقد نزع سلاحه منه وأتى بالغنيمة (الإنسان).

                (7) أصبع الله المُقنعة: «وأما يسوع فانحنى إلى أسفل وكان يكتب بإصبعه على الأرض» ( يو 8: 6 ). هنا في قصة المرأة التي أُمسكت في ذات الفعل، جاء اليهود بها إلى ساحة الهيكل وأياديهم مملوة حجارة، وعيونهم لا ترى خطيتهم. ولكن الرب ـ تبارك اسمه ـ عندما انحنى على الأرض وكتب بأصبعه، كانت ضمائرهم تُبكّتهم. فخرجوا واحدًا فواحدًا مُبتدئين من الشيوخ إلى الآخرين. فأصبع الله وحدها هي التي تقنعنا بأخطائنا.

                ما أروع أصبعك يا رب الذي كتب كتاب الطبيعة، وعندما تقسّى الإنسان، أعطاه إنذارًا بالضربات، وبعد ذلك كتب في كتاب الناموس، وعندما تقسّى الإنسان أعطاه إنذارًا بالفزع. ولكن بعد ذلك لم يسكت الرب، بل به فتح أذن الإنسان ليسمع، وطرد الروح النجس ـ الشيطان، وأردعه. وأخيرًا جعلنا نقتنع بأننا لسنا أفضل من غيرنا. هذه هي قصة أصبع الله مع الإنسان.

                يعقوب جاد
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

                  السبت 23 يونيو 2007

                  قبلات فمه


                  ليُقبلني بقُبلات فمه ( نش 1: 2 )

                  والقُبلات في الكتاب أنواع كثيرة. منها:

                  1- قُبلة الخيانة : وأشهرها قُبلة الخائن يهوذا «فقال له يسوع يا يهوذا: أ بقُبلة تسلِّم ابن الإنسان؟» ( لو 22: 48 ).

                  2- القُبلة الطبيعية : مثل قُبلة يعقوب لبنت خاله لابان ( تك 29: 11 )، وقُبلة عُرفة لحماتها نُعمي (را 1: 14). هذه القُبلات ليست خطية، ولكنها قبلات عادية لا تفيد ولا تضر.

                  3- قُبلة التوبة : مثل قُبلة المرأة الخاطئة المذكورة في لوقا 7 التي قبَّلت قدمي المسيح.

                  4- قُبلة المُصالحة : وهى تلك القُبلة العجيبة التي طبعها الأب على جبين ابنه الراجع من الكورة البعيدة (لو 15).

                  5- قُبلة المحبة الأخوية : وهذه نجدها كثيرًا على صفحات العهد الجديد، ولا سيما في ختام رسائل بولس الرسول «سلّموا بعضكم على بعض بقُبلة مقدسة» ( رو 16: 16 ؛ 1كو16: 20؛ 2كو13: 12)

                  6- قُبلة المُسامحة للمُسيئين : جميل أن نقبِّل الأخوة بقُبلة مقدسة. لكن ماذا بالنسبة للذين أساءوا إلينا؟ نتذكَّر أن يوسف عندما عرَّف إخوته بنفسه، لم يكتفِ بأن يقبِّل شقيقه بنيامين الذي لم يتلوّث بجريمة إخوته البشعة عندما باعوه، بل إنه بكل طيبة قلب «قبَّل جميع إخوته وبكى عليهم».

                  7- قُبلة الشركة : وهى أسمى أنواع القُبلات كلها. وهي ما طلبته العروس هنا. والمعنى الأدبي لذلك، ليس أن أعرف أن المسيح يحبني أو أني أحبه، بل هي التمتع بهذه المحبة؛ فالقُبلة كما نعلم هي علامة أوثق العلاقات وأقوى المشاعر!

                  يصلى الرسول بولس للمؤمنين في أفسس، أولئك الذين أُعلنت لهم أرقى الإعلانات في المسيحية عن كونهم عروس المسيح وأعضاء جسده، نعم يصلي لأجلهم، ليحل المسيح بالإيمان في قلوبهم، حتى يستطيعوا أن يدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو، ويعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة ( أف 3: 19 ). هذا هو التمتع العملي بمحبة المسيح، وهو نفس ما تطلبه العروس هنا.

                  إنها من حقنا عزيزي القارئ، من يوم أن تعرَّفنا على سيدنا الكريم، إلى يوم لقائنا به على السحاب، بل وإلى أبد الآبدين.

                  يوسف رياض
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

                    الأحد 24 يونيو 2007

                    لذاتي مع بني آدم


                    لما ثبَّت السماوات كنت هناك أنا ... كنت عنده صانعًا، وكنتُ كل يوم لذته، فَرحةً دائمًا قدامه، فَرحة في مسكونة أرضه، ولذاتي مع بني آدم ( أم 8: 27 - 31)

                    في حضن الآب منذ الأزل، كان في شركة مقدسة مع أبيه كمَنْ كان كل يوم لذته «فرحةً دائمًا قدامه»، ولما كان هنا على الأرض في جسم بشريته الذي أخذه لكي يكون قريبًا من أولئك الذين كانت مسرته فيهم، كان أيضًا في شركة مع الآب في المحبة والفكر. كل عمل أتاه كان بحسب مشيئة الآب «لأني في كل حين أفعل ما يُرضيه» ( يو 8: 29 ). كل خطوة له على الأرض كانت في النعمة والطاعة «حتى الموت موت الصليب» ( في 2: 8 ). كان مُعبرًا عن محبة الله نحو الإنسان «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد» ( يو 3: 16 ). ولكن بجانب محبة الآب توجد أيضًا محبة الابن الذي أسلم نفسه من أجل الخطاة «ابن الله، الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي» هكذا قال بولس متعجبًا في غلاطية 2: 20 . إن تسبيحة المفديين ستكون: «الذي أحبنا، وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه ... له المجد» ( رؤ 1: 5 ، 6).

                    لقد أظهر سروره الذي وجده في بني آدم، في شفقته نحو البؤساء، نحو الأطفال، نحو المُتعبين؛ شافيًا المرضى ومُحييًا الموتى. كان المتضعون التائبون بالنسبة له أفضل مَنْ على الأرض، فلا غرابة أن يأخذ مكانه وسطهم عند الاعتماد من يوحنا. وكان سروره أن يُحيط نفسه بتلاميذه المختارين. كان يشتهي أن يذهب إلى منازل مَنْ على شاكلة متى وزكا العشارين، كما كان يجد راحته في بيت مرثا مع بقية الضيوف، ويقدم لهم الطعام السماوي. حقًا «لذاته مع بني آدم».

                    وعلى الصليب «سُرَّ الرب بأن يسحقه بالحَزَن» ( إش 53: 10 ). كان ينبغي أن «يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 14 ، 15). لم تكن هناك طريقة أخرى. كان لا بد أن يموت، إذ كان لا بد من خلاص أولئك الذين كانت لذته معهم، ولكي يكونوا معه في مجده السماوي. وهو الابن الأزلي الذي كان غرض محبة الآب قبل تأسيس العالم ( يو 17: 24 ) والذي عندما كان على الأرض انفتحت له السماوات ليسمع صوت الآب «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت» ( مت 3: 17 )، ولقد مات بالفعل، راضيًا ـ في طريق محبته للخطاة ـ أن يأخذ مركزهم فوق الصليب. حقًا إن «لذاته مع بني آدم».

                    ماكنتوش
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

                      الاثنين 25 يونيو 2007

                      التواضع


                      وقال للمدعوين مثلاً وهو يلاحظ كيف اختاروا المتكآت الأولى ( لو 14: 7 )

                      إن المكان الذي يحبه الإنسان بحسب الطبيعة هو المتكأ الأول حيث يجد لذة في الترفُّع والتعالي. والإنسان دائمًا يريد أن يرفع نفسه في اتجاه أعلى ومضاد لفكر الله. وأنه لا يفرح ولا يُسرّ إذا وُضع في المكان الأخير، ودائمًا يبحث عن المكان الأول، ويشعر بجرح كبير في كبريائه إذا أهمله أو احتقره أحدٌ، وهو ببحثه عن هذا المكان إنما يبحث عن مكان لا يجد فيه المسيح الذي قال «تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم» ( مت 11: 29 ).

                      ولقد برهن المسيح على ذلك في يوحنا 13 عندما قام عن العشاء وخلع ثيابه وأخذ منشفة واتّزر بها، ثم صب ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرًا بها، فمع أنه السيد والمعلم، لكنه انحنى ووصل إلى أرجل تلاميذه. فهو المتواضع الحقيقي والمطوَّب الحقيقي الذي عمل وعلَّم، إذ أخذ المكان الأخير وسط تلاميذه. هو الذي لاق به أن يعلِّم قائلاً: «متى دُعيت من أحد إلى عُرس، فلا تتكئ في المُتكأ الأول لعل أكرم منك يكون قد دُعي منه، فيأتي الذي دعاك وإياه ويقول لك: أعطِ مكانًا لهذا، فحينئذ تبتدئ بخجل تأخذ الموضع الأخير. بل متى دُعيت فاذهب واتكئ في الموضع الأخير حتى إذا جاء الذي دعاك يقول لك يا صديق ارتفع إلى فوق، حينئذ يكون لك مجد أمام المتكئين معك «لأن كل مَنْ يرفع نفسه يتضع، ومَنْ يضع نفسه يرتفع» ( لو 14: 8 - 11).

                      لكي تريح نفسك ابحث عن المكان الأخير واجعل العين متجهة إلى الله، ولا تنشغل بذاتك، ولا تدع قلبك يخدعك فتقول: لا أحد يهتم بي. وتذكَّر قول الرسول بولس في فيلبي 2: 5 «فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضًا، الذي إذ كان في صورة الله ... أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس. وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه ...» (فيلبي 2: 5- 8). إنه تخلَّى عن مجده الظاهر، ليصير إنسانًا. لقد كان هذا حقًا تنازلاً عظيمًا. إن التواضع الحقيقي هو أن تكون مستعدًا لا أن تُخدم، بل أن تخدم بتواضع، وهذا في واقع الأمر سامٍ جدًا إذ هو ثمر المحبة الإلهية العاملة في قلوبنا، والله الذي يعمل في قلوبنا يجعلنا غير أنانيين وبهذا نُسر قلب الله ويرفعنا. لأن مَنْ يضع نفسه يرتفع.

                      عوني لويس
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

                        الثلاثاء 26 يونيو 2007

                        اخرجن للقائِهِ


                        هوذا العريسُ مُقبل، فاخرجن للقائه! ( مت 25: 6 )

                        يجب أن تصبو قلوبنا إلى ذاك الذي وإن لم نَره نُحبه. يجب أن نشتاق إلى رؤيا مُحياه، فذلك أفضل من الوجود في المجد، وأفضل من نوال إكليل الحياة وقيثارة الذهب، وأسمى من لبس حُلة العُرس الفاخرة، وأعظم من الوجود حيث لا حزن ولا موت ولا فراق، نعم، إن رؤية الرب كما هو، والوجود إلى الأبد معه ومثله وبالقُرب منه، لأَسمى من كل هذه الأمور. ومتى انشغلنا به كالغرض المُشبع لقلوبنا والرجاء الوحيد لنفوسنا، حينئذٍ يهون علينا أن نتخلى عن كل غرض آخر، ونسحب أنفسنا من كل مجتمع عالمي، لكي نخرج للقاء العريس.

                        وهذا الشوق موجود في كل مَن وُلد من الله، ومع أن درجته تختلف تبعًا للمشغوليات العالمية، والسلوك بحسب الجسد، والتعليم الخطأ، إلا أنه موجود في جميع المؤمنين «نحبه لأنه هو أحبنا أولاً» ( 1يو 4: 19 ). وكيف نشبع قبل أن نرى وجهه؟ كيف تستريح قلوبنا تمامًا قبل أن ترى حبيبها وغرضها؟ إن في ملقاه نوال الأماني، وبهجة النفس، وإرواء غلة الشوق، وإشباع شهوة القلب. فيه نعرف قوة وصدق قول الرب: «مَن يُقبل إليَّ فلا يجوع، ومَنْ يؤمن بي فلا يعطش أبدًا» ( يو 6: 35 ). نعم، يا له من يوم سعيد فيه نُخطف في السُحب لمُلاقاة الرب في الهواء!

                        والذين خرجوا لمُلاقاة العريس يجب أن يتميزوا بثبات الغرض. إن الإنسان إذا خرج لمُلاقاة صديق له، فإنه يتابع سيره بكل ثبات حتى يلاقيه، فيبقى كل الطريق متطلعًا إلى صديقه، لا تثني عزمه صعوبة، بل يجتاز الوهاد والنجاد، ويعبر السهول والوعور، وأمامه غرض ثابت لا يصده شيء عن الوصول إليه. وهذا هو الحال معنا، فعندما يكون الرب أمامنا كالغرض الأسمى الذي دونه كل شيء، حينئذٍ نجِّد في السير في سبيلنا السماوي، مجتهدين أن نُرضيه ونُكرمه، ونتألم من أجله، ونخرج للقائه.

                        وفي سيرنا في هذا الطريق قد تُصوَّب نحونا سهام الاحتقار. وتوجّه إلينا كلمات الازدراء. قد نُحرم من بعض الأصدقاء، ونخسر التمتع بالملذات العالمية. ولكن متى كان في قلوبنا غرض ثابت هو الرب، فحينئذٍ لا نعبأ بكل هذه الأمور، بل نطرح كل ثقل، ونذلل كل عقبة تقف في طريق خروجنا لمُلاقاته.

                        داربي
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

                          الأربعاء 27 يونيو 2007

                          مَنْ يأكلني يحيا بي


                          فقال لهم يسوع: أنا هو خبز الحياة. مَنْ يُقبل إليَّ فلا يجوع، ومَنْ يؤمن بي فلا يعطش ( يو 6: 35 )

                          المسيح، في خلال حديثه في يوحنا، اعتبر أن الأكل والشرب منه مُرادفان للإتيان إلى شخصه والإيمان به، فقال: «أنا هو خبز الحياة. مَن يُقبل إليَّ فلا يجوع، ومَنْ يؤمن بي فلا يعطش أبدًا». لاحظ أنه لم يَقُل ”أنا هو خبز الحياة، مَنْ يأكلني فلا يجوع“، بل «مَنْ يُقبل إليَّ فلا يجوع». كما أنه لم يَقُل: ”مَن يشربني“، بل «مَنْ يؤمن بي فلا يعطش أبدًا».

                          والمُشابهة بين الأكل والإتيان إلى المسيح يمكننا أن نفهمها كالآتي:

                          (1) الأكل يسبقه الجوع، وهذا يُعبِّر عن الشهية والرغبة. ومكتوب عن الرب: «لأنه أشبع نفسًا مُشتهية، وملأ نفسًا جائعة خيرًا» ( مز 107: 9 ). ومَنْ يأتي إلى المسيح ينبغي أن يحس بالجوع إلى شخصه، بحيث لا يمكن لسواه أن يسد هذا الجوع.

                          (2) لأن الأكل ضرورة حتمية لا غنى عنها. فلا يكفي التأمل في الطعام، ولا التفرُّس فيه بإعجاب، ولا أن نقتنع نظريًا بأهمية الأكل، فإن هذا كله سيُفضي إلى التضوُّر جوعًا، وإلى الموت في النهاية إن لم نأكل. وهكذا أيضًا المسيح، لا يكفي مُطلقًا دراسة حياته، ولا حتى الإعجاب به، بل يلزم الإقبال إليه شخصيًا، وقبوله بالإيمان.

                          (3) الأكل عمل فردي: فقد يقوم واحد بالنيابة عن شخص آخر بالعديد من الأعمال، ولكن ليس من ضمنها الأكل. فلا يمكن أن يأكل عن شخص آخر. إن أقرب مَنْ لك لن يغنيك أنت شخصيًا عن الأكل، وهكذا فإن أقرب مَنْ لك لن يغنيك عن الإتيان الشخصي إلى المسيح المُخلِّص.

                          (4) الطعام بعد أكله وهضمه يُصبح جزءًا لا يتجزأ من الإنسان الذي تناوله، ويستحيل فصله عن الشخص. هكذا كل مَنْ يُقبل إلى المسيح، ويؤمن إيمانًا حقيقيًا به، يصبح هو والمسيح شخصًا واحدًا.

                          (5) الأكل وكذلك الشرب تصاحبهما لذة خاصة. فقد يمكن للمرء أن يحصل على القيمة الغذائية التي في الطعام من أقراص يتناولها، ولكنه بذلك سيفقد شيئًا هامًا جدًا، هو الاستمتاع بالأكل، وهو واحد من أحلى أطايب الحياة الدنيا. وهكذا بالنسبة للإتيان للمسيح «الذي ... تؤمنون به، فتبتهجون بفرحٍ لا يُنطق به ومجيد» وأيضًا «إن كنتم قد ذقتم أن الرب صالح، الذي ... تأتون إليه» ( 1بط 1: 8 ؛ 2: 3، 4).

                          يوسف رياض
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

                            الخميس 28 يونيو 2007

                            مريم عند القبر


                            وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرًا، والظلام باقٍ ( يو 20: 1 )

                            في الأصحاح العشرين من إنجيل يوحنا، نرى صورة جميلة لمحبة المؤمن لفاديه وحبيبه الرب الذي بذل حياته لأجله فوق الصليب، فنرى مريم المجدلية آتية إلى القبر باكرًا جدًا في الصباح، فلم تنتظر شروق الشمس، بل بكَّرت والظلام باقٍ للذهاب إلى المكان حيث كان موضوعًا جسد أعز وأعظم حبيب لها ـ سيدها وفاديها الرب يسوع ـ الذي كان قلبها مشغولاً بتقديم خدمة لجسده الكريم. فقلبها الذي كان مملوءًا حُبًا ومشغولية بشخصه العزيز المبارك، لم يجد راحة في الانتظار في مكان بعيد عنه.

                            وظاهر من هذه الصورة أنها ذهبت وحدها، فلم يكن معها أحد يشجعها أو يواسيها أو يعزيها في الطريق، وهي امرأة ضعيفة ماشية منفردة وحدها في الظلام منكسرة القلب، متألمة وحزينة لموت سيدها وربها المحبوب.

                            بطرس الذي قال مرة للرب يسوع: «إني أضع نفسي عنك» ويوحنا الحبيب الذي كان يسوع يحبه، لم تصل مشغوليتهما بالرب يسوع لهذه الدرجة، لأنهما بعد أن دخلا القبر وتحققا أنه كان فارغًا، ونظرا أكفان الموت التي تركها ذلك السيد العظيم الذي كسر شوكة الموت وقام من الأموات، رجعا إلى موضعهما، أما مريم التي كان قلبها مملوءًا حُبًا لسيدها لم تفكر قط في الرجوع، بل استمرت واقفة باكية منحنية ناظرة إلى القبر.

                            وليس ذلك فقط، بل نرى أيضًا في هذه الصورة الجميلة مقدار تأثير المشغولية بقلب مريم، فإنها لما التفتت إلى الوراء، قالت لمن ظنت أنه البستاني: «يا سيد، إن كنت أنت قد حملته، فقُل لي أين وضعته» (ع15). فنلاحظ هنا أنها لم تذكر اسم يسوع، فلم تَقُل: ”يا سيد، إن كنت أنت قد حملت يسوع ...“، بل قالت: «إن كنت أنت قد حملته ...» إذ نظرًا لأن قلبها كان مملوءًا بالمشغولية بيسوع، ظنت أن مَن تحدثه مشغول مثلها به، فلم تخاطبه كشخص خالي الذهن ممن يشغل قلبها بجملته.

                            وهذه هي لغة قلب المؤمن في كل زمان ومكان متى وصلت مشغوليته بشخص الرب لهذه الدرجة، فإنه يظن أن المؤمنين الذين يراهم حوله، لا بد وأن تكون لهم المشغولية مثله بهذا السيد الحبيب.

                            هاملتون سميث
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #29
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

                              الجمعة 29 يونيو 2007

                              التسليم


                              كان يسلِّم لمَنْ يقضي بعدلٍ ( 1بط 2: 23 )

                              ليس أصعب على الإرادة البشرية من التسليم الكامل، وإخضاع الإرادة الإنسانية للمشيئة الإلهية تمامًا. إلا أن حياة البركة، والتمتع بالتعزيات وسط الضيقات، يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بهذا التسليم.

                              وهناك نوعان من التسليم: الأول هو ”تسليم الاضطرار“، عندما لا يكون في طاقة يدنا شيء نفعله. فقد تسير الأمور عكس رغباتنا أو توقعاتنا، وأحيانًا ضد المنطق. إلا أن الحكمة تقتضي التسليم في مثل هذه المواقف، وليكن لسان حالنا عندئذٍ «صَمَتُّ. لا أفتح فمي، لأنك أنت فعلت» ( مز 39: 9 ). وروح الخضوع هذه، النابعة من قلب متضع، تأتي للنفس بالتعزيات الإلهية، كما هو مكتوب: «الله الذي يعزي المتضعين عزَّانا» ( 2كو 7: 6 )، وهذا ما فعله أيوب، مثلاً، في بلواه، حين قال: «الرب أعطى، والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركًا» ( أي 1: 21 ).

                              لكن النوع الثاني من التسليم يسمو عن الأول، وهو ”تسليم الاختيار“، أي التسليم عندما يكون في طاقتنا شيء نفعله، أو حُجة مُقنعة يمكننا الحديث بها، لكن إرادة الله ساعتها تُطالبنا بالصمت والسكون. وهذا النوع من التسليم يمكننا أن نراه ـ مثلاً ـ في مريم التي من بيت عنيا جزئيًا، وفي ربنا المعبود نفسه كُليًا.

                              فعندما تحدَّث يهوذا الإسخريوطي منتقدًا تصرف مريم حين سكبت قارورة الطيب على المسيح، وسار وراءه باقي التلاميذ (يو12) لم تتكلم هي، أو تحاول الدفاع عن نفسها التي كانت مشغولة عنها بذاك الذي يرى ويراقب «ويقضي بعدل»، وقد فعل.

                              أما ربنا المعبود يسوع، فهو ـ كالعادة ـ في القمة الشامخة. لقد كان بإمكانه في كل طريق آلامه أن يعدّل المَسَار، أو يقضي على المقاومين، أو يبيد أعداءه المُحيطين به، لكنه كان يعرف أن هذه هي المشيئة الإلهية ”الصالحة المرضية الكاملة“، التي من ورائها سيتمجد الآب والابن، وسيُهزم العدو، وستتبارك الملايين، لذا فقد سار «كشاة تُساق إلى الذبح، وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه» ( إش 53: 7 )، وفي هذا كله «كان يُسلِّم لمَن يقضي بعدل».

                              ليتنا في كل الأحوال نتواضع تحت يد الله القوية، ونخضع لمعاملات القدير الحُبية، فَنُسلِّم له الأمر بالتمام، عالمين أن الدعوى قدامه، وما علينا سوى أن نصبر له ( أي 35: 14 ).
                              ف.ب. هول
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق


                              • #30
                                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

                                السبت 30 يونيو 2007

                                في مغارة عدلام


                                واجتمع إليه كل رجل متضايق، وكل مَنْ كان عليه دين، وكل رجل مُرّ النفس، فكان (داود) عليهم رئيسًا ( 1صم 22: 2 )

                                ما أروع هذا المشهد الذي لم يقصد الوحي من تسجيله سوى أن يلوِّح أمام النفوس الحائرة والخائرة براية الراحة الحقيقية، لا في داود بن يسى في حد ذاته، وإنما من خلال هذا الظل الباهت يظهر مجد ابن داود الحقيقي، ربنا يسوع المسيح.

                                لقد كان داود مُطاردًا ومُضطهدًا من شاول. مرفوضًا ومُبغضًا منه، صورة لربنا الذي هو مرفوض الآن من العالم، الذي قتله، متخطيًا بذلك كل الشرائع والقوانين. ومع أن داود كان مُطاردًا، لكن «اجتمع إليه...» أي انضم إليه مجموعة من الناس، وإن كانت جماعة بسيطة وغير مُعترف بها من العظماء وجبابرة البأس، لكن فيها نرى صورة لأولئك الذين وجدوا في شخص المسيح كل كفايتهم وشبعهم وسرورهم وغناهم الحقيقي، الذي وإن كان قد احتقره البناؤون باعتباره الحجر، ولكننا نحن نأتي إليه باعتباره «حجرًا حيًا»، بل هو «حجر كريم»، ذاك الذي قَبِلَ من الآب كرامةً ومجدًا، إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى: «هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سُررت به» ( 2بط 1: 17 ). وأمام روعة هذا المشهد لنصغِ إلى تحريض الرسول بالروح القدس: «فلنخرج إذً إليه خارج المحلة حاملين عاره» ( عب 13: 13 ).

                                وما هي نوعية الناس الذين التفوا حول داود المُطارد؟ لقد كانوا أُناسًا حطَّمتهم الظروف والمآسي، فمنهم المتضايق، ومنهم مَنْ كان عليه دين، ومنهم مَنْ هو مُرّ النفس. وما أكثر ما تُسبب هذه الأمور من خوار للنفس، وانحناء تحت ثقلها. فأين تجد النفس المنحنية راحتها وفرحها وسلامها وهدوءها؟ بكل تأكيد في ذلك الشخص المحبوب، ربنا يسوع المسيح، والذي كان داود في هذا المشهد مجرد رمز له. فمَنْ هو كُفء لرفع النفس من كل مرائرها الشديدة سواه، ذاك الذي قيل عنه وبحق «عاضد كل الساقطين، ومقوِّم كل المُنحنين» ( مز 145: 14 )؟

                                «فكان عليهم رئيسًا». وفي هذه الكلمة يسطع شعاع مجد خاص لربنا يسوع المسيح، يختفي وراءه الظل وتبدو الحقيقة في ذاك الذي أقامه الله رئيسًا ومُخلصًا، والذي هو بالنسبة للمتغربين «رئيس الإيمان»، وبالنسبة لأولاد الله المحبوبين، هو «رئيس خلاصهم»، وبالنسبة للمتألمين العابرين الوادي، هو «رئيس الكهنة الرحيم والأمين».

                                خالد فيلبس
                                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X