إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

    الأحد 1 يوليو 2007

    اختبار فريد


    إلهي، إلهي، لماذا تركتني، بعيدًا عن خلاصي، عن كلام زفيري؟ ( مز 22: 1 )

    نحن نعلم أن الله لا يتخلى عن البار، ولا يحوّل عنه عينيه ( أي 36: 7 )، والمسيح وهو البار الفريد القدوس الذي هو من الأزل وإلى الأبد في حضن الآب، صاحب الشركة غير المنقطعة مع أبيه مُطلقًا، نسمعه هنا يصرخ إلى الله، لأنه تركه، قائلاً: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟». وليس عسيرًا أن ندرك السبب لذلك، فلقد كان في تلك اللحظات الرهيبة باعتباره الإنسان، يمثِّل الإنسان الخاطئ أمام الله القدوس العادل الديان.

    ما الذي حدث في تلك الساعات الرهيبة؟ لا أحد يستطيع أن يعرف، ولا حتى في الأبدية سنعرف. لا يوجد سوى الله والرب يسوع المسيح هما اللذان يعرفان حدود الكُلفة الرهيبة العظيمة التي تكلَّفها المسيح على الصليب، والتي يعبِّر عنها بهذه الكلمات. فنحن في ساعات الظلمة التي تُرك فيها المسيح من الله لا نسمع سوى الصمت، ولا نرى سوى الظلام، فماذا بوسعنا أن ندرك؟ نعم، مَنْ فينا يقدر أن يسبر غور ما تم بين الله وبين نفس المسيح المُثقلة العانية، في غرفة العدل الرهيب، تلك الغرفة المُبطَّنة بالأسرار، والمحجوبة عن الأنظار، والتي لم يُسمع خارجها سوى تلك الصرخة المُحمَّلة بالمعاني «إلهي إلهي، لماذا تركتني؟».

    «إلهي، في النهار أدعو فلا تستجيب، في الليل أدعو فلا هدوِّ لي» (ع2). لقد صلى الرب في النور، كما صلى في الظلام، ولم تكن له استجابة! ومع ذلك استمر المسيح صارخًا ومُصليًا إلى أن أكمل العمل، وحينئذ استجاب له الله من أجل تقواه ..

    «وأنت القدوس الجالس بين تسبيحات إسرائيل» (ع3). يُعطي المسيح الإجابة عن سؤاله لماذا تركه الله، وهي أن الرب هو القدوس. ومن المهم أن نلاحظ أن المسيح كما برَّر الله في كل حياته، فقد برره أيضًا عند الصليب، كما نفهم من هذه الآية. لكن العجيب والمُذيب للقلب في نفس الوقت أن الله لم يُبرر الرب يسوع عند الصليب، عندما تطاول الأشرار عليه. والسبب لذلك أن الله في ذلك الوقت الرهيب ما كان ليبرره، بل ليجعله خطية. وذلك كي ما يمكنه بالبر أن يبرر الأثمة والفجار نظيرنا. وما كان الله ليُعينه بل ليدينه، وذلك لكيما يمكنه عدلاً أن يعفو عنا.

    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

    الاثنين 2 يوليو 2007

    كلفة وطريق ومصدر الخدمة


    ولكنني لست أحتسب لشيء، ولا نفسي ثمينة عندي، حتى أُتمم بفرحٍ سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله ( أع 20: 24 )

    في أعمال الرسل 20: 24 هناك ثلاثة أفكار ظاهرة: كُلفة، وطريق، ومصدر الخدمة:

    (1) الكُلفة: كان بولس مُدركًا أن خدمة الرب يمكن أن تكون مُكلِّفة جدًا، وهو لم يدخل إلى الخدمة بدون تفكير عميق. وإذ كان يكرز بالخلاص المجاني، قال لتيموثاس «اشترك في احتمال المشقات لأجل الإنجيل بحسب قوة الله» ( 2تي 1: 8 ). ولقد أعلن في أعمال20: 24 أنه لم يحتسب نفسه أثمن من أن يضحي بها في خدمة الرب ( 2كو 6: 5 2تي 3: 12 - 29). كان الرب قد قال لحنانيا في أعمال9: 16 بخصوص بولس: «لأني سأُريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي»، وقد كان! وكذلك لا بد أن «جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطهدون» (2تي3: 12). لقد حسب بولس التكلفة، وكذلك ينبغي أن نفعل نحن ـ الذين نخدم ـ اليوم.

    (2) الطريق: تحمَّل بولس الألم لأن الطريق كان أمامه وكان مُصرًا على إنهائه، والخدمة كان عليه إتمامها «ليشهد ببشارة نعمة الله». كانت لديه أخبار سارة يحتاجها بشدة هذا العالم المُظلم. وهذه الأخبار السارة كانت عن نعمة الله ـ أخبار هامة لا بد أن تُعلن. أثناء حصار السامرة في العهد القديم، أدرك أربعة رجال بُرص هذه الأهمية فلم يسمحوا لظلمة الليل أن تُعيقهم ( 2مل 7: 9 ). ونحميا مثال آخر من العهد القديم لرجل مُصمم أن يمضي إلى نهاية الطريق. حاول الكثيرون تحويله عنه، لكنهم لم يفلحوا. كذلك ينبغي لنا أن نصرّ على استكمال طريقنا. أصرّ بولس، وقد أكمل السعي ( 2تي 4: 7 ).

    (3) المصدر: إن سر إكمال الطريق، وتتميم الخدمة هو إدراكنا أننا تلقيناها من الرب نفسه. إنها ليست شيئًا اخترعناه، ولا شيئًا ينتظرنا الآخرون أن نفعله. إنها خدمة أخذناها من الرب. إن أَمَرَ واحد الآخر أن يقوم بعمل معيَّن، فله أن يفعل ذلك أو لا يفعله حسب أهمية مَنْ أمره وأهمية العمل، أما عندما يكون المرء مُكلفًا من رئيس أو ملك، يزيد جدًا احتمال القيام بالعمل. إن هذا الإدراك هو ما جعل بولس يقول إنه لا بد أن يتمم السعي والخدمة، لأنه أخذهما من الرب ( أع 20: 24 ).

    عزيزي .. «انظر إلى الخدمة التي قبلتها في الرب لكي تتممها» ( كو 4: 17 ).

    مارتن جيرارد
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

      الثلاثاء 3 يوليو 2007

      عجيب الرأي


      رب الجنود، عجيب الرأي عظيمُ الفهم ( إش 28: 29 )

      ما أسهل أن نجد الحل للكثير من مشاكلنا، بتسليم إرادتنا لله، واثقين أن ما يقدمه لنا هو لخيرنا لأنه «عجيب الرأي، عظيمُ الفهم». وقد تكون الاهتمامات والهموم، في مظهرها، كجبال تجثم على صدورنا، ولكن ألا تعلم، يا أخي المؤمن، أن كل جبل من هذه الجبال هو جزء من مُخطط الله السرمدي. وأن الله قد فكَّر ورتب كل شيء، بمحبة لا تتغير وبحكمة لا تخطئ، قبل أن يُجيزنا فيه، وفي نفس الوقت خطط ورتب الحل والمَخرَج من كل هذه الصعاب، لذلك هيا نثبِّت النظر واثقين أن عنده الحل والمعونة لكل مشكلة وصعوبة. وما أجمل أن نطيع المكتوب: «ألقِ على الرب همك، فهو يعولك» ( مز 55: 22 ).

      وربما ـ يا عزيزي المؤمن ـ يكون الرب قد وضع على كاهلك مسئوليات جسامًا تحني ظهرك، أو سمح لك بظروف لا تعرف كيف تتصرف حيالها، فلماذا لا تكتشف طريق العون؟! وأين هذا الطريق؟ هو محضر الله الذي فيه تذوب كل الهموم كما يذوب الشمع. يقول المرنم: «ذابت الجبال مثل الشمع قدام الرب، قدام سيد الأرض كلها» ( مز 97: 5 ). لذا علينا، أمام جبال الهموم، أن نأتي إلى أبينا المُحب، كما يأتي الطفل، ونرتمي في أحضانه الأبوية، ونسأل بكل الدالة والمعزَّة التي لنا في قلبه، وبثقة البنين المحبوبين نتحدث إليه بكل همومنا وبكل ما يثقّل كواهلنا، ونشكره من الأعماق لأن عونه يقينًا سيأتينا، فهو لا يتركنا أبدًا نهبًا لمخاوفنا، بل عنده المنفذ والحل لكل ما يقلقنا.

      إلهنا المعبود المجيد، إن عواطفك الحُبية ومشوراتك الحكيمة، وراء كل ما تسمح به لنا، وإننا نشعر في محضرك وكأننا في قلب سفينة مشورات الله وأهدافه ومقاصده، وأن ربان هذه السفينة، الذي يمسك بدفتها، هو شخصك المُحب الذي يقودها بمهارة لا تخطئ البتة، ونحن لا نرتاب ولا نشك ولا نخاف، فالسفينة في يدك الأمينة. إننا نشكرك يا إلهنا. وها نحن بين يديك الحانية، كأطفالك الصغار، نُعلن أننا نثق فيك كل الثقة، ونريد أن نُفرح قلبك بتسليمنا وإيماننا.

      لذلك لا نضجر عند تراكم الهمومْ
      إذ نعلم بثقة أن الآلام لا تدومْ
      هذا طريق المؤمن بموجب الوعد الثمينْ
      فلنتقوَ في المسيح ونلتجئ إلى المُعينْ

      خليل حزقيال
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

        الأربعاء 4 يوليو 2007

        باطلاً يضجّون


        إنما كخيال يتمشى الإنسان. إنما باطلاً يضجّون. يذخر ذخائر ولا يدري مَنْ يضمها ( مز 39: 6 )

        في العدد السادس من المزمور التاسع والثلاثين، نجد ثلاث عينات من أحوال الناس ظاهرة في الكلمات «كخيال»، «يضجون»، «يَذخر ذخائر».

        فحياة الكثيرين كالخيال، عبارة عن صورة ظاهرية خالية من الحقيقة والثبات، سواء أ كان في أخلاقهم الشخصية، أم في مركزهم التجاري، أم في معتقدهم الديني، أم في مَذهبهم السياسي. الكل عبارة عن لمعة خارجية بدون عُمق، أو كوميض ودخان زائلين.

        أما الطبقة الثانية فحياتهم عبارة عن ضجيج مستمر، فلن تراهم هادئين أو مطمئنين أو راضين، بل دائمًا يتخيلون مصائب آتية وشدائد عن بُعد، فعقولهم دائمًا مُضطربة ومحمومة بالهواجس والأفكار من جهة أموالهم وأصدقائهم وأولادهم وتجارتهم وكل شيء، ومع أنهم قد يكونون في حالة يحسدهم عليها الآخرون، ولكنك لا تراهم مسرورين، بل دائمًا يعذبون أنفسهم بالتخوف من مصائب ربما لا تأتي بالمرة، وأحزان وهمية قد يموتون دون أن يروها، وبدلاً من أن يتذكَّروا إحسانات الماضي، ويتمتعوا ببركات الحاضر، فإنهم يفكرون في شدائد المستقبل. وبالإجمال هم باطلاً يضجُّون.

        وأخيرًا نجد فئة أخرى تختلف عن الفئتين السابقتين، أُناسًا مجتهدين حادِّي النظر، يعرفون كيف يكتسبون المال ويعيشون حيث يموت الآخرون جوعًا، فحياتهم ليست صورة خيالية بل حياة عملية حقيقية، وليس فيها ضجيج كثير، ولكنهم يسيرون بأقدام هادئة ثابتة في طريق مُمهدة. هؤلاء ”يذخرون ذخائر ولا يدرون مَنْ يضمها“.

        ولكن اعلم أيها القارئ العزيز أن الروح القدس قد ختم على هذه الفئات الثلاث على السواء بأنها «باطلة». نعم، أدر بصرك حيث شئت تحت الشمس، فلن ترى شيئًا يسعد القلب، إنما يجب عليك أن ترقى على أجنحة الإيمان إلى ما فوق الشمس حيث تجد «مالاً أفضل وباقيًا». قال المسيح الجالس عن يمين الله «في طريق العدل أتمشى، في وسط سُبُل الحق، فأورِّث مُحبيَّ رزقًا وأملأ خزائنهم» ( أم 8: 20 ، 21). فليس غيره مَنْ يستطيع أن يعطي رزقًا، وليس غيره مَنْ يستطيع أن يملأ احتياجًا، وليس غيره مَن يستطيع أن يُشبع جوعًا. ففي عمله الكامل سد أعواز الضمير. وفي شخصه المجيد إشباع رغبات القلب.

        كاتب غير معروف
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

          الخميس 5 يوليو 2007

          موسى .. القائد المتضع

          وأما الرجل موسى فكان حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض ( عد 12: 3 )

          لم يكن موسى أعظم قائد في التاريخ فقط، بل كان أعظم خادم (عدا الرب نفسه طبعًا، ويوحنا المعمدان) إذ أتم أصعب مهمة وُكِّلت إلى إنسان. لقد كان أمينًا في كل بيت الله كخادم ( عب 3: 5 )، وفي الواقع فإن موسى كان أعظم قائد لأنه كان أعظم خادم.

          فأي نوع من الرجال كان موسى؟ القليل من الأجزاء الكتابية تكشف لنا سر نجاحه وعظمته كرجل الله وكخادم الله.

          ففي خروج 33: 11 عندما كانت ”أزمة العجل الذهبي“ في ذُروتها، وكان موسى في جلسة مشاورة عاجلة مع الله، ويعلِّق المؤرخ الإلهي قائلاً: «ويكلم الرب موسى وجهًا لوجه، كما يكلم الرجل صاحبه». ولم يكن ممكنًا أن يحصل بنو إسرائيل على شفيع أفضل من هذا الرجل، الذي كان ـ غالبًا ـ أكثر مَنْ ارتبط بالله في علاقة حميمة (فيما عدا ابن الله نفسه) ـ على الأقل حتى مجيء الروح القدس يوم الخمسين.

          ويمكننا أن نرى أساس هذا القُرب من الله في عدد12: 3 «وأما الرجل موسى فكان حليمًا (متضعًا) جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض»، و«هكذا قال الرب ... إلى هذا أنظر: إلى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامي» ( إش 66: 1 ، 2).

          إن التعبير الوارد في عدد12: 3 هو بمثابة جملة اعتراضية استنكارية ـ بالنظر إلى القرينة ـ لأن موسى كان مُتهمًا باغتصاب القيادة لنفسه، والطموح في تنصيب نفسه كالوسيط الوحيد مع الله ـ ولم يكن مُتهموه سوى لحمه ودمه! ولو كان هذا صحيحًا لفقد موسى أهليته للعلاقة الحميمة مع الله بُناء على اتضاعه، وبالتالي لفقد أهليته للقيادة.

          والحقيقة أن الرجل كان على علاقة وجهًا لوجه مع الله لأنه أدرك تمامًا مَنْ هو الله، فاتضع وخضع كما ينبغي الخضوع والاتضاع. فلم يكن موسى قائدًا عظيمًا من مُطلق قوة الشخصية أو الطموح الشخصي أو العنفوان، بل كان واعيًا جدًا لضعفه الشخصي في محضر القدير، بل كان جوهر قدرته على القيادة كامنًا في خضوعه المُخلص غير المشروط لله. وهو أمر آخر من الأمور التي تبدو ظاهريًا متناقضة عن الله: إن أعظم قائد في العالم كان أكثر الناس اتضاعًا!

          بيل فان رين
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

            الجمعة 6 يوليو 2007

            إله المساكين


            روح الرب عليَّ، لأنه مَسَحني لأُبشر المساكين ( لو 4: 18 )

            لاحظت أمرًا رائعًا ملأني بالفرح والتشجيع، ألا وهو أن أول عبارة في أول عظة سجلها متى عن المسيح كانت تخص المساكين: «طوبى للمساكين بالروح» ( مت 5: 3 ). وكذلك أول عبارة في أول عظة سجلها لوقا عن المسيح، كانت أيضًا تخص المساكين، عندما قال: «روح الرب عليَّ لأنه مَسَحني لأُبشر المساكين» ( لو 4: 18 ). هذا على الرغم من تباين الغرض عند كل من البشيرين. لكن كأن الروح القدس يريد أن يقول لنا إن المسيح إذا تكلم من على الجبل كالملك العظيم، أو من المجمع كالكارز العظيم، فاهتمامه الأول هو إسعاد المساكين! إنهم في كل الأحوال اهتمامه الأول والأخير!

            بل إنه ـ تبارك اسمه ـ في المرة الوحيدة التي كشف لنا فيها بالتفصيل عن حالة الأرواح بعد الموت، كان أيضًا مشغولاً بالمساكين، فكلمنا عن لعازر المسكين، وأعلن لنا إعلانًا ما كان يخطر على بال إنسان عندما قال: «فمات المسكين، وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم» ( لو 16: 22 ).

            وفي نبوة إشعياء يكشف الرب عن قلبه من نحو المساكين، فيقول: «البائسون والمساكين طالبون ماء ولا يُوجد. لسانهم من العطش قد يبس. أنا الرب أستجيب لهم. أنا إله إسرائيل لا أتركهم!» ( إش 41: 17 ). هذا القلب الكبير من نحوهم، وهذا التصميم على عدم التخلي عنهم، هو ما جعل داود يستغيث به في يوم ذُله قائلاً له: «أمِل يا رب أُذنك. استجب لي. لأني مسكينٌ وبائسٌ أنا» ( مز 86: 1 ). إنه يطلب من الله بإلحاح الاستجابة، وحُجته القوية في طلبها، بل وحيثيته الوحيدة هي أنه مسكين وبائس! وكأنه يقول للرب: أنا في صُلب تخصصك، فأنا مسكين، وأنت إله المساكين، لذا فلن أتركك حتى تستجيب لي.

            وعلى الجانب الآخر نجد أن هذه العواطف من جانب الله تفجِّر في المساكين كل ينابيع الحب له، وبالتالي يفيض من قلوبهم كل السجود له. اسمع مثلاً ما يقوله مسكين قد تمتع بمحبة إله المساكين واختبر نجاته، وتأمل عُمق تأثره وبلاغة تعبيره عندما يقول: «جميع عظامي تقول: يا رب، مَنْ مثلك المُنقذ المسكين مِمَّن هو أقوى منه، والفقير والبائس من سالبه؟» ( مز 35: 10 ).

            ماهر صموئيل
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

              السبت 7 يوليو 2007

              ختم الروح القدس


              الذي فيه (في المسيح) أيضًا أنتم، إذ سمعتم كلمة الحق، إنجيل خلاصكم، الذي فيه أيضًا إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القدوس ( أف 1: 13 ، 14)

              تُسمى سُكنى الروح القدس في المؤمن ”ختمًا“. ولقد ورد تعبير الختم في الكتاب المقدس (بالنسبة للمؤمنين) ثلاث مرات، كلها في رسائل الرسول بولس ( 2كو 1: 21 ، 22؛ أف1: 13؛ 14، 4: 30). ومن هذه الآيات نفهم أن الله يختم المؤمنين بالمسيح فور إيمانهم، وأنه يختمهم بالروح القدس. فالروح القدس هو نفسه ختم الله للمؤمنين. ولا يوجد في الوحي أي تحريض للمؤمنين أن يُختموا أو أن يقبلوا ختم الروح القدس، بل بكل بساطة يذكر الوحي: «سمعتم .. آمنتم، خُتمتم» ( أف 1: 13 ، 14).

              وختم الروح القدس يفيد ضمان المؤمن، فلقد كان يوضع الختم قديمًا، وهو عين ما يحدث حتى الآن، لضمان حفظ محتويات ما بداخل الشيء المختوم. فهكذا مثلاً تفعل مصلحة البريد مع الطرود المؤمَّن عليها، وهكذا تفعل الجهات الأمنية مع الأماكن المُراد التحفُّظ على ما بداخلها. وفي الكتاب المقدس ختم داريوس الملك بخاتمه، الجُب الذي أُلقي فيه دانيال، لئلا يتغير القصد من جهة دانيال ( دا 6: 17 ). كما ختم بيلاطس القبر الذي دُفن فيه المسيح، ليضمن عدم العَبَث بمحتويات القبر ( مت 27: 62 - 66).

              هذا يعطينا فكرة عما حدث معنا عندما ختمنا الله بروحه القدوس. لقد ختمنا، وبالتالي لا يمكن أن يتغير القصد من جهتنا. مع هذا الفارق الهام، أنه في الحادثتين السابقتين (جُب الأسود بالنسبة لدانيال، وقبر ربنا يسوع المسيح) تغيَّر القصد فعلاً، رغم الختم، لأن سلطة أعلى من السُلطة البابلية تدخلت لصالح دانيال، وأعلى من السُلطة الرومانية نزعت الختم من على قبر المسيح. فالختم إذًا ضمان للسلامة، إلا إذا جاءت سلطة أعلى وغيَّرت الأمر. وواضح أنه لا توجد سُلطة أعلى من سُلطة الله.

              وفي حادثة صلب المسيح، إن كان رؤساء الكهنة الأشرار قد وضعوا ختم الإمبراطورية الرومانية فوق حجر قبر المسيح، كما وضعوا الحرّاس أمام الحجر، ليكون هذا وذاك ضمانًا لحفظ جسد المسيح داخل القبر، لكن طاش سهمهم. أما بالنسبة لنا، فنحن لنا «ختم الروح القدس»، كما لنا حراسة وحفظ كل من الآب والابن ( يو 10: 28 ، 29؛ 17: 11، 12، 19). ويا له ضمانًا من الله المُثلث الأقانيم، يملأ قلب المؤمن بالطمأنينة والثقة!

              يوسف رياض
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

                الأحد 8 يوليو 2007

                البار من أجل الأثمة !


                فإن المسيح أيضًا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقرِّبنا إلى الله ( 1بط 3: 18 )

                استراح الجيش الفرنسي في خيامه بعد معركة عظيمة، وكان في انتظار معركة أخرى في اليوم التالي، ولكن الامبراطور ”نابليون بونابرت“، الذي كان يقود الجيش بنفسه، كان يعلم أن جيوش الأعداء مُرابطة على مسافة قريبة منه. فلم يهدأ الرجل، ولم يستطع النوم، فخرج ومعه أحد ضباط جيشه ليتفقد أحوال المعسكر، وليرى هل الحرّاس يقظون في حراستهم أم لا. وإذ به يجد حارسًا غارقًا في النوم، وهذه جريمة عقوبتها الموت. ولكن الامبراطور رثى لحال الحارس وأشفق عليه، وبدل أن يُصدر حكم الموت عليه، انحنى إلى الأرض، وحمل سلاحه الذي كان قد سقط منه، ووقف مكانه حتى مطلع الفجر.

                ولما استيقظ الحارس، ووجد الامبراطور واقفًا بجانبه، ارتعب من الخوف وتحقق موته. ولكن الامبراطور رَبت على كتف الحارس، وقال له بمحبة وحنان: ”هوّن، عليك يا ابني ولا تخف، فقد وقفت مكانك، وما كنت أطلبه منك، قد عملته بالنيابة عنك“.

                عزيزي .. هذا هو نفس ما عمله الله معنا! .. نحن أخطأنا وأثمنا وفعلنا الشر، وكنا نستحق الموت والعذاب الأبدي، محكومًا علينا بعقوبة أبدية نقضيها في بحيرة النار والكبريت لننال فيها بعدلٍ استحقاق ما فعلنا، ولكني نظرت، وإذ بابن الله «ربي وإلهي» يأتي إلينا، ويقف مكاننا ـ مكان المذنوبية والدينونة ـ أمام عدالة الله، ويحمل في جسمه على الصليب كل عقوبة خطايانا، وكل قصاص نستحقه كأجرة لآثامنا «كلنا كغنمٍ ضللنا. مِلنا كل واحدٍ إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا» ( إش 53: 6 ).

                لقد أخذ ـ له كل المجد ـ مركزنا بكل نتائجه الرهيبة، لكي نأخذ نحن مركزه بكل نتائجه المجيدة. ولقد حُسب هو المُذنب لكي نُحسب نحن مُتبررين. تركه الله لكي يقبلنا نحن. صار وسط ساعات الظلمة لكي ينقلنا نحن إلى النور الأبدي. على الصليب قام عليه كل ما كان ضدنا، وفوق خشبة العار احتمل كل ما كان علينا لكي لا يُبقي علينا منها شيئًا مُطلقًا. واجه الدينونة والموت، فناب عنا فعلاً لكي نتمتع نحن بالبر والحياة الأبدية. شرب كأس الغضب وتجرَّع غُصص الهوان لكي نتناول نحن كأس الخلاص ونرتوي من فيض محبة الله وغنى نعمته.

                فايز فؤاد
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

                  الاثنين 9 يوليو 2007

                  خطورة الجلوس


                  الرب إلهنا كلَّمنا في حوريب قائلاً: كفاكم قعودٌ في هذا الجبل، تحولوا وارتحلوا وادخلوا ... انظر. قد جعلت أمامكم الأرض. ادخلوا وتملَّكوا ( تث 1: 6 - 8)

                  يسمح الرب بحكمته أن تكون هناك محطات من الراحة والجلوس لشعبه أثناء رحلة البرية. على أن السماح الإلهي في هذا الأمر لا يعني البقاء في تلك المحطات وقتًا أكثر مما حددته حكمة الرب. هناك فوائد من تواجد الشعب في تلك المحطات، منها أن يستريح الشعب من عناء المسير، ويراجع محطات الماضي، ويستعد للرحيل للمحطات القادمة. هناك أيضًا خطر على الشعب في تلك المحطات إن كان يُفضِّل الجلوس، على الرحيل والسعي للأمام. لأن الجلوس غير مُكلِّف، بينما الارتحال فيه بذل للطاقة ويحتاج للاجتهاد. ونحن بالطبيعة ميّالون للكسل والتراخي. وكل ما طالت مدة الجلوس، زاد الكسل وصعب النهوض.

                  لكن كاتب سفر التثنية؛ موسى يقول: «الرب إلهنا كلمنا في حوريب قائلاً: كفاكم قعودٌ في هذا الجبل، تحولوا وارتحلوا وادخلوا ...» ( تث 1: 6 ، 7) بمعنى طالت وزادت أيام راحتكم في هذا الجبل. إن كثيرين من شعب الرب فضَّلوا الراحة والجلوس في ارتحالهم الروحي، اختاروا البقاء في الحالة الروحية التي وصلوها، واكتفوا بذلك. فضَّلوا الاهتمام بمصالحهم الزمنية على المصالح الروحية، فتوقفوا عن السعي والركض والارتحال نحو الغرض الذي وضعه الرب أمامهم.

                  دعني أسألك أخي المؤمن: هل يظهر عليك أنك مُرتحل روحيًا؟ هل نموك الروحي ظاهر؟ هل تصرفاتك وردود أفعالك تتغير للأفضل، أم أنك تخاف أن تهجر وضعك الروحي القديم، ظانًا أنك ستخسر أمورًا في هذا الزمان؟

                  دعني أخبرك أخي العزيز، أن بقاءك في مكانك الروحي لأجل الحفاظ على مصالح الزمان، هو ضرر لك لا محالة. لذلك اسمع قول الرب الآن لك: ”كفاك قعودًا في هذا الجبل“. إنه يشتاق أن يراك في موقع جديد، فيه تختبر حلاوة الشركة معه، وهناك تزداد نموًا وتقدمًا روحيًا. فارتحالك يُعبِّر عن ثقتك في إلهك، ثقتك في برنامجه وفي دعوته وفي مواعيده، إذ هو يكفل كل ما يلزمك في الموقع الجديد. عليك الآن أن تُدير ظهرك للمكان الذي أنت فيه وتصوِّب نظرك إلى مكان آخر، فاهجر مكانك واخرج منه وادخل إلى موقعك الجديد الذي أعدّه الرب إلهك.

                  ميشيل نويصري
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

                    الثلاثاء 10 يوليو 2007

                    الانطلاق


                    الآن تُطلق عبدك يا سيد حَسَب قولك بسلام، لأن عينيَّ قد أبصرتا خلاصك ( لو 2: 29 ، 30)

                    يلفت النظر اللفظ الذي أطلقه سمعان البار على الموت: «الآن يا سيد تُطلق عبدك». لقد دعا الموت ”انطلاقًا“، وهو نفس التعبير الذي استخدمه بولس ليصوّر لنا به أشواقه للرحيل «لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح» ( في 1: 23 )، وتأتي كلمة ”تُطلق“ في اليونانية بالعديد من المعاني، نورد بعضها فيما يلي لِما فيها من تعزية لقلوبنا من جهة أحبائنا الذين يسمح الرب لهم بالإنطلاق.

                    (1) المعنى الأول: خيمة في الصحراء وجاء الأمر بأن تُقلع أوتادها وتُنقل، وهذا المعنى يصوِّر لنا كم من الرياح والشمس الحارقة والأتربة التي تعرضت لها هذا الخيمة طوال سنوات وجودها في الصحراء! وهذا يُشابه الآلام الكثيرة والمشقات والتجارب التي يتعرض لها كل مؤمن على الأرض. لكن جاء الأمر الإلهي بوضع حد لهذه الآلام.

                    (2) المعنى الثاني: سفينة على الشاطئ وجاء الأمر بأن تبحر. هذه السفينة المربوطة بالمراسي على الشاطئ، ليس مكانها الوجود على الشاطئ بل صُنعت لتبحر، هكذا مهما تكن أوقات تمتعنا بالرب، فنحن على شاطئ. ومهما تكن أفراحنا وتعزياتنا، فنحن لم نتذوق إلا القليل. وحتى الأوقات التي نقضيها في الشركة مع الله تكون محدودة، نظرًا لضعف الجسد وتراخيه واشتهائه ضد الروح، لكن سيأتي الوقت الذي فيه نبحر في بحر محبة الفادي المتسع الأرجاء.

                    (3) المعنى الثالث: ثور يُرفع من على كتفه النير. الثور في الحَرْث يوضع عليه النير. وكم يكون الأمر مؤلمًا وشاقًا له، لكن بعد نهاية الحرث يُرفع النير من على كتفه. وهكذا كل إنسان على الأرض له أتعاب ومشقات موضوعة عليه، مع التزامات ومسئوليات. لكن سيأتي اليوم الذي يضع الله له حدًا لكل أتعابه ومسئولياته، وذلك عندما يتم القصد من وجوده على الأرض، حينئذ يُرفع من على كتفيه النير.

                    (4) المعنى الرابع: سجين تنتهي مدة حبسه. هكذا نفوسنا حبيسة في هذا الجسد بتراخيه وضعفاته، لكن نفوسنا تشتهي الانطلاق حيث شركة أبدية مع الرب، وفي لحظة الرقاد ستنطلق نفوسنا متحررة من كسل الجسد وقيوده لتتمتع بالرب بلا معوقات.

                    أنور داود
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

                      الأربعاء 11 يوليو 2007

                      الإسخريوطي وأخيتوفل


                      كل مُبغضيَّ يتناجون معًا عليَّ. عليّ تفكروا بأذيتي .. أيضًا رجل سلامتي، الذي وثقت به، آكل خبزي، رفع عليَّ عقبه! ( مز 41: 7 - 9)

                      قبل أن يتحدث المزمور الحادي والأربعون عن خيانة أخيتوفل لداود، فإنه يحدثنا عن مؤامرة أبشالوم الشرير (ع5- 8). لقد كان داود مريضًا، وكان أعداؤه يتقاولون عليه بالشر، ولم يكن داود شخصًا ساذجًا، إذ يُقال عنه إنه ”كملاك الله“، ورغم تظاهراتهم اللئيمة، فقد كان داود يدرك تمامًا ما يُحاك ضده من مؤامرات، مما كان يزيد جرحه. فعندما كان أبشالوم يدخل ليزور أباه، كان يتظاهر بأنه مهتم بسلامة أبيه، وهو في الواقع يتمنى موته «وإن دخل ليراني يتكلم بالكَذب» (ع6). ثم يجمع أكاذيب ضد أبيه، ويخرج ليشيع تلك الأكاذيب في الخارج، التي مُجملها: «يقولون: أمرٌ رديء قد انسكب عليه. حيث اضطجع لا يعود يقوم» (ع8).

                      وفي الآية 9 نجد وصف لخيانة أخيتوفل البشعة «أيضًا رجل سلامتي، الذي وثقت به، آكل خبزي، رفع عليَّ عقبه!»، وفي قصة المسيح تمثل خيانة الخائن يهوذا الإسخريوطي.

                      ماذا نقول لك يا أخيتوفل عن خيانتك النكراء لمن ائتمنك لتكون صاحب سره؟! أما أنت يا يهوذا، فبأي لسان نَصِف جريمتك البشعة وخيانتك لسيدك وربك؟! ولقد زاد يهوذا على أخيتوفل، الرياء فوق الخيانة. فلقد ظهر أخيتوفل بوجهه القبيح، أما يهوذا فأضاف إلى خطية الغَدر، خطية الرياء!

                      أيها الأشرار، إن كنتم قد قررتم أن تكونوا أشرارًا، فكونوا كما اخترتم لأنفسكم، لكن في أثناء ذلك لا تدَّعوا أنكم قديسون!

                      أيها الرجال والنساء الذين خُنتم وغدرتم بأصحابكم، تبًا لكم! إن يهوذا هو قائدكم ومقدامكم، والمسيح هو قاضيكم وديانكم.

                      ويهوذا يُعتبر تحذيرًا لكثيرين! فهو لم يكن يتوقع موت المسيح فعلاً، تمامًا كما لم يكن هيرودس يتمنى موت يوحنا المعمدان. ومن هذا نتعلم أن الخطية كثيرًا ما قادت أصحابها إلى حيث لا يريدون، ودون أن يقدروا هم أنفسهم على تغيير الوضع. والمشكلة في حياة هذين الاثنين ـ يهوذا وهيرودس ـ كانت وجود صنم في الحياة: صنم محبة المال في حياة يهوذا، وصنم الشهوات (هيروديا) في حياة هيرودس. فلنحذر إذًا من أي صنم! ولنهرب منه هروبنا من الأفعى القاتلة، فهو سيقتلنا حتمًا، طالما احتفظنا به «أيها الأولاد احفظوا أنفسكم من الأصنام» ( 1يو 5: 21 ).

                      يوسف رياض
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

                        الخميس 12 يوليو 2007

                        أليشع ووقت الجوع


                        ورجع أليشع إلى الجلجال. وكان جوعٌ في الأرض وكان بنو الأنبياء جُلوسًا أمامه ... فقال: أعطِ الشعب ليأكلوا.. يأكلون ويفضل عنهم ( 2مل 4: 38 ، 42، 43)

                        كل مشهد في تاريخ حياة أليشع يكشف لنا الكثير عن خراب إسرائيل، والغاية من ذلك هي لإظهار غنى النعمة، لأنه «حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدًا» ( رو 5: 20 ).

                        إننا نرى اللعنة في أريحا (2مل2)، والساخرين في بيت إيل (2مل2)، ورأينا موآب في عصيانه (2مل3)، والأرملة في حاجتها (2مل4)، والآن نقرأ «وكان جوعٌ في الأرض».

                        في ذلك الوقت الذي حدث فيه الجوع، رجع أليشع إلى الجلجال، وجاء إليه بنو الأنبياء وجلسوا أمامه إذ أيقنوا أنه لا خلاص لهم من هذه الحالة إلا عن طريق رجل الله، الرجل الذي خلَّص جيوشًا من هلاك مُحقق (2مل3)، الرجل الذي أقام ابن الشونمية بعد موته (2مل4)، هو الرجل نفسه الذي يستطيع أن يسد حاجتهم وقت الجوع. ولا شك أن بني الأنبياء إذ جاءوا إلى أليشع كان لهم الإيمان القوي في نعمة الله الغنية العاملة به، والله يُسرّ بالإيمان ويبادر إلى الإجابة عليه، ولا يمكن أن يخزي الذين ينتظرونه.

                        وفي وقت الجوع هذا، جاء رجلٌ من بعل شليشة وأحضر لرجل الله خبز باكورة عشرين رغيفًا من شعير، وسويقًا (سنابل حنطة ناضجة) في جرابه. وفي الحال قال أليشع: «أعطِ الشعب ليأكلوا» ( 2مل 4: 42 ). نعم مجانًا أخذ ومجانًا أعطى. ولم يحتفظ به لنفسه، فأكل المئة الرجل الذين معه وفضل عنهم.

                        لم يقدر غلام رجل الله أن يفهم أن عشرين رغيفًا تكفي لحاجة مئة شخص، لكن أليشع كرر له القول: «أعطِ الشعب فيأكلوا» (ع43). وكأنه يقول له: إذا أعطيت وفقًا لكلمة الرب، فإنك سترى أن هذا المقدار يكفي ويزيد منه. فقط أعطِ أولاً. إن الطبيعة دائمًا تسأل وتحتج وتريد أن تفهم أولاً، لكن الإيمان يطيع أولاً، وإذ يطيع يفهم كل شيء فهمًا صحيحًا.

                        وهكذا عندما سأل خادم أليشع قائلاً: «ماذا؟ هل أجعل هذا أمام مئة رجل؟» طلب منه أن ينفذ قول الرب أولاً، وعندئذٍ يتسنى له أن يفهم بركة الرب، وقوته، ونعمته. وهكذا أطاع الغلام، «فجعل أمامهم فأكلوا، وفضل عنهم حسب قول الرب» (ع43).

                        لقد قدَّم أليشع ما قُدِّم له، والغلام أطاع، والشعب أكلوا وشبعوا وفضل عنهم حسب قول الرب، له كل المجد.

                        هاملتون سميث
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

                          الجمعة 13 يوليو 2007

                          حيٌ هو الرب


                          حيٌ هو الرب، ومبارك صخرتي، ومُرتفع إله خلاصي ( مز 18: 46 )

                          إن الذخيرة الروحية العظيمة لكل مؤمن، يجب أن تكون الشعور المستمر بحضور الرب يسوع معه. ولا توجد قوة ترفع المؤمن إلى مستوى عالٍ، مثل اليقين بأن الرب يسوع حاضر معه كل حين فعليًا. وهذا الحضور مستقل عن شعوره الخاص، مستقل عن تقصيراته، مستقل أيضًا عن فكره بخصوص كيفية إعلان الرب لحضوره معه.

                          ومن أقصر العبارات الجميلة التي تحوي معنى كبيرًا جدًا، هي هذه العبارة الصغيرة «حيٌ هو الرب». إنها تنفع لشخص مظلوم، تنفع لشخص في حيرة شديدة يتلمَّس طريقه في الظلام، أو لآخر أُغلقت أمامه جميع الأبواب ولا يجد منفذًا واحدًا. تنفع لشخص يشعر أنه وحيد في هذه الحياة وليس له مُعين. إن الأشخاص الذين نستطيع الاعتماد عليهم في ظروف كثيرة، والذي يُخلصون لنا بشدة حتى أننا نجد معهم سعادتنا واطمئناننا، قد يأتي وقت نتلفت نبحث عنهم فلا نجدهم، إما بالموت أو بُعد المسافة أو تغيُّر المشاعر أو تداعي القوة ماديًا أو معنويًا. إننا لا يمكن بأي حال نضمن ونطمئن إلى وجودهم بجوارنا مدى الحياة. وَهَبنا تأكدنا من وجودهم معنا طوال الحياة، وتأكدنا من إخلاصهم الشديد ومحبتهم الصادقة وتسخيرهم كل إمكانياتهم لخدمتنا، لكن هل تستطيع محبتهم أن تجنّبنا أشواك البرية وتضمن لنا الصحة والعافية، وتحمينا من ظلم العُتاة ومن غوائل الزمن وإجحافه؟ إن الرب الذي هو لنا في كل أحوال الحياة صخرة وملجأ، هو يملؤنا فرحًا وسرورًا وسلامًا مهما كانت زوابع هذه الحياة وتياراتها العنيفة ولُججها الهائلة، هو لنا إذا ظُلمنا، وهو لنا في مرضنا، وهو معنا في حيرتنا. هو يحمل وهو يرفع وينجي ... إنه الحي إلى أبد الآبدين، الذي لا يعتريه تغيير ولا ظل دوران. إنه لن يكف أبدًا عن أن يكون مُشيرًا نصوحًا لك إذا طلبت مشورته بإخلاص، مُعينًا لك إذا هرعت إليه طالبًا النجدة، مؤازرًا ومُشددًا إذا التجأت إليه خائرًا مُعييًا، خِلاً وفيًا وصديقًا مُحبًا يملأ حياتك بهجةً وسرورًا.

                          عندما يموت الجميع من حولنا أدبيًا أو معنويًا، أو بأية صورةٍ كانت، يبقى لنا الرب، وفي الرب الكريم كل الكفاية لنفوسنا. كم أشكرك يا سيدي، فأنت سندي وقوتي، ومعونتي وحكمتي، وكل شيء لي.

                          درك برنس
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

                            السبت 14 يوليو 2007

                            بيت الله


                            فيُصادفك هناك ثلاثة رجال صاعدون إلى الله إلى بيت إيل ( 1صم 10: 3 )

                            «فيصادفك» أو ”ستلتقي“ (بحسب الأصل)، فحياة الإيمان ليست فيها ”الصُدفة“، وتدريبات الله هي حسب خطة مُحكمة وحكيمة، ومَن يريد النجاح الروحي، عليه أن يعي أهمية الشركة الأخوية مع باقي المؤمنين، حيث يحدث تفاعل مُنشّط للحياة الروحية، فهناك التشجيع المُتبادل، والبنيان أحدنا الآخر ( 1تس 5: 11 ). والكنيسة الأولى كانت تواظب على أربعة أمور ثمينة، من بينها الشركة ( أع 2: 42 ).

                            «ثلاثة رجال صاعدون إلى الله إلى بيت إيل» وهذا يذهب بفكرنا مباشرة إلى متى18: 20 «لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي (إلى اسمي) فهناك أكون في وسطهم». فيا لأهمية الاجتماع إلى اسم الرب!

                            إن الكنيسة بحسب فكر الله، كما نراها في سفر الأعمال وفي الرسائل، المؤمنون فيها لا يتحركون أبدًا على مبدأ الاستقلالية عن الكنائس المحلية، بل نراهم في تمام الشركة مع إخوتهم (انظر مثلاً أع20: 1- 12). وما أعظم بركات اجتماعنا إليه! إذ أن هذه الأوقات بحق هي التي تُحسب من العمر، وهي من نسمات الأبدية (مز133؛ أف4: 16؛ عب10: 24). فالرب سيُبقي لنفسه شهادة حقيقية (وليس مجرد شهود أفراد) على الأرض حتى مجيئه.

                            وبيت إيل في أيام الخراب ـ أيام حكم القضاة ـ كان له رجاله الذين يصعدون إليه هناك. وإن كان إهمال بيت إيل هو خطأ البعض، فإن عدم أخذ الطريق الصحيح إليه هو خطأ البعض الآخر. وكم هي دقيقة لغة الوحي حقًا! إن هؤلاء الرجال الثلاثة كانوا صاعدين، ليس إلى بيت إيل فقط، ولكن «إلى الله إلى بيت إيل». فالغرض من صعودهم هو أن يتقابلوا مع شخص وليس أن يزوروا مجرد مكان. فهم لم يصعدوا إلى المكان «بيت إيل» وكأنهم يؤدّون عملاً روتينيًا طقسيًا، لكنهم صعدوا «إلى الله إلى بيت إيل»! فالرب هو غرضهم الأول والأخير في كل شيء، وليس المكان، ولا حتى الجماعة وأحوالها، أو الخادمين وسطها.

                            إن الذين ينالون القوة الروحية اليوم، هم الذين يجعلون مركزهم، لا البناء المُكرَّس، ولكن الرب نفسه بحضوره في وسط اثنين أو ثلاثة يجتمعون باسمه. وعندما يكون شخص المسيح الكريم مَطلَبنا وغايتنا، فإننا معه لن يعوزنا شيء، ففيه كل ما نرجو وأكثر.

                            إسحق إيليا
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

                              الأحد 15 يوليو 2007

                              ربوبية المسيح


                              لأنه لهذا مات المسيح وقام وعاش، لكي يسود على الأحياء والأموات ( رو 14: 9 )

                              هناك حقيقة تُهمل أحيانًا، وهي: إن الخلاص يقترن بالإقرار القلبي بحقوق الرب يسوع ـ حقوق ربوبيته وسيادته ـ مكتوب: «لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات، خلصت» ( رو 10: 9 ). صحيح إنه في يوم قادم سوف تجثو كل ركبة له، ويعترف كل لسان أن يسوع ربٌ. لكن المؤمن يعترف به ربًا من الآن. في المستقبل القريب سوف يملك الملك الحقيقي، والمرفوض حاليًا، ويسود بسلطانه من البحر إلى البحر، ومن النهر إلى أقصى الأرض. لكن الآن إنما يعترف بهذا السلطان ويقرّ بتلك السيادة، المؤمنون به وحدهم. إن ملكوتًا ألفيًا صغيرًا يقوم حاليًا في قلب المؤمن المُعترف بأن يسوع رب.

                              لكن يحصل أحيانًا أن يعترف شخص بيسوع المسيح كمخلِّص، دون الاعتراف به ربًا وسيدًا، إنه له المجد بهذه الصورة، يُقبَل في السفينة كواحد من الركاب وليس كربّانها. إن للربان سلطانًا على السفينة من مقدمتها إلى الدفة. والسفينة تتجه إلى حيثما شاء أن يديرها، وكل شيء عن السفينة ورحلتها تحت أمره وإشرافه. فليسأل كل واحد نفسه هكذا: هل المسيح في سفينتي كضيف راكب، أم هو الربان القائد؟

                              إن البعض يعطون المسيح العشور، والبعض يعطونه نصيبًا أوفر. لكن إعطاءه العُشر أو التسعة الأعشار، ليس هو في حقيقته الإقرار بربوبيته وسلطانه. مرة أراد أهل مدينة مُحاصرة أن يضعوا شروطًا مع الغُزاة، فكان جواب الغُزاة: ”لا مساومة والتسليم بلا قيد ولا شرط“. هذا ما يجب أن يكون، إن أردنا أن نكون مسيحيين، لاق بهم هذا الاسم الكريم، مع الفارق العظيم، إن الرب ليس عدوًا يُخضعنا له، لكنه يرفع علَمه فوقنا محبة. فلا مساومة مع المسيح، بل تسليم كامل له بدون شروط ؛ إخلاص بلا حدود، وإقرار بحقوقه وربوبيته بلا تحفُّظ.

                              إن محبة المسيح التي عبَّر عنها موته على الصليب، لها قوة حاصرة تحصر القلب الذي عرفها، ولها قوة إقناع إذا نوقشت لا تقاومها غير قساوة عدم الإيمان، لكي نعيش لا لأنفسنا، بل لذاك الذي أحبنا حتى الموت. لقد أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا، فكيف بعد ذلك نتحفظ في التسليم له والخضوع لكلمته؟

                              فارس فهمي
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X