إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

    الاثنين 16 يوليو 2007

    نظرة المسيح للزواج


    أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكرًا وأُنثى؟.. من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدًا واحدًا(متى19: 4، 5)

    كانت بين اليهود في أيام المسيح مدرستان للفكر في مسألة الطلاق استنادًا على ما ورد في تثنية 24: 1. الأولى اتخذت موقفًا صارمًا متشددًا في تفسير كلمة ”عيب“ ( تث 24: 1 ) واعتبرته عيبًا جوهريًا، عدم الأمانة في العلاقات الزوجية. أما الثانية فاتخذت موقفًا متسيبًا، فيكفي أن تكون المرأة طباخة غير ماهرة، أو أنها تحرق طعام زوجها ولو مرة واحدة، أو حتى لو فقدت جاذبيتها بالنسبة للرجل وأحب غيرها. هذه وغيرها كانت أسبابًا كافية ـ في نظرهم ـ للطلاق، وكان الفريسيون أميَل إلى هذا الرأي لِما فيه من سهولة واتساع.

    لهذا أراد الفريسيون أن يعرفوا رأي المسيح، إلى جانب أي من المدرستين هو يقف. والرب في رده على الفريسيين عاد بهم إلى البداءة، إلى ما كان قديمًا في الجنة قبل السقوط. فمن البدء خلق الله ذكرًا واحدًا وأُنثى واحدة. هذا هو فكر الله إذًا من جهة الزواج. ويقول الوحي «ويكون الاثنان جسدًا واحدًا». وهذه الآية العظيمة التي قيلت في الجنة، تلخص لنا فكر الله من جهة الزواج كالآتي:

    (1) «يكون الاثنان»؛ أي رجل واحد وامرأة واحدة: هذا يلغي فكرة تعدد الزوجات.

    (2) «جسدًا واحدًا»؛ فالزواج ليس جمعية ممكن أن تُحل، وليس مجرد عقد مدني يحتاج إلى عقد آخر لفسخه، بل إنه ارتباط عضوي وثيق كارتباط الجسد الواحد ـ وهذا يلغي فكرة الطلاق.

    لكن بعد دخول الخطية إلى العالم، انحرف الإنسان عن خطة الله. فظهر تعدد الزوجات (خطية الشهوة) في نفس الأصحاح (تكوين4) الذي بدأ بخطية القتل (خطية القسوة). ثم جاء من بعدهما الطلاق الذي جمع بين القسوة والشهوة!

    ولكن المسيح عاد إلى البداية، إلى ما كان في الجنة قبل دخول الخطية، وما رآه الله أنه حسن. ثم يُعلق الرب قائلاً: «فالذي جمعه الله لا يُفرقه إنسان». وهذه الآية لا تعني ـ كما يقول بعض المتسيبين والمنحرفين ـ أن هناك زيجات جمعها الله وأخرى لم يجمعها الله، بل تعني أن الله قصد أن يكون الارتباط بين الرجل والمرأة في الزواج هو ارتباط دائم. إنه اتحاد، الله صانعه، ولا يجوز لإنسان أن يهدمه.

    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #17
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

      الثلاثاء 17 يوليو 2007

      الانطلاق (2)


      الآن تُطلق عبدك يا سيد حَسَب قولك بسلام، لأن عينيَّ قد أبصرتا خلاصك ( لو 2: 29 ، 30)

      تأملنا في يوم الثلاثاء الماضي في أربعة معانٍ للفظ ”الانطلاق“ الذي أطلقه سمعان البار على الموت، ونواصل اليوم التأمل في بعض المعاني الأخرى.

      (5) المعنى الخامس: أسير يُفك أسره. أسير في أرض الأعداء يعاني بُغضة بلا سبب، ومُعاملة قاسية. لكن ما أسعده عندما يُطلق أسره، ويرجع إلى وطنه، بعد مُعاناة طويلة في أرض الأعداء! وهكذا وجودنا في هذا العالم يجعلنا نعاني من بُغضة أهله، البغضة التي وراءها يقف رئيس هذا العالم، وسبق الرب وأخبرنا عنها «إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم» ( يو 15: 20 ). وكم نشعر بالاغتراب في هذا العالم! والرب سبق وقال عنا «ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم» ( يو 17: 16 )، لكن سيأتي الوقت الذي نذهب فيه إلى وطننا الذي أهّلنا له فادينا «وطن أفضل، سماوي» ( عب 11: 16 ).

      (6) المعنى السادس: أجير ينتهي يومه. كما قال أيوب في سِفره «أقصِر عنه ليسترِح، إلى أن يُسرّ كالأجير بانتهاء يومه» ( أي 14: 6 ). فكم يكون صبر الأجير في احتمال تعب العمل، وهو يعرف جيدًا أن هناك نهاية لكل تعبه، وأنه سيستريح من تعبه، بل وتنتظره أجرة لِما عمل! إن كان عِلمه بهذا يملاءه بالصبر، فكم وكم يكون الفرح عند تحقق هذا، وينتهي اليوم، وينال أجرة لكل تعبه! هكذا لنا أيضًا، فكلمة مدح أمام كرسي المسيح كافية لتُنسي المؤمن كل تعب في الرب، بل ولحظة الانطلاق هي لحظة انتهاء كل تعب وجهاد، لتبدأ الراحة الحقيقية والفرح الحقيقي.

      (7) المعنى السابع: عصفور يُطلق من القفص. كم من العذاب يحدث للعصفور عندما يُمسك ويُوضع في قفص! وكم يكون حجم السرور والراحة عندما يُطلق من حبسه! والمؤمن أيضًا يعيش في عالم موضوع في الشرير. ومهما يكن وضعه في العالم، فهو يعيش في بيئة تُغاير الطبيعة الجديدة التي تريد أن تعيش وتتنفس في أجواء سماوية، فهو يناظر الطيور هنا في أنه يراقب مرور الأوقات، وينتظر الرحيل «فقلت: ليت لي جناحًا كالحمامة، فأطير وأستريح!» ( مز 55: 6 ).

      إن كانت هذه معاني للرقاد أو الإنطلاق، فما أشهى الانطلاق نفسه! وما أسعد المؤمن في لحظة رقاده!

      أنور داود
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

        الأربعاء 18 يوليو 2007

        على مَن يقع اللوم ؟!


        فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره؟ ( عب 2: 3 )

        لنفرض أن سفينة في عرض البحر وهي مُتهالكة جدًا وغير مُحكمة لدرجة أنها تمتلئ بالماء بسرعة، وفي طريقها إلى الغرق. ولنفرض أنه قد جُهزت كل الترتيبات على الشاطئ، وأقلع قارب للنجاة يكفي لإنقاذ كل مَن في السفينة، واقترب القارب من السفينة، وطلب قبطانه من الذين في السفينة مغادرتها والثقة به، مؤكدًا لهم سلامة الوصول إلى الشاطئ في قاربه، ولكنهم رفضوا الدعوة رفضًا باتًا .. وقال أحدهم: ”إن هذه السفينة ليست سيئة جدًا، ولكنها تحتاج إلى طلاء خارجي فقط“. وقال آخر: ”ابتعد أنت بقاربك، إن عندنا نجارًا خاصًا هنا ووظيفته هي إصلاح السفينة“.

        وفي النهاية امتلأت السفينة بالماء وغرقت. أخبرني الآن: على مَنْ يقع اللوم في حالة غرق كل شخص غبي ومستهزئ؟ إن اللوم لا يقع إلا على أنفسهم. فقد أُرسل إليهم قارب النجاة، وهم الذين رفضوا.

        إن الإنسان هو تلك السفينة الخَرِبة، فلقد أفسدته الخطية، وهو يمتلئ أكثر وأكثر كل يوم بالخطايا إلى أن يغوص بخطاياه في الهلاك الأبدي. ويسوع المسيح هو قارب النجاة. لقد أحب الله هذا العالم المسكين الخَرِب حتى أرسل إليه قارب النجاة لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية.

        هل صدَّق العالم الله؟ كلا. لقد رفضوا محبته الشديدة وخلاصه العظيم. لقد قتلوا ابن الله، ولقد كان موت المسيح هو الذبيحة التي قدمها الله للتكفير عن الخطية، ولقد أقامه الله من الأموات وأصبح المسيح المُقام هو قارب النجاة لكل نفس تثق فيه وتؤمن به.

        أين أنت أيها القارئ العزيز؟ هل أنت في قارب النجاة، أم في السفينة القديمة؟ هل أنت في المسيح، أم أنك ما زلت تتكل على مجهوداتك وعلى برِّك الذاتي؟ هل أنت من المفديين؟ هل تستطيع أن تقول إن لك فيه الفداء بدمه غفران الخطايا؟ ( كو 1: !4)، أم أنك ما زلت من هذا العالم المُذنب المُدان بجريمة رفض ابن الله وقتله؟ هل أنت مُتكل على العبادة الصورية والتدين الظاهري؟ ماذا ينفع هذا الطلاء الخارجي؟ إن السفينة تغرق، وإذا بقيت بها ستغوص وبيدك فرشاة الطلاء.

        تشارلس ستانلي
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

          الخميس 19 يوليو 2007

          دروس من حياة داود


          لأن كل ما سبق فكُتب كُتب لأجل تعليمنا، حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء ( رو 15: 4 )

          لماذا دُونت قصة سقوط داود في الكتاب؟

          (1) لإثبات أن الكتاب المقدس هو كتاب الله الذي لا يُحابي وجه إنسان، بخلاف البشر، فإذا قصدوا أن يكتبوا تاريخ حياة إنسان فإنهم يكتفوا فقط بذكر الفضائل والامتيازات دون أن يذكروا نقيصة واحدة، وعلى العكس إذا قصدوا مذمة إنسان، نسبوا إليه كل الرذائل دون أن يذكروا فضيلة واحدة ـ وهذه موازين الإنسان المغشوشة. لكن الله الذي لا يحابي وجه إنسان، يَزِن الأمور بالمقياس الإلهي الذي لا يخطئ. «لأن ليس عند الله مُحاباة» ( رو 2: 11 ).

          (2) ليُظهر لنا الإنسان في حقيقته وضعفه وقابليته للسقوط، مهما علا في الحياة الروحية فما يزال إنسان في حقيقته، فالإنسان هو الإنسان حتى ولو وصل إلى السماء الثالثة، لكن المسيح هو الله حتى لو اتضع ووصل إلى الأرض، هذا لا يغيِّر شيئًا من سموه وكمالاته.

          (3) لكي نتعظ ونتعلم الدرس، أن هناك أسبابًا تقود الشخص للسقوط فنتجنبها ونحتاط منها، ونحيا حياة الشركة المستمرة مع الرب فنتمتع بالقوة التي تنصرنا على الخطية.

          (4) لكي نتعلم دروسًا عن أمانة الله، فهو يرُّد أنفسنا عندما نعترف بالخطأ، ويهدينا إلى سُبل البر من أجل اسمه (مز23؛ مز51: 4).

          (5) إن الإيمان الحقيقي قد يضعف، لكنه لا يفنى ( لو 22: 31 ، 32)، ولهذا يجب أن نتحذّر من الثقة في الذات. قد يتطلع إلينا الشيطان ويعرف شيئًا عن الجسد الذي فينا، ميوله ورغباته الفاسدة، ويدخل من الثغرة، أي نقطة الضعف التي فينا، لكن الرب الذي يعرف ما فينا تمامًا، يعمل لأجلنا، إنه الشفيع الإلهي ورئيس الكهنة العظيم، الذي يُقوِّم مسار حياتنا، فلا يفنى إيماننا، ويبقى زرع الله فينا إلى الأبد.

          (6) لكي نختبر عمليًا أننا بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مُستعد أن يُعلَن في الزمان الأخير ( 1بط 1: 5 ). والرب يسوع هو الذي يضمن حفظنا إلى النهاية ( يو 10: 27 - 30).

          (7) لكي يُظهر الرب أمانته لنا، إنه لا يمكن أن يغيِّر رأيه من نحونا، كما أنه لا يمكن أن يُنكر صفاته، وهكذا إن كنا غير أُمناء فهو يبقى أمينًا لن يقدر أن يُنكر نفسه ( 2تي 2: 13 ).

          أفرايم فخري
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

            الجمعة 20 يوليو 2007

            زيت الأرملة


            فأتت وأخبرت رجل الله، فقال: اذهبي بيعي الزيت وأَوفي دينك، وعيشي أنتِ وبنوكِ بما بقيَ ( 2مل 4: 7 )

            ها هي الأرملة المسكينة وقد عادت مرة أخرى إلى رجل الله بعد أن تحقق كل ما أعلنه لها، وبعد أن ملأ الزيت جميع الآنية. لكنها هذه المرة جاءت تعلو وجهها علامات الفرح. فالقلب فرحان، والوجه طلق ( أم 15: 13 ). ولقد أخبرت رجل الله بكل شيء، وعن الزيت الذي ملأ جميع الأوعية، رافضة أن تتصرف من نفسها دون رأي رجل الله. لكني أجد كل العجب في إجابة رجل الله أليشع عليها: «اذهبي بيعي الزيت وأوفي دينك، وعيشي أنتِ وبنوك بما بقيَ». أتعجب لأن هناك أمورًا لم يكن يعرفها أليشع وهي:

            (1) لم يكن يعرف مقدار الدين ـ لا المبلغ المُقترض ولا المبلغ الإضافي كفوائد، الذي حدده المُرابي.

            (2) لم يكن يعرف عدد الجيران في الشارع الذي تقطنه هذه الأرملة ولا نوعياتهم.

            (3) لم يكن يعرف بالتالي عدد الآنية ولا حجمها.

            (4) وبالتالي لم يعرف كمية الزيت الذي ملأ الأوعية.

            (5) لم يعرف ثمن الزيت في ذلك الوقت.

            إذًا هناك أشياء كثيرة لم يكن يعرفها أليشع، لكن رغم ذلك كان هناك شيء يعلمه تمامًا، ألا وهو قلب الله المُحب. وكأنه يقول مع الرسول: «لأنني عالمٌ بمَنْ آمنت» ( 2تي 1: 12 ). فكان يعلم أن الله بالتأكيد أعطى هذه المرأة جُرأة وجسارة لأن تطلب من جميع جيرانها أوعية دون خجل. وكان يعلم أن الله عمل في قلوب جيرانها فأعطوها أفضل الآنية وأكبرها حجمًا. وبالتأكيد سمح أن يُباع الزيت بأفضل ثمن. وبناء على هذه المُعطيات، أعلن بكل يقين: «اذهبي بيعي الزيت وأوفي دينك، وعيشي أنتِ وبنوكِ بما بقيَ».

            إن أفضل ما كانت تتمناه الأرملة هو أن يُسدد الدين، وتتخلص من ذلك المُرابي الفظ، ولتَعِش بعد ذلك كيفما يكون. لتشحذ أو تلتمس خبزًا. لكن هل الله المُحب يسدد الدين فقط؟ كلا، فإنه من منطلق قلبه الجواد أعطى زيتًا وفيرًا، وعندما بيع فإن ثمنه تعدى الدين، فسُدد، والباقي كان يكفي لتعيش به الأرملة وأولادها.

            عزيزي: إن أمانة الله أكبر من احتياجاتنا، وأعظم من كل إعوازنا. ليتنا نثق في ذلك القلب المُحب السخي الذي يعطي، ليس حسب الحاجة، بل بحسب جوده وغناه.

            عادل حبيب
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

              السبت 21 يوليو 2007

              ثلاثيات في رسالة السماويات


              الله الذي هو غنيٌ في الرحمة، من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها، ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح. بالنعمة أنتم مُخلَّصون ( أف 2: 4 ، 5)

              تتميز رسالة أفسس بأنها رسالة السماويات. فالكنيسة تُرى في هذه الرسالة جالسة في السماويات في المسيح. كما تتميز هذه الرسالة بأنها رسالة الثلاثيات، فلا يخلو أصحاح من هذه الرسالة من أكثر من ثلاثية. وفي أفسس2: 1- 10 نجد أربع ثلاثيات:

              الثلاثية الأولى: النتائج البغيضة للخطية، وعجز الإنسان الكامل.

              1ـ الموت بالذنوب والخطايا (ع1). فالإنسان الخاطئ ميت روحيًا طالما يبقى بعيدًا عن الرب يسوع مصدر الحياة. والإنسان الميت لا يستطيع أن يفعل شيئًا به يُحيي نفسه.

              2ـ أبناء المعصية (ع2). هذه المعصية ورثناها من أبينا الساقط آدم «ومن البطن سُميت عاصيًا» ( إش 48: 8 ).

              3ـ أبناء الغضب (ع3) لأن كل مَن هو في آدم الأول مستحق الغضب.

              الثلاثية الثانية: أعداء الإنسان الثلاثة التي تسيطر عليه:

              1ـ العالم (ع2) «التي سلكتم فيها قبلاً حسب دهر هذا العالم» وهذا العدو يحيط بنا من كل جانب.

              2ـ الشيطان (ع2) «رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية» وهذا العدو فوقنا.

              3ـ الجسد (ع3) «عاملين مشيئات الجسد والأفكار». وهذا العدو فينا.

              الثلاثية الثالثة: المصادر الإلهية العظيمة والعجيبة لخلاص الإنسان وبركته:

              1ـ الرحمة الغنية (ع4) «الله الذي هو غنيٌ في الرحمة».

              2ـ المحبة الكثيرة (ع4) «من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها».

              3ـ النعمة الغنية والفائقة (ع5، 7) «ليُظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق».

              الثلاثية الرابعة: مقامنا نحن المؤمنين نتيجة اتحادنا بالمسيح:

              1ـ أحيانا مع المسيح (ع5) «ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح».

              2ـ «وأقامنا معه (أو معًا)» (ع6)

              3ـ «وأجلسنا معه (أو معًا) في السماويات في المسيح يسوع» (ع6). فيا له من مقام سامٍ وعالٍ!

              رشاد فكري
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

                الأحد 22 يوليو 2007

                على الجتية


                أيها الرب سيدنا، ما أمجد اسمك في كل الأرض! حيث جعلت جلالك فوق السماوات ( مز 8: 1 )

                «الجتية» اسم آلة موسيقية غير معروفة في يومنا هذا، والأرجح أن موطنها الأصلي مدينة ”جت“، وهي اسم بلدة فلسطينية، كانت موطنًا لجليات الجتي، جبار الفلسطينيين الذي انتصر داود عليه. وكلمة ”جت“ معناها: ”معصرة“. ونحن نعرف أن داود هرب يومًا، في ظروف قاسية وضاغطة، إلى أخيش ملك جت، ويبدو أنه تعرَّف هناك على هذه الآلة الموسيقية. ثم بعد ذلك، بعد عودته لمكانه الحقيقي، أدخل هذه الآلة ضمن الآلات التي يُعزف بها في الهيكل لتمجيد الله. وكل ذلك يشير إلى الظروف المؤلمة المتنوعة، والضغوط التي يجتاز فيها المؤمن، وكأنه يُعصر عصرًا تحت ثقل هموم ومتاعب البرية، والتي تؤول أخيرًا إلى تمجيد الله. فالرب يُخرج من هذه الظروف الصعبة أروع الألحان، فهو «مؤتي الأغاني في الليل» ( أي 35: 10 ). فكم من المرات سمح الرب لشعبه بالذل، و«بحسبما أذلوهم، هكذا نموا وامتدوا» ( خر 1: 12 ). فإن التأديب يُعطي أخيرًا للذين يتدربون به ثمر بر للسلام ( عب 12: 11 ). وعندما سنقف أمام كرسي المسيح، سندرك الحكمة السرمدية التي لازمتنا طول الطريق، التي منعت والتي منحت، التي ضغطت والتي لاطفت. عندئذ سنفهم بصورة أفضل كيف أن كل أعماله معنا اتسمت بالحكمة ( مز 104: 24 ).

                ونستطيع أن نرى في عنوان المزمور «على الجتية» صورة لآلام سيدنا المعبود كي يُخرج لنا أفراح الخلاص الآن، بل ولكي يملأ كل الأرض في المُلك الألفي بالخمر الجيدة ( يو 2: 10 ). فقد عرفنا أن كلمة ”جت“ تعني ”معصرة“ وهي تذكّرنا بما اجتازت فيه نفس مخلصنا المعبود من أهوال مُرعبة في مشهد الصليب، تلك الأهوال التي من خلالها صار لنا أجمل الترنيمات.

                في بداية الزمان هُزم آدم من الشيطان فأدخل الأنين إلى الأرض ( رو 8: 22 )، لكن في ملء الزمان انتصر المسيح على الشيطان في البرية، ثم في البستان، وأخيرًا في الجلجثة، فملأ أفواهنا بالترنيمة الجديدة، وملأ قلوبنا بأعظم الألحان التي نتغنى بها الآن، وستستمر طوال الأبدية.

                يوسف رياض
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

                  الاثنين 23 يوليو 2007

                  دعوا الأولاد يأتون إلى المسيح


                  وقدموا إليه أولادًا لكي يلمسهم. وأما التلاميذ فانتهروا الذين قدموهم. فلما رأى يسوع ذلك اغتاظ وقال لهم: دعوا الأولاد يأتون إليَّ ولا تمنعوهم ( مر 10: 13 ، 14)

                  في أمور الحياة اليومية تقابلنا أمور بسيطة وعادية، ولكن الله يرتب لنا فيها دروسًا ثمينة ونافعة. وبينما يعتبرها غيرنا أنها تافهة، لكن المؤمن قد يتنبّه ضميره بسببها إلى تقصير هو واقع فيه، أو إلى واجب لم يَقُم به على الوجه الأكمل. والقصة البسيطة التالية هي مثال لذلك.

                  جلس واحد من المؤمنين إلى مكتبه وجمع حوله أولاده لكي يقرأ لهم فصلاً من كلمة الله كعادته. وكان يقرأ لهم من كتاب جمع بين حوادث الكتاب المقدس وصور تعبيرية تُقرّب إلى أذهان الأطفال فَهم ما يقرأون. كان ذلك الأب يقرأ لأولاده حادثة دخول المسيح أورشليم وجمهور الشعب يستقبله بسعف النخل، وكانت الصورة تمثل المشهد والأطفال يهللون وينثرون الزهور أمام موكب الرب. وكان يجلس إلى جوار الأب ابن له في الخامسة من عمره، كانت عيناه على الصورة التي تمثل ذلك المنظر التاريخي، ولم يسمع من كلمات والده شيئًا. فلما انتهى أبوه من القراءة، سأله الولد عن أولئك الأطفال ومَنْ الذي أتى بهم إلى ذلك المشهد. فصمت أبوه لحظة ثم قال: ”أظن أن آباءهم وأمهاتهم أتوا بهم إلى المسيح“. فقال الولد وهو يتأمل الصورة. ”ليتني كنت معهم، هل تأخذني يا أبي يومًا إلى هناك؟“.

                  كانت تلك الجملة الأخيرة ذات وقع شديد على قلب الرجل، وقد ضاعفت من اهتمامه بفرصة القراءة والصلاة العائلية مع أولاده، وشعر أن مسئولية كبيرة، أكبر من ذي قبل، موضوعة على عاتقه كأب وكرأس عائلة.

                  ولا شك أن آباء وأمهات يقرأون الآن هذه العبارة ذاتها، فهلا يشعرون أن فيها تحديًا صارخًا لإهمالهم قراءة الكلمة والصلاة مع أولادهم وبناتهم في البيت؟ إن آباء كثيرين نراهم في الاجتماعات يتكلمون عن تربية الأولاد في خوف الرب، ويعظون غيرهم عن وجوب الصلاة العائلية، وهم مُهملون هذه الناحية في بيوتهم.

                  أيها الأحباء .. دعوا أولادكم يأتون إلى المسيح في سن مُبكرة لتحصدوا في الأوان ثمرًا صالحًا في أولادكم وبناتكم. أولادكم هم أغلى الودائع بين أيديكم، فسلّموا هذه الودائع ليد الرب الأمينة، يرُّدها لكم مُزينة بفضائل من التقوى والإيمان لخيركم وفخركم.

                  كاتب غير معروف
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

                    الثلاثاء 24 يوليو 2007

                    لا تحزنوا كالباقين


                    وماتت سارة ... فأتى إبراهيم ليندب سارة ويبكي عليها. وقام إبراهيم من أمام ميته ( تك 23: 2 ، 3)

                    ليس بالمُستغرب أن يبكي إبراهيم سارة. إن رجل الإيمان لا يكبت مشاعره الرقيقة، ولا يمنع دموعه، ولكنه في ذات الوقت لا يستسلم للآلام، ولا يسترسل في الأحزان، لذا يقول الكتاب: «وقام إبراهيم من أمام ميته». فما الذي مكَّن إبراهيم من أن يتحول عن أحزانه وآلامه وخسارته الفادحة؟ لماذا لم يغوص في أعماق الحزن المؤدي إلى الكآبة واليأس؟ بل كيف أخرج نفسه من تأثير مشاهد الموت والفراق؟ .. أعتقد أنه استطاع ذلك لأن قلبه كان متأصلاً في حقائق عظيمة أمسك بها إيمانه، فأمكنه أن يجتاز هذه الفترة العصيبة، وهذه التجربة الأليمة، بنجاح وثبات.

                    أولاً: كان يؤمن بإله القيامة ( عب 11: 19 )، فسارة ستقوم وسيلتقيا مرة أخرى، بل إن مغارة المكفيلة حيث دُفنت سارة، توحي بهذا. فكلمة ”مكفيلة“ تعني ”رجوع ثانية“. فالإيمان يُعلن للمؤمن أن الموت فراق مؤقت يعقبه لقاء دائم.

                    ثانيًا: أدرك إبراهيم أنه «غريب ونزيل» (ع4) وأنه متجه للوطن السماوي. أ لم يكن ينتظر المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله؟ أ لم يكن يبتغي وطنًا أفضل، أي سماويًا ( عب 11: 10 ، 16). أ لم يكن يحِّن إلى وطن أفضل بلا أحزان وبلا آلام؟

                    ثالثًا: لقد عاشت سارة بالإيمان وماتت في الإيمان ( عب 11: 13 ). والإيمان يرفع النفس حتى فوق المشاعر الطبيعية إذ يرى ما لا يُرى، ويجعلنا نرى المجد السماوي فلا نخور أمام آلام الزمان الحاضر.

                    رابعًا: تعلَّم إبراهيم أن الله هو إله التعويضات، فقد سبق وعوَّض عن إسماعيل بإسحاق. ودبَّر الكبش بدلاً عن إسحاق، وبالتأكيد كان سيملأ الفراغ الذي تركته سارة ويعوّض عن خسارتها. وبالفعل، لم يمضِ وقت طويل حتى أتت رفقة، وبدأت تملأ الفراغ ( تك 24: 67 ). ولا شك أن هذا عزى إبرهيم كثيرًا.

                    خامسًا: أدرك إبراهيم أنه ما زال أمامه مسئوليات في الحياة ليتممها، لذا لا داعِ للاسترسال في الأحزان، بل ليتشدد وليتشجع ليقوم ويواصل مسيرة الإيمان «وقام إبراهيم من أمامه ميته».

                    أحبائي .. أمام مشاهد الموت، هل نغوص في الأحزان والآلام، أم نقوم بالإيمان رافعين رؤوسنا مواصلين مسيرتنا؟

                    فريد زكي
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

                      الأربعاء 25 يوليو 2007

                      المسيح يحمل خطاياي !


                      فإن المسيح أيضًا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقرّبنا إلى الله ( 1بط 3: 18 )

                      نعم أنا أعلم أني خاطئ. وأعلم أن خطاياي أكثر من شعر رأسي في عددها، وأشد سوادًا من الليل في ظلمتها، وأعلم أنه بسبب خطية واحدة منها أستحق نار العذاب إلى الأبد، وأعلم، لأن كلمة الله تقول ذلك، إن خطية واحدة لا يمكن أن تدخل إلى حضرة الله.

                      هذا كله أعلمه بناء على ما أعلنته لي كلمة الله الثابتة والتي لا ريب فيها البتة. ولكن إدراك خرابي هذا، لن يُريحني، بل لا بد أن أعلم وأستريح تمامًا أن المسيح تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة.

                      وهذا الحق هام جدًا لسلامة النفس المُتعَبة، وهو الحق الذي يتوقف عليه مقام المسيحي بجملته. وغير ممكن للنفس التي تنبَّهت لحقيقة خرابها، وللضمير الذي استنار روحيًا، أن يتمتع بسلام الله الحقيقي إلا متى قَبِلَ هذا الحق الثمين بالإيمان البسيط، إذ يجب أن أعلم من كلمة الله أن جميع خطاياي قد مُحيت إلى الأبد من أمام وجه الله، وأن الله هو بنفسه قد طرحها بكيفية تضمن حفظ مطاليب عدالته وحقه بدون أن تُمس كرامته، وأنه قد مجَّد ذاته في محو خطاياي بما هو أسمى وأعجب مما لو ألقاني في جهنم النار بسببها.

                      نعم. لقد صنع الله ذلك بنفسه، وهو الذي وضع خطايانا على الرب يسوع، ثم أعلن لنا ذلك في كلمته بحيث صار لنا مُستندًا إلهيًا، لأن الذي قال لا يستطيع أن يكذب. فالذي دبر المشورة هو الله، والذي نفذها هو الله، والذي أعلنها لنا هو الله. فالكل من الله من الأول إلى الآخر. وما علينا نحن سوى القبول والتسليم ببساطة الأطفال، لأني كيف أعلم أن الرب يسوع قد حمل خطاياي في جسمه فوق الخشبة؟ أعلم ذلك من نفس الكلمة التي أعلنت لي أن عليَّ خطايا يجب رفعها. فالله بمحبته الفائقة العجيبة يؤكد لي أنا الخاطئ المُذنب المستحق نار جهنم، أنه قد أنهى بنفسه مسألة خطاياي جميعها وأبطلها بكيفية تضمن مجد اسمه إلى الأبد في الكون كله أمام جميع الخلائق. كما يؤكد أيضًا أنه بالتوبة والإيمان بكمال عمل المسيح على الصليب تُمحى كل خطاياك. فهل أسرعت إليه بالتوبة والدموع والإيمان بشخصه الكريم وعمله المجيد. أم ما زلت تئن تحت ثقل خطاياك؟ أسرع إليه الآن.

                      ماكنتوش
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

                        الخميس 26 يوليو 2007

                        يفتاح وملامح من حياة المسيح


                        هكذا يقول يفتاح: لم يأخذ إسرائيل أرض موآب ولا أرض بني عمون ( قض 11: 15 )

                        الاسم «يفتاح» معناه ”يفتح“. والمقصود طبعًا ”يفتح الشريعة“، التي هي أعظم كنوز الله التي أعطاها لبني البشر، وطلب منا استكشافها وفتحها. وهو ما نجده واضحًا في حياة يفتاح. وعن هذا يقول المرنم في المزمور: «فتح كلامك يُنير، يُعقِّل الجُهَّال» ( مز 119: 130 ).

                        ولقد كانت بداية انتصار يفتاح على الأعداء عندما فتح سفر الشريعة وردّ عليهم منه، فكان بهذا اسمًا على مُسمَّى. وهكذا المسيح، كانت بداية انتصاره أن فتح سفر الشريعة، وردّ منه على العدو في البرية، فانتصر عليه.

                        ويقينًا فإن يفتاح قبل أن يفتح الشريعة للعمونيين، كان يفتحه كثيرًا على انفراد, وإلا فكيف استطاع أن يقتبس الاقتباس المناسب من كلمة الله، وردّ عليهم من المكتوب؟ وإن كنا لا نقرأ عن يفتاح أنه فتح الكتاب إلا لكي يشرح للأعداء جزءًا صغيرًا من المكتوب، فإن المسيح فتح الكتاب ليس للأعداء فقط، بل للأحباء أيضًا، وهو شرح لهم كل المكتوب، عندما سار مع تلميذي عمواس، يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب ( لو 24: 27 ).

                        إن يفتاح ليس أكثر من مجرد رمز لربنا يسوع المسيح، الذي هو أعظم مَنْ فتح المكتوب. وبحسب إنجيل لوقا الذي يحدثنا عن المسيح باعتباره الإنسان الكامل، نجد المسيح يفتح المكتوب من أول حياته لآخرها. في البداية فعل ذلك وهو صبي صغير في الهيكل في أورشليم، عندما كان جالسًا وسط الشيوخ يسمعهم ويسألهم ( لو 2: 46 )، ثم بمجرد أن خرج للخدمة فقد فتح المكتوب ( لو 4: 17 )، ثم في النهاية فعل ذلك بعد القيامة عندما سار في الطريق يشرح للأحباء كل المكتوب، عندما تحدَّث عن الأمور المختصة به في جميع الكتب.

                        وليس بعد القيامة فقط، بل حتى بعد الصعود، فإننا نقرأ كلام المسيح لملاك كنيسة فيلادلفيا: «هذا يقوله القدوس الحق، الذي له مفتاح داود، الذي يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح» ( رؤ 3: 7 ). وما أعظم الكنوز التي فتحها الرب يسوع للأمناء في النهضة الفيلادلفية في أوائل القرن التاسع عشر، وهو ما زال يفعل الشيء ذاته معنا إلى الآن.

                        يوسف رياض
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

                          الجمعة 27 يوليو 2007

                          مكافأة سفير الملك


                          الحق أقول لكم: لَم يَقُم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان ( مت 11: 11 )

                          خدم يوحنا المعمدان خدمة جليلة، وشهد لليهود شهادة جليلة عن الرب. لكنه حينما دخل السجن، عثر وسقط في الشك، وأرسل اثنين من تلاميذه إلى الرب يقول: «أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟» ( مت 11: 2 ، 3).

                          وماذا فعل عندئذٍ الملك الكريم تجاه عبده المسكين؟ لقد وجد الرب من المناسب أن يكافئ عبده على خدمته وشهادته عنه، فها هو السيد يتكلم أمام الجموع عن يوحنا بأروع العبارات وأجمل الكلمات. ولعلنا نتساءل: كيف يُكافأ الواحد وهو ساقط وفاشل؟ إن العالم لا يكافئ أحدهم إلا حين يُثبت نجاحه ويحقق الانتصار وراء الانتصار، ويُعزل من المنصب عند أول فشل أو سقوط أو إخفاق. نعم هذه الحقيقة عينها في ممالك العالم، أما مع ملكنا السامي السجايا، فالموضوع مختلف تمامًا؛ ففشل يوحنا وسقوطه لم يُنسِ الرب الخدمة الجليلة والشهادة العظيمة التي أدّاها يوحنا قبل ذلك. وصدق أحدهم حين قال: ”لقد كفَّ يوحنا عن الشهادة للرب، فبدأ الرب نفسه الشهادة عن يوحنا“.

                          قال الرب عن يوحنا: «ماذا خرجتم لتنظروا، أَ نبيًا؟ نعم أقول لكم، وأفضل من نبي» ( مت 11: 9 ). لقد سألوا يوحنا، في يوم شهادته عن الرب: «النبي أنت؟ فأجاب: لا» ( يو 1: 21 ). فكأن الرب يقول عنه: لا أنسى له أنه أخفى نفسه لكي يُظهرني، والآن أنا أقول عنه إنه أفضل من نبي.

                          وقال الرب عن يوحنا: «فإن هذا هو الذي كُتب عنه: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي» ( مت 11: 10 ). قال يوحنا في شهادته عن الرب، ثلاث مرات، هذا التعبير «هذا هو» ( يو 1: 30 ، 33، 34). وكأن الرب يقول للجموع عنه: لا أنسى إنه شهد عني قائلاً: «هذا هو» ثلاث مرات، والآن أنا أقول عنه أيضًا «هذا هو».

                          وقال الرب عن يوحنا: «الحق أقول لكم: لم يَقُم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان» ( مت 11: 11 ). لقد قال يوحنا لليهود عن الرب «في وسطكم قائم»، وكأن الرب يقول عنه للشعب: أنا لا أنسى إنه قال عني إنني قائم، والآن أنا أقول عنه أيضًا «لم يَقُم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان».

                          تبارك اسم إلهنا وسيدنا وملكنا وحبيب قلوبنا، الذي لا يضحي بالعاثر والفاشل، إنه ملك عظيم كريم ورحيم. ليس مثله نظير.

                          شنودة راسم
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

                            السبت 28 يوليو 2007

                            صلاة حنة أم صموئيل


                            يا رب الجنود، إن نظرت نظرًا إلى مذلة أمَتَك، وذكرتني ولم تنس أمَتَك بل أعطيت أمَتَك زرع بشر، فإني أعطيه للرب كل أيام حياته ( 1صم 1: 11 )

                            يمكننا أن نرى في صلاة حنة دروسًا مباركة من الصلاة:

                            (1) عرفت إلى مَن تصلي: «قالت: يا رب الجنود» أي يا رب القوات التي في السماوات وعلى الأرض. فلقد أدركت أن حالة الشعب والكهنة، وحالة العُقم التي سمح لها بها الرب، تحتاج إلى رب الجنود وإلى قوته وقدرته التي لا يقف أمامها شيء.

                            (2) عرفت كيف تصلي: «قالت: يا رب الجنود، إن نظرت نَظَرًا إلى مذلة أَمَتك، وذكرتني ولم تَنَسَ أَمَتك، بل أعطيت أَمَتك زرع بشر» .. كررت في صلاتها كلمة «أَمَتَك» ثلاث مرات. ووصفت نفسها بذات الصفة عندما ظنها عالي سكرى، فأجابت وقالت: «لا يا سيدي ... لا تحسب أَمَتك ابنة بليعال» ثم قالت أيضًا: «لتجد جاريتك نعمةً في عينيك» (ع16، 18). لقد كانت تصلي في اتضاع حقيقي وليس مُزيَّف. اتضاع حقيقي، ليس فقط أمام الرب، بل أيضًا أمام عالي الكاهن.

                            (3) عرفت لماذا تصلي: «فقالت: يا رب الجنود، إن ... أعطيت أَمَتك زرع بشر، فإني أُعطيه للرب كل أيام حياته». كانت مُحددة الطلبة، فطلبت من الرب ”ابنًا ذكرًا“ لتُعطيه (وليس لتعطيها) للرب. وقالت فيما بعد «لأجل هذا الصبي صليت» (ع27). كانت لها البصيرة الروحية فعرفت أن مشكلة بيت الله تحتاج إلى رجل يقف في الثغر، فصلَّت لأجل ابن ذكر.

                            (4) عرفت معنى الصلاة الحقيقية .. فقالت لعالي: «إني امرأة حزينة الروح ... أسكب نفسي أمام الرب» (ع15). هذا هو معنى الصلاة البسيط الحقيقي؛ تفريغ النفس بكل ما بداخلها أمام الرب، بدلاً من أن يسكب الإنسان نفسه على نفسه ( مز 42: 4 )، وما الفائدة؟

                            (5) عرفت كيف تعبِّر عن الصلاة: «فإن حنة كانت تتكلم في قلبها، وشفتاها فقط تتحركان، وصوتها لم يُسمع» (ع13).

                            (6) عرفت اللجاجة في الصلاة: «أكثرت الصلاة أمام الرب» (ع12).

                            (7) عرفت وتمتعت بنتائج مباركة للصلاة: «ثم مضت المرأة في طريقها وأكلت، ولم يكن وجهها بعد مُغيرًا ... وكان في مدار السنة أن حنة حبلت وولدت ابنًا» (ع18، 20).

                            إيليا عيسى
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #29
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

                              الأحد 29 يوليو 2007

                              قدوس بلا شر ولا دنس


                              لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا، قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات ( عب 7: 26 )

                              صَف من خمسة جواهر كريمة وثمينة تتلألأ على جبين رئيس الكهنة العظيم، تُعلن عن تفرُّده وتفوقه على جميع رؤساء الكهنة في التدبير اللاوي.

                              الجوهرة الأولى: قدوس .. الكلمة اليونانية المُستخدمة في عبرانيين 7: 26 هي Hosios ومن معانيها التقوى والورع Pious، وهي عكس كلمة Profane وتعني دنيوي أو دنس. والفكرة هنا هي طبيعة المسيح السماوي والطاهر طهارة مُطلقة، وخلُّوه التام من أقل ذرة من الشوائب أو الدنس. إنها تتكلم عن المسيح الذي تركّزت وتجمعت فيه كل الفضائل، فهو قدوس في ذاته، شهد عنه السرافيم في إشعياء 6: 3 قائلين: «قدوس قدوس قدوس رب الجنود، مجده مِلء كل الأرض». ومن جهة بشريته قال عنه الملاك للعذراء المطوَّبة مريم في لوقا1: 35 «القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله». كان الحَبَل به معجزيًا بعمل الروح القدس، لذلك هو الوحيد المُستثنى من الفساد الذي لوَّث آدم وكل ذريته.

                              ولقد اعترف الشيطان بقداسته هذه في لوقا4: 34 «ما لنا ولك يا يسوع الناصري ... أنا أعرفك مَنْ أنت: قدوس الله!». وفي ختام حياته قال عن نفسه: «رئيس هذا العالم (الشيطان) يأتي وليس له فيَّ شيء» ( يو 14: 30 ).

                              الجوهرة الثانية: بلا شر (أو بلا أذى Harmless) .. المسيح، بالارتباط بالله، قدوس: أحب الرب من كل قلبه ومن كل نفسه ومن كل قوته، وبالارتباط بالبشر، بلا أذى: أحب قريبه كنفسه.

                              لم يؤذِ أحد قط من الذين أذوه، أو الذين كان يعلم أنهم سيؤذونه. ولقد شهد عنه بطرس قائلاً: «يسوع الذي من الناصرة، كيف مَسَحه الله بالروح القدس والقوة، الذي جال يصنع خيرًا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس، لأن الله كان معه» ( أع 10: 38 )، وأيضًا «الذي لم يفعل خطية ولا وُجد في فمه مكر، الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضًا، وإذ تألم لم يكن يُهدد، بل كان يسلِّم لمن يقضي بعدل» ( 1بط 2: 22 ، 23).

                              لم يَرُّد الأذى بمثله أو يثأر لنفسه، بل كان كحَمَل وسط ذئاب. لقد دخل إلى العالم قدوس وبلا أذى، وظل هكذا حتى تركه.

                              نبيل عجيب
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق


                              • #30
                                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2007

                                الاثنين 30 يوليو 2007

                                اهربوا من الزنا


                                قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تَزنِ. وأما أنا فأقول لكم: إن كل مَنْ ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه ( مت 5: 27 ، 28)

                                الزنا .. ما أبشع هذه الخطية في نظر الله. ولنستعرض الآن القليل من الآيات التي توضح بُغضة الرب لها:

                                «لا تضلوا، لا زناة ولا عَبَدة أوثان ... يرثون ملكوت الله» ( 1كو 6: 9 ، 10).

                                «لأن هذه هي إرادة الله: قداستكم. أن تمتنعوا عن الزنا ... أن لا يتطاول أحدٌ ويطمع على أخيه في هذا الأمر، لأن الله مُنتقمٌ لهذه كلها» ( 1تس 4: 3 - 6).

                                «وأما العاهرون والزناة فسيدينهم الله» ( عب 13: 4 ).

                                وأمام تحذيرات كهذه، ما أخطر ما قاله المسيح: «إن كل مَنْ ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه». إن مشاهدتنا لأي منظر دنس، سيستخدمه الشيطان حتمًا ليجرَّنا به إلى الخطية. لكن لنعلم أنه لا توجد خطية في التجربة طالما أننا قاومناها وانصرفنا في الحال عنها مُستندين على قوة الروح القدس. إنك لا تستطيع أن تمنع الطيور من أن تحلِّق فوق رأسك، لكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش في شعرك.

                                وفي الواقع إن إمكانية التصوّر والتخيّل عند الإنسان، هي واحدة من أعظم وأكرم العطايا التي ميَّز الله بها الإنسان عن الحيوان، وإليها يعود الفضل في كثير من الأعمال العظيمة، وينبغي أن نشكر الله عليها وأن نخصصها لمجد اسمه لا إهانته. لكن ما الذي حدث من بداية تاريخ الإنسان؟ «ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصوُّر أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم (كل اليوم)» ( تك 6: 5 ). إن الوقوع في الأفعال الدنسة لا يأتي مُطلقًا من فراغ، بل تسبقه تخيلات دنسة، وهذه لا بد وأن تكون سبقتها نظرات دنسة! وكلام الرب في موعظة الجبل يؤكد أن عين القلب تُثار بعين الرأس. والرب يريد منع الخطية من المنبع، فنتجنب كل سُبل الإثارة.

                                وإذا كان الرب يحذرنا من النظرة التي تقود إلى الوقوع في الخطية، أ فلا ينبغي أن تحترس النساء مما يرتدين لئلا يكون مُثيرًا للشهوات والغرائز؟ إن الكتاب المقدس يعلمنا أن الذي يقع في الخطية مُذنب، لكن ذنب الذي تسبب في الوقوع في الخطية أكبر، كقول المسيح: «الذي أسلمني إليك له خطية أعظم» ( يو 19: 11 ).

                                يوسف رياض
                                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X