إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - أبريل2010

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

    الجمعة 16 إبريل 2010

    البركات العُظمى والثمينة

    الحق الحق أقول لكم: إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم. إلى الآن لم تطلبوا شيئًا باسمي. اطلبوا تأخذوا، ليكون فرحكم كاملاً ( يو 16: 23 ، 24)

    ما أكثر البركات التي تصير لنا عندما نؤمن بالمسيح ربًا ومخلِّصًا! يقول الرسول بطرس: «له يشهد جميع الأنبياء أن كل مَن يؤمن به ينال باسمهِ غفران الخطايا» ( أع 10: 43 ). ما أعجب هذا! مجرد الإيمان بالرب يسوع يمتِّع النفس بغفران جميع الخطايا، وهذه هي شهادة، لا واحد من الأنبياء ولا مجموعة منهم، بل جميع الأنبياء!

    وإن كان الرسول بطرس ذكر هنا أن غفران الخطايا يناله المؤمن «باسمهِ»، إلا أننا من باقي أجزاء الوحي نعرف أن في هذا الاسم الكريم، اسم ربنا يسوع المسيح، ينال المؤمن العديد من البركات:

    (1) غفران الخطايا: «أكتب إليكم أيها الأولاد لأنه قد غُفرت لكم الخطايا من أجل اسمهِ (اسم المسيح)» ( 1يو 2: 12 ).

    (2) الخلاص: «لأن ليس اسمٌ آخر (خلاف اسم المسيح) تحت السماء، قد أُعطيَ بين الناس، به ينبغي أن نخلُص» ( أع 4: 12 ).

    (3) الحياة الأبدية: «آياتٍ أُخَر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تُكتب في هذا الكتاب، وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياةٌ باسمه» ( يو 20: 30 ، 31).

    (4) يَهب الشفاء وتُجرى به القوات: «فقال بطرس (للرجل الأعرج) ... باسم يسوع الناصري قُمٍْ وامشِ! .. ففي الحال تشددت رِجلاه وكعباه ... وصار يمشي» ( أع 3: 6 - 8 قارن أع3: 21). وفي صلاة التلاميذ قالوا لله: «بمدّ يدك للشفاء، ولتُجرَ آيات وعجائب باسم فتاك القدوس يسوع» ( أع 4: 30 ).

    (5) يَهَب النعمة: «يسوع المسيح ربنا، الذي به، لأجل اسمهِ، قبِلنا نعمةً ورسالةً، لإطاعة الإيمان» ( رو 1: 4 ، 5).

    (6) وإلى هذا الاسم الكريم يجتمع القديسون: قال المسيح: «لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكونُ في وسطهم» ( مت 18: 20 ).

    (7) وبهذا الاسم الكريم يرفع المؤمنون صلواتهم، فيستجيب الآب لهم: فيقول المسيح: «ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن. إن سألتم شيئًا باسمي فإني أفعله» ( يو 14: 13 ، 14 ـ انظر أيضًا يو16: 23، 24).

    كم نحن مديونون لكي نعظم ونُعلي هذا الاسم الذي فيه نلنا كل هذه البركات العُظمى والثمينة؟

    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #17
      رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

      السبت 17 إبريل 2010

      بئر بيت لحم

      فتأوَّه داود وقال: مَن يسقيني ماءً من بئر بيت لحم التي عند الباب؟ ( 2صم 23: 15 )

      هذه كانت أشواق قلب داود، تلك الأشواق التي وجدت لها جوابًا قلبيًا سريعًا من ثلاثة من الأبطال المُخلصِين المُلتّفين حوله في مغارة عدلام «فشقَّ الأبطال الثلاثة محلة الفلسطينيين واستقوا ماءً من بئر بيت لحم التي عند الباب، وحملوه وأتوا به إلى داود». إن داود لم يصدر أمره إلى شخص معيّن، ولا طلب طلبًا عامًا، ولكنه أظهر مجرد الشوق، وبذلك انفتح المجال لظهور المحبة والإخلاص الحقيقيين. لو كان هناك أمر صادر إلى شخص معيَّن، لكان المجال مجال الطاعة، ولكن إظهار مجرد الرغبة أوجد فرصة لظهور التعلق القلبي بشخص داود.

      ولنلاحظ ما فعله داود في هذا الموقف: «فلم يشأ أن يشربه، بل سكبه للرب، وقال: حاشا لي يا رب أن أفعل ذلك! هذا دم الرجال الذين خاطروا بأنفسهم» فكانت هذه التضحية أثمن من أن تُقدم لأي إنسان إلا الله وحده. لذلك جعل داود رائحتها الزكية تصعد إلى عرش الله.

      لم يكن أولئك الأبطال ليفتكروا أو يخطر ببالهم أن عملهم العظيم هذا سيدوَّن ذكره بقلم الوحي على صفحات الكتاب المقدس، ويقرأه مئات الملايين من الناس، ولكن قلوبهم كانت متعلقة بداود، فلم يحسبوا نفوسهم ثمينة في سبيل إرضائه وإنعاش نفسه. لو كانوا عملوا عملهم هذا لكي يحصلوا على اسم أو مركز عالِ، لَمَا كان عملهم يستحق الذكر والإعجاب، ولكن الحقيقة أنهم أحبوا داود، وأثبتوا أنه أغلى على قلوبهم من الحياة نفسها، فنسوا كل شيء في سبيل غرضهم الأوحد وهو خدمة داود، ولذلك صعدت رائحة تضحيتهم إلى عرش الله، ودوّن ذكر عملهم على صفحات الوحي، وسيبقى مُضيئًا على تلك الصفحات ما دامت موجودة.

      كم نشتاق إلى مثل ذلك بخصوص داود الحقيقي في زمان رفضه هذا! نشتاق أن نرى تفانيًا وتضحية أكثر ناتجين من محبة المسيح التي تحصرنا. لا نريد العمل للحصول على مُجازاة أو إكليل، مع أننا نعتقد بمبدأ المُجازاة، ولكن في الوقت الذي يكون فيه غرضنا الحصول على المُجازاة، نكون قد نزلنا كثيرًا عن المقياس الصحيح. وإننا نعتقد أن الخدمة التي تؤدى بغية الحصول على جَزاء، هي خدمة ناقصة، ولكننا نعتقد أيضًا أن كل خدمة حقيقية لا بد أن تنال مُجازاة عادلة في يوم المسيح، وأن كل خادم لا بد أن يوضع في مركزه، وينال نصيبه في الملكوت بحسب مقياس إخلاصه وتفانيه.

      ماكنتوش
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

        الأحد 18 إبريل 2010

        المسيح في المجد

        ولكن الذي وُضِع قليلاً عن الملائكة، يسوع، نراه مُكللاً بالمجدِ والكرامة ( عب 2: 9 )

        يا لها من قوة عظيمة، رائعة في تأثيرها، قد صارت الآن من نصيب المؤمن! فهو إذ يرفع عين إيمانه لأعلى، يستطيع أن يرى هناك المسيح جالسًا في عرش الله مُكللاً بالمجد والكرامة، فيُشير إليه بكل ثقة وفرح وافتخار، ويقول بأعلى صوته: هذا هو رأس جنسنا الجديد. فأنا لم أعُد أنتمي لآدم الأول، فإنساننا العتيق الذي انحدر لنا منه، وعشت عمري كله ألبسه، قد صُلب معه وانقضى، بل وأنا نفسي قد قُطعت من آدم الأول بختان المسيح؛ أي بقطع المسيح بالموت على الصليب. والآن أنا أنتمي لهذا الشخص الحلو البديع الحائز على كل رضى الله، والذي قد صار الغرض الدائم والثابت لعيني الله. فالله في السماء لا يعمل شيئًا، إلا أنه بكل مجده ينظر إليه ولا يحوّل عينيه عنه البتة، ليجد فيه فرحه وشبعه وسروره وراحته. وأنا إذ أرفع وجهي لأنظر إليه، تغمرني في الحال أشعة مجد الله المنعكسة من وجه حبيبي وسيدي البديع، وإذ تخترقني هذه الأشعة البديعة تعمل فيَّ أمورًا عجيبة:

        أولاً: تجعلني في شركة مع الله، إذ قد صار لي نفس غرضه وموضوع نظره، فلقد صار شعاع بصره وشعاع بصري يلتقيان في نقطة واحدة؛ هي وجه يسوع المسيح. فعيني على المسيح، أما أذني وفمي فهما مع الله .. وكأني أسمعه يسألني: ماذا ترى في هذا الوجه البديع؟ فأُجيبه: أرى كل البهاء والروعة، فيقول لي أحسنت الرؤية، فلا تحوِّل عينيك عنه.

        وثانيًا: إذ تخترقني هذه الأشعة العجيبة، أجدها تنتزعني انتزاعًا من كل ما هو أرضي، لتربطني بشدة بكل ما هو سماوي. تخلعني من كل ما هو تحت، لتملأني اهتمامًا بكل ما هو فوق. تجعلني أرفض بشدة الأرض كبيئة ومناخ أعيش فيه، وتملأني حنينًا للسماء كبيتي، فأقبل كل ألم واستتار منتظرًا يوم الاستعلان. بل هي أيضًا وحدها التي تسهِّل إقامتي في الجلجال، وتحدد حد سكين الصوّان، وتملأني قوة لقطع كل ما هو من الجسد، أو ما هو ليس من الإيمان.

        وثالثًا: لكوني أرى المجد بوجه مكشوف، سيعكس وجهي شيئًا منه، وعلى قدر تعوُّدي على النظر إليه وعدم تحويل عيني عنه، على قدر ما يتم فيَّ القول: «نتغيَّر إلى تلك الصورة عينها، من مجدٍ إلى مجدٍ، كما من الرب الروح» ( 2كو 3: 18 ).

        ماهر صموئيل
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

          الاثنين 19 إبريل 2010

          تحريضات ثلاثية

          وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس، مُصلين في الروح القدس، واحفظوا أنفسكم في محبة الله، منتظرين رحمة ربنا .. للحياة الأبدية(يهوذا20، 21)

          تُختم رسالة يهوذا بتحريض جوهري وأساسي يقوم على أعمدة ثلاثة:

          أولاً: «ابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس». فيجب أن نكون من مُحبي قراءة الكتاب المقدس. وكل تعليم الإيمان مُتضمن في كلمة الله، ومن أجل ذلك ينبغي أن نتعرَّف أكثر بهذه الكلمة. وما الإيمان إلا الجواب في قلب الإنسان على إعلان يأتي من عند الله غير المنظور. «الإيمان بالخبر، والخبر بكلمة الله» ( رو 10: 17 ). وكلمة «ابنوا» تُشير إلى التقدم بصبر والتدرج في النمو. إنما ينبغي أن تكون هناك طاعة كاملة لكل ما نسمع من الكلمة. إن كلمة الله هي ”المحَجَر“ الذي منه نقطع كتل الأحجار التي بها نبني. والطاعة هي التي ”تهذب“ هذه الأحجار على قياس مواضعها في بناء حياتنا، وعلى هذا المنوال نحن ”نثبت في محبة الله“. «إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي، كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته» ( يو 15: 10 ).

          ثانيًا: «مُصلين في الروح القدس»: يجب أن نتعهد وننمي عادة الصلاة بأن نتلمس الفرص في كل وقت من أوقات النهار للاختلاء بالرب والحديث معه وانتظاره، ولقد تعلَّمنا بالاختبار أن أفضل أوقات الصلاة في الصباح الباكر. وبركة البكور هي مكسب اليوم كله. وجورج مولر الذي عرف الكثير عن الصلاة أكثر من غيره، قال مرة: ”الفجر هو بوابة اليوم كله، وينبغي حراستها بالصلاة، والخارج إلى عمله بدون ساعة الشركة الروحية مع الله، كمَن يخرج إلى القتال بدون سلاح. لتكن لنا عادة السباحة الهادئة في نهر الشركة مع الله، قبل أن يفيح النهار وتتراكم أثقال الطريق“.

          ثالثًا: «منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية». ينبغي أن تتعلق أشواقنا بمجيء الرب الذي نتوقعه. هذا الرجاء المبارك تكلم عنه العهد الجديد في مواضع كثيرة. ونخسر كثيرًا إذا نحن أهملنا احتضان هذا الرجاء في قلوبنا. إن الكلام عن مجيء الرب يشغَل حيزًا كبيرًا من صفحات العهد الجديد حيث يذُكر أو يُشار إليه أكثر من 300 مرة، وهذا الحيز الكبير من صفحات العهد الجديد يؤكد كم ينبغي أن يكون هذا الموضوع مادة المشغولية في قلوبنا وتفكيرنا.

          هنري دربانفيل
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

            الثلاثاء 20 إبريل 2010

            تكفيك نعمتي

            من جهة هذا تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقني. فقال لي: تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تُكمَل ( 2كو 12: 8 ، 9)

            تضرع بولس إلى الرب ثلاث مراتٍ حتى تفارقه الشوكة الموجودة في جسده، واستجاب الرب لصلاة بولس، لكن ليس كما أمَل. فكأنما أجابه هكذا: ”لن أنتزع الشوكة، ولكني سأفعل ما هو أفضل. إني سأعطيك نعمة لتتحملها. واذكر يا بولس أني، وإن لم أُعطك ما طلبت تمامًا، لكني معطيك ما تحتاج إليه أكثر. إنك بحاجة إلى قوتي وسلطاني ليرافقا كرازتك، أ ليس كذلك؟ حسنًا، إن أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي أن تكون ضعيفًا“.

            هذه كانت إجابة الله لصلاة بولس التي كررها ثلاث مرات، وما تزال هي إجابة الله لشعبه المتألم على نطاق العالم. إن الأفضل من إزالة التجارب والآلام هو مرافقة ابن الله فيها، وضمانة قوته ونعمته المقوّية. ولنلاحظ ما يقول الله: «تكفيك نعمتي». فليس علينا أن نطلب إليه أن يجعل نعمته كافية. فإنها كافية فعلاً، واللافت أن صيغة الفعل ”تكفيك“ هي المضارع المستمر.

            والرسول يستريح على جواب الرب، فيقول: «بكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي، لكي تحلِّ عليَّ قوة المسيح» (ع9). فعندما شرح الله الحكمة من وراء ما فعل، كان موقف بولس من الجوهر آنذاك مُعبرًا عما يريد. ومن هنا، عوضًا عن التذمر والاعتراض من جراء الشوكة، أخذ يفتخر بالحري في ضعفاته. إنه الآن يريد أن يجثو على ركبتيه ويشكر الله لأجل تلك الضعفات. إنه يحتملها بسرور ما دام ذلك يؤول إلى حصوله على قوة المسيح.

            فلسفة العالم تقول: ”ما لا يمكن شفاؤه، فينبغي احتماله“. أما شهادة بولس المُشعّة فتقول: ”ما لا يمكن شفاؤه، يمكن التمتع به، إني أُسرّ بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات“. لقد أثبت أن نعمة الله مدهشة لدرجة أنه رحَّب حتى بالفرص التي تدفعه لأن يعتمد على ملئها. «فبكل سرور أفتخر ... لذلك أُسرُّ (بشوكتي)». إن الإيمان المنتصر يصنع أروع باقات الورد من النفايات التي يسمح الله بها في الحياة. في الحالات الطبيعية يستحيل علينا أن نُسرّ بذلك النوع من الاختبارات: «الضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات» (ع10). لكن المفتاح لفهم هذا، نجده في العبارة «لأجل المسيح». فيجب أن نكون مستعدين، لأجل المسيح ولأجل إذاعة إنجيله، لاحتمال الأشياء التي لا نتحملها عادةً لأجل نفوسنا أو لأجل أحبائنا.

            ف.ب. هول
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

              الأربعاء 21 إبريل 2010

              زكا العشار الغني

              ثم دخل واجتاز في أريحا. وإذا رجلٌ اسمه زكا، وهو رئيسٌ للعشارين وكان غنيًا، وطلب أن يرى يسوع مَن هو ( لو 19: 1 - 3)

              إن حادثة زكا العشار الغني تبرهن لنا أن غير المُستطاع عند الناس مستطاع عند الله ( لو 18: 18 - 27). فالرئيس الغني قيل له أن يعمل وأن يعطي، أما العشار الغني فقد خلُص دون أن يُطلَب منه شيئًا. وما السبب؟ السبب هو أن الأول أخد مركز الناموسي، وأما الثاني فأخذ مركز الخاطئ الهالك الناظر إلى الرب يسوع. وعلى ذلك نستطيع أن نقول إن الناموسي لا يمكنه أن يصل إلى الله، لكن الخاطئ الهالك يمكن لله أن يصل إليه.

              وهكذا في زكا نرى صورة المُستطاع عند الله، فزكا حالما ارتقى الجميزة كان في نظر الرب يسوع شخصًا قد اجتذبه الآب إليه، بغض النظر عن كونه غنيًا أو فقيرًا، خاطئًا أو عشارًا. صحيح أن زكا كان غنيًا، أي أنه كان من الصنف الذي قال عنه المسيح: «ما أعسَر دخول ذَوي الأموال إلى ملكوت الله!» ( لو 18: 25 )، ولكن هل تقف في سبيل الرب عقبة؟ كلا. فإنه له المجد رأى في زكا شخصًا مختارًا منذ الأزل، ومُجتذبًا من الآب، كما يظهر ذلك من تسلقه الجميزة. وعلى ذلك أعلن له بشارة الخلاص المُفرحة رغمًا عن كونه عشارًا وغنيًا ومن أريحا. لقد تذمر الجمع ولكن ابتدأ زكا أن يُظهر ثمر الرجوع في توزيع الأموال. أما الرب فكانت مشغوليته ”بالخلاص“، وهو الغرض الذي لأجله أتى من السماء «اليوم حصل خلاصٌ لهذا البيت».

              هذا هو المُستطاع عند الله. لو كان المسيح طلب من زكا أن يحفظ الوصايا، أو يبيع كل ما له لكي يرث الحياة الأبدية، لصعب عليه الأمر كما صعب على الرئيس الغني من قبل ( لو 18: 18 - 27). لأنه غير مستطاع لأي واحد؛ سواء أ كان رئيسًا أم عشارًا أم غير ذلك، أن يصل إلى السماء عن طريق الأعمال. ولكن يوجد طريق واحد إلى السماء يبتدئ من عرش الله وينتهي إلى الخاطئ المسكين، اسمه طريق المحبة الإلهية، ويتميز بدم المسيح المرشوش. ونحن نسلِّم أن التوزيع على الفقراء جميل، وردّ المُغتصَب من القريب في محله، ولكن هذه الأشياء لا يمكن أن تشتري الخلاص، لأن الخلاص لا يُشتَرى. وحتى لو كان يُشترَى، فقد أثبتت حادثة الرئيس الغني أن الإنسان لا يقبل أن يدفع الثمن. أما خُلاصة القول؛ فهي أن الخلاص مجاني كالهواء الذي نستنشقه، لأنه مُقدَّم للجميع بواسطة «نعمة الله».

              وليم كلي
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

                الخميس 22 إبريل 2010

                آدم وشاول الطرسوسي

                آدم... أين أنت؟ ( تك 3: 9 )شاول، شاول! لماذا تضطهدني؟ .... صعبٌ عليك أن ترفس مناخس ( أع 9: 4 ، 5)

                عندما تقتنع النفس المُذنبة بذنبها، تُدرك أبعاد ذنوب الحياة كلها في زمن قصير جدًا بحيث لا يمكن تصديق قصره. والذين أشرفوا على الغَرَق، ونجوا من الموت غرقًا، قالوا: إنه مثل لمعان البرق ظهرت حياتهم أمامهم كومضة ضوء سريعة الزوال وهم في حالتهم المُفزعة، وأن خطاياهم المنسية التي كانوا قد اقترفوها لسنوات عديدة سابقة، ظهرت في لحظة واحدة قدام عيونهم. وشبيه بذلك قول موسى رجل الله: «قد جعلت آثامنا أمامك، خفياتنا في نور وجهك» ( مز 90: 8 ). فالضمير الميت استيقظ تحت أشعة نور الله الفاحصة، وفي لحظة نرى أنفسنا واقفين أمام الذي يقول لنا كل ما فعلنا ( يو 4: 29 ).

                وعندما يحدث هذا لا تجدي المعاذير نفعًا. كما أنه لا يوجد مجال لالتماس العذر. فالإنسان يجد نفسه عريانًا مكشوفًا في حضرة القداسة المطلقة. بينما قبل ذلك كان الضمير نائمًا، لا فكرة لديه عن ذنب؛ فيما عدا الإحساس بأن في الأمر شيئًا ما غير حسن. أو قد يكون الضمير في حالة من الأرَق وعدم الاستقرار، لكن بدون إحساس معيَّن بوجود ذنب ما. وما من شك في أن شاول الطرسوسي ارتعدت فرائصه أمام كلمات الرب هذه: «شاول، شاول! ... صعبٌ عليك أن ترفس مناخس» ( أع 9: 4 ، 5؛ 26: 14).

                أ لم تكن هناك وخزات لضمير شاول الطرسوسي يوم كان الشهيد استفانوس يشخَص إلى السماء بوجهٍ ثابت يلمع كوجه ملاك، بينما كانت أحجار الجماهير تمزق جسده، وبينما كان يستودع روحه للرب يسوع؟ أَوَ لم تكن هناك وخزات لضميره حين كان بعض الذين أحبوا سيدهم وربهم، وفي طريق تخليص أنفسهم (أو تخليص مَن يحبونهم) من السجن ومن الموت، أرغمهم ذلك الطاغية الظالم أن يجدفوا على اسمه الكريم؟ ( أع 26: 11 ). حقًا إن «طريق الغادرين (الأثمة) فأوعَر (أقسى)» ( أم 13: 15 ). هكذا كان الأمر مع شاول. وبينما يدرك الضمير الطبيعي هذه الأشياء، إلا أن هذا لا يعني تجديد النفس لله. كلا، ربما بالأحرى يقود الضمير الطبيعي الإنسان بعيدًا عن الله، وقد قاد شاول إلى مزيد من الإفراط، كما قاد آدم بعيدًا عن الله ليختبئ بين أشجار الجنة، إلى أن أحسّ ضميره بقوة الكلمة النافذة «آدم ... أين أنت؟» وحينئذٍ استيقظ، ووقف أمام الله كخاطئ مُذنب. وهكذا دفع الضمير الطبيعي شاول أن يخفي حالته الحقيقية خلف غيرة دينية كانت تملأ نفسه حتى ذلك الحين.

                ف.ج. باترسون
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

                  الجمعة 23 إبريل 2010

                  عناية الرب المُهيمنة

                  ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله ( رو 8: 28 )

                  ما أوسع هذه العبارة! إنها معين لا ينضب، يفيض بالتعزية والتشجيع في وقت التجربة وامتحان الإيمان. فالرسول يتكلم عن ثقة لا تتزعزع بعناية الله التي تسيطر وتهيمن على كل الأشياء. ويمكن استخلاص أربع حقائق من هذه الآية كلها ملأى بالتعزية والتشجيع.

                  (1) خطة الله شاملة: إن الرسول لا يقول ”ونحن نعلم أن بعض الأشياء“ أو ”معظم الأشياء“ أو ”الأشياء المُفرحة“، بل يقول: «كل الأشياء» من أصغرها إلى أكبرها، من أبسط أمور حياتنا اليومية إلى أعظمها أهمية وخطورة. وكل الأشياء تعني الأشياء كلها، بما فيها الحزن والمرض والخسارة والفشل والحرمان، فليس من شيء في أي مجال إلا ويقع تحت سيطرة الله الشاملة.

                  (2) خطة الله عاملة وفعّالة: فالرسول يقول إن كل الأشياء «تعمل»، فلا يقول عملت أو ستعمل، بل تعمل الآن. والقلب الذي يحب الله، يراه عاملاً باهتمام حتى وسط أسوأ أحداث الحياة. إن كل الأشياء آيلة ولا بد إلى ما هو أفضل، لأن الله عامل فيها محولاً اللعنة إلى بركة والكارثة إلى انتصار. لا شك أنه يبدو أحيانًا وكأن الله صامت لا يفعل شيئًا، ولكن كثيرًا ما يكون الله أكثر عملاً عندما نحسب أنه لا يعمل شيئًا.

                  (3) وخطة الله متناغمة متناسقة: إن كل الأشياء «تعمل معًا». إنه امتزاج جميل. فالله ”يمزج“ كل الأشياء للخير للذين يحبونه. فإذا أخذت اختبارات الحياة على حدة، قد لا تظهر أنها للخير، ولكن إذ تؤخذ مجتمعة ممتزجة لا تنتج إلا الخير.

                  (4) وخطة الله خيِّرة وصالحة: «تعمل .. للخير». ولكن ما هي طبيعة الخير الذي كان الرسول يقصده؟ كثيرًا ما نعتبر الراحة الجسدية والخير شيئين متعادلين. ولكن ليس هذا ما يقصده الرسول عندما يتكلم عن الخير. إذ أحيانًا تظهر مُعاملات الله لنا مدمرة إذا نظرنا إليها من وجهة النظر الزمنية المادية. فالخير الذي وعد الله به خير روحي، لا زمني عابر. إن القرينة تؤكد أن الرسول كان يرى أن كل ما يساعد في جعله شبيهًا بالمسيح هو خير، وذلك بصرف النظر عن تأثير ذلك على راحته أو صحته أو نجاحه أو سروره. «كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله ... ليكونوا مُشابهين صورة ابنه».

                  ج. ازوالد ساندرز
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

                    السبت 24 إبريل 2010

                    لنَقُمْ ولنَبنِ

                    فجئت إلى أورشليم... وخرجت من باب الوادي ليلاً أمام عين التنين إلى باب الدّمن ... وعبرت إلى باب العين وإلى بِركة الملك ( نح 2: 11 - 14)

                    «لِنَقُم وَلنبنِ» ( نح 2: 18 ) .. عودة قليلة لهذه الآية في القرينة تُعرّفنا خريطة العمل الصحيحة التي يجب السير على نهجها ليرضى السيد عن قيامنا:

                    أولاً: قبل أن يتجه نحميا بالحديث للكهنة والأشراف والولاة وباقي عاملي العمل، عندما سمع الأخبار المؤسفة والمزعجة من حناني، راح بالقضية لينشرها بقلب مسكوب أمام إله السماء. وهذه هي المحطة الأولى الرئيسية في خريطة العمل: «فلما سمعت هذا الكلام جلستُ وبكيتُ ونُحتُ أيامًا، وصُمتُ وصلّيت أمام إله السماء» ( نح 1: 4 ). وامتلأ قلبه بالمشورة العميقة لا من الناس، ولا حتى من الأعمدة والمُعتبرين، ولكن من الرب مباشرة. فنسمعه يقول: «ثم قُمت ليلاً أنا ورجالٌ قليلون معي، ولم أُخبِر أحدًا بما جعله إلهي في قلبي لأعمله في أورشليم» ( نح 2: 12 ). وتم فيه قول الحكيم: «المشورة في قلب الرجل مياهٌ عميقة، وذو الفطنة يستقيها» ( أم 20: 5 ).

                    مما سبق نتيقن أن أولى خطوات القيام والبناء هي الجلوس طويلاً في محضر الرب، واستقاء المشورة منه ليدلي السيد بالخطوات الصحيحة للعمل، الواحدة تلو الأخرى.

                    ثانيًا: لقد مرَّ نحميا متأملاً بثلاثة أبواب قبل أن يبدأ العمل. أولاً: باب الوادي، ومن حيث أن الوادي في الكتاب يرمز إلى الاتضاع، فهو يكشف لنا حالة قلب متضع تقي يُقرّ أمام فاحص القلوب ومُختبر الكلى: «ونحن لا نعلم ماذا نعمل، ولكن نحوك أعيننا» ( 2أخ 20: 12 ). ثم مرَّ بباب الدِّمن، وهو الباب الذي تخرج منه نفايات المدينة، وكأن صرخة عميقة خرجت من قلب كسير: «اختبرني يا الله واعرف قلبي. امتحني واعرف أفكاري. وانظر إن كان فيَّ طريقٌ باطلٌ، واهدني طريقًا أبديًا» ( مز 139: 23 ، 24). أو كأن نفسه أدركت يقينًا مع الرسول: «بل قد رفضنا خفايا الخزي غير سالكين في مكرٍ ولا غاشين كلمة الله» ( 2كو 4: 2 ). ثم مرَّ بباب العين، الذي يشير إلى عمل وأفراح الروح القدس، فلننصت إلى التحريض: «ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح» ( أف 5: 18 ).

                    فيا مَن تنشدون مملوئين بالأمل، ويا مَن يهيب بنا الروح القدس: «لنَقُم ولنبنِ»، هيا نمُر بهذه المحطات الثلاث: القلب المنكسر والمنسحق، ونقاء القلب، والامتلاء بالروح.

                    بطرس نبيل
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

                      الأحد 25 إبريل 2010

                      لماذا تُرك المسيح من الله؟


                      ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوتٍ عظيم قائلاً: إيلي، إيلي، لَمَا شبقتني؟ أي: إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟ ( مت 27: 46 )

                      مَن فينا يعرف حقيقة الترْك من الله ومعناه؟ لا أحد. فإننا بالكاد نعرف جزئيًا ما نعانيه في لحظات اليأس القاتلة، عندما أحسسنا في لحظات أننا طُرحنا من قدام وجهه، وفقدنا ابتسامة محبته في وجوهنا. لكن ذلك في الواقع ليس هو الترك من الله. لأن الله قال للمؤمن: «لا أهملك، ولا أتركك» ( عب 13: 5 ).

                      حتى الأشرار الذين أبعدوا الله عن تفكيرهم، لم يختبروا، إلى هذه اللحظة المعنى الرهيب للترك من جانب الله. فلقد قال الرسول بولس للوثنيين في أثينا إن الله «عن كل واحدٍ منا ليس بعيدًا، لأننا به نحيا ونتحرك ونُوجد ( أع 17: 25 ، 27، 28). نعم، حتى الأشرار لم يسمعوا بعد القول الرهيب: «اذهبوا عني يا ملاعين»، ولا القول الخطير: «تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم» ( مت 25: 41 ؛ لو13: 27).

                      أما الصديقون والأبرار فقد كان الرب ملجأهم في أزمنة الضيق. يقول داود النبي: «ويكون الرب ملجأً للمنسحق، ملجأً في أزمنة الضيق، ... لأنك لن تترك طالبيك يا رب» ( مز 9: 9 ، 10). وفي ساعة احتضارهم، كم كان الرب قريبًا منهم! يقول داود: «أيضًا إذا سرت في وادي ظل الموت، لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي» ( مز 23: 4 ). أما يسوع فلم يكن هذا حاله، فإن صرخته المُرَّة كانت خارجة من عمق أعماق الحزن، وما سَمِعَتها نفس حساسة إلا وسَرَت بسببها رعدة في البَدَن.

                      لكن هذه الصرخة ليست فقط غريبة على اختبارات كل القديسين والأبرار، بل إنها في المقام الأول غريبة على اختباره هو، ذاك الذي منذ الأزل، وإلى الأبد، هو في كمال الشركة مع أبيه. اسمعه يقول: «لما ثبَّت السماوات كنتُ هناك أنا ... لما رسم أُسُس الأرض، كنت عنده صانعًا، وكنت كل يوم لذَّته» ( أم 8: 27 - 30).

                      ثم تأمله في خلال الثلاث والثلاثين سنة التي عاشها هنا فوق الأرض. هل تركه الله طوال حياته؟ كلا، بل كان بحق «الساكن في ستر العلي، وفي ظل القدير يبيت» ( مز 91: 1 ). لقد تمتع هو ـ تبارك اسمه ـ بشركة مع الله غير مُعطلة. كان شعاره «جعلت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع». أما الآن فقد انسحب منه دفء الشركة والمحبة والحضرة الإلهية. لقد تُرك بديلنا المبارك في ساعات الظلمة فوق الصليب، فصرخ: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟».

                      يوسف رياض
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

                        الاثنين 26 إبريل 2010

                        رؤساء الكهنة والحَسَد

                        بيلاطس ... عَلِمَ أنهم أسلموه حَسَدًا ( مت 27: 17 ، 18)

                        «رؤساء الكهنة» .. كيف كانوا يبدون أمام الناس؟ .. إنهم أُناس حريصون على مجد الله، لذلك هم يقفون بكل حزم ضد أي تجديف أو ادعاء بمعادلة الله! .. إنهم حريصون على الحق الكتابي، فلا يدينون إنسانًا دون أن يكون هناك شهود إثبات! إنهم مكسوري القلب على حال الشعب الملعون لأنه لا يفهم الناموس! إنهم يقدسون الشريعة ويحترمون القانون، فهم يحترمون الناموس الإلهي، لذا يريدون قتل المسيح! لكنهم أيضًا يحترمون القانون الروماني فيقرّون بأنه لا يجوز لهم أن يقتلوه! .. إنهم حريصون كل الحرص على طاعة أدق تفصيلات المكتوب من جهة حياة الطهارة، لذلك لم يدخلوا دار الولاية لئلا يتنجسوا! .. إنهم لا يجاملون على حساب الحق! فحتى لو غضب منهم الوالي لعدم دخولهم دار الولاية فإنهم لن يدخلوا!

                        لكن .. هل تعرف ـ عزيزي ـ ما الذي كان يختفي وراء هذه الصورة الجميلة البرَّاقة، والذي أدى بهم إلى صلب المسيح؟ .. إنه الحَسَد «لأنه (بيلاطس) عَلِمَ أنهم أَسلموه حسدًا» ( مت 27: 17 ، 18). وبالطبع لم يكن حسدهم هو الحسد بالمفهوم الذي تشيعه الخرافة من حولنا، لكنه الحسد كما يشرحه الكتاب المقدس، هو الغيرة الشديدة من آخر. لقد كان دافعهم لقتل المسيح هو غيرتهم الشديدة منه، لأنه جذب أنظار الأمة إليه وجعلهم هم في الظل!

                        إذًا لم تكن المسألة حرصًا على حق الله ومجده، ولا على خير الشعب وسلامته، بل هي مسألة شخصية بحتة لا تزيد عن كونها تمسكًا شديدًا بمركز بدأ يهتز، وتشبث عنيف بأضواء بدأت تنسحب! إنها رغبة عارمة في الوجود داخل دائرة الضوء، وخوف جارف من بروز آخر يأخذ المركز، فلا يجعلهم في قلب الحَدَث!

                        وهنا أطرح على نفسي وعليكم بعض الأسئلة:

                        هل نشعر بشيء من الألم عندما يكرم أخ لنا ويجذب عنا الاهتمام؟

                        هل نفرح حقًا بكل مَن يعمل لصالح شعب الله، حتى وإن كنت أنا بعيدًا عن دائرة الاهتمام؟

                        هل نهاجم شخصًا تحت شعار مجد الله وبركة الإخوة، بينما الواقع هو أننا نغير منه ونحسده؟

                        أحبائي .. إن كنا نحسد، فنحن نقف مع رؤساء الكهنة في صف مَن قتلوا المسيح، لا في صف مَن أكرموه! .. أخشى أن نكون منهم دون أن ندري!

                        ماهر صموئيل
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

                          الثلاثاء 27 إبريل 2010

                          مسكننا السمائي

                          لأننا نعلم أنه إن نُقض بيت خيمتنا الأرضي، فلنا في السماوات بناءٌ من الله، بيت غير مصنوع بيدٍ، أبدي ( 2كو 5: 1 )

                          في 2كورنثوس5: 1 يتحدث الرسول عن جسدنا الحاضر المائت باعتباره بيت خيمتنا الأرضي. فالخيمة ليست مسكنًا دائمًا، بل مسكن منقول يحمله المرتحلون والمسافرون. والموت يتكلم عنه الرسول باعتباره انحلالاً لهذه الخيمة التي تُنقَض (تُهدم أو تُنزَع) عند الوفاة. فالجسد يدخل القبر، أما الروح والنفس، بالنسبة للمؤمن، فتذهبان لتكونا مع الرب.

                          ويفتتح الرسول الأصحاح مُثبتًا أنه إن نُقض بيت خيمته الأرضي، فهو يعلم على وجه اليقين أن له بناء من الله، بيتًا غير مصنوع بيد، أبديًا في السماوات. ولاحظ التمييز بين الخيمة والبناء. فالخيمة المؤقتة تُفكَّك، لكن بيتًا أبديًا جديدًا ودائمًا ينتظر المؤمن في السماوات. وهذا بناء من الله، بمعنى أن الله هو الذي يعطينا إياه.

                          وفوق ذلك، هو بيت غير مصنوع بيد. ولماذا يقول الرسول ذلك ما دامت أجسادنا الحاضرة هي الأخرى غير مصنوعة بيد؟ لماذا التأكيد أن أجسادنا المستقبلية الممجَّدة لن تُصنع بيد؟ الجواب هو أن التعبير «غير مصنوع بيدٍ» يعني ”ليس من هذه الخليقة“. وهذا ما تؤكده رسالة العبرانيين9: 11 «وأما المسيح، وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة، فبالمسكن الأعظم والأكمل، غير المصنوع بيدٍ، أي الذي ليس من هذه الخليقة». إذًا، ما يقوله الرسول في 2كورنثوس5: 1 هو أنه بينما أجسادنا الحاضرة مصنوعة بشكل يناسب الحياة على الأرض، فإن أجسادنا المستقبلية الممجَّدة لن تكون من هذه الخليقة. فإنها ستُصنع بالشكل الذي يناسب الحياة في السماء.

                          ويوصف جسد المؤمن المستقبلي أيضًا بأنه في السماوات، أبدي. ومعنى ذلك أنه لن يكون بعد الآن خاضعًا للمرض والتلَف والموت، بل يكون قادرًا على البقاء إلى الأبد في موطننا السماوي.

                          قد يُفهم من هذا العدد أن المؤمن يأخذ هذا البناء لحظة وفاته، لكن الأمر ليس كذلك. فهو لن يأخذ هذا الجسد الممجد إلا عندما يعود المسيح لأجل الكنيسة ( 1تس 4: 13 - 18). وما يحدث للمؤمن هو أنه عند الموت تذهب روح المؤمن ونفسه لتكونا مع المسيح حيث يتمتع المؤمن، واعيًا، بأمجاد السماء. إن جسده يوضع في القبر. ولكن عند عودة الرب، يُقام التراب من القبر ويصنع منه الله من جديد جسدًا ممجدًا يتحد ثانية بروح المؤمن ونفسه.

                          وليم ماكدونالد
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

                            الأربعاء 28 إبريل 2010

                            ماذا يريد الله كفارة عن خطيتي؟

                            الله .. أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا ( 1يو 4: 10 )

                            ماذا يريد الله كفارة عن خطيتي؟

                            هل يريد دموعًا؟ .. قد صعدت دموع الرب المبارك إلى أبيه كتقدمة رائحة سرور عندما بكى على قبر لعازر، وعلى المدينة المرتدة أورشليم المحبوبة. كما أن دموع بولس الشيخ، وتيموثاوس الشاب كانت مرضية ومُسرّة لله عندما بكيا على حالة أولئك الذين ائتمنهما الرب عليهم ( أع 20: 19 - 31؛ 2كو2: 4؛ 2تي1: 4). ولكن أين نجد في كل الكتاب المقدس أن الدموع كانت كفارة عن أية خطية؟

                            هل الأصوام تنفع؟ .. قد صام الرب المبارك أربعين نهارًا وأربعين ليلة عندما كان يُجرَّب من الشيطان، وفي هذا كما في كل شيء آخر، كان عاملاً مرضاة أبيه. كما أن الأنبياء والمعلّمين الذين كانوا في أنطاكية قد صاموا وهم ينتظرون أوامر الروح القدس ( أع 13: 1 ، 2). ولكن أين يُخبرنا الله أنه بالصوم يمكن الحصول على غفران الخطايا؟ لنا ما يدحض ذلك في مسألة الفريسي صاحب البر الذاتي الذي مع أنه كان يصوم مرتين في الأسبوع لم يمكنه أن يذهب إلى بيته مُبررًا (لو18).

                            هل الصلوات تنفع؟ .. قضى ربنا يسوع الليل كله في الصلاة ( لو 6: 12 ). كما أن كرنيليوس كان رجلاً بارًا ويخاف الله، وكان «يصلي إلى الله في كل حين»، وصلواته صعدت تذكارًا أمام الله، وعندئذٍ أُرسل له بطرس لكي يكلِّمه بكلمة الخلاص، وبهذا يُدخله إلى الحرية المباركة التي يحرر بها المسيح شعبه. ولكن أين نجد أن الصلوات يمكن أن تصعد له ككفارة عن الخطية؟ إذ الأمر بعكس ذلك «الله لا يسمع للخطاة» ( يو 9: 31 )، وإذا كثّروا الصلاة لا يسمع لهم ( إش 1: 15 ).

                            هل الحزن على الخطية ينفع؟ .. لقد كانت نفس المخلِّص المباركة «حزينة جدًا حتى الموت» ( مت 26: 38 )، كما أن التلاميذ في متى17: 23، والشيوخ في أعمال20: 38 كانوا في أشد الحزن ومتوجعين. ولكن أين تعلمنا كلمة الله أن أي مقدار من الحزن على الخطية مهما كان عظيمًا، يستطيع أن يمحو ولو ذرة واحدة منها؟ لقد حزن يهوذا الإسخريوطي بدون جدوى، كما حزن عيسو ولكن بدون فائدة.

                            ليس سوى المسيح باذلاً حياته فوق الصليب يمكن أن يُكفِّر. فهل تؤمن به؟

                            كاتب غير معروف
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #29
                              رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

                              الخميس 29 إبريل 2010

                              شمشون وخطوات الانحدار
                              وكان بعد ذلك أنه أحب امرأة في وادي سورق اسمها دليلة. فصعد إليها أقطاب الفلسطينيين وقالوا لها: تملقيه وانظري بماذا قوته العظيمة ( قض 16: 4 ، 5)

                              وَعدَ أقطاب الفلسطينيين دليلة، بتقدمة من الفضة سخية، في مقابل أن تعرف سر قوة شمشون الخفية. وفي البداية لم يبح شمشون بالسر. لكن مع إلحاح دليلة المتواصل، بدأ شمشون يقترب أكثر فأكثر من الإفصاح بالسر. ففي محاورتها معه ذكر لها أولاً الرقم سبعة، ثم ذكر حبالاً جديدة، تذكّر بشعره الذي لم يُقص. ثم ذكر الشعر صراحة ( قض 16: 7 ، 11، 13). فإذا وضعنا إجاباته السابقة معًا، وحللناها، نجده ـ كما يحدث عادةً ـ يدور حول الحقيقة، وكاد أن ينطق بها: سبع ـ لم تُمس ـ خُصَل الشعر.

                              ولم يكتفِ البطل التعس أن يدور ويراوغ، بل إنه في النهاية، إذ ضاقت نفسه إلى الموت، فقد كشف لحبيبته الخائنة كل قلبه ( قض 16: 17 ). فدَعَت أقطاب الفلسطينيين لكي يحضروا ومعهم الفضة. فها أخيرًا آن الأوان لإتمام صفقة الخيانة، وتسليم شمشون إلى ذروة المهانة. وأتصوَّر شمشون في رحلته المشؤومة الأخيرة لبيت دليلة، وودتُّ لو كان بإمكاني أن أصرخ فيه، وأقول له بأعلى صوتي: ”حذار حذار، فالخطر أمامك! لا تخطو خطوة أخرى في هذا الاتجاه يا شمشون! اهرب لحياتك فأنت على وشك السقوط في بئر سحيقة“!

                              لكن شمشون استمر في طريقه لا يلوي عن شيء. ودخل البيت ليزور الخليلة الخائنة، ولم يكن يدري أن الحلاق هناك والأقطاب. وكل شيء جاهز للإجهاز على الغريم الذي طالما دوّخ الفلسطينيين!

                              وكان على دليلة أن تعمل على نوم شمشون، لأنها لن تستطيع أن تعمل معه أي شيء، حتى ينام. ويقول لنا الوحي المقدس: «أنامته على ركبتيها»، مكان التدليل ( إش 66: 12 )! ولا نعلم كيف أنامته؟ ربما أرخت الستائر لتشيع في المكان جوًا من الاسترخاء. ربما هدهدته لترتخي أعصابه. ربما غنّت له. على أي حال يعرف العالم جيدًا كيف يجعلنا ننام! وما أشد الخطر علينا إذ ذاك! قال الحكيم: «قليل نومٍ بعد قليل نُعاس، وطي اليدين قليلاً للرُّقود، فيأتي فقرُك كساعٍ، وعَوَزُك كغازٍ» (أم6؛ 10، 11).

                              أيها الشاب لا بديل عن القداسة. اطلبها كمَن يطلب قطرات المياه في البرية القاحلة، وكمَن سيموت عطشًا لو لم يحصل عليها.

                              يا يسوعْ يا طريقي للعُلى مُرشدي إلى السَّما
                              ثبِّتَنَّ قَدَمي قَدِّسَنَّ غرضي وارْفَعَنَّ مُهْجَتِي
                              في الطريقِ للعُلى

                              يوسف رياض
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق


                              • #30
                                رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

                                الجمعة 30 إبريل 2010

                                ترنيمة محبة

                                فاضَ قلبي بكلامٍ صالح. متكلمٌ أنا بإنشائي للملك. لساني قلمُ كاتبٍ ماهرٍ. أنت أبرعُ جمالاً من بني البشر ( مز 45: 1 ، 2)

                                «فاضَ قلبي بكلامٍ صالح». متى يفيض القلب؟ عندما يمتلئ «كأسي ريًا». في إنجيل يوحنا نجد طريقتين للتعبير عن الفيضان: في يوحنا4: الانشغال بشخص الرب «ينبوع ماءٍ ينبع إلى حياة أبدية» لأن «الآب طالبٌ مثل هؤلاء الساجدين له»، هذا هو السجود. أما في يوحنا7 فنقرأ «تجري من بطنه أنهار ماءٍ حي»، وهنا الروح القدس كقوة للشهادة. وهذا ما نجده في نشيده حيث تقول العروس «أحلفكّن يا بنات أورشليم إن وجدتن حبيبي أن تُخبرنَهُ بأني مريضةٌ حبًا»، وبعد ذلك فاض قلبها بالكلام الصالح عنه ( نش 5: 8 - 16)، «مستعدين دائمًا لمجاوبة كل مَنْ يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم» ( 1بط 3: 15 ).

                                «متكلمٌ أنا بإنشائي للملك». «إنشائي» معناها ”ما ألَّفته أنا وتعبيري الشخصي عن هذا الملك“. إنني لم أستَعِر كلمات شخص آخر للحديث عن شخص الملك، بل هذا تعبيري أنا. أحيانًا نستعير تعبيرات الآخرين أو صلواتهم. لكن هل ما قالوه عن الرب يعبِّر عما في قلبي أنا من جهته؟ عندما أرنم ترنيمة فيها تكريس وحب للرب: هذا ما عبَّر به المرنم. لكن هل يا تُرى نفس الترنيمة تُعبِّر عن مشاعري أنا نحو الرب؟!

                                «لساني قلَمُ كاتبٍ ماهرٍ». مَن هو هذا الكاتب الماهر؟ إنه الروح القدس، «ذاك يمجدني» ( يو 16: 14 ). إنه خير كاتب يُمجد ويعظم الرب. عندما يمتلئ القلب بالروح القدس نستطيع أن نُصيغ قصائد محبة لشخص الرب. هل لساني طيِّع في يد الكاتب الماهر؟ هل نتكلم بطلاقة عنه ونعبِّر عما يُنشئه الروح القدس فينا؟

                                «أنت أبرع جمالاً من بني البشر». في ع1 يتكلم المرنم عن الرب في صيغة الغائب، أما في ع2 فيكلِّمه في صيغة المُخاطَب. في ع1 يفكر في الرب وحالما بدأ يفكر ويتأمل فيه، حضر الرب أمامه فبدأ يتكلم معه. وفي يوحنا14 نقرأ «الذي عنده وصاياي ويحفظها ... أُظهر له ذاتي» وأيضًا «إن أحبني أحد ... يحبه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلاً» ( يو 14: 21 ، 23). وتلميذا عمواس كانا يتحدثان عنه وعندئذٍ اقترب إليهما يسوع نفسه وابتدأ يفسِّر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب (لو24). وكذلك في نشيد1: 2 تقول العروس: «ليقبِّلني بقُبلات فمه»، والرب غائب عنها، ولكن عندما حنَّت واشتاقت إلى قُبلات فمه، صار الرب في الحال حقيقة واقعة أمامها فأردفت: «لأن حبك أطيب من الخمر».

                                فهد حبيب
                                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X