إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

    الثلاثاء 1 يونيو 2010

    لماذا الألم؟

    لأنه في ما هو قد تألم مُجربًا يقدر أن يُعين المُجربين ( عب 2: 18 )

    قد تُصيب الكثيرين من أولاد الله بعضًا من الحيرة والارتباك حينما تُصيب أحدهم تجربة ما. وتزداد الحيرة عندما يُجرب الأتقياء وخدام الله، لكن كلمة الله تُرينا ”لماذا يتألم المؤمنون“:

    (1) لتزكية إيماننا:

    قد يتسرب إلى نفوسنا ونحن في التجربة أن إيماننا على وشك الإنهيار أو في طريقه لأن يتلاشى. ونظن أنه من الصعب أن نعود إلى حالتنا قبل التجربة. مهلاً، فإن التجربة بنيرانها، والظروف بقسوتها تستبقي في النهاية ”بقية من الإيمان“ الحقيقي والأصيل، هو في نظر الله غالي القيمة جدًا بما يفوق قيمة الذهب. إن هذه البقية الباقية من الإيمان، هي خُلاصة ما تُبقيه التجارب فينا، وسيكون هذا الإيمان عند ظهور المسيح موضوع المدح والتكريم والمجد.

    (2) نضوج شخصياتنا:

    في باكورة حياتنا الإيمانية، تتميز حياة الكثيرين بطابع الأفراح والحركة هنا وهناك. فنحن نمشي حيث نشاء ( يو 21: 18 ) فلدينا الصحة والطاقة والنشاط، وهذا يجعلنا نحط الرحال أينما أردنا، فالحياة تسير وفق ما نريد. ولكن عندما تأتي التجربة، فقد تجيء خسائر فادحة يصعب تعويضها، أو قد يغزو المرض أجسادنا ويتحتم علينا التعايش معه، أو قد نفقد أحباء لنا .. إلخ. فإن كل هذه التجارب تُدخلنا في طور آخر، فنرى الحياة من زاوية لم نكن قد أدركناها من قبل، إلا أن كل هذه تُدخلنا إلى طور الرجولة الروحية. فإذ نعاني ضعف الجسد، أو الإحباطات النفسية، أو الأحزان العميقة، فلكي نصل بكل هذه إلى نضج لشخصياتنا، لا عن طريق ما هو مُحبب لنفوسنا، بل ما هو غير مرغوب لطبيعتنا.

    (3) تأهيل عواطفنا:

    إن عواطف المؤمنين تتصف بالإحساس والرقة نظرًا لوجود حياة الله فينا، ولكننا نرى أن الآلام المتنوعة التي نجتاز فيها، تجعلنا أكثر أهلية من الناحية العملية ليكون لنا شعور أعمق بما يجتازه الآخرون من آلام. فالمسيح لكي تكون له الأهلية الاختبارية ليُعين المُجرَّبين ويرثي للضعفاء، كان ينبغي أن يُشبه إخوته في كل شيء لكي يكون رحيمًا ( عب 2: 17 ). فشعورنا بآلام الآخرين تزداد عمقًا كلما اجتزنا نحن ظروفًا مُشابهة. وما يؤهلنا لذلك هو دخولنا في بوتقة الآلام حتى نكون أكثر قربًا من أحباءنا المتألمين، إذ تكون لنا حاسياتهم ومشاعرهم قدر المستطاع.

    جوزيف وسلي
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

    الأربعاء 2 يونيو 2010

    العبد البطَّال

    والعبد البطَّال اطرحوه إلى الظلمة الخارجية، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان ( مت 25: 30 )

    بسبب المعرفة الخاطئة عند ذلك العبد الشرير والكسلان، نتج موقف وتوّجه خاطئ منه نحو السيد. وهذا التوّجه يتضح من كلماته التالية للسيد: «خِفتُ، ومضيت، وأخفيت وزنتك في الأرض».

    وعبارة «خِفتُ» عبارة خطيرة، لأن سفر الرؤيا يوضح لنا أن الخائفين وغير المؤمنين هم على رأس قائمة مَن يُطرحون في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت ( رؤ 21: 8 ). ولم يكن خوف صاحبنا من نوع خوف نوح ( عب 11: 7 )، أو خوف راحاب ( يش 2: 9 - 11)، بل من نوع خوف فيلكس وارتعابه ( أع 24: 25 ). لقد كان حال ذلك العبد بالنسبة للمسيح هي حالة العِداء لا السلام، البُغض لا الحب، الرفض لا الإيمان.

    ونتيجة لخوفه يقول: «مضيت وأخفيت وزنتك في الأرض». والإشارة إلى الأرض هنا لها مدلولها. فذلك العبد الشرير يُعتبر مثالاً لأولئك الذين تعطلهم مشغوليات الأرض عن اهتمامات السماء، وإذ يتجه نظرهم دائمًا إلى الأرض، فلا يوجد لديهم وقت للنظر إلى السماء ولا للتفكير في الله.

    وأخيرًا قال ذلك العبد الشرير لسيده: «هوذا الذي لك». وكأنه يقول: مع إني لم أربح، لكني أيضًا لم أُنقص مما أعطيتني. لقد كنت حياديًا بالنسبة لك ولعملك. ولكن السيد رفض هذا المنطق، وقال له ما معناه: ”حيث إنك ظننت أنني كما ذكرت، فكان المفروض أن يعطيك ذلك دافعًا أكبر لتشتغل بوزنتك. فهذا ليس عذرًا لك، بل حيثية لاتهامك“. والرب هنا يدينه من أقوال فمه، فيقول له: «كان ينبغي أن تضع فضتي عند الصيارفة، فعند مجيئي كنت آخذ الذي لي مع ربا». وفي التطبيق الروحي الآن، يمكن اعتبار الصيارفة صورة للذين يمكنهم استخدام الإمكانيات التي لدينا بصورة أفضل. فنرسل أموالنا لدعم المُرسلين، أو إلى دور الكتاب المقدس، ودور النشر التي تنشر الحق المسيحي، والإذاعات والقنوات الفضائية التي تنشر الإنجيل الصحيح.

    ويختم الرب كلامه عن ذلك العبد بالقول: «والعبد البطَّال اطرحوه إلى الظلمة الخارجية». وبذلك نحصل على وصف ثلاثي له، فهو شرير وكسلان (ع26)، وأيضًا بطَّال (ع30). ووصف ذلك العبد بأنه بطَّال أي بلا فائدة وبلا نفع، معناه أنه ليس هناك نفع حقيقي في حياتنا في هذا العالم إلا فيما نصنعه لأجل المسيح.

    ليتك عزيزي القارئ تراجع حياتك الآن، قبل فوات الأوان.

    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

      الخميس 3 يونيو 2010

      لوط وأسرة مُمزقة

      وقال الرجلان للوط: مَن لك أيضًا ههنا؟ أصهارك وبنيك وبناتك وكل مَن لك في المدينة أخرِج من المكان، لأننا مُهلِكان هذا المكان ( تك 19: 12 ، 13)

      من قراءة تكوين19 يصعب علينا تصديق أن لوطًا، ابن أخي إبراهيم، هو شخص مؤمن بل «بارًا» كما وُصف في 2بطرس2: 7، 8. أما إبراهيم فلم يكن مؤمنًا فقط، بل كان تابعًا مكرسًا للرب، وهو أمر واضح من حياة عائلته. لكن لوطًا رغم كونه مؤمنًا، إلا إنه لم يُعطِ الرب الأولوية في حياته. فبينما كان إبراهيم يتكل على الرب ليرشده حسب رأيه، اتكل لوط على مرأى عينيه، فاختار سهول سدوم لتكون مكان سُكناه، لأنه رأى جمال المكان ورخائه. وحتى هذا الوقت لا نقرأ أنه كانت له زوجة أو أسرة، لكنه لم يبق في السهول الخصبة ظاهريًا، بل سريعًا ما انتقل إلى المدينة «وكان أهل سدوم أشرارًا وخطاة لدى الرب جدًا» ( تك 13: 13 ).

      يا له من مكان شرير لأن يتخذ لنفسه منه زوجة! ربما وجد عُذرًا لنفسه لأن يتزوج من بنات العالم، لأنه لم يجد مؤمنات هناك ليتزوج إحداهن. لكن أين يجب على المؤمن أن يفتش عن زوجة له؟ هل في حانة، أم في صالة رقص، أم في أي مكان آخر مخصص لملذات العالم؟ لقد حذّر الوحي المؤمن من أن يكون تحت نير مع غير المؤمن ( 2كو 6: 14 )، فإذا كان يتردد على أماكن فيها مؤمنون، فلا بد أن يقابل مؤمنين. وإذا كان قلبه مشغولاً بطاعة الله، فلا بد أن يقوده الله إلى الزوجة المتعقلة التي بحسب اختياره له، والتي تظل تصنع له خيرًا لا شرًا كل أيام حياتها. لكن إذا تصرف بخلاف هذا فلا بد أن يواجه المشكلات.

      ثم جاء اليوم الذي تمتع فيه لوط بزيارة ملاكين مُرسلين من قِبَل الله، وظهرا في صورة بشر، فقرر رجال سدوم أن يأخذاهما من بيت لوط ويمارسوا معهما الشذوذ، الأمر الذي لم يكن ممكنًا تحاشيه إلا بمعجزة ضربهم بالعمى.

      وكما كان مُقدّرًا لسدوم هلاكًا مُباغتًا ورهيبًا ( تك 19: 12 ، 13)، كذلك ينتظر العالم اليوم اللحظة الوشيكة لدينونة الله المُريعة. إلا أن هناك الكثيرين من المؤمنين اليوم الذي يُشابهون لوطًا، غير مُميزين لقرب انصباب القضاء رغم وضوح الأمر. ليتنا جميعًا نتذكَّر إلحاح التحذير بأن يُخرج لوط كل أقاربه خارج سدوم.
      ل.م. جرانت
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

        الجمعة 4 يونيو 2010

        الذين يحبونه

        أما اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان، وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه ( يع 2: 5 )

        في كلمة الله هناك العديد من الوعود والبركات التي تنتظر أولئك «الذين يحبونه» حقًا وصدقًا. ففي أمثال8: 17 يقول المسيح؛ الحكمة نفسه: «أنا أحب الذين يحبونني، والذين يُبكرون إليَّ يجدونني». ثم بعد التجسد وقبيل الصليب أعلن قائلاً: «الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني، والذي يحبني يُحبه أبي، وأنا أحبه، وأُظهر له ذاتي» ( يو 14: 21 ).

        ثم في رسائل العهد الجديد نجد سلسلة جميلة من البركات التي تخص «الذين يحبونه». فهؤلاء صاروا «ورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه» ( يع 2: 5 )؛ أي ورثة لكل البركات المتعلقة بدائرة حكم السماء على الأرض، سواء في الصورة السرية الآن، أو العَلَنية مستقبلاً. كما صارت لهم النعمة في كل غناها المتفاضل. «النعمة مع جميع الذين يحبون ربنا يسوع المسيح في عَدم فساد» ( أف 6: 24 ). بل لقد صار من نصيبهم التمتع العملي بالمكتوب «ما لم ترَ عينٌ، ولم تسمع أذنٌ، ولم يخطر على بال إنسان: ما أعده الله للذين يُحبونه. فأعلنه الله لنا نحن بروحه» ( 1كو 2: 9 ، 10). إن آفاق البركات المسيحية هي غير محدودة تمامًا كواهبها، الله غير المحدود. وروح الله الذي يفحص كل شيء حتى أعماق الله يعلنها لنا، وإن كان استقبالنا لها محدودًا لمحدوديتنا نحن، إلا أنه نصيب يُعاش ويُختبر منذ الآن.

        ولكن ليس معنى ذلك كله أن «الذين يحبونه» مُعْفَون من آلام الزمان الحاضر وضيقات الطريق وشروره. لكن حمدًا للرب، فلهم الوعد الصادق بأن «كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده» ( 2تي 4: 8 ). فأولئك الذين يسيرون في طريق البر عمليًا، سيحصلون في النهاية على «إكليل البر» الموعود به «لجميع الذين يحبون ظهوره» ( يع 1: 12 ). أما كل الذين يسمح الله المُحب لهم بجرعات من التجارب المتنوعة، فيحتملون التجربة بالصبر والشكر، حتى ولو أفضت أمانتهم للمسيح إلى الموت، فلهم عن قريب «إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه» (يع1: 12 مع رؤ2: 10).

        يا ليتنا ـ نحن المؤمنين ـ نتمتع بمحبة الله أكثر (يه21)، فنزداد حبًا له أكثر فأكثر، فنختبر في حياتنا عمليًا كل ما سبق ووعد به «الذين يحبونه».

        إسحق إيليا
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

          السبت 5 يونيو 2010

          المسيح والماء المروي

          إن عطش أحد فليُقبل إليَّ ويشرب. مَنْ آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماء حي ( يو 7: 37 ، 38)

          في ذلك اليوم العظيم من العيد أعلن الرب يسوع نفسه كالصخرة التي تفيض بالمياه التي نحتاج إليها، الماء المجاني المُقدم لكل العطاش، فكل مَن يعطش، له أن يأتي ويشرب من الصخرة التي هي المسيح. وكان لا بد من عطية الروح القدس حتى يتسنى للماء أن يفيض فيضانًا فعالاً مؤثرًا كما نقرأ أن «الروح القدس لم يكن قد أُعطي بعد، لأن يسوع لم يكن قد مُجِّد بعد» ( يو 7: 39 ).

          أما نحن الآن فنملك الروح القدس، وماذا لنا إذًا بعد إلا أن نأتي إلى يسوع ونشرب منه، وفي الشرب منه سد لكل أعواز النفس ووفاء لحاجتها. ويمكن لغير المؤمن أن يأتي إلى المسيح ويشرب وهكذا ينال حياة تحت تأثير قوة روح الله. إلا أن ذكر الشرب هنا يصدق خصيصًا علينا نحن المؤمنين الذين سبقنا فقبلنا الرب يسوع كحياتنا الأبدية. والسؤال الهام لنا هو: هل نشرب منه كل حين؟ هل تكنُّ قلوبنا شوقًا إلى المجيء إليه لكي يبقى نبع الحياة جديدًا في نفوسنا؟ أم نرضى أن نتشبه بهؤلاء الذين يجتازون برية هذا العالم دون أن يشعروا بالعطش إليه؟

          كم من المرات لا تختبر نفس المؤمن الشوق الصادق إلى الوجود في تماس مع الرب يسوع مصدر الماء الحي، وإذا ما صار كذلك جفت النفس وأشبهت النبات الذي يجف من القحط وينتهي بالفناء، وإن حدث ونزل على النبات نقط من الماء الجديد حالاً تبدو عليه دلائل الصحة، ومع المواظبة يستعيد نشاطه الأصلي ونضارته الأولى.

          وما يصدق على الجماعة يصدق على كل مؤمن بمفرده. ونحن نحكم على حالتنا وحالة المسيحيين من حولنا بقوة تعطشنا إلى المسيح. نحن لنا الروح القدس، ومن اللحظة التي فيها تتماس مع المصدر تفيض البركة بلا حد، وهذا هو سر الحياة المسيحية العظيم.

          ويحدث أحيانًا أن نقرأ كلمة الله فلا نجد فيها لذة ونشعر أنه يعوزنا شيء. وماذا يعوزنا؟ تعوزنا الشركة، يعوزنا التلاصق بمصدر حياتنا؛ شخص الرب يسوع المسيح حتى نقبل رسالة حية عن أفكاره.

          قد نئن أنينًا من جراء حالتنا ولكن الأنين وحده لا يغني، فالعطش هو العطش إلى المسيح، المسيح نفسه لا ما يخصه.

          هل في طريقكِ البراري والقفارْ فيها لكِ كلُ ارتوا
          حيث الظما فهناك أنهارًا غزارْ تجري بجودٍ وسخا

          هنري روسييه
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

            الأحد 6 يونيو 2010

            ابنك وحيدك

            استيقظ ياسيف على راعيَّ، ورجل رفقتي .. اضرب الراعي ( زك 13: 7 )

            طلب الله من إبراهيم أن يقدِّم ابنه وحيده إسحاق، محرقة على أحد الجبال التي في أرض المُريا ( تك 22: 2 )، وإن كان هذا الطلب صعبًا على قلب إبراهيم، لكنه في طريق الطاعة، بكَّر صباحًا وأخذ إسحاق، وذهبا كلاهما معًا، إلى الموضع الذي قال الله له عنه، وهناك انفرد إبراهيم بإسحاق، وكان على إبراهيم أن يفعل سبعة أمور وهي:

            1ـ يبني مذبحًا.

            2ـ يرتب الحطب.

            3ـ يربط إسحاق.

            4ـ يضعه على المذبح.

            5ـ يمد يده.

            6ـ يأخذ السكين.

            7ـ يذبح إسحاق.

            وكل ما سبق، يُشير إلى ما فعله الله مع المسيح لأجلنا، عندما انفرد به فوق الصليب، لكن نجد أن الرمز (في إبراهيم وإسحاق) لم يكتمل، فقد أتم إبراهيم الخطوات الست الأولى، ولم ينفذ الخطوة الأخيرة، وهى أن يذبح ابنه إذ «ناداه ملاك الرب من السماء وقال:.. لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئًا»، فقد أشفق الله على إبراهيم، من آلام نفسية رهيبة، كان سيجتاز بها لو تم ذبح إسحاق، وأيضًا أشفق على إسحاق من الذبح وتقديمه محرقة، وقد أوجد الله البديل عن إسحاق، إذ «رفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبشٌ وراءه مُمسكًا في الغابة بقرنيه. فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضًا عن ابنه».

            وإن كان الله قد فعل هذا مع كل من ابراهيم وإسحاق، لكن نجده في الصليب «لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين» ( رو 8: 32 )، ففي الجلجثة، انفرد الله مع ابنه الوحيد، في ثلاث ساعات مظلمة، وهناك اكتملت الحلقات السبع، إذ نسمع ذلك الصوت بروح النبوة، «استيقظ يا سيف على راعيّ،َ وعلى رجل رفقتي، يقول رب الجنود. اضرب الراعي». وهكذا ضُرب المسيح وصار فديةً لأجلنا.

            هذا هو الرّاعي الذي استيقظَ السَّيفُ عليهْ
            ضَرَبَهُ كمُذْنبٍ معْ أنهُ البارُّ لَدَيهْ
            فالله لم يُشفِقْ على مَسرَّةِ النفسِ الوحيدْ
            بل سُرَّ أن يسحَقَهُ بالحزْنِ لأجلِ العبيدْ

            نشأت راغب
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

              الاثنين 7 يونيو 2010

              أسنان كقطيع الجزائز

              ها أنتِ جميلة يا حبيبتي، ها أنتِ جميلة! .. أسنانك كقطيع الجزائز الصادرة من الغسل، اللواتي كلُّ واحدةٍ مُتئمٌ، وليس فيهن عقيم ( نش 4: 1 ، 2)

              الأسنان تُشير إلى القدرة على فهم كلمة الله والتغذي بها. إن اللبن هو طعام الأطفال الذين ليست لهم ”أسنان“ بها يمضغون «الطعام القوي»، ولكننا إذ ننمو في النعمة تصير لنا القدرة على تناول ”طعام البالغين“، أعني التغذي بالمسيح نفسه.

              ويصوّر العريس أسنان عروسه بأنها «كقطيع الجزائز» ـ أي ”كقطيع الغنم المجزوزة“. والغنم أو الخراف، في كلمة الله تُشير دائمًا إلى المؤمنين الحقيقيين الذين صارت لهم طبيعة جديدة ـ أي صاروا «شركاء الطبيعة الإلهية» ( 2بط 1: 4 ). فإذا أردنا أن نتغذى بالمسيح وبالأطعمة الروحية التي أعدتها لنا نعمته في كلمته، فلا بد من أن تكون لنا طبيعة تستطيع أن تتغذى بهذه الأطعمة وأن تنمو بها.

              ثم إن العريس يصوّر أسنان عروسه بأنها كقطيع «الجزائز» ـ أي الغنم المجزوزة التي تنتج صوفًا لفائدة الآخرين، فطالما كنا نتغذى بالمسيح وبكلمته فلا بد أن تكون كلماتنا لمجد المسيح وبركة الآخرين، كما أنه بقدر ما يزداد ثمرنا الروحي، بقدر ما تزداد قابليتنا أيضًا للتغذي بكلمة الله وبالرب يسوع طعام الحياة الجديدة.

              ويصوِّر الرب أسنان العروس بأنها كقطيع الجزائز «الصادرة من الغَسل» وفي هذا تعليم له أهميته وخطورته، فإنه لا قيمة لكل أعمالنا وخدماتنا إذا لم تكن مقترنة بالغَسل، فإن «غسل الماء بالكلمة» ( أف 5: 26 ) هو تنقيتنا من كل ما لا يوافق المسيح أو لا يليق بنا كخاصته. إننا إذا لم نُخضع كياننا بجملته لكلمة الله الفاحصة، ولم نُعرِّص كل ناحية من نواحي حياتنا لنورها الإلهي لتنقيتنا وتقديسنا، فإننا نفقد الشهية للتغذي بالطعام الروحي؛ المسيح «خبز الحياة».

              وأخيرًا تتميز الخراف بالثمر الكثير «كل واحدة مُتئم وليس فيهن عقيم»، أعني أن كل واحدة من هذه الخراف تلد توأمين؛ أي اثنين. وإذا كانت كل واحدة تلِد في كل مرة اثنين، فلا بد أن ينمو ويتزايد سريعًا عدد القطيع ازديادًا مُطردًا. وكم يكون حسنًا وجميلاً في عيني الرب أن كل واحد منا نحن المؤمنين يأتي من حين لآخر بنفسين إلى المسيح. إنه ليس بحسب فكر الرب أن يكون أي واحد من المؤمنين عقيمًا بلا ثمر «ليس فيهن عقيمٌ».

              متى بهنام
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

                الثلاثاء 8 يونيو 2010

                لماذا الألم؟

                (2)وإله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع، بعدما تألمتم يسيرًا، هو يكملكم، ويثبتكم، ويقويكم، ويمكّنكم

                ( 1بط 5: 10 )

                رأينا أن آلامنا وتجاربنا تُزكي إيماننا وتؤول إلى نضوج في شخصياتنا وتؤهل عواطفنا، ولكننا نرى أيضًا أن هذه الآلام تعمل على:

                (4) زيادة أرصدتنا:

                إن علاقات المؤمنين تتصف بالمحبة باعتبارهم عائلة الله، ويحملون هذه الصفة التي من أبيهم والتي هي طبيعته. وتنشط هذه المحبة في أجواء الشركة الروحية في الاجتماعات. كما تنشط في مجال المودّة الأخوية. لكننا نجد أن رصيد المحبة ـ أي محبة المؤمنين لنا ـ يزداد جمالاً وتألقًا خلال تجاربنا وآلامنا. إذ نجد محبتهم تتدفق بغزارة وربما بكيفية لم نعهدها فيهم من قبل خلال حياتنا العادية.

                بل قد نكتشف أشخاصًا كانت محبتهم لنا مُستترة لكنها تتخذ طريقها إلينا في مثل هذه الظروف، فنجد أن ”رصيد المحبة لدينا“ يزداد، وبتدفق هذه المحبة نصبح بها أثرياء إذ نمتلك ثروة حقيقية لا تُقدَّر بثمن. وهذا أيضًا يعطينا الشعور بقيمة أنفسنا عند المؤمنين، وبالإضافة إلى ذلك نجد أن هذه المحبة تعمل على تخفيف أوجاعنا، فهي فيتامينات وتحمل لنا وفرة من البَلَسان.

                (5) فاعلية خدمتنا:

                عن طريق الآلام تقوم يد إله كل نعمة بعملية تكميلنا ( 1بط 5: 10 ) ـ أي تأهيلنا عن طريق الآلام، ومن خلال الألم نكون في الحالة المناسبة تمامًا للخدمة التي نقوم بها.

                فبه يمنحنا إله كل نعمة الثبات وقوة التحمل لكل أنواع الضغوط التي تواجهنا في طريق الشهادة والخدمة، بل ويملأنا بالقوة لتكون الخدمة أكثر فاعلية وتأثير، إذ تصبح الخدمة مصقولة لا بالمعرفة فقط، بل بالتجارب والآلام. وعن طريق الآلام، وإذ يتم تجريدنا وتفريغنا من قوتنا الذاتية وإرادتنا الخاصة، يعمل المسيح فينا وبواسطتنا بكل كفاءة واقتدار، فنقول مع الرسول بولس: «إن كان يجب الافتخار فسأفتخر بأمور ضعفي» ( 2كو 11: 30 ) «لأني حينما أنا ضعيف فحينئذٍ أنا قوي» ( 2كو 12: 10 ). فالرب يعمل باقتدار في الوَسَع كما في الضيق، في الصحة كما في الضعف، في الأفراح والتعزيات كما في الأحزان والانكسارات. إن لنا من خلال التدريبات المؤلمة قسط وافر من الفوائد والبركات يصعب الحصول عليها ونحن خارج نطاق هذه التدريبات.

                جوزيف وسلي
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

                  الأربعاء 9 يونيو 2010

                  المسيح مدينة الملجأ


                  اجعلوا لأنفسكم مدن الملجأ ... لكي يهرب إليها القاتل ضارب نفس سهوًا بغير علم. فتكون لكم ملجأً من ولي الدم ( يش 20: 1 - 3)

                  صديقي .. إن الرب يسوع المسيح هو الملجأ الوحيد. وإن كان الله قد عيَّن في القديم ست مدن لتكون مدن ملجأ، يهرب إليها القاتل الذي يقتل نفسًا سهوًا، فما هذه إلا رمز بسيط للمسيح، الملجأ الوحيد:

                  * ففي قادش (التي تعني قدوس) نرى المسيح القدوس الوحيد. فشهادة الملاك كانت: «القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله» ( لو 1: 35 ). وشهادة الشياطين: «ما لنا ولك يا يسوع الناصري؟ .. أنا أعرفك مَن أنت: قدوس الله!» ( مر 1: 24 ). وشهادة التلاميذ: «اجتمع على فتاك القدوس يسوع .. هيرودس وبيلاطس البنطي مع أممٍ وشعوب إسرائيل» ( أع 4: 27 ).

                  * وفي شكيم (التي تعني كَتِف أو قوة) نرى المسيح وقوة كتفه في النبوة الواضحة عنه في إشعياء9: 6 «لأنه يُولد لنا ولدٌ ونُعطى ابنًا، وتكون الرياسة على كتِفهِ».

                  * وفي حبرون (التي تعني شركة) نرى المسيح الذي قال عنه يوحنا الحبيب: «الذي رأيناه وسمعناه نُخبركم به، لكي يكون لكم أيضًا شركة معنا. وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح» ( 1يو 1: 3 ).

                  * وفي باصر (التي تعني الحصن) نرى المسيح الحصن: «ملجأي وحصني إلهي فأتكل عليه» ( مز 91: 2 ). أيضًا في سفر زكريا9 وبعد الكلام بالنبوة عن دخول المسيح لأورشليم، والتي تمت حرفيًا في متى21: 5، يأتي الكلام عن الحصن: «ارجعوا إلى الحصن يا أسرى الرجاء» ( زك 9: 9 ، 12).

                  * وفي راموت (التي تعني عالٍ ومرتفع) نرى المسيح الذي رآه إشعياء جالسًا على كرسي عالٍ ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل ( إش 6: 1 )، ذاك الذي «رفَّعه الله أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كل اسم» (في2).

                  * وفي جولان (التي تعني الفرح) نرى المسيح المكتوب عنه في النبوة: «أحببت البر وأبغضت الإثم، من أجل ذلك مَسَحَك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك» ( مز 45: 7 ؛ عب1: 9).

                  صديقي: هل أنت ”في المسيح“؟ إن كنت كذلك، فثق أنه لا شيء من الدينونة عليك من الآن ( رو 8: 1 )، وأنك خليقة جديدة ( 2كو 5: 17 )، ولك كل البركات الروحية في السماويات ( أف 1: 3 )، وإلاّ فاعلم أن الدينونة تنتظرك، وأن الغضب مُعلن من السماء على كل الذين لم يحتموا بعد في المسيح.

                  معين بشير
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

                    الخميس 10 يونيو 2010

                    استفانوس وفيلبس


                    وحَمَل رجالٌ أتقياء استفانوس وعملوا عليه مناحة عظيمة .. فانحدر فيلبس إلى مدينة من السامرة وكان يكرز لهم بالمسيح ( أع 8: 2 ، 5)

                    لم يَدم اشتراك استفانوس وفيلبس في خدمة واحدة إلا لفترة قصيرة ( أع 6: 1 - 5). رقد استفانوس بعد أن شهد شهادته، وكان يبدو أنها لم تأتِ بنتيجة ملموسة، إذ «كان شاول راضيًا بقتله» ( أع 8: 1 ). لكن موقف الشهيد تجاه أعدائه كان بداية نقطة التحول في حياة شاول. كانت شهادة استفانوس بمثابة إحدى المناخس التي قال عنها الرب لشاول إنه صعب عليه أن يرفسها ( أع 26: 14 ). وعندما رأى شاول الرب في رؤية، في هيكل أورشليم، تذكَّر بكل خزي أنه كان «واقفًا وراضيًا» بقتل استفانوس، ولكن الرب قال له: «اذهب، فإني سأرسلك إلى الأمم بعيدًا» ( أع 22: 20 ، 21).

                    أما شهادة فيلبس فهي مختلفة كل الاختلاف إذ قد امتدت إلى آفاق بعيدة ودامت طيلة حياته، لا عدّة شهور فقط، ورأى فيلبس ثمرها. لم يَختَر أحدهما الطريق التي سلك فيها، لكنهما اتكلا على الرب، وكانا أمينين في ما عُهد إليهما. تُرى أي منهما كان أنجح من الآخر في حياته؟ الاثنان بلا شك نجحا إذ مجدّا وأطاعا الله حسب طرقه العجيبة.

                    انقطعت خدمة فيلبس كشماس بسبب الاضطهاد الذي شتت المؤمنين في كُور اليهودية والسامرة ( أع 8: 1 ). ورغم الحزن الشديد الذي شعر به فيلبس على صديقه العزيز ونوحه عليه ( أع 8: 2 )، إلا إنه انحدر إلى السامرة وكرز بالمسيح. لقد «قام من أمام مَيته» ( تك 23: 3 )، وانحدر إلى السامرة، مُقتادًا من الرب، ولم يُرسله أهل أورشليم ولا حتى تشاور معهم، وهناك أدخل الفرح على قلوب مَن قَبِلوا الإنجيل الذي قدمه ( أع 8: 8 ، 39). لم يترك نفسه للحزن والفشل، لكنه ذهب إلى تلك الكُور المُعادية لليهود ليكلّمهم عن الرب يسوع. لم يُنادِ بعقيدةٍ ما، بل كان ينادي بالمسيح ( أع 8: 5 ، 12، 35).

                    لقد حملت كرازة فيلبس في السامرة ثمارًا كثيرة، وكانت مصدر فرح عظيم. وبغتةً كلَّمه ملاك الرب وقال له أن يذهب إلى طريق غزة التي هي برية. هل يجب فعلاً أن يترك كل هؤلاء المؤمنين بدلاً من أن يثبِّتهم في الحق؟ لم يسأل فيلبس عن السبب، لكنه قام وذهب ليتقابل مع الخصي الحبشي، ويكرز له بيسوع لا بعقائد. واستمر الخصي في طريقه فَرِحًا لأن الرب يسوع، الحَمَل الذي انتُزعت حياته من الأرض، ملأ قلبه.

                    جورج أندريه
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

                      الجمعة 11 يونيو 2010

                      إقامة ابن أرملة نايين

                      تقدَّم ولمس النعش، فوقف الحاملون. فقال: أيها الشاب، لك أقول: قُمْ! فجلس الميت وابتدأ يتكلم، فدفعه إلى أمه ( لو 7: 14 ، 15)

                      لاحظ أحدهم أن المسيح لمّا كان هنا على الأرض لم يَعظ في أية جنازة، وذلك لأنه إذ كان يوجد في مكان، كان الموت يهرب من أمامه! ولقد أقام المسيح في أثناء خدمته الكثيرين من الذين كانوا قد ماتوا. وتُخبرنا البشائر الأربع عن ثلاثة أشخاص بالذات أقامهم المسيح من الأموات، وهم: ابنة يايرس ( مت 9: 23 - 26؛ مر5: 35- 43؛ لو8: 49- 56)، ثم ابن أرملة نايين ( لو 7: 11 - 17)، وأخيرًا لعازر الذي من بيت عنيا ( يو 11: 1 - 44).

                      لقد أقام المسيح الشاب ابن أرملة نايين، وكان قد مات منذ ساعات، إذ كانوا يشيِّعونه إلى القبر، وفي الطريق التقى موكب رئيس الحياة بموكب الموت، فأقام الشاب من النعش ودفعه إلى أمه! ويا لروعة المعجزة! ويا لقوة ربنا يسوع! بهذه البساطة يقهر المسيح عدو البشرية المرعب والمُخيف!

                      لكننا هنا نرى بالإضافة إلى قوة الرب ونُصرته على الموت، ترفُّق المسيح وحنانه على الأرملة المحطَّمة التي انكسر عكازها، وانطفأت شمعتها، وهي ماضية لتدفن آخر أمل لها في الحياة. لكن القوي الحنَّان أوقف حاملي الجثمان، وبكلمة واحدة منه انتهر الموت، وأعاد الشاب الميت إلى أمه صحيحًا مُعافى!

                      هذا هو طابع إنجيل لوقا الذي انفرد بذكر هذه المعجزة. ولهذا، فإنه بخلاف ابنة يايرس التي حضر أبوها يدعو المسيح ليشفي ابنته من المرض ثم ليُقيمها من الموت، وبخلاف لعازر الذي أرسلت أختاه تطلبان من المسيح أن يحضر ليشفيه من مرضه، فإن المسيح في هذه المعجزة لم يرسل إليه أحد ولا طلب منه أحد شيئًا، بل إنها النعمة التي تأخذ زمام المبادرة، وتُقيم الميت!

                      ونلاحظ أن المسيح هنا لم يُصلِّ كما فعل قبل ذلك إيليا عند إقامته ابن الأرملة التي كان نازلاً في بيتها ( 1مل 17: 20 - 22)، وكما فعل بعد ذلك بطرس عند إقامته لطابيثا ( أع 9: 33 - 35)، ولا اضطجع فوق الميت كما فعل قبل ذلك أليشع عندما أقام ابن الشونمية ( 2مل 4: 33 - 35)، ولا وقع على الميت ليعتنقه كما فعل بولس عند إقامته لشاب آخر اسمه أفتيخوس ( أع 20: 10 )، بل كما كان يأمر الأمراض فتهرب من قدامه، ويأمر الشياطين فتخرج من الشخص، ويأمر الريح والبحر فيصير هدوء عظيم، هكذا هنا أيضًا باعتباره رئيس الحياة، أمر فعادت الحياة للشاب المائت. له كل المجد.

                      يوسف رياض
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

                        السبت 12 يونيو 2010

                        الشمس والقمر، أو المسيح والكنيسة

                        ولكم أيها المُتقّون اسمي تُشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها ( ملا 4: 2 )

                        إن الذي قضى ليلته يراقب بزوغ الشمس، ثم رآها وهي طالعة تُرسل أشعتها الذهبية لتملأ الفضاء، وتبدد الضباب، وتقشع الغيوم، وتشق سواد الليل، يرى أوجه الشَبَه في تمثيل هذا المنظر بظهور شخص الرب في جلاله وبهائه، حين يستقبله القديسون كما تستقبل الخليقة أشعة نور الشمس عند الصباح. إذ بعد قليل ستُشرق شمس البر، ومن أمام وجهه ستهرب أوهام الظلام، وتبتهج الخليقة بأسرها ببزوغ فجر بلا ضباب، بداية نهار مجد أبدي.

                        أما القمر فهو كتلة خامدة في حد ذاتها، تستمد نورها جميعه من الشمس، وهي تعكس في كل حين نور الشمس إلا متى اعترضت الأرض بينهما. ثم إنه حالما تختفي الشمس تحت الأفق وتُحتجب عن الأبصار، حينئذٍ يظهر القمر مُستمدًا نوره منها، وعاكسًا أشعتها على الأرض المُتسربلة بالظلام. وكما قلنا، فإن نور القمر قد يُحتجب أحيانًا متى اعترضت الأرض طريق أشعة الشمس إليه، وتلبدت الغيوم، وتكاثفت السُحب، فيختفي نور الشمس الذهبي عن أبصارنا.

                        وكما أن الشمس رمز بديع وفي غاية المناسبة للمسيح، كذلك القمر رمز جميل للكنيسة التي تستمد نورها من ذلك المصدر الخفي عن أبصار العالم. فالعالم لا يراه، أما هي فتراه وتعرفه، وهي مسؤولة لتعكس نوره على العالم المُظلم.

                        هذا الوجه يُشير إلى مسؤولية الكنيسة التي عليها أن تسعى ضد كل ما من شأنه أن يعطل ظهور نور المسيح السماوي في جميع طرقها. ولكن كيف يتسنى لها أن تعكس هذا النور؟ بمواجهة نور الشمس في ضوئه الكامل حتى ينعكس عليها، لأن الكنيسة متى سلكت في نور المسيح، فلا شك أنها تعكس نوره، وهذا هو مركزها الحقيقي. إن نور القمر ليس هو نوره الخاص، وهكذا الحال مع الكنيسة، ولا هو مطلوب منها أن تُظهر ذاتها للعالم، وإنما هي مُطالَبة أن تمد المسكونة بالنور الذي تستمده من المسيح، وعليها أن تدرس بمواظبة واجتهاد المثال الذي تركه لنا لتقتفي آثار خطواته التي سلكها هنا على الأرض بقوة الروح القدس الساكن فينا. ولكن وا آسفاه، فإن غيوم العالم وأبخرته، أي هموم وغرور الحياة، تحجب النور وتمحو كتابة الرسالة. فيا ليتنا نشخَص إلى المسيح وننظر إلى مجده الأبدي بروح الصلاة فننسج على منواله، ونكون أُمناء في الاقتداء به.

                        دينيت
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

                          الأحد 13 يونيو 2010

                          عُمق أحزان المسيح

                          ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوتٍ عظيم قائلاً: إيلي، إيلي، لَمَا شبقتني؟ أي إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟ ( مت 27: 46 )

                          كان الرب في اليوم السابق قد قال لتلاميذه: «هوذا تأتي ساعة، وقد أتت الآن، تتفرقون فيها كل واحدٍ إلى خاصته، وتتركوني وحدي»، ثم أضاف «وأنا لستُ وحدي، لأن الآب معي» ( يو 16: 32 ). فعندما تركه التلاميذ كلهم وهربوا، كان له في رفقة الآب كل العزاء. وعندما نضب ينبوع محبة الناس ووفائهم، راح ينهَل الزلال العذب من محبة الله ونور وجهه. أما الآن وهو فوق الصليب، إذ أتت ساعات الظلمة الرهيبة، فقد انسحبت منه هذه التعزية. هناك لم يصبّ أحدٌ على جراحاته زيتًا وخمرًا، هناك لم يسمع سيدنا كلمة عطف من السماء، هناك لم يأتِ ملاك يقويه وهو في حزنه الشديد. لقد توقفت خدمة الروح القدس لروحه الإنسانية، وانقطعت ابتسامة وجه الآب، ولهذا فإنه صرخ «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟».

                          اسمع إلى تنهدات سيدنا كما عبَّر عنها بروح النبوة في المزامير «يا رب، لماذا تقف بعيدًا؟ لماذا تختفي في أزمنة الضيق» وأيضًا «أقول لله .. لماذا نسيتني؟» وأيضًا «أنت إله حصني. لماذا رفضتني؟» وأيضًا «لماذا يا رب ترفض نفسي؟ لماذا تحجب وجهك عني؟ أنا مسكين» ( مز 10: 1 ؛ 42: 9؛ 43: 2؛ 88: 14).

                          إنه أمر مُحزن أن يُترَك شخصٌ من أصدقائه، أو أن تُترَك عروسٌ من زوجها، وأن يُترَك طفل من والديه. أما أن يُترك شخصٌ من الله، فهذا هو العذاب الذي لا يشفق. لقد فضَّل موسى أن يموت هو والشعب على رمال البرية، وأن تنهش جثثهم حيوانات الصحراء، وتنقضُّ عليها كواسر السماء، على أن يُحرموا من ضياء وجه الرب، فقال للرب: «إن لم يَسِر وجهك فلا تُصعدنا من ههنا» ( خر 33: 15 ). وهذا هو سر تلك الصرخة التي شقت ستار الظلام في الجلجثة. فعندما انسحب منه دفء الشركة والمحبة والحضرة الإلهية، وعندما تُركَ بديلنا المبارك وحيدًا، فإنه صرخ «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟».

                          أمام تهكمات البشر ظل صامتًا، وعندما قاسى على أيديهم العذاب ألوانًا لم يصرخ. أما الآن عند حمو غضب إله السماء الذي انصب عليه، وعندما تركه الله فإن صرخ «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟».

                          يوسف رياض
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

                            الاثنين 14 يونيو 2010

                            التلمذة الحقيقية

                            ومَن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا ( لو 14: 27 )

                            التلمذة الحقيقية هي تسليم كُلي تام للرب يسوع المسيح. إن المخلِّص لا يبحث عن رجال ونساء يعطونه أوقات فراغهم المسائية، أو عطلة نهاية الأسبوع، أو سنين تقاعدهم، بل بالحري يبحث عن أُناس يعطونه المكان الأول في حياتهم، ويتبعونه عن ثقة وإدراك، مستعدين لأن يسيروا في طريق إنكار الذات الذي سار هو فيه من قبلهم. وها هي شروط التلمذة كما وضعها مخلِّص العالم نفسه:

                            (1) محبة قصوى للمسيح: «إن كان أحدٌ يأتي إليَّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتى نفسه أيضًا، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا» ( لو 14: 26 ). هذا لا يعني أن نبغض أقاربنا أو نحقد عليهم، بل يعني أن محبتنا للمسيح يجب أن تكون قوية جدًا، بحيث تبدو كل محبة أخرى وكأنها بُغضة إذا ما قورنت بها. وفي الواقع إن أصعب عبارة في هذا الفصل هي قوله: «حتى نفسه أيضًا». فإن محبة النفس من أشد العقبات التي تعرقل التلمذة. فإن لم نضع حياتنا نفسها له، ونسلمها ليده تمام التسليم، لا نصل إلى المكان الذي يريده لنا.

                            (2) إنكار النفس: «إن أراد أحدٌ أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ...» ( مت 16: 24 ). ليس إنكار النفس كقهر النفس. فقهر النفس يعني: الامتناع عن بعض الأطعمة أو بعض الملذات، أو التخلي عن بعض الممتلكات؛ لكن إنكار الذات يعني إخضاع النفس وتسليمها لسيادة المسيح، فتتخلى عن حقوقها وسلطانها، وتتنازل عن عرشها. وقد عبَّر عن ذلك هنري مارتن بقوله: ”لا تسمح يا رب أن تكون لي إرادة من ذاتي، ولا أن أعتبر سعادتي الحقيقية متوقفة ـ حتى في أقل درجاتها ـ على شيء يأتيني من الخارج، بل أن أعتبرها متوقفة بالكُلية على طاعتي التامة لمشيئتك“.

                            (3) حمل الصليب طوعًا واختيارًا: «إن أراد أحدٌ أن يأتي ورائي فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ...» ( مت 16: 24 ). ليس الصليب ضعفًا جسمانيًا، ولا ألمًا نفسانيًا، ولا شيئًا مما يصيب البشر عامةً، بل هو طريق نختاره بأنفسنا طوعًا، وإن كان يُعَدُّ في نظر العالم هوانًا وعارًا. فالصليب يمثل العار والاضطهاد والضيق، الذي صبّه العالم على ابن الله، وما زال يصبه على جميع الذين يختارون أن يقفوا ضد التيار. وفي مقدور أي مؤمن أن يتجنب الصليب إن أراد، وذلك بمُشابهة العالم ومُجاراته لطرق أهله.

                            وليم ماكدونالد
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

                              الثلاثاء 15 يونيو 2010

                              خلاص نفوسكم

                              إن كان يجب تُحزَنون يسيرًا بتجارب متنوعة، لكي تكون تزكية إيمانكم، وهي أثمن من الذهب الفاني، مع أنه يُمتحن بالنار ( 1بط 1: 6 ، 7)

                              إن التجارب نفسها نافعة عندما تعمل فينا ـ في طبيعتنا وحياتنا ـ بالصفات التي تمجِّد الله. لأن إيماننا، وهو «أثمن من الذهب»، يُمتحن بنار الاضطهاد، فيصير موضوع المدح والكرامة والمجد عند «استعلان يسوع المسيح». وكم من مؤمن، عندما يتعرض لتجارب مُحرقة ـ تصل للموت ـ قد يحاربه الشيطان بفكرة أنه بانطفاء نوره، كل شيء سيضيع. فيؤكد لهم الرسول، أنه على العكس، كل شيء ”سيوجد“ في ذلك اليوم. فعند استعلان المسيح في مجده، سيُسلِّط الضوء على كل شيء كان لمدحه وكرامته، ويُعلَن.

                              إذًا فالمسيح سيُستعلن (أو سيظهر). مع أننا في الوقت الحالي لا نراه ( 1بط 1: 8 ). وأولئك الذين في الشتات، الذين كتب إليهم الرسول بطرس، لم يروا الرب يسوع أيام وجوده بالجسد على الأرض، لأنهم كانوا قد طُردوا بعيدًا عن أرض الموعد، ولا كانوا عندئذٍ يرونه. إلا أنهم أحبوه، وآمنوا به، وهذا سبَّب لهم فرحًا لا يُنطق به، ومجيد.

                              ونحن مثلهم لم نرَ الرب بعد، ولكن هل الإيمان فعَّال فينا؟ ولنتذكَّر أن الإيمان هو التلسكوب الذي يقرِّب إلى مجال رؤيتنا الروحية، ما لا تراه عيوننا الجسدية. إذًا، فنحن نرى المسيح كحقيقة حية ساطعة، ونبتهج بالمجد الذي له حاليًا، وبرجاء ما سوف يكون عليه، وهو ما لا تستطيع كل لغات البشر أن تعبِّر عنه. فبالإيمان نبتهج، وبالإيمان ننال خلاصنا، لأن خلاص النفس هو الهدف، أو النتيجة، للإيمان بالمخلِّص المُقام ( 1بط 1: 9 ).

                              كان معروفًا تمامًا، للذين كتب إليهم بطرس، فكرة الخلاص، بمعنى الخلاص (الإنقاذ) الزمني، مثل خلاص آبائهم من مصر، وكانوا ينتظرون خلاصًا ساميًا من نفس هذا النوع عند مجيء المسيا، كما وُعِدوا على فم الأنبياء، ولكن بالإيمان بالمسيح المُقام ( 1بط 1: 3 ) تحقق لهم خلاص من نوع روحي حرر نفوسهم، مع أنهم كانوا لا يزالون ظاهريًا تحت القبضة الحديدية لروما. وقد تكلم الأنبياء عن هذا الخلاص أيضًا، لأن موضوع شهادتهم كان ذا شقين ـ أولاً: آلام المسيح، وثانيًا: الأمجاد التي ستليها. وكنتيجة مباشرة لمجيئه الأول ليتألم، وُجد الخلاص لمَن يؤمنون به. وكنتيجة مباشرة لمجيئه الثاني ليحكم بالمجد، ستخلص أجساد القديسين من سلطان الموت، ويؤسِّس الخلاص العام والشامل لمَن يدخلون إلى ملكوته.

                              ف.ب. هول
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X