إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

    الأربعاء 16 يونيو 2010

    مناظر عظيمة

    فحدث نوءُ ريحٍ عظيم ... فسكنت الريح وصار هدوءٌ عظيمٌ ... فخافوا خوفًا عظيمًا ( مر 4: 37 - 41)

    هذه المناظر الثلاثة تضع أمامنا مراحل ثلاث للإنسان قبل الخلاص وفي الخلاص وبعد الخلاص.

    أولاً: نوء ريحٍ عظيمٌ: هنا نرى صورة للإنسان قبل تعرُّفه على الرب؛ الإنسان بدون المسيح حيث الشيطان رئيس سلطان الهواء مصدر الريح العظيم يمتلك هذا الإنسان، وحيث يُحمل الإنسان بريح الآثام «قد صرنا كلنا كنجسٍ، وكثوب عدَّةٍ كل أعمال برنا، وقد ذبلنا كورقةٍ، وآثامنا كريحٍ تحملنا» ( إش 64: 6 ). و«الأشرار ... كالعصافة التي تذرِّيها الريح» ( مز 1: 4 ).

    عزيزي القارئ: هل أنت مأخوذ في هذا النوء العظيم؟

    كما أن النوء العظيم يضع أمامنا حياة الخاطئ في عناده ومقاومته، حيث كانت الأمواج تضرب السفينة التي تضم رب المجد وتلاميذه. فالنوء العظيم هو صورة لحياتنا قبل معرفتنا بالرب حيث تهب عليها رياح الآثام وتجعلها في عداوة ومقاومة لله.

    ثانيًا: هدوءٌ عظيمٌ: إن الهدوء العظيم بعد ليلة عاصفة في البحيرة يضع أمامنا النجاة العظيمة من ابتلاع البحر لهم، وهو صورة للخلاص العظيم من الشهوات الغبية التي تغرِّق الناس في العَطَب والهلاك ( 1تي 6: 9 ). وشكرًا لله فإنه يقدم نجاة عظيمة؛ خلاصًا عظيمًا. والرب الذي نجى تلاميذه من بحيرة الجليل، هو قادر أن ينجيك من بحيرة متقدة بنار وكبريت .. إنه خلاص عظيم قيل عنه: «كيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره؟» ( عب 2: 3 ).

    ثالثًا: خافوا خوفًا عظيمًا: بعد أن نتمتع بالهدوء العظيم، لا بد لنا من الخوف العظيم لله. وهناك خوف من الله، وهو خوف شرير ناتج من الإحساس بالذنب، مثل آدم في الجنة عندما قال: «سمعت صوتك ... فخَشيتُ» ( تك 3: 10 ). والشيطان يولِّد الخوف في الإنسان ليهرب من الله، وهذا الخوف له عذاب ( 1يو 4: 18 ). أما الخوف المقدس فهو خوف الله، فالمؤمن يخاف من الخطية لئلا تحرمه التمتع والشركة مع الرب .. «خوفُ الرب نقيٌ ثابتٌ إلى الأبد» ( مز 19: 9 ) .. «وحِّد قلبي لخوف اسمك» ( مز 86: 11 ). «رأس الحكمة مخافة الرب» ( مز 111: 10 ). «سر الرب لخائفيه» ( مز 25: 14 ). «ملاك الرب حالٌ حول خائفيه، وينجيهم» ( مز 34: 7 ). عزيزي .. هل تخاف الله أم تخاف منه؟

    فهد حبيب
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #17
      رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

      الخميس 17 يونيو 2010

      بيلاطس وإرضاء الناس

      فبيلاطس إذ كان يريد أن يعمل للجمع ما يُرضيهم، أطلق لهم باراباس، وأسلمَ يسوع، بعدما جَلَدَه، ليُصلب ( مر 15: 15 )

      لقد كان بيلاطس: مؤمنًا كل الإيمان ببراءة المسيح .. ذكيًا فاهمًا لدوافع رجال الدين .. لم يتعامل مع قضية المسيح بتسرع، فقد استغرقت منه سبع جلسات. ولم يتعامل معها باستهتار، فقد كان خائفًا، بل وازداد خوفه عندما أخبره اليهود أن المسيح قال عن نفسه إنه ابن الله. وكان مترددًا للغاية من جهة إصدار الحكم، فحاول مرة ومرات أن يتخلَّص من القضية برمّتها، مرة بأن يحوّلها إلى هيرودس، ومرة بأن يعرض إطلاقه على سبيل الرحمة كهبة العيد، ومرة بأن يستثير شفقة الشعب بجلدِه دون صلبهِ. لكن كل محاولاته فشلت، وكان مُحتمًا عليه اتخاذ القرار وتحمّل تبعاته، إما أن يأمر بصلبه، وعليه حينئذٍ أن يواجه صرخات ضميره، أو أن يطلقه ويخسر رضا الشعب عليه، الأمر الذي قد يطيح به من منصبه.

      لقد فكَّر بيلاطس كثيرًا واحتار قبل أن يقرر ويختار، وضميره أعلمه جيدًا ما هو الخطأ وما هو الصواب. لذا أقول ليست العِبرة بأن نفكر كثيرًا قبل أن نختار، لكن المهم هو الأساس الذي عليه نختار؟ أو الغاية من وراء الاختيار: هل هو إرضاء الله أم إرضاء الناس؟

      لقد كانت مأساة بيلاطس تكمن في أن الأساس الذي بنى عليه القرار هو إرضاء الناس، كما يقول الكتاب إنه أراد أن يعمل للجمع ما يُرضيهم!

      ولم تكن المشكلة عند بيلاطس هي غياب الضمير الذي يرشده للصواب، لكن كانت المشكلة هي محاولاته إسكات صوته، بل والظن الغبي أن قليل من الماء قد يهدئ من روع الضمير الهائج.

      أحبائي .. أَ لسنا في كثير من الأحيان، حتى في الأمور الروحية، نفعل ما لسنا به مقتنعين، لمجرد إرضاء الناس؟ دعونا نتذكَّر أن إرضاء الناس يجعلنا كما قال بولس: لسنا عبيدًا للمسيح، بل قد يوقفنا مثل بيلاطس، في صف قتلة المسيح!!

      أَ لسنا كثيرًا ما نلوم بيلاطس لأنه لم يستمع لصوت ضميره؟ بينما ضمائرنا تشهد ضدنا كل يوم أننا لا نسمع لها؟ أَ لم نَلُم بيلاطس، بل وسخَرنا منه، بدل المرة عشرات، لأنه ظن أن قليلاً من الماء يغسل به يديه أمام الجمع سيجعله بارًا أمام ضميره؟ أَ لسنا نفعل هذا عندما لا نتوب عن شيء يوبِّخنا عليه ضميرنا ونكتفي بأن نحضر اجتماعًا أو نكسر خبزًا أو ندفع مالاً أو نشترك في خدمة أو نستضيف خادمًا؟!

      ماهر صموئيل
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

        الجمعة 18 يونيو 2010

        بئر سوخار

        فجاءت امرأةٌ من السامرة لتستقي ماءً ... فتركت المرأة جرَّتها ( يو 4: 7 ، 28)

        مضى الرب في اتضاع سائرًا على قدميه في رِفقة تلاميذه، وأتى، لا عرضًا بل غرضًا، إلى مدينة من مقاطعة السامرة «يُقال لها سوخار». ذهب الرب طاعةً لصوت الآب الذي همس في أُذنه أن يذهب إلى هناك، وكأنه يقول: ”رأيت لي هناك تلميذة“ تسمع اسمي «الآب» للمرة الأولى في التاريخ، وتتعلم إنني طالب ساجدين «يسجدون للآب بالروح والحق».

        «وكانت هناك بئر ... فإذ كان يسوع قد تعب من السفر، جلس هكذا على البئر». إن لفظ «هكذا» يعني أنه جلس كيفما اتفق. لم يهيء له تلاميذه مقعدًا مُريحًا، بل «جلس هكذا على البئر» ولماذا؟ لأن امرأة ضالة كانت في طريقها إلى هذه البئر، وهو قد جاء «يطلب ويخلِّص ما قد هلك». ومتى؟ هل في ساعة معقولة يجد فيها رب المجد راحته؟ لا، بل «عند الظهيرة» «وكان نحو الساعة السادسة» ـ أي الثانية عشر ظهرًا بحسب توقيتنا.

        لماذا جاءت؟ «لتستقي ماء». ولماذا في هذه الساعة؟ لأنها كانت امرأة مزواجة (كثيرة الزواج)، وآخِر مَن كان معها ليس هو زوجها كما عرَّفنا سيدنا ـ له المجد. فرغبة في الاختفاء عن عيون الناس، وتحسُّبًا لتعييراتهم، أَبَت على جسدها الراحة في وقدة النهار. لكنها في الواقع كانت تُقتاد اقتيادًا غير إرادي لتلتقي بكاشف الأسرار، الديان الذي لا تَخفى عنه خافية «أنا عارف أعمالك ... وأين تسكن». لكنها لم تجد فيه ساعتئذٍ ديانًا، بل إلهًا حانيًا يُسرّ النبي أن يقول له: «مَن هو إلهٌ مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب؟». أَ لم يَقُل بفمه الكريم «لأنه لم يُرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلُص به العالم».

        وجاءته هذه الشقية الغارقة في طين الحمأة، جاءته في ساعة القيلولة، وبعد حوارها مع مَنْ ظنته نبيًا يرى ما لا يُرى، ومع المسيح الذي كانت تنتظر قدومه «ليُخبرنا بكل شيء»، عادت مجبورة الخاطر، رافعة رأسها الذي كان على مدى طويل خفيضًا مُنكسًا. فقد هان عليها، وقد ارتوت من مُعطي الماء الحي، أن تترك الجرّة العتيقة التي طالما امتلأت من الماء «الذي كل مَن يشرب منه يعطش أيضًا». ومضت إلى المدينة ـ السامرة ـ لتُقدم للناس الذين كانت تَرهب نظراتهم الخارقة، جرعة من ذلك الماء الذي «مَن يشرب منه ... لن يعطش إلى الأبد».

        أديب يسى
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

          السبت 19 يونيو 2010

          أرني مجدك

          فقال (موسى): أرني مجدك ( خر 33: 18 )

          نحن نلمح مجد الرب في الكلمة، وقوة الإبصار التي تمكننا من الرؤية هي قوة الروح القدس. لأن عمل الروح القدس هنا هو إعلان جمال الرب وحلاوته ونعمته ومجده. إنه يأخذ مما للمسيح ويُخبرنا «ونحن جميعًا ناظرين مجد الرب بوجهٍ مكشوف، كما في مرآة، نتغير إلى تلك الصورة عينها، من مجدٍ إلى مجد، كما من الرب الروح» ( 2كو 3: 18 ). وكم يحزن الروح القدس لما يرى سلوكنا الجسدي وطرقنا العالمية ومشغوليتنا بالذات تحجب الرؤية أو تعطل عمله فينا. وأي طفل في المسيح يشعر بحاجته إلى هذه الخدمة لإشباع حنينه إلى معرفة أعمق وأكثر بالرب يسوع، وإلى رؤية أوضح وأجلى لمجده. كما أن أي قديس متقدم في المعرفة الروحية والإدراك لكلمة الله، له هذا الحنين عينه وذات الاختبار. والرسول بولس شاهد لذلك، فقد قال: «لأعرفه»، وكانت هذه رغبته لما كتب من سجن رومية، وكان وقتئذٍ يعرف الرب تمامًا.

          إن معرفة أعمق ورؤية أوضح لمجد الرب، لا بد وأن يكون لها أثرها في جعلنا أكثر تواضعًا. مثل هذه المعرفة ومثل هذه الرؤية تأتي بنا إلى قدميه، وعند قدميه نجد أعظم مكان وأسمى مكان يمكن أن نصل إليه لأجل البركة ولأجل الخدمة. هناك نتغير إلى تلك الصورة عينها. وإذا كان الرب ومجده أمام قلوبنا، وإذا كان سلوكنا في شركة معه، فهذا هو مصدر البركة الحقيقي للسلوك الصحيح والخدمة الصحيحة، لأن عمق الشركة معه يقوِّي الإيمان به، ويزيد المحبة له، ويشدد الرجاء الذي يتطلع إليه وإلى اللحظة المباركة التي فيها نراه كما هو. ولقد كانت طلبة الرب يسوع هكذا: «أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لينظروا مجدي الذي أعطيتني» ( يو 17: 24 ). ولا بد أن تُجاب هذه الطِلبة، ولسوف نرى مجد الرب في بيت الآب.

          أيها الأحباء .. كم سنتأسف على أيامٍ وليالٍ مرَّت دون أن نتشرف بالجلوس عند قدميه ونتمتع بالعِشرة الطيبة معه. هل حياتك أيها الأخ بلا ثمر وبلا فرح وبلا قوة؟ ذلك لأنك أغمضت العين أو أمسكت عينك عن أن ترى الرب، لأن المسيحي الذي يجعل الرب أمامه في كل حين لا يمكن أن تكون حياته بلا ثمر وبلا قوة وبلا فرح. ولنعلم أن الثمر والقوة والفرح في حياة المؤمن هي برهان حقيقة المسيح فينا.

          هاملتون سميث
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

            الأحد 20 يونيو 2010

            لماذا أتى المسيح؟

            صنعَ بنفسهِ تطهيرًا لخطايانا ( عب 1: 3 )

            لماذا هذا الشخص العجيب المجيد، الذي فيه يتجمع ويتركز كل شيء، والذي هو قبل كل شيء، لذة الآب ومجدهِ ـ لماذا هذا النور غير المحدود، وهذا السلطان غير المحدود، هذا الجلال غير المحدود؛ لماذا جاء إلى أرضنا البائسة المسكينة؟ لأي غرض ولأي سبب؟ أ لكي يُظهر جلال مجده؟ أ لكي يعلِّم الناس الحكمة السماوية؟ أم لكي يسود بسلطانه العادل القدوس؟ كلا .. لقد جاء ليطهِّرنا من خطايانا. يا لعلو المجد! ويا لعمق الاتضاع! إن جلاله غير محدود، وكذا اتضاعه غير محدود. والسبب في كل ذلك هو عمق محبته غير المحدودة. يا له من سيد مجيد! ويا لها من تضحية فريدة! ويا له من تعبير عن المحبة قد بلغ الذروة «الذي، وهو بهاءُ مجده، ورسم جَوهره، وحاملٌ كل الأشياء بكلمة قدرته ... صنع بنفسهِ تطهيرًا لخطايانا».

            إن الخطية حِمْل كبير وثقيل؛ هي الشرود من بيت الآب إلى كورة بعيدة، هي العقوق والعصيان وإنكار الجميل. بل قُل هي بُغض الله. على أن قوة الله تستطيع أن ترفع الحِمل الثقيل، ومحبته تستطيع أن تبحث عن الخروف الشارد حتى تجده، ونعمته تستطيع أن تتنازل فتُعلن للعدو رسالة الصلح والسلام. ولكن الخطية نجاسة؛ هي ذلك الشيء المكروه والممقوت من الله، الذي ينفر منه ولا يستطيع أن يراه.

            والآن، تأمل في خطايانا كنجاسة. تأمل في عددها وفي شناعتها. مَنْ ذا الذي يستطيع أن يزحزح عنا ذلك الإثم المُخيف الذي يفصلنا فصلاً كاملاً وأبديًا عن الله في محبته القدوسة البارة؟ مَنْ يستطيع أن يطهِّر الخطاة حتى يصبحوا كاملين وبلا عيب في نظر الله؟ الجواب: ابن الله جاء ليصنع بنفسهِ تطهيرًا لخطايانا، ويصنعه (وهذه هي أعجوبة الأعاجيب) «بنفسهِ» .. هذا هو العَجيب والعجيب جدًا، ليس كما كان يُصنع في القديم بواسطة رئيس كهنة مُقام من الناس، وليس بذبيحة حيوانية ودم تيوس وعجول، بل «بنفسهِ». هذا الفريد المجيد الذي أحبنا وتولى قضيتنا وصار واحدًا معنا، ولم يكن يطيق فكرة هلاكنا، لذلك رضيَ أن يحمل على نفسه كل نجاستنا وجميع آثامنا وخطايانا. يسوع الكامل البُغض للخطية والكامل الحُب للخاطئ، يدخل فريدًا وحيدًا في أهوال تلك الدينونة المُرعبة، وهناك في ضيقته تحت ضغطة الدينونة يصرخ: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟» .. إنه ـ له كل المجد ـ صنع بنفسهِ تطهيرًا لخطايانا.

            أدولف سفير
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

              الاثنين 21 يونيو 2010

              التلمذة الحقيقية (2)

              إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني ( مت 16: 24 )

              تأملنا في الأسبوع الماضي في شروط التلمذة المسيحية، ونواصل اليوم المزيد من التأملات في هذا الموضوع الهام:

              (4) إنفاق الحياة في اتباع المسيح: «إن أراد أحدٌ أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه، ويحمل صليبه، ويتبعني» ( مت 16: 24 ). لكي نفهم هذا، علينا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: ”ما الذي ميَّز حياة الرب يسوع المسيح؟“ لقد كانت حياة المسيح حياة الطاعة لإرادة الله، حياة في قوة الروح القدس، حياة خدمة مضحية لأجل الآخرين، حياة صبر وطول أناة في مواجهة أشد الآلام وأفظع الإساءات. كانت حياة غيرة لله، وبذل، وضبط نفس، ووداعة، ولطف، وأمانة، وولاء. فقد ظهر فيها ثمر الروح المذكور في غلاطية5: 22، 23. فإن أردنا أن نكون تلاميذه، مُظهرين ثمر حياة التشبه به في حياتنا ( يو 15: 8 )، فعلينا أن نسلك كما سلك هو.

              (5) محبة قوية لجميع تابعي المسيح: «بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كان لكم حبٌ بعضًا لبعض» ( يو 15: 35 ). هذه هي المحبة التي تحترم الآخرين أكثر من النفس. المحبة التي تستر كثرة من الخطايا. المحبة التي تتأنى وترفق. المحبة التي لا تحسد. المحبة التي لا تتفاخر ولا تنتفخ، ولا تقبِّح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء، ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء ( 1كو 13: 4 - 7). دون هذه المحبة، تصبح التلمذة زهوًا باردًا، وتنسكًا طقسيًا لا قيمة له.

              (6) ثبات دائم في كلمة الله: «إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي» ( يو 8: 31 ). لأن التلمذة الحقيقية تتميز بالاستمرار والدوام، فما أسهل أن نبدأ حسنًا، وأن تشرق منا ومضات من المجد والبهاء بين آنٍ وآخر، إنما محك الحقيقة هو الثبات إلى النهاية. «ليس أحدٌ يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله» ( لو 9: 62 ). لهذا فإن الطاعة المتقطعة لوصايا الكتاب المقدس، والاتباع المُجزأ لتعاليمه، لا يكفيان ولا ينفعان. لأن المسيح يطلب من كل أتباعه طاعة دائمة متواصلة على غير انقطاع ودون سؤال.

              اِحفَظْ حياتي ليكونْ تكريسُها يا ربُّ لكْ
              واحفظني دومًا شاكرًا طولَ الزمانِ عمَلكْ

              وليم ماكدونالد
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

                الثلاثاء 22 يونيو 2010

                في الضيق .. من الضيق

                معهُ أنا في الضيق، أنقذه وأُمجده ( مز 91: 15 )

                هذا وعد إلهي لكل مؤمن يجتاز في ضيقة، أنه ينقذنا في وسط الضيق قبل أن يُخرجنا منه. فمعية الرب معنا وسط الضيق، تمنحنا تحملاً وصبرًا، بل تجعلنا نرى من خلاله، تعزية وحلاوة، لا نتذوقها إلا في وسطه، فالرب فيه يحملنا ويحمل أثقالنا، ويطمئننا لأنه المُمسك بزمام الأمور، ولا يَدَعنا نُجرَّب فوق ما نحتمل ( 1كو 10: 13 ).

                في الضيق: يكون الرب معنا في الضيق لينقذنا من مخاطره، أ لم يكن مع يوسف في بيت فوطيفار، وأيضًا في بيت السجن، وباركه، وأعطاه نجاحًا ومنحه نعمة؟ وكذلك رفقاء دانيال في وسط أتون النار «لم تكن للنار قوة على أجسامهم، وشعرة من رؤوسهم لم تحترق، وسراويلهم لم تتغير، ورائحة النار لم تأتِ عليهم»، وذلك لأنه كان معهم «الرابع شبيه بابن الآلهة» ( دا 3: 27 ،25). وأيضًا لم تفترس الأسود دانيال وهو في جُب الأسود حيث إنه قال: «الهي أرسل ملاكه وسدّ أفواه الأسود، فلم تضرّني» ( دا 6: 22 ).

                من الضيق: ولا يكتفي الرب بهذا، بل ينقذنا أيضًا من الضيق، «يقودك من وجه الضيق إلى رَحبٍ لا حصر فيه» ( أي 36: 16 )، أَ لم يُخرج يوسف من السجن؟ والفتية من الأتون؟ ودانيال من جُب الأسود؟ فهذا وعده لنا.

                والضيق له وقت محدد من الله، لا يتعداه، لذا لا نقلق، «لكم ضيق عشرة أيام» ( رؤ 2: 10 )، فعندما أتى الوقت المُعيَّن من الله لخروج يوسف من السجن، صدر الأمر الإلهي، «فأرسل فرعون ودعا يوسف، فأسرعوا به من السجن» ( تك 41: 14 )، فهو القائل «أنا الرب في وقته أسرع به» (أش 60: 22).

                وأيضًا للضيق غرض مُحدد من الرب لفائدتنا وبركتنا، فبه نتعلم الصبر، «لأن الضيق ينشئ صبرًا» ( رو 5: 3 ).

                بعد الضيق: وأخيرًا بعد أن ينقذنا الرب من الضيق، فهو يمجدّنا، كما رفَّع الرب يوسف ورقّاه إلى أسمى المراكز، كذلك فعل مع دانيال، وأيضًا تمجَّد إله الفتية الثلاثة، وارتقوا إلى مراكز رفيعة، والرب «بارك آخرة أيوب أكثر من أُولاه» ( أي 42: 12 ).

                عزيزي المُجَّرب .. هل ترهب الضيق؟ أم تضطَّرِب عندما يأتيك؟ حوِّل عينيك عن التجربة، وانظر لمَن يرافقك فيه، بل ويُخرجك منه، لذا يجب أن «نفتخر أيضًا في الضيقات» ( رو 5: 3 ).

                نشأت راغب
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

                  الأربعاء 23 يونيو 2010

                  هيرودس القاتل

                  الشرير يُطرد بشرِّه ( أم 14: 32 )

                  كشفت جريمة هيرودس في حادثة قتل يوحنا المعمدان عما في القلب البشري من فساد. ففي القصر الملكي لم يكن الطَرَب والرقص والخمر والعَبَث فقط، بل كان هناك أيضًا الدم الزكي الذي أُريق. فما حدث في هذا الحفل كان يفوق ما استوجب حكم الموت على بيلشاصر ملك بابل قديمًا؛ ذلك الحكم الذي خطته اليد الكاتبة على مُكلَّس الحائط إذ تنجست أوعية بيت الله. أما في حالة هيرودس فقد أُريق دم بار، وظل صوت هذا الدم متصاعدًا من القصر، كما كان حديث الكل في قيصرية فيلبس، وكان شهادة عَلَنية لرفض صوت الرب.

                  بكل يقين ظلت صورة المعمدان المقتول ماثلة أمام ضمير هيرودس. وكانت كل الأمور ترتبط في تفكيره بفِعلته الشنعاء، وإذ سمع خبر يسوع، قال لغلمانه: «هذا هو يوحنا المعمدان قد قام من الأموات! ولذلك تُعمل به القوات» ( مت 14: 1 ، 2).

                  والواقع فإن الضمير الشرير دائمًا نشيط ويحرك قلب الإنسان، بينما الضمير الصالح دائمًا هادئ وساكن ومستريح. فالضمير الشرير يرى كل شيء إنذارًا، ويخاف حيث لا يوجد سبب للخوف. فأعمال الإنسان الشريرة ماثلة دائمًا أمام عينيه. وهكذا فالأعمال التي عملها الرب يسوع لم توحِ لهيرودس إلا بأن المعمدان قد قام من الأموات. ويقينًا فإن مجرد فكر كهذا لا بد أن يحوِّل حياة صاحبه جحيمًا. فقيامة شخص مقتول من الأموات يصبح شيئًا يفوق الاحتمال بالنسبة للقاتل. فهو يدل على أن ذاك الذي منه مخارج الحياة والموت، قد أخذ جانبًا مع الشخص المقتول. وهذا ما سيطر على أفكار هيرودس، وهو عينه ما سوف يحكم تفكير الناس في المستقبل عند استعلان قوة المسيح. فالعالم يرفض المسيح الآن، ولكن عندما ستُستعلن قوته، سنرى ملوكًا وجبابرة وأحرارًا وعبيدًا وقادة عظماء وأغنياء سيقولون للجبال اسقطي علينا وللآكام غطينا من وجه الجالس على العرش ومن غضب الخروف ( رؤ 6: 36 ).

                  فتجربة هيرودس وصراخ ضميره، هما صوت تحذير في آذان العالم البعيد عن المسيح. فقيامة الرب يسوع تُخبر العالم بحقيقة هامة، هي أن الله بكل عظمته يقف إلى جانب الشخص الذي رفضه وقتله.

                  فأين أنت؟ هل أنت في المسيح أم ترفض المسيح الذي أقامه الله؟

                  بللت
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

                    الخميس 24 يونيو 2010

                    أَ قيافا أيضًا بين الأنبياء؟!

                    فقال لهم واحدٌ منهم، وهو قيافا.... إنه خيرٌ لنا أن يموت إنسانٌ واحدٌ عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها! ( يو 11: 49 ، 50)

                    عقد رؤساء الكهنة والفريسيون جلسة استثنائية لمجمع السنهدريم ليبحثوا موقفهم من الرب يسوع، وفي هذه الجلسة نطق قيافا رئيس الكهنة بشهادة عظيمة عن ضرورة موت المسيح وأهميته ومعناه، وأثبتت الأيام التالية أن أقواله كانت ذات صبغة نبوية، تجاوزت بكثير مدارك الشخص الذي نطق بها. وهو أمر مُدهش أن يتنبأ رجل مثل هذا، في سنة مثل هذه، في موضوع مثل هذا. ومن هذا نتعلم شيئًا رائعًا ومباركًا، أن الله لا يُحَد، وأنه قادر أن يستخدم الأبرار، كما يستخدم الأشرار، حسب إرادته.

                    ولكننا نحن الذين نعرف كلمة الله جيدًا، لا ينبغي أن نتعجب كثيرًا من استخدام الله لقيافا هنا، فالله قبل ذلك جعل شاول الملك الشرير يتنبأ. بل إننا نتذكر قبله بلعام العرَّاف الشرير، والذي ـ رغم شر قلبه ـ فإن الله استخدمه ليعلن حقًا عظيمًا. ومع أن بلعام كان يبغض إسرائيل، إلا أن الرب استخدمه رغمًا عنه للنطق بالبركة عنهم. بل إن المسيح في موعظته فوق الجبل أخبرنا عن كثيرين سوف يقولون له في ذلك اليوم: «يا رب، يا رب! أَ ليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟» حينئذٍ سوف يُصرِّح لهم: «إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم!» ( مت 7: 22 ، 23). وكما قال أحدهم: ”إن كلمات النبوة في الفم، لا تُعدّ دليلاً على وجود النعمة في القلب“. فهؤلاء جميعًا الذين ذكرناهم الآن استخدمهم روح الله، ولكن قلبهم المظلم بقى على حاله، فلم يتغير.

                    إذًا فقد كان قيافا هنا مثل بلعام، يتكلم بنبوة عظيمة، ولكنه لم يفهم شيئًا من معناها. كلاهما تم فيه قول المَثَل: ”مثل الحمار يحمل أسفارًا“. فغني عن البيان أن المعنى الروحي الراقي المحمَّلة به كلمات قيافا، لم يكن في فكره المظلم والشرير على الإطلاق وهو يردد هذه العبارات.

                    وإن كان كل من بلعام وقيافا شريرين، إلا أن شر قيافا أفظع من شر بلعام بما لا يُقاس. فبينما بلعام أممي، فقد كان قيافا من شعب الله، وبينما بلعام عرَّاف وثني، كان قيافا رئيس كهنة الله، وبينما بلعام اتجه بالشر نحو شعب الله، فإن قيافا اتجه بالعِداء ضد مسيح الله وابن الله؟ ثم إن كانت عِلة بلعام هي الطمع، فإن رجلي قيافا كانت سريعة إلى سفك الدماء.

                    يوسف رياض
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

                      الجمعة 25 يونيو 2010

                      خمسة حجارة مُلس من الوادي

                      وأخذ عصاه بيده، وانتخب له خمسة حجارة مُلْس من الوادي وجعلها في كنف الرُّعاة الذي له... وتقدم نحو الفلسطيني ( 1صم 17: 40 )

                      نحن مُخلَّصون، هذا صحيح، ومفديون بدم المسيح الكريم. وبلا شك سيُحضرنا الله إلى مجده الأبدي، ولكن في نفس الوقت لسنا موضوع عنايته الدائمة فقط، بل موضوع معاملاته لقيادتنا في سبيل الحياة الفُضلى أيضًا. فهو له المجد يتعامل معنا أيضًا كالكرَّام وكالمُمحِّص لكي يجني منا ثمرًا ويرى فينا صورته، ونكون بصفة عامة بحسب فكره ( 1بط 5: 10 ، 11).

                      وفي «الخمسة الحجارة المُلْس من الوادي» التي اختارها داود، نجد تصويرًا جميلاً لهذه الحقيقة. فالحجارة الخمسة كانت بين حصى الوادي تحت تأثير الحر والبرد وفعل السيول قبل أن تكون صالحة لأن يقع عليها اختيار داود، وقبل أن تُستخدم في تحطيم عدو إسرائيل الجبار.

                      كانت تلك الحجارة لفترة طويلة غير متناسقة وخشنة لا تصلح للمقلاع، ولكنها الآن صارت ملساء بفعل عوامل كثيرة جاءت عليها فجعلتها أداة مُهيأة في يد مسيح الرب. كان في الوادي حجارة كثيرة أخرى، ولكن داود اختار هذه «الخمسة الحجارة المُلْس من الوادي»، ومرّ على الحجارة الأخرى مرورًا عابرًا لأنها لا تصلح. وبهذه الحجارة المختارة تقدم نحو النُصرة.

                      في هذا درس لشعب الله في هذه الأيام. هل يطلب الله آلات لخدمة عمله؟ إنه يفتش على أصلح الآلات وأنسبها في يده. إنه يفتش على أولئك الذين تدربوا على يديه وتعلموا منه وصقلتهم كلمة الله واختفى فيهم الجسد وأُخضعت الإرادة، وأصبحوا آلات صالحة لتنفيذ مقاصده.

                      إن الرب يختار هؤلاء الذين صقلتهم يده وصلحوا لخدمته. ربما يكون قد مرّ عليهم وقت طويل في الوادي، وقد يكون تدريبهم قد استغرق السنوات الطوال، لكن في الوقت المعيَّن يمد يده ليُقيمهم ويستخدمهم، وهو له المجد مُطلق السلطان في هذا. والأهلية لخدمة الله يجب أن تكون من عمل الله. آخرون قد يراهم الإنسان أكثر أهلية، ولكن الله يعبر عنهم ويستخدم هؤلاء بقوة لأجل مجده.

                      يحسب الناس حسابًا للإنسان المُتعلم صاحب المظهر البرَّاق وصاحب اللسان الرنان، أو الغني ذي الحَسَب والنَسَب، لكن ما كل هذا لدى الله؟ إن أمثال هذا، حجارة خشنة غير صالحة يعبر عنها الله. إن حجرًا بسيطًا صقلته يد الله في الخفاء، عندما يُمسك به داود الحقيقي ويطوِّح به من مقلاعه، لقادر على هدم حصون وسحق جبابرة.

                      هنري روسييه
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

                        السبت 26 يونيو 2010

                        كلمة الحياة

                        تُضيئون بينهم كأنوارٍ في العالم. متمسكين بكلمة الحياة ( في 2: 15 ، 16)

                        يقف الكتاب المقدس متفردًا شامخًا بين جميع الكتب الأخرى التي كُتبت عبر العصور. وواحد من أبرز أوجه هذا التميز المُطلق هو أنه «كلمة الحياة» ( في 2: 16 )، والذي يُعلن لنا شخص المسيح الذي اسمه أيضًا «كلمة الحياة» ( 1يو 1: 1 ). إنه كلمة الله الحية الفعَّالة ( عب 4: 12 )، وهي كلمة المسيح ( كو 3: 16 ) الذي قال بفمه الكريم أن الكلام الذي يكلمنا به هو روحٌ وحياة ( يو 6: 63 ).

                        إنها كلمة الحياة لأنها تعطي لمَن يقرأها بإيمان وثقة في أنها «كلمة الله»، الحياة الروحية والحياة الأبدية. فهي تُعلن فساد الإنسان المُطلق، وصلاح الله المُطلق. تعلن أن الإنسان خاطئ لا يقدر أن يعدل مساره الروحي ويضمن مصيره الأبدي، كما تعلن أن المسيح مات على الصليب نائبًا وبديلاً عن أولئك الخطاة الذين يثقون بالإيمان في قيمة دمه للتطهير من الذنوب، وكمال عمله في الخلاص الأبدي.

                        إنها كلمة الحياة لأنها تعطي المؤمنين بها الحياة.

                        وهي كلمة الحياة لأنها تعلن لنا المسيح الذي هو «الطريق والحق والحياة»، «والقيامة والحياة» ( يو 14: 6 ؛ 11: 25).

                        وهي كلمة الحياة لأنها غذاء الحياة الروحية في المؤمنين.

                        وهي كلمة الحياة لأنها تحمل قوة الحياة الدافقة؛ حياة المسيح فيمَن يقرأونها ويسمعونها.

                        وهي كلمة الحياة لأنها تقرر النُصرة الإلهية على الموت.

                        إنها كلمة الله «الحي» مصدر الحياة، لذلك فهي كلمة حياة، بخلاف كلام الإنسان الذي لا يمكن أن يمنح حياة.

                        وهي أخيرًا كلمة الحياة لأنها باقية لا تموت. تزول السماء والأرض ولا يزول منها حرف واحد ولا نقطة واحدة.

                        قارئي العزيز: هل تقرأ الكتاب المقدس؟ وهل تؤمن به باعتباره إعلان الله و«كلمة الحياة»؟ وهل نلت الحياة الأبدية من خلاله؟ وهل تحيا يوميًا بكل كلمة فيه تخرج من فم الله؟ ليتنا نقرأه باحترام وشغَف، وندرسه بشهية ورغبة!

                        كلامُ ربي لذَّتي للدهرِ لا أنساهْ
                        وبوصاياه أنا ألهَجُ في الحياهْ

                        إسحق إيليا
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

                          الأحد 27 يونيو 2010

                          جمال المسيح

                          كُلُّه مُشتهيات (أو كله جميل) ( نش 5: 16 )

                          كل مقارنة مستحيلة، كل عظمة أخرى قد شَابَها الصغار، وكل حكمة أخرى اعتراها الجهل، وكل صلاح آخر دمغه النقص، أما يسوع المسيح فهو الوحيد الذي يُقال عنه بحق، وبغير إطراء أو مُغالاة «كله جميل».

                          إن جمال المسيح يبدو أولاً في بشريته الكاملة، إذ صار مثلنا في كل شيء ما خلا الخطية، وما خلا الطبيعة الشريرة التي فينا. وكان ينمو في القامة والنعمة. وقد تعب وبكى، وصلى وأحب وتجرَّب في كل شيء مثلنا بلا خطية. كلٌ منا يضم صوته مع توما: «ربي وإلهي» ( يو 20: 28 ). إننا نعبده ونُجلّه، ومع ذلك لا يوجد مَن اقترب إلى قلوبنا البشرية مثله وصيَّرنا في دالة معه حتى أننا لا نخاف منه.

                          يوحنا الذي رآه يُقيم الموتى، ويسكِّن العاصفة، ويتكلم مع موسى وإيليا على الجبل، لا يتردد في أن يتكئ على صدره وقت العشاء. وبطرس يتحدث إليه في دالة رافضًا أن يَدَعه يغسل رجليه، وبعد ذلك يطلب منه أن يغسل يديه ورأسه أيضًا. والتلاميذ يسألونه أسئلة غبية وينتهرونه أحيانًا، وفي الوقت نفسه يجلّونه ويعبدونه. وهو يدعوهم بأسمائهم الخاصة بدون ألقاب، ويؤكد لهم محبته قائلاً لهم: «ثقوا ... لا تخافوا»، وهو في كل هذا: «كله مشتهيات».

                          يسوع «يقبل خطاة ويأكل معهم»، وهو يدخل في حياة الخطاة كما يدخل ماء النهر النقي الصافي في البِرْكَة الراكدة الآسنة، فلا يخشى الاختلاط بها لكنه ينقيها ويطهرها.

                          كان قلب الرب دائمًا يتحرك بالشفقة، وكان جميلاً في إشفاقه. أشفق على الجموع التي لا راعي لها، وعلى أرملة نايين الحزينة، وعلى ابنة يايرس المائتة، وعلى مجنون كورة الجدريين، وعلى الخمسة الآلاف الجياع ـ كل مَنْ تألم أشفق الرب عليه ـ حتى غضبه على الكتبة والفريسيين، ما كان إلا من زيادة شفقته على أولئك الذين كانوا يُقاسون من مرض البر الذاتي.

                          لقد شفى الرب جميع المرضى المساكين بدون تفريق، ويا لها من نعمة عطوفة! لماذا لمس الأبرص المسكين؟ كان يمكن أن يشفيه بكلمة، كما شفى عبد قائد المائة، ولكنه لمَسه ليُعيد إليه الشعور بإنسانيته، إذ كان قد فقد هذا الشعور وهو منبوذ طوال تلك السنين، منقطع عن أقربائه، حيث كان الاقتراب منه يُعتبر نجاسة.

                          إنه مخلصي وحبيبي، وحقًا «كله مشتهيات»!

                          سكوفيلد
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

                            اشكرك جدا يا شيخي العزيز
                            على
                            (طعام وتعزية)
                            ربنا يباركك ويبارك خدمتك

                            تعليق


                            • #29
                              رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

                              المشاركة الأصلية بواسطة Camelia مشاهدة المشاركة
                              اشكرك جدا يا شيخي العزيز
                              على
                              (طعام وتعزية)
                              ربنا يباركك ويبارك خدمتك
                              وأشكرك أختنا المباركة Camelia
                              وأشكر تشجيعك الذى يطمئن أن هناك قراء للطعام والتعزية
                              الرب يباركك ويبارك كل شخص يطبق هذه التأملات العظيمة
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق


                              • #30
                                رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

                                الاثنين 28 يونيو 2010

                                لا تكذبوا على الحق


                                من الفم الواحد تخرج بركة ولعنة! ... أ لعلَّ ينبوعًا ينبع من نفس عين واحدة، العذب والمُر؟ ( يع 3: 10 ، 11)

                                تعلِّمنا الطبيعة هذا، أن هناك ينابيع مياه عذبة، وأن هناك ينابيع أخرى مالحة أو مُرَّة. ولكن لا يمكن أن يخرج من نبع واحد مياه عذبة ومالحة. وهناك أنواع مختلفة من أشجار الفاكهة، وكل منها تُنتج ثمارًا من نوعها. ولكن لا يمكن لشجرة أن تنتهك قوانين الطبيعة، وتنتج ثمارًا ليست من نوعها. لماذا إذًا نشهد هذه الظاهرة الغريبة في المؤمنين.

                                الإجابة بالطبع لها شقين: أولاً. أنهم في الأصل كانوا خطاة، لهم طبيعة شريرة كالباقين. ثانيًا. أنهم وُلدوا ثانيةً، وبالتالي نالوا طبيعة جديدة، ولكن لم تُمحَ الطبيعة القديمة منهم، وبالتالي، صار بداخلهم ينبوعان، أحدهما ينبع منه الشر فقط، والآخر لا يُخرج إلا الخير. ومن هنا أتى هذا الخليط الغريب الذي يدينه الرسول يعقوب بشدة.

                                قد يقول قائل: ”إذا كان هذا هو الحال مع المؤمن، فليس هناك مجال لإدانته بقسوة إذا عمل لسانه كفوهة خرج منها ماء مُرّ نابع من الطبيعة القديمة“. آه، ولكن أي واحد يفكر بهذه الطريقة، ينسى أن الجسد أو طبيعتنا العتيقة، قد دينت وأُبطلت على الصليب. «فالخطية في الجسد» كما تقول رومية8: 3 قد أُدينت، والمؤمن، لعلمه بهذا، مسؤول عن أن يعاملها كشيء أُدين وأُبطل، وبالتالي ليس لها أن تعمل. ولذلك فالمؤمن يستحق التوبيخ إذا عمل لسانه كمَخرَج لشر الجسد (الطبيعة العتيقة). والإنسان الحكيم يُظهر حكمته في الوداعة التي تحكم أعماله وأسلوبه في الحياة. أما إذا ظهر العكس ـ غيرة مُرّة وتحزب، والتي ينبع منها كل الشرور المرتبطة باللسان ـ فمثل هذا الإنسان يفتخر ويكذب على الحق (الآيتان 13، 14).

                                وما هو هذا الحق، الذي كثيرًا ما نقع في الكذب عليه؟ إن كل ظهور للجسد، سواء باللسان، أو بطريقة أخرى، هو إنكار فعلي لحقيقة أن «الخطية في الجسد» قد دينت في صليب المسيح. فأيهما هو الحق: صليب المسيح، أم الغيرة المُرَّة واللسان المُشتعل بالنار؟ لا يمكن أن يكون كلاهما هو الحق. فصليب المسيح هو الحق، والشر الذي صدر مني هو الكذب على الحق.

                                ومن الكذب أيضًا على الحق أن نقول إننا مولودون من الله، وأنه يرانا الآن متحدين بتلك الطبيعة الجديدة التي لنا كمولودين منه، وأنه ليست لنا أية علاقة بالطبيعة العتيقة التي أخذناها عن آدم بالتسلسل الطبيعي منه.

                                ف.ب. هول
                                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X