إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

    الخميس 1 يوليو 2010

    شيث

    وعرف آدم امرأته أيضًا، فولدت ابنًا ودعت اسمه شيثًا، قائلةً: لأن الله قد وضع لي نسلاً آخر عوضًا عن هابيل ( تك 4: 25 )

    «شيث» هو ابن آدم، ولدته حواء بعد أن قُتل هابيل بيد أخيه قايين، ودَعَت اسمه «شيث» أي ”وضع“ أو ”عوض“؛ أي عوضًا عن هابيل الذي قتله أخوه، أي أنه وُضع موضع هابيل وكأن هابيل قد أُقيم من الأموات، ويصبح شيث رأسًا للجنس البشري، بينما هلكت ذرية قايين وباقي نسل آدم بمياه الطوفان.

    ونرى في شيث قيامة المسيح، فلقد عبَّرت أمه عندما وُلد قائلة: «لأن الله قد وضع لي نسلاً آخر عوضًا عن هابيل». وكلمة ”وضع“ أي ”أقام“، صحيح أن هابيل مات وانتهت حياته، ولكن الله أقام شيثًا عوضًا عنه، وهنا نرى قيامة المسيح، وشيث ولد فيما بعد ”أنوش“ (هش أو ضعيف)، وبقيامة المسيح من الأموات أعلن ضعف الإنسان، فبعد موت المسيح احتاج التلاميذ لقوة عظيمة ليتوجهوا بالرسالة إلى كل مكان، وليس غريبًا أن تفعل قيامة المسيح هكذا، فهي تضع الإنسان في مكانه، كما أنها تضع الله في مكانه. فلا عجب أن يظهر الله في كمال قوته وفي ذات الوقت احتياج الإنسان إلى القوة. وبعد القيامة قال الرب لتلاميذه: «لكنكم ستنالون قوة متى حلَّ الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض» ( أع 1: 8 ).

    وبعد ولادة أنوش نقرأ هذا التعبير: «حينئذٍ أبتُدئ أن يُدعَى باسم الرب»، وبعد قيامة المسيح بدأت الشهادة عن الرب. وعبارة «حينئذٍ ابتُدئ أن يُدعَى باسم الرب» تحمل معنيين: الأول الصلاة، والمعنى الآخر هو الشهادة. بدأت الصلاة أو التوجه لطلب الرب، هذا جانب، ولكن الجانب الآخر هو الشهادة للآخرين، فكلمة «يُدعى» تُرجمت في كثير من الترجمات ”ابتُدئ إعلان اسم الرب“، والجانبان نراهما بعد القيامة في سفرالأعمال، فنرى اجتماعات الكنيسة في الفترة الأولى لسبب واحد هو الصلاة. ففي أعمال1 نقرأ عن الكنيسة مجتمعة للصلاة، ثم لا تمضي أصحاحات كثيرة حتى نجد الشهادة للمسيح المُقام، وتوجه هذه الرسالة إلى الأرض كلها. ولا عَجَب أنه بعد مجيء شيث ونسل شيث، تبدأ الشهادة لله على الأرض، كذلك فإن المسيح بعد قيامته ـ وليس قبل ذلك ـ استطاع أن يقول: «إني أصعد إلى أبي وأبيكم، وإلهي وإلهكم». فها الله ذاته وقد بدأ يُعلن عن ذاته. ومن أين كنا نستطيع أن نعرف الله في هذه الصفة لولا موت المسيح وقيامته، عُرف الله كالآب وكإلهنا أيضًا؟

    إسحق شحاته
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

    الجمعة 2 يوليو 2010

    سوداء وجميلة!!

    أنا سوداء وجميلة ... كخيام قيدار، كشُقق سليمان ... ها أنتِ جميلة يا حبيبتي، ها أنتِ جميلة ( نش 1: 5 ، 15)

    أَ ليس عجيبًا أن يتغنى العريس بجمال عروسه التي شهدت عن نفسها بأنها سوداء؟ «ها أنتِ جميلة يا حبيبتي، ها أنتِ جميلة». فمن أين أتاها الجمال؟ هل ورثته عن أبويها؟ «هأنذا بالإثم صُوِّرت، وبالخطية حَبِلت بي أمي» ( مز 51: 5 ).

    أَ هو جمال طبيعي فيها؟ «كل الرأس مريض، وكل القلب سقيم. من أسفل القَدَم إلى الرأس ليسَ فيه صحةٌ، بل جُرحٌ وأحباط وضربة طرية ...» ( إش 1: 5 ، 6)، «فإني أعلم أنه ليس ساكنٌ فيَّ، أي في جسدي، شيءٌ صالح» ( رو 7: 18 ). إذًا كيف استطاع العريس أن يراها جميلة؟ الجواب واضح وبسيط، فهو قد مات لأجلها وحَمَل خطاياها في جسده على الخشبة، ودمه قد طهرها «أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلَمَ نفسه لأجلها، لكي يقدسها، مُطهرًا إياها بغَسل الماء بالكلمة، لكي يُحضرها لنفسهِ كنيسة مجيدة، لا دَنسَ فيها ولا غَضَن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب» ( أف 5: 25 - 27)، «الذي أحبنا، وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه» ( رؤ 1: 5 ).

    ولا ريب أن الله يبرر الفاجر الأثيم بالإيمان بربنا يسوع المسيح وبعمله المبارك فينال قبولاً كاملاً فيه، وإذ يلبس المسيح فالله يراه فيه كما يرى المسيح نفسه «اختارنا فيه ... لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة» ( أف 1: 4 ).

    ثم لنلاحظ قوله: «ها أنتِ جميلة»، فهو لا يقول إنكِ ستكونين جميلة في المجد، ولكن ها أنتِ جميلة من الآن. صحيح أننا كنا أمواتًا بالذنوب والخطايا التي سلكنا فيها قبلاً، ولكن الله الغني في الرحمة أحيانا مع المسيح وأقامنا معه، وأجلسنا معًا في السماويات في المسيح يسوع ( أف 2: 5 ، 6)، «لأنكم قد مُتُّم وحياتكم مُستترة مع المسيح في الله» ( كو 3: 3 ). هذه هي الحالة التي صرنا فيها الآن أمام الله وبنعمته، ولولا أنه لم تبقَ فينا ذرة واحدة من الصورة البغيضة الأولى، بل صرنا في كمال الجمال ـ جمال المسيح نفسه ( حز 16: 14 ؛ مز90: 17)، لمَا كان ممكنًا أن يرانا الله في نفس الكمال والقبول الذي للمسيح الجالس عن يمينه. ما أمجد وما أسمى هذا الحق الثمين! وما أحوجنا أن نتحققه وأن نتمتع به من الآن.

    لا شيءَ فيَّ لا شيءَ منّي
    الكلُّ مِن فَضلِ حُبِّهِ
    الربُّ تُرسي وهْوَ مِجَنّي
    حقي وبِرّي أَحيا بهِ

    متى بهنام
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

      لاشيئ في ولاشيئ منى
      الكل من فضل حبه
      الرب ترسي وهو مجنى
      حقي وبرى احيا به

      ليحيا المسيح فيا وانا احيا به وله
      ليكن هو الاول والاخر في حياتى


      لا استطيع انا اوصف كم حاجتى الى طعام وتعزية
      ربنا يبارك خدمتك شيخي العزيز


      تعليق من الشيخ:
      اشكر الرب من أجلك أختنا Camelia
      تأملات رائعة وطعام لأرواحنا وتعزية لنفوسنا
      الرب عظيم - وكلماته غذاء وحبه صادق ومحبته ابدية
      التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ; الساعة 04-07-10, 04:53 AM.

      تعليق


      • #4
        رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

        السبت 3 يوليو 2010

        الحب الصادق

        وجاء أيضًا نيقوديموس ... وهو حاملٌ مزيج مُرٍّ وعودٍ نحو مئة منًا. فأخذا جسد يسوع، ولفَّاه بأكفان مع الأطياب ( يو 19: 39 ، 40)

        يوسف ونيقوديموس .. أخويَّ الحبيبان:

        ألا أخبرتماني بشيء مما اعتمل في نفسيكما وأنتما تُنزلان الجسد الكريم؟ .. ألا أخبرتماني بأي حنو وإجلال وتقديس أمسكتما بالجسد القدوس؟ أخبراني هل كفَّنتموه راكعين، أم واقفين؟ أخبراني شيئًا عن دموعكما وهي تهطل في صمت مهيب تغسل جراح الحبيب! .. أخبراني أين قبَّلتموه، هل فقط في مكان الجِراح، أم في كل مكان؟! .. بماذا شعرتما، وأية قشعريرة ملأت جسديكما، وأنتما تفكران في أنكما تلمسان جسدًا هو الفريد والوحيد في كل تاريخ البشر؟ جسد ليس من زرع بشر، ولم تسكنه الخطية! جسد هيأه الله قبل مولده في بطن عذراء! وفيه حلّ كل ملء اللاهوت؟! جسد جاءت عنه النبوات كيف يتكوَّن قبل مولده وكيف لا يفسد بعد موته!

        أخبراني أي حبٍّ اندفق، وأي دمع انهمر، عندما أمسكتما بالجسد الساخن الخارج لتوه من نار التنور الإلهي، وأنتما تتأملان كيف كانت على هذا الجسد الكريم منذ لحظات جميع خطاياكم؟ .. أخبراني كيف نشرتما الأطياب على جسد حبيبي؟ ماذا فعلتما بمكان الأشواك عندما لففتما الرأس بالمنديل؟ وكيف تعاملتما مع الثقوب في اليدين والرجلين؟ هل تركتموها مفتوحة، أم ملأتموها بالمُرّ والعُود؟

        حدِّثاني كثيرًا عن ما جال بخاطريكما من أفكار، وما فاض في قلبيكما من مشاعر، عندما اقتربتما من جنبه المطعون، عندما رأيتما الباب مفتوحًا أمامكما لتلقيا نظرة على قلبه؟ يا لها من لحظة لم تُتَح لغيركما! هل قاومتما الرغبة في أن يمدّ أحدكما أو كلاكما يده لكي يتحسس بأنامله القلب الذي ذاب من الحب وهو على الأرض، وذاب تحت غضب الله وهو بين السماء والأرض؟ .. وماذا فعلتما بمكان الطعنة الغائر، هل ملأتموه بالكفن، أم بالأطياب؟

        آه يا أخواي العزيزان .. لقد وصلتما لقمة الوجود قبل أن تنتهي حياتكما على الأرض! فأخبراني كيف استطعتما الاستمرار على الأرض لحظة بعدما عشتما هذه اللحظات؟

        سيدي الحبيب: كم تدنست أيادينا بفعل الشر قبل أن تشترينا؟! واليوم بعد أن اشتريتنا، وبغسل دمك طهرتنا، بعد أن أزلت عنا قُبحنا وبجمالك جمَّلتنا، ألا تُكرِّس أيادينا لخدمتك؟!

        ماهر صموئيل
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

          الأحد 4 يوليو 2010

          أسلَمَ الروح ومات

          ونادى يسوع بصوتٍ عظيم وقال: يا أبتاه، في يديك أستودع روحي. ولما قال هذا أسلم الروح ( لو 23: 46 )

          «يا أبتاه، في يديك أستودع روحي»..هذه العبارة هي آخر العبارات السبع التي نطق بها الرب يسوع من فوق الصليب. ولقد اقتبسها ـ له المجد ـ من المزمور الحادي والثلاثين. ومن هذا نتعلم المكان البارز والهام للكتاب المقدس في حياة المسيح. إنه هو القائل «شريعتك في وسط أحشائي» ( مز 40: 8 ). ولهذا فإنه لما كان على الصليب وجَّه عبارات ثلاثًا للآب كانت كلها مُستوحاة من الكتاب المقدس: العبارة الأولى «يا أبتاه، اغفر لهم» كانت تتميمًا للنبوة الواردة في آخر آية في إشعياء53 «شفع في المذنبين». والعبارة الرابعة «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟» كانت اقتباسًا حرفيًا من أول آية في المزمور22، والآن هذه العبارة السابعة والأخيرة، كانت أيضًا اقتباسًا من مزمور31: 5. لقد بدأ الرب خدمته في البرية باقتباسات ثلاث من كلمة الله وجهها إلى الشيطان، وختم حياته من فوق الصليب بصلواتٍ ثلاث مستوحاة من هذه الكلمة عينها، وجهها إلى الله!

          لكن من المهم أن نلاحظ كيف اقتبس المسيح من المزمور. فلقد أضاف شيئًا إلى الآية في أولها، كما أغفل ذكر عبارة وردت في آخرها. فهي في المزمور «في يدك أستودع روحي، فديتني يا رب إله الحق». فأضاف المسيح كلمة «يا أبتاه» في أولها. وهي كلمة لم يكن ممكنًا لقديسي العهد القديم أن يقولوها. أما نحن فنقولها لأن سيدنا علَّمنا أن نبدأ صلاتنا بالقول: «أبانا»، وأما المسيح فيقولها ولكن بمعنى أعمق وأعظم. فنحن أخذنا روح التبني الذي به نصرخ «يا أبا الآب» ( رو 8: 15 )، وأما المسيح فهو الابن الوحيد الأزلي. وحتى عندما صار إنسانًا فإنه بكرٌ بين إخوة كثيرين. لذلك قال للمجدلية: «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم» ( يو 20: 17 )، ولم يَقُل ”إلى أبينا“.

          وأما العبارة الأخيرة في أقوال كاتب المزمور، فلم يكن مناسبًا أن يقولها المسيح، حتى وإن قالها داود: فهو لم يُفْدَ، بل بالحري قدَّم نفسه باعتباره الفادي الوحيد، لذلك لم يَقُل المسيح: ”فديتني يا رب“، وأما نحن في العهد الجديد فكم يلذ لنا، نحن المفديين، أن نقولها! بل هي في أفواهنا أشهى وأحلى مما تذوقه المرنم في العهد القديم وهو ينطق بها أول مرة.

          يوسف رياض
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

            الاثنين 5 يوليو 2010

            الشجعان الثلاثة

            لأننا إن عشنا فللرب نعيش، وإن مُتنا فللرب نموت. فإن عشنا وإن مُتنا فللرب نحن(رومية14: 8)

            في مكانٍ ما في أدغال البرازيل تكمن كل أنواع الأخطار التي تهدد حياة ثلاثة رواد شجعان في ملكوت المسيح. لقد رافقت أرواحهم أبواق الهتاف التي تحيط بعرش الرب. والقصة الكاملة للأيام الأخيرة لهؤلاء الشجعان ربما لن نستطيع أبدًا أن نعرفها الآن، لكن كل ما عرفناه أن عصابة من الهنود المتوحشين الهمجيين، نصبوا لهم فخًا ثم قتلوهم.

            هؤلاء الشجعان قد تعرضوا للضرب بالهراوات حتى الموت في سنة 1935. وكانت تلك هي رسالتهم الأخيرة: ”أيها الإخوة قِفوا إلى جانبنا كرجل واحد. فإذا كنتم تريدون رؤية الثمار التي رغبنا فيها، فعليكم بالصلاة وبإرسال آخرين لكي يتمموا المهمة التي كلّفنا بها الرب“. وقد كتبوا في خطاب قائلين: ”إذا كانت مشيئة الرب أن ننتقل، فإن صلاتنا أن يأتي سريعًا المزيد من الرجال والمال لكي يتابعوا التقدم الذي حدث هنا“. وقالوا أيضًا في مِحنتهم: ”في أي وقت، بناءً على هذا التقدم، نتوقع أن تسقط علينا السهام، وعندما نتقابل مع الهنود فإن الرب سوف يعمل بطريقة عجيبة لكي ينقذنا من فخاخهم التي نصبوها وقتلوا بها الكثيرين“. ولكن الرب رأى أنه من غير المناسب أن ينقذهم. فقد كانت قرعتهم أن يصيروا شهداء.

            وربما أفضل ما يَصِف هذا الأمر، ماجاء في شعر من قصيدة لفنتون ـ هال، والذي نال هو أيضًا الشهادة، فنجده يقول:

            ”وما أرجوه هو إنني لو مُت لأجلك، يا رب يسوع المسيح سيدي، أن الذين يقتلونني ويتسببون في موتي يُقبلون إلى معرفتك ومعرفة ملكوتك، آه يا سيدي المسيح! لذلك اسكن فيَّ، وهكذا حتى في موتي، مَنْ يشاهدونني ينجذبون لكي يجدوا فيض دمك الفادي الثمين يغمر حياتهم“.

            لقد كان ريتشارد وليامز يموت جوعًا. ومن بين كلماته الأخيرة قال: ”لقد كنت أشعر ـ إذا جاءت الحياة أو جاء الموت ـ أن مشيئة الله سوف تكون هي دائمًا خياري. ليت كل أحبائي في الوطن يثقون أن سعادتي كانت تفوق الوصف، وإنني ما كنت سأقبل أن أستبدل حالتي بحال أي إنسان عاش على سطح الأرض. وليثقوا أيضًا بأن آمالي كانت فياضة ومُزدهرة بالأمور الخالدة، وأن السماء والمحبة والمسيح كانوا في قلبي، وأن رجاء المجد ينتظرني في السماء، ويملأ قلبي بالفرح والسرور، وبالنسبة لي الحياة هي المسيح، والموت هو ربح“. لقد كان ريتشارد وليامز مُدركًا تمامًا لرؤيته.

            أزوالد سميث
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

              الثلاثاء 6 يوليو 2010

              نبوة أخنوخ

              وتنبأ عن هؤلاء أيضًا أخنوخ السابع من آدم قائلاً: هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه، ليصنع دينونة على الجميع (يهوذا 14، 15)

              هذه أول نبوة في الكتاب، نبوة نطق بها أخنوخ قبل الطوفان، ومُعطاة لنا في رسالة يهوذا، وهي ليست مُسجلة في العهد القديم. وهناك أمور حدثت في العهد القديم لم يذكر العهد القديم شيئًا عنها، لكنها ذُكرت في العهد الجديد ومن ضمنها هذه النبوة، فيقول يهوذا: «وتنبأ عن هؤلاءِ أيضًا أخنوخ السابِع من آدم»، أعنى تكلَّم عن طبقة من الناس قد اتصفت بالشر والفساد وهي صفة أهل العالم من بداية تاريخ الإنسان إلى نهايته. فهؤلاء الذين كانوا في أيام أخنوخ، كان مثلهم يعيشون في أيام يهوذا، كذا في وقتنا الحاضر، ويقول يهوذا إن أخنوخ تنبأ عنهم.

              نحن نقرأ أن أخنوخ سار مع الله في الأيام التي امتلأ فيها هذا العالم القديم بالظلم والفساد، لكن على الرغم من ذلك نرى شخصًا يسير مع الله في حالة الانفصال عن الشر المحيط به. فقد ميَّز الشر وانفصل عنه، وميَّز قداسة الله فسار مع الله. وقد فسَّر الرسول بولس عبارة «وسار أخنوخ مع اللهِ» ( تك 5: 22 )، أنه ”أرضى الله“، فيقول: «بِالإِيمانِ نُقل أخنوخ لِكي لا يرى الموت، ولم يوجد لأن الله نَقَلَهُ. إِذ قبل نقله شُهِدَ له بِأنه قد أرضى الله» ( عب 11: 5 ).

              ولأن أخنوخ سار مع الله وأرضَى الله، سُرّ الله أن يُعلن فكره له عن كيفية تعامل الله مع هذا الشر المحيط به، وهو ما تم جزئيًا بقضاء الطوفان، ويتم بالكامل في ظهور الرب بالمجد والقوة لكي يعاقب فجور الناس وإثمهم. فقبل أن يُقيم الرب ملكوت البر الذي تنبأت عنه نبوات العهد القديم، لا بد أن يظهر أولاً بالمجد والقوة لكي يُنقي ملكوته من المعاثر وفاعلي الشر.

              فنبوة أخنوخ تتعلق بالظهور، لكن قبل الظهور هناك حقيقة مباركة لم يعرفها أخنوخ ولا أُعلنت في نبوات العهد القديم، وإن كان أخنوخ رمزًا لها؛ أعني بها حقيقة الاختطاف. فسيجيء الرب أولاً لكي ينقذ المؤمنين من الغضب الآتي ومن ساعة التجربة العتيدة أن تجرِّب الساكنين على الأرض ( 1تس 1: 10 1كو 15: 51 ). فالمجيء الذي تكلم عنه أخنوخ، تكلَّمت عنه نبوات العهد القديم، أما الاختطاف فهو سر لا نجد له ذكرًا في نبوات العهد القديم. فالكنيسة سر لم يُعلن في العهد القديم، ومجيء الرب للكنيسة أيضًا سر لم يُعرف في العهد القديم (1كو15: 51).

              رشاد فكري
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

                الأربعاء 7 يوليو 2010

                مصدر الحياة الأبدية ومُعطيها

                الحق الحق أقول لكم: إنه تأتي ساعة وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون ( يو 5: 25 )

                في يوحنا10: 27، 28 قال المسيح إنه يعطي خرافه، أي المؤمنين باسمه، الحياة الأبدية. والمسيح في يوحنا5، في حديثه الجامع المانع يؤكد هذا الحق ذاته. وهذا الحديث كان المسيح قد قاله لليهود بعد أن شفى رجل بِركة حسدا من مرض دام 38 سنة، وشفاه المسيح بكلمة واحدة منه. ثم أوضح المسيح في حديثه مع اليهود أن هذه الكلمة عينها تَهَب الحياة الأبدية لمَن يسمعها.

                ونحن نعلم أنه ليس سوى الله يُميت ويُحيي ( تث 32: 39 ؛ 1صم2: 6؛ 1تي6: 13). لكن في الآية موضوع دراستنا يقول المسيح إن صوته يعطي الحياة!

                كان المسيح قد قال عن نفسه إنه «يُحيي مَن يشاء» ( يو 5: 21 ). فالمسيح هو المُحيي، وهو يفعل ذلك ليس كمجرد منفّذ أو كواسطة، بل إنما يفعله بمقتضى إرادته هو وسلطانه الشخصي، فهو «يُحيي مَن يشاء».

                ثم لاحظ وسيلة الإحياء التي يذكرها المسيح هنا، إنها في منتهى البساطة، كما أن لها دلالة عُظمى، إذ يقول المسيح: «تأتي ساعة وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون». إن هذه الكلمة التي تَهَب الحياة هي كلمة الله ( مز 119: 50 )، وهذا الصوت المُحيي لا يمكن إلا أن يكون صوت الله ( إش 55: 3 ).

                كما أن نوعية هذه الحياة هي أسمى أنواع الحياة، إنها الحياة الأبدية ( يو 3: 16 يو 10: 10 )، الحياة الأفضل (يو10: 10). إن إعطاء الحياة في أية صورة، أمر لا يقوى عليه سوى الله، فكم بالحري عندما تكون الحياة هي الحياة الأبدية!

                والآن، هل أدركت عزيزي القارئ سمو المجد الذي تتضمنه هذه الأقوال؟ إن هذه الساعة امتدت إلى الآن نحو ألفي عام، وفيها سمع ما لا يُحصى من ملايين الأموات صوت ابن الله. وهل يمكن للأموات أن يسمعوا صوتًا؟ هذا مُحال. لكن السر يَكمُن في أن هذا الصوت ليس صوتًا عاديًا، بل هو صوت ابن الله. إنه الصوت الذي يخترق الموت، ويصل لأولئك الأموات في ذنوبهم وخطاياهم ويُحيبهم. ومهما كانت حالتهم، ولو كان لهم في موتهم عشرات السنين، ولو كانوا قد أنتنوا في قبور خطاياهم، فإنهم بمجرد أن يسمعوا صوت ابن الله فإنهم ينالون فورًا الحياة الأبدية!

                أخي: هل سمعت هذا الصوت؟ وهل لك الحياة الأبدية؟

                يوسف رياض
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

                  الخميس 8 يوليو 2010

                  موسى والحساب المضبوط

                  بالإيمان موسى لما كبر أَبَى أن يُدعى ابن ابنة فرعون، مُفضلاً بالأحرى أن يُذل مع شعب الله.. ( عب 11: 24 ، 25)

                  إن قصة موسى العجيبة تبدو أمام العقل البشري كأنها ضرب من الخيال. لقد وزن مجد مصر، وبفطنة من الله رأى أنه يكتسب أكثر إذا رفض كل ذلك المجد. لقد كان من المُحتمل أن يصير ملكًا على مصر، ولكنه صمم على أن يعطي ظهره للعظمة والمجد العالمي، ويلقي قرعته مع شعب مُستعبد!!

                  ولماذا فعل موسى هكذا؟ إن الجواب نجده في أربع كلمات تبين لنا التدرج الجميل في تصميمه الخطير هذا: هذه الكلمات هي: «أَبَى .. مُفضلاً .. حاسبًا .. كان ينظر ..».

                  إنه لم يعتبر العظمة الأرضية، ولم يرَ نفسه في حاجة إليها. لقد علم أن المدينة التي تربى فيها كانت بلا إله ومُعادية لشعب الله. ثم كان هناك مؤثر آخر غير بيت فرعون، وهو أمه التقية، التي أرشدته إلى وضعه الصحيح وما يجب أن يوجه إليه قلبه وحياته، لذلك عندما التفت إلى هنا وهناك كشاب ( خر 2: 12 ) لم يرَ في شعب الرب جماعة من العمال المحتقرين، بل رأى «إخوته».

                  لقد امتلأت نفس موسى بحساب عار المسيح غنىً أعظم من خزائن مصر. لم يكن موسى يدرك شيئًا عن إتيان الرب يسوع إلى العالم، لكنه أراد لنفسه حياة إنكار النفس واحتقار الأشياء الدنيوية، وسلك في هذا الطريق باختياره «لأنه كان ينظر إلى المُجازاة» وهذا عين ما حسبه بولس عندما قال: «إني أحسب كل شيء أيضًا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي» ( في 3: 8 ).

                  أيها الأخ العزيز .. هل عملت حسابًا كهذا؟ إن مباهج العالم ومقتنياته لا تزال جذابة، والمؤمن الذي يَعرِض عنها، يُنظَر إليه من الناس كأنه جاهل أو خيالي. ولكن إذا عملنا حساب الأشياء التي تحت الشمس في نور الأبدية وفي نور كرسي المسيح وفي نور الجلجثة، لا بد وأن يُشبه حسابنا حساب موسى وبولس.

                  ولكن عملية الحساب هذه، وهي التصميم على إعطاء الحياة للرب، ليست هي ختام القصة، ففي خروج2، 3، 4 نرى الخطوات التي تدرب بها موسى، فأصبح نافعًا لله بكيفية عملية. إن الدافع الحسن ليس كافيًا في خدمة الله.

                  بل مع شعبِ الربِّ أقبَلْ كلَّ ذُلٍّ وتَعَبْ
                  فعارُ المسيحِ أفضلْ مِن خزائنِ الذهَبْ

                  كاتب غير معروف
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

                    الجمعة 9 يوليو 2010

                    تقديس الروح

                    بطرس ... إلى المتغربين ... المختارين بمقتضى عِلم الله الآب السابق، في تقديس الروح للطاعة، ورش دم يسوع المسيح ( 1بط 1: 1 ، 2)

                    يبدأ الرسول بطرس رسالته بالاختيار في الماضي حيث الأزل، ثم يحملنا إلى المجد حيث المستقبل الأبدي. والنعمة التي بدأت في الأرض تنتهي بالمجد في العُلا. وكيفما كان فشلنا كثيرًا، فإن الله له مُختاروه. والاختيار ليس قوميًا أو جماعيًا ولكنه شخصي وفردي. وفي 1بطرس1: 1 نجد وصفًا جميلاً لكل فرد مؤمن. ونحن ككل مختارون في الأزل بحسب علم الله الآب السابق.

                    ثم يُخبرنا الرسول عن وجهة اختيارنا. فنحن مختارون لطاعة يسوع ورش دم يسوع. وبواسطة تقديس الروح أمكن لله أن يفرزنا لهذين الأمرين. لقد أفرزنا لنُعبِّر عن حياته ونأتي إلى كفاية موته.

                    وتقديس الروح هو عمل حقيقي للروح القدس فينا، إذ به نولد من الروح ويمنحنا حياة جديدة وطبيعة جديدة، والتي تنشئ تغييرًا كاملاً في الذهن، لتُظهر ذلك في رغبة جديدة للطاعة. لقد أمكن لشاول الطرسوسي أن يقول، حتى قبل أن يتعلم كفاية الدم «يا رب ماذا تريد أن أفعل؟». وطاعة المسيح ليست هي ببساطة أن نأتي إلى ناموس جديد ونطيع المسيح، بل إننا أُفرزنا للطاعة كما هو أطاع. إن لنا الآن طبيعة تُسرّ أن تفعل إرادة الله، كما قال المسيح: «لأني في كل حينٍ أفعل ما يُرضيه» ( يو 8: 29 ).

                    والتقديس الذي يتكلم عنه الرسول هنا، ليس هو التقديس العملي للمؤمن الذي نجده في أجزاء أخرى من الكتاب، والذي يلزم أن يكون نسبيًا أو بدرجات متفاوتة، ولكنه تقديس أكثر عمقًا، وهو مُطلق. إنه نتاج عمل نعمة الله الذي يفصل إنسانًا عن العالم، سواء كان يهوديًا أو أمميًا، ليكون لله. والترتيب الذي يستحضره الحق بوضوح يُرينا أنه لا يمكن أن يكون تقديسًا عمليًا. فالتقديس العملي يأتي تاليًا للتبرير بالدم، بينما التقديس في هذا النص يسبق الدم.

                    وفضلاً عن ذلك، فإنه بواسطة الروح أُفرز المختارون ليأتوا إلى التطهير بدم يسوع المسيح. وبالإيمان بالمسيح يأتي المؤمن ليحتمي في دم المسيح الثمين الذي يُطهر من كل خطية، ويُوقفه أمام الله في سلام.

                    وهكذا نتعلم أننا نأتي إلى تلك العلاقات مع كل أقنوم إلهي في اللاهوت. إننا مُختارون بحسب سبْق معرفة الله الآب، ولقد تقدسنا بعمل الروح فينا، كما أن اختيار الآب وعمل الروح من أجل طاعتنا مثلما أطاع المسيح، وأن نأتي إلى رش دم المسيح.

                    هاملتون سميث
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

                      السبت 10 يوليو 2010

                      سِرُّ الرب لخائفيه

                      أجاب الكلدانيون قدام الملك وقالوا: ليس على الأرض إنسانٌ يستطيع أن يبيِّن أمر الملك ( دا 2: 10 )

                      «سر الرب لخائفيه» ( مز 25: 14 ) نرى إيضاحًا جميلاً لهذه الآية في مسألة حلم نبوخذنصّر، فالمجوس والسَحَرة والعرّافون والكلدانيون الذين أُتيَ بهم إلى حضرة الملك، كانوا جميعًا في ظلام دامس بخصوص حلم الملك. ولكن يوجد إله في السماء يعرف كل شيء عن هذا الأمر، ويستطيع أن يبيِّنه لأولئك الذين عندهم الإيمان والتعبد وإنكار الذات الكافي لأن يجعلهم ينفصلون عن نجاسات بابل ولو كانوا من الأسرى فيها. ونذيرو الرب أبعد نظرًا في أمور الحياة من أعظم فلاسفة العالم، وكيف يكون ذلك؟ كيف يستطيعون كشف أسرار العالم الغامضة؟ السبب هو أنهم فوق ضباب العالم، ومنفصلون عن نجاساته، وفي مركز الاعتماد على الرب والشركة معه «حيئنذٍ مضى دانيال إلى بيته، وأعلَم حننيا وميشائيل وعزريا أصحابه بالأمر، ليطلبوا المراحم من قِبَل إله السماوات من جهة هذا السر» ( دا 2: 17 ، 18). هنا نرى مركز قوتهم وفهمهم، فما كان عليهم إلا أن يرفعوا عيونهم إلى السماء لينالوا فهمًا واستنارة بخصوص مقاصد الله في الأرض.

                      «الله نورٌ وليس فيه ظلمة البتة» ( 1يو 1: 5 ). ولذلك إذا أردنا نورًا لا نجده إلا في محضره، ولا نستطيع أن نتمتع بمحضره المقدس إلا إذا انفصلنا عمليًا عن نجاسات الأرض.

                      ونلاحظ نتيجة أخرى لانفصال دانيال المقدس «حينئذٍ خرَّ نبوخذنصّر على وجهه وسجد لدانيال، وأمرَ بأن يقدِّموا له تقدمة وروائح سرور» (ع46). وهنا نرى أعظم الملوك قوة واقتدارًا وتكبرًا، ساجدًا عند قدمي مسبي أسير. يا لها من صورة بديعة! يا له من ثمر فاخر من أثمار الإيمان! حقًا إن الله يكرم الإيمان الذي يسمو لمعرفة أفكاره تعالى، لأنه لا يخيِّب ثقة مَن يتقدم إلى كنوزه الفيّاضة، وقد أدرك دانيال في تلك المناسبة أن الله قد تمم معه بكيفية عجيبة، وعده القديم القائل: «فيرى جميع شعوب الأرض أن اسم الرب قد سُميَ عليك ويخافون منك ... ويجعلك الرب رأسًا لا ذنبًا، وتكون في الارتفاع فقط ولا تكون في الانحطاط» ( تث 28: 10 ، 13). ومَن يتأمل في المنظر السابق، يرى بكل تأكيد دانيال رأسًا ونبوخذنصّر ذنبًا، ومَن يتأمل أيضًا في الوقفة التي وقفها هذا النذير المقدس أمام بيلشاصّر الشرير، يرى أنه كان في الارتفاع حقيقةً لا في الانحطاط ( دا 5: 17 ).

                      ماكنتوش
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

                        الأحد 11 يوليو 2010

                        عظمة شخص المسيح

                        الذي لنا فيهِ الفداء، بدمهِ غفران الخطايا، الذي هو صورة الله غير المنظور، بكل كل خليقة ( كو 1: 14 ، 15)

                        مَن هو صانع الخلاص العظيم؟ إنه ذاك المكتوب عنه «صورة اللهِ غيرِ المنظورِ». وفي يوحنا1: 18 يُخبرنا أن «الله لم يره أحدٌ قط. الابن الوحيد الذي هو في حضنِ الآبِ هو خبَّر». وفي يوحنا14: 9 يقول الرب: «الذي رآني فقد رأى الآب». وفي كولوسي1: 19 نقرأ «لأنه فيه سرَّ أن يحِل كلُّ المِلءِ».

                        لم يكن هو الله فقط، بل كان إنسانًا أيضًا، وكإنسان كان بكر كل خليقة (ع15). والسبب نجده في الآية التالية «فإِنه فيه خُلِق الكلُّ». وبما أنه الخالق فلا بد أن يكون بكر كل خليقة، لكنه لما صار إنسانًا أخذ مكانه في الخليقة دون أن يصير مخلوقًا. فالرب لم يكن مخلوقًا على الإطلاق، بل أخذ مكان المخلوق فصار إنسانًا حقيقيًا وكان هذا الإنسان هو الله أيضًا. ولأنه هو الله فكان يليق به أسمى مكان في الخليقة كإنسان. وحتى عندما وُلد كطفل صغير، كان هو بكر كل خليقة. وكلمة ”بكر“ لا تعني الأسبقية التاريخية، بل الأولوية والتفوق، لذلك كان للرب مكان في الخليقة، وحتى ترتيب الخليقة قد تغيَّر. فالملائكة كانوا دائمًا في مركز أسمى من البشر، لكن الآن أتى ذلك الإنسان الذي هو أعظم من الملائكة فصارت الملائكة تخدمه لأنه خالقها.

                        وفي كولوسي1: 16 نرى أنه الخالق لكل شيء «الكل بِه وله قد خُلِقَ». لقد خلق كل شيء سواء ما في السماوات أو ما على الأرض، ما يُرى وما لا يُرى. كما يُخبرنا يوحنا1: 3 أيضًا «كل شيءٍ بِهِ كان، وبِغيرِه لم يكن شيءٌ ممَّا كان».

                        دعونا نتأمل في الخليقة الظاهرة، إلى أي مدى هي عجيبة! قطر الأرض حوالي 8000 ميل، وقطر الشمس حوالي 1,300,000 مرة مثل الأرض!! وهناك نجوم أكبر 36 مليون مرة من حجم الشمس!! فأي عظمة هذه التي للخالق! كم عدد النجوم؟ لقد حسبها بعض الفلكيين فوجدوا أن هناك ما يقرُب من مليون نجم لكل شخص على الأرض! وهناك نجوم لا حصر لها لم نستطع إلى الآن أن نراها بأقوى التلسكوبات. أما الرب فلم يكلِّفه كل هذا سوى كلمة واحدة فظهر كل هذا الكون الهائل. هذا هو الإنسان رأس الجسد الكنيسة، بل هذا هو ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي.

                        هايكوب
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

                          الاثنين 12 يوليو 2010

                          اغضبوا ولا تخطئوا

                          اغضبوا ولا تخطئوا. لا تغرب الشمس على غيظكم. ولا تُعطوا إبليس مكانًا ( أف 4: 26 ، 27)

                          كنت أمتلك سيارة لها خاصية أمان غير مألوفة، فعندما ترتفع درجة حرارة المحرك، ويضيء نور التحذير الأحمر، في الحال يتوقف المحرك من تلقاء نفسه، وتقف السيارة مكانها. وكانت هذه الخاصية مُزعجة ومُربكة لي، فلو تُرك الأمر لي لَمَا توقفت، ولظللت أقود السيارة إلى حيث مقصدي. بالطبع كان هذا سيؤدي إلى خسارة جسيمة بالسيارة، ولكن هذه الخاصية كانت على درجة كبيرة من الأهمية، حيث حافظت على كفاءة المحرك لفترة طويلة جدًا، وبالتالي على كفاءة السيارة ككل.

                          والفائدة الأخرى التي جنيتها من هذه الخاصية، هي أنني تعلمت أن أكون حريصًا في استخدام السيارة وفي فحصها جيدًا قبل قيادتها حتى لا تتوقف في الطريق.

                          أما الفائدة الكبرى التي جنيتها، هي أنني طبَّقت ذلك على نفسي، تعلَّمت أنه عندما يتملكني الغضب والاحتداد، عليَّ أن أتوقف في الحال. عندما يضيء النور الأحمر مُعلنًا أنني سأفقد أعصابي، عندئذٍ عليَّ أن أتوقف وأسمح لنفسي بفترة سكون وهدوء لأفكر تفكيرًا صحيحًا. تعلمت أيضًا أن أراجع تصرفاتي وأقوالي وقراراتي قبل أن أبدأ في أية مناقشة.

                          لا يوجد واحد منا لا يغضب، وإن كانت ردود أفعالنا تختلف شدتها باختلاف شخصياتنا وطبائعنا. ولكننا كلنا نستطيع أن نلجم غضبنا عندما نعرف أن غضبنا هذا قد يؤثر تأثيرًا سلبيًا على أنفسنا، وعلى مَن حولنا، وعلى علاقتنا بالله، وربما يفسد ويشوِّه صِلات رائعة، وقد يصل الأمر إلى تدمير أهداف جميلة بسبب كلمات الغضب التي قيلت في وقت لم نكن فيه على تحكم كامل بأقوالنا.

                          من الخطورة الشديدة أن نتجاهل النور الأحمر، بل علينا أن نحترمه، فهو إنذار بخسارة كبيرة على مستويات كثيرة. كان داود على مقربة من شاول، وكان بإمكانه أن يقتله في ثورة غضبه، ولكنه توقف، وبهدوء تصرف تصرفًا مباركًا. وفي رسالة تيطس1: 7 يضع الرسول شرطًا هامًا لاختيار الأسقف وهو ألاّ يكون غضوبًا. والرسول يعقوب يضع قاعدة عامة لكل المؤمنين «ليكن كل إنسانٍ .. مُبطئًا في الغضب» ( يع 1: 19 ).

                          عزيزي .. امتحن نفسك أمام الله .. هل أنت غضوب؟ أم أنك بطيء في الغضب؟ احذر .. لا تتجاهل النور الأحمر، لخيرك وخير جميع مَن حولك.

                          لاري أوندرجاك
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

                            الثلاثاء 13 يوليو 2010

                            الصعاب

                            فقال لهم يعقوب: ... صار كل هذا عليَّ ( تك 42: 36 )

                            ليس غريبًا أن توجد الصعاب في عالم يفتخر بحكمته وبموارده، ونستطيع أن ندرك جيدًا وجود صعاب كالجبال التي لا تُرتقى أمام الشخص الذي يعيش بالاستقلال عن الله ـ بلا إله. ولكن ليس هكذا الحال مع المؤمنين لأن صعابًا كهذه لا وجود لها أمام إيماننا، كما أن لا وجود لها أمام إلهنا إذ إن الإيمان يوقن بأن الله يتداخل في كل ظروفنا فيرتبها على أحسن حال.

                            وهل يوجد شيء واحد عسير على الله الذي يحبنا؟ أ لم يُخلِّص إلهنا راحاب الزانية، بينما كان بيتها بحائط سور المدينة، السور الذي سقط وتحطم في ذات اليوم الذي خلصت فيه؟

                            أوَلم يدخل يشوع وكالب إلى أرض الموعد، بينما كان في الأرض جبابرة عظام كانا أمامهم كالجراد؟ حقًا إن دخول الأرض كان صعوبة كبرى، بل أمرًا مستحيلاً أمام الجواسيس العشرة، ولكنه لم يكن صعوبة أمام الإيمان ولا أمام الله الذي يكرم الإيمان.

                            لقد كان يوسف في أعماق السجن مجهولاً من الجميع ومنسيًا حتى من رئيس السُقاة الذي كان أولىَ من غيره بأن يتذكره، فكيف يمكن له الخروج من ذلك السجن؟ حقًا إنها لصعوبة كبرى، بل أمر مستحيل، ولكن ليس لدى الله الذي أعطاه المواعيد. ليتمثل أمامنا يوسف راكبًا في مركبة فرعون ومجتازًا في أرض مصر، والمصريون راكعون أمامه، فنتحقق أن لا صعوبة تقوم أمام الله.

                            ويمكننا أن نأتي بأمثلة كثيرة، ولكن فيما أسلفنا الكفاية لأن نبيِّن أن الصعاب لا وجود لها أمام الإيمان وإنما قد تعرض لهم مجرد تغذية إيمانهم وتقويته. حقًا إن الأزمنة صعبة، وبذلك يعطينا الرب فرصة ربما تكون الأخيرة لنُظهر أنه يمكننا أن نلقي بأنفسنا بين يديه، وأننا لسنا مثل الآخرين الذين ليس لهم هذا الإيمان، ولذلك يستسلمون لليأس. من ثم يجب علينا أن لا نخاف خوف غير المؤمنين ولا نرتاع من شَبَح الحوادث التي تهددنا، بل لنقدس الرب في قلوبنا وليكن هو خوفنا. وإذا ازدادت الصعاب فلنزداد ثقة في الرب ولنسلِّم أنفسنا وكل أمورنا بين يديه وهو يعتني بكل ما يخصنا ويخص عائلاتنا وما يخص اجتماعاتنا أيضًا.

                            لنصدق إلهنا ولنؤمن بكل تأكيدات كلمته التي كُتبت لأجلنا، وحينئذٍ لا تجري كلمة ”صعاب“ على ألسنتنا، ولن تأتي لتعكر سلامنا أو تقطع شركتنا مع الله.

                            كاتب غير معروف
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

                              الأربعاء 14 يوليو 2010

                              خطف شيطاني

                              اسمعوا! هوذا الزارع قد خرج ليزرع، وفيما هو يزرع سقط بعضٌ على الطريق، فجاءت طيور السماء وأكلته ( مر 4: 3 ، 4)

                              يشرح لنا الرب نفسه مَثَل الزارع فيقول: «الزارع يزرع الكلمة، وهؤلاء هم الذين على الطريق، حيث تُزرع الكلمة، وحينما يسمعون يأتي الشيطان للوقت وينزع الكلمة المزروعة في قلوبهم» ( مر 4: 14 ، 15).

                              فالطريق يُشير إلى حالة قلوب بعض السامعين. إنها نوعية من الناس لا يكترثون كثيرًا بما يسمعونه، إنهم مُصابون بحالة من الاستخفاف وعدم الاستعداد لقبول الكلمة، وهذا ما يجعل الشيطان يُبادر، وبكل سهولة، كما يذكر لنا البشير متى «ويخطف الكلمة» ( مت 13: 19 )!

                              فرغم أن الكلمة وصلت إلى القلب، إذ إن كلمة الله تناسب حاجة قلب الإنسان بغض النظر إن كان يقبلها أو لا يقبلها، لكن لأنهم عديمو الانتباه وغير مُبالين، سرعان ما يخطف الشيطان ما زُرع على سطح القلب ولم ينغرس فيه. وما أكثر النفوس التي يهيئ لها الله فرصة تلو فرصة، فيها يسمعون كلمة الله المُخلِّصة ( يع 1: 18 )، والمطهِّرة ( أف 5: 26 )، لكنهم بكل أسف يسمحون للشيطان أن ينزع الكلمة، إذ هم أصلاً غير جادين لاستقبالها! ألا نرى في هيرودس مثالاً لذلك. لقد كان مُغرمًا بسماع كلام يوحنا المعمدان، بل كان يسمعه بسرور ( مر 6: 20 )، ولكنه لم يكن عنده استعداد قط أن يتجاوب معه، بل عندما تحرَّك ضميره وتوبَّخ من يوحنا، نجده يزيح يوحنا من أمامه ويُدخِله السجن، بدلاً من أن يعترف بخطئه ويتوب ( لو 3: 19 ، 20)!!

                              أوَليس هذا ما حدث مع فيلكس، إذ تكلم بولس إليه بكلام الله، ولكنه بكل أسف لم يستجب لها: «وبينما كان (بولس) يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون، ارتعب فيلكس وأجاب: أما الآن فاذهب، ومتى حصلت على وقت أستدعيك» ( أع 24: 25 ). لقد وقعت الكلمة الصالحة على قلبه الفاسد، وتأثر بها في البداية، حتى إنه ارتعب، لكنه لم يكن مستعدًا أن يتجاوب معها، ولجأ إلى المُماطلة، فضاعت منه الفرصة، وإلى الأبد! ولا عَجَب أن نجده بعد ذلك يدعو الرسول بولس مرارًا كثيرة، ويتكلم معه ( أع 24: 26 )، ولكننا لا نقرأ قط أنه ارتعب كالمرة الأولى، أو تجاوب مع الكلمة بأية صورة كانت. لقد كان قلبه كالطريق، إذ استقبل كلمة الله، ولكنها لم تجد مكانًا تستقر فيه، فخطفها الشيطان من قلبه بكل سهولة!

                              عاطف إبراهيم
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X