إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

    الخميس 15 يوليو 2010

    أبشالوم بن معكة

    فانزعج الملك ... وكان يبكي ويقول ... يا ابني أبشالوم ... يا ليتني مُت عِوضًا عنك! يا أبشالوم ابني يا ابني ( 2صم 18: 33 )

    بعد موت شاول، صعد داود إلى حبرون، هو وامرأتاه أخينوعم وأبيجايل ( 2صم 2: 2 ). وأخيرًا يجد داود نفسه في بيت ومَنْ حوله ذووه يستأنس بهم ناعم البال. فلماذا إذًا أراد أن يضيف على عائلته «معكة بِنت تلماي ملك جشور» ( 2صم 3: 3 )؟ هذا الزواج الخاطئ لم تكن له في البداية وحسب الظاهر نتائج مُرَّة، ولكن فيما بعد وعن طريق أبشالوم وثامار نضجت الثمرات الـمُرّة ... إنه لا يوافق على الإطلاق، على أية حال، وفى أية ظروف، أن يرتبط أي من أولاد الله بزوجة غير مؤمنة. إن”النير المتخالف“ لا يجلب إلا الآلام والمخاطر. لقد أصبحت ”معْكَة“ أُمًا ”لأبشالوم“ ـ الاسم الذي يكفي أن يُذكّرنا بكل النتائج السيئة لمثل هذا الاتحاد.

    فعندما حدثت المصيبة وأذل أمنون، أخوه غير الشقيق، أخته ثامار، وأغمض داود عينيه عن هذه الجريمة الشنيعة، وأهمل توقيع القصاص المناسب، اغتاظ أبشالوم بحق، وقتل أمنون. ثم ظل أبشالوم ثلاث سنوات لاجئًا عند ملك جشور، جده لأمه، ثم بواسطة يوآب رجع إلى أورشليم وبقيَ سنتين دون أن يرى وجه الملك أبيه. ثم أيضًا وبتأثير كلام يوآب يوافق داود ويقابل أبشالوم، ويتغاضى داود عن توقيع العقوبة على أبشالوم إزاء جريمته التي ارتكبها بقتل أخيه، بل نراه عند لقائه يُقبِّله، مع أن أبشالوم يأتي متعجرفًا متكبرًا دون أن يعترف بجُرم أتاه، أو يحكم على نفسه كمُذنب. ولو كان داود حازمًا ومتوكلاً على الله لَمَا لاقاه هذا اللقاء. ولأن داود كان يتصرف طبقًا لمشاعره، فإنه سامح أبشالوم دون أن تظهر في هذا الشاب توبة حقيقية نظير تلك التوبة التي تبرهنت من داود في مسألة قتله لأوريا.

    وبعد رجوعه، نسيَ أبشالوم مركزه كابن، وسعى لاغتصاب الـمُلك من أبيه وأثار حربًا أهلية، ولكنه قُتل في الحرب. وكم كان وقع خبر موته أليمًا على قلب داود ـ الأب الشيخ. لقد انسحق قلبه في ذلك اليوم لأنه كان يحب هذا الابن العاق، ورغم عقوقه، فقد كان موته تحت قضاء الله أفدح نازلة حاقت بقلب داود.

    أيها الأحباء .. إن النير المتخالف لا يجلب إلا الآلام والمخاطر والأحزان. وينبغي أن حرية الأبناء لا تُقلل من سلطان الأب في الدائرة العائلية. فإن التساهل في الحزم عند اللزوم قد يؤدي إلى أوخَم العواقب.

    جورج أندريه
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #17
      رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

      الجمعة 16 يوليو 2010

      الإفلاس الشامل والرصيد الكامل

      فأتت وأخبرت رجل الله فقال: اذهبي بيعي الزيت وأوفي دينك، وعيشي أنتِ وبنوكِ بما بقيَ ( 2مل 4: 7 )

      قصة هذه المرأة تلخص لنا قصة البشرية كلها في جانبين: الأول، إفلاسنا الشامل، والثاني: رصيدنا الكامل. فمن الوجهة الأولى نجد هذه الأرملة المسكينة مُفلسة معنويًا إذ مات رجلها ولم يَعُد لها سَنَد يحميها من غوائل الدهر واحتياجات الزمان. كما كانت مُفلسة ماديًا، فعندما سألها رجل الله أليشع عما لها في البيت، قالت: «ليس لجاريتك شيء في البيت إلا دهنة زيت»! فهل هناك أفقر من ذلك؟ لقد استدانت لتأكل هي وولديها، ولم تقدر على إيفاء فوائد الدين حتى أن المُرابي أتى ليأخذ ولديها له عبدين. وهذا كله أدّى كذلك إلى إفلاسها اجتماعيًا، فلا نقرأ عن اسمها وكأنها عاشت نكرة بين الناس مُهملة حينًا، وربما منبوذة حينًا آخر.

      لكن، ولأن الحياة التي تمسها يد الله مهما كانت حياة بائسة، فإنها سرعان ما يتغير مصيرها ويتبدل مسارها، فإنه وإن كانت الوجهة الأولى من جانب الإنسان قاتمة، فإن الوجهة الثانية من جانب الله مُشرقة.

      لقد كان زوجها الراحل واحدًا من بني الأنبياء، وكان «يخاف الرب»، ولأن التقوى نافعة لكل شيء، فقد أفادت أسرته بعد وفاته، فإن هذه المرأة يقينًا رأت في زوجها رجلاً يتوكل على الرب، فكان أن لجأت هي في ضيقتها إلى نبي الرب «وصرخت إلى أليشع امرأة ...» (ع1). نعم لقد كان هناك على الجانب المُضيء ”مخافة الرب“، كما كانت هناك أيضًا ”الطاعة للرب“ مُمثلة في استجابتها لطلبات أليشع التي بَدَت غير معقولة وقتها «استعيري لنفسك أوعية فارغة لا تقللي (!!) ... وصُبِّي (!!)..» إلا أنها أطاعت دون مناقشة. فالله يعرف أفضل منا وحسنٌ لنا أن نطيعه دون إخضاع كلامه لمنطقنا البشري القاصر والمحدود. ثم كانت هناك ”كفاية الرب وحده“ «أوفي دينك وعيشي أنتِ وبنوكِ». فسيظل شخصه الكريم كافيًا لنفوسنا ولأعوازنا طول الطريق.

      إنه ونحن بعد في خطايانا، لزم أن نعرف إفلاسنا من جهة البر أمام الله، ولزم أن نلجأ إلى الرصيد الإلهي من البر الذي من الإيمان بالمسيح، ثم طوال الطريق نكتشف يومًا وراء الآخر لا شيئيتنا وبؤس حالنا واحتياجاتنا فنلتجئ إلى الرب الذي هو الكل، وعنده نعمة تكفي ومخازنه لا تفرغ؛ سواء في الأمور الزمنية أو الروحية.

      إنه درس يتعمق فينا مع الزمن: نفوسنا وإفلاسها، وشخصه وكفايته.

      إسحق إيليا
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

        السبت 17 يوليو 2010

        سجود المجوس

        وأتوا إلى البيت، ورأوا الصبي مع مريم أمه. فخرُّوا وسجدوا له. ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا: ذهبًا ولبانًا ومُرًا ( مت 2: 11 )

        نحن نقرأ في الأناجيل عن مناسبات كثيرة فيها قَبِل المسيح ـ لمَّا كان هنا على الأرض ـ سجود البشر. والمسيح، بحسب إنجيل متى وحده، قَبِل السجود في ثماني مناسبات مختلفة. من يهود وأُمم، من رجال ونساء، من أفراد وجماعات، قبل الصليب وبعد القيامة.

        لقد سجد له المجوس. ولم يكن ما فعله المجوس زلة منهم، باعتبار أنه لم يكن عندهم شريعة من الله ولا ناموس. فيلفت النظر أن المجوس، حين رأوا هيرودس الملك، مع كل مظاهر السلطان والجاه التي كانت مُحيطة به، لم يسجدوا له. لكنهم حين رأوا المسيح، أمكنهم، من خلف حجاب الاتضاع وستار الفقر، أن يروا مجده.

        وهؤلاء المجوس يذكّروننا بحادثة أخرى في آخر حياة المسيح على الأرض، وبالتحديد حين كان معلقًا فوق الصليب، عندما قال اللّص التائب للمسيح: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك» ( لو 23: 42 ). لقد رأى فيه اللّص أنه الملك وهو معلَّق فوق الصليب، ورأى فيه المجوس أنه الملك وهو ما زال طفلاً. في بداية المسَار سجد له هؤلاء المجوس باعتباره الله، وفي نهاية المسَار صلى إليه اللّص التائب باعتباره الرب!

        ولنلاحظ دقة الوحي هنا في وصف سجودهم، فيقول: «وأتوا إلى البيت، ورأوا الصبي مع مريم أُمهِ. فخرّوا وسجدوا له. ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له» ( مت 2: 11 ). وتعبير «الصبي وأُمه» يتكرر 5 مرات، ولا مرة يقول ”الأم وطفلها“. فهو وُلد ليكون الأول، إذ يقول الرسول بولس: «لكي يكون هو متقدمًا في كل شيء» ( كو 1: 18 ). وواضح من كلام البشير أن المجوس «خرّوا وسجدوا (ليس لهم، بل) له»، فالسجود له وحده.

        ويا له من إيمان عظيم، اخترق ما تراه العين البشرية، ليرى ما لا يمكن لغير الإيمان أن يراه! يرى في الطفل الصغير، ملك المجد، ورب الكون، فيسجد له! ويرى في المصلوب ملك الوجود ومخلِّص البشرية، فيصلي له. وأريد أن أقول إننا اليوم عندنا من الأدلة أضعاف ما كان عند المجوس قديمًا، أو اللّص التائب من بعدهم؛ فهل نعمل مثلما عمل المجوس فنسجد له سجود الحب؟ وهل نتكل عليه اتكال القلب، ويكون لنا الإيمان الذي يُخلِّص؟!

        يوسف رياض
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

          الأحد 18 يوليو 2010

          المسيح والكنيسة

          أحب المسيح أيضًا الكنيسة ... لكي يُحضرها لنفسهِ كنيسةً مجيدةً، لا دَنسَ فيها ولا غَضن أو شيءٌ من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب ( أف 5: 25 - 27)

          يوم أن أقام الرب الإله آدم رأسًا للخليقة الأولى كاملة مجلوّة، رآه أمرًا «جيدًا» أن يجعل له «مُعينًا نظيره»، فأوقَعَ الرب الإله سُباتًا على آدم فنامَ، فأخذ واحدةً من أضلاعه .. وبنى الرب الإله الضلع .. امرأة؛ اقترنت به قبل السقوط، فهي إذًا ليست من آدم الساقط بل آدم المستقيم، في حالة البرارة. هي «عظمٌ من عظامه ولحمٌ من لحمه»، في هذه الحالة: صورة لارتباط الكنيسة بالمسيح الكامل. ألاَ ليت قلوبنا تفكر في هذه الرابطة: كيف نشأت؟ وكيف تدوم؟ حتى تفيض بالشكر للسيد الرب الذي لم ”ينَم“ تأثرًا ”بسُبات“، بل إنه مات بكامل إرادته «ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي» وتلك كانت «وصية قبلتها من أبي» ( يو 10: 18 ). لك المجد يا سيدنا.

          ثم ماذا؟ «وأحضرها إلى آدم» جميلة كاملة. لكن في أمر الكنيسة يقول الرسول إن المسيح بنفسه «يُحضرها لنفسهِ» بعد أن ”بناها“ الله، بينما المسيح ”مُستتر في الله“. ولسوف يُحضرها «مجيدة» ـ أي مملوءة مجدًا. نعم، وهكذا نقرأ في سفر الرؤيا «لها مجد الله».

          «لا دَنس فيها» ـ أي الفساد ومشتقاته. قد تبدو بعض البقع السوداء الآن، كما رأى الرسل حتى في أيامهم، وأنبأونا أن هذه اللطخ ستزداد سوادًا. لكن هذا كله سوف ينتهي إذ سنوجد بغير فساد للأبد. «ولا غَضن» ـ أي مظاهر الشيخوخة، بل ستكون في أكمل شباب العواطف. وهنا ملاحظة تبين لنا أن طول تاريخ الكنيسة لن يترك بصمات الشيخوخة على صفاتها. ففي خلال المُلك الألفي يُقال أن «المدينة ... نازلة من السماء من عند الله، لها مجد الله»، وفي بداية الأبدية، بعد نهاية الملكوت الألفي، نراها «نازلة من السماء من عند الله مُهيأة كعروس مُزينة لرجلها».

          «بل تكون مقدسة وبلا عَيب»: خالية من الفساد والتجعدات. في الأصحاح الأول رأينا كيف أن إله وأبا ربنا يسوع المسيح اختارنا «لنكون قديسين وبلا لومٍ قدامه» في الأبدية السعيدة. وهنا نرى أن سيدنا سيُحضرنا «مقدسين بلا عيب». وهنا نقول ما قيل عن إبراهيم وإسحاق «فذهبا كلاهما معًا»، في فكر واحد ولغاية واحدة. فإله وأبو ربنا يسوع المسيح هو والمسيح يريدان أن نكون في محضرهما الأبدي «مقدسين وبلا عيب». يا لعجب نعمة إلهنا! يا لعُظم فضله نحونا نحن التراب المُزدرى!

          أديب يسى
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

            الاثنين 19 يوليو 2010

            مسؤوليتنا تجاه الآخرين

            إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء، فاخرجي على آثار الغنم، وارعي جدءاكِ عند مساكن الرعاة ( نش 1: 8 )

            إن المقصود بالجداء هو الغنيمات الصغيرة الضعيفة، ومن واجبنا أن نهتم بسلامة نفوس إخوتنا الضعفاء وبتغذية حياتهم الروحية، فلا نحتقرهم إذ إن المسيح مات لأجلهم. علينا إن كنا أقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء، حتى إذا عثروا أو سقطوا فلا نقسو عليهم بل نهتم بإصلاحهم بكل وداعة «أيها الإخوة، إن انسبق إنسانٌ فأُخذ في زلةٍ ما، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة، ناظرًا إلى نفسك لئلا تُجرَّب أنت أيضًا. احملوا بعضكم أثقال بعض، وهكذا تمموا ناموس المسيح» ( غل 6: 1 ، 2).

            هذا وقد يكون المقصود بالجداء أيضًا المؤمنين الأحداث، وهؤلاء يُعنى الراعي بهم عناية خاصة، فإنه «كراعٍ يرعى قطيعه. بذراعه يجمع الحُملان (أي الغنيمات الصغيرة)، وفي حضنه يحملها، ويقود المرضعات» ( إش 40: 11 ). ومن واجب المؤمنين البالغين أن يهتموا برعاية المؤمنين الأحداث وافتقاد سلامتهم والصلاة لأجلهم ومعهم، وإرشادهم إلى ما يؤول إلى حفظهم طاهرين. علينا أن نوجدهم في الجو المسيحي المُنعش فيستفيدون من معرفة المؤمنين الأفاضل ومن ملاحظة سيرتهم النقية، ومن خدمات المتقدمين الذين زوّدهم الله بمواهب روحية «عند مساكن الرعاة» ـ أي في الجو الصالح الذي يعيش فيه أولئك الأتقياء الذين ائتمنهم الرب على خدمات روحية نافعة لبنيانهم ونموهم في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح.

            أما إذا اعتبرنا أن المقصود بقول العريس «جداءك» هو غير المؤمنين، فإنه يكون من واجبنا أن نهتم بأولئك البعيدين عن الله، ولا سيما الذين لنا صِلة بهم سواء كانوا من عائلاتنا وأقاربنا أو أصدقائنا وزملائنا في دوائر أشغالنا. هؤلاء هم الجداء الذين علينا أن نبذل كل جهد في الاهتمام بهداية نفوسهم إلى المخلِّص الوحيد.

            وصحيح أن الرب وحده هو الراعي الصالح «راعي الخراف العظيم»، ولكنه أيضًا رئيس الرعاة الذي «إذ صعد إلى العَلاء سبى سبيًا .. وهو أعطى البعض ... رُعاةً ومعلمين» ( أف 4: 8 - 11). وهؤلاء الرعاة متى كانوا أُمناء، فإنهم يرعون القطيع لا باعتباره قطيعهم بل قطيع الرب «ارعَ خرافي .. ارعَ غنمي» ( يو 21: 15 - 17)، وواجب الرعاة الأمناء أن يسهروا على سلامة نفوس المؤمنين.

            متى بهنام
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

              الثلاثاء 20 يوليو 2010

              رجوع الرب يسوع وليس الموت

              هوذا سرٌ أقوله لكم: لا نرقد كلنا ( 1كو 15: 51 )

              نحن المؤمنين لنا اليقين أنه إذا تأنى الرب ورقدنا قبل مجيئه، فلا بد وأن نوجد معه في سعادة في السماء إلى وقت القيامة. ولكن ليست هذه الحالة ـ حالة الأرواح المُجرَّدة من الأجساد، هي ما يضعه الوحي أمامنا كرجائنا، بل رجاؤنا هو أن نُخطف جميعًا لملاقاته في الهواء ونكون هكذا (في أجساد كجسده الممجد) «كل حين مع الرب».

              قد يقول واحد: ألا يأتي الرب إلى كلٍ منا عندما يموت؟ ألا توجد روح المؤمن في حضرة الرب بمجرد أن تفارق الجسد؟ نعم أيها القارئ العزيز توجد روح المؤمن في حضرة الرب يسوع من لحظة خروجها من الجسد. هذا حق بحسب كلمة الله. ولكن أين يُقال في هذه الكلمة إن يسوع يأتي إلى كلٍ منا عندما يموت؟ إنه معنا بالروح في لحظات احتضارنا، لا بل هو معنا هكذا من لحظة إيماننا به. بهذا المعنى ليس بمحتاج لأن يأتي إلى كل مؤمن في لحظة موته. لقد أتى قبل ذلك بوقت طويل ولم يفارقنا قط.

              إن رجوع الرب مصحوبًا بقديسيه الذين رقدوا، هو الأمر الذي يحوّل الرسول التفات القديسين إليه. «ثم نقول لكم هذا بكلمة الرب أننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين». إذن رجاؤنا ليس الموت بأي معنى، بل مجيء الرب الذي قد يجدنا أحياء باقين إلى تلك اللحظة. ثم يستطرد الرسول قائلاً: «لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء، والأموات في المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين (هذا هو رجاؤنا) سنُخطف جميعًا معهم في السُحب لملاقاة الرب في الهواء ..» ( 1تس 4: 13 - 18).

              ليت هذا الرجاء يقوينا حتى نرحب بالحياة في متاعبها وضيقها وأشواكها كطريق تقودنا إلى غرض انتظارنا، إلى موضوع راحتنا، إلى الرب يسوع الذي في محبته جاز طريقًا أضيق وأشد ظلامًا وإيلامًا من طريقنا، إلى الرب يسوع الذي فرحه عندما نلاقيه في الهواء يُنسينا كل ما صادفنا أثناء سيرنا في هذه الحياة المُجدبة، في هذا الطريق الضيق.

              ما أسمى هذا الرجاء! ليتنا نختبر كمال قوته المُنعشة المعزية!

              فلذا أحيا هنا في الأرضِ نزيلاً غريبْ
              راجيًا بعد قليلٍ أن أرى وجهَ الحبيبْ

              تروتر
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

                الأربعاء 21 يوليو 2010

                نعمة الله وأفكار الناس

                فجاء نعمان ... ووقف ... فأرسل إليه أليشع رسولاً يقول: اذهب واغتسل سبع مرات في الأردن، فيرجع لحمك إليك وتطهُر ( 2مل 5: 9 ، 10)

                وقف نعمان الأممي عند باب النبي أليشع، شخصًا أبرص كريه المنظر بحسب الاعتبار الصحيح، وإن كان في بلاده مُكرمًا مُعتبرًا. وقبل أن تفيض النعمة يجب أن توجد النفس في حالة الشعور بالحاجة العميقة لأن النعمة تُوهَب لا تُكسَب. والفضل لله الذي يمنح، لا للإنسان الذي يقبل «لأن أجرة الخطية هي موت، وأما هِبة الله فهي حياةٌ أبدية بالمسيح يسوع ربنا» ( رو 6: 23 ). وقد تعلَّم نعمان هذا بوقوفه على باب أليشع وعدم السماح له بالدخول إلى حضرته. فهو أمام الناس رئيس جيوش أَرام، ولكن أمام الله شخص نجس لا يقدر النبي أن يلمسه. أمام حاشيته رجل مُكرَّم مُعتبر، ولكن أمام أليشع ليس له أي اعتبار. أي إنسان قبل ذلك رفض أن يقبل نعمان في محضره؟ بل مَن ذا الذي لا يركض ليتشرف بمقابلته في كل أَرام والسامرة أيضًا؟ ولكن أليشع الذي يعمل لله، والذي له فكر الله بخصوص كل شيء، يبقى داخلاً تاركًا نعمان وحاشيته خارجًا. ولكن ليس المقصود من هذا عدم المُبالاة، لأنه يريد أن يعرِّفه أنه يوجد نبي في إسرائيل (ع8)، ولا المقصود الامتناع عن مساعدته لأنه أرسل إليه رسالة واضحة فيها الوعد الصريح بالشفاء (ع10).

                وهذا هو كل ما يبتغيه نعمان، ولكنه لا يريده عن هذا الطريق. لقد سافر من بلاد أَرام إلى السامرة ليبرأ، ولكنه لم يفكر قط في هذه الطريقة، «فغضب نعمان» (ع11). عجبًا! أَ لم يحصل على تعليمات واضحة لشفائه لم يستطع ملك إسرائيل أن يعطيها له؟ «اذهب اغتسل سبع مراتٍ في الأردن، فيرجع لحمك إليك وتطهر». رسالة واضحة ليس فيها غموض، ووعد أكيد ليس فيه شك «تَطهُر». ولكنه اغتاظ ومضى غاضبًا. لماذا؟ وكيف يرفض نعمته؟ نرى الجواب الحق في القول: «هوذا قلتُ». لو كان قد أُمر بأمر عظيم ما تأخر، أما هذه الرسالة البسيطة فلا يقبلها! وهل هو وحده الذي يفعل هذا؟ كم من المرات تقف أفكار الناس في طريق نعمة الله! لقد كان نعمان راغبًا في الشفاء إذا هو أُكرَِم. وكم من الناس يريدون أن يخلصوا على شرط أن تكون لهم فكرة حسنة عن أنفسهم! ولكن طريق الله معهم الآن كما كانت قبلاً، فهو يعمل بالنعمة ولكن للخطاة الأموات في الخطايا، الضعفاء والفجار، الذين لا يستطيعون أن يعملوا شيئًا لخلاصهم، المستعدين لقبوله مجانًا بإطاعة الإيمان.

                كاتب غير معروف
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

                  الخميس 22 يوليو 2010

                  اختبار حبقوق

                  والبار بإيمانه يحيا ( حب 2: 4 )

                  «البار بإيمانه يحيا».. هذه الآية العظيمة، التي هي ملجأ الأتقياء في زمان طغيان الشر وسيادة الشيطان، ورَدَت في نبوة حبقوق. وهي نبوة تحدثنا عن الحيرة التي تنتابنا حينما نتأمل في ما هو حادث حولنا، إذ نجد أننا في عالم يسوده التشويش. لماذا لا يتدخل الله؟ لماذا يبدو الله صامتًا ومُحتجبًا، ونحن نعلم أنه إله قدوس، وعيناه أطهر من أن تنظرا إلى الشر، ولا تستطيع النظر إلى الجور ( حب 1: 13 )؟ لماذا إذًا ينظر إلى الناهبين وكأنه لا يُبالي، ويصمت حينما يبلع الشرير مَن هو أبرّ منه؟

                  وللبحث عن إجابة سديدة لهذه التساؤلات المُحيرة، اتجه حبقوق إلى إلهه، وانتصب على مرصده مُصليًا متأملاً وفاحصًا للنبوة، والله الذي يعزِّي المتضعين، ويشجِّع المنحنين، أعلن له إجابة جعلته يركض ليُخبر الآخرين. فالله له خطة، كما أنه حدد موعدًا للتنفيذ ( حب 2: 3 ). وهو ـ تبارك اسمه ـ في هيكل قدسه، وكل زمام الأمور في يده، وحينما يأتي وقت التنفيذ ستصمت كل الأرض قدامه ( حب 2: 20 )، وحينئذٍ ستمتلئ الأرض من معرفة مجد الرب كما تغطي المياه البحر ( حب 2: 14 )، وستعود الأمور إلى نِصابها. ولكن حتى يتم ذلك، على البار أن يحيا حياة الإيمان.

                  بعبارة أخرى فإنه طوال فترة أناة الله وتحمُّله للشر، على شعب الله أن يتعاملوا مع المشهد بالإيمان، تملأهم الثقة أن الله لم يفقد السيطرة على الأوضاع، وأنه عنده رجل سيُدخِله إلى العالم في الوقت المعيَّن ليصحح كل الأوضاع الخاطئة والمقلوبة فيه.

                  ولذلك ما أجمل أن نقرأ سفر حبقوق ونتفهَّم معانيه طوال فترة صبر الله. إن حبقوق الذي بدأ متحيرًا (ص1)، ودخل إلى عرش النعمة متسائلاً (ص2)، خرج منه ساجدًا (ص3). والذي غيَّر حاله من الأنين في أصحاح1 إلى الترنم في أصحاح3 هو الإيمان في أصحاح2. فبمجرد أن ملأ الإيمان قلبه، حُلَّت المشكلة التي كانت تقض مضجعه، فغنَّى على ذوات الأوتار ترنيمته المشهورة، التي تعبِّر عن الثقة في الله، على الرغم من كل شيء، فقال: «فمع أنه لا يُزهر التين، ولا يكون حملٌ في الكروم، .... والحقول لا تصنع طعامًا. ينقطع الغنمُ من الحظيرة، ولا بقرَ في المذاوِدِ، فإني أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي. الرب السيد قوتي، ويجعل قدميَّ كالأيائل، ويُمشيني على مرتفعاتي» ( حب 3: 17 - 19).

                  يوسف رياض
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

                    الجمعة 23 يوليو 2010

                    ماذا نفعل في الأيام الأخيرة؟

                    وأما أنتم ... فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس، مصلين في الروح القدس، واحفظوا أنفسكم في محبة الله(يــهوذا20، 21)

                    تعطي لنا رسالة يهوذا صورة موجزة للأيام الأخيرة، وتقدِّم لنا في الوقت نفسه تشجيعًا إلهيًا لنا نحن الذين وقعت قرعتنا في هذه الأزمنة الصعبة. يقول يهوذا: «وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا (أو ”وأنتم بانون“) أنفسكم على إيمانكم الأقدس، مصلين في الروح القدس، واحفظوا أنفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع للحياة الأبدية».

                    إذًا فلا يتملكنا اليأس، ولا تفشلنا صور الشر التي نراها. فإن الوحي قد أطلعنا عليها حتى لا نُخدع، والروح القدس يهيب بالقديسين أن يبنوا أنفسهم على إيمانهم الأقدس. وما أبدعه نداء! فإن البركة مخزونة للمؤمنين وهم مدعوون لممارسة إيمان أكثر. فليس المقصود أن نعرِّف الآخرين بإيماننا، بل نبني أنفسنا عليه.

                    ثم يقول: «مصلين في الروح القدس» طوبى لمَن تكون صلاته هكذا، فكل كلمة منها لتعبِّر تمام التعبير عما يقصده الله وعما يحتاجه المصلي لأجل نفسه ولأجل إخوته. إننا مدعوون أن نصلي كل حين، ونصلي بلا انقطاع، ونصلي لأجل كل شيء، فليتنا ننتبه لهذا ولنعلم أن الحياة القليلة الصلاة، هي الحياة القليلة الثمر والفرح.

                    ثم يقول لنا: «واحفظوا أنفسكم في محبة الله». فبناء النفس على الإيمان الأقدس، والصلاة في الروح القدس، يقوداننا إلى حفظ أنفسنا في منطقة محبة الله. وهل هناك ما هو أفضل من محبة الله لنحفظ فيه أنفسنا؟

                    وأخيرًا، يقول لنا: «منتظرين رحمة ربنا يسوع للحياة الأبدية». وقد ذُكرت الرحمة هنا نظرًا لشدة الاحتياج إليها، بالنظر للضيق والضعف، ولكل ما من شأنه أن يميل بنا للإنحناء وصِغَر النفس. فنحن مدعوون أن ننتظر رحمة ربنا يسوع التي تلازمنا طول الطريق حتى النهاية «للحياة الأبدية» ـ للغاية التي هي الهدف الأخير لإيماننا.

                    فليباركنا الرب لكي تتشدد قلوبنا بكلمته وبقوة روحه وثبات محبته وكامل رحمته إلى أن يأتي إلينا ونستريح من صورة الشر ومن قوته.

                    ما دُمنا نسير هنا فهو لنا رفيقْ
                    وروحهُ يقودنا وراهُ في الطريقْ

                    وليم كلي
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

                      السبت 24 يوليو 2010

                      من الأعماق

                      فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت، وقال: دعوت من ضيقي الرب، فاستجابني ( يون 2: 1 ، 2)

                      نرى في صلاة يونان، هذه الأمور التي تستحق التأمل:

                      1ـ اعترافه: في صلاة يونان اعترافًا منه بأن الرب هو الإله الذي يعبده يونان، وهذا الاعتراف يعبِّر عن إيمانه ومعرفته الحقيقية بالرب ( يون 1: 9 ). ومن ثم كان الالتجاء إليه في ضيقه ومِحنته، ولأنه لم يكن يضارب الهواء، فقد أقرّ في نهاية صلاته أن الذي استجاب له هو مَن يعبده ويعرفه.

                      2 ـ أسلوبه: أن ليونان أسلوبه الخاص في هذه الظروف. فتارةً يدعو الرب، وتارةً يصرخ، وتارةً يذكر الرب. فالحالة التي نكون عليها هي التي تُملي وتفرض علينا الأسلوب الذي نتكلم به مع الرب، والروح القدس فينا يعبِّر من خلال صلواتنا بأسلوب يتوافق مع حالتنا الحقيقية ومع مشيئة الله أيضًا.

                      3 ـ ثقته: إن الألفاظ التي نطق بها يونان تعبِّر عن ثقته الشديدة بالرب، فيقول للرب: «سمعت صوتي» وبكل يقين يقول: «استجابني» رغم أنه في جوف الحوت، وذلك لأنه امتلك الإيمان الواثق الذي لا يتزعزع، والرب لن يخزي إيمانًا يعرف أن طريقه ينتهي في الله ذاته.

                      4 ـ حالته: كيف تخرج صلاة من إنسان في مثل حالة يونان، فهناك التيارات واللُجج، ولقد تأذى جسديًا، وإذ دخلت المياه إلى نفسه فنرى أنه تألم نفسيًا، وإذ التف عُشب البحر برأسه فقد تحيَّر ذهنيًا، وإذا أعيَت نفسه فيه، تحطم معنويًا، وإذ وصل لبالوعة اليأس، قال لنفسه قد طُردت من أمام عينيك، وفي كل هذا صلى يونان رغم حالته هذه.

                      5 ـ مادة صلاته: من أين استقى يونان مادة صلاته. إن الروح القدس هو المُعين في هذا الأمر. فهو الذي أخرج من خزانة عقل وقلب يونان ما اختزنه يومًا من المزامير حيث اقتبس مادة صلاته من ثمانية مزامير، وعرف كيف يطبقها على أحواله وظروفه لتكون المادة التي يُسرّ الله بأن يستمع إليها لأنها كلمته.

                      6 ـ النتيجة: إن نتيجة صلوات يونان نراها في ثلاث عبارات:

                      في الأولى قال: «بصوت الحمد أذبح لك» فقد قدَّم لله ذبيحة الحمد. وفي الثانية نراه يوفي نذوره، بمعنى أنه قرر الذهاب لنينوى. وفي الثالثة «للرب الخلاص». حيث أدرك أنه ليس في مقدور إنسانًا ما أن يخلص من الهاوية. فمن الأعماق خرجت أعظم الصلوات موجهة إلى عرش نعمة الله.

                      جوزيف وسلي
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

                        حقيقي صدق من سمي هذه الكلمات الاكثر من رائعة
                        طعام وتعزية

                        ما احوجنى الي مثل هذه التعزية
                        واشهي طعام

                        حقيقي وبامانة كل كلمة انا قراتها اليوم انا كنت في احوج الحال اليها
                        وساظل في انتظار كلمة حضرتك دوما ودائما
                        اشكرك جدا شيخي العزيز
                        ربنا يبارك خدمتك
                        ويحافظ عليك

                        تعليق


                        • #27
                          رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

                          أختنا المباركة camelia
                          نعمة وسلام
                          أشكرك على مداخلاتك المشجعة وصدقينى " طعام وتعزية " هى غذاء روحى رائع لكل شخص واولهم أنا فهى تعطى الغذاء وفى نفس الوقت فهى كلمات تعزية يحتاجها المؤمن فى هذه الحياة
                          أشكر الرب على هذه النعمة والبركة التى نأخذها كل يوم من كلمات الكتاب المقدس
                          وأشكر الرب من أجلك الرب يباركك
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

                            الأحد 25 يوليو 2010

                            هوذا الإنسان!

                            قال له بيلاطس: ما هو الحق؟ ( يو 18: 38 )فقال لهم بيلاطس: هوذا الإنسان!ٍ ( يو 19: 5 )

                            من بيلاطس تساقطت كلمتان لن يطويهما النسيان، هما ذلك السؤال: «مَا هُوَ الْحَقُّ؟»، وهذا التعجب: «هُوَذَا الإِنْسَانُ!»؛ وكلاهما ينفع جوابًا للآخر. فإننا عندما نستقصي باجتهاد سؤال بيلاطس عن ما هو الحق؟ نجده لا يخرج عن كونه سؤالاً عن مَنْ يجعل الله معروفًا لنا؟ أو مَنْ يزيح الغموض عن سر هذا الوجود؟ أو مَنْ يُعلن للإنسان مصيره؟ وهل من جواب على جميع هذه الأسئلة سوى : «هُوَذَا الإِنْسَانُ!». إنه أظهر لبني البشر ما ينبغي أن يكونوا عليه. كانت حياته هي المُثلى والكاملة، وعلى منوالها ينبغي أن تتشكل حياة كل بشر. إنه فتح أبواب الأبدية والخلود وأعلن أسرار العالم الآخر. إنه لم يُعلن لنا عن الكمال فقط، بل أيضًا أعطانا كيف يمكن أن نصل إلى الحياة الكاملة. فهو ليس فقط رسم جوهر الكمال، بل أيضًا المخلِّص من الخطية. ومن هنا ينبغي أن تلتفت إليه كل العالمين وتقول: «هُوَذَا الإِنْسَانُ!».

                            «هُوَذَا الإِنْسَانُ!» ... إن وُجد مكان يصير فيه ربنا يسوع فرح وتعزية شعبه على الوجه الأكمل، يكون هذا المكان هو حيث غاص ـ له المجد ـ إلى أعماق الحزن. تطلعوا أيها الخطاة التائبين وانظروا وجه سيدكم المتألم. تأملوا فيه عندما وُضع على رأسه إكليل الشوك. تأملوا الإنسان عندما انفصلت كل عظامه، وانسكب كالماء، وإلى تراب الموت قد وُضع، لقد تركه الله وأمعن البشر في تعذيبه. تأملوا وانظروا، هل وُجد حزن مثل حزنه؟ يا كل المجتازين اقتربوا إليه وتأملوا منظر الحزن العديم المثال، الذي يدهش الناس والملائكة. انظروا إليه فريدًا في آلامه المُبرحة. تأملوا فيه أيها الباكون، لأنه إن لم توجد تعزية في المسيح المصلوب، فلا يوجد فرح في الأرض أو السماء. إن لم يوجد رجاء في الفداء الذي بدمه، فلا يوجد فرح في السماء.

                            لكي يقِّل شعورنا بآلامنا، يجب أن نجلس مدة أطول عند الصليب، ومتى أدركنا آلامه نخجل من ذكر آلامنا.

                            لكي تبرأ جروحنا، علينا أن نتفرس في جراحه.

                            إن أردنا أن نحيا الحياة الصحيحة فلا يكون ذلك إلا بتأملنا في موته. إن أردنا أن تسمو حياتنا، فلا يكون ذلك إلا بتأملنا في اتضاعه وآلامه.

                            جيمس ستوكر
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #29
                              رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

                              الاثنين 26 يوليو 2010

                              أما الضابط شفتيه فعاقل

                              كثرة الكلام لا تخلو من معصية، أما الضابط شفتيه فعاقل ( أم 10: 19 )

                              هي حكمة عظيمة أن نفكِّر مرتين قبل أن نتكلم مرة. وهو ما نتعلمه من كلمة الله، الكتاب المقدس. فهناك في الوحي سفران عمليان أكثر من غيرهما، واحد في العهد القديم هو سفر الأمثال، والآخر في العهد الجديد هو رسالة يعقوب. واللافت للنظر أن السفرين يركزان كثيرًا على موضوع الكلام. فيبدو أن هذه هي نقطة الضعف عند البشر.

                              في سفر الأمثال توجد آيات كثيرة عن خطورة الإفراط في الكلام، وحكمة ضبط اللسان. فعلى سبيل المثال يقول الحكيم: «كثرة الكلام لا تخلو من معصية، وأما الضابط شفتيه فعاقل» ( أم 10: 19 )، وأيضًا: «ذو المعرفة يُبقي كلامه، وذو الفهم وقور الروح» ( أم 17: 27 )، وأيضًا «مَن يحفظ فمه ولسانه، يحفظ من الضيقات نفسه» ( أم 21: 23 ). وآيات أخرى كثيرة مثلها.

                              وأما الرسول يعقوب في العهد الجديد، فقد أفرد قرابة أصحاح كامل في رسالته الصغيرة خصصه للكلام وخطورته، هو الأصحاح الثالث، قال في مقدمته: «إن كان أحدٌ لا يعثر في الكلام فذاك رجلٌ كامل، قادرٌ أن يُلجِم كل الجسد أيضًا» ( يع 3: 2 ). وعبارة «رجلٌ كاملٌ» تعني ”رجلٌ ناضج“، وليس مثل الأطفال الذين لا يعرفون ضبط ألسنتهم. وكان الرسول يعقوب قد تحدث أيضًا في الأصحاح الأول عن الرجل الذي يظن أنه ديِّن، وهو ليس يُلجِم لسانه، وقال إن ديانة هذا الشخص باطلة ( يع 1: 26 )، كما قال أيضًا: «ليكن كل إنسانٍ مُسرعًا في الاستماع، مُبطئًا في التكلم» ( يع 1: 19 ).

                              وهذه الآية الأخيرة تتضمن نصيحة غالية حريٌّ بنا أن نلتفت إليها، وهي أن نكون مُسرعين في الاستماع، وأيضًا نكون مُبطئين في التكلم. ويبدو أن الخالق العظيم قصد ذلك لما خلقنا. فنلاحظ أن الله أعطى الإنسان أذنين، بينما أعطاه لسانًا واحدًا، ليكون كلامه أقل، واستماعه أكثر. ثم إن الأذنين مفتوحتان باستمرار، وخارج الرأس، لتيسر على الإنسان عملية الاستماع، بينما اللسان داخل الفم، ومُغلق عليه ببوابتين، بوابة من الداخل وبوابة من الخارج. الأولى هي بوابة الأسنان، والثانية هي بوابة الشفاه. ومن هذا كله نتعلَّم كيف يريدنا الرب أن نكون مُسرعين في الاستماع، ومُبطئين في التكلم!

                              يوسف رياض
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق


                              • #30
                                رد: من "طعام وتعزية" - يوليو 2010

                                الثلاثاء 27 يوليو 2010

                                لا يعسر على الرب شيء

                                آه، أيها السيد الرب، ها إنك قد صنعت السماوات والأرض بقوتك العظيمة، وبذراعك الممدودة، لا يعسر عليك شيء ( إر 32: 17 )

                                إننا أحيانًا كثيرة حينما نكون تحت ثقل الآلام، ونشعر أن العالم ينظر إلينا باحتقار، نرى الرب يرفع وجوهنا إلى قمة مجد الشركة. ولو أننا عشنا في زمن أنبياء العهد القديم لأدهشنا كثيرًا موقف الشجاعة والبطولة الذي وقفه كثيرون منهم في أوقات حالكة مُظلمة. فها هو إرميا يبكي، بينما الناس يسخَرون منه، ويهزأون غير مُكترثين لدموعه وصلواته، بل ويلقونه في السجن، ولو لم يكن الله معه لقتلوه فعلاً. ولكن ها هو إرميا يصعد إلى أعلى جبل الشركة، وهو في ضيقه، فيقول: «آه، أيها السيد الرب ... لا يعسر عليك شيءٌ». وها هو الرب بسرور كامل وقد استجاب صلواته وقال له: «هأنذا الرب إله كل ذي جسد. هل يعسُر عليَّ أمرٌ ما؟» ( إر 32: 27 ) مُستخدمًا ذات الكلمات التي ذكرها إرميا في صلاته في ثقة وإيمان «لا يعسر عليك شيءٌ».

                                إنه من الخطأ الكبير أن تنظر إلى أي أمر أو إلى أية مشكلة، كأنه ليس لنا مثل هذا الإله الذي لا يعسر عليه شيء ..! إنه هو نفسه معنا في هذه الأيام، فهو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد، وعلينا فقط أن نثق في مواعيده ونتكل عليه، ولا نَدَع العالم يجرفنا في تياره ويُنسينا ذلك الإله الذي لا يعسر عليه شيء، فتكون النتيجة الابتعاد عنه فنقع في الحيرة والاضطراب أمام ظروف الحياة الصعبة .. فيا ليتنا نحفظ أنفسنا ناظرين إلى الرب كمَن يستطيع ما لا يستطيعه الإنسان، وكمَن لا يعسر عليه شيء.

                                قد نكون في ظروف مُظلمة من جميع جوانبها ونصرخ من أعماقنا طالبين الخروج منها، ولمّا لا نُجاب بسرعة، نخور ونضعف وينتابنا اليأس والقنوط، ولكن لو تأملنا في حالة الأرض عندما كانت تغشاها ظلمة دامسة قبل أن «قال الله ليكن نور فكان نور» لأيقنا أن هذا «الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة»، هو بعينه الذي يستطيع أن يُضيء جوانب حياتنا بكلمة منه، ويحوِّل ظلامنا إلى نور باهر، لأنه الرب الذي لا يعسر عليه شيء.

                                فلا تتحدث إذًا أيها الأخ العزيز عن صعوبات أو ظلمات في حياتك ما دام لك مثل هذا الإله الذي يقول لك: «ادعُني فأُجيبك وأُخبرك بعظائم وعوائص لم تعرفها» ( إر 33: 3 ).

                                ما ألذَّ الاتِّكالا على ربِّي ذي البَها
                                مَن وُعِدْنا أن يكونَ مَعْنا حتى المُنتهى

                                ف.ب. ماير
                                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X