إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

    الثلاثاء 16 نوفمبر 2010

    ما بالكم خائفين؟
    ثم قال وانتهرَ الرياح والبحر، فصارَ هدوءٌ عظيم ( مت 8: 26 )

    أول عبارة تحدثت إلى قلبي في هذه القصة هي: «وإذا اضطرابٌ عظيمٌ قد حدث في البحر حتى غطَّت الأمواج السفينة» ( مت 8: 24 ).

    لكن التلاميذ أبدًا لم يكونوا وحدهم، لقد كان الرب يسوع معهم في السفينة المعذبة. ما أجمل هذا الفكر! إن الرب يسوع معنا عندما تضرب وتهاجم الأمواج العاتية سفينة حياتنا. لذلك فهو يفهم ويقدِّر ظروفنا جيدًا. إنه معنا في سفينتنا ويدرك أنه ليس بالأمر التافه ما يُصيبنا عندما يُمتحن إيماننا بالتجارب المتنوعة. إنه يعلم كل شيء، وهذا ما يرفعنا ويشجعنا.

    وأما العبارة الثانية فهي ـ بحسب متى ـ «وكان هو نائمًا» ( مت 8: 24 )، وبحسب مرقس «وكان هو في المؤخر على وسادة نائمًا» ( مر 4: 38 )، وبحسب لوقا «وفيما هم سائرون نام» ( لو 8: 23 ). إن وقْع هذه الكلمات الهادئة المُطمئْنة قد أراحت وهدأّت نفسي إلى حد بعيد لا أستطيع وصفه. قد تغطي الأمواج السفينة، وقد تغطي المخاوف القلب كأمواج عاتية تضرب السفينة ضربًا، ولكن إذا كان هو داخل السفينة وكان هو نائمًا هادئًا، فماذا يُخيفني إذًا؟

    «ما بالكم خائفين؟» ( مت 8: 26 ) .. «ما بالكم خائفين هكذا؟» ( مر 4: 40 ) .. «أين إيمانكم؟» ( لو 8: 25 ). إذا كان هو ـ تبارك اسمه ـ لا يجد سببًا للخوف، فلماذا نخاف نحن؟

    وقد يكون هناك اليوم شخصٌ خائفٌ من أمرٍ ما ويصرخ إلى الرب: «يا سيد .. أما يهمك؟» نعم يهمه .. «فقام وانتهر الريح، وقال للبحر: اسكت! اِبكم!» ( مر 4: 39 ).

    أحيانًا تكون تجاربنا هي اختبارات خاصة كالمرض، الإحباط، أو ظروف فوق العادية، أو اضطرابات خصوصية، وهذه تبقى سرًا بين الأب وابنه. وأحيانًا تكون ظروف الحياة العادية التي نستشعرها بصورة كبيرة بسبب تجارب قديمة قد خُضناها وتركتنا في إعياءٍ شديد. إن هذه القصة المذكورة في الأناجيل تساعدنا لنفهم أن كل تجربة من الرب هي ”هدية ثقة“ منه لنا. إن الرب يثق أننا، أمام نعمته، نحتمل بالنعمة هذه التجربة ولا نفشل. وأيضًا يساعدنا أن نعرف أن التجربة لا تظل إلى الأبد ”لست أذكر تجربةٍ لم تنتهِ“. إنها أمرٌ عابرٌ. فاسمع الآن كلمات الآب المعزية لك يا مَن افتُديت بالدم الثمين: «أنا الرب حارسها. أسقيها كل لحظة. لئلا يوقَع بها أحرسها ليلاً ونهارًا» ( إش 27: 3 ).

    إيمي كارمايكل
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #17
      رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

      الأربعاء 17 نوفمبر 2010

      خلاص الله
      لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلُص به العالم ( يو 3: 17 )

      في مجيء المسيح الأول كان مخلِّصنا يبسط ذراعيه للعالم «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم» ( مت 11: 28 ). وهذا هو الخلاص في أول مراحله؛ الخلاص من الغضب الآتي، الخلاص من عبودية الشيطان. وهذا الخلاص مُقدَّم مجانًا على أساس الإيمان بابن الله الوحيد. «الذي يؤمن به لا يُدان، والذي لا يؤمن (لا يقول الرب أنه سيُدان بل) قد دِين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد» ( يو 3: 18 ). يا للهول! الدينونة تقررت بحسب عِلم الرب يسوع السابق، ومعرفته بالنهاية من البداية. وهل إلى هذا الحد تصل إهانة «ابن الله الوحيد»؟ هل إلى هذا الحد وصل الغباء بالإنسان حتى يحتقر محبة الله؟ أ ليست هي مشورة مجلس اللاهوت أن الله يهيئ للابن جسدًا يعيش فيه في العالم «مُهان النفس، مكروه الأمة، عبد المتسلطين»، وبتقديمه إياه «مرة واحدة» لكي يتقدس الإنسان؟ فكيف نحتقر اتضاعه ومحبته فلا نؤمن به؟

      أما الذي «يؤمن به» فإنه «لا يُدَان»، وكما قال ـ له المجد ـ مرة عمَّن يسمع كلامه «لا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة» ( يو 5: 24 ). أ لسنا نحفظ عن ظهر قلب أقوال الرسول: «إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع»؟ ( رو 8: 1 ).

      لكن ما هي حال «الذي لا يؤمن به»؟ إن الدينونة ليست في انتظاره، بل حقَّت عليه، وتقررت له منذ أن أعلن أو أظهر عدم إيمانه «باسم ابن الله الوحيد». إنه «قد دين»، والحرف «قد» للتوكيد والتأييد. فليس فقط أن المؤمن لا يُدان بل إنه ليس هدف الدينونة، صحيح إنه أمام كرسي المسيح ستمتحن النار أعماله، ولكنه هو شخصيًا لن يكون موضوع امتحان أو اختبار لتقرير المصير. ولاحظ أن الدينونة قد تقررت ـ كما قلنا ـ على غير المؤمن، ليس من أجل أعماله الشريرة أولاً، ولكن لأنه لم يشأ أن يؤمن باسم ابن الله الوحيد، لقد رفس الخلاص الذي ابتدأ الرب بالتكلم به، بل رفض «ابن الله الوحيد» الذي اتضع وهو في رداء الجسد، ولذلك فإن هذا المتضع «ابن الإنسان» هو الذي يدينه في اليوم المعيَّن «لأن الآب لا يدين أحدًا، بل قد أعطى كل الدينونة للابن، لكي يُكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب» ( يو 5: 22 ، 23).

      أديب يسى
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

        الخميس 18 نوفمبر 2010

        أبفرودتس مريضًا
        أبفرودتس أخي، والعامل معي، والمُتجند معي، ورسولكم، والخادم لحاجتي ... مرض قريبًا من الموت، لكن الله رحمه ( في 2: 25 - 27)

        عاش أبفرودتس في فيلبي، وكان مبعوث الجماعة المسيحية فيها. وبولس يتحدث عنه بصفته:

        1ـ أخي، 2ـ العامل معي.

        3ـ والمتجند معي.

        فاللَّقب الأول يتعلَّق بالعاطفة، والثاني بالاجتهاد في العمل، والثالث بالجهاد الروحي. وبالإضافة إلى ذلك يذكر بشأنه بولس أنه «رسولكم، والخادم لحاجتي». وهذا يزوِّدنا بمعلومات قيِّمة أخرى عن شخصيته. لقد كان مستعدًا لأن يقوم بعمل وضيع أو عادي. ففي أيامنا هذه، معظمنا لا يكترث إلا للأعمال وللخدمات الظاهرة والمُحبَّبة. من هنا، كم ينبغي لنا أن نكون شكورين لأجل أولئك الذين ينجزون العمل الرتيب بكل هدوء وبعيدًا عن الأضواء.

        لقد كان على أبفرودتس أن يتواضع ويتذلل في معرَض قيامه بالعمل المُضني. لكن الله رفَّعه، إذ سجَّل أخبار خدمته الأمينة في الأصحاح الثاني من رسالة فيلبي، لكي يقرأها جميع الأجيال التالية.

        كان القديسون قد أرسلوا أبفردوتس في رحلة قطع فيها مسافة لا تقل عن 1100 كيلومتر، وذلك لمساعدة بولس. فمرض المُرسَل الأمين من جرَّاء ذلك حتى إنه أوشك على الموت. لقد سبَّب له هذا انزعاجًا بليغًا، لا لأن مرضه وصل إلى هذا الحد، بل لخشيته أن يكون القديسون قد سمعوا خبر هذا المرض. ففي هذه الحال، سوف يلومون أنفسهم على إرساله في هذه الرحلة الشاقة، ومن ثم تعريض حياته للخطر. حقًا إننا نرى في أبفرودتس ”قلبًا غير مشغول بذاته“.

        وكان أبفرودتس قد مرض قريبًا من الموت، لكن الله رحمه. إن لهذا النص قيمة عظيمة في نظرنا، وذلك بسبب ما يسلِّطه من أضواء على موضوع الشفاء الإلهي:

        أولاً: وقبل كل شيء، ليس المرض نتيجة للخطية دائمًا. فنحن هنا أمام رجل مرض من جرَّاء قيامه بمسؤولياته بكل أمانة «لأنه من أجل عمل المسيح قارب الموت» (ع30).

        ثانيًا، إن إرادة الله ليست دائمًا أن يشفي فورًا وبشكل معجزي. إذ إن مرض أبفرودتس قد طال، على ما يبدو، وأن تماثله للشفاء قد حصل تدريجيًا ( 2تي 4: 20 ؛ 3يو2).

        ثالثًا: نتعلم أن الشفاء هو عمل رحمة إلهي، وليس شيئًا باستطاعتنا مُطالبته تعالى به كأنه حق من حقوقنا.

        وليم ماكدونالد
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

          الجمعة 19 نوفمبر 2010

          لنجتَز إلى العَبر
          وقال لهم في ذلك اليوم لما كان المساء: لنجتَز إلى العَبر ... فحدث نوءُ ريحٍ عظيمٌ... وكان هو في المؤخر على وسادة نائمًا ( مر 4: 35 - 38)

          يُفتتح هذا المنظر المُعبِّر بكلمات الرب: «لنجتَز إلى العَبر»، وكانت كلماته الأخيرة لبطرس قبل أن يترك هذا العالم «اتبعني»، فبعد أن أتينا إلى الرب بدافع حاجتنا، وانجذبنا إلى محبته ونعمته، فإننا نتبعه في الطريق الذي يؤدي إلى العَبر (الناحية الأخرى) بعيدًا هناك، إلى ذات مكان المجد الذي قد سبق الرب فذهب إليه. وعلينا أن نتوقع ونحن في صُحبته أن نتعرَّض لمحاربات العدو، لأن الشيطان دائمًا وأبدًا ضد له. وهكذا نقرأ في الصورة أنه «حدث نوءُ ريحٍ عظيم».

          ومع أن الرب كان معهم ولكنه كان نائمًا على وسادة. وهكذا يبدو أحيانًا وكأنه غير مهتم بتجارب وضيقات شعبه. وهذه الظروف هي امتحان حقيقي لإيماننا. ومثل التلاميذ قد نتساءل: هل هو يهتم بنا حقًا؟ ولكن وإن كان يسمح بمثل هذه الظروف ليمتحن إيماننا، إلا أنها أيضًا فرصة لإظهار سلطان الرب على كل الظروف التي تقابلنا. وكما حدث في القديم «قام وانتهر الريح، وقال للبحر: اسكت! ابكم!» هكذا أيضًا في يومنا الحاضر، في وقته الخاص وبطريقته الخاصة، يستطيع أن يُسكت كل عاصفة فيصير «هدوءٌ عظيم».

          وبروح هذه الصورة المُعبِّرة، يكتب الرسول بولس إلى المؤمنين في تسالونيكي قائلاً: «ورب السلام نفسه يعطيكم السلام دائمًا من كل وجه. الرب مع جميعكم» ( 2تس 3: 16 ). الإيمان يثق أنه مهما كانت العواصف التي تواجهنا، فالله معنا ويعطينا السلام في كل الأوقات (دائمًا) وفي كل الظروف (من كل وجه). قد ننشغل أحيانًا كثيرة بالريح العظيم وبالأمواج التي تضرب سفينتنا الصغيرة، وننسى المسيح، وبأنانية نفتكر في أنفسنا فقط، وحينئذٍ نقول كما قال التلاميذ: «إننا نهلك». ولكن هل تستطيع أية عاصفة يُثيرها الشيطان مهما بلغ مَدَاها أن تُبطل قصد الله من جهة المسيح وشعبه؟ لن يهلك فرد واحد من خرافه، فالرب لا بد أن يأتي بالكل إلى بيت الآب في النهاية.

          المشكلة التي كانت عند التلاميذ والتي كثيرًا ما تكون معنا، هي ضعف إحساسنا بمجد ذلك الشخص الذي هو معنا، فهم لم يدركوا أن الإنسان الذي كان معهم، هو ابن الله أيضًا.

          هاملتون سميث
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

            السبت 20 نوفمبر 2010

            المسيح كالمَن
            لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم ( يو 6: 33 )

            المسيح كالمَن هو طعام المؤمن في البرية والغذاء الروحي الذي يأكله شعب الله المحبوب. ولكن ما معنى المَن عند المؤمن؟ معناه؛ المسيح في الجسد أو المسيح المتضع، لأن «هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت» ( يو 6: 50 ).

            فالمن إذًا كان إشارة إلى المسيح المتجسد أو الإنسان الكامل الذي أعلن الآب للعالم. فنعمته، وحنوه، وعواطفه، ورقته، ومحبته، ووداعته وتواضع قلبه، وصبره، واحتماله، وطول أناته، ومثاله ـ كل هذه الصفات موجودة في الرب يسوع باعتباره المَن الذي أعطاه الله لنا لنأكله أثناء سيرنا في البرية.

            ونستطيع أن نراه مُمثلاً أمامنا في تلك الرسائل التي لها علاقة خاصة بموضوع سير القديسين في البرية «لذلك نحن أيضًا إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه مُحيطة بنا، لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة، ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومُكمِّله يسوع ... فتفكَّروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومةً لنفسه» ( عب 12: 1 -3). وهذا تحريض لنا بأن نأكل من المسيح كالمَن الذي يقوينا وسط التجارب والصعوبات والاضطهادات التي تصادفنا في البرية القاحلة. وعلى هذا المنوال نجد بطرس الرسول يكتب بصفة خاصة إلى العبرانيين في الشتات، ليقودنا إلى المسيح كالمَن «فإن المسيح أيضًا تألم لأجلنا، تاركًا لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته» ( 1بط 2: 21 ). وأيضًا نجد الرسول بولس في رسالة فيلبى يُطعم إخوته بالمسيح كالمن المتضع، طالبًا منهم أن يكون فيهم الفكر الذي كان في المسيح يسوع .. الذي وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب ( في 2: 6 - 8).

            أما في الأناجيل فالمَن منتشر حولنا من كل جانب ويسهل علينا أن نجمع منه بحسب إعوازنا المختلفة كل يوم. وفى هذه الأناجيل عينها تتجلى لنا كل مظاهر تلك الحياة العجيبة ـ حياة ذلك الإنسان الكامل الذي هو في نفس الوقت الله ظاهرًا في الجسد.

            جازَ في أرض الشقـا مُظهرًا كلَ كمالْ
            عظِّموه واقتفوا إثرَ مَن أعطى المِثالْ

            دينيت
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

              الأحد 21 نوفمبر 2010

              محبة لن تنطفئ
              مياهٌ كثيرة لا تستطيع أن تُطفئ المحبة، والسيول لا تغمرها. إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة، تُحتقر احتقارًا ( نش 8: 7 )

              إن المحبة الإلهية هي أسمى وأقوى من كل مقاومات الأعداء، ولا شيء يستطيع أن يعمله البشر أو الشيطان يمكنه أن ينتصر عليها. تأمل في تاريخ الكنيسة، أو في حياة المؤمنين أفرادًا، ومن بينهم تلاميذ الرب المحبوبين عندما كان هو ـ له كل المجد ـ هنا في هذا العالم، فكم ظهر منهم من عدم إيمان، ومحبة ذات، وثقة ذاتية، ولكن كأن «لظى الرب» قد أحرقها كلها. لقد انتصرت محبته على هذه كلها، فلم تستطع «المياه الكثيرة» أن تُطفئها. نعم، لقد كانت في كل واحد منا أشياء كثيرة تطفئ محبة الجميع من نحونا عدا محبته هو. إنها لن تنطفئ، فهي محبة أبدية، وهو تبارك اسمه يحبنا الآن ـ في هذه اللحظة ـ بقدر المحبة التي أحبنا بها عندما بذل نفسه لأجلنا على الصليب. مبارك اسمه المعبود إلى الأبد.

              وما أجمل أن نُطيل التأمل في محبة ابن الله القوية والتي تفوق الإدراك، ولا توجد ثروة في العالم تستطيع أن تعادل قيمة هذه المحبة أو تنيلها «إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة، تُحتقر احتقارًا». وأين نجد محبة مثل هذه؟ إنها في قلب ربنا يسوع وحده الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا ( أف 5: 2 ) لأنه «بهذا قد عرفنا المحبة: أن ذاك وضع نفسه لأجلنا» ( 1يو 3: 16 ). لقد كان كل واحد منا بمفرده في قلب الرب يسوع لمّا كان على الصليب. صحيح أن هناك وجهًا عامًا لموته، فقد «مات لأجل الجميع» ( 2كو 5: 15 ) و«بذل نفسه فديةً لأجل الجميع» ( 1تي 2: 6 )، ولكن من جهة المختارين ـ أولئك الذين أعطاهم الآب له ـ فقد بذل نفسه لأجل كل واحد منهم شخصيًا، ويستطيع كل مؤمن أن يقول: «ابن الله الذي أحبني وأسلَمَ نفسه لأجلي» ( غل 2: 20 ). لقد أعطى له المجد أكثر من «كل ثروة بيته»؛ إنه أعطى نفسه، وأي شيء أقل من ذلك غير كافٍ لأن يبيِّن محبته أو يجذب قلوبنا إليه لنحبه. وإذ ندرك أن ابن الله قد أحبنا، أحب كل واحد منا، فإننا نحبه محبة قلبية صادقة، فإن محبته التي بيَّنها في بذل نفسه لأجلنا لا يمكن أن «تُحتقر».

              وإذا كنا نُطيل التأمل في محبته لنا وبذل نفسه ـ حياته الغالية ـ لأجلنا، فإننا بدورنا نحبه محبة تقودنا إلى تسليم ذواتنا بجملتها له عالمين أننا إذا قدَّم أي منّا «كل ثروة بيته بدل المحبة (محبة قلوبنا له، فإنها) تُحتقر احتقارًا».

              متى بهنام
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

                الاثنين 22 نوفمبر 2010

                العمل
                إن كان أحد لا يريد أن يشتغل، فلا يأكل أيضًا ( 2تس 3: 10 )

                أ ليس العمل مبدأ الهي؟ عندما خلق الله الإنسان «وضعه في جنة عدن، ليعملها ويحفظها» ( تك 2: 15 )، فنجد أن آدم كان له عمل إذ كان فلاحًا، وبعد ذلك نجد أن ابنيه كان لكل منهما عمل، فقد «كان هابيل راعيًا للغنم، وكان قايين عاملاً في الأرض» ( تك 4: 2 )، وعلى مرّ الأجيال يعمل الإنسان ليأكل، بل إن خالق الكل عندما أتى إلى عالمنا عَمِل نجارًا ( مر 6: 3 )، وقال الرسول بولس لأهل تسالونيكي «لأننا لم نسلك بلا ترتيب بينكم، ولا أكلنا خبزًا مجانًا من أحد، بل كنا نشتغل بتعبٍ وكدّ ليلاً ونهارًا، لكي لا نثقِّل على أحد منكم» ( 2تس 3: 7 ، 8).

                فمبدأ الله أن يعمل الإنسان ولا يعوِّل على آخر، أ لم يعمل بولس خياميًا وهو يخدم، إذ قال: «أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي، خدمَتها هاتان اليدان» ( أع 20: 34 ).

                وعلى صفحات الوحى نجد أن القديسين سواء رجالا أم نساءً، كانوا يعملون ولم يكونوا متكاسلين، فنجد أن إسحاق كان يزرع، ويعقوب وداود كانا رُعاة غنم، وراعوث «ذهبت إلى الحقل» لتأتي بالطعام لها ولحماتها، وعاموس كان راعيًا وجاني جميز، وليديا كانت تبيع الأرجوان ... وهكذا.

                وإن كان البعض يريدون أن يعيشوا عالة على الآخرين «بلا ترتيب، لا يشتغلون شيئًا بل هم فضوليون»، يقول عنهم بولس: «فمثل هؤلاء نوصيهم ونَعِظهم بربنا يسوع المسيح، أن يشتغلوا بهدوء، ويأكلوا خبز أنفسهم» ( 2تس 3: 12 ).

                والله يريدنا من خلال العمل، أن نمجِّده ونشهد له، وذلك بأن نكون أُمناء في عملنا، أ لم يكن يوسف شهادة للرب من خلال عمله، إذ «رأى سيده أن الرب معه»؟ وكذلك كان دانيال أمينًا في السبى من خلال عمله، والفتاة المسبية كانت سببًا في خلاص وشفاء نعمان السرياني، وغيرهم من القديسين.

                وهكذا نرى أن الله رتب أن يكون لكل واحد عمله.

                جُدْ بقيادتي ربَّ الهُدَى
                ثَبِّت شهادتي طُولَ المَدَى
                اِجعل مَسيري في رِضاكْ دَوْمًا فأقْتَفي خُطاكْ
                وقوِّني أنا فَتَاكْ للحقِّ أَشْهَدُ

                نشأت راغب
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

                  الثلاثاء 23 نوفمبر 2010

                  ماذا سيكون بعد ذلك؟
                  الذي وإن لم تروه تحبونه. ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد ( 1بط 1: 8 )

                  كتب الرسول بطرس إلى إخوته المتألمين يقول: «الذي وإن لم تروه تحبونه. ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا يُنطق به ومجيد». لقد رأى بطرس الرب وأكل معه ومشى وتحادث معه وعرفه معرفة وثيقة. لقد رآه في مشهد التجلي وشاهد معجزاته وكان معه في البستان، نعم وأنكره ثلاث مرات ولكن رُدت نفسه. ورآه بعد أن قام من القبر وتكلَّم معه على شاطئ بحر طبرية، كما رآه في يوم عودته إلى بيت الآب. ولكن أولئك الذين يكتب لهم رسالته لم يروه إطلاقًا ولا نحن أيضًا، لكننا نحب الرب وفيه نفرح بفرح لا يُنطق به ومجيد. وهذا هو أسمى أنواع الفرح الحقيقي. لأن الفرح في أي شيء آخر سيضيع وينتهي، أما الفرح في الرب فشيء باقٍ ودائم. ومجال الفرح في الرب بلا حدود ونستطيع أن نستزيد منه أكثر فأكثر. فقط كل ما نحتاج إليه هو أن نَدَع الروح القدس يكشف لنا عن صفاته وكمالاته أكثر فأكثر، لكي نفرح فيه أكثر.

                  ولكن ماذا سيكون عندما نرى ذاك الذي لا نراه الآن، ونلاقيه وجهًا لوجه؟ ماذا سيكون عندما نوجد مع الرب ويستحيل الإيمان عيانًا ويتحقق الرجاء؟

                  لا يوجد شخص يستطيع أن يجاوب على سؤال كهذا، لكن إن كان الإيمان يجعل في القلب فرحًا لا يُنطق به ومجيد، فكم يكون فرح رؤيته له المجد بالعيان في النهاية؟ سيأتي الرب يقينًا ويتحقق الرجاء الذي تعلقت قلوبنا بالرب بواسطته، ونُعاين كل الأمور التي رجوناها.

                  هذا أيها الأحباء هو هدفنا ونهاية مطافنا. هذا هو مستقبلنا السعيد اللانهائي. ليتنا ننمو في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح، وفي الشهادة له ولحقه لأننا لا نعلم، فربما فرصة الشهادة أمامنا قصيرة. وسريعًا نطرح النير من على أكتافنا ووجهًا لوجه نرى الرب الحبيب.

                  متى يتحقق هذا الرجاءْ وأسمعُ صوتَ الهُتافْ
                  وتَنظرُ عينايَ ربَّ الفِداءْ ويأتي أوانُ الزفافْ

                  كاتب غير معروف
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

                    الأربعاء 24 نوفمبر 2010

                    العبد الشرير
                    ثم جاء أيضًا الذي أخذ الوَزنة الواحدة وقال: يا سيد، عرفت أنك إنسانٌ قاسٍ، تحصد حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم تبذر ( مت 25: 24 )

                    لم يعرف صاحبنا المسكين أن المسيح هو الزارع الأعظم، الذي حمل مبذر الزرع، والذي في حياته هنا فوق الأرض كم زرع بالدموع! وليس فقط هو الزارع الأعظم، بل لقد شبَّه نفسه بالبذرة نفسها عندما قال: «إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير» ( يو 12: 24 ).

                    في الواقع إن العكس هو الصحيح، فالله يزرع دائمًا وبلا توقف، ولكن ما أقل ما يجمع أو يحصد، بسبب جحود الإنسان ونُكرانه. قال الرب قديمًا: «ماذا يُصنع أيضًا لكرمي وأنا لم أصنعه له؟» ( إش 5: 4 ). وقال أيضًا: «ربيت بنين ونشَّأتُهم، أما هم فعَصوا عليَّ» ( إش 1: 2 ). إنه هو الذي دائمًا يُشرق شمسه ويمطر مطره، وما أقل مَنْ يقدِّر خيره! إنه يمتع كل شعوب الأرض بالإحسان والجود، وما أقل مَن يرجع إليه منهم بالعِرفان والسجود!

                    حين قال ذلك العبد الرديء: «عرفت أنك إنسانٌ» فقد أنكر لاهوت المسيح وبنوته الأزلية، وحين قال: «إنك إنسانٌ قاسٍ» فقد أنكر تجسده في ملء الزمان، وتجاهل حياته التي لم يكن فيها يسعى لأن يُخدَم بل يَخدم، وحين قال: «تحصد حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم تبذُر» فقد أنكر ختام حياته على الأرض، عندما بذل نفسه فديةً عن كثيرين. إذًا، فلقد أنكر هذا العبد الرديء لاهوت المسيح وتجسده وصلبه. «وإذ هم يُنكرون الرب الذي اشتراهم، يجلبون على أنفسهم هلاكًا سريعًا» ( 2بط 2: 1 ).

                    لم يعرف ذلك العبد الشرير أفضل من هذا عن المسيح، وظل طوال حياته هنا على الأرض لا يعنيه من أمر هذه المعرفة شيئًا! مع أنه «هكذا قال الرب: لا يفتخرن الحكيم بحكمته، ولا يفتخر الجبار بجبروته، ولا يفتخر الغني بغناه، بل بهذا ليفتخرن المُفتخر: بأنه يفهم ويعرفني أني أنا الرب الصانع رحمةً وقضاءً وعدلاً في الأرض» ( إر 9: 23 ، 24). ولهذا فإني أنتهز هذه الفرصة لكي أتحدث معك أيها القارئ العزيز عن أهمية معرفتك بالله. قال الحكيم: «معرفة القدوس فهمٌ» ( أم 9: 10 ). ومن أين يمكننا أن نتعرَّف على المسيح ابن الله إلا من كتاب الله؛ الكتاب المقدس؟

                    كلامُكَ أيا رَبُّ نوري هوَ هُدايَ في المسيرْ
                    به عَرَفتُ كيفَ أتيتَ كيفَ فَديتَ يا قديرْ

                    يوسف رياض
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

                      الخميس 25 نوفمبر 2010

                      قايين: دُنياه ودينه
                      ويلٌ لهم لأنهم سلكوا طريق قايين(يهوذا 11)

                      إنه لتاريخ مُريع عن بؤس الإنسان وعجزه، يدوِّنه الله في كلمته، كما أن فيه إعلانًا إلهيًا أيضًا عن نعمة الله المباركة لأنها تُخبرنا عن المسيح وتقودنا إليه.

                      فالإنسان يسلك في طريقه الشرير بالرغم من كل الوسائل التي أُعدت لردعه وإرجاعه عنه. فقايين، بكر آدم يقتل أخاه هابيل (تك4)، ثم طُرد من محضر الله وبدأ يدبر نفسه بنفسه. بحث له عن مسكن ـ ليس مع الله بل على الأرض التي حكم الرب عليها باللعنة، وجعل من نفسه رئيسًا لمدينة، بينما هو أمام الله تائه وهارب.

                      بل أكثر من ذلك لاحظ محاولة الإنسان أن يجعل نفسه سعيدًا في بُعده عن الله. ففي عائلة قايين لا نجد فقط يابال «الذي كان أبًا لساكني الخيام ورعاة المواشي» بل أيضًا نجد يوبال «الذي كان أبًا لكل ضارب بالعود والمزمار» وأيضًا توبال «الضارب كل آلة من نحاس وحديد» ( تك 4: 20 - 22).

                      كان قايين يزين العالم لنفسه بدون الله. هذه هي جهود الإنسان الذي استقر في عالم تحت الدينونة ويحاول أن يجعل نفسه سعيدًا ويجمِّل العالم بقدر ما يستطيع بدون الله، إلى أن يدركه الموت والدينونة. فلو وجدت شخصًا ارتكب جريمة ضد أبيه، يضرب عودًا أو مزمارًا كأن لم يصدر منه شيء، هل تعد ذلك أمرًا معقولاً لا غبار عليه؟

                      هكذا كانت دنيا قايين، هل هناك اختلاف بين عالم قايين وبين العالم الآن؟ لقد صلب العالم ابن الله. إن عالم قايين هو هو عالم اليوم. وهذا الثمر من ذاك الشجر.

                      ومن الغريب أن نجد في قايين صورة رجل متعبد! وأكثر غرابة أن نجده متعبدًا لله الحي الحقيقي! لأننا نقرأ: «وكان هابيل راعيًا للغنم وكان قايين عاملاً في الأرض، وحدث من بعد أيام أن قايين قدَّم من أثمار الأرض قربانًا للرب». قدَّم قايين من تعب يديه ـ ”عرق جبينه“ قربانًا للرب. إن عرق جبينه يحكي قصة سقوط الإنسان ويروي تاريخ اللعنة، لذلك فإننا نراه يستخف بدينونة الله، إذ نرى في عبادته أسوأ ما فعل! إذ بها اعترف جهلاً بأنه لم يخطئ. لقد عميت بصيرته عن حالته، وظن بأنه كعامل في الأرض يستطيع أن يدخل إلى محضر الله!! وقدَّم إلى محضر الله علامة وختم الخطية التي أبعدته عن الله.

                      ماكنتوش
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

                        الجمعة 26 نوفمبر 2010

                        افعل كما نطقت
                        والآن أيها الرب، ليثبت إلى الأبد الكلام الذي تكلَّمت به عن عبدك وعن بيته، وافعل كما نطقت ( 1أخ 17: 23 )

                        هذا نوع من أحسن أنواع الصلاة. كثيرًا ما نصلي لأجل أشياء لم يَعِدنا الله بنوالها، لذلك لا نعلم أحيانًا إن كانت طلباتنا بحسب قصد الله أم لا، إلا بعد أن نستمر في طلبها وقتًا ما. وأحيانًا أخرى نكون موقنين، كما كان الحال مع داود هنا، بأن طلباتنا هي بحسب مشيئة الله. نشعر أننا مُقادون لأن نُمسك ونطالب بوعدٍ ما، تحت تأثير خاص بأن هذا الوعد يحتوي على رسالة لنا. في مثل هذه الأوقات، وفي إيمان واثق، نقول «افعل كما نَطقت». قلما نجد حالة أكثر جمالاً وقوة واطمئنانًا من أن نضع الأصبع على أحد مواعيد كلمة الله ونطالب بتنفيذه. لا موضع لأي عمل أو جهاد هنا، فالأمر لا يتعدى تقديم ”الشيك“ وطلب صرفه، إبراز الوعد وطلب تنفيذه. ولا يجب أن يتطرق إلى المُمسك بالوعد أقل شك في النتيجة.

                        إن كل وعد في الكتاب المقدس هو خطاب من الله، يمكن أن تضعه أمامه مقرونًا بهذا الطلب المعقول «افعل كما نطقت». إن الخالق لا يمكن البتة أن يغش مخلوقه الذي يعتمد على صِدقه، وأكثر من ذلك جدًا يمكن القول أن الآب السماوي لا يمكن أن يكذب على أحد أولاده المحبوبين.

                        «اذكر لِعبدك القول الذي جعلتني أنتظره» ( مز 119: 49 )؛ هذا طلب مقبول. لاحظ أن القول هو قول الله. وهل الله لا يحفظ كلامه؟ إن لم يكن يقصد تتميمه، فلماذا ينطق به؟ ثم إذا كان قد جعلني أنتظره، فهل يمكن أنه يخيِّب الرجاء الذي هو بنفسه قد أوجده فيَّ؟

                        «وتيقَّن أنَّ ما وعد بِه هو قادرٌ أن يفعله أيضًا» ( رو 4: 21 ). إن أمانة الله غير المحدودة هي التي تجعل كل وعد في كلمة الله عظيم القيمة. إن الوعود البشرية كثيرًا ما تكون عديمة القيمة. كم من وعد لم يُنجَز، فترك وراءه قلبًا كسيرًا! ولكن منذ خلق العالم لم يكسر الله وعدًا واحدًا قد أعطاه لأولاده الواثقين به.

                        إن كل وعد مؤسس على أربعة أعمدة وطيدة هي:

                        بر الله وقداسته اللذان بهما لا يمكن أن يَضل أحدًا، صلاحه الذي به لا يمكن أن ينسى، صِدقه الذي به لا يمكن أن يغيِّر ما خرج من شفتيه.

                        سبرجن
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

                          السبت 27 نوفمبر 2010

                          المَسحَة
                          يسوع الذي من الناصرة كيف مَسَحَهُ الله بالروح القدس والقوة ( أع 10: 38 )

                          في لوقا 4: 18 يقول المسيح: «روح الربِّ عليَّ لأنه مسحني لأُبشِّر المساكين»، وفى يوحنا6: 27 «لأن هذا الله الآب قد ختمَهُ». وفى أعمال4: 27 «يسوع الذي مسحته»، وفى أعمال10: 38 «كيف مسحَهُ الله بِالرُّوحِ القدسِ والقوَّة»، وفى يوحنا3: 34 «لأن الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله. لأنه ليس بكيل يُعطي الله الروح». هذه النصوص كلها تتكلم عن الرب يسوع، فذاك الذي وُلد بالروح القدس (متى1: 20) مُسح وخُتم بالروح. وكما أن الله ملأه بالروح، فإنه استطاع أن يتكلم بأقوال الله. وقبل أعمال2 فإننا لا نقرأ عن آخرين مُسحوا أو خُتموا بالروح القدس، فيما عدا الرب يسوع وحده الذي كان ممسوحًا. ولا أحد أمكنه أن يقبل الروح القدس بدون تتميم عمل الكفارة، وهذا يتفق أيضًا مع رموز العهد القديم. ففي الخروج29 واللاويين8 نقرأ عن تكريس الكهنة، فكان هارون يُمسح بدون ذبيحة أو قبل تقديم الذبائح، أما بنو هارون فيُمسحون بعد تقديم الذبائح، فكانوا يُرشون بالدم وبزيت المَسحَة. وبحسب الرسالة إلى العبرانيين، فإن هارون يرمز إلى الرب يسوع، أما بنو هرون فيرمزون إلى العائلة الكهنوتية (انظر مثلاً عب2: 11-13؛ 3: 1-6؛ 1بط2: 4، 5).

                          وفى الرسائل نجد ثلاثة نصوص تتحدث عن مِسحَتنا: «ولكن الذي يثبِّتنا معكم في المسيح، وقد مسَحَنا، هو الله الذي ختمنا أيضًا، وأعطى عربون الروح في قلوبنا» ( 2كو 1: 21 ، 22)، «وأما أنتم فلكم مَسحة من القدوس وتعلمون كل شيء ... وأما أنتم فالمَسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم، ولا حاجة بكم إلى أن يعلِّمكم أحد، بل كما تُعلمكم هذه المَسحة عينها عن كل شيء، وهي حق وليست كذبًا. كما علَّمتكم تثبتون فيه» ( 1يو 2: 20 ، 27).

                          من هذه الفقرات يتضح لنا معنى هذه المَسحَة. فنحن نعلم كل شيء لأن المَسحَة تعلِّمنا كل شيء. وفى كورثنوس الأولى، يشرح الرسول بولس هذا الكلام. فروح الله يعرف أمور الله، ونحن أخذنا «الروح الذي من الله، لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله» ( 1كو 2: 10 -12). ولذلك فإن مَسحَة الروح القدس تعني أننا في علاقة مباشرة وشركة مع الله بسُكنى الروح القدس، ولذلك فإننا نعرف أفكاره ونعرف ما يضاد هذه الأفكار. وبالتالي فإننا بقوة نفرح بحق الله في السماء.

                          هايكوب
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

                            الأحد 28 نوفمبر 2010

                            إكمال مسيرة الاتضاع
                            قال: أنا عطشان ... فلما أخذ يسوع الخل قال: قد أُكمل. ونكَّس رأسه وأسلَمَ الروح ( يو 19: 28 - 30)

                            ما أعظم هذا المفهوم لذلك النُطق العظيم «قد أُكمل». فلقد قاله المسيح بعد أن قال: أنا عطشان، فسقوه الخل. وبهذا الأمر أكمل المسيح رحلة التعب والاتضاع في عالم الخطية والضياع، الرحلة التي امتدت إلى أكثر من ثلاث وثلاثين سنة، فيها ذاق من الهوان والفقر ما لم يَذُقه سواه. فلقد وصل فقره ـ تبارك اسمه ـ إلى أبعد حد: إلى حد العطش، وعدم إمكانه شرب الماء. والواقع كم كان مسار المسيح في هذا العالم أنموذجًا عجيبًا وفريدًا في الاتضاع والفقر! لقد قال مرة: «للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أين يُسند رأسه» ( مت 8: 20 )، لكنه أخيرًا بعد أن شرب الخل، قال: قد أُكمل. ونكَّس رأسه: بمعنى أنه أسند رأسه على الصليب!

                            أ رأيت ـ عزيزي القارئ ـ طريقًا للاتضاع والفقر مثل هذا؟ إنه طريق عجيب من المجد إلى المَهد. لكن أيّ مهدٍ؟ لقد كان مهده مذودًا للبهائم! فذاك الذي سماء السماوات لا تسع مجده، لم يكن له موضع في المنزل. نعم، يا لطول الطريق، ويا لبُعد المسافة من ذُرى المجد إلى نظير هذا المهد! ثم يا لطول الطريق ومشقته من المهد إلى الصلب واللحد، في أرض لا تُنبت سوى الشوك والحَسَك.

                            اسمع ما يقوله الوحي عن ذلك الطريق العجيب «الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسةً أن يكون مُعادلاً لله. لكنه أخلى نفسه، آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس. وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان، وَضَع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب» ( في 2: 5 - 8)، أي وصل إلى أدنى أنواع الموت وأسوأها، موت العار والاحتقار، الموت تحت لعنة الناموس. لكن ماذا بعد موت الصليب؟ هل من اتضاع أبعد من موت الصليب؟ كلا. وها المسيح هنا قَبْل أن يسند رأسه ويُسلِّم الروح يقول: «قد أُكمل». لقد أكمل مسيرة الاتضاع والفقر، ليبدأ من تلك اللحظة مسيرة أخرى مختلفة في كل شيء، هي مسيرة الرِفعة، فيقول الكتاب المقدس «لذلك رفَّعه الله أيضًا، وأعطاه اسمًا فوق كل اسمٍ، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومَن على الأرض ومَن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو ربٌّ لمجد الله الآب» ( في 2: 9 - 11).

                            نعم، لقد أُكملت بالنسبة للمسيح مسيرة الاتضاع والفقر بعد أن عطش وشرب الخل. وهو لن يعطش في ما بعد، ولن يجوع.

                            يوسف رياض
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #29
                              رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

                              الاثنين 29 نوفمبر 2010

                              الخدمة المَلومة
                              يا رب، أما تُبالي بأن أختي قد تركتني أخدم وحدي؟ فقُل لها أن تُعينني! ( لو 10: 40 )

                              ما أخطر أن تتحول عينا الخادم عمّن يخدمه، ويجد نفسه مع الوقت، بدلاً من أن يخدم سيده يخدم ذاته، وتكون الخدمة في حد ذاتها غرضًا وليس الرب. وهذا ما ظهر خلال خدمة مرثا التي نرى فيها:

                              1ـ الارتباك: الذات التي فينا يهمها حجم العمل، بغض النظر عن الدوافع التي من وراء هذا العمل، لأنه من خلال العمل الكبير نشير إلى ذواتنا أكثر، وتتعظم ذواتنا في أعيننا مقارنة بالمتقاعسين، بحسب ظننا، عن العمل. وهذا ما ظهر في مرثا التي ارتبكت في خدمة كثيرة، ولم يكن لها علم بفكر الرب أن «الحاجة إلى واحد». لقد حمَّلت نفسها فوق طاقتها، وقادها تشتتها الكثير هذا إلى الارتباك، وإلى إهمال النصيب الصالح الذي تمتعت به أختها. لقد اضطربت لأجل أمورٍ كثيرة في الوقت الذي كان يجب عليها أن تكون جالسة، مع أختها، عند قدمي الرب تسمع كلامه. حقًا لقد كانت مرثا تحتاج أن ترتب أولوياتها، فعندما تعمل المهم، يجب ألاّ تترك الأهم.

                              2ـ الانتقاد: الذات هي الدافع من وراء كل انتقاد، فمن وراء كل تقليل للآخرين تريد أن تقول: ”أنا الأفضل“. وهذا ما عملته مرثا، وربما دون أن تشعر، عندما لمَّحت أن ما فعلته أختها أدنى مما فعلته هي، فأشارت للرب عن تقصير أختها «أختي قد تركتني أخدم وحدي» ( لو 10: 40 )، وقادها هذا إلى الخدمة بروح الأنين والتذمر.

                              3ـ الأسلوب غير اللائق: عندما تكون الذات عاملة، لا يكون هناك مُراعاة لآداب الحديث ولا السن، وفي كلماتنا نتخطى الحدود ولا نعمل أية مُراعاة للمشاعر التي تُجرح. وكمثال لهذا، الكلمة التي قالتها مرثا للرب: «أما تبالي؟». كم حملت هذه الكلمة من معانٍ قاسية على مشاعر الرب!

                              4ـ توجيه الأوامر: إن الذات تريد أن تُخدَم لا أن تَخدِم، تُقدم الأوامر والنواهي، ويغيب عنها أن الخدمة للرب هي مجال للتدريب على الطاعة «يا رب ماذا تريد أن أفعل؟» ( أع 9: 6 ). كان يمكنها أن تدعو أختها وتطلب منها المساعدة، لكن في ارتباكها لامت الرب ووجَّهته لفعل ما تراه هي أنه صواب: «قُل لها أن تُعينني».

                              أنور داود
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق


                              • #30
                                رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

                                الثلاثاء 30 نوفمبر 2010

                                التعزية في التجارب
                                لأنه في ما هو قد تألم مُجرَّبًا يقدر أن يُعين المجرَّبين ( عب 2: 18 )

                                إن ربنا ومخلِّصنا المبارك ستَر أمجاد اللاهوت في حجاب الناسوت عندما صار إنسانًا كاملاً، وفي عبوره في العالم واجه كل ما نلاقيه نحن من صعوبات وآلام. يعلم ما هو الألم وما هو الحزن وما هو البكاء. علم ما معنى المقاومة والبُغضة وسوء المعاملة. جاع وتعب وافتقر وهو يعرف ما معنى كل هذا. لم يكن له أين يُسند رأسه، فهو يعرف معنى الألم الجسماني، كما يعرف ضيق النفس. يعرف معنى تجربة إبليس ومعنى بصق الناس وسخريتهم واستهزائهم. ولا يوجد نوع من الآلام والأحزان البشرية إلا وقد ذاقه، بلا خطية. لم يعرف خطية، ولم يعمل خطية، ولكنه حمل خطايانا في جسده على الصليب «تأديب سلامنا عليه وبُحبُره شُفينا» ( إش 53: 5 ).

                                لم يكن مُلتزمًا أن يحتمل كل هذه، لم تكن هناك ضرورة لأن يترك الأمجاد السماوية ويصير إنسانًا، إلا بدافع المحبة «محبة المسيح الفائقة المعرفة» ( أف 3: 19 )، ومحبة الله الذي أراد أن يجعلنا أولادًا له في المجد الأبدي ( عب 2: 10 ). نعم قبل أن يتمكن من أخذ مكانه كرئيس خلاصنا، كان يجب أن يتألم. ولم يتألم في صُنعه الفداء على الصليب فقط، بل تألم مُجربًا في كل شيء، ويستطيع أن يرثي لنا نحن المجرَّبين.

                                إننا لا نكون وحدنا في الآلام، بل هو معنا دائمًا، شاعرًا في أعماق قلبه، قلب الشفقة والمحبة، بما يؤلمنا. نظن أحيانًا أننا منفردون، ولكن هذا الشعور خاطئ، وما هو سوي نتيجة لعدم إيماننا ولعدم التجائنا إليه لنوال العون الذي هو على استعداد أن يهبه لنا. فإذا أتينا إليه لنوال التعزية والمعونة اللتين نحن في حاجة إليها، فهو يشعر معنا شعورًا عميقًا بما نجوز خلاله من تجارب. وكم من متاعب وجهود ضائعة كنا نوفرها على أنفسنا لو التجأنا إليه مباشرةً عندما يصادفنا شيء يُتعب قلوبنا، أو أية تجربة يريد بها العدو قطع شركتنا وانعدام أفراحنا فيه! إن ركضنا إليه لا شك يجعلنا نغني في الليل ( أي 35: 10 ) ولذة حضرته تملأ نفوسنا. ليتنا نتعلم الهروب إليه في كل ضيقة إذ «باطل هو خلاص الإنسان» ( مز 60: 11 )، فإن فعلنا هذا نجد التعزية والفرح. يقول داود عن اختبار: «لأنك كنت عونًا لي، وبظل جناحيك أبتهج» ويقول أيضًا «بك احتمت نفسي، وبظل جناحيك أحتمي إلى أن تعبر المصائب» ( مز 63: 7 ؛ 57: 1)

                                أدولف سفير
                                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X