إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

    السبت 16 إبريل 2005

    أساسيات الشركة (1)


    --------------------------------------------------------------------------

    وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار(تك 18: 1 )


    لقد قَبِل الرب ضيافة إبراهيم، أكل وشرب معه، وبعد هذه الشركة يفتح الرب قلبه ويفضي إلى إبراهيم بما كان عازمًا أن يفعله، فقد وجد الرب في إبراهيم الشخص الذي يشاركه سره ويفصح له عما في قلبه. وهذا الفصل تكوين 18 يُرينا الشركة التي لنا مع الآب ومع ابنه (1يو1).

    المكان الذي تمتع فيه إبراهيم بالشركة:

    «عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة» إذًا مكان الشركة هو مكان الانفصال والابتعاد عن شعوب الأرض. لقد تعلم إبراهيم درس الانفصال. وفي هوشع7: 8 نقرأ عن أفرايم الذي اختلط بالشعوب، لقد شاكل أهل هذا الدهر.

    في تكوين 19 نقرأ عن مؤمن آخر بار، لكنه لم يتعلم درس الانفصال، ففقد الشهادة وفقد الشركة.

    «وهو جالس في باب الخيمة»: والخيمة رمز للتغرب. لوط لم تكن له خيمة، والخيمة غير مبنية على أساس، هذا يعني أنه لا أساس لي في هذا العالم. فالمؤمن المنغمس في العالم، لا يمكن أن يتمتع بالشركة مع الرب «غريب أنا في الأرض. لا تُخفِ عني وصاياك» (مز 119: 19 ).

    وقت الشركة: في وقت حر النهار، لقد تمتع إبراهيم بالرب في النور، ولما ذهب الرب له، وجده في النور. لكن عندما ذهب الملاكان للوط، كان ذلك في المساء. فمع أنه مؤمن، لكنه لم يَعِش في النور ولم يسلك في النور.

    إذن فالوقت الذي نتمتع فيه بالشركة مع الرب، هو عندما نكون سالكين في النور «الله نور وليس فيه ظلمة البتة» ولا يمكن التمتع بالرب إلا في نور معرفته والسلوك بنور كلمته. «سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي» (مز 119: 105 ). «أما سبيل الصديقين فكنورٍ مُشرق يتزايد ويُنير إلى النهار الكامل» (أم 4: 18 ) «لأن كل ما أُظهر فهو نور» (أف 5: 13 ).

    فالذي في مجده ببهاه نرتوي
    تاركين ما ورا إذ به لا ننغوي

    فهد حبيب
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #17
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

      الأحد 17 إبريل 2005

      وليمة بيت عنيا


      --------------------------------------------------------------------------

      كانت مرثا تخدم، وأما لعازر فكان أحد المتكئين معه. فأخذت مريم مَنًا من طيب ناردين خالص كثير الثمن، ودهنت قدمي يسوع ...(يو 12: 2 ، 3)


      مع أن وليمة بيت عنيا كانت تضم أشخاصًا كثيرين، لكن يوحنا ذكر بصفة خاصة ثلاث شخصيات بارزة، كان لها دور في الوليمة، فيقول لنا البشير يوحنا: «وكانت مرثا تخدم، وأما لعازر فكان أحد المتكئين معه، فأخذت مريم منًا من طيب ناردين خالص كثير الثمن، ودهنت قدمي يسوع، ومسحت قدميه بشعرها، فامتلأ البيت من رائحة الطيب».

      فإذا تذكَّرنا أن هذه الوليمة تمثِّل لنا اجتماع الكنيسة حول المسيح لكي تُكرمه في الفترة الحاضرة، فهذا معناه أنه في هذا الاجتماع يوجد المؤمنون في هذه الصور الثلاثة: فيوجد مَنْ يخدم المسيح خدمة المحبة مثل مرثا. ويوجد أيضًا مَنْ يجلس في محضره في شركة مباركة معه، واجدًا كل سروره فيه، مثل لعازر. كما نجد أيضًا مَنْ يسكب قارورة الطيب على جسده الكريم في تكريس له وسجود مثلما فعلت مريم.

      ليس معنى ذلك أن الله يريد مؤمنين يخدمون وآخرين يجلسون وفريقًا آخر يسجدون، بل إن هذه هي الأنشطة المتنوعة التي يمكن أن يمارسها المؤمنون عندما يجتمعون حول المسيح لإكرامه.

      ففي مرثا نجد النشاط والخدمة.

      وفي لعازر نجد الشركة والشهادة.

      وفي مريم نجد التكريس والسجود.

      والشيء الجميل أننا نجد كل من هذه الشخصيات الثلاث قد ارتقى مستواها الروحي عما كان في الزيارة السابقة المسجلة في لوقا10: 38).

      صحيح أن مرثا كانت هناك تخدم، لكن فارقًا كبيرًا بين حالها في ذلك الوقت وحالها الآن. هناك كانت مرثا مرتبكة في خدمة كثيرة، وكانت الخدمة مرتبطة بالتذمر، وأما هنا فلا ارتباك ولا تذمر، وهما حالتان كثيرًا ما أفسدتا خدمة الخادم. ولعازر لا نقرأ عنه في تلك الزيارة مُطلقًا، وأما الآن فقد صار يلذ له الوجود في محضر مخلصه وربه. وبالنسبة لمريم التلميذة الممتازة، فقد كانت هناك جالسة عند قدميه لتتعلم، وهي إذ تعلمت، فإننا نراها الآن ساجدة في محضره، ساكبة طيب حبها عند قدميه.

      يوسف رياض
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

        الاثنين 18 إبريل 2005

        مَنْ هو قريبي ؟


        --------------------------------------------------------------------------
        إنسانٌ... وقع بين لصوص، فعرّوه وجرَّحوه، ومضوا وتركوه بين حي وميت. فعرض أن كاهنًا نزل في تلك الطريق، فرآه وجاز مقابله، وكذلك لاوي(لو 10: 30 - 32)


        إن كان في العهد القديم نرى ضرورة الإلتزام من نحو القريب «أن تكسر للجائع خبزك، وأن تُدخل المساكين التائهين إلى بيتك. إذا رأيت عريانًا أن تكسوه. وأن لا تتغاضى عن لحمك» (إش 58: 7 )، ففي هذا المَثَل يعطينا الرب معنى كلمة "قريب" ومسئوليتنا إزاء احتياجاته.

        وفي هذا المَثَل يمكننا أن نرى شعب الله في صور مختلفة، فمنهم المجتازون (العابرون) ويُشبَّهون بالسامري، ومنهم الكاهن واللاوي وهما أرقى مستويات المؤمنين فيما يجب أن يُظهروه من قلب عطوف، ولكنهما لم يفعلا ما هو مطلوب منهما. فإن كان السامري يمثل مؤمنًا في وضع خاطئ كنسيًا، وينقصه الكثير من معرفة المكتوب، وهو في نظر القادة الروحيين في مستوى هابط، ومع ذلك سلك بعواطف الرحمة من نحو الأخ المجروح المتروك بين حي وميت. أما الكاهن واللاوي، بالرغم من وضعهما الكنسي الصحيح، ولكن خطأهما كان مُخيفًا؛ فكلاهما جاز مقابله ولم تتحرك عواطفهما نحوه. أ ليس هذا المَثَل توبيخًا صارمًا لنا؟. وكثيرًا جدًا ما نفعل نحن مثلهما، أكثر مما نتشبّه بالسامري.

        ونرى في الشخص الذي ترك أورشليم ونزل إلى أريحا، سقوط الأخ وتركه العبادة والشركة في مكانها الصحيح في الاجتماع. وما تبعه من هجوم اللصوص عليه وسلبه وجرحه وتركه بين حي وميت، نجد فيه تصويرًا لِما يمكن أن يفعله العالم الشرير في المؤمن عندما يسلبه الأمور الثمينة الإلهية، وتتركه الخطية مجروحًا مُعرَّى وكأنه ميت. وهذا المَثَل يكشف حالتنا أمام الله. فما هو موقف الشيوخ والمعلمين من هذا الأخ الساقط؟ هل نصبح بلا قلب من نحو الأخوة الضعفاء والمتعثرين والفاشلين؟ وهل نكتفي بالإجراءات العادلة والأحكام الكنسية عليهم، دون أن نقوم بعمل الراعي المتسع القلب والعطوف الذي يداوي ويعصب المجروح ويسترد الضال ويجبر الكسير. ولا يجب أن ننسى أن الحكم مهما كان عادلاً، فإنه لا يمكن أن يرُّد النفس ويعالجها، ولا ننسى أيضًا أن «الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة، والرحمة تفتخر على الحكم» (يع 2: 13 ).

        ثروت فؤاد
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

          الثلاثاء 19 إبريل 2005

          الأول والآخِر


          --------------------------------------------------------------------------

          هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه، رب الجنود: أنا الأول وأنا الآخِر، ولا إله غيري. ومَنْ مثلي؟(إش 44: 6 ، 7)


          يا له من اسم رائع! الله هو الآخِر، هو وحده صانع النهايات، نهاية تجربتي، نهاية مرضي، نهاية ضيقتي، نهايتي أنا، هو محتفظ لنفسه بهذا الحق دائمًا، هو وحده يقرر النهاية ماذا تكون، ومتى تكون، وكيف تكون!! والكتاب المقدس مملوء بالحوادث التي تؤكد جميعها أن الله هو الآخِر، وأن كلمته دائمًا وأبدًا هي الكلمة الأخيرة.

          1ـ قرر إسحاق في نهاية حياته أن يبارك عيسو وليس يعقوب، ولذلك طلب من عيسو صيدًا لكي يأكل من صيد ابنه ويباركه، ولقد أسرع عيسو فعلاً وأحضر صيدًا لأبيه في ذلك اليوم، لكن إسحاق في النهاية بارك يعقوب!!

          2ـ قرر يونان أن يموت ولا يذهب إلى نينوى ليكرز لأهلها، وأُلقيَ بناء على قراره في البحر الهائج فعلاً، لكنه لم يَمُت، وذهب وكرز لأهل نينوى!!

          3ـ حتمت الظروف أن يعيش يوسف ومريم في الناصرة في الشمال، وظلت مريم حُبلى تسعة شهور في الناصرة، وفجأة في آخر أيام حبلها تسافر إلى بيت لحم في الجنوب، حيث لا أقارب ولا بيت ولا حتى موضع تضع فيه مولودها!!

          4ـ هاج البحر على التلاميذ والمعلم، وكادت السفينة تمتلئ بالماء، والمعلم في المؤخر على وسادة نائمًا!!

          5ـ قرر اليهود أن لا يقتلوا المسيح في الفصح لئلا يكون شغب في الشعب، لكنهم هم أنفسهم أسرعوا وبأيدي أثمة صلبوه وقتلوه في يوم الفصح!!

          6ـ قرر بيلاطس والعسكر أن يكسروا ساقي المسيح، ولم يقرروا أن يطعنوه، لكنهم في النهاية لم يكسروا ساقيه وطعنوه!!

          7ـ قرر اليهود أن يُدفن المسيح مع الأشرار بلا كفن وبلا أي إكرام، فدُفن المسيح في أفخم قبر، قبر منحوت في الصخر، قبر لم يُدفن فيه أحد من قبل، وكفّن بأثمن الأطياب وبأعظم إكرام!!

          هذه الحوادث وغيرها، تبرهن بكل وضوح أن الكلمة الأخيرة في كل ظروف حياتنا، ليست لقرار الناس، ولا للظروف، ولا للبحر الهائج، ولا للرؤساء، بل لله ولله وحده. وقد يستخدم الله وسائل متعددة لتنفيذ كلمته، لكن يبقى أيضًا أن الكلمة الأخيرة هي له، وليست لهذه الوسائل التي يستخدمها.

          ماهر صموئيل
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

            الأربعاء 20 إبريل 2005

            الدخول من الباب


            --------------------------------------------------------------------------

            ادخلوا من الباب الضيق ... ما.. أكرب الطريق(مت 7: 13 ، 14)


            يبدأ الرب تحريضه في هذا الجزء من عظة الجبل، بعبارة: «ادخلوا من الباب الضيق». ومن قوله «ادخلوا» نفهم أن المسيحية ليست دراسة فلسفية أو عقائدية، بل إنها شيء عملي في المقام الأول. ولعلنا نتذكر أن الرب لما تقابل مع متى العشار، لم يَقُل له قدّرني أو اعتبرني، بل قال له: «اتبعني» (مت 9: 9 )، فقام وتبعه.

            كان اليهود في أيام المسيح يعتبرون أنفسهم ورثة الملكوت بحكم تناسلهم من إبراهيم. وهذا ما حذرهم يوحنا المعمدان منه عندما قال: «لا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أبًا، لأني اقول لكم إن الله قادر أن يُقيم من هذه الحجارة أولادًا لإبراهيم» (مت 3: 9 ).

            هذا يعطي قوة للعبارة التي قالها المسيح هنا: «ادخلوا من الباب الضيق». فالباب يُعبِّر عن بداية. فهم محتاجون أن يدخلوا من الباب إلى الملكوت وليسوا بالمولد موجودين داخله. ونفس الأمر بالنسبة لنا في المسيحية أيضًا، فالمسيحية تستلزم من الإنسان أن يبتدئ من جديد. فنحن لا نرث المسيحية عن الآباء، ولا نولد فيها وتنتهي المسألة، بل يعلمنا الكتاب أننا جميعًا مولودون بالخطية. وينبغي أن نولد من فوق، ولهذا يقول المسيح هنا: «ادخلوا من الباب الضيق».

            ثم إن الباب يحمل معنى آخر. فأنت بالنسبة للباب، لا يمكن إلا أن تكون في أحد جانبيه، إما في الداخل أو في الخارج. والباب نفسه يفصل بين فريقين: الذين خارجه والذين داخله. لكن هذا الكلام؛ أقصد تقسيم الناس إلى فريقين: مع أو ضد، ولا أرض مُحايدة، لا يعجب الإنسان العصري. لكننا هنا كما في كل شيء آخر، شعارنا لا ما يقوله الناس، بل «ماذا يقول الكتاب» (رو 4: 3 ). وأيضًا «ليكن الله صادقًا وكل إنسان كاذبًا» (رو 3: 4 ).

            والباب يؤدي إلى طريق. فكما أن هناك بابين مختلفين، هناك أيضًا طريقان. وأنت لا يمكنك أن تكون موجودًا في الطريقين معًا؛ إما في هذا الطريق أو ذاك. وإذا كان الباب يمثل الاختيار واتخاذ القرار، فإن الطريق يتضمن أسلوب الحياة ونوع المسار. والمسيحية بناء على أقوال المسيح هنا، هي اختيار محدد، يقود إلى أسلوب حياة يختلف عن أسلوب حياة الآخرين.

            يوسف رياض
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

              الخميس 21 إبريل 2005

              إتاي الجتي: حين تمتحن المحبة


              --------------------------------------------------------------------------

              فأجاب إتاي الملك وقال: حيٌ هو الرب وحي سيدي الملك، إنه حيثما كان سيدي الملك، إن كان للموت أو للحياة، فهناك يكون عبدك أيضًا(2صم 15: 21 )


              من جت، جاء إتاي ليلتصق بداود! .. من جت؟ نعم من بلد جليات! لكن جاذبية داود كانت عُظمى.

              ولكن الظروف لم تكن مواتية لذلك المُحب، فما كاد يهنأ بالعيش مع محبوبه أيامًا إلا ووجده مطرودًا إلى حيث لا يدري. وهنا امتُحنت المحبة امتحانًا دقيقًا، ووُضع الإيمان في الميزان، والتكريس تحت المجهر. وها نحن نسمع داود يقول له: «لماذا تذهب أنت أيضًا معنا؟ ارجع وأقم مع الملك لأنك غريب ومنفي أيضًا من وطنك. أمسًا جئت واليوم أُتيهك بالذهاب معنا، وأنا أنطلق إلى حيث أنطلق. ارجع ورجع إخوتك. الرحمة والحق معك» (2صم 15: 19 ، 20). فالأعذار والحجج جاهزة: الظروف غير مواتية ... المسئولية كبيرة بالنظر لمن معه .. لا أحد يدري ما يأتي به المستقبل .. وداود متفهم للأمر، وقلبه كبير .. بل لقد استودعه الرحمة وأعطاه الحق في ذلك. ألا تبدو هذه الاعذار مألوفة على مسامع وأفواه مؤمني القرن الواحد والعشرين؟!

              لكن لنسمع رد إتاي: «حيثما كان سيدي الملك ... هناك يكون عبدك أيضًا». هذا هو مربط الفرس، هذا هو الدافع وراء قرار إتاي، والمحرك لكل خطواته: إن ذاك الذي أحبته نفسه هو موضوع اهتمامه وانشغاله، لذا فحيثما كان، في فلاة أو بستان، فالعبرة هي بأين يوجد داود؟ آه يا نفسي .. كم أبغي أن أسير تابعًا سيدي، تلك هي الراحة، وهناك كل الشبع والسرور. فاتبعيه!

              ثم اسمع إتاي وهو يقول: «إن كان للموت أو للحياة»، هل رأيت أيهما الأسبق؟ الموت .. نعم فبحسابات المنطق، فإن السير وراء مسيح مرفوض، مغامرة؛ احتمال الموت فيها أكبر. لكن أ يقف ذلك أمام محبة ملأت القلب؟! إن محبة إتاي جعلت الموت كلا شيء مقابل اتّباع داود.

              نجح إتاي بجدارة، فقال له داود: «اذهب واعبر. فعبر» لكن ليس وحده، بل «وجميع رجاله». فصاحب القلب المملوء بالمحبة، لا بد وأن يكون سبب تحريض وبركة للآخرين.

              ويضيف الوحي: «وجميع الأطفال الذين معه». فما أجمل عائلات بأكملها امتلأت بالحب للسيد! وما أغبط والدين وجد أطفالهم فيهم القدوة في محبة الرب!

              عصام خليل
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

                الجمعة 22 إبريل 2005

                الحماية الإلهية


                --------------------------------------------------------------------------

                إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلاً: قُم وخُذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر... لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليُهلكه (مت 2: 13 )


                في إنجيل متى2: 13 نرى الله يستخدم ملاكًا لحماية الرب يسوع المسيح من الأذى، وذلك طبقًا للنبوة: «لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك. على الأيدي يحملونك لئلا تُصدم بحجرٍ رجلك» (مز 91: 11 ، 12). وكما عبَّر أحدهم فقال: "لقد كانت هناك ملائكة منوطة بحماية الرب يسوع المسيح وهو يجتاز في هذا العالم المُعادِ له. وهاتان القدمان الكريمتان كانتا ينبغي أن تُحفظا من الأذى".

                فها هو سيف هيرودس الظالم لم يستطع أن يلحق به أدنى أذى. كان يمكن أن يتحطم هذا السيف ويتناثر إلى مليون شظية، وكان من الممكن أن يد السيَّاف الغاشمة تُقطع وتُطرح بعيدًا، ولكن الله اختار هذه الطريقة البسيطة غير المتوقعة مستخدمًا ملاكًا لحفظ الرب يسوع.

                ولكن هل حُفظت هاتان القدمان الكريمتان من الأذى على طول الخط؟! .. كلا. فها هي المسامير تخترقهما على الصليب .. فرغم أن ربوات من الملائكة كانت تحت إمرته ورهن إشارته، إلا أنه ـ تبارك اسمه ـ لم يستدع أيهم لنجدته، حيث أن ذلك كان من شأنه أن يعطل مشروع خلاصنا العظيم، لأنه ـ له كل المجد ـ «حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة» (1بط 2: 24 ). على أن سيدنا المجيد، لم يحتمل المسامير فحسب، بل لقد احتمل الصليب مُستهينًا بالخزي، وذاق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد. وكم نشكر الله من القلب، لأن ملاكًا لم يتدخل مُجريًا معجزة، لحفظ الرب يسوع المسيح، من الموت.

                بيد أن العجب العجاب أن الله يحبنا كما يحب ابنه (يو 17: 23 )، وقد أرسل ملائكته أرواحًا خادمة لنا نحن أيضًا (عب 1: 14 ). وما دام الله يرى أنه ما زال أمامنا عملاً لننجزه، فنحن موضوع حمايته، ولن يلحق بنا أدنى ضرر من أي خطر خفي كان أم ظاهرًا، ولو اقتضى الأمر إجراء معجزة أو استخدام الملائكة. ولكن إذا اقتضى قصد الله من جهتنا الألم أو الموت، عندئذ لن يتدخل ملاك، بصورة أو أخرى لحفظنا. وعلينا كخدام أمناء للرب أن نتسلح بهذا الفكر الذي كان في المسيح يسوع أيضًا لنكون أمناء حتى الموت (في 2: 5 ؛ 1بط4: 1؛ رؤ2: 10).

                أ.هـ . كروسبي
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

                  السبت 23 إبريل 2005

                  أساسيات الشركة (2)


                  --------------------------------------------------------------------------
                  فرع عينيه ونظر وإذا ثلاثة رجال واقفين لديه، فلما نظر ركض ...(تك 18: 2 - 4)

                  كيف نتمتع بالشركة؟ لقد كان يحّن قلبه للشركة «فلما نظر ركض لاستقبالهم». عندما حانت الفرصة له لأن يتمتع بالشركة، حاول أن يستغل كل دقيقة .. ركض. لقد كان يسعى للشركة، أ ليس هذا ما يقوله الرب «وتطلبونني فتجدونني إذ تطلبونني بكل قلبكم» (إر 29: 13 ). فلكي نتمتع بالشركة، يجب أن نسعى وراءها ونستغل كل فرصة لكي نغتنمها «الذين يبكرون إليَّ يجدونني» ركض إبراهيم. هل نعمل ذلك؟ «الوقت منذ الآن مقصّر» «إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم» هل نستغل الوقت لنشبع بالرب؟ ندرس كلمة الله لنتغذى بها، هل نُسرع للاجتماع؟ هل نسرع إلى مخادعنا؟ «أسرعت ولم أتوان (إش 26: 13 ). وهذا ما حدث مع لوط. علينا أن نفحص طرقنا، هل هناك سيد آخر على القلب مع الرب؟ «يا سيدي إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك». لقد طلب هذه الشركة باتضاع ووداعة.

                  «ليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم». وهذه أول مرة في الكتاب يؤكد فيها غسل الأرجل، لقد سار الرب في البرية واحتاج لمن ينعش قلبه، وعند إبراهيم استمع بما ينعش قلبه. في يوحنا 13 يغسل المسيح أرجلنا لإنعاشنا، لكن هنا إبراهيم يغسل رجليه ويُنعش قلبه. هل نفعل ذلك؟ قالت أبيجايل لرسل داود 1صم25: 41 «هوذا أمتك جارية لغسل أرجل عبيد سيدي» كأنها تقول: إنني لست مستحقة أن أغسل رجليك أنت، لكني أغسلها عن طريق آخر، بغسل أرجل عبيد سيدي. وأنا وأنت عندما نغسل أرجل عبيد سيدي. عندما أساعد إخوتي وأنعشهم بتشجيعي ومحبتي، إنما أغسل رجليّ الرب نفسه.

                  لقد تمتع إبراهيم بهذه الشركة بتواضع.

                  مَنْ في السماء يا تُرى غير إلهي الحي
                  ومعه فوق الأرض لا أريد أصلاً شي

                  فهد حبيب
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

                    الأحد 24 إبريل 2005

                    المسيح ومدرسة الألم


                    --------------------------------------------------------------------------
                    الذي، في أيام جسده، إذ قدم بصراخٍ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت .. مع كونه ابنًا تعلَّم الطاعة مما تألم به(عب 5: 7 ، 8)


                    يمكن وضع التركيبة في ترجمة أخرى "الذي في أيام جسده (مز 145: 14 ).

                    إن الرسول يقودنا بهذا المقطع إلى حياة الرب يسوع بعد المعمودية وبدء خدمته الجهارية، ودون الإشارة إلى موته له المجد فوق الصليب، ذلك أن الصليب لا يدخل في نطاق "آلام المسيح" التي أهّلته للخدمة الكهنوتية، بل الصليب هو الرحى التي دخل بين شقيها هو ساعة غضب الله الكُلي القداسة على الخطية التي قادت القدوس الكامل إلى موت الصليب.

                    لقد امتلأت تلك الأيام «أيام جسده» بكل أشكال ومصادر الألم، وكانت ذروتها بستان جثسيماني. إن المجد في جوهره هو سيدنا بلا منازع أو مقارنة. غير أن النعمة وهبتنا في شخصه المعبود كل ما يعوزنا كخطاة وقديسين، إن خطيتنا وبؤسنا كانا فرصة للمحبة الإلهية التي إنما ظهرت بكمالها في المسيح الذي تألم إلى أقصى الحدود يوم جاء إلينا؟ فقد عانى آلامًا لم يكن أحد كفوًا لها غير شخصه الكريم. وفي «أيام جسده» نرى الناحية المنظورة ونسمع صوت أحزانه التي ليس غير الله يدرك ويرى أعماقها. ومن أجل هذا، ومن أجل أسباب أخرى في مقاصد الله، صار الكلمة جسدًا وحلّ بيننا وأطاع حتى الموت، موت الصليب.

                    أديب يسى
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

                      الاثنين 25 إبريل 2005

                      جنة مغلقة


                      -------------------------------------------------------------------------

                      أختي العروس جنة مُغلقة، عين مُقفلة، ينبوع مختوم(نش 4: 12 )


                      هنا يرسم العريس أخته العروس في صورة جديدة وجذابة، فهي تُرى هنا كالجنة، وللجنة مكان خاص في فكر الله. وبمقارنة تكوين1 مع تكوين2: 8 يتضح لنا أن الجنة كانت عمل يديه مبينًا بذلك اهتمامه ومسرته بها، وفي هذا إشارة إلى أن قديسيه هم لمسرته ولمسرة قلب ابنه الحبيب.

                      إن العروس هي «جنة مغلقة، عين مقفلة، ينبوع مختوم»، فهي له وحده دون سواه. إنها جنته، وهذا ما يجعلها جميلة في عينيه، وهذا ما يجب أن يراعيه المؤمن في حياته، أن تكون حياته بجملتها للرب، فإن جنته ليست حديقة عامة يستطيع أن يدخلها كل مَنْ يشاء. إنها «مُغلقة» لتكون له وحده، وإننا لا نستطيع أن نكون «كعذراء عفيفة للمسيح» إلا إذا كنا نحرص على الاحتفاظ بأنفسنا بعيدًا من مؤثرات هذا العالم.

                      عندما كان يموت شخص ما من إسرائيل في خيمته، فإن كل إناء مفتوح ليس عليه سدادٌ بعصابة يكون نجسًا (عد 19: 15 ) وإننا موجودون في عالم ساده الموت الروحي، وقد غشَّى فساده ورائحته النتنة كل شيء، فلكي نكون طاهرين، يجب أن نكون أواني مُحكمة القفل. نعم ما أحوجنا ولا سيما في أيام الارتداد هذه إلى أن يكون كل مسيحي حقيقي «مغلقًا» و«مقفلاً» و«مختومًا». وإن كان العالم يعتبرنا ضيقين، ولكن يا لها من كرامة بل وفرح يغمر نفوسنا إذ نحتفظ بكياننا للمسيح وحده. وهل ندم أي مسيحي في كل حياته وإلى نهايتها لأنه كان بجملته للمسيح؟ ولكن ما أكثر الذين حزنوا وندموا لأنهم لم يتفانوا في تكريس ذواتهم له. لقد توسل المرنم التائب إلى الله قائلاً: «اغسلني فأبيَّض أكثر من الثلج» (مز 51: 7 )، فهل لنا مثل هذه الرغبة الصادقة في الطهارة؟ لا، بل إن قصد إلهنا من نحونا هو أسمى من ذلك، فإنه يريد من كل مَنْ له الرجاء بأنه سيكون مثل المسيح عندما يراه كما هو، أن «يطهر نفسه كما هو طاهر» (1يو 3: 3 ) وهذا ما يحفظنا من كل المؤثرات التي في هذا العالم.

                      ومتى سمونا إلى هذا المستوى، فلا يكون مقياس حياتنا ما هو مُحلل أو مُحرّم، وهذا ليس معناه التساهل مع الشر أو شبه الشر، بل يكون هدفنا ما هو مرضي ومُسرّ للمسيح، وتكون غايتنا أن جنته تأتي بالثمر المُشبع والمُلذ لقلبه.

                      متى بهنام
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

                        الثلاثاء 26 إبريل 2005

                        الله هو الآخِر


                        --------------------------------------------------------------------------

                        أما أنا فقد علمت أن وليي حي، والآخِر على الأرض يقوم(أي 19: 25 )

                        لقد جاء إعلان الله عن نفسه بأنه الآخِر، سبع مرات، رقم الكمال. في ست مرات من السبعة الله هو الذي يعلن عن نفسه بأنه هو «الآخِر» (إش 44: 6 ، 48: 12؛ رؤ1: 11، 17، 2: 8، 22: 13)، أما السابعة فهي شهادة مؤمن عن الله بأنه هو الآخِر (أي 19: 25 )، وكأن إعلان الله عن ذاته يترك مساحة لشهادتنا عنه ليمتزج بها ويكون معها وحدة كاملة (الرقم 7). ومن هذا نتعلم أنه امتياز لنا كما أنه واجب علينا: أن نقبل إعلان الله عن ذاته كما أعلنه هو، ثم في حضرة الله وبعمل الروح القدس يمتزج هذا الإعلان بالإيمان في قلوبنا، ليخرج بعد هذا منا في صورة سجود له أو شهادة عنه. وهكذا نصبح نحن وشهادتنا جزء من إعلان الله عن نفسه. فيا لعظمة نصيبنا!!

                        ونحن لا نعرف بلوى في كل التاريخ في حجم البلوى التي أصابت أيوب، لقد خسر المسكين كل شيء في يوم واحد، الثروة والبيت والأولاد، بل حتى الصحة خسرها وامتلأ جسده بقرح رديء من باطن قدمه إلى هامته، وصار الكريم الشريف مكوّمًا وسط الرماد يئن ويزمز وهو يحتك بشقفة!

                        وعندما نتأمل بلواه نجد أن كثيرين قالوا كلمتهم بخصوصها، الشيطان والناس، الريح والنار، السبئيون والكلدانيون، زوجته وأصحابه، ومن كل هؤلاء نبعت وتجمعت آلامه المريرة. لكن الشيء الرائع أن أيوب لم يعتبر ولا واحد من كل هؤلاء هو الآخِر، ولا اعتبر كلمة أحدهم هي الأخيرة. لذلك ظل بإيمان لا يتزعزع ينتظر الله ليقول الله كلمته! مؤمنًا أن وليه الحي، الله العلي، هو الآخِر، وكلمته هو فقط هي الأخيرة. ولم يَخِب إيمانه، ولم يخز رجاؤه، فقد تكلم الله في النهاية، وقال الآخِر كلمته، وبعده صمت الجميع، ورَّد له الرب كل شيء ضعفين!!

                        وهكذا كأنه يقول لكل منا: دع الناس يقولون كلمتهم، دع الأطباء يقولون كلمتهم، دع القضاء يقول كلمته، بل دع الكل يتمموا ما قالوا، ويفعلوا ما شاءوا، لكن إياك أن تظن أن هذه هي النهاية. فطالما أن الله لم يَقُل كلمته بعد، لا يمكن أن تكون النهاية بعد، إذ أنه هو وحده الآخِر وكلمته وحدها هي الكلمة الأخيرة.

                        ماهر صموئيل
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

                          الأربعاء 27 إبريل 2005

                          الحية صورة للشيطان


                          -- -- ----------------------------------------------------------------------

                          ولكنني أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها، هكذا تُفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح(2كو 11: 3 )

                          يمكننا أن نجد خمس مُشابهات على الأقل بين الحية والشيطان:

                          1- الحية جذابة: كلمة حية في الأصل العبري هي "ناحاش" وتعني حرفياً "اللامع" أو "البهي". والشيطان يحب أن يختفي خلف كل ما هو جميل وجذاب لدى الناس ليؤثر فيهم. إنه يستخدم الفن والفلسفة والعلم، بل والدين أيضاً لمحاربة الله. بل يقول الكتاب المقدس «الشيطان نفسه يغيِّر شكله إلى شبه ملاك نور... » (2كو 11: 14 ).

                          2- الحية ماكرة: لقد اختارها الشيطان في الجنة لتنفيذ مآربه لأنها أَحيَل جميع حيوانات البرية (تك 3: 1 ). والمحتال يُظهر من الحقيقة فقط الجزء الذي يخدم أغراضه، ويخفي الجزء الآخر. وهذا النوع من الكذب هو أخطر أنواع الكذب. وهذه هي خطة الشيطان في حربه معنا أن يُظهر جزءاً من الحقيقة ويخفي الجزء الآخر، لكي يُجمِّل الخطية أمامنا، ويخفي عنا نتائجها المروعة. وهذا هو معنى ما قالته أمنا حواء «الحية غرتني» (تك 3: 13 ).

                          3- الحية منظرها لا يوحي بالخطر: فهي ناعمة الملمس وتبدو عليها البراءة. فهي ليست مثل الأسد أو النمر، ولا حتى الكلب. والطفل بالغريزة قد يخاف من الكلب، لكنه على الأرجح، لن يخاف من الحية، فشكلها لا يُخيف، وحجمها لا يُرهب، وفحيحها لا يُنذر بالخطر. وهكذا الشيطان يعرف كيف يأتينا دون أن يشعرنا بالخطر.

                          4- الحية توجد حيث لا نتوقع: فلا أحد يعرف خط سيرها (أم 30: 19 ). وهي لا تستأذن قبل الدخول إلى مكان، والأدهى أنه لا توجد حواجز تعيقها، فتتسلق أعلى الجدران المرتفعة وتزحف من تحت الأبواب المُغلقة. ولهذا فأنت تجدها حيث لا تتوقع «مَنْ ينقض جداراً تلدغه حية» (جا 10: 8 قارن عا5: 19).

                          5- الحية قاتلة مُهلكة: فنتيجة السم الذي تنفثه، مات الملايين من البشر، وأما الشيطان فقد قيل عنه «ذاك كان قتالاً للناس من البدء» (يو 8: 44 )، بل إن أحد أسماء الشيطان الواردة في سفر الرؤيا هو "أبدون" و "أبوليون" وكلاهما يعني المُهلك.

                          عزيزي .. لقد أتى المسيح، نسل المرأة، وسحق رأس الحية، فهل تُسرع إليه وتحتمي فيه ذاك الذي «ليس بأحد غيره الخلاص» (أع 4: 12 ).

                          يوسف رياض
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

                            الخميس 28 إبريل 2005

                            أُوربانوس .. العامل في المسيح


                            -- ------------------------------------------------------------------------

                            سلموا على أوربانوس العامل معنا في المسيح(رو 16: 9 )


                            «أوربانوس» ـ والاسم في اللاتينية معناه "الذي من المدينة"، وفي اليونانية معناه "ظريف ومؤدب" أو "لطيف وأنيس" ـ يصفه الرسول بولس بأنه «العامل معنا في المسيح»، كما قال عن «أكيلا وبريسكلا» «العاملين معي»، وعن «تيموثاوس» «العامل معي» (رو 16: 3 ، 21). ولم يُخبرنا الرسول عن تفاصيل عمل «أوربانوس»، ولكن أن يكون عاملاً مع الرسول، فهذا يعني استعداده لخدمة الرب بأية طريقة والهدف هو تقدم الإنجيل (في 1: 12 ). والخدمة العظيمة ليست هي التي تظهر لها المظاهر العظيمة هنا، لأن الله كثيرًا ما يسمح أن لا تكون لخدماتنا نتائج ظاهرة لكي يختبر إن كنا راضين أن نسير بالاختفاء أم لا، ولكن الخدمة العظيمة هي أن نجد سرورنا في إرضاء سيدنا «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت»، وباب هذه الخدمة مفتوح أمام كل واحد منا؛ الصغير والضعيف، كالقوي وصاحب المواهب.

                            ونلاحظ أن الرسول لا يقول عن «أوربانوس» إنه العامل معنا لأجل المسيح (وإن كان هذا صحيحًا) ولكن «في المسيح». فنحن ينبغي أن نضع في بالنا دائمًا أن خلاصنا وحياتنا، بل كل بركاتنا الروحية لا يعلنها لنا الوحي كأشياء نحصل عليها من المسيح، بل في المسيح. فإنه لا يتسنى لنا أن نتمتع بها بالانفصال عنه كما لو كانت عطايا نستطيع أن نستحوذ عليها ونحملها بعيدًا إلى حيث أردنا، بل نتمتع بها فقط بالاتحاد مع شخصه.

                            وبالمثل أيضًا، أين نجد القوة على الطاعة والخدمة والعمل لأجل تقدم الإنجيل؟ الإجابة: «في المسيح»، يقينًا ليس في ذواتنا، فالثقة في الذات نتيجتها الهزيمة. ولقد حذر الرب يسوع تلاميذه من الاعتماد على الذات دون النظر إلى الله، فقال: «بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا» (يو 15: 5 )، ولكن «أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني» (في 4: 13 )، وهنا سر الخدمة الصحيحة.

                            ويا ليتنا كلنا نقترب من الرب أكثر حتى نعرف كيف نصير خدام مسرته، متذكرين كلمات الرب يسوع المسيح: "إن كان أحد يخدمني يُكرمه الآب» (يو 12: 26 )، ويا ليت سرور كل واحد منا أن يكون مرضيًا للرب يسوع وعاملاً بحسب مسرته (قارن 2صم23: 14- 17؛ مر14: 3- 6).

                            فايز فؤاد
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #29
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

                              الجمعة 29 إبريل 2005

                              على كتفي الراعي


                              --------------------------------------------------------------------------
                              يذهب لأجل الضال حتى يجده، وإذ وجده يضعه على منكبيه فرحًا(لو 15: 4 ، 5)

                              لا أحد ولا شيء يمكن أن يحول بين هذا الراعي وبين البحث عن خروفه «الضال حتى يجده». على المرتفعات وفي المنخفضات، بالجهد والتعب والكد، يجول ذلك الراعي المُخلص، ولا يهدأ حتى نسمع منه النغمة المؤثرة «وجدت خروفي الضال». وحينئذ الألم والتعب والكد، جميعها تُبتلع إلى فرح المكسب بالعثور على الضال.

                              والآن يتعلم هذا الخروف محبة الراعي وعنايته. فإن أمام الراعي رحلة طويلة سوف يقطعها عائدًا إلى بيته. ولن يفترق الخروف عن الراعي فيما بعد. فسوف يضعه الراعي على كتفيه حيث يستعمل الراعي كل قوته في حفظه سالمًا آمنًا، وكتفا الراعي، مكان أمين لحماية الخروف، وإن كان غير مُريح مثل حضنه، حيث يستطيع الخروف أن يستقر هادئًا هانئًا، ولكن الخروف في أمان على ذينك الكتفين، بينما الراعي وحده هو الذي يتحمل عناء السفر. والذي وجد الخروف في ضلاله، يعرف طريق الرجوع به إلى مكان راحته.

                              يعود الراعي واضعًا خروفه على منكبيه، ولكنه يعود فَرِحًا كل الطريق. وإذا ما جاء إلى بيته يدعو أصدقاءه والجيران ليفرحوا معه قائلاً: «افرحوا معي، لأني وجدت خروفي الضال».

                              قد يتململ الخروف، وقد يقلق. قد يضجر على منكبي الراعي، وقد يحاول أن يتخلص من قبضة يده التي تسنده، ومن كتفه التي تحمله، لكن حينئذ تتشدد قبضة الراعي عليه. وهل يترك الراعي خروفه يشرد بعيدًا عنه بعد أن تعب كثيرًا في العثور عليه؟ كلا. إنه لا بد أن يرجع بخروفه سالمًا إلى بيته.

                              وبدون عناية الراعي الدقيقة، لن يسلم ذلك الخروف الغبي من أخطار البرية. هناك الأعداء وشباكهم وفخاخهم. ولكن في وسط كل أولئك يُحمل ذلك الخروف سالمًا إلى أن يصل إلى بيته حيث الأمان من كل الفخاخ، والخلاص من كل الأعداء، وحيث الراحة في مشهد مُفرح على الدوام.

                              ويا له من يوم سعيد لهذا الخروف عندما يصل إلى بيته، وعندما يفرح الراعي بخرافه التي كانت يومًا ضالة ووُجدت. وشكرًا لله لأن الراعي كفؤ لأن يحمل ويعتني وينجي ويُحضر خرافه بلا لوم ولا عيب إلى حضرة الله الآب في ملء الفرح.

                              جان راو
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق


                              • #30
                                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

                                السبت 30 إبريل 2005

                                أساسيات الشركة (3)


                                --------------------------------------------------------------------------

                                فأسرع إبراهيم إلى الخيمة إلى سارة، وقال أسرعي بثلاث كيلات دقيقًا ...(تك 18: 6 - 20)

                                موضوع الشركة: «ثلاث كيلات دقيق» تُرينا ناسوت ربنا يسوع المسيح (لا2) وعجلاً رخصًا وجيدًا أي ذبيحته. إن موضوع الشركة هو ربنا يسوع المسيح، ليس فقط في ناسوته الكامل، لكن أيضًا ذبيحته. فلنا شركة مع الله على أساس شخصه وعمله.

                                بركات الشركة:

                                البركة الأولى: «إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن». لقد أكدَّ الرب وعده السابق لإبراهيم في تكوين 15. وهكذا معنا نحن، ونحن في جو الشركة مع الرب فإنه يدعِّم لنا مواعيده التي كثيرًا ما ننساها، ويجعلها تلمع أمام عيوننا ونتذكر كلمة الله التي تلهب قلوبنا كما حدث مع تلميذي عمواس.

                                البركة الثانية: أراد أن يرفع سارة إلى مستوى الشركة والإيمان الذي يريده الرب. أين سارة؟ أ لم يكن يعلم مكانها؟ إنه سؤال معناه الحب والوّد، والرغبة أن تكون وجهًا لوجه مع الرب. لقد تمتعت بالشركة لكن جزئيًا، لقد كانت في الخيمة وبينها وبين الرب الباب، لذلك لا عجب إن كانت قد شكَّت، وعدم التمتع بالشركة بطريقة مباشرة يعرّضنا للشك.

                                أين سارة؟ والرب يسأل عن المتغيب: أين فلان؟ ويوّد أن المقصِّر في كلمة الله، يتمتع بشركة مباشرة معه بدون حواجز.

                                ثمر الشركة: «فقال الرب لإبراهيم: هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله» (ع18) «سر الرب لخائفيه» (مز 25: 14 ) «إن السيد الرب لا يصنع أمرًا إلا وهو يعلن سره لعبيده» (عا 3: 7 ). لقد أراد الرب أن يُطلعه على مقاصده ويشاركه أفكاره ومخططاته، لقد أعلمه الرب بهلاك سدوم وما سيحدث لها، مع أن أهل سدوم ما كانوا يعلمون شيئًا، أ ليس هذا ما أطلعنا عليه الرب في سفر الرؤيا؛ أن العالم يُسرع إلى الخراب والدمار وستحترق الأرض والمصنوعات التي فيها. بعد أن أعلن الرب عن خراب سدوم تحوَّل إبراهيم إلى متشفع يصلي، ولقد أعلن لنا الرب عن خراب العالم لكي نتشفع في أفراد عائلاتنا وأصدقائنا وأقاربنا .. فهل نفعل ذلك؟
                                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X