إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2005

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2005

    الأحد 29 مايو 2005

    محبة الأعداء


    --------------------------------------------------------------------------

    أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مُبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ويطردونكم(مت 5: 44 )

    إن المسيح ـ تبارك اسمه ـ لم يعلِّم فقط محبة الأعداء، لكنه عَمِل بما علَّم، وفعل ما كان ينادي به.

    لقد وُجِه ـ له المجد ـ بعداوة لم يُوَاجه بها إنسان، لقد تطاول عليه عبيد العبيد بمختلف الإهانات، ورؤساء الكهنة عوَّجوا القضاء ليدينوه، وهيرودس احتقره، وبيلاطس أهدر حقوقه، وحكم عليه بعد أن نطق ببراءته، وعامة الشعب هتفوا ضده، ثم غرس العسكر الرومان المسامير في يديه ورجليه؛ فكان رده على هؤلاء وأولئك: «يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون».

    نعم لقد أحب المسيح أعداءه، وغفر لهم، وصلى من أجلهم، بل والتمس لهم العذر في عداوتهم! إن المجني عليه عادة لا يرى القضية إلا من جانبه هو، ولا يرى في الطرف الآخر إلا ما يدينه، لكن المسيح وقف محاميًا عن أعدائه، وفتح لهم بصلاته باب مدينة الملجأ التي يدخل إليها قاتل النفس سهوًا!

    ولقد كان هذا الموقف من الأعداء موقفًا ثابتًا طوال حياته. دخل مرة قرية للسامريين «فلم يقبلوه لأن وجهه كان متجهًا نحو أورشليم، فلما رأى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا، قالا: يا رب أ تريد أن نقول أن تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل إيليا أيضًا؟ فالتفت وانتهرهما وقال: لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأتِ ليهلك أنفس الناس بل ليخلِّص» (لو 9: 53 -56).

    وكان العبد ملخس ضمن الأعداء الذين أتوا ليلقوا القبض عليه، لكنه أبرأ أذنه التي بترها بطرس بسيفه المتسرع.

    على أن هذه الروح عينها هي التي ميَّزت أتباع المسيح الحقيقيين في كل زمان ومكان. وها هو شهيد المسيحية الأول، استفانوس، مُقتَديًا بسيده، يصلي من أجل الذين يرجمونه حتى الموت «يا رب لا تُقِم لهم هذه الخطية».

    إن مَنْ اختبر الظلم والافتراء في حياته، ومَنْ مسّه الضرر يومًا من حقد الأعداء، يعرف كم من الصعب عليه أن يغفر، فضلاً عن أن يقابل الإساءة بالإحسان، والبُغضة بالمحبة. لكن هكذا علَّمنا المسيح، وهكذا نحن مُطالبون أن نفعل. ونحن لا نستطيع ذلك إلا إذا كنا قريبين منه، وفي شركة حقيقية معه.

    متى ناشد
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #32
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2005

      الاثنين 30 مايو 2005

      الأثمار النفيسة


      --------------------------------------------------------------------------

      أغراسك فردوس رمان مع أثمار نفيسة، فاغية وناردين. ناردين وكركم. قصب الذريرة وقرفة مع كل عود اللبان. مُر وعود مع كل أنفس الأطياب (نش 4: 14 )


      ما أغنى وأحلى الثمار التي ينشئها الروح القدس في حياة المؤمن. المؤمن المنفصل والمكرس لله «كجنة مغلقة وعين مُقفلة وينبوع مختوم». ويجب أن يكون مفهومًا تمامًا أنه بدون الانفصال الصحيح عن العالم والتكريس القلبي للمسيح، لا يمكن أن يكون المؤمن مُثمرًا ثمرًا روحيًا لمجد الله.

      وفي الرسالة إلى القديسين في فيلبي (ص1) بعد أن يؤكد الرسول بولس لأولئك القديسين المحبوبين بأن الله الذي ابتدأ فيهم عملاً صالحًا يكمل إلى يوم المسيح، يُخبرهم بأنه يصلي لأجلهم لكي يتزايد الثمر الروحي فيهم فتزداد محبتهم أكثر فأكثر في المعرفة وفي كل فهم، وأن يمتلئوا من ثمر البر الذي بيسوع المسيح لمجد الله وحمده. وفي الرسالة إلى كنيسة غلاطية (ص5) نجد قائمة مباركة لثمر الروح القدس في حياة المؤمنين «محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف». هذه هي الثمار التي يطلبها الرب من خاصته. إنه يريد أن كل واحد منا يكون كجنة مليئة بمثل هذه الأثمار المُبهجة لقلبه.

      وكما أن الرب ـ له المجد ـ قد أعد فردوسًا لشعبه في السماء، فإنه يريد أن يجد في قلب كل مؤمن فردوسًا غنيًا بالثمار المُشبعة لقلبه، فردوسًا مليئًا بالمحبة والطهارة والصلاح والوداعة واللطف والشفقة والعطف على الآخرين. هذه هي الثمار الشهية التي لمسرة قلب ذاك الذي يريد أنه «من تعب نفسه يرى ويشبع».

      وبالرجوع إلى سفر الخروج30: 23- 25 نجد أن نفس الأطياب المذكورة في نشيد الأنشاد4: 14 هي أهم الأطياب العطرية التي عُمل منها دُهن المسحة المقدس الذي مُسح به رئيس الكهنة هارون وبنوه، وفي هذا إشارة إلى ما ينشئه الروح القدس في المؤمنين؛ الكهنة الروحيين، من صفات وسجايا روحية مقدسة، هي صفات وسجايا المسيح رئيس الكهنة العظيم.

      وإن ربنا يسوع المسيح يجد سروره وشبعه في خاصته ولا سيما إذ يجتمعون معًا باسمه وفي حضرته حول مائدته "لأكل عشاء الرب"، إلا أن الثمار الشهية والأطياب العطرية يجب أن تظهر طيلة أيام الأسبوع، لكي نُثمر ثمرًا نفيسًا مُشبعًا لقلب سيدنا.

      متى بهنام
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #33
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2005

        الثلاثاء 31 مايو 2005

        تحنن يسوع


        --------------------------------------------------------------------------

        ولما رأى الجموع تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنمٍ لا راعي لها(مت 9: 36 )

        أي قلب مثل قلب الرب الذي يفيض عطفًا وإشفاقًا! إننا نقرأ عن حنانه العميق كما يوضحه مَثَل ذلك البائس الذي عرّوه، وجرَّحوه وتركوه بين حي وميت، ولقد مرّ عليه الكل دون أن يستطيع أي منهم أن يمد له يد العون، أما الرب، ذلك السامري (لو 10: 25 - 37).

        ولنتأمله سائرًا وسط الجموع التي كانت تتبعه وتزحمه، مُحاطًا بالمرضى والمجانين والعُرج والعُمي الذين رقّ قلبه لهم جميعًا، وحمل أوجاعهم. لقد كان يجول من مدينة إلى مدينة، ومن قرية إلى أخرى، وكان يتوجه إليه كل ذي حاجة أو كرب، فيتحنن عليهم لأنهم كانوا «كغنمٍ لا راعي لها» (مت 9: 35 ، 36).

        وتحنن يسوع على ذلك الأعمى الذي كان جالسًا يستعطي على الطريق، الذي لما رآه صرخ إليه قائلاً: «يا يسوع ابن داود، ارحمني!»، وقد انتهره كثيرون ليسكت، ولكن «تحنن يسوع» (مت 20: 34 )، وأمر أن يُنادى، وفتح عينيه (مر 10: 46 - 52)

        وتحنن يسوع حين قابل تلك الأرملة التي كانت تبكي وحيدها، وقال لها لا تبكي، وردّ إليها ابنها حيًا (لو 7: 13 ، 14).

        ويا له من حنان إلهي عميق، ذلك الذي ظهر عند قبر لعازر، فقد بكى يسوع واضطرب بالروح (يو 11: 34 ). إن قلبه مفتوح دائمًا لإجابة جميع الذين يأتون إليه ويسألونه. إنه الوحيد الذي يعرف أن يزن كل ألم وكل تجربة بميزان دقيق، ويقدر أن يُنقذ وأن يُعين، «لأنه في ما هو قد تألم مجربًا يقدر أن يعين المجرَّبين» (عب 2: 18 ). وكما كان على الأرض في طيبته الفائقة، وصلاحه غير المحدود، هكذا هو لنا اليوم ربنا، وفادينا، وراعينا الذي يحبنا. إن محبته لا ينضب لها معين، ونعمته لا تنقص ولا تفتر، ورحمته لا تكل ولا تعيا. يا له من نبع فيَّاض. ويا لها من راحة وسعادة في القرب منه، كلٍ بظروفه وأحواله، بفقره وتجاربه، بضعفاته وتقصيراته، لنذهب إليه، ولنقترب منه مُلقين بأنفسنا بين ذراعيه، فنجد نعمة، عونًا في حينه.

        ف.ب. ماير
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق

        من قاموا بقراءة الموضوع

        تقليص

        الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

          معلومات المنتدى

          تقليص

          من يتصفحون هذا الموضوع

          يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

            يعمل...
            X