إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

    الأربعاء 1 ديسمبر 2010

    مَثَل الكرَّامين
    فإذ كان له أيضًا ابنٌ واحدٌ حبيبٌ إليه، أرسله أيضًا إليهم أخيرًا، قائلاً: إنهم يَهَابون ابني! ( مر 12: 6 )

    لقد أقام الرب الأُمة اليهودية في أرض مختارة كالكَرم المذكور في مَثَل الكرَّامين. ولقد فصلهم عن الشعوب حولهم بأن أعطاهم الناموس الذي ينظم حياتهم ويكون كسياج حولهم. وكما حفر حوض معصرة في الكرم، هكذا زوَّد الرب إسرائيل بكل ما يلزمه ليأتي بثمر لله. وكما بنى برجًا في الكرم، هكذا حماهم الله من كل أعدائهم. وكان على الأمة أن تقوم بمسؤوليتها وتأتي بثمر لله. وفي الوقت المعيَّن طلب الله من الأمة ثمرًا مقابل كل صلاحه الذي أظهره لهم، ولكن هذه التجربة أثبتت فشل الإنسان وخرابه مُمثلاً في تاريخ الشعب القديم، فلم يُظهر الإنسان أي تجاوب تجاه الله بالرغم من كل البركات التي أنعم بها عليه، ومن كل الصلاح الذي أظهره له.

    ولقد قوبل الرب في كل مرة كان يطلب فيها ثمرًا من الأمة، لا بالرفض فقط، بل أيضًا بالعداوة المُتزايدة. فلقد أُرسل العبد الأول فارغًا، ورجموا العبد الثاني وأرسلوه مُهانًا، ثم قتلوا الثالث.

    ولقد أظهرت الأمة فشل الإنسان تحت المسؤولية. ولكن كان هناك امتحان أخير لاختبار قلب الإنسان من ناحية الله يتمثل في إرسال ابنه الوحيد الحبيب. فلو أن هناك أية ومضة لصلاح، فإنهم سوف يهابون الابن، فلم يكن هناك أي سبب لبُغضة الابن وكراهيته، ولكن كما قيل بروح النبوة: «بكلام بُغضٍ أحاطوا بي، وقاتلوني بلا سببٍ. بدل محبتي يخاصمونني» ( مز 109: 3 ، 4).

    فحضور الابن أظهر حقيقة قلب الإنسان، فلقد أرادت الأمة الإسرائيلية ملكوتًا بدون المسيح، كما أراد الأمم عالمًا بدون المسيح كما قال الكرَّامون في المَثَل: «هذا هو الوارث!ّ هلموا نقتله فيكون لنا الميراث!» (ع7)، وكما رفض قادة الأمة المسيح قديمًا، هكذا العالم الآن، فرغبة الإنسان هي أن يبعد الله عن عالمه.

    وقد اقتبس الرب من الكتاب الذي بين أيديهم من مزمور118: 22، 23 لكي يبيِّن لهم خطيتهم في رفضهم، فيقول لهم: «أما قرأتم هذا المكتوب: الحجر الذي رفضه البناؤون، هو قد صار رأس الزاوية؟ من قِبَل الرب كان هذا، وهو عجيب في أعيننا!» (ع10، 11). بخطيتهم هذه كانوا يقاومون الله مباشرةً إذ إنهم كانوا مُزمعين أن يصلبوا ذلك الشخص المعيَّن من الله لكي يكون ديانًا للأحياء والأموات، وليتبوأ أعلى مكان في المجد. وما أعظم شقاء أولئك الذين يديرون ظهورهم للرب ويمضون في حال سبيلهم!

    هاملتون سميث
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

    الخميس 2 ديسمبر 2010

    فيبي .. لمعان خاص!
    أُوصي إليكم بأختنا فيبي، التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا، كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين ( رو 16: 1 ، 2)

    من بين قائمة أبطال المحبة المذكورين في رومية16، ومن بين 9 أخوات ذُكر منهن بالاسم سبعة، يَرِد ذكر فيبي في أول القائمة كلها. ويمكننا أن نرى في هذه الأخت الفاضلة ما يشجع إيماننا وخدمتنا للرب.

    1ـ بهاء ولمعان: وهذا هو معنى اسمها، والذي انطبق بشكل خاص عليها. إن الرب يسوع هو نور العالم ( يو 8: 12 ). وقد أعلن أننا نحن المؤمنين نور العالم كذلك ( مت 5: 14 ) بارتباطنا به، وطالما نظرنا إليه، عَكَسنا لمَن حولنا هذا النور. هكذا كانت فيبي اسمًا على مُسمّى. فهل نحن كذلك؟

    2ـ توصية الامتنان: بكل شكر للرب، وامتنان للأخت، يوصي الرسول العظيم بولس بها خيرًا القديسين في رومية. إن أمثال هذه الأخت يستحقون الكرامة وسط شعب الله.

    3ـ كلمات الاستحسان: وقد ألحق الرسول توصيته بها بكلمات الاستحسان لعملها كسبب لهذه التوصية الأخوية الخاصة. فهي أخت مكرسة فاضلة وَهَبت نفسها للرب ولخدمته ومساعدة قطيعه في اجتماعها المحلي بكل وسيلة مُتاحة في يدها.

    4ـ خدمة الأعوان: وهي إحدى المواهب الوارد ذكرها في الوحي ( 1كو 12: 28 )، خدمة ”المساعدين“ الذين بدونهم لا ينجح عمل روحي ولا تكتمل خدمة الخادم. ونحن نشكر الله لأجل اتساع نطاق الخدمات المساعدة في عصرنا الحاضر، كما نشكره لأجل كل المساعدين الأتقياء الذين يساعدون حتى ولو في حمل الرسالة مثلما فعلت فيبي هنا مع الرسول بولس. والمُلاحظ أنها لم تساعد الرسول وحده، ولا ساعدته أولاً، بل «صارت مساعدة لكثيرين، ولي أنا أيضًا» ( رو 16: 2 ). والكلمة التي استخدمها الرسول «مساعدة» كلمة مُعبرة تمامًا في اليونانية، إنها تعني حرفيًا ”مَن يقف بجانبك في وقت الحاجة ليشددك“.

    5 ـ قبول الإيمان: كانت توصية الرسول هي «أن تقبلوها في الرب وتقوموا لها في أي شيء احتاجته منكم». وجميل أننا نقبل إخوتنا في المسيح في كل مكان، وجميل أن يعتني كلٌ منا بحياته الروحية فيظل متمتعًا بقبول إخوته له ولخدمته بينهم.

    نمشي ورايةُ المحَّبةِ فوقَنا وكِلمَةُ الإلهِ الحقُّ سيفُنا
    نَمضي إلى الأمامْ ولا نخشى الآلامْ لَنا ربُّ السَّلامْ هوَ يقودُنا

    إسحق إيليا
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

      الجمعة 3 ديسمبر 2010

      بيت الخمر
      وفي اليوم الثالث كان عُرس في قانا الجليل .. و.. فَرغت الخمر ( يو 2: 1 ، 3)

      في عُرس قانا الجليل، كانت هناك ستة أجران من حجارة «موضوعة هناك، حسب تطهير اليهود». كان خوف اليهود الخيالي من عدم النظافة يلزمهم دائمًا أن يكون لديهم كميات من الماء. فبدون اغتسال لا يستطيع أحد أن يأكل ( مر 7: 3 ). كما أن أقدام كل ضيف يجب أن تُغسل عند وصوله ( لو 7: 44 ). كما أن عملية غسل الكؤوس والأباريق والأواني كانت تستمر كل اليوم كما يقول التلمود. وفي هذا نرى صورة لتلك الديانة التي تعتمد على الطقوس الخارجية، ويرضى أصحابها طالما كانوا يؤدون هذا.

      ولكن الرب حوّل الماء الذي يُستخدم للطقس الخارجي في الاغتسال، إلى خمر للشرب الداخلي. وفي هذا نرى معنى رمزيًا عميقًا. إن أكثر الأشخاص روحانية ممن كانوا تحت النظام اليهودي، كانوا يؤكدون عجز الطقوس الخارجية عن أن تخلِّص النفس. لقد شعر داود بهذا ( مز 51: 16 )، وإشعياء أيضًا ( إش 1: 13 )، وميخا يُظهر هذا بوضوح ( مي 6: 7 ). وها هو الرب نفسه في هذه المعجزة يبدو كأنه يقول: ”إن أيام الطقوس على انتهاء، والنظام الذي يعلِّم الحقائق الروحية بمواد ملموسة ومظاهر خارجية وشيك الزوال. ليست النظافة الخارجية مهما كانت حسنة في ذاتها هي المهمة، ولكن طهارة القلب وخلاص النفس من دَنَس الخطية هو المهم، ليس الإيمان بالخارج، ولكن الإيمان بي أنا كمَن يملأ القلب والنفس في الداخل“. ولا غرو أننا نقرأ في إنجيل يوحنا فيما بعد أنه طهَّر الهيكل، وأنه أخبر نيقوديموس أنه حتى هو (نيقوديموس معلِّم اليهود) ينبغي أن يُولد ثانيةً.

      والخمر في الكتاب المقدس رمز للفرح الروحي. تقول العروس في سفر نشيد الأنشاد: «أدخلني إلى بيت الخمر (أي الفرح)، وعلَمُهُ فوقي محبة» ( نش 2: 4 ). وفي ذلك البيت في قانا، ملأ الرب الستة أجران بالخمر. كيف كان للعُرس أن يكون مناسبة مباركة بدون هذا؟ فالرب كان هناك وأينما يوجد هو، الذي هو محبة، لا يمكن أن يغيب الفرح. ولكن الرب له المجد يبارك، ليس فقط بوجوده، ولكن أيضًا بما يقدمه. إننا لا نستطيع أن نقيس مَدى محبته وعُظم عطاياه. وهكذا نراه هنا يُعطي خمرًا جيدًا وبوفرة. لقد أظهر مجده وفاض فرحه غامرًا.

      كاتب غير معروف
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

        السبت 4 ديسمبر 2010

        أفكار عن السجود
        اسجدوا للرب في زينةٍ مقدسةٍ ( مز 29: 2 )

        عندما نعطي السجود الأهمية اللائقة به، تقل خدمتنا لذواتنا وللعالم، ويشعر الناس حولنا بتأثير الكلمة بصورة أقوى.

        إننا نسجد إطاعة للكلمة:«مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد» ( مت 4: 10 )، لذلك فإن المسألة ليست متروكة لاختيارنا؛ أَ نسجد لله أم لا، بل هناك أمر يجب تنفيذه «للرب إلهك تسجد».

        وهناك سبب آخر يدعو للسجود، وهو إشباع قلب الآب. «لأن الآب طالب» ( يو 4: 23 ). هذه العبارة فريدة لأنها الوحيدة في الكتاب التي يُعلَن بها الآب ـ طالبًا. إذ نقرأ أن الرب يسوع يطلب خطاة ( لو 19: 10 )، ولكن الآب يطلب ساجدين ويطلبهم بين الذين فتش عنهم الابن ووجدهم. إن رغبة قلب الآب المبارك هي التمتع بسجود أولاده المُخلَّصين. إذ لا يستطيع أحد أن يسجد سجودًا مرضيًا لله بدون أن يكون واقفًا على أساس الفداء، وأن يكون قد أتى إلى رش الدم. قد تُبذل مجهودات للسجود بدون دم المسيح، ولكن الله لا يقبلها. ونجد رمزًا لذلك في مذبح البخور الذهبي وتقديم البخور عليه (السجود). لم يكن ليستطيع أحد أن يقترب من مذبح البخور ما لم يكن قد مرّ على مذبح النحاس حيث الرمز إلى الكفارة الحقيقية.

        لذلك نرى أن غرض الشيطان دائمًا أن يحول دون السجود لله. فنجده في متى4: 9 حينما يقول للرب، له المجد: «أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي»، غرضه أن يشارك الله في الاحترام والسجود اللذين للرب إلهنا وحده. والآن غرض الشيطان أن يحوِّل كل السجود لنفسه، ويستطيع ذلك إذا أغرَانا على أن نخدم أحدًا أو شيئًا غير الله، مثل: الطبيعة ( تث 4: 19 ، 24)، أو الأقارب ( أع 10: 25 ، 26)، أو المال أو الذات أو المطامع أو الملائكة ( رؤ 19: 10 ؛ 22: 8، 9).

        وقد يستغرب الكثيرون كيف أن رسالة غنية كرسالة يوحنا الأولى تنتهي بالعبارة «أيها الأولاد احفظوا أنفسكم من الأصنام»، وما هو الصنم سوى الشيء الذي يأخذ المقام الأول في الحياة! وهل تظن أن هذا التحذير لا ينطبق علينا نحن الذين وُلدنا في بلاد خالية من عبادة آلهة من الخشب والحجارة؟

        ولأقدم هنا سؤالاً: ما أول ما تفكر فيه كل صباح؟ وآخر ما يجول بخاطرك كل مساء؟ هذا هو إلهك، فهل يشغل الله فكرك كل اليوم؟ وهل هو أول ما تفكّر فيه في الصباح وآخر ما تفكر فيه في المساء؟

        كاتب غير معروف
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

          الأحد 5 ديسمبر 2010

          الصليب
          حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح(غلا6: 14)

          لنقف لحظة لنتأمل صليب المسيح في صورتيه الأساسيتين. أي كأساس سلامنا وكأساس شهادتنا، فإني أرى هناك أساس سلامي الأبدي، أرى أن خطيتي قد دينت هناك، وأرى أن خطاياي قد حُملت عني هناك، أرى أن الله بحق ”لي“. إن الصليب يُعلن الله كالمحب للخاطئ، ويُظهره في صفاته العجيبة كإله بار ويبرر أشر الخطاة. إن الخليقة، وأعمال العناية قد فشلت في هذه الناحية. ففيها بدون شك أستطيع أن أعرف قوة الله، وجلاله وحكمته، ولكن هذه الأشياء في حد ذاتها هي ضدي لأني خاطئ، وأن هذه القوة وهذا الجلال وهذه الحكمة لا تستطيع أن تنزع خطيتي، ولا تستطيع أن تجعل الله بارًا عندما يقبلني. أما في الصليب، فإني أرى الله يدين الخطية بطريقة تمجده هو نفسه إلى الأبد. أرى إظهار صفاته الإلهية المجيدة وانسجامها الكامل. أرى المحبة، في أجلى صورها، محبة تأسر قلبي وتقنعه وتشدده، وتفصلني عن كل شيء آخر لا يتفق مع هذه المحبة. وأرى الحكمة، حكمة تخزي الشياطين وتدهش الملائكة. وأرى القدرة، قدرة تزيل كل الموانع، وأرى القداسة، قداسة تنفر من الخطية إلى أبعد الحدود، لأن الصليب هو أقوى تعبير عن مدى كراهية الله للخطية. وأرى النعمة، نعمة تضع الخاطئ في محضر الله نفسه، بل أكثر من ذلك تجعله موضوع محبة قلب الله. أين أستطيع رؤية هذه الأشياء بعيدًا عن الصليب؟ انظر من كل جانب، فلن تجد ما يجمع بصورة كاملة ومجيدة هذين الشيئين العظيمين: «المجد لله في الأعالي» و«على الأرض السلام» مثل الصليب.

          فما أعظم قيمة الصليب! إنه من وجهة النظر هذه، أساس سلام المؤمن وأساس عبادته ومقامه الأبدي لدى الله. إن الصليب يعلن هذا بصورة مجيدة! وما أعظم الصليب في نظر الله، كالأساس الذي عليه يستطيع إعلان كمالاته الفائقة، وأن يعامل الخاطئ بحسب واسع نعمته! إن للصليب قيمة في نظر الله عظيمة حتى إنه ـ كما يقول أحد الكتَّاب: ”كل ما قاله الله وما عمله من البدء، يدل على أن الصليب كان يشغل المكان الأول في فكره. وهو أيضًا سيكون المركز الجذاب العظيم للتعبير عن محبة الله الفائقة طوال الأبدية“.

          كاتب غير معروف
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

            الاثنين 6 ديسمبر 2010

            لا يمكنك أن تغلب الله في العطاء
            يوجد مَن يفرِّق فيزداد أيضًا، ومَن يمسك أكثر من اللائق وإنما إلى الفقر. النفس السخية تسمن والـمُروي هو أيضًا يُروى ( أم 11: 24 ، 25)

            كنت أُقيم حملة كرازية في كنيسة كبيرة بمدينة مينابوليس. وقد امتلأت الكنيسة عن آخرها. والكثيرون خلصوا. وكان هناك الكثير من البركات الروحية.

            وبينما كنت أقف فوق المنبر بعد ختام إحدى خدماتي، رأيت رجل أعمال حسن المظهر يقترب مني قائلاً: ”أنا أدين لك بكل ما أكونه وكل ما أملكه“. فنظرت إليه وكُلي اندهاش وتعجب. وأجبته: ما الذي تقصده؟ أنا لا أفهمك“.

            فأخبرني بقصته بإيجاز، وأنا لن أنساها ما حييت: قال لي: ”كنت في تورنتو، بلا عمل، واقعًا تحت الديون، إذ كان ذلك في أثناء سنوات الكساد. وظلت أموري تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، حتى صار من المستحيل أن أجد عملاً. وقد تركَتني ابنتاي، ثم لحقت بهما زوجتي، وفي النهاية صرت متسكعًا بلا عمل، لا أجد قوت يومي“.

            ”وذات يوم مررت بجانب ”كنيسة الشعوب“ فسمعت صوت ترانيم، فدخلت وجلست في مقعد بالقرب من المؤخرة“.

            ”كنت أنت تقود أحد مؤتمرات العمل المُرسَلي من فوق المنبر، وكنت تقول شيئًا عجيبًا، إنه أكثر الأقوال التي سمعتها في حياتي غرابة وحماقة! كنت تقول: ”أعطِ، وسوف يُعطىَ لك. لا يمكنك أن تغلب الله في العطاء. فلن يكون الله مديونًا أبدًا لأي إنسان“.

            وأضاف: ”أصغيتُ لك في دهشة كاملة. وحيث أنه لم يكن لديَّ أي شيء، وكنت أنت تقول إنه لو أنني أعطيت فسوف أنال. ولمجرد أن أعرف إذا كنت تقول الصدق أم لا، أخذت أحد المظاريف من أحد المرشدين وملأت البيانات، واعدًا بأن أعطي لله نِسبة من كل ما سيعطيني في الأيام القادمة“.

            ” بعد ذلك، دُهشت لأن الأمور بدأت في التحسن بسرعة شديدة. وخلال ساعات حصلت على وظيفة. وعندما حصلت على أول أجر لي، أعطيت النسبة التي وعدتُ بها. وبعد قليل ارتفع أجري، فأعطيت مبلغ أكبر. وبعد فترة حصلت على وظيفة أخرى براتب أكبر، وعندها أعطيت أكثر. كان ذلك فعَّالاً، لذلك حافظت عليه. وكل أسبوع كنت أعطي لله بأمانة النسبة التي وعدته بها. وبعد فترة عادت زوجتي وابنتاي إليَّ، ولم تمضِ شهور قليلة حتى استطعت أن أسدد كل ديوني، لأن راتبي ارتفع مرة أخرى“. إنني الآن رجل أعمال ناجح، ولديَّ حسابًا بنكيًا، وما قلته لي حينما كنت في أسوأ حالاتي كان صحيحًا تمامًا“. أحبائي: لن يكون الله مديونًا لأحد.

            أزوالد سميث
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

              الثلاثاء 7 ديسمبر 2010

              مثل أُناس ينتظرون سيدهم
              لتكن أحقاؤكم مُمنطقة وسُرجكم موقدة. وأنتم مثل أُناس ينتظرون سيدهم .. ( لو 12: 35 ، 36)

              لا شك أن الوعد المُفرح بمجيء الرب يشدد ويحفظ نفس المؤمن خلال تجارب وامتحانات الطريق. على أن هذا الوعد يكلم الضمير كما والقلب أيضًا. وفي مناسبات كثيرة نرى أنه يحسن بنا أن نسأل كل واحد منا نفسه قائلاً: ”تُرى هل أنتظر حقيقةً ابن الله من السماء؟ وهل أنا أعيش كل يوم كمَن ينتظر سيده؟“.

              يقول الرب: «لتكن أحقاؤكم ممنطقة وسُرجكم موقدة. وأنتم مثل أُناس ينتظرون سيدهم». كانت العادة قديمًا أن يمنطق الإنسان نفسه استعدادًا للعمل. وهنا في لوقا12 نسمع الرب يقدِّم تحريضات كثيرة من حيث ما يليق بتلاميذه نحو سيدهم الذي كان يكلمهم.

              ولكي تكون الخدمة صحيحة، يجب أن تصدر من محبة للمسيح وشركة معه. ولكن علاوة على منطقة الأحقاء، كان يجب أن توقد السُرج. ولكي يكون السراج صالحًا ونافعًا، يجب أن يكون مُحكمًا ويرسل ضوءًا صحيحًا. ولأجل هذا ترك الله شعبه في العالم ـ أي ليكونوا أنوارًا له في وسط الظلمة الأدبية التي حولهم.

              بعد ذلك يضيف الرب قوله: «وأنتم مثل أُناس ينتظرون سيدهم». ولا يُقال هنا ”مثل أُناس يعتقدون بتعليم المجيء الثاني“، إذ قد نعتقد بالتعليم ونكون أصحاء تمامًا في حقيقة المجيء الثاني كعقيدة، ومع ذلك يكون القلب باردًا، ويكاد ينعدم من القلب الصدى المطلوب لقول الرب: «أنا آتي سريعًا».

              فلو أننا «مثل أُناس ينتظرون»، فلماذا تصبو نفوسنا إلى المركز والكرامة في العالم؟ لماذا نسعى وراء أمور هذا العالم؟ ما لم يكن القلب منصبًا في هذه الحقيقة، فلا تكون للرجاء جدّته وقوته الحيوية في نفس المؤمن. لنفرض أن أُمًا تغرَّب عنها ولدها في بلاد بعيدة، وقضت مدة طويلة لم تَرهُ في خلالها. وإذا برسالة برقية تَرِد إليها من ولدها يُنبئها فيها بأنه سيأتي في لحظة معينة، فإن الأم ترقب الأيام وتعدّ الساعات انتظارًا لابنها. ولماذا هي على أهبة الانتظار وعلى جمر من الشوق؟ لأن قلبها موضوع على ابنها.

              ومثل هذا الانتظار هو الذي يقدّره الرب كل التقدير. فقد وعد المؤمنين الساهرين بالقول: «الحق أقول لكم إنه يتمنطق ويُتكئهم ويتقدم ويخدمهم». لقد خدمنا المسيح في الماضي بموته عنا فوق الصليب، وفي الحاضر يخدمنا كرئيس الكهنة، وللساهر يقول إنه سيتقدم ويخدمه في يوم المجد العتيد.

              كاتب غير معروف
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

                الأربعاء 8 ديسمبر 2010

                اختَرْ الحياة
                قد جعلت قدامك الحياة والموت. البركة واللعنة. فاختَرْ الحياة لكي تحيا أنت ونسلك ( تث 30: 19 )

                إن الإيمان بالمسيح يُنتج حياة، استعراض الماضي منها في أي وقت يبعث على الفرح والاطمئنان. ففي الرسالة الثانية لتيموثاوس نرى صورة من أجمل الصور وأبهاها، صورة شيخوخة ساكنة على مقربة من الموت تمر بكل طمأنينة على مجرى الحياة بأجمعه. يقول الرسول: «قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا قد وُضع لي إكليل البر». لم يكن الرسول معصومًا من الخطأ ولكنه مع هذا استطاع أن يحيا حياة عندما ذبلت الدنيا أمام ناظريه لم يندم عليها، بل رآها قد أخذت طريقًا حسنًا، لا بل كان موقنًا أن فجر الأبدية سيُعلِن حُسن اختياره لهذه الحياة. فاسأل نفسك أيها القارئ العزيز: هل حياتي من هذا النوع؟ هل أشعر إذا اقتربت من نهايتها أن معظمها إن لم يكن كلها قد ذهب هباءً منثورًا؟ ستقف أمام العرش العظيم الأبيض لتعطي حسابًا عن حياتك على الأرض. فهل ستشعر في ذلك الوقت بأنك أخطأت المرمى وضللت الطريق عما كان يجب أن تكون عليه.

                إنك في حِل من أن تختار أحد أمرين لا ثالث لهما. عند استعراضك لماضيك، إما أن تراه كبرية قاحلة، وإما أن تراه كجنة ناضرة. وثق تمامًا بأنه ليست هناك أية وسيلة غير الإيمان القلبي بالمسيح والطاعة الكاملة له، تمكِّنك من أن تعيش بالبر والتعقل والتقوى، وتخرج من العالم وأنت ساكن الجنان، ممتلئًا قلبك بالسلام، وتقول مع الرسول المطمئن: «إني عالمٌ بمَن آمنت، وموقن أنه قادرٌ أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم» ( 2تي 1: 12 ).

                فابدأ الطريق الصحيح الآن، ربما لا تجد في المستقبل وقتًا أكثر ملاءمة من هذا الوقت لأن تخطو فيه هذه الخطوة السامية خطيرة النتائج، إن عزيمتك تأخذ في الضعف كلما تقدمت في الأيام، سيعتريك الكسل والهزال في كل طرقك، ستلف العادات أعشابها حولك وتمنع حرية تحركك، سيصبح الإنجيل عاديًا ويفقد تأثيره الحاد عليك على ممر الأيام إذ يصبح شيئًا مألوفًا لأذنيك، إنك لا تستطيع الاعتماد على الغد، فكم ممن اعتمدوا عليه خاب رجاؤهم. كن حكيمًا اليوم، ابتدئ طريقًا قويمًا بتسليمك نفسك لله الآن. طوبى لك حقيقةً إن كنت بعمل إلهي في قلبك تقول مع الرسول المغبوط: «ماذا تريد يا رب أن أفعل؟».

                ج.ر. ميلر
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

                  الخميس 9 ديسمبر 2010

                  جيحزي
                  أ هو وقت لأخذ الفضة ولأخذ ثياب وزيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وجوارٍ؟ ( 2مل 5: 26 )

                  عُرض على صفحات الوحي، أشخاص كذابون ماكرون، لكن جيحزي هنا ليس من عِلة للكذب فيه، إلا الطمع.

                  إن هدية نعمان أهاجت في قلب جيحزي عوامل الطمع الكامنة فيه. وكما أفسحت حاجة نعمان المجال لإظهار نعمة الله العاملة في أليشع، فإن ثروة نعمان أظهرت ما كان في قلب جيحزي من طمع. فقد شوَّه بطمعه جمال النعمة التي قُدمت لنعمان.

                  ولكي يُشبع جيحزي ما في قلبه من طمع، لم يتردد عن أن يكذب، فركض وراء نعمان وقال: «إن سيدي قد أرسلني». وهذه كانت أول كذبة، ثم اختلق قصة مجيء غلامين من جبل أفرايم .. وهذه كانت ثاني كذبة. وقد حصل على الفضة والثياب وعاد وغلامان من غلمان نعمان يساعدانه في حمل ما حصل عليه! .. ثم أتى ووقف أمام سيده كأن شيئًا لم يحدث، لكن أليشع سأله: «من أين يا جيحزي؟» فأجاب «لم يذهب عبدك إلى هنا أو هناك». هذه كذبة ثالثة، وهكذا كل كذبة تقود إلى الأخرى.

                  لكن الخطية كُشفت للنبي أليشع، بل الباعث لها أيضًا. وصارح بها جيحزي، ثم نطق بقضاء الله عليه، وكأنه قال: ”ما دمت قد أخذت يا جيحزي من غنى نعمان وثروته، فلا بد أن تأخذ مرضه أيضًا“. «فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد». الثروة التي أخذتها من نعمان ستنتهي يومًا، أما البرص فسيبقى ولا يمكن لكل مياه الأردن أن تطهرك منه.

                  دخل جيحزي أمام سيده شخصًا كذابًا، وخرج من أمامه أبرص! كما أنه خسر مركزه كخادم. لقد نظر أليشع إلى خطية جيحزي أولاً وقبل كل شيء من ناحية ارتباطها بالله وبنعمته، ومدى تأثيرها على الشهادة لله. لأن جيحزي أساء بعمله هذا إلى النعمة المجانية التي أبرأت نعمان من برصه.

                  هنا تحذير لنا: عندما نسمح بوجود طمع أو شهوة في قلوبنا ولا نبادر بالقضاء عليها، فإن النتيجة هي سقوطنا في التجربة. ولا يفوتنا أن خطية واحدة تقود إلى أخرى، ولا نستطيع أن نضع لأنفسنا حدًا في طريقها، لكننا نستطيع بنعمة الله أن نتجنب هذا الطريق. ونلاحظ أيضًا أن السقوط في الخطية يجرِّد من كل إحساس بحضور الرب وقدرته، حتى إن جيحزي عندما سمع بقضاء الله خرج من أمام النبي.

                  كاتب غير معروف
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

                    الجمعة 10 ديسمبر 2010

                    موقفنا من صلاح الله
                    صالحٌ هو الرب: حصنٌ في يوم الضيق، وهو يعرف المتوكلين عليه ( نا 1: 7 )

                    علينا أن نشهد عن صلاح الله في كل المناسبات. علينا أن نُعلن ـ بدون أدنى تحفظ ـ أن الله صالح، سواء فهمنا معاملاته معنا أم لم نفهمها، ذلك لأننا «نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله» ( رو 8: 28 ).

                    علينا إذًا أن نكون مستعدين للشكر على كل الظروف، واثقين في صلاح الله الذي لا يعمل مُطلقًا أي خطأ، بل لا يعمل إلا الخير الخالص. إذًا فإن وضع الرب الأشواك في طريقنا، فهذا لخيرنا. ويقول موسى للشعب عن إلههم، وهم على مشارف أرض الموعد: «فاعلم في قلبك أنه كما يؤدب الإنسان ابنه، قد أدَّبك الرب إلهك ... الذي أطعمك في البرية المنّ الذي لم يعرفه آباؤك، لكي يذلك ويُجرِّبك، لكي يُحسن إليك في آخِرتك» ( تث 8: 5 - 16).

                    دعنا لا نرتاب في صلاح الله حتى عندما يتلبَّد الجو بالغيوم. وأمام التجارب والمِحَن دعنا لا نفقد الشجاعة ولا نيأس. «صالحٌ هو الرب، حصنٌ في يوم الضيق، وهو يعرف المتوكلين عليه» ( نا 1: 7 ). قد تحجب الظروف الصعبة صلاح الله عن العين إلى لحظة، لكن علينا أن نثق في صلاحه مهما كانت الأحوال. عندما تحجب الغيوم الداكنة نور الشمس عنا، فإننا لا نشك لحظة أن الشمس ما زالت خلف تلك الغيوم الكثيفة، وأنه سيأتي وقت فيه تُشرق من جديد بأشعتها الذهبية. هكذا نحن في وسط المِحَن القاسية، وبينما تُدمي أشواك البرية أقدامنا، فإننا نؤمن كل الإيمان بمحبة الله وصلاحه.

                    ثم إذا تعامل الناس معنا بالشر، فدعنا نشكر الله لأنه هو صالح. وإذا شعرنا نحن أنفسنا بأننا أبعد ما نكون عن الصلاح، ونحن فعلاً كذلك، فلنردد شكرنا لله لأنه هو صالح.

                    إن صلاح الله ينبغي أن يُقابَل بشكر المؤمن، لكن ليس بالنظرية الأمريكية ”يوم الشكر“، فالمؤمن ليس عنده يوم للشكر، إذ ليس عنده أصلاً يوم لعدم الشكر. إنه يشكر كل أيام السنة، ويشكر كل ساعات اليوم، وكل دقائق الساعة، وكل لحظات الدقيقة. «اشكروا في كل شيء، لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم» ( 1تس 5: 18 ). ودعنا لا نسمح للعدو مهما كانت الظروف أن يُشككنا في صلاح الله، بل لنَقُل في كل الأحوال: «إنما صالحٌ الله» ( مز 73: 1 ). ومع أن تدابير الله تختلف، ومُعاملاته تتباين، ولكن قلبه صالح أبدًا، وطبيعته لا تتغير أبدًا.

                    يوسف رياض
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

                      السبت 11 ديسمبر 2010

                      خواطر عن الصلاة
                      لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتُعلَم طلباتكم لدى الله ( في 4: 6 )

                      * الصلاة هي الضعف البشرى مُستندًا على قوة القدير ومتعلقًا بها. إنها الثقة الهادئة في قلب الله المحب وفى صلاح أفكاره الحكيمة. مثل طفل يرتمي في حضن أبيه، ويستريح ويهدأ بين ذراعيه الحانية. إنها التعبير عن الاتكال والاعتمادية على الله في كل شيء، المقترن بالشعور العميق بالاحتياج إليه. إنها عكس حالة لاودكية الذي يقول «أنا غني وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيء» ( رؤ 3: 17 ).

                      * الصلاة هي حالة قلب منسكب في حضرة الله، وليست مجرد كلمات نرددها، أو آيات نتلوها. خيرٌ لنا أن نوجد بقلب ولو دون كلمات، عن أن يكون لنا كلمات بلا قلب. هكذا كانت حنة تصلي في قلبها وشفتاها فقط تتحركان وصوتها لم يُسمع. لقد كانت وهى مُرّة النفس تفرغ كل شُحنات المتاعب والأحزان في حضرة الرب. والرب ينظر دائمًا إلى القلب المنكسر والروح المتضعة ( إش 66: 2 ).

                      * الصلاة يجب أن تكون بإيمان غير مرتاب البتة. الإيمان يرى الله أعظم من الظروف ويثق أنه «ليس شيء غير ممكن لدى الله» ( لو 1: 37 ). إنه يأتي إلى صاحب كل سلطان في السماء وعلى الأرض. لذلك فهو يستطيع أن يعمّق الطلب أو يرفّعه إلى فوق.

                      * الصلاة هي طلب في صورة خبر «لتُعلَم طلباتكم لدى الله» ( مرا 3: 26 ). ونحن لا نستطيع أن نعجِّل الله أو نرسم له طريقة الحل. إنه يعرف متى يتدخل وكيف يتدخل. وعادةً أفكاره ليست كأفكارنا وطرقه ليست كطرقنا. جيد أن ننتظر الرب ونتوقع بسكوت خلاصه (مرا3: 26). إذا أعلمته بالأمر ونشَرت رسالتك قدامه، فاهدأ، واعلم أن الدعوى قدامه فاصبر له.

                      * هناك إجابة مُعجَّلة مثلما حدث مع بطرس لما ابتدأ يغرق وصرخ قائلاً «يا ربُّ، نجِّني!»، ففي الحال مدّ يسوع يده وأمسك به. وهناك إجابة مؤجلة مثلما حدث مع زكريا وأليصابات إذ جاءت الإجابة بعد سنوات. وهناك إجابة مُعدّلة مثلما حدث مع بولس من جهة الشوكة، فكانت الإجابة «تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تُكمَل» ( 2كو 12: 9 ). وأخيرًا قد تكون الإجابة لا، مثلما حدث مع موسى إذ قال له الرب «كفاك! لا تَعُد تكلمني أيضًا في هذا الأمر» ( تث 3: 26 ).

                      محب نصيف
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

                        الأحد 12 ديسمبر 2010

                        كل شيء تحت قدميه
                        جعلت كل شيء تحت قدميه ( مز 8: 6 )

                        بحسب مزمور8، فإن «كل شيء» تعني الغنم، والبقر، وبهائم البر، وطيور السماء، وسمك البحر. كل ما يُرى على الأرض وفي الجو وأيضًا في البحر، أي كل ما كان آدم متسلطًا عليه. أما في العهد الجديد، فنجد أن «كل شيء» لها معنى أكبر وأوسع وأشمل، إذ إنها تشمل الدائرة السماوية أيضًا، بل ودائرة غير المنظور أيضًا. فيقول في 1كورنثوس15: 25- 27 «لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه. آخر عدو يُبطل هو الموت. لأنه أخضع كل شيء تحت قدميه».

                        وتَرِد الإشارة إلى هذه الآية في العهد الجديد ثلاث مرات، هي 1كورنثوس15: 27؛ أفسس1: 22؛ عبرانيين2: 8. ومع ذلك فإن كل واحد من الاقتباسات الثلاثة يعطينا المزيد من الضوء كما يلي.

                        عبرانيين 2: 8: يوضح أنه ليس الآن وقت تنفيذ هذا، بل إنه سيتم في العالم العتيد الذي نتكلم عنه، أي المُلك الألفي. ثم في 1كورنثوس15: 27؛ وفي أفسس1: 22 نقرأ عن استثنائين لذلك الخضوع الشامل للمسيح:

                        الاستثناء الأول، في 1كورنثوس15: 27 هو: الآب، فالآب ليس من ضمن كل الأشياء التي ستخضع للمسيح، لأنه هو الذي أخضع كل شيء للمسيح باعتباره الإنسان «لأنه ... حينما يقول كل شيء قد أُخضع، فواضح أنه غير الذي أَخضع له الكل (أي الآب)».

                        والاستثناء الثاني، في أفسس1: 22، هو الكنيسة باعتبارها جسده. هذه أيضًا ليست من ضمن كل الأشياء التي ستخضع تحت قدميه، إذ إنها واحد مع المسيح.

                        وهذان الاستثناءان مرتبطان بالسرين العظيمين في العهد الجديد: فاستثناء 1كورنثوس 15 نظرًا لاتحاد الابن مع الآب. وهذا مرتبط بالسر العظيم، سر التقوى «الله ظهر في الجسد» ( 1تي 3: 16 ). واستثناء أفسس1 نظرًا لارتباط المسيح بالكنيسة، وهذا موضوع السر الآخر العظيم ( أف 5: 32 ). فالمسيح هو رأس الجسد، الكنيسة، والكنيسة هي ملء الذي يملأ الكل في الكل ( أف 1: 23 ). وبهذا الاعتبار سوف تملك الكنيسة مع المسيح، تمامًا كما شاركت حواء آدم في مُلكه على الخليقة التي سقطت.

                        يوسف رياض
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

                          الاثنين 13 ديسمبر 2010

                          الانتذار حتى أتون النار
                          هوذا يوجد إلهنا الذي نعبده يستطيع أن ينجينا من أتون النار المتقدة، وأن ينقذنا من يدك أيها الملك ( دا 3: 17 )

                          إن أولئك النذيرين إذ رفضوا السجود لتمثال الملك، كان لا بد أن يتعرضوا لغضبه وأتونه المتقد، ولكنهم قد أعدوا العدة لذلك بنعمة الله لأن انتذارهم كان حقيقيًا، فكانوا مستعدين أن يضحوا بكل شيء حتى الحياة نفسها في سبيل الدفاع عن عبادة إله إسرائيل. فهم قد عبدوا وخدموا إله إسرائيل، ليس في حالة جلوسهم آمنين تحت تينهم وكرومهم في أرض كنعان فقط، بل في مواجهة أتون النار المُحمَّى أيضًا. وقد اعترفوا بيهوه، ليس في وسط جماعة العباد الحقيقيين فقط، بل في مواجهة عالم معارض ومقاوم أيضًا، فكان اتباعهم للرب اتباعًا حقيقيًا في يوم شرير. لقد أحبوا الرب، ولأجل خاطره امتنعوا عن أطايب الملك، وثبتوا أمام غضبه، واحتملوا أتونه المُحمّى.

                          «يا نبوخذنصر، لا يلزمنا أن نُجيبك عن هذا الأمر، هوذا يوجد إلهنا الذي نعبده يستطيع أن ينجينا من أتون النار المتقدة، وأن ينقذنا من يدك أيها الملك. وإلا فليكن معلومًا لك أيها الملك، أننا لا نعبد آلهتك ولا نسجد لتمثال الذهب الذي نصبته» ( دا 3: 16 - 18). هذه كانت لغة أُناس عرفوا أنهم لله، وقدَّروا مركزهم حق قدره؛ أُناس حسبوا حساب النفقة بكل هدوء، أُناس كان الله لهم كل شيء فضحّوا بكل ما يمكن للعالم أن يمنحه، وضحّوا بحياتهم أيضًا. وماذا كان أمامهم؟ ”تشددوا كأنهم يرون مَن لا يُرى“ ( عب 11: 27 ). كان أمامهم المجد الأبدي، وكانوا مستعدين أن يصلوا إليه في طريق من نار. والله يستطيع أن يأخذ خدامه إلى السماء في مركبة من نار أو في أتون من نار بحسب ما يحسن في عينيه، وكيفما كانت طريقة الذهاب، فالوصول إلى هناك حسن وجميل.

                          ثم لنلاحظ أيضًا الكرامة التي حصل عليها أولئك النذيرين «فأجاب نبوخذنصر وقال: تبارك إله شدرخ وميشخ وعبدنغو» ( دا 3: 28 )، فقَرَن الملك أسماءهم باسم إله إسرائيل، وهذه كرامة لا تُقدَّر. لقد سبق لهم أن اعترفوا بالإله الحقيقي عندما كان الاعتراف به هو الحد الفاصل بين الحياة والموت، ولذلك اعترف الإله الحقيقي بهم، وقادهم إلى رَحب لا حصر فيه، وثبَّت أقدامهم على الصخرة، ورفع رؤوسهم على كل أعدائهم المُحيطين بهم. وما أصدق قول الرب: «أني أكرم الذين يكرمونني»، وما أصدق قوله أيضًا: «والذين يحتقرونني يصغرون» ( 1صم 2: 30 ).

                          ماكنتوش
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

                            الثلاثاء 14 ديسمبر 2010

                            لا تخف! آمن فقط
                            جاءوا .. قائلين: ابنتك ماتت. لماذا تُتعب المعلم بعد؟ فسمع يسوع لوقتهِ الكلمة التي قيلت، فقال لرئيس المجمع: لا تخف! آمن فقط ( مر 5: 35 ، 36)

                            لا تخف! إنه لسامٍ وثمين حقًا هذا الكلام الذي يوجهه لنا الرب، بما يحمله من ثروة، ومن مواعيد، ومن محبة فائقة.

                            توجد أمور كثيرة لكل إنسان أيًا كان مركزه، تدعوه للخوف في حياته، ذلك لأنه يعيش وسط آلام ومتاعب هذا العالم، فأمامه أخطار من كل نوع، وأمراض مُتباينة تهدد حياته، ومتاعب كثيرة تقع عليه من بني جنسه، ولا مندوحة لكل شخص من أن ينال نصيبًا مما أنتجته الخطية على الأرض من آلام.

                            ونحن المؤمنين نقابل هذه الأمور في حياتنا مثل سائر الناس تمامًا، وقد تسبب لقلوبنا خوفًا، ولكن الرب يقول لنا: «لا تخف!»، «لا تهتموا بشيء»، ويا لها من كلمات تبعث الشجاعة في قلوب الذين يقبلونها بإيمان. إننا نجدها مكررة كثيرًا لشعب الله الأمين في ظروف مختلفة ، والرب يوجهها لنا أيضًا، نحن خاصته المفديين بدمه، المحبوبين إلى قلبه، ويريد منا أن نؤمن أن كل الأمور هي من عنده، وهو الذي يمسك بيده دواعي آلامنا وأسباب متاعبنا، ويقودنا إلى أحسن وأفضل نهاية.

                            ولا ريب أننا نعرف هذه الحقائق جيدًا، ولكن قلوبنا تحتاج دائمًا أن يكرر الرب لنا القول: «لا تخف!».

                            ويا للنبع المتدفق الذي نجده في شخص ربنا المبارك في جميع ضيقاتنا وآلامنا وأحزاننا، فهو صخر، وترس، وعون لجميع الذين لهم الثقة الكاملة فيه، وفي طيبته وصلاحه. «ما أكرم رحمتك يا الله! فبنو البشر في ظل جناحيك يحتمون» ( مز 36: 7 ). ولا شك أن الرب يعرف ما يُخيف قلوبنا، ويعرف أيضًا جِبلتنا ومَن نحن، وهو الضامن لجميع قديسيه في مختلف ظروف حياتهم.

                            إن محبة المسيح كفيلة بأن تطرد كل خوف وتعطي لقلوبنا الشجاعة والقوة إزاء كل صعوبات الحياة. إذًا ألا يُعتبر الخوف الذي يتسرب إلى قلب المؤمن سواء من الظروف أو من الناس، ضعفًا في الإيمان ونقصًا في الثقة بالله؟ لمّا كان التلاميذ في عَرض البحر وكان معهم السيد، صرخوا إليه: «يا معلم، يا معلم، إننا نهلك!»، فقال لهم السيد: «أين إيمانكم» ( لو 8: 24 ، 25)، وقال الرب أيضًا لرئيس المجمع الذي توسَّل إليه لكي يشفي ابنته «لا تخف! آمن فقط» ( مر 5: 36 ) وإنه ليجب أن تكون هذه الحقيقة ماثلة أمام عيوننا باستمرار. لا نخاف!! نؤمن فقط!!

                            ف.ب. ماير
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

                              الأربعاء 15 ديسمبر 2010

                              هل عرفته؟
                              كان النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسانٍ آتيًا إلى العالم. كان في العالم، وكوِّن العالم به، ولم يعرفه العالم ( يو 1: 9 ، 10)

                              لقد جاء «الكلمة» ـ له المجد ـ إلى العالم من قمة المجد، واستطاع بحضوره النوراني أن يرفع القناع وغلالة التخفي عن «كل إنسان» لعل كل مَن ألقى الضوء عليهم يصرخون صرخة إشعياء في يومه: «ويلٌ لي! إني هلكت، لأني إنسانٌ نجس الشفتين، وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين، لأن عينيَّ قد رأتا الملك رب الجنود» ( إش 6: 5 ). ويجيء يوحنا البشير نفسه ليقول لنا: «قال إشعياء هذا حين رأى مجده وتكلم عنه» ( يو 12: 41 ).

                              نعم لقد كان الرب يسوع هو «النور الحقيقي» الذي ألقى الضوء على كل إنسان حتى لو كان نبيًا كإشعياء، أو رسولاً كبطرس ( لو 5: 8 ). فالمبدأ الإلهي الثابت على «كل إنسان» هو «القلب أخدع من كل شيءٍ وهو نجيس، مَن يعرفه؟» الجواب: «أنا الرب فاحص القلب مُختبر الكلَى» ( إر 17: 9 ، 10). ولهذا فكما صرخ إشعياء في يومه، هكذا أيضًا صرخ بطرس من عمق القلب: «اخرج من سفينتي يا رب، لأني رجلٌ خاطئ!» ( لو 5: 8 ). وعلى هذا المنوال نتبيَّن معنى القول: «يُنير كل إنسان».

                              «كان في العالم» ... هذه الحقيقة لم تكن سابقة للتجسد، بل هي عند ظهوره بين الناس. ولئن كان في العالم لكنه سابق للعالم، هو مُبدع الكون «كل شيء به كان»، من ثم يستطرد البشير: «وكوِّن العالم به». والمقصود طبعًا هو العالم المادي الذي استمد وجوده من «الكلمة» إذ «بغيره لم يكن شيءٌ مما كان». لكن «لم يعرفه العالم»، هنا يختلف الوضع. فالذي لم يعرفه ليس العالم المادي، بل الناس ”أهل الدنيا“. أَ فلم تعرفه الريح يوم قام من ضجعته الهادئة و«انتهر الريح»؟ أَ فلم يعرفه البحر يوم قال له: «اسكت! ابكم!» وكانت النتيجة المُنتظرة «فسكنت الريح وصار هدوءٌ عظيم»؟ ( مر 4: 39 ). أما قيل عنه ـ له المجد ـ «فوقف فوقها (أي حماة بطرس) وانتهر الحُمَّى فتركتها!»؟ ( لو 4: 39 ). لا بل أَ لم يعرفه الروح النجس حين صرخ وقال: «آه! ما لنا ولك يا يسوع الناصري؟ أتيت لتهلكنا! أنا أعرفك مَن أنت: قدوس الله» ( مر 1: 24 ). ولكن «لم يعرفه العالم» ـ أي الناس الذين من أجل خلاصهم جاء من قمة المجد. فالمقصود ”بالعالم“ إذًا هم الذين قيل عنهم «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به» ( يو 3: 16 ). فهل عرفته يا قارئي العزيز؟

                              أديب يسى
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X