إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

    الخميس 16 ديسمبر 2010

    إتاي الجتي اتحاد وتكريس

    فأجاب إتاي الملك .. حيٌ هو الرب وحيٌ سيدي الملك، إنه حيثما كان سيدي الملك، إن كان للموتِ أو للحياةِ، فهناك يكون عبدك أيضًا ( 2صم 15: 21 )

    من جت جاء إتاي ليلتصق بداود. كان ذلك الجتي غريبًا ومنفيًا عن وطنه ( 2صم 15: 19 ). لكن في كلماته التي نطق بها لداود عبّر عن ولائه للملك، وعن تطوعه ورغبته في أن يكون معه سواء للموت أو للحياة. هذا يُذكّرنا باتحادنا المبارك بربنا يسوع المسيح ـ الاتحاد الذي أدخلَتنا إليه نعمة الله. كما يُذكّرنا بالتكريس الذي ينبغي أن نُظهره نحو ربنا الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ومن الغضب الآتي. تكلم إتاي عن التصاقه بداود، سواء للموت أو للحياة. ونحن اتحدنا والتصقنا بربنا في كِلا الأمرين؛ في موته وفى حياته. لقد مات بدلاً عنا و«صرنا مُتحدين معه بِشِبه موتهِ» و«إِنساننا العتيق قد صُلب معه» ( رو 6: 5 ، 6). نعم، لقد مات المسيح لأجلنا ونحن مُتنا معه «مع المسيحِ صُلبت» ( غل 2: 20 ). هكذا ينبغي أن يكون اعترافنا بيقين الإيمان الحقيقي.

    وصحيح بالمثل أيضًا إننا متحدون بالمسيح في حياته ... لقد أخذنا حياته ـ الحياة الأبدية. ولقد أُقمنا مع المسيح «لأنه إِن كنا قد صرنا متحدين معه بِشِبه موته نصير أيضًا بقيامته» ( رو 6: 5 ). بل أيضًا نحن وصلنا إلى ما هو أعلى من هذا لأننا أُجلسنا معًا في السماويات في المسيح. وكل أمجاد ربنا يسوع المُكتسبة قد اشتركنا فيها. وفي هذه الحقائق البسيطة المختصة باتحادنا بالمسيح في موته واقتراننا به في حياته ومجده، نجد توكيدًا وسلامًا وراحة لنا.

    وإن اتحادنا بالمسيح وشركتنا معه وتقديرنا لشخصه ينبغي أن تظهر جميعها في عيشتنا اليومية ـ عيشة الطاعة والتكريس له. كل هذا نطق بصوت عالٍ في تصرف إتاي الذي قرر أمام داود أنه التصق به حيثما ذهب. وإن رفضْ داود وهربه من أمام أبشالوم، أخرج هذا الإقرار النبيل من قلب إتاي. وبالمثل فإن المسيح الآن مرفوض من الناس ... ويا له من شرف في هذه الأيام، أن نعترف به ونلتصق به ونتعلق به ونُخلِص لشخصه ونطيع كلمته. ويا ليتنا نخدمه أكثر من كل وقت مضى. لقد قال له المجد: «إِن كان أحدٌ يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي. وإِن كان أحد يخدمني يكرِمه الآب » ( يو 12: 26 ). إن ربنا يطلب أن نتبعه ويؤكد لنا إننا سنكون معه وسنُكرَّم من الآب. ليتنا نتمتع بالإيمان باتحادنا بربنا المبارك. وليتنا نُعبِّر تعبيرًا قلبيًا عن شركتنا معه بحياة التكريس والخضوع والطاعة «إِلى أَن يجِيء».

    جرانت ستايدل
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #17
      رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

      الجمعة 17 ديسمبر 2010

      عدم الإيمان المُريع
      فأجاب وقال لهم: أيها الجيل غير المؤمن، إلى متى أكون معكم؟ إلى متى أحتملكم؟ قدِّموه إليَّ! ( مر 9: 19 )

      عندما أرسل الرب تلاميذه الإثنى عشر، أعطاهم سلطانًا على الأرواح النجسة، ولقد استخدموا هذا السلطان لفترة من الزمن إذ نقرأ أنهم «أخرجوا شياطين كثيرة» ( مر 6: 7 ، 13)، ولكن نجد أنهم يفشلون هنا إذ لم يستطيعوا أن يُخرجوا الروح الأخرس ( مر 9: 14 - 19). لقد كانت هناك قوة لعمل المعجزات وللنُصرة على كل قوة الشيطان، ولكن الإنسان لم يستطع أن يستفيد منها، ولم يكن للتلاميذ الإيمان الكافي لأن يستخدموا هذه القوة.

      ولفشلهم هذا قال لهم الرب: «أيها الجيل غير المؤمن، إلى متى أكون معكم؟ إلى متى أحتملكم؟» هذه الكلمات تُشير إلى حقيقة فشل التلاميذ المؤلمة، وهذا يعني أن الشهادة لله من خلال التلاميذ قد فشلت، ولذلك كان ينبغي أن ينتهي هذا التدبير «إلى متى أكون معكم؟»، وهذا يعني أنه كان لا بد أن يوضع حد لوجود الرب على الأرض. كان مفروضًا أن جيلاً محتاجًا وواقعًا تحت سلطان إبليس كهذا، أن يجذب المسيح لا أن يكون سببًا في ابتعاده عنهم، لأن المسيح جاء إلى العالم لهذا الغرض «المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلِّص الخطاة» ( 1تي 1: 15 ). ولكن ما أنهى خدمة المسيح على الأرض هو الجيل غير المؤمن وليس الجيل الشاعر بحاجته. وألا نجد في هذا صوتًا للمسيحيين في هذه الأيام! فالذي سوف يتسبب في إنهاء يوم النعمة هو فشل المؤمنين أكثر من حالة الشر المتزايد في العالم. فالكنيسة التي كان يجب أن تكون شاهدة للمسيح على الأرض، أصبحت في هذه الأيام الأخيرة ثقيلة على قلب المسيح لدرجة أنه ”سوف يتقيأها من فمه“ ( رؤ 3: 16 ).

      وبالرغم من هذا، فإن صلاح الرب لا يمكن أن يُحد بمقاومة الناس أو فشل تلاميذه، ولذلك أضاف الرب هذه الكلمات المُعزية لمَن به الروح الأخرس: «قدِّموه إليَّ!» (ع19). وكما قال أحدهم: ”مهما قلَّ الإيمان، لا يمكن أن يُترك صاحبه دون أن يجد استجابة من الرب“. يا لها من تعزية! فمهما كان عدم الإيمان، ليس فقط الذي للعالم، بل أيضًا الذي للمسيحيين، ولم يبقَ سوى شخص واحد عنده الإيمان في صلاح وقوة الرب يسوع المسيح، فإنه متى جاء إليه في شعور حقيقي بالحاجة وفي إيمان بسيط، فإنه سوف يجد قلبًا مُرحبًا، وسوف يجد في قوته كل الكفاية.

      هاملتون سميث
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

        السبت 18 ديسمبر 2010

        آمَن وسجد له
        فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجًا، فوجده وقال له: أَتؤمن بابن الله؟ .. فقال: أُومن يا سيد! وسَجَد له ( يو 9: 35 - 38)

        إنجيل يوحنا يتضمن مناسبة واحدة قُدِّم فيها السجود للمسيح، لكن هذه الحادثة لها جمالها الأخّاذ، وأعني بها سجود الرجل الذي كان أعمى وأعطاه الرب نعمة البصر، حسبما نقرأ في إنجيل يوحنا9. فالرب يسوع «تَفَل على الأرض وصنع من التفل طينًا وطلَى بالطين عيني الأعمى. وقال له: اذهب اغتسل في بِركة سلوام ... فمضى واغتسل وأتى بصيرًا» ( يو 9: 6 ، 7). والحقيقة أن ما عمله المسيح مع هذا الرجل، يُعتبر أحد الأدلة القوية على لاهوت المسيح، وهو موضوع إنجيل يوحنا الرئيسي. فالله خلق الإنسان في البداية من الطين ( أي 33: 6 )، وها المسيح، بوضعه الطين على عيني الأعمى، كأنه يكمِّل ما نقص من خلقة ذلك الرجل!

        إذًا فلقد كان عمانوئيل، الرب الشافي، وسطهم، وسبق له أن فتح أعين كثيرين، لكن كانت الأمة بالأسف في حالة العمى الروحي، فلم تُبصر شافيها ولا فاديها الذي أتى لنجدتهم. على العكس من ذلك، كان إدراك الرجل الذي كان أعمى فأبصر يزداد: فأولاً عرف أنه «إنسانٌ يُقال له يسوع» (ع11)، ثم سرعان ما نما في النعمة والمعرفة، وأدرك أنه «نبي» (ع17)، ثم أدرك ثالثًا أنه «من الله» (ع33). على أن معرفة المسيح أنه «ابن الله» كان يستلزم إعلانًا مباشرًا من المسيح، وهو ما فعله المسيح معه فعلاً، إذ وجد الإخلاص متوفرًا.

        وعندما تمسك ذلك الرجل بالولاء للمسيح، طرده اليهود خارج المجمع، أي جرَّدوه من انتسابه الوطني، واعتبروه كجسم غريب فلفظوه، وهو عين ما يحدث مع الكثيرين حتى يومنا هذا. على أن المسيح التقاه في الخارج وسأله: «أَ تؤمن بابن الله؟ أجابه ذاك وقال: مَن هو يا سيد لأُومن بهِ؟ فقال له يسوع: قد رأيته، والذي يتكلم معك هو هو! فقال: أُومن يا سيد! وسجَد له» ( يو 9: 35 - 38).

        لقد خسر صاحبنا مكانًا يمكنه أن يقترب إليه، لكي يسجد سجودًا طقسيًا، لكنه وجد شخصًا يمكنه أن يسجد له السجود الحقيقي. ونلاحظ أن ذلك الرجل لم يسجد أمام «إنسان يُقال له يسوع»، كما أنه لنبي أيضًا لم يسجد، ولكن لمّا عرف أن المسيح هو ابن الله، سجد له!

        يوسف رياض
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

          الأحد 19 ديسمبر 2010

          عمل الصليب
          لأنه بقُربانٍ واحدٍ قد أكمَل إلى الأبد المقدَّسين ( عب 10: 14 )

          سيبقى الصليب فريدًا في فاعليته الأبدية، ولا مثيل للحزن ولا شبيه بالمحبة التي تقابلت هناك، فلم يقف بجانبه مُعزون ليسكّنوا حزنه، ولم تمتد يد لتخفف من غُصص آلامه ومضضها، ولم تلفظ شفة كلمة مواساة تواسيه حتى صرخ «لا مُعين» ( مز 22: 11 ). وكأس الغضب؛ كأس دينونة الله العادلة ضد الخطية لم تُمزج بها نقطة من الرحمة، ولم يلازمها صديق حنّان شفوق يُفرج عنه كربة آلامه. عرف كل ما كان مزمعًا أن يُصيبه، احتمل الصليب مُستهينًا بالخزي. كانت كل شهوة قلبه وغاية مُناه أن يمجد أباه. أحب أباه وأحبنا، ويا عجبًا من حبه! ويا لهول حزنه! سيف رب الجنود البتَّار استُل من غمده وبقضائه الصارم تخضَّب بدمه. ينابيع الغمر انفجرت عليه وطاقات فيضان السماء انهمرت فوق رأسه، غمرٌ ينادي غمرًا، رعود جبل سيناء أرعدت عليه وأمواج العدل أزبدت في وجهه، وقصاص الخطية العادل تجمَّع كله على يسوع الوديع المُحب الطائع، وتركه الله، ومات البار لأجل الفجار، الحَمَل الذي بلا عيب ولا دَنَس «أكمل إلى الأبد المقدَّسين».

          لِمَ كل هذه الآلام؟ لأن المسيح حَمَل الآثام، ومجد الله استدعى إدانة الخطية إذ لا مفرّ من أن يدين الله الخطية، ولا مندوحة من ذلك، وأنّى له أن يخلِّصنا وهو البار بدون أن يدين الخطية، الله البار يحب البر ويسوع حَمَل خطايانا لأنه الإنسان الكامل الذي بلا خطية. الله أرسله لكي يخلِّصنا، فأتى راغبًا قائلاً: «هَنَذا أَجيء ... لأفعل مشيئتك يا الله» ( عب 10: 7 ). وإذ مجَّد الله كإنسان على الأرض أكثر من ثلاثين سنة، حان الزمان وفقًا لمشورات الله ونعمته أن يكون ذبيحة لأجل الخطية، وهكذا وُضع عليه إثم جميعنا. فهو «مجروحٌ لأجل معاصينا، مسحوقٌ لأجل آثامنا ... وبحُبرهِ شُفينا» ( إش 53: 5 )، هذا هو عِلة ترْك الله لمخلِّصنا المُحب الكامل، والسبب في موته، لأن أجرة الخطية موت، فمات لأجل خطايانا حسب الكتب، وأقامه الله من بين الأموات وأجلسه عن يمينه في السماوات مُكللاً بالمجد والكرامة.

          إن التأمل في آلامه التي يعجز عنها القلم ويعجز دونها البيان، يُذيب نفوسنا. فكِّر في حُبه وحزنه وألمه وعاره وسحقه وترْكه حتى يتصاعد هتاف الترنم والسجود من قلبك.

          تشارلس ستانلي
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

            الاثنين 20 ديسمبر 2010

            مجهولون ...
            ومعروفون كمجهولين ونحن معروفون ( 2كو 6: 9 )

            عندما كتب الرسول بولس في رسالة الخدمة المسيحية «كمجهولين ونحن معروفون» فقد كان يقصد أن العالم لا يعرف ولا يقدِّر الروحيين. ومن الجميل عمومًا أن يخدم الشخص في الخفاء، ويكون نظير ”الجندي المجهول“ الذي يقوم بالعمل في صمت. إن أمثال هؤلاء ليس فقط يبرهنون على صدق تكريسهم وحقيقة اتضاعهم، بل إنه لا توجد خدمة حقيقية لا تحتاج إلى أمثالهم، ففي حين يظهر على مسرح الأحداث أفراد قليلون، فإن أضعافهم يكملون الخدمة من خلف الستار.

            وهم مجهولون في ثلاث صور:

            * مجهولون في أسمائهم: فنحن لا نعرف اسم الغلام الموكَّل على الحصادين (را2) أو رجل الله الذي من يهوذا (1مل13) أو الفتاة المسبية (2مل5) أو الأخ الذي مدْحه في جميع الكنائس ( 2كو 8: 18 ) ولكنهم جميعًا قاموا بخدمات جليلة وأدّوا رسائل نافعة في أجيالهم.

            * مجهولون في أعمالهم: وهناك مَنْ نعرف أسماءهم ولا نعرف ما عملوه بالتحديد كله؛ مثل برسيس المحبوبة التي تعبت كثيرًا في الرب ( رو 16: 12 ) أو معظمهم مثل بناياهو بن يهوياداع من أبطال داود المكرَّسين الذي ما أقل ما تسجَّل عن بطولاته، في حين أنه رجل كثير الأفعال ( 2صم 23: 20 ) .

            * مجهولون في أقوالهم: نظير يوسف الذي تلقب بـ «برنابا» أي ”ابن الوعظ“ لعظاته الرائعة وأقواله الجميلة، إلا أننا لم نقرأ له ولا عظة واحدة في كل الكتاب !

            ولكنهم أيضًا معروفون في ثلاث دوائر:

            * معروفون لدى الرب: الذي يرى ويعرف كل شيء عنا من الآن! سرًا كان أم علنًا. ويا له من تشجيع وتحذير في الوقت نفسه!

            * معروفون لدى الذين خدموهم: لم يكن الرسول بطرس يعرف طابيثا وأعمالها الخيرية للمحتاجين ( أع 9: 40 ) إلا أنهم عرفوها وأعلنوا خدمتها عندما ماتت قبل أن تحيا من جديد.

            * معروفون لدى الكل قريبًا: عندما سنُظهر أمام كرسي المسيح للمكافأة كمؤمنين، فإن الكل سيُستعلن للمدح والمُجازاة أمام الرب وأمام القديسين والملائكة جميعًا، قريبًا جدًا.

            يا ليتنا على قدر المستطاع، نُكثر من الاختفاء ونعمل في الخفاء واثقين أن إلهنا الذي يرى في الخفاء سيُجازينا علانيةً.

            إسحق إيليا
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

              الثلاثاء 21 ديسمبر 2010

              يسوع وحده
              فنظروا حولهم بغتةً ولم يروا أحدًا غير يسوع وحده معهم ( مر 9: 8 )

              لكي يشدد الرب إيمان تلاميذه وإيماننا نحن أيضًا لاتباع المسيح المرفوض في طريق الاتضاع والعار والآلام، أراهم الرب لمحة من الأمجاد المُستقبلة لكي يعرفوا أن طريق الآلام والضعف الظاهري سوف تنتهي «بملكوت الله الذي سوف يأتي بقوة» ( مر 9: 1 ).

              ومن حادثة التجلي نتعلم أنه سوف يكون معه في ملكوت مجده وقوته قديسو التدبير الحاضر المُمثلين بالثلاثة رُسل، وأيضًا كل المؤمنين الذين سبقوا مجيء الرب الأول إلى الأرض المُمثَلين هنا بموسى وإيليا ـ أبرز الشهود لله في عهد الناموس والأنبياء.

              هؤلاء الشهود سيكونون مع المسيح في مجده الأرضي، ولكن مهما بلغ مقدار عظمتهم في يومهم، فإنهم لا بد أن يخلو مكانهم للمسيح، ذاك الذي يبقى بعظمة مجده الشخصي متفردًا عن الجميع ومتفوقًا على الكل.

              لم يأخذ المسيح من أمة إسرائيل إلا الخزي والعار، كما لم يُعطِه تلاميذه الحقيقيون ـ عن جهلٍ منهم ـ إلا مجدًا مساويًا لموسى وإيليا، إذ إن بطرس وضع الرب في مستوى واحد مع خدامه. ولكن بعد أن جاء الروح القدس فيما بعد، فهم بطرس المعنى الحقيقي لهذا المنظر العظيم، ولذلك يقول إن المسيح: «أخذ من الله الآب كرامةً ومجدًا، إذ أقبل عليه صوتٌ كهذا من المجد الأسنى: هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سُررت به» ( 2بط 1: 17 ). لقد أخذ كرامة من الآب ومن السماء ـ المجد الأسنى ـ وذلك بالمقابلة مع ما أخذه من الإنسان ومن العالم، وحتى من تلاميذه الحقيقيين. أَوَلا يقع المؤمنون في يومنا الحاضر ـ في بعض الأحيان ـ في فخ نسيان هذه الحقيقة الهامة، وهي أنه مهما بلغت عظمة وتكريس خدام الرب، يبقى المسيح متفردًا عن الجميع ومتفوقًا على الكل؟ فقد يتغير الجميع كما لا بد أن يأتي الوقت الذي فيه سوف تنتهي خدمتهم، ولكن المسيح فقط هو الذي يُقال عنه «وأنت تبقى» وأيضًا إنه «هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد» ( عب 1: 11 ؛ 13: 8). وبعد أن سمع التلاميذ الصوت من السماء قائلاً: «هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا» «لم يروا أحدًا غير يسوع وحده». رأوه ”وحده معهم“ في الطريق إلى المجد. جيدٌ أن ندرك مجد المسيح؛ ذلك الشخص الذي سوف نكون معه في المجد، ولكن لنا أن نتحقق أيضًا من أنه معنا هنا في الطريق إلى المجد.

              هاملتون سميث
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

                الأربعاء 22 ديسمبر 2010

                رؤيا يسوع المسيح
                رأيت في نصف النهار في الطريق .. نورًا من السماء أفضل من لمعان الشمس ... من ثمَّ .. لم أكن مُعاندًا للرؤيا السماوية ( أع 26: 13 - 19)

                إن الإيمان بيسوع المسيح يستطيع أن يغيِّر الحياة مهما كان نوعها. يقول البعض ممن لا يؤمنون بإمكانية تغيير الأخلاق فجائيًا، أن التغيير الذي حدث في شاول الطرسوسي لم يكن سوى العمل الذي كان يعمل فيه تدريجيًا منذ أن حرس ملابس الشهود أثناء رجم استفانوس. ومن الغريب أنه يُخيَّل لهؤلاء أنهم يعرفون عن تاريخ اهتداء بولس أكثر مما يعرفه هو عن نفسه، لأن التغيير في نظر بولس لم يكن عملية تدريجية ولكنه كان فجائيًا، فقد ترك أورشليم مُضطهدًا قاسيًا ينفث تهددًا وقتلاً على أتباع الناصري ظنًا منه بأن يسوع ما هو سوى مجدِّف ومُضِّل، وما تلاميذه سوى حشرات سامة مؤذية يجب مُلاشتها من الوجود، ولكنه دخل دمشق تلميذًا وديعًا مطيعًا لهذا المسيح. فلم يكن تغييره إذًا عملية باطنية أخذت تهدم بالتدريج أساسات حياته الأولى، بل كان أشبه شيء بالانفجار الفجائي.

                وما الذي أحدث هذا؟ ماذا حدث في طريق دمشق بينما كانت تسطع شمس منتصف النهار اللامعة؟ رؤيا يسوع المسيح، فقد غمره يقين كامل بأن نفس ذلك الشخص الذي كان يظنه مُضلاً، وأن صلبه كان عين الصواب، هو حي في المجد وها هو الآن يعلن نفسه له. هذا الحق قضى على ماضيه قضاءً مُبرمًا، جعله يقف مرتعبًا ومذهولاً كشخص يرى بعينيه انهيار بيته من أساساته. لقد أخضع نفسه للرؤيا، استسلم لها عن وعي وصحو بدون أقل معارضة. لهذا يقول: «من ثمَّ ... لم أكن مُعاندًا للرؤيا السماوية» ( أع 26: 19 ).

                إن الرؤيا التي غيَّرت بولس هي في متناول كل شخص، ومن الخطأ أن نتصوَّر أن جوهرها كان النور المعجزي الذي سطع على عيني الرسول، إذ يتكلم عنها بنفسه بعبارات أخرى قائلاً: «سَرَّ الله .. أن يُعلن ابنه فيَّ» ( غل 1: 15 ، 16). وهذه الرؤيا الباطنية في كل كمالها وعذوبتها وقوتها مُقدمة لكل فرد. وفي الحقيقة إن عين الإيمان لا تقل في إدراكها للرؤى عن العين الطبيعية إن لم تكن تزيد ( لو 16: 31 ). والمسيح مُعلن لك كما أُعلن لبولس بالتمام، ويمكن لهذا الإعلان أن يغيِّر حياتك تغييرًا كُليًا كما غيَّر حياة شاول، ولكن الحاجة الماسة ليست إلى الإعلان فقط، بل إلى الإرادة الخاضعة التي تقبله. ليست إلى الرؤيا السماوية في ذاتها بل إطاعة الرؤيا. فيا ليتك تطيع!

                ج.ر. ميلر
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

                  الخميس 23 ديسمبر 2010

                  أبيجايل وكلمات الحكمة
                  الرب يصنع لسيدي بيتًا أمينًا، لأن سيدي يحارب حروب الرب... نفس سيدي لتكن محزومة في حُزمة الحياة مع الرب إلهك ( 1صم 25: 28 ، 29)

                  كانت أنانية نابال هي الشِراك التي بسطها الشيطان ليؤخَذ بها داود. أما أبيجايل فكانت هي الأداة التي استخدمها الله لينقذه من هذه الشِراك.

                  وجيد أن يكتشف رجل الله طرق الشيطان، ولكي يتمكن من ذلك، عليه أن يُكثر من الوجود في محضر الله، إذ هناك فقط يستطيع أن يجد الإرشاد والقوة الروحية التي تمكِّنه من التعامل مع مثل هذا العدو. ولكن عندما يقِّل اختلاؤنا بالرب وتخمد جذوة الشركة المقدسة، تنصرف أذهاننا إلى النظر في إهانة الآخرين لنا. وهذا نفس ما حدث لداود، فلو فكَّر في الأمر بهدوء أمام الرب، ما كنا نسمعه يقول: «ليتقلَّد كل واحد منكم سيفه»، ولكان قد مضى في طريقه، تاركًا نابال وشأنه.

                  إن الإيمان يخلع على الشخصية كرامة حقيقية، ويعطيها سموًا فوق كل الظروف الخاصة بهذا المشهد المؤقت. فأولئك الذين عرفوا أنهم غرباء ونُزلاء، سيتذكَّرون أن كلاً من أفراح هذه الحياة وأحزانها سريعة الزوال، وبالتالي فإنهم لن يتأثروا بهذه أو بتلك. إذ إن كل شيء ههنا مكتوب عليه هذه الكلمة ”زائل“. ولذلك يجب على رجل الإيمان أن ينظر إلى ما فوق وإلى ما هو قدام.

                  وإننا من الصعب أن نجد كلامًا مؤثرًا مثل ذاك الذي ورد في خطاب أبيجايل المذكور في 1صموئيل25: 24- 31، فإن كل كلمة قد أُعدت لهز أوتار القلب. فأبيجايل تبيِّن في هذا الخطاب خطأ داود عند طلب الانتقام لنفسه، كما تُظهر ضعف وحماقة مَنْ يريد الانتقام من داود، وتُذكِّر داود بمهمته السامية وهي محاربة حروب الرب. ولا شك أن هذا استحضر لقلبه الظروف التي لاقته فيها أبيجايل وهي أنه اندفع ليحارب حروبه هو الشخصية. والنقطة المهمة في هذا الخطاب البليغ، هي الإشارة المتكررة للمستقبل (ع28- 30). فكل هذه الإشارات المجيدة لمستقبل داود وبركاته المُقبلة، كان من شأنها أن تسحب قلبه بعيدًا عن آلامه وأحزانه الحاضرة، فالبيت الأمين وحُزمة الحياة والمملكة، هي أفضل جدًا من كل قطعان وممتلكات نابال. وإذ رأى داود كل هذه الأمجاد، استطاع بكل اقتناع أن يترك نابال لنصيبه ويترك نصيبه له، لأنه بالنسبة لوارث المملكة، فإنه قليلاً من الغنم ليست لها أية جاذبية. والشخص الذي أدرك أن على رأسه دُهن مَسحة الرب، يستطيع بسهولة أن يسمو فوق المنظور.

                  جورج أندريه
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

                    الجمعة 24 ديسمبر 2010

                    كخاتمٍ على قلبك
                    اجعلني كخاتمٍ على قلبك، كخاتمٍ على ساعدك. لأن المحبة قوية كالموت. الغيرة قاسية كالهاوية. لهيبُها لهيبُ نارِ لظى الرب ( نش 8: 6 )

                    كم هو مُبهج ومُلّذ للقلب المُحب للمسيح أن يدرك المكانة التي له في قلب وعواطف الحبيب، إذ ليس شيء مُضرًا ومُعطلاً للحياة المسيحية مثل الشك أو عدم اليقين بما لنا من محبة وإعزاز في قلب المسيح. إن الخاتم (أو الختم ٍseal) على القلب (مركز المحبة)، وعلى الساعد (مركز القوة)، هما بمثابة عهد أو ضمان إلهي بأن لنا كل محبة المسيح وكل قوته «شدة قوته»، وليس شيء أقل من ذلك يُريح ويُرضي العروس ويُشبعها. إنها تعرف جيدًا أن الختم الذي يضمن سلامتها الحاضرة والأبدية، هما على قلبه وعلى ساعده، ومتى كانت للمؤمن هذه المعرفة، فإنه يستطيع أن يقول: «مَن سيفصلنا عن محبة المسيح؟ ... فإني مُتيقن أنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا عُلو ولا عُمق، ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا» ( رو 8: 35 - 39).

                    والروح القدس هو الختم الإلهي الذي يؤكد لنا بأننا صِرنا لله إلى الأبد «إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعدِ القدوس، الذي هو عُربون ميراثنا، لفداء المقتنى، لمدح مجده .... روح الله القدوس الذي به خُتمتم ليوم الفداء» ( رو 8: 35 - 39).

                    والعروس تثق في محبة الحبيب التي استطاعت أن تواجه الموت «لأن المحبة قوية كالموت»، فإنه «ليس لأحد حُبٌ أعظم من هذا: أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه» ( يو 15: 13 )، وهذا ما عمله ابن الله، ومحبته دائمة وأبدية، فإنها لن تنتهي أو تتعطل لأننا على قلبه، كما أنه لن يكف عن خدمتنا لأننا على ساعده، وأسماؤنا منقوشة كما على الصُدرة التي كانت على «قلب هارون». ومنقوشة أيضًا على حجري الجزع الموضوعين على كتفه «كنقشِ الخاتم كُل واحدٍ على اسمهِ تكون للإثنى عشر سبطًا» ( خر 28: 21 ). إن هذا يُرينا بكل وضوح أن أسماءنا لن تُمحى من أمامه، ولا شيء يستطيع أن يزعزع القديسين من مكانهم أو مقامهم السامي إذ هم غرض محبة وخدمة المسيح «هوذا على كفيَّ نقشتك» ( إش 49: 16 ).

                    قوموا نُسبِّحْ كلنا للكاهنِ العظيمْ
                    أسماؤنا منقوشةٌ في صَدرهِ الرحيمْ
                    لا سببَ يقدرُ أن يُخمِدَ حُب ذاكْ
                    ماتَ هُنا عنا كما يَحيا لنا هناكْ
                    متى بهنام
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

                      السبت 25 ديسمبر 2010

                      روشتة فعَّالة للغاية

                      وُجدَ كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي، لأني دُعيتُ باسمك يا رب إله الجنود ( إر 15: 16 )

                      كانت تعاني من مزاج عصبي حاد، وتواجه قلقًا وارتباكًا في حياتها، مما زاد من اكتئابها وترك آثاره عليها، فخارت قواها الطبيعية. فذهبت إلى طبيب مشهور لتعرض نفسها عليه لتجد علاجًا وشفاءً لحالتها. وشرحت للطبيب كل أعراضها المرَضية ومُعاناتها، وأجابت على كل أسئلته، وانتظرت بقلق تشخيصه الخطير لحالتها هذه. ولدهشتها، قال لها:

                      ـ إن الروشتة التي سأكتبها لكِ يا سيدتي، هي ضرورة قراءة الكتاب المقدس كثيرًا.

                      ـ ولكن يا دكتور!! .. هكذا أرادت أن تحتج على تشخيصه وهي مرتبكة.

                      قاطعها الطبيب المشهور، وكرر بلطف وحزم ما قاله:

                      ـ ارجعي إلى بيتك، واقرأي الكتاب المقدس ساعة على الأقل كل يوم، ثم ارجعي للاستشارة بعد شهر بالضبط من هذا اليوم ... وقام يودِّعها بأدب وأحنى رأسه لها، ولم يُعطها فرصة للاعتراض.

                      وفي البداية كانت هذه السيدة غاضبة لأنها لم تقتنع بما أشار إليه الدكتور. بعد ذلك قالت في نفسها: إن الروشتة ليست مُكلِّفة. وبالتأكيد فإنني تركت الكتاب المقدس مدة طويلة، فقد كنت معتادة أن أقرأه بانتظام يوميًا، والحقيقة أن وخزات الضمير تحركت فيها، وقالت: إن الاهتمامات العالمية زحفت على حياتي، وازدحمت بها، فتركت الصلاة ودرس الكتاب لسنوات عديدة. وعندما رجعت إلى بيتها، نفّذت باهتمام ما قاله الطبيب لها. ثم بعد شهر رجعت إلى عيادة الطبيب.

                      نظر الطبيب إلى وجهها، وابتسم قائلاً: حسنًا، أراكِ مريضة مُطيعة، وقد تممتِ الروشتة بأمانة. هل تشعري الآن باحتياج لأي علاج أو أدوية أخرى؟

                      ـ كلا يا دكتور، إني أشعر بأني مختلفة تمامًا عما سبق. ولكن كيف عرفت أن حاجتي هي إلى الكتاب؟

                      ـ سيدتي، اجعلي كتابك مفتوحًا دائمًا. هذا ما أريد أن أقوله لك. إنني عندما أتوقف عن قراءتي اليومية في الكتاب المقدس، أفقد أعظم ينبوع للقوة والفهم. إن حالتك يا سيدتي لا تحتاج إلى طب ودواء، بل إلى مصدر السلام والقوة، وهو خارج نفسك.

                      إنها قصة حقيقية. ومع أن الطبيب قد مات، لكن روشتته لم تَزَل حية وفعالة للآن. فهلا جرَّبتها أيها العزيز؟؟

                      كاتب غير معروف
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

                        الأحد 26 ديسمبر 2010

                        حَمَل..نعم .. وأسد أيضًا!
                        هوذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا، أصل داود، ليفتح السفر ويفك ختومه السبعة. ورأيت ... خروفٌ قائمٌ كأنه مذبوحٌ ( رؤ 5: 5 ، 6)

                        من أجمل التشبيهات التصويرية التي للمسيح في كِلا العهدين: القديم والجديد، هو تصوير الحَمَل. نعم، فهو بالحقيقة «حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم» ( يو 1: 29 ). فمنذ الذبيحة الحيوانية التي كسى الله بها عُري آدم وحواء، بعد السقوط في الجنة، في أول سفر التكوين (تك3)، وحتى عُرس الحَمَل في آخر سفر الرؤيا (رؤ19)، بطول الكتاب المقدس وعرضه، سُداه ولُحمته؛ فداء الله للإنسان من خلال موت المسيح على الصليب وتشبيهه كالحَمَل، مرورًا بالذبائح الموسوية وما قبلها، وخروف الفصح حتى أحداث الصليب نفسها حيث فصحنا المسيح قد ذُبح لأجلنا ( 1كو 5: 7 )، هو الحَمَل؛ «حَمَل الله» ( يو 1: 36 ).

                        والشيء الرائع أنه رغمًا عن أن سفر الرؤيا لا يكلمنا عن اتضاع المسيح بل عن مجده، لا عن مجيئه الأول إلى العالم بل عن مجيئه الثاني، لا عن وداعته بل عن سلطانه، لا عن نعمته بل عن نقمته، فإنه لا يغفل أن يؤكد لنا ذات الصورة التي تسبي قلوبنا كمؤمنين: صورة الحَمَل، فيذكرها 28 مرة في السفر كله.

                        إلا أنه للتوكيد على عظمة وتفرُّد هذا الشخص، وللتركيز على المجد والقوة اللذين سيميزان ظهوره العتيد في مجيئه الثاني إلى العالم، فإنه يضع أمامنا صورة بديعة للمسيح كالأسد جنبًا إلى جنب مع صورته كالحَمَل في ذات السفر، بل وفي ذات الأصحاح، وفي عددين متتاليين بدون فاصل ( رؤ 5: 5 ، 6). نعم، فالحَمَل هو الأسد! والخروف المذبوح على الصليب كان هناك هو نفسه الأسد (يمكن قراءة مزمور22: 1 هكذا: ”بعيدًا عن خلاصي عن كلام زئيري“).

                        إنه الحَمَل في وداعته وتواضعه، في تسليمه وخضوعه. نعم .. لكنه في الوقت نفسه، وفي المشهد نفسه (سواء مشهد موته أو مشهد مجده) هو الأسد في سلطانه وقوته، في مجده وانتقامه.

                        ومن الجميل أن ينفرد سفر الرؤيا بهذه البانوراما البديعة: تصوير الحَمَل والأسد في آنٍ واحد. فهو سفر النهايات، وحقًا فيه تتم كل النبوات حيث نقرأ عن جرو الأسد ( تك 49: 9 ، 10)، وحتى آخر الزمان.

                        وإن كان غضب الخروف (أو الحَمَل) مُرعبًا يوم انتقامه من أعدائه ( رؤ 6: 16 ، 17)، فكم وكم يكون غضب الأسد إذًا؟!! هذا ما سيراه العالم ليس بعد وقت طويل! عندما ستراه الأرض في كرسيه الرفيع. له كل المجد والسجود.

                        إسحق إيليا
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

                          الاثنين 27 ديسمبر 2010

                          الغيرة من الأشرار!
                          غِرت من المتكبرين، إذ رأيتُ سلامة الأشرار ( مز 73: 3 )

                          ليست المشكلة أن آساف قال: «غِرت»، فأحيانًا تكون الغيرة مطلوبة «حسنة هي الغيرة في الحُسنَى كل حين» ( غل 4: 18 )، لكن المأساة حقًا هي أنه غار من الأشرار ( مز 37: 1 ). يا له من أمر مُحزن، أن أحد المدعوين لمجد الله، يغار من الذين يقاومهم الله! وأن أحد الأنبياء الحكماء، يحسد الحمقى والأغبياء!

                          في سفر ملاخي، آخر أسفار العهد القديم، لدينا صورة مُحزنة لحالة الشعب، قد تساعدنا في فهم ما حدث مع آساف. يقول الرب لشعبه: «أقوالكم اشتدت عليَّ، قال الرب. وقلتم: ماذا قلنا عليك؟ قلتُم: عبادة الله باطلة، وما المنفعة من أننا حفظنا شعائره، وأننا سلكنا بالحزن قدام رب الجنود؟» ( ملا 3: 13 ، 14). لقد غابت التقوى الحقيقية من هؤلاء القوم الراجعين من السبي، وحلَّت محلها مجرد صور التقوى المتنوعة. ولأن قلبهم كان ذاهبًا وراء كسبهم، فإنهم لم يجدوا أية منفعة مادية من عبادة الرب. لقد كانوا يحبون الرب، لا لذاته، بل لعطاياه. تمامًا كما قال الأشرار قبلهم للرب: «أبعُد عنا، وبمعرفة طُرقك لا نُسَر. مَن هو القدير حتى نعبده؟ وماذا ننتفع إن التمسناه؟» ( أي 21: 14 ، 15).

                          هذا أمر مُحزن عندما يصدر من الأمم الناسين الله، وأشد مرارة عندما يصدر من جماعة الراجعين من السبي، ولكن يا لفظاعة الأمر عندما يفكر آساف النبي والمرنم بهذا المنطق عينه! ونحن نفهم من سفر أيوب، أن هذا المنطق شيطاني، حيث قال الشيطان لله: «هل مجانًا يتقي أيوب الله؟ أَ ليس أنك سيَّجت حوله وحول بيته وحول كل ما له .. ولكن ابسط يدك الآن ومُس كل ما له فإنه في وجهك يجدف عليك» ( أي 1: 9 - 11). وهذا المنطق الشيطاني الذي تكلم به الشيطان أمام الحضرة الإلهية، هو الذي يهمس به في أذن وعقل التقي المتألم: ما فائدة تقواك واتكالك على الله؟ ويبدو أن همسات الشيطان أصابت آساف في الصميم.

                          هذا هو قلب المشكلة مع آساف، بل قُل إنها مشكلة القلب. فلقد قال الحكيم: «لا يحسدن قلبك الخاطئين، بل كُن في مخافة الرب اليوم كله» ( أم 23: 17 )، لكن قلب آساف هنا حسدهم، وكادت تقع المصيبة الكبرى. وهذا كله يجعلنا نعطي اهتمامًا أحرى لقول الوحي المقدس: «فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة» ( أم 4: 23 ).

                          يوسف رياض
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

                            الثلاثاء 28 ديسمبر 2010

                            أنا آتي سريعًا
                            ها أنا آتي سريعًا. طوبى لمَن يحفظ أقوال نبوة هذا الكتاب ( رؤ 22: 7 )

                            ها قد أوشك العام على الانتهاء، وقد اقتطعنا مرحلة أخرى من مراحل طريقنا إلى «ميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل»، وأخذنا نؤرِّخ زمنًا آخر في طريق الغربة. لذلك نحسن صنعًا، لو ذكَّرنا بعضنا بعضًا بما سجله الروح القدس على لسان يعقوب في يومه «إن مجيء الرب قد اقترب» ( يع 5: 8 ).

                            لقد أحب المسيح كنيسته وبذل نفسه لأجلها، وأعلن في آخر رسائله من السماء قائلاً: «أنا آتي سريعًا».

                            ومن المفهوم والملحوظ أن الرب لم يحدد تاريخًا ما، بل قال فقط: «أنا أمضي لأُعد لكم مكانًا» و«آتي أيضًا». وقد ظلت الفترة بين ذهابه إلى هناك وبين مجيئه الثاني، هذه السنوات الطويلة، ونحن لا نزال نتوقع إتمام قصده في دعوة عروسه السماوية. لكن إذا كان مجيئه قد وُضع أمام تلاميذه في ذلك اليوم لكي يشجع قلوبهم ويسندهم، فكم بالحري هو أكثر بركة لنا اليوم!

                            فهل قلوبنا على اتفاق مع أشواق قلب الرب؟ هل نحن «منتظرون» فعلاً؟ «هذا وإنكم عارفون الوقت إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم. فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار، فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور».

                            هذه تذكارات هامة يحسن بنا أن نعيرها اهتمامًا، وهي إنهاض لهمة نفوسنا في وسط ظلمة الارتداد المتزايدة، التي أصبحت تسود المسيحية. إذ حينما يعمل الروح القدس، فالضمير والقلب يوجدان تحت الاقتناع بالخطأ بطريقة تنشئ توبة بلا ندامة، وحزنًا يؤتي ثمره بحسب الله ( 2كو 7: 9 - 11)، والأمر الثاني أن تطلب النفوس إرشاد الله بحسب كلمته التي تكون قد أُهملت وأُغفلت ( 2أخ 34: 15 ).

                            وإذ نتطلع إلى بزوغ كوكب الصبح، راجين إشراقه، لنسأل ذواتنا: هل امتلك ذلك الكوكب قلوبنا من الآن؟ ( 2بط 1: 19 ).

                            وأخيرًا، نتوسل إلى القارئ العزيز أن يقرأ ما جاء في 1تسالونيكي5: 1- 11 خاصًا بالحماية والملجأ المبارك ضد روح العالم، حتى بالأكثر تتشدد نفوسنا في أزمنة الانحراف الروحي عن الحق. وليتنا نفرح في أيامنا القلائل بربنا العزيز، منتظرين قدومه إلينا لكي يأخذنا من مشهد هذا العالم المملوء بالظلام والدنَس، مُتذكرين القول: « ليست هذه هي الراحة» ( مي 2: 10 ).

                            كاتب غير معروف
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #29
                              رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

                              الخميس 29 ديسمبر 2010

                              شاول الطرسوسي أول الخطاة
                              صادقة هي الكلمة ومُستحقة كل قبول: أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلِّص الخطاة الذين أولهم أنا ( 1تي 1: 15 )

                              عند قراءتنا 1تيموثاوس1: 15 لا يجب أن ننشغل بأفكار الإنسان بل بتصريحات الله، وهذه التصريحات تنص على أن بولس كان أول الخطاة؛ ذلك الوصف الذي لم يُطلَّق على أحد غيره. صحيح أن كل قلب متضع يشعر بل يَعتبر أنه أنجس وأشرّ قلب، ولكن ليس هذا هو المقصود هنا لأن الروح القدس لا يعلن إلا عن بولس وحده أنه أول الخطاة، ولا يجب أن نُضعف البتة من قوة وفائدة هذه الحقيقة نظرًا لأن الوحي دوَّنها لنا بقلم بولس نفسه، بل ينبغي أن نعتبر أن بولس كان أول الخطاة حقيقةً، فمهما بلغ شر أي إنسان، فبولس يستطيع أن يقول: ”أنا الفائق في هذا المضمار“. بل مهما بلغت درجة سقوطه وانحطاطه فإنه يسمع صوتًا صاعدًا إلى أذنيه من هوة أعمق يناديه “أنا الأوَّل”. ولا يمكن أن يكون هناك أولان وإلا كان الوحي قد قال إنه “من أوائل الخطاة” وليس «أول الخطاة».

                              ولكن لنتأمل في غرض الله من معاملاته مع أول الخطاة هذا «لكنني لهذا رُحمت: ليُظهر يسوع المسيح فيَّ أنا أولاً كل أناةٍ، مِثالاً للعتيدين أن يُؤمنوا به للحياة الأبدية» (ع16).

                              فأول الخطاة موجود في السماء الآن، ولكن كيف تسنى له الوصول إلى هناك؟ بدم يسوع وحده، وفضلاً عن ذلك فهو عيِّنة المُخلَّصين الذي يتطلع إليه الجميع ليروا فيه كيفية الخلاص، لأنه كما خَلُص رأس الخطاة، هكذا يمكن أن يَخلُص مَن هم أقل منه خطية على نفس الطريقة. والنعمة التي أدركته لا بد أنها تستطيع أن تدرك الجميع، والدم الذي استطاع أن يُطهر أول الخطاة لا بد أنه يقوى على تطهير الجميع، لذلك يستطيع بولس أن يقول لأشرّ الخطاة الموجودين تحت القبة الزرقاء ”أنا أول الخطاة ولكنني رُحمْتُ، فانظروا فِيَّ مثال أناة المسيح“، فلا يوجد خاطئ على حافة جهنم مهما كانت درجة شره أبعد من أن تصل إليه محبة الله، أو دم المسيح، أو شهادة الروح القدس.

                              أقبلوُا نحوي فإني جِئتُ من أجلِ الخطاهْ
                              إنني الخبزُ السماوي أكلُهُ يُعطي الحياهْ
                              فهلُم الآن يا مَنْ باتَ في أسرِ الهلاكْ
                              واسألِ الغفرانَ واقبَلْ هِبَةً ممَّن دعَاكْ
                              لا تُقَسِّ القلبَ واسمَعْ صوتَ فاديكَ الحنُونْ
                              وانتَبِهْ وادنُ سريعًا قبلَ إتيانِ المَنونْ

                              ماكنتوش
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق


                              • #30
                                رد: من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2010

                                الجمعة 30 ديسمبر 2010

                                مرثا ومريم .. والمعطي الأعظم
                                مريم ... جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه. وأما مرثا فكانت مُرتبكة في خدمة كثيرة ( لو 10: 39 ، 40)

                                قبلت مرثا الرب في بيتها بكل رضى القلب، وأخذت تجهز له أفضل ما عندها. لقد عرفت مرثا جيدًا أن طرقه في الخارج كانت هي طريق السامري الصالح الذي يسير على الأقدام ليركب الآخرين، وإذ كانت تحبه كثيرًا، أرادت أن تُريحه من تعبه.

                                لكن مريم لم يكن لها بيت خاص تقبله فيه. لقد كانت روحيًا غريبة مثله، لكنها فتحت له مَقدِسًا وأجلسته هناك كرَّب لهيكلها المتواضع. لقد أخذت مكانها عند قدميه لتسمع كلامه، فهي تعرف مثل مرثا أنه كان مُتعبًا، لكنها تعرف أيضًا أنه يُسرّ أن يتعب أكثر لكي يُعطى من ملء نعمته للآخرين. لذلك لا تزال أُذنها وقلبها يخدمانه، بدلاً من أن تخدمه يدها.

                                نعم .. لقد كانت الأختان مختلفتين في الفكر؛ رأت عيني مرثا تعبه، وأرادت أن تعطيه، وأدرك إيمان مريم مِلئه، رغم تعبه، وأرادت أن تأخذ منه.

                                وهنا يظهر فكر ابن الله؛ فهو يقبل اهتمام مرثا واجتهادها لخدمة احتياجه الحاضر. لكن عندما أرادت أن تقارن فكرها بفكر مريم، علَّمها الرب أن مريم بإيمانها كانت تنعشه بوليمة أحلى من كل اهتمامها ومن كل ما يمكن أن تقدمه مئونة بيتها.

                                فإيمان مريم أعطى الرب يسوع الإحساس بمجده الإلهي وكأنها تُخبره أنه رغم كونه مُتعبًا كإنسان، لكن لا زال يمكنه أن يُطعمها ويُنعشها، فكانت عند قدميه تسمع كلامه ... كان ابن الله هناك، وكان كل شيء لها ... هذا ما امتازت به مريم. وقد كانت حقًا في سِتر العلي، وكانت مُدركة تمامًا أنه رغم تعب الرب، فينبوعه ملآن دائمًا لإرواء ظمأها.

                                والآن أيها الأحباء .. أية حقائق مُذخرة لنا هنا؟

                                إن إلهنا يُظهر نفسه موضع القوة الفائقة والصلاح الذي بلا حدود لكي نهرع إليه دائمًا. فإحساسنا بملئه أثمن لديه من كل خدمة يمكن أن نقدمها له ... وهو يريد أن نستخدم محبته ونسحب من كنوزه. ومغبوط عنده العطاء أكثر من الأخذ ... وثقتنا فيه تكرمه أقصى كرامة، لأن المجد الإلهي يظهر في كونه لا يزال يُعطي ولا يزال يبارك، ولا تزال ينابيعه التي لا تنضب تفيض. إنه بحسب الناموس من حقه أن يأخذ منا، لكن بحسب الإنجيل هو يُعطي لنا. إنه يجد فرحه ويُظهر مجده في كونه الـمُعطي الأعظم إلى الأبد.

                                هامتلون سميث
                                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X