إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

    الخميس 16 يونيو 2005

    شفاء نعمان


    --------------------------------------------------------------------------

    وكان نعمان رئيس جيش ملك آرام رجلاً عظيمًا عند سيده ... وكان الرجل جبار بأس أبرص(2مل 5: 1 )


    كان نعمان رجلاً عظيمًا، ويوجد فرق بين عظمته وعظمة الشونمية، فإن عظمة أهل العالم مترتبة على نجاحهم العالمي، وإن كانوا عظماء أمام الناس، لكنهم أمام الله نجسين كنعمان. «إن المستعلي عند الناس هو رجس قدام الله» (لو 16: 15 ).

    كان الرجل عظيمًا، لكنه كان تعيسًا حتى أن الفتاة المسبية أشفقت عليه «يا ليت سيدي أمام النبي الذي في السامرة، فإنه كان يشفيه من برصه». وعدم ترددهم في تصديق الفتاة إنما يدل على تقواها التي جعلتها أهلاً لثقتهم.

    ملك إسرائيل العظيم كان يجهل رجل الله وعمل الله «الحكمة التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر» (1كو 2: 8 ).

    رقّت عواطف أليشع النبي على الملك الذي كان يجهله، وأرسل إليه قائلاً: «لماذا مزقت ثيابك. ليأتِ إليَّ» ويقول الرب: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم».

    جاء نعمان في حالة لا تتفق مع نوال البركة لأنه جاء كغني وليس كفقير. جاء بخيله ومركباته. وهذه حالت دون دخول بيت أليشع الحقير. لأنه «ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة» (مت 7: 14 ). لذلك لم يستطع نعمان أن يدخل، ومضى. لكن نصيحة عبيده كان مضمونها أن نوال البركة هو في التواضع والطاعة الناتجين من الشعور بالافتقار إلى الله، ودليلهما الغطس أو دفن الذات.

    إن نعمان الميت بالذنوب والخطايا، انتفخ على أليشع، أما نعمان الحي فقد اتضع أمامه. في المرة الأولى انتظر أن يخرج إليه أليشع، أما الآن، فيدخل هو إلى النبي ويعرض عليه عطاياه الثمينة، لكن أليشع الذي يتقبل 20 رغيف شعير من أخ فقير، يرفض هدايا نعمان الثمينة.

    أما جيحزي مع أنه كان مع أليشع، لكنه لم يكن مع الله، بعكس الفتاة المسبية. مع أنها لم تكن مع أليشع، لكنها كانت مع الله، ومتى عمل الله في النفس، فلا تأثير للوسط الشرير عليها. وهذا كان السر في احتفاظ الفتاة بروحانيتها في الوسط العالمي. أما إن لم يكن الله عاملاً في النفس، فلا تأثير للوسط الروحي عليها. وكان هذا هو السر في جسدانية جيحزي وعالميته مع وجوده في الوسط الروحي.

    أبادير أبو الخير
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #17
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

      الجمعة 17 يونيو 2005

      تكليف وتشريف


      --------------------------------------------------------------------------

      ثم قال للتلميذ: هوذا أمك. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته(يو 19: 26 )


      إنها لدلالة ثقة كبيرة، أن يستودع المسيح أمه ليوحنا ليعتني بها. ونحن لا نتعب كثيرًا لنعرف لماذا اختص الرب يوحنا بهذا الأمر، إذ يقول الوحي هنا عنه إنه التلميذ الذي كان يسوع يحبه. فالمحبة تؤتَمَن على أعظم الودائع، وتُكلَّف بأعظم الأعمال. والمحبة من الجانب الآخر تُسرّ أن تخدم. ومَنْ فينا يشك لحظة أن يوحنا، عندما قبل هذه المأمورية، اعتبر الأمر تشريفًا من الرب لا تكليفًا؟

      ولنا في هذا درس. فهل عَهِد الرب إليك الاعتناء ببعض من أقربائك؛ أرامل كانوا أم أيتامًا؟ لا تعتبر ذلك عبئًا ثقيلاً، بل اعتبره شرفًا نبيلاً. صحيح أن هؤلاء لن يكونوا على مستوى تقديرنا للمطوّبة مريم، لكن اسمع ما سيقوله الملك للذين عن يمينه، من الذين اعتنوا وأطعموا وزاروا المضطهدين الأذلاء في فترة الضيقة العظيمة: «بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم» (مت 25: 40 ).

      يعتقد بعضهم أن يوحنا كان قريبًا للمسيح حسب الجسد. لكن ليس لهذا السبب استودعه الرب أمه ليعتني بها. فهناك آخرون كانوا أكثر قُربًا للرب من يوحنا، هم الذين يقول عنهم الوحي «إخوة الرب». كلا، ليس لمجرد القرابة الجسدية، بل لأنه كان أقرب التلاميذ إلى قلب المسيح. فهو الذي كان يتخذ مكانه في حضن يسوع، ويتكئ على صدره. نعم، إن المحبة هي التي يُشرفها الرب بأعظم الأعمال وأمجدها!

      وقد يقول قائل: لكن ألم يشكّ يوحنا في المسيح كباقي التلاميذ الذين قال لهم الرب «كلكم تشكّون فيَّ في هذه الليلة» (مت 26: 31 )؟ أوَ لم يهرب مع باقي التلاميذ لحظة القبض على سيدنا كقول الوحي «حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا» (مت 26: 56 )؟ نعم، هذا صحيح. لكن يوحنا الذي جبن وهرب، عاد من جديد ليقف إلى جوار المريمات الحزينات عند جذع الصليب. والرب لم يوبّخه على ضعفه، ولم يعاتبه على جُبنه، بل بلطفه الغامر، وحبه الغافر، كلَّفه هذا التكليف العظيم، بل شرَّفه بهذا الشرف الكبير.

      هل قصَّر أحدنا أو ضَعُف؟ هل جَبُن واحد منا أو فشل؟ إننا إن عُدنا إليه الآن، فسنرى أنه ما زال يحبنا كالأول. بل ربما ينتظرنا عمل وخدمة أعظم مما عملناه في كل ما سبق من حياتنا.

      يوسف رياض
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

        السبت 18 يونيو 2005

        الراحــة


        --------------------------------------------------------------------------

        فتجدوا راحةلنفوسكم(مت 11: 29 )


        ما أعذب وقع هذه الكلمة على النفس: "الراحة"! وبالأخص في هذه الأيام المُتعبة، جميعنا نتطلع إلى الراحة، لكن أين الطريق إليها؟!

        إن كلمة الله تعلن لنا الطريق الكامل نحو الراحة الحقيقية للإنسان. فأولاً هي تقدم راحة الضمير لكل نفس مُعذبة بآثامها وخطاياها، وذلك بناء على تعب ربنا يسوع المسيح لأجلنا وموته كبديلنا على الصليب، إذ يقول: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم» (مت 11: 28 ). فلا راحة بعيدًا عن المسيح، الذي في معرفته اختباريًا بداية طريق الراحة الحقيقية. ثم ثانيًا هناك راحة النفس والقلب في التمثل بالمسيح الذي حمل نير الخضوع لمشيئة الآب بوداعة واتضاع «احملوا نيري عليكم وتعلموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم» (مت 11: 29 ). ثم ثالثًا، هناك الطاعة لكلمة الله؛ راحة الخضوع لسلطان الكلمة «هكذا قال الرب: قِفوا على الطرق وانظروا، واسألوا عن السُبل القديمة: أين هو الطريق الصالح؟ وسيروا فيه، فتجدوا راحة لنفوسكم» (إر 6: 16 ). وهناك راحة الشركة مع الرب والشبع بشخصه الكريم الذي يدعونا، أفرادًا وجماعات، بقوله: تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً» (مر 6: 31 ).

        وفي الرسالة إلى العبرانيين يحدثنا الرسول عن الراحة في أصحاح بأكمله (عب4) وينسبها إلى الله سبع مرات، قبل أن يختم بتحريض مزدوج على كلمة الله والصلاة، ونحن في سبيل اجتهادنا الروحي هنا لنتمتع بملء راحة الله هناك، ليكتمل الطريق الإلهي السُباعي إلى الراحة! وكأنه يؤكد أنه في طريقنا إلى الراحة الأبدية، يمكننا أن نتذوق شيئًا غير قليل من حلاوة هذه الراحة ونحن هنا على الأرض، عندما نلهج في كلمة الله الحية والفعالة (ع12)، إنها راحة التأمل والتغذي بكلمة الله. ثم سادسًا ـ بإزاء احتياجاتنا، وضغوط الحياة وقسوتها، علينا «فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونًا في حينه» (ع16). إنها راحة سكب قلوبنا أفرادًا وجماعات بكل ما فينا أمام إلهنا الذي مراحمه لا تزول.

        وقريبًا جدًا ـ نحن المؤمنين ـ وبنعمة إلهنا، سندخل لا إلى راحة، ولا حتى إلى راحة أعدّها لنا الله، بل إلى راحة الله نفسه.

        إسحق إيليا
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

          الأحد 19 يونيو 2005

          محبة يوناثان لداود


          --------------------------------------------------------------------------

          .. وكان لما فرغ من الكلام مع شاول أن نفس يوناثان تعلقت بنفس داود، وأحبه يوناثان كنفسه(1صم 18: 1 )


          وقف يوناثان مع المشاهدين يرقب ذلك الفتى الصغير ذا الملامح الرقيقة، وهو يقترب من عملاق لم يُرَ مثله من قبل، عيَّر صفوف شعب الله أربعين يومًا، ولعله تساءل في نفسه: "ما عساه أن يفعل مع مثل هذا؟". لكن ما هي إلا دقائق معدودة حتى رآه يخرج من بين الصفوف حاملاً رأس جليات بين يديه، مُعلنًا ظفرًا لم يكن متوقعًا.

          بهره انتصار تاقت نفسه إليه طويلاً. سمعه يتكلم، فسبته كلماته .. رأى جماله عن قُرب، فافتُتن به .. تعلقت نفسه به وأحبه كنفسه. هذا ما كان في أول لقاء لهما. ومَنْ مِنْ الذين تعرّفوا بمخلصنا الكريم، والتقوا به عند الصليب، لم يختبر مثل هذا؟ فبعد أن طال ذُل إبليس للنفس وغدا الانتصار مستحيلاً، إذ ببطل في الجلجثة يظهر، وفيه تجد النفس الحرية بعد طول عبودية، وإذ تدنو منه تسمع من فمه الكريم أحلى الكلمات «مغفورة لك خطاياك ... اذهبي بسلام»، وباستمرار القرب تستبين جماله فتزداد به تعلقًا. قُل لي مَنْ مِنْ المؤمنين الحقيقيين لم يختبر مثل هذه المشاعر تجاه ربنا العزيز؟!

          ولم تكتفِ محبة يوناثان بقليل من المشاعر، وإن كانت متأججة، بل عبّرت عن نفسها بأن قدّمت. والمحبة، كما هي من «الله محبة»، لا يمكن إلا أن تقدم. «وخلع يوناثان الجُبة التي عليه وأعطاها لداود، مع ثيابه وسيفه وقوسه ومنطقته» (1صم 18: 4 ). لقد أعطاه الكثير من امتيازاته وإماكانياته، لكنه لم يُعطِ الكل. نقرأ عن أُناس «أعطوا أنفسهم أولاً للرب»، فكانت النتيجة أنهم «أعطوا حسب الطاقة» بل «وفوق الطاقة» (2كو 8: 3 - 5)، وما من تفسير لذلك سوى أنهم أحبوا الرب بكل قلوبهم، فالمحبة هي الطاقة الوحيدة التي تضمن استمرار العطاء (2كو 5: 14 ، 15).

          هكذا تزايدت محبة يوناثان لداود «فسُرَّ بداود جدًا» (1صم 19: 2 )، في الوقت الذي كان شاول يطلب قتله. وبهذه المحبة كان على استعداد أن يفعل لداود كل ما يريد (1صم 20: 4 ). وبها شهد عن داود شهادة الحق (1صم 20: 32 )؛ والارتباط بين المحبة، والشهادة والخدمة، لهو ارتباط لا تنفصم عُراه.

          عصام خليل
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

            الاثنين 20 يونيو 2005

            الشراهة والنَهم


            --------------------------------------------------------------------------

            العين المستهزئة بأبيها، والمحتقرة إطاعة أمها، تقورها غربان الوادي، وتأكلها فراخ النسر(أم 30: 17 )


            يجد الغراب لذة عارمة وهو يأكل الجيف! إنه ينهش فيها بكل شغف ومُتعة. فهو لا يأكل فحسب، بل يأكل بنَهم وشراهة؛ إنه «يقوِّر» .. أي ينهش لحم الفريسة! (أم 30: 17 ).

            وإن كنا نتعجب مما يفعله الغراب مع الفريسة، إلا أن تعجبنا يزداد ونحن نرى ما يفعله الإنسان البعيد عن الله، والذي لا يجد أي حَرج في فعل الرذيلة، بل يمارس الشر بكل بساطة وسهولة كأنه أمر معتاد «مكروه وفاسد الإنسان الشارب الإثم كالماء!» (أي 15: 16 )، وليس ذلك فقط، بل إنه «يُسرّ بالإثم» (2تس 2: 12 ).

            وإن كانت هذه هي طبيعة الغراب .. النهش في الجيف، كما أن طبيعة البعيد عن الله، التلذذ بالإثم، إلا أن طبيعة المولود من الله غير ذلك تمامًا. إنه ليس فقط،«لا يُسرّ بالإثم»، بل «يبغض الإثم». وأيضًا «يحب البر»، وهو بذلك يتشبه بمَن صار مرشدًا ومثالاً لنا، والذي قيل له: «أحببت البر وأبغضت الإثم» (مز 45: 7 ).

            من أجل ذلك، كم هو أمر مُحزن جدًا أن نجد مؤمنًا حقيقيًا، وقد اختبر حياة القداسة والطهارة، وقد تغذى بالمسيح، الذي هو: «خبز الله ... النازل من السماء» (يو 6: 33 )، وتلذذ بكلمة الله، التي هي «أشهى من الذهب والإبريز الكثير، وأحلى من العسل وقطر الشهاد» (مز 19: 10 )، يحّن مرة أخرى إلى الأمور القديمة، بما فيها من دنس وفساد!!

            لقد تمتع الشعب قديمًا بعد أن تحرر من نير فرعون، وهو منطلق إلى أرض ميراثه، بأفخر طعام، ألا وهو «المن» .. «بر السماء .. خبز الملائكة» (مز 78: 24 ، 25)، إلا أننا نجدهم يحّنون إلى طعامهم القديم، مُظهرين سأمهم من هذا الطعام الجديد (عد 11: 5 ، 6). يا للحسرة عندما تعزف أنفسهم عن الطعام الأرقى، قائلين عنه: «كرهت أنفسنا الطعام السخيف» (عد 21: 5 )، وتحِِن للدون!!

            ليتنا ندرك جيدًا أن لنا طعامًا يختلف تمامًا عن طعام العالم ... فكأطفال حديثي الإيمان، لنا «اللبن العقلي العديم الغش»، وهو نافع لنمونا (1بط 2: 2 )، وكبالغين لنا «الطعام القوي»، وهو نافع لتمرين حواسنا على التمييز بين الخير والشر (عب 5: 14 ).

            عاطف إبراهيم
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

              الثلاثاء 21 يونيو 2005

              الرب في العُلى أقدر


              --------------------------------------------------------------------------

              رفعت الأنهار يا رب، رفعت الأنهار صوتها. ترفع الأنهار عجيجها. من أصوات مياه كثيرة، من غمار أمواج البحر، الرب في العُلى أقدر(مز 93: 3 ، 4)


              وقف صاحب المزمور، في البداية، أمام النهر محملِقًا فيه، أي أنه كان واقفًا أمام مشكلته الصعبة يحدق النظر فيها، لذلك خاف منها وارتعب. لكن يتضح من كلماته أيضًا أنه بسرعة انتبه لخطئه، فأعطى للنهر ظهره؛ أي أنه تحوَّل عن مشكلته، وأدار للرب وجهه مشتكيًا الأنهار له، فقال: «رفعت الأنهار يا رب، رفعت الأنهار صوتها».

              نستنتج هذا من كونه ينادي الرب قائلاً: «يا رب»، ولا بد لمن ينادي شخصًا أن يكون وجهه نحو، وبالتالي صارت المشكلة خلفه. كما نستنتجه من كونه يتكلم عن فعلها بصيغة الماضي قائلاً: «رفعت» وليس في الحاضر "ترفع" مع أن المشكلة ما زالت موجودة!

              ذلك لأنه اتجه إلى الرب، فصار الحاضر أمامه الآن، ليس المشكلة التي تُخيفه، بل الرب القادر عليها. وكم نحتاج أن نتعلم منه هذا الدرس الرائع: فالوقوف أمام مشاكلنا محملقين فيها لن يحلها، وكل ما سيفعله هو أنه سيملأ نفوسنا هلعًا، وقلوبنا انزعاجًا وخوفًا. فماذا عساه يستفيد هذا الذي يقف أمام عجيج الأنهار يوم فيضانها؟ إنه لن يحصد سوى الخوف الشديد، بل وربما تجرفه الأنهار بمياهها وتدمره بفيضانها.

              لذلك حري بنا أن نفعل كما فعل كاتب هذا المزمور: أن نحوِّل وجوهنا عن مشاكلنا، ونكف عن التأمل فيها، ونعطيها ظهورنا، ولو مؤقتًا، لا كمن يتجاهلها، أو كمن يحاول أن يهرب منها، أو كما يفعل بعض المرضى النفسيين فينكرون أصلاً وجودها؛ كلا، بل نعطيها ظهورنا لكي نُدير وجوهنا لإلهنا، ولكي نتجه بكل طاقتنا وأحاسيسنا وأفكارنا نحو هذا الذي هو وحده القادر على أن يخلصنا منها.

              أ ليس هذا عين ما فعلته تلك المرأة العظيمة؛ المرأة الشونمية، عندما فاجأتها الأنهار بأسخف فيضان فخطفت منها وحيدها، يقول الكتاب عنها: «فصعدت وأضجعته على سرير رجل الله وأغلقت عليه وخرجت» (2مل 5: 21 )، ويا لروعة كلمة «وخرجت»، أي أنها تحولت عن مشكلتها.

              وهكذا فعل صاحب هذا المزمور، لقد تحول إلى هذا المكتوب عنه: «من ثمّ يقدر أن يخلِّص أيضًا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله، إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم» (عب 7: 25 ).

              ماهر صموئيل
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

                الأربعاء 22 يونيو 2005

                التماس العفو المرفوض


                --------------------------------------------------------------------------

                كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب! أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين. وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟(مت 7: 22 )


                يا للأسف أن هؤلاء الكثيرين سوف لا يكتشفوا زيفهم إلا متأخر جدًا، بعد أن يكون قد ولىّ زمان النعمة ومضى يوم الخلاص، وجاء يوم انتقام لإلهنا. هؤلاء الكثيرون سيتقدمون بالتماس للعفو وطلب الرحمة مشفوعًا بحيثيات ثلاث:

                1- أن عندهم العقيدة صحيحة: «سيقولون لي .. يا رب يا رب». فرغم إيمانهم واستقامة عقيدتهم، لكن هل هذه الحيثية شفعت لهم عند الديان؟ سنرى.

                2- ثم إنهم يمتلكون الغيرة الكبيرة: فهم ليسوا عقلانيين باردين، بل هم غيورون متحمسون. يقول المسيح «ليس كل مَنْ يقول لي يا رب يا رب». إذًا فلقد قالوا كلامًا صحيحًا وبأسلوب مؤثر. فهل أسلوبهم الحماسي شفع لهم عند الديان؟ سنرى ذلك أيضًا.

                3- ثم إنهم أرفقوا كل ما سبق بأعمال معجزية خارقة: فيقولون للرب: أ ليس باسمك تنبأنا. وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟

                أ يمكن أن يتنبأ الإنسان باسم المسيح ويهلك؟ نعم. تذكَّر بلعام العرَّاف الشرير في سفر العدد22- 24 الذي نطق بأعظم النبوات، لا عن شعب الله فقط، بل عن مسيح الله أيضًا، لكنه هلك (يه11). وتذكَّر شاول الملك الشرير، فهو أيضًا تنبأ (1صم 19: 18 - 24)، وفي نفس الوقت كان يحاول جهده قتل داود مسيح الرب. بل تذكَّر رئيس الكهنة قيافا الضالع في جريمة الدهور الكبرى؛ قتل ابن الله. هذا أيضًا تنبأ (يو 11: 49 - 52). لكن أين ثلاثتهم الآن؟

                ثم أ يمكن أن شخصًا يُخرج شياطين باسم المسيح ويهلك؟ نعم. ألم يفعل ذلك يهوذا الأسخريوطي؛ الذي هو «ابن الهلاك» (مت 10: 1 - 8؛ يو17: 12).

                ثم أ يمكن أن يعمل أحد قوات كثيرة باسم المسيح ولا يكون مُخلَّصًا حقيقيًا؟ نعم (عب 6: 4 - 6، 9، 10). لقد قال لهم المسيح: اذهبوا عني يا فاعلي الإثم.

                والدرس المُستفاد من ذلك هو أنه إذا كان بوسع الشيطان أن يبعد الإنسان عن دخول الملكوت بأن يجعله يقول "يا رب يا رب" فإنه لن يتأخر عن ذلك. وإن كان يمكنه أن يبعد البشر عن نعمة الخلاص والحياة الأبدية عن طريق إخراج الشياطين، فإنه سيرحب بذلك.

                عزيزي ... حذار من فخاخ إبليس، ومن خداع النفس.

                يوسف رياض
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

                  الخميس 23 يونيو 2005

                  واحدٌ من الاثنى عشر


                  --------------------------------------------------------------------------

                  أجابهم يسوع: أ ليس أني أنا اخترتكم، الاثنى عشر؟ وواحدٌ منكم شيطان! قال عن يهوذا سمعان الإسخريوطي، لأن هذا كان مزمعًا أن يسلمه(يو 6: 70 ، 71)


                  نحن نعلم أن المسيح اختار تلاميذه بعد ليلة قضاها في الصلاة، وهو لم يختر «يهوذا الإسخريوطي» اعتباطًا، ولا اختاره ليكون خائنًا. فمن المؤكد أنه كان يملك وزنات طبيعية حباه بها الله، وأحاطها المسيح بكل ما يمكن أن تُحاط به الوزنات، لعلها تنمو وتُستخدم على أفضل صورة، دون جدوى.

                  واختيار الرب ليهوذا تلميذًا، لم يكن مجرد اختيار شكلي يُمكِّن يهوذا من الاحتجاج بأنه وُضع "صورة" فحسب، دون أن يمارس المسئولية فعلاً، لأن المسيح اختاره أمينًا للصندوق، وبهذا فقد جعله الرب موضع تقدير. ومن الجائز أنه كان أقدر التلاميذ من الوجهة المالية، وأقدر من متى العشار نفسه. فيا للمكانة الممتازة التي تمتع بها يهوذا بين الاثنى عشر!!

                  ومع أنه كان أمينًا للصندوق، إلا أنه تجاهل تحذيرات الرب يسوع من الطمع والرياء (مت 6: 19 - 21؛ لو12: 1- 3) واستغل الأموال لحسابه. ولتغطية جشعه، فقد تظاهر بالغيرة على الصندوق (يو 12: 4 - 6). ولعل التعليم الذي قدّمه الرب يسوع المسيح عن محبة المال، كان مُهدى بصورة مباشرة إلى التلميذ، "يهوذا الإسخريوطي". ولكن بدلاً من أن تساعده تحذيرات الرب على التغلب على محبة المال والطمع والأنانية، فقد أشعل المنصب الذي وُضع فيه أنانيته وطمعه، فصار سارقًا، يبتز ما في الصندوق الذي عُهد به إليه (يو 12: 6 ؛ 13: 29). واستطاع يهوذا أن يخفي حقيقة شخصه عن بقية التلاميذ. وعدم فهم التلاميذ لحقيقة يهوذا، يُرينا أن معاملة الرب لذلك الرجل لم تتغير رغم أنه كان يعرف كل شيء عنه، وآخر عمل عمله معه أنه أعطاه اللقمة رمزًا للوّد والمحبة.

                  وبالإضافة إلى أن يهوذا تمتع بتقدير الرب يسوع، إذ اختاره أمينًا للصندوق، فإنه أيضًا تمتع ـ مثل باقي التلاميذ ـ بسلطان عظيم، وانتعش برسالة الملكوت التي أوصاه الرب أن يكرز بها. واختبر خضوع الشياطين، فاستطاع أن يُخرجها بسلطان عظيم، وشفى كثيرين بموهبة الشفاء التي أُعطيت له، طهّر بُرصًا وأقام موتى (مت 10: 1 - 8؛ مر3: 14، 15، 6: 7- 13؛ لو9: 1- 6). وبالرغم من كل هذه الأمور العظيمة، لم يقتنع الإسخريوطي بالتراجع عن العمل الذي كان مزمعًا أن يأتيه. فيا للإصرار!! ويا للعناد !!

                  فايز فؤاد
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

                    الجمعة 24 يونيو 2005

                    الهداية الإلهية

                    ---------------------------------------------------------------
                    أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك. عيني عليك(مز 32: 8 )
                    الله يهدي خاصته، يا له من أمر عظيم! من أعلى المجد حيث يسكن، هو يتولى مصائر العالم الذي خلقه، ويقود كل الأشياء بهدف إتمام مقاصده. ولكنه أكثر من ذلك يمسك كل من أحبائه بيده ليهديه بأمان إلى المسكن الأبدي. مَنْ يشك في حقيقة هذه القيادة الإلهية، تحت رعاية ذاك المجيد الذي يملك السماء والأرض؟ للمؤمن امتياز مواصلة طريقه وهو متيقن من حماية وقيادة الله نفسه، الذي يجعل كل شيء يؤول لخيره. هل كان يمكن أن يشك إسرائيل لحظة في قيادة الرب عندما كان ينظر السحابة ترتفع أو تقف، وهي مسكن الله نفسه؟!

                    ويا للسرور الذي لنا في أن الله يقودنا بالرغم من أن ضعفنا يتضاعف، ونحن نختبر ذلك عمليًا في تفاصيله! إن الله يقود حياتنا، ولكنه يريد أن يقود أيضًا خطواتنا. لا توجد ظروف لا يمكن أن نطلب فيها قيادته حتى لا نخطو خطوة بدونه. وكم تكون سعادتنا عندما يستجيب لحاجتنا المُلّحة لإرشاده بأن يُسمعنا صوته: «هوذا الطريق. اسلكوا فيها»!

                    وعندما نطلب من الرب أن يقودنا، نتعرَّف على طريقه؛ الطريقة الصالح الوحيد، الطريق السعيد، سبيل القوة حيث فيض السعادة. وهو نفسه يريد أن يعلّمه لنا «أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك. عيني عليك» (مز 32: 8 ). ما أثمنه وعدًا! والمؤمن الأمين يلمس ذلك حقًا «أمسكت بيدي اليُمنى. برأيك تهديني، وبعد إلى مجد تأخذني» (مز 73: 23 ، 24).

                    وما أكثر الفصول في كلمة الله التي تُخبرنا عن الكيفية العجيبة التي يهدى بها الله شعبه عبر كل ظروفهم، وبالرغم من كل ضعفهم. تُرى إلى أي مدى لمسنا حتى الآن احتياجنا لهدايته وإلى أي درجة طلبناها منه؟

                    وما أجمل هذه الهداية! إنها هداية محبة وإدراك متبادل، لأن كل ابن لله لن يكون مثل الحيوان الذي يُدار بلجام وزمام (مز 32: 9 )، وهو لا يُقاد أيضًا بالظروف وليس موضوعًا تحت رحمتها. ولو أن الله كثيرًا ما يستخدم الظروف لقيادة أولاده، ومع أننا نستطيع أن نرى في ظروفنا يد الله بوضوح، إلا أنه من امتيازنا أن نخضع لله وليس للظروف.
                    أ.ب. ب
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

                      السبت 25 يونيو 2005

                      صوت الرب
                      ---------------------------------------------------------
                      وسمعا صوت الرب الإله ماشيًا في الجنة عند هبوب ريح النهار(تك 3: 8 )

                      ورد كثيرًا في الكتاب المقدس الإشارة إلى صوت الرب، لكن في كل مرة كان هناك غرض خاص يقصده الروح القدس، الكاتب الحقيقي للكتاب المقدس، حيث لا يوجد تكرار في كلمة الرب. فعلى سبيل المثال:

                      صوت الرب يقود للاعتراف: بعد أن سقط الإنسان بأكله من شجرة معرفة الخير والشر، يقول الكتاب: «وسمعا صوت الرب الإله ماشيًا في الجنة عند هبوب ريح النهار ... فنادى الرب الإله آدم وقال له: أين أنت .. هل أكلت من الشجرة وقال للمرأة ما هذا الذي فعلت» (تك 3: 8 - 13). وهنا نجد أن صوت الرب الإله قاد آدم وامرأته للاعتراف، وكل منهما قال أكلت.

                      صوت الرب يعطي الحياة: لقد مات لعازر وُوضع في القبر وأنتن حيث كان له أربعة أيام، لكن جاء الرب يسوع إلى بيت عنيا وشارك الأختين مريم ومرثا بكل عواطفه، وذرف الدموع «بكى يسوع» (يو 11: 35 ). ثم ذهب إلى القبر ورفع عينيه إلى فوق وقال: أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي .... ولما قال هذا صرخ يسوع بصوت عظيم لعازر هلم خارجًا، فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل، فقال لهم يسوع حلوه ودعوه يذهب، فصوت الرب مُعطي الياة كما ورد القول: «الحق الحق أقول لكم إنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون» (يو 5: 25 ).

                      صوت الرب يجعلنا نتبعه: كما قال الرب «خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني» (يو 10: 27 ) كما حدث مع عشار اسمه لاوي الذي نظر إليه الرب وهو جالسًا عند مكان الجباية «فقال له اتبعني، فترك كل شيء وقام وتبعه» (لو 5: 27 ، 28).

                      صوت الرب يدعونا إليه: «لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعًا معهم في السُحب لملاقاة الرب في الهواء» (1تس 4: 16 ، 17).

                      إن صوت الرب إذًا يقودنا للإعتراف، ويعطينا الحياة، وفي الطريق نعرف صوته ونتبعه إلى أن يأتي ويأخذنا إلى بيت الآب.

                      عوني لويس
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

                        الأحد 26 يونيو 2005

                        ليل البكاء


                        --------------------------------------------------------------------------

                        إلهي ... في الليل أدعوفلا هُدو لي(مز 22: 2 )


                        في تلك الليلة التذكارية، ليلة فصح إسرائيل الأول، تعَالت الصرخات في كل أرض مصر، صرخات لم تُسمع من قبل، ولن تُسمع أيضًا فيما بعد (خر 11: 6 ، 12: 30). وكل أسرة في تلك الإمبراطورية العظيمة، جللها الحزن على بكرها الذي قصفته يد المنون بضربة واحدة. لقد اقترن ظلام تلك الليلة، ليلة الدينونة، بعويل وصراخ لم يكن منها مناص ولا مُجير. وكل ذلك كان بسبب رجل واحد منتفخ، يقف ضد الله ويقاوم إرادته تعالى.

                        إن فرعون بمقاومته المتهورة العنيدة لإرادة الرب يهوه، قد جلب ذلك الويل على رعاياه. وفي كبرياء واسترسال في العناد، تحدّى ذلك الملك الكبير رب السماوات القادر على كل شيء، قائلاً: «لتكن لا إرادتك بل إرادتي». لقد رفض أن يُطلق إسرائيل، بكر الله، من عبوديتهم، عالمًا بالدينونة التي ستقع على أبكار المصريين. وهكذا بسبب إرادة الإنسان المُعاندة، تلاشت أحلام أمة قوية في ذلك الليل، ليل البكاء.

                        ولنترك الآن مصر وعشائرها المحزونة، لنقترب من جثسيماني ورجل الأحزان. ففي بستان جبل الزيتون يطالعنا ليل آخر، كان فيه اكتئاب وحزن ودموع وعرق كالدم. فهناك في سكون ذلك البستان الواقع خارج المدينة، نسمع صوتًا واحدًا مضطربًا من فرط ما يصحبه من ألم داخلي، حارًا في تضرعه، مقدمًا بصراخ ودموع تلك الصلاة الفريدة: «يا أبتاه، إن شئت أن تُجيز عني هذه الكأس. ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك».

                        في ليل جثسيماني نسمع ليس صراخ المعاندين وغير الطائعين بسبب خطاياهم، كما في مصر، بل أنين الإنسان المطيع الكامل أمام الصليب والموت، في ضوء علمه الكامل بكل شيء.

                        لقد قدَّم صراخه الشديد ودموعه للقادر أن يخلّصه من الموت، وفي هذا التضرع ـ مع أن الكأس لم تعبر عنه حتى أفرغها إلى آخرها ـ سُمع للابن من أجل تقواه، فقد أُقيم في اليوم الثالث من الأموات بمجد الآب. وبعد الحزن يأتي الفرح «عند المساء يبيت البكاء وفي الصباح ترنم». إن ظلمة الجلجثة في رابعة النهار قد فاقت بكثير ظلمة جثسيماني، ولكن كان من وراء كليهما نهار صحو صاف؛ صباح القيامة والمجد السماوي.

                        و.ج. هوكنج

                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

                          الاثنين 27 يونيو 2005

                          أما أنا فأقول لكم


                          --------------------------------------------------------------------------

                          سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتُبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم(مت 5: 43 ، 44)


                          تركز أخلاق الإنسان المتدين على السلبيات، مثل الفريسي الذي قال في صلاته لله: إنه لا يخطف ولا يظلم ولا يزني. أما المسيحي فإنه تميزه الإيجابيات، لذلك يأتي المسيح هنا بأربعة أمثلة إيجابية، فيقول:

                          أحبوا أعداءكم: هذه لها علاقة بالمشاعر الداخلية

                          باركوا لاعنيكم: هذه لها علاقة بالكلام.

                          أحسنوا إلى مبغضيكم: هذه لها علاقة بالعمل.

                          صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم: هذه لها ارتباط بالوقت والقلب والذهن، وهي قمة المشاعر والكلام والعمل.

                          إنها كلمات سماوية لا تصدر إلا من شخص سماوي «انسكبت النعمة على (مز 45: 2 ؛ نش5: 16). فهو يريدنا ليس فقط أن نحوّل الخد لضاربنا (ع39)، بل أيضًا أن نحب هذا الشخص، ليس فقط أن نحتمل، بل أيضًا أن نخدم!!

                          وحقًا كما قال واحد من القديسين: أن ترد الخير بالشر مبدأ شيطاني، وأن ترُّد الخير بالخير مبدأ إنساني، أما أن ترُّد الشر بالخير، فهذا مبدا إلهي.

                          والرب لم ينطق بهذه الأقوال السامية فقط، لكنه عاشها أيضًا. فهو إن كان قد قال «أحبوا أعداءكم» فهذا ما أظهره في كل حياته المباركة فوق الأرض والتي فيها تمت كلماته بروح النبوة «بَدَل محبتي يخاصمونني. أما أنا فصلاة. وضعوا عليَّ شرًا بدل خير، وبُغضًا بدل حبي» (مز 109: 4 ، 5). وإن كان قد قال «باركوا لاعنيكم» فلعلنا نتذكر موقفه من تلميذه الخائن يهوذا. وإن كان قد قال «أحسنوا إلى مُبغضيكم» فإننا لا ننسى موقف النعمة العجيب مع العبد ملخس الذي كان ضمن مَنْ أتوا ليلقوا القبض عليه، وكيف أبرأ الرب يسوع أذنه (لو 22: 50 ، 51). وإن كان قد قال: «صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم» فنحن لا يمكن أن ننسى موقفه من صالبيه، فإن أول ما نطق به بعد صلبه، كان «يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون» (لو 23: 34 )!! تُرى أين أقف أنا وتقف أنت بالمقابلة مع هذا المستوى العظيم الراقي؟!

                          يوسف رياض
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

                            الثلاثاء 28 يونيو 2005

                            أحاديث مع النفس


                            --------------------------------------------------------------------------

                            لماذا أنتِ منحنية يا نفسي؟ ولماذا تئنين فيَّ؟ ترجي الله، لأني بعد أحمده، خلاص وجهي وإلهي(مز 42: 11 )


                            كثيرًا ما ندخل في حوارات مع أنفسنا. على أنه من المهم أن نلاحظ نوع الحوار واتجاهه، فهو قد يكون حوارًا سلبيًا هدامًا، وقد يكون إيجابيًا بناءً. وفيما يلي ثلاثة أمثلة من الكتاب، ليتنا نفحص أنفسنا في ضوئها:

                            1- حديث الجهل والغباء: (لو 12: 15 - 21): وهو الحديث الذي دخل فيه الشاب الغني مع نفسه، فقال: «وأقول لنفسي: يا نفسُ لكِ خيرات كثيرة، موضوعة لسنين كثيرة. استريحي وكُلي واشربي وافرحي!». فهو شاب، وذكي، ومفكر، ومجتهد، وناجح زمنيًا، وطموح، وباحث عن السعادة والرخاء. ولكنه في حديثه إلى نفسه نسى هذه الحقيقة الأولية: أن حياة الإنسان ليست من ضمن أمواله وممتلكاته الخاصة، وأن المال لا يقدر أن يشتري أهم شيئين في حياة أي إنسان: العمر على الأرض، والأبدية في السماء!

                            2- حديث الحكمة والذكاء: (لو 15: 11 - 32) وهو حديث الابن الأصغر الذي ضل طريقه، إلا أنه رجع إلى نفسه وهو في قمة ضياعه روحًا ونفسًا وجسدًا «وقال: كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعًا! أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له: يا أبي، أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست مستحقًا بعد أن أُدعى لك ابنًا. اجعلني كأحد أجراك». كان يكفي ما مضى من السنين التي أكلها الجراد، ولقد حان وقت التحول إلى الله دون تأخير!

                            3- حديث الأمل والرجاء: وعندما تضغطنا التجارب والضيقات، وتُحيط بنا من كل اتجاه نظير بني قورح، مثل مقارنة الماضي المجيد بالحاضر المُحزن، أو الحرمان من بركات مشروعة (مز 42: 2 - 5)، ومواجهة تعيير الأعداد (مز 42: 3 ، 10)، وإزاء ظلمهم وغشهم واضطهادهم (مز 43: 1 ، 2)، وعدم فهم معاملات الله معنا (مز 44: 1 - 4، 17- 19) وحيث المذلة والضيق، هتف المرنم في نهاية كل مزمور منها: «لماذا أنتِ منحنية يا نفسي؟ ولماذا تئنين فيَّ؟ ارتجي الله، لأني بعد أحمده، لأجل خلاص وجهه» (مز 42: 5 ، 11؛ 43: 5 انظر أيضًا مز44: 25، 26).

                            فإلهنا هو «إله الرجاء» (رو 15: 13 ) وعنده للذليل رجاء (أي 5: 16 )، رجاء في خلاصه لنا في الماضي من أجرة خطايانا، ورجاء فيه لكل ظروف البرية في الحاضر، ورجاء فيه لمستقبل مجيد «وهكذا نكون كل حين مع الرب» (1تس 4: 17 ).

                            إسحق إيليا
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #29
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

                              الأربعاء 29 يونيو 2005

                              يقينيات


                              --------------------------------------------------------------------------

                              مخلصنا يسوع المسيح.. أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل(2تي 1: 10 )


                              الحياة، الموت، الخلود؛ كلمات مجهولة ومُرعبة، تشمل ماضي وحاضر ومستقبل الإنسان، لكن الإيمان بالمسيح يعطي لأصغر وأبسط مؤمن اليقين من جهة كل شيء.

                              فأولاً: من جهة الماضي.. «نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة، لأننا نحب الأخوة» (1يو 3: 14 ). لقد دخلت الخطية إلى العالم بواسطة الإنسان الأول وأخطأ الجميع، ولأن أجرة الخطية هي الموت، هكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس (رو 5: 12 )، ولكن الإيمان بشخص الرب يسوع المسيح الذي مات، يعطي الحياة الأبدية. ألم يَقُل بفمه الكريم عن خرافه «وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلىالأبد» (يو 10: 28 ).

                              ثانيًا: من جهة الحاضر .. «نحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله» (رو 8: 28 ). فربنا يسوع المسيح المُنقذ من الماضي، هو الضامن للحاضر، وبيده المُحِبة يحرك كل شيء لخير المؤمن. وإن كنا بسبب محدوديتنا لا نرى إلا ما تحت أرجلنا، لذا لا نرى الخير في كل معاملات وتدريبات الله لنا، ونتساءل: أين الخير في المرض والضيق والحزن؟! لكن ما نعلمه ونتيقن منه أن هذه التركيبة الإلهية من التعب والراحة، الغنى والفقر، الصحة والمرض، تمزجها معًا يد الآب المُحب، فلا تُنتج لنا إلا الخير.

                              ثالثًا: من جهة المستقبل .. «لأننا نعلم أنه إن نُقض بيت خيمتنا الأرضي، فلنا في السماوات بناء من الله، بيت غير مصنوع بيد، أبدي» (2كو 5: 1 ). فالمؤمن لا ينتظر الموت، بل ما هو أسرع منه، وهو مجيء الرب. لكن إذا سمح الرب برقاد المؤمن، فهذا لا يُخيف المؤمن إطلاقًا. لأن الإنجيل أعلن لنا ما بعد الموت، وإلى أين سنذهب، وماذا سنكون، ومع مَنْ سنكون في الأبدية، الأمور التي أصبح الموت أمامها ليس مرهوبًا، بل مرغوبًا «لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جدًا» (في 1: 23 ).

                              عزيزي القارئ، هل دخلت في دائرة اليقينيات؟ هل تمتعت بسلام مع الله وبسلام الله؟ هل تشعر بالراحة من جهة ماضيك وحاضرك ومستقبلك؟

                              معين بشير
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق


                              • #30
                                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

                                الخميس 30 يونيو 2005

                                أنيسيفورس . إخلاصه وعواطفه (1)


                                --------------------------------------------------------------------------

                                جميع الذين في أسيا ارتدوا عني ... ليُعطِ الرب رحمة لبيت أنيسيفورس، لأنه مرارًا كثيرة أراحني ولم يخجل بسلسلتي(2تي 1: 15 ، 16)


                                في جو التخلي الجماعي عن الرسول بولس، يسطع نجم «أُنيسيفورس» في صورة رائعة جميلة وموقف كريم نبيل. وقد أشار الرسول إلى خدمة هذا الأخ في ثلاثة عبارات مقتضبة وإن كانت تحوي الكثير من التعليم والفائدة الروحية والأدبية لنفوسنا.

                                العبارة الأولى: «أنه مرارًا كثيرة أراحني»، وفيها نلمس أحشاء وعواطف أُنيسيفورس من نحو بولس. فحينما كان بولس يكرز بإنجيل المسيح ويعلّم تعليم المسيح في أفسس لمدة ثلاث سنوات (أع 20: 31 )، وُجد بولس في جو وصفه لمؤمني كورنثوس قائلاً: «إن كنت كإنسان قد حاربت وحوشًا في أفسس» (1كو 15: 32 )، فما أكثر المتاعب التي لاقاها بولس هناك، إلا أنه وجد في أنيسيفورس مصدرًا بشريًا للراحة والإنعاش لأن أنيسيفورس بلا شك قد اهتم بكل أحوال الرسول صحيًا ومعنويًا، وكان مصدرًا سخيًا لمشاركة الرسول نفقات المعيشة ماديًا. إن مدلول كلمة الرسول «أراحني» تُرينا العواطف الرقيقة والخدمة الحنونة واللمسة الحُبية.

                                ونحن نتساءل اليوم: بأي روح نتعامل معًا؟ وبأي أسلوب نتكلم؟ وما هي الكيفية العملية التي نُظهر بها مشاعر قلوبنا نحو القديسين. ولنسأل أنفسنا صراحة: هل نحن مصدر لإنعاش وإراحة القديسين؟ أ يهرعون للاستدفاء بجلساتنا، أم يهربون منها؟ أ يجدون فينا لطفًا جاذبًا، أم صرامة منفّرة؟

                                العبارة الثانية: «لم يخجل بسلسلتي»، وفيها نرى إخلاصًا ووفاءً. لقد كان الإخلاص والوفاء لصديق مثل بولس في ذلك الوقت مخاطرة كبيرة قد تجلب لصاحبها متاعب كثيرة، هذا من جانب، ومن الجانب الآخر نرى وفاء أُنيسيفورس ممثلاً في كونه سَبَح ضد التيار المناهض لبولس ولم ينضم إلى الأغلبية التي تخلت عن الرسول. وربما لو كان أُنيسيفورس بيننا اليوم لاتُهم بصنع شقاق في الجماعة لأنه لم يسبَح مع التيار، وكأن الموافقة الظاهرية دون الاقتناع العقلي والقلبي هي كل المطلوب في نظر البعض للمحافظة على الشكل العام الخارجي للجماعة، ورغم هذه الوحدة الظاهرية، قد تكون هناك انشقاقات وتحزبات وخصومات، الأمور التي جعلت الرسول بولس يقوم بتحريض مؤمني كورنثوس للاجتهاد لكي يكون الجسد صحيحًا من الناحية العملية، أي بلا تمزقات (1كو 1: 10 ).
                                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X