رؤية قائد المئة للقبر .
وقف كاسيوس فى وضع الانتباه التام أمام القائد العام لقوات أورشليم
العسكرية الرومانية . صاح فيه القائد قائلا " يا قائد المئة ، فسر لى حقيقة
الأمر ، هناك واحد من جنودك كان قد كلف بحراسة قبر ، وجسد رجل ميت . فما
الصعوبة فى شئ كهذا ؟ . والآن قد وصلتنى شائعات أن جسده لم يعد موجوداً ،
أخبرنى أن الشائغات خطأ ، وأن ذلك لم يحدث! .
رد قائد المئة وقال " سيدى ، هل يمكننى أن أكون صريحاً معك صراحة رجل
عسكرى مع رجل عسكرى آخر ؟ " . كان قائد المئة قد خدم سنوات عديدة مع ذلك
القائد العام من قبل ، حتى مع كون القائد العام من طبقة الفرسان ، بينما هو من
عامة الشعب .
فقال القائد العام فى رقة أكبر " من فضلك يا كاسيوس ، وأشار له ليجلس "
.
فرد قائد المئة وقال " اننى استسمح صبرك وطول أناتك ، فالقصة كانت قد
بدأت منذ بضعة أسابيع مضت " .
استرخى القائد العام بعض الشئ فى جلسته وقال له " خذ كفايتك من الوقت " .
فاستطرد قائد المئة يقول " منذ بدأ يسوع تبشيره حول أورشليم ، كنا نعتقد
أنه أحد الثوار قصد أن يستثير الجماهير بحديثه عن ملكوت الله . ولكننى ذهبت
واستمعت له فوجدته لا يمثل خطراً أبداً . آلاف كانوا يجلسون فى انتباه تام
، حينما كان يتحدث عن أبيه السماوى ، وعن محبتنا لجيراننا ، وعن غفران
الخطايا السالفة ، وبدء حياة جديدة . كان حديثه يخلب اللب يا سيدى ، يجعلك
تشعر أنه يهتم بك شخصياً " .
كان القائد العام يستمع وهو يسند ذقنه على يده فقال " استمر أيها الجندى "
. فاستمر قائد المئة يقول " المرة التالية التى رأيته فيها ، كنت قد أمرت
بالخدمة خارج مقر إقامة الوالى . والجماهير هاجت بطريقة سيئة . وكان
بيلاطس البنطى يجلس على كرسى الولاية ووقف يسوع أمامه . وراح بعضهم يتعامل معه
بخشونة " .
فأجاب القائد العام قائلا " ما الذى كنت تتوقعه ياقائد المئة ؟ "
وأخيرا أستمر كاسيوس يقول " طلب بيلاطس الهدؤ من الجمع . ثم صرح قائلا "
اننى لم أجد علة فى هذا الانسان . ثم حاول أن يطلق يسوع حراً . فسألهم أن
يختاروا بين أن يطلق لهم يسوع أو بارباس الذى كان قاتلا ولصاً معروفاً .
والآن هذا المجرم حراً طليقاً . " ثم استطرد قائلا " اليهود الذين من مجلس
السنهدريم الحاكم كانوا يصرخون قائلين .. اصلبه ..اصلبه ! والرعاع راحوا
يرددون نفس الهتاف . استمرت هذه اللوثة دقائق ، ثم طلب بيلاطس طسطاً وغسل
يديه النقيتين الصغيرتين !! ."
وهنا قال القائد العام فى حدة " أنا لن أسمح بأى عدم احترام ياقائد المئة
. "
الذى رد بدوره قائلا " نعم ياسيدى ، ولكنك أنت تعرف أن يسوع كان بريئاً ،
نقياً وبسيطاً . وهو فقط أنه أزعج بعض الكهنة الأقوياء . ولكن حينما رأى
بيلاطس كيف تسير الرياح ، ركب الموجة . أعتقد أن روما تعنى بالعدل والقانون
، وليس بالحيل النفعية . "
فقاطعه القائد العام قائلا " الحكم أحيانا يستلزم أعمالاً قذرة ، يا قائد
المئة "
فقال قائد المئة " وكذلك الجندية ، ياسيدى . وطبقا لأوامرك ياسيدى اختير
أحد جنودى لجلد يسوع . "
فقال القائد العام " آه ، لقد استمتعوا بذلك كثيراً ... هذا الجندى الطويل
.. بوبليوس ، ألم يكن هو ؟ ، أننى أتذكر ما حدث ذلك اليوم ، لقد قام
الجندى بجلده كما لو كان رجلاً مجنوناً ، وهذه القطع المعدنية فى نهاية السوط
تضربه على ظهره حتى تمزق الجلد تماما وسال الدم متدفقاً "
فعلق كاسيوس قائد المئة قائلاً " مرات معدودة فى عملى أصابنى الغثيان
لرؤية الدماء ، ولكن أن ترى إنساناً بريئاً يُعامل بهذه القسوة ..
" أننى لا أسترجع منعك اياهم من الباسه لباساً ارجوانياً ، وجعلهم قصبة
فى يده كصولجان ، وتاج الشوك . اوه .. لقد استمتعوا بالسخرية به "
فقال كاسيوس " لقد قمت بصلب مئات أثناء سنوات خدمتى ، ولكن هذا الرجل كان
مختلفاً . لم يشتم أو يلعن ، ولم يتذمر . لقد كان شبه ميت من الحلد الذى
جلده به بوبليوس ، وسقط اثناء سيره الى الجلجثة . "
" سقط ؟ "
لقد كان فى غاية الضعف حتى يحمل الصليب ، ولذلك سخرنا رجلا قيروانياً قويا
ليحمله . ثم صلبنا يسوع بعد ذلك . "
" جميع الرجال يموتون بنفس الطريقة "
فرد كاسيوس قائلا " ليس كما مات هو . لقد سمرناه على الخشبة ، ثم رفعناها
لتقف عالية ، ولكننى لن أنسى أبداً صلاته : أغفر لهم يا أبتاه ، لأنهم لا
يعلمون ماذا يفعلون . سيدى أننى مسئول عن موته وهو قد غفر لى !! . "
" أنت جندى لمدة طويلة يا كاسيوس ، فكيف تضطرب لمجرد إحساس الضمير بالذنب
؟ "
" ثم اللص الذى كان مصلوباً الى جواره سأله أن يتذكره عندما يجئ يسوع فى
ملكوته . "
فغمغم القائد العام " ملكوته ! "
" لتصغ يا سيدى لإجابته على اللص ، اليوم تكون معى فى الفردوس . "والمذهل
يأيها القائد العام أنه نحو الظهر ، أظلمت السماء . الكل قد رأى ذلك
وشعروا بلسعة البرد وهو يصرخ قائلا " الهى ، الهى لماذا تركتنى ؟ " . لقد بدا
وقتها أكثر انسانا يحس بالوحدة فى العالم ، وهو معلق فى الظلمة . تكلم
كلمات قليلة جداً حتى جائت الساعة الثالثة بعد الظهر حينما صرخ ، فى انتصار
قائلا " قد أكمل ! " . وإذا ما قد كنت أصغيت له عن قرب كنت سمعته يقول " فى
يدك أستودع روحى . "
ثم قال كاسيوس " وفى هذه اللحظة ذاتها بدأت الأرض فى التزلزل والإهتزاز
حتى أننى وقعت أرضا فى لحظة . وبعد ذلك بدأت الظلمة فى الزوال . لقد أخبرتك
يا أيها القائد العام ، لم يكن رجلا عاديا ذاك الذى صلبناه ، لقد كان ابن
الله . "
“ هل مجرد مجموعة مصادفات غريبة ، تجعلك تريد أن تعلنه كائنا الهياًً ؟ ،
تريث فقد مات مثل جميع البشر " .
" لا . أيها القائد ، لم يكن مثل باقى الناس "
" لم يكن ؟ ! ".
" لقد ألح رؤساء الكهنة والفريسيون على بيلاطس كى يحرس القبر ، لئلا يأتى
تلاميذ يسوع ويسرقوا جسده . "
" أنا أعلم ، فأنا الذى أصدرت أوامر الحراسة . "
" لقد وضعنا ثلاثة جنود للحراسة على مدار الساعة ، وكانوا يغيرون نوبتهم
كل ثمان ساعات طبقا للتعليمات . وقد ختمت القبر قبل أن يبدأوا حراستهم .
لقد كان القبرمؤمناً " .
" ولذلك ، ما هذه الإشاعات بأن الجسد غير موجود ؟ "
" لقد ذهب ، يا سيدى . "
صرخ القائد العام منتصباً على قدميه وهو يقول " أننى سأتولى تغطية موقفك "
وقف كاسيوس هو الآخر ، ولكنه استمر يقول " نحو الساعة السابعة صباح الأحد
، يا سيدى ، حضر الثلاثة جنود الذين فى نوبة الحراسة الى المعسكر وهم
يجرون فى انزعاج كما لو كانوا قد شاهدوا شبحاً . وراحوا يصيحون قائلين يا قائد
المئة ، يا قائد المئة . أنه حى . قابلتهم وهدأتهم ودعوتهم ليرووا لى كافة
التفاصيل .
" كانت نوبة حراستهم قد بدأت فى منتصف الليل . وكانوا مستيقظين طيلة الليل
، وهم أغلب الوقت يقصون القصص عن زوجاتهم وعن عودتهم لمنازلهم ، أنا أفهم
موضوع حديثهم الدائم. وبعد ذلك وقبيل الفجر ، قالوا أن لقبر الذى فى
البستان أضاء كما لو كان وقت الظهيرة ، وحضر ملاك ملابسه كالبرق ودحرج الحجر
بعيداً عن القبر . وهم استمروا جالسين وهم يرتعشون . ثم ذهب واحداً منهم ،
أظنه بوبليوس ونظر داخل القبر . حيث وجد الجسد غير موجود ، والأكفان موضوعة
على الرف الحجرى . ملفوفة بدقة كما لو كانت حول جسد ، ولكن لم يكن داخلها
الجسد .
فقال القائد العام فى ازدراء " هل تنتظر منى أن أصدق ذلك ؟ "
لقد استجوبتهم بدقة . كل منهم نظر ، وكل منهم رأى نفس الشئ . أن الجسد لم
يعد موجوداً بالقبر .
" لا بد أنهم ناموا ، والفوا هذه القصة ليغطوا خطأهم . "
" لقد كانوا جنود مقاتلين أقوياء من المعارك التى سبق وخاضوا غمارها . يا
سيدى . لم يكونوا جنوداً حديثي العهد بالجندية . وأنا أعرف هؤلاء الرجال .
بالإضافة ياسيدى ، أن دحرجة الحجر الضخم عن القبر كان سيوقظهم حتماً . لا
ياسيدى ، هم كانوا يقولون الحقيقة ، بالضبط . "
" ما الذى تتوقع منى أن أخبر الناس به عما حدث ، أنه قام من الأموات ؟ "
" أنا لا أعلم ، ما الذى ستقوله لهم ، أيها القائد العام ،" ولكن هذا هو
ما حدث . أنه حى . لقد قلت لك ، هو حى !! " .
" حسناً سأخبر الجنود أن يقولوا أنهم ناموا ، وإن تلاميذه قد سرقوا الجسد
، " هكذا قال القائد العام .
فقال كاسيوس وابتسامة صغيرة تعلو وجهه " من من الجنود سيحب أن يقول أنه
نام أثناء خدمته ؟ " .
قال القائد العام " سندفع لهم مقابل أن يقولوا ذلك , فنحن مدينين لرئيس
الكهنة بذلك . فهم سيأتون ليدفعوا جيداً من أجل دفن مثل هذا القصة .. وأنا
سأعتنى بذلك منذ الآن فصاعداً ، يا قائد المئة . وأنت لم ترى شيئاً . ولا
تعرف شيئاً . هل هذا مفهوم ؟ ".
" ولكننى أنا اعرف ياسيدى . ولا أقدر أن أغير ما قد حدث . ويسوع الآن حىُ
خارج القبر . بل أكثر من حى . "
" لتنس أن هذا قد حدث على الإطلاق يا كاسيوس "
" لتنسه أنت يا سيدى إذا استطعت . ولكن مع أحترامى ، يسوع حى ، وهذا يغير
كل شئ .
" و اما قائد المئة و الذين معه يحرسون يسوع فلما راوا الزلزلة و ما كان
خافوا جدا و قالوا حقا كان هذا ابن الله (متى 27 : 54 ( “
“فلما راى قائد المئة ما كان مجد الله قائلا بالحقيقة كان هذا الانسان
بارا (لوقا 23 : 47)”
“فاجتمعوا مع الشيوخ و تشاوروا و اعطوا العسكر فضة كثيرة . قائلين قولوا
ان تلاميذه اتوا ليلا و سرقوه و نحن نيام . و اذا سمع ذلك عند الوالي فنحن
نستعطفه و نجعلكم مطمئنين . فاخذوا الفضة و فعلوا كما علموهم فشاع هذا
القول عند اليهود الى هذا اليوم ( متى 28 : 12 – 15 ) .
وصلتنى بالبريد الالكترونى
وقف كاسيوس فى وضع الانتباه التام أمام القائد العام لقوات أورشليم
العسكرية الرومانية . صاح فيه القائد قائلا " يا قائد المئة ، فسر لى حقيقة
الأمر ، هناك واحد من جنودك كان قد كلف بحراسة قبر ، وجسد رجل ميت . فما
الصعوبة فى شئ كهذا ؟ . والآن قد وصلتنى شائعات أن جسده لم يعد موجوداً ،
أخبرنى أن الشائغات خطأ ، وأن ذلك لم يحدث! .
رد قائد المئة وقال " سيدى ، هل يمكننى أن أكون صريحاً معك صراحة رجل
عسكرى مع رجل عسكرى آخر ؟ " . كان قائد المئة قد خدم سنوات عديدة مع ذلك
القائد العام من قبل ، حتى مع كون القائد العام من طبقة الفرسان ، بينما هو من
عامة الشعب .
فقال القائد العام فى رقة أكبر " من فضلك يا كاسيوس ، وأشار له ليجلس "
.
فرد قائد المئة وقال " اننى استسمح صبرك وطول أناتك ، فالقصة كانت قد
بدأت منذ بضعة أسابيع مضت " .
استرخى القائد العام بعض الشئ فى جلسته وقال له " خذ كفايتك من الوقت " .
فاستطرد قائد المئة يقول " منذ بدأ يسوع تبشيره حول أورشليم ، كنا نعتقد
أنه أحد الثوار قصد أن يستثير الجماهير بحديثه عن ملكوت الله . ولكننى ذهبت
واستمعت له فوجدته لا يمثل خطراً أبداً . آلاف كانوا يجلسون فى انتباه تام
، حينما كان يتحدث عن أبيه السماوى ، وعن محبتنا لجيراننا ، وعن غفران
الخطايا السالفة ، وبدء حياة جديدة . كان حديثه يخلب اللب يا سيدى ، يجعلك
تشعر أنه يهتم بك شخصياً " .
كان القائد العام يستمع وهو يسند ذقنه على يده فقال " استمر أيها الجندى "
. فاستمر قائد المئة يقول " المرة التالية التى رأيته فيها ، كنت قد أمرت
بالخدمة خارج مقر إقامة الوالى . والجماهير هاجت بطريقة سيئة . وكان
بيلاطس البنطى يجلس على كرسى الولاية ووقف يسوع أمامه . وراح بعضهم يتعامل معه
بخشونة " .
فأجاب القائد العام قائلا " ما الذى كنت تتوقعه ياقائد المئة ؟ "
وأخيرا أستمر كاسيوس يقول " طلب بيلاطس الهدؤ من الجمع . ثم صرح قائلا "
اننى لم أجد علة فى هذا الانسان . ثم حاول أن يطلق يسوع حراً . فسألهم أن
يختاروا بين أن يطلق لهم يسوع أو بارباس الذى كان قاتلا ولصاً معروفاً .
والآن هذا المجرم حراً طليقاً . " ثم استطرد قائلا " اليهود الذين من مجلس
السنهدريم الحاكم كانوا يصرخون قائلين .. اصلبه ..اصلبه ! والرعاع راحوا
يرددون نفس الهتاف . استمرت هذه اللوثة دقائق ، ثم طلب بيلاطس طسطاً وغسل
يديه النقيتين الصغيرتين !! ."
وهنا قال القائد العام فى حدة " أنا لن أسمح بأى عدم احترام ياقائد المئة
. "
الذى رد بدوره قائلا " نعم ياسيدى ، ولكنك أنت تعرف أن يسوع كان بريئاً ،
نقياً وبسيطاً . وهو فقط أنه أزعج بعض الكهنة الأقوياء . ولكن حينما رأى
بيلاطس كيف تسير الرياح ، ركب الموجة . أعتقد أن روما تعنى بالعدل والقانون
، وليس بالحيل النفعية . "
فقاطعه القائد العام قائلا " الحكم أحيانا يستلزم أعمالاً قذرة ، يا قائد
المئة "
فقال قائد المئة " وكذلك الجندية ، ياسيدى . وطبقا لأوامرك ياسيدى اختير
أحد جنودى لجلد يسوع . "
فقال القائد العام " آه ، لقد استمتعوا بذلك كثيراً ... هذا الجندى الطويل
.. بوبليوس ، ألم يكن هو ؟ ، أننى أتذكر ما حدث ذلك اليوم ، لقد قام
الجندى بجلده كما لو كان رجلاً مجنوناً ، وهذه القطع المعدنية فى نهاية السوط
تضربه على ظهره حتى تمزق الجلد تماما وسال الدم متدفقاً "
فعلق كاسيوس قائد المئة قائلاً " مرات معدودة فى عملى أصابنى الغثيان
لرؤية الدماء ، ولكن أن ترى إنساناً بريئاً يُعامل بهذه القسوة ..
" أننى لا أسترجع منعك اياهم من الباسه لباساً ارجوانياً ، وجعلهم قصبة
فى يده كصولجان ، وتاج الشوك . اوه .. لقد استمتعوا بالسخرية به "
فقال كاسيوس " لقد قمت بصلب مئات أثناء سنوات خدمتى ، ولكن هذا الرجل كان
مختلفاً . لم يشتم أو يلعن ، ولم يتذمر . لقد كان شبه ميت من الحلد الذى
جلده به بوبليوس ، وسقط اثناء سيره الى الجلجثة . "
" سقط ؟ "
لقد كان فى غاية الضعف حتى يحمل الصليب ، ولذلك سخرنا رجلا قيروانياً قويا
ليحمله . ثم صلبنا يسوع بعد ذلك . "
" جميع الرجال يموتون بنفس الطريقة "
فرد كاسيوس قائلا " ليس كما مات هو . لقد سمرناه على الخشبة ، ثم رفعناها
لتقف عالية ، ولكننى لن أنسى أبداً صلاته : أغفر لهم يا أبتاه ، لأنهم لا
يعلمون ماذا يفعلون . سيدى أننى مسئول عن موته وهو قد غفر لى !! . "
" أنت جندى لمدة طويلة يا كاسيوس ، فكيف تضطرب لمجرد إحساس الضمير بالذنب
؟ "
" ثم اللص الذى كان مصلوباً الى جواره سأله أن يتذكره عندما يجئ يسوع فى
ملكوته . "
فغمغم القائد العام " ملكوته ! "
" لتصغ يا سيدى لإجابته على اللص ، اليوم تكون معى فى الفردوس . "والمذهل
يأيها القائد العام أنه نحو الظهر ، أظلمت السماء . الكل قد رأى ذلك
وشعروا بلسعة البرد وهو يصرخ قائلا " الهى ، الهى لماذا تركتنى ؟ " . لقد بدا
وقتها أكثر انسانا يحس بالوحدة فى العالم ، وهو معلق فى الظلمة . تكلم
كلمات قليلة جداً حتى جائت الساعة الثالثة بعد الظهر حينما صرخ ، فى انتصار
قائلا " قد أكمل ! " . وإذا ما قد كنت أصغيت له عن قرب كنت سمعته يقول " فى
يدك أستودع روحى . "
ثم قال كاسيوس " وفى هذه اللحظة ذاتها بدأت الأرض فى التزلزل والإهتزاز
حتى أننى وقعت أرضا فى لحظة . وبعد ذلك بدأت الظلمة فى الزوال . لقد أخبرتك
يا أيها القائد العام ، لم يكن رجلا عاديا ذاك الذى صلبناه ، لقد كان ابن
الله . "
“ هل مجرد مجموعة مصادفات غريبة ، تجعلك تريد أن تعلنه كائنا الهياًً ؟ ،
تريث فقد مات مثل جميع البشر " .
" لا . أيها القائد ، لم يكن مثل باقى الناس "
" لم يكن ؟ ! ".
" لقد ألح رؤساء الكهنة والفريسيون على بيلاطس كى يحرس القبر ، لئلا يأتى
تلاميذ يسوع ويسرقوا جسده . "
" أنا أعلم ، فأنا الذى أصدرت أوامر الحراسة . "
" لقد وضعنا ثلاثة جنود للحراسة على مدار الساعة ، وكانوا يغيرون نوبتهم
كل ثمان ساعات طبقا للتعليمات . وقد ختمت القبر قبل أن يبدأوا حراستهم .
لقد كان القبرمؤمناً " .
" ولذلك ، ما هذه الإشاعات بأن الجسد غير موجود ؟ "
" لقد ذهب ، يا سيدى . "
صرخ القائد العام منتصباً على قدميه وهو يقول " أننى سأتولى تغطية موقفك "
وقف كاسيوس هو الآخر ، ولكنه استمر يقول " نحو الساعة السابعة صباح الأحد
، يا سيدى ، حضر الثلاثة جنود الذين فى نوبة الحراسة الى المعسكر وهم
يجرون فى انزعاج كما لو كانوا قد شاهدوا شبحاً . وراحوا يصيحون قائلين يا قائد
المئة ، يا قائد المئة . أنه حى . قابلتهم وهدأتهم ودعوتهم ليرووا لى كافة
التفاصيل .
" كانت نوبة حراستهم قد بدأت فى منتصف الليل . وكانوا مستيقظين طيلة الليل
، وهم أغلب الوقت يقصون القصص عن زوجاتهم وعن عودتهم لمنازلهم ، أنا أفهم
موضوع حديثهم الدائم. وبعد ذلك وقبيل الفجر ، قالوا أن لقبر الذى فى
البستان أضاء كما لو كان وقت الظهيرة ، وحضر ملاك ملابسه كالبرق ودحرج الحجر
بعيداً عن القبر . وهم استمروا جالسين وهم يرتعشون . ثم ذهب واحداً منهم ،
أظنه بوبليوس ونظر داخل القبر . حيث وجد الجسد غير موجود ، والأكفان موضوعة
على الرف الحجرى . ملفوفة بدقة كما لو كانت حول جسد ، ولكن لم يكن داخلها
الجسد .
فقال القائد العام فى ازدراء " هل تنتظر منى أن أصدق ذلك ؟ "
لقد استجوبتهم بدقة . كل منهم نظر ، وكل منهم رأى نفس الشئ . أن الجسد لم
يعد موجوداً بالقبر .
" لا بد أنهم ناموا ، والفوا هذه القصة ليغطوا خطأهم . "
" لقد كانوا جنود مقاتلين أقوياء من المعارك التى سبق وخاضوا غمارها . يا
سيدى . لم يكونوا جنوداً حديثي العهد بالجندية . وأنا أعرف هؤلاء الرجال .
بالإضافة ياسيدى ، أن دحرجة الحجر الضخم عن القبر كان سيوقظهم حتماً . لا
ياسيدى ، هم كانوا يقولون الحقيقة ، بالضبط . "
" ما الذى تتوقع منى أن أخبر الناس به عما حدث ، أنه قام من الأموات ؟ "
" أنا لا أعلم ، ما الذى ستقوله لهم ، أيها القائد العام ،" ولكن هذا هو
ما حدث . أنه حى . لقد قلت لك ، هو حى !! " .
" حسناً سأخبر الجنود أن يقولوا أنهم ناموا ، وإن تلاميذه قد سرقوا الجسد
، " هكذا قال القائد العام .
فقال كاسيوس وابتسامة صغيرة تعلو وجهه " من من الجنود سيحب أن يقول أنه
نام أثناء خدمته ؟ " .
قال القائد العام " سندفع لهم مقابل أن يقولوا ذلك , فنحن مدينين لرئيس
الكهنة بذلك . فهم سيأتون ليدفعوا جيداً من أجل دفن مثل هذا القصة .. وأنا
سأعتنى بذلك منذ الآن فصاعداً ، يا قائد المئة . وأنت لم ترى شيئاً . ولا
تعرف شيئاً . هل هذا مفهوم ؟ ".
" ولكننى أنا اعرف ياسيدى . ولا أقدر أن أغير ما قد حدث . ويسوع الآن حىُ
خارج القبر . بل أكثر من حى . "
" لتنس أن هذا قد حدث على الإطلاق يا كاسيوس "
" لتنسه أنت يا سيدى إذا استطعت . ولكن مع أحترامى ، يسوع حى ، وهذا يغير
كل شئ .
" و اما قائد المئة و الذين معه يحرسون يسوع فلما راوا الزلزلة و ما كان
خافوا جدا و قالوا حقا كان هذا ابن الله (متى 27 : 54 ( “
“فلما راى قائد المئة ما كان مجد الله قائلا بالحقيقة كان هذا الانسان
بارا (لوقا 23 : 47)”
“فاجتمعوا مع الشيوخ و تشاوروا و اعطوا العسكر فضة كثيرة . قائلين قولوا
ان تلاميذه اتوا ليلا و سرقوه و نحن نيام . و اذا سمع ذلك عند الوالي فنحن
نستعطفه و نجعلكم مطمئنين . فاخذوا الفضة و فعلوا كما علموهم فشاع هذا
القول عند اليهود الى هذا اليوم ( متى 28 : 12 – 15 ) .
وصلتنى بالبريد الالكترونى
تعليق