الجزء


والآن، بعد أن انتهى كل شيء علي أن أسرد قصتي، لن أكون الأخير الذي يحكي قصتي هذه، ولكني سأكون مختلفًا، فأنا 3أعلم أن الأصدقاء، بل والأعداء، يرغبون دائماً \\في أن يحكوا قصة المنتصر، وسيفعلون ذلك، بل وربما السماء نفسها ستكلف من يحكي تلك القصة لسكان الأرض، وذلك ليتعرفوا على ذلك المنتصر مبعوث السماء.
أما أنا، فقصتي تختلف، لن يكون بطلها ذلك المنتصر فقط، ولكني أيضًا سأضع بجانبه من حاول أن يعمل في نفس القضية، ولكن جانبه التوفيق.
فقد كان على ما يبدو للناظرين، هو الأجدر بهذا النجاح، ولكنه ... فشل ... وسقط.
وعلى ما يبدو أني سقطت معه...
رغم أني كنت أريد النجاح .... ولكن...
على أي حال ... سأقص قصتي، ولا أدري إذا كان أحد سيسمعها، فقد صرت منبوذًا من الجميع ... حتى من نفسي.

سأقصها .... لنفسي، والآن من أين أبدأ؟ من بيت عبرة؟ حيث كان يوحنا يعمد؟ ربما تكون تلك البداية جيدة.

كنت مثل كل اليهود أحلم وأنتظر المسيح في بيت عبرة، ذلك المنقذ العظيم، وقالوا أنه جاء في شخص ذلك الرحل المسمى “يسوع”
وعندما رأيت “يسوع” هذا ... أكتشفت أني أعرفه، هو ابن ذلك النجار الذي كان صديق والدي وشريكه في العمل، حيث كان النجار يشترك مع تاجر الجلود في صناعة الأحذية، وقد كان أبي تاجر جلود وعاش في الناصرة، وهناك تصادقنا أنا و”يسوع” الذي كان في مثل عمري تقريباً،
المسيح، قد كان هو نفس الصبي المسمى “يسوع” والذي عرفته منذ حداثتي.
والآن بعد أن صار شابًا يافعًا، هل يمكن أن يكون هو من تحلم به اسرائيل وتنتظره؟ ... وهل يمكن أن تكون شهادة النبي يوحنا عنه صحيحة؟!
حينئذ وجدت نفسي في صراع...
بين أن أتبعه وأترك كل شيء، أو لا أتبعه.
**
سرت معه، تحدثت معه، وجدته يعرف هدفه، ورؤيته أن يتمم مشيئة الآب السماوي، يعرف كيف يطبق الشريعة، ويسير وفق ما يريده الله.
يرى الشريعة ليس وفقًا ما يشرحه الكتبة والفريسيون المتدينون، ولكنه يفهمها مثلما كُتبت، بلا وضع وصايا زائدة تُعطي عقبات في التطبيق، ولكنه أيضًا لا يساوم في التطبيق.
بل كان يستلهم المعنى من خلال تواصله المباشر مع الآب.
كلما عرفته أكثر، شغفت به أكثر وأكثر، كان مثيرًا للأعجاب، والخوف أيضًا...
ولكني كنت أؤمن به...
وأشعر في داخلي أنه هو المُنتظر...
ولكن ... أنا لم أعتد على الاعتماد على الشعور في تحديد المصير.
لذلك سوف أتبعه ... دون أن أترك كل شيء، فهناك منافس له يحاول ان يصل لنفس الحلم الذي يحلم به كل اسرائيلي مخلص، وهو أن يرد الملك لابن داود،
سوف أتبعه دون أن أترك الحلم الذي يحلم به ذلك الآخر، “باراباس”، هو أيضًا لديه رؤيته وهدفه، ويعرف الطريق جيدًا، لذلك لن أترك أيًا منهما، فمن يدري ما قد يحدث.