تلك هي أسماء السلم الموسيقي بالحروف العربية ، فلقد عرف العرب الموسيقة بأشكالها منذ الحقب الأولى للتاريخ ، لكن أيضا عرفها قبلهم الفراعنة وبلاد ما بين النهرين ، وإذا دققنا في الكتاب المقدس سنجد ان الموسيقى قد ذكرت في الأصحاحات الأولى لسفر التكوين فنجد في الأصحاح الرابع والعددين الحادي والعشرون والثاني والعشرون ، فنجد الأخوين (يوبال وتوبال) الذان كانا أول من صنع واستعمل الألآت والموسيقية ، وتوالى تطور فن الموسيقي في استحداث وابتكار المزيد من الالات الموسيقية وطرق العزف وقوانينها، ولكن كان الإستخدام الرئيسي في هذه العصور المبكرة قاصرا على الأغراض ذات الطابع القبلي والديني وليس الفن بحد ذاته.
لكنني هنا سأتوقف عند الموسيقى الكنسية وهى ما يهمني بالأكثر ، وبالتأكيد تهم كل مرتادي الكنيسة في كل مكان وزمان، فعلى الرغم من تكرار ذكر اسماء الألات بأنواعها التي عرفت في ذلك الوقت (قبل ميلاد المسيح) وعلى الرغم من كل ذلك إلا انه وفي وقت من الأوقات ناقشت الكنيسة قضية جواز استخدام الموسيقى في العبادة الكنسية !! ولكن حمداًلله فقد تم حسمها حالياً في معظم الكنائس حيث سمحت للأدوات الموسيقية أن تأخذ دورها من جديد في قيادة العبادة من خلال نوتة موسيقية راقية تليق ببيت الرب.
لكن ومع مرور الزمن ومع استحداث المذيد من أدوات العزف والتطور المذهل في الآلآت الصوتية أصبحت الكنيسة تعاني من الضوضاء الصوتية المرعبة التي أصبحت تحاكي الفنون الدنيوية. فقد أصبحت الموسيقى هي الأساس في العبادة بديلا للتراتيل الروحانية الشجية لدرجة اننا تعودنا على الصخب الموسيقي بكافة أشكاله بل وأحببناه!! نعم احببنا الصخب! ولم لا؟ وقد أصبح الصخب جذءاً أساسيا من حياتنا ، وترعرعت الضوضاء في داخلنا هذه الأيام.
صديقي قائد التسبيح ، عزيزي العازف ، أخي المرنم ، يا فنيي الصوتيات ... مهلاً مهلاً.. فليس بالصوت وحده يرتل الإنسان
وأخيراً يإخوتي الأحباء العازفين والفنيين ، العابدين والعابدات ، المسبحين والمرنمات "اسْجُدُوا لِلرَّبِّ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ. ارْتَعِدِي قُدَّامَهُ يَا كُلَّ الأَرْضِ." مزمور 96: 9