إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

    الاثنين 26 ديسمبر 2005

    كونوا قديسين


    --------------------------------------------------------------------------------
    ولا تنجسوا أنفسكم بدبيب يدب على الأرض. إني أنا الرب الذي أصعدكم من أرض مصر ليكون لكم إلهًا. فتكونون قديسين لأني أنا قدوس ( لا 11: 44 ، 45)

    يا لها من نعمة! إذ نتأمل في تنازل الله بهذه الصورة، حتى أنه يوحي لشعبه شريعة من جهة دبابات الأرض. فهو لا يترك شعبه يتخبط في دُجى أفكاره ولو من جهة أمر بسيط كهذا، بل يتنازل لإرشادهم عن دبيب الأرض بحيث يحوي "دليل الكاهن" تعليمات عن كل شيء يخطر على البال، فلا يمس شعبه أو يذق أو يجس شيئًا نجسًا على الإطلاق، لأن الشعب لم يكن خاصة نفسه بل خاصة الرب. فلم يكن لهم الحق أن يفعلوا ما شاءوا، أو يسيروا كما حسن في أعينهم، بل كما يريد الرب، لأنهم شعبه الخاص، وقد دُعيَ اسمه عليهم وهم مُنتسبون إليه. فلم يكن لهم قانون غير كلمته تعالى في كل أمر، ومنها يعرفون كل شريعة للبهائم والطيور والأسماك والدبيب، فلم يكن لهم الحق أن يفتكروا بحسب أفكارهم، ولا أن ينقادوا لأهوائهم أو يسترشدوا بأذهانهم، بل في كل أمر، كلمة الله وحدها هي دليلهم. فيمكن للأمم الأخرى أن تأكل ما يحلو لها وتذوق ما تشاء، أما شعب الرب فامتيازه السامي أن لا يتناول إلا ما يختاره له الرب.

    ومما يجدر بنا معرفته جيدًا أن قداسة شعب الله وانفصالهم عن كل نجس، مبنيان على انتسابهم إليه تعالى، لا على المبدأ الفريسي «قِف عندك. لا تَدنُ مني لأني أقدس منك» ( إش 65: 5 )، بل على قوله له المجد «أنا قدوسٌ» وكل الذين ينتسبون إليه يجب أن يكونوا قديسين. ويليق بالله من كل الوجوه أن يكون شعبه قديسين «شهاداتك ثابتة جدًا. ببيتك تليق القداسة يا رب إلى طول الأيام» ( مز 93: 5 )، لأنه ماذا يليق ببيت الله سوى القداسة.

    وإذا سأل أي إنسان أحد أفراد شعب إسرائيل وقتئذ «لماذا تتجنبون الدبابات التي تدب فوق الأرض؟» فجواب الإسرائيلي: "لأن الرب قدوس وأنا له، وقد قال لي لا تمس هذا. وطاعة لأمره أنا لا أتنجس به". وهكذا إذا سُئل المسيحي الآن: لماذا لا يستبيح كذا وكذا؟ ولماذا يتجنب ربوات من الأمور التي يستحلها غيره ويشترك فيها أهل هذا العالم؟ فجوابه الوحيد: "لأن أبي قدوس"، هذا هو أساس القداسة العملية الشخصية. وكلما زاد تأملنا في صفات الله، وتعمقنا في معرفة انتسابنا إليه تعالى في المسيح بقوة الروح القدس، كلما ازددنا قداسة بالضرورة.

    ماكنتوش
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #32
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

      الثلاثاء 27 ديسمبر 2005

      أنا آتي سريعًا


      --------------------------------------------------------------------------------
      أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لينظروا مجدي الذي أعطيتني، لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم ( يو 17: 24 )

      «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا» ( يو 14: 3 ) هذا هو وعده الصادق الأمين، ونرى في يوحنا17: 24 نفس هذا الحق الثمين متكررًا، لا في صورة وعد، ولكن في صورة صلاة «أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لينظروا مجدي الذي أعطيتني» ( يو 17: 24 ). فهو يحملنا على قلبه باستمرار. شهوة قلبه أن نكون معه لنرى مجده. هذا هو المجد المُكتسب الذي مجّده به الله عن يمينه في السماء جزاء له لأنه مجَّده على الأرض ( يو 12: 28 يو 16: 16 ، 32؛ 17: 4، 5). فهو يطلب إلى الآب أن نكون معه في مجده «بعد قليل لا تبصرونني، ثم بعد قليل أيضًا ترونني، لأني ذاهب إلى الآب» (يو16: 16). سنكون معه ومثله في مجده الموهوب له. ويا له من فرح عميق سامٍ يملأ قلوبنا عندما نرى حبيبنا مُكللاً بالمجد والكرامة من أجل أنه احتمل الخجل والموت، بل يا له من سرور يُشرق في وجوهنا عندما تحدق أبصارنا فيه هناك. ستتثبّت فيه كل عين، وينسبي كل قلب بمجده وجماله. وهذا الفكر بأننا ما وصلنا إلى هناك إلا بسبب آلامه وخجله وعاره، سيشد أوتار قلوبنا لكي نعزف عليها أشجى الألحان وأرخم النغم وأعلاها.

      فلنا الوعد، ولنا الصلاة. وكلاهما يُظهر ما في قلبه من نحونا. فسبيلنا إذًا أن نستيقظ ونسهر، ونشتاق لمجيئه، ونحِّن لرؤياه، ونتوق للقائه. وهو لم يعيّن يومًا ولا ساعة، وغرضه أن نعبر الطريق منتظرين. فلا يليق بنا أن ننتظر صعابًا وتجارب وأهوالاً، ولا ننتظر الموت، ولكن ننتظره، ننتظر الرب نفسه. وهو آت، آت إلينا.

      وفي رؤيا 4 نرى الوعد وقد تم، والصلاة أُجيبت، والأشواق شبعت والإيمان الذي تمسك بهذا الوعد قد تحقق. ونرى مفديي الرب حول العرش، جالسين على عروش، ولابسين أكاليل، ساجدين عابدين. ومع أنه تخرج من العرش بروق ورعود وأصوات، ولكن لم تضطرب قلوبهم، ولم تنزعج حاسياتهم. ولماذا؟ لأنهم في البيت في الاطمئنان مع المسيح الذي حضوره جعل السماء بيتًا لهم. فالوعد قد تم، وفاز المسيح بمن هم موضوع محبة قلبه. سيأتي الرب بنفسه ويأخذ كنيسته إلى بيت الآب في الأعالي.

      داربي
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #33
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

        الأربعاء 28 ديسمبر 2005

        عاقل و جاهل


        --------------------------------------------------------------------------------
        رجلٍ عاقل، بنى بيته على الصخر .. رجلٍ جاهل، بنى بيته على الرمل ( مت 7: 24 ، 26)

        في هذا المَثَل نجد رجلين، كلاهما بنى بيته. ويبدو أن كليهما بنى في نفس البقعة، حيث أن البيتين تعرضا لنفس الظروف الجوية. ولم يذكر المسيح أي اختلاف بين البيتين سوى في شيء واحد؛ الأساس. والأساس كما نعلم هو شيء غير ظاهر. والذين لا يعنيهم سوى المظاهر، يعتقدون أن الأساس، لأنه غير ظاهر، فهو قليل الأهمية. لماذا يُتعبون أنفسهم إذًا بالحفر العميق في الصخر؟! إن البناء على الرمل أسهل. ثم إن الفارق بين هذا وذاك غير واضح للعين البشرية. ولكن هذا الفارق غير الظاهر وغير الملحوظ من الناس، كما سنرى فارق جوهري. وذلك الرجل الجاهل لم يقدِّر قيمة الأساس إلا عندما نزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط.

        مما سبق يتضح لنا أن الأهمية الأولى، ليس في أن تبني، بل يجب قبل الشروع في البناء، معرفة على أي أساس أنت تبني: هل أنت تبني على الصخر أم على الرمال؟

        وما هو الصخر الذي ينبغي أن نبني عليه حياتنا؟ يقول موسى قديمًا عن الرب «هو الصخر الكامل صنيعه» ( تث 32: 4 )، وهو ما يكرره سفر المزامير والأسفار النبوية ( مز 18: 2 ، 31؛ 95: 1؛ إش26: 4، 44: 8... إلخ)، بل ويكرره الرسول بولس في العهد الجديد «والصخرة كانت المسيح» ( 1كو 10: 4 ). فهل أنت تبني حياتك على الرب يسوع المسيح؟

        أما الرجل الجاهل، فقد بنى بيته على الرمل. والرمل هو أي شيء غير المسيح. فالجاهل إذًا شخص يختصر الطريق، ويتعجل البلوغ إلى الهدف. بكلمات أخرى هو شخص يتحاشى حمل الصليب لأنه مُتعب، ويبني حياته على الرمال، فالبناء عليه أسهل. لكننا نرثيه بكلمات إرميا النبي «وماذا تعملون في آخرتها؟!».

        إن هذا الرجل هو مثل عيسو أخي يعقوب الذي لم يكن يعنيه سوى حاضره ويومه، لا غده ومستقبله. لقد أراد عيسو بركات الله دون معرفة الله. فمع أن «معرفة القدوس فهم» ( أم 9: 10 )، إلا أنها مُكلفة إذ ستقود حتمًا إلى التوبة ونبذ الخطية. لقد أراد عيسو بركات الله جنبًا إلى جنب مع الخطية. وهكذا الرجل الجاهل هنا تحاشى التوبة التي يكني عليها في المَثَل بالحفر في الصخر، فتحوّل بيته إلى قبر!

        يوسف رياض
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #34
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

          الخميس 29 ديسمبر 2005

          أعظم المولودين من النساء!!


          --------------------------------------------------------------------------------
          وبينما ذهب هذان، ابتدأ يسوع يقول للجموع عن يوحنا... الحق أقول لكم: لم يَقُم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان ( مت 11: 7 - 11)

          لقد نطق الرب بأعظم كلمات المديح والتقدير عندما وصل يوحنا إلى مستوى أدنى من مستواه العادي، وكان في حالة الضعف.

          ـ لكن، هل تعني حقًا أيها الرب القدوس، أن هذا الشخص أعظم المولودين من النساء؟!

          ـ يُجيب المسيح على الفور: لا شك في هذا.

          ـ لكنه قد تساءل عما إذا كنت أنت هو المسيا.

          ـ أنا أعلم هذا

          ـ كيف تقول إنه يماثل موسى وإشعياء ودانيال؟ هل شكّ فيك هؤلاء كما شكّ هو؟ وكيف تقول إنه ليس قصبة تحركها الريح، مع أنه الآن فقط أعطى علامة واضحة كل الوضوح على أنه قد عصفت به عواصف الشك واليأس؟

          ـ يُجيب السيد: إن السماء لا تحكم بمقتضى العواطف العابرة، بل بمقتضى حياة المرء بصفة عامة، لا بمقتضى عبارة شك قد بعثتها حوادث يمكن تعليلها، بل بمقتضى نفس الإنسان التي في داخله، والتي هي أعمق من العواطف، كما أن قلب المحيط أعمق من الأمواج التي على سطحه.

          نعم، إن الرب يحكم علينا بمقتضى ما هو أعمق وأثبت في داخلنا، بمقتضى المَثَل الأعلى الذي نحاول أن ندركه، بمقتضى برعم الإمكانيات الذي لم يتفتح بعد ولم يدرك بعد حتى بواسطتنا نحن أنفسنا.

          هنالك مَثَل مُشابه لهذا الحادث في العهد القديم. عندما نلتقي في بداية الأمر بجدعون في موقف ليس له شأن عظيم، إذ نجده يخبط حنطة في المعصرة لكي يهرّبها من المديانيين. لم يكن في هذا المظهر عمل جليل أو ذو شأن خطير. ومع ذلك فإن ملاك الرب عندما ظهر له، قال له: «الرب معك يا جبار البأس» .. جبار البأس! إننا أولاً نجد عدم تناسب بالمرة بين هذه التحية العظيمة وبين سلوك الرجل الذي وُجهت إليه. والنظرة الأولى لهذه التحية تعطي فكرة أنها مُبالغ فيها جدًا. لكن الحوادث التالية برهنت على أنه كان جديرًا بكل حرف فيها، فقد كان جدعون جبار بأس، وكان الله معه. لقد قرأ ملاك الرب ما كانت تخبئه الحادثة الظاهرية العابرة، ورأى من وراء مظهر الرجل العادي بطلاً عظيمًا كان ينتظر أن تكشف الأيام عن حقيقته.

          ف. ب. ماير
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #35
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

            الجمعة 30 ديسمبر 2005

            الله لم يعطنا روح الفشل


            --------------------------------------------------------------------------------
            وقال داود في قلبه: إني سأهلك يومًا بيد شاول، فلا شيء خيرٌ لي من أن أفلت إلى أرض الفلسطينيين ( 1صم 27: 1 )

            عندما تسمح لروح الفشل أن يكون رفيقًا لك، فالتلذذ بصوت التعزية يُمنع عنك، وكلمات التشجيع تضيع من قلبك. هذا ما حدث مع داود يوم تسرَّب إلى قلبه روح الفشل.

            ولعلنا نسأل: كيف يتسرب روح الفشل إلى حياة المؤمن، وكيف نمنع تسربه؟

            إن روح الفشل يتسرب لقلب كل مؤمن عندما تحيد عيناه عن الرب مُحدقة في خطر ما، بدلاً من التمسك بالمواعيد الإلهية، وعندها يبدأ المؤمن بالشك في محبة وقدرة الرب، فتكون لغة قلبه: «قد تركني الرب، وسيدي نسيني» ( إش 49: 14 ). وكما تكلم داود لنفسه قائلاً: «إني سأهلك يومًا بيد شاول»، فكان صوت الفشل يقول لداود: لا جدوى من الاستمرار والصمود والثبات أمام مطاردة شاول، لا أمل في المملكة. وفي هذا الجو الكئيب لقلب فاشل يأتي العدو هامسًا وكأنه يقول لداود: لقد أضعت سني شبابك، وعشت مُطاردًا بلا مأوى، وتعبت باطلاً بلا جدوى، فاترك الآلام، والصبر والانتظار، واذهب إلى أرض الفلسطينيين، هناك تجد أمنك، ويد شاول لن تصلك .. ألا تجد أخي المؤمن ذات الهمسات من العدو لإفشالك وإبعادك عن إلهك. إن روح الفشل يقودك لحل أزمتك خارج أرض طاعتك للرب، ويرسم أمنك بعيدًا في أرض عصيانك، وهكذا تخدع نفسك.

            ولكن تذكَّر أخي المؤمن أن أفكارك وظنونك الخاطئة، وهمسات العدو الخبيثة، كلها تقود إلى الفشل والإنحناء، لكن ليست هذه طريقة الرب معنا، بل بالعكس «لأن الله لم يُعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنُصح» ( 2تي 1: 7 ). الله لا يُرسل أفكار مُرعبة ومُزعجة لتقود قلبك للإنحناء، بل هو إله كل تعزية. هو يعطي روح القوة المُعضدة لنفسك، ويرسل أشعة محبته لطرد برودة قلبك، ويعطيك روح النُصح أي التعقل والبصيرة والحكمة لفهم الأمور المُحيطة بك. فلا تسمع لصوت الفشل، بل اسمع صوت الرب قائلاً: ارجع فأنا ملاذًا لك «لا تخف لأني فديتك. دعوتك باسمك. أنت لي. إذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تُلذع، واللهيب لا يحرقك. لأني أنا الرب إلهك ... مُخلصك» ( إش 43: 1 - 3).

            ميشيل نويصري
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #36
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2005

              السبت 31 ديسمبر 2005

              المذبح الذي رمَّمه إيليا


              --------------------------------------------------------------------------------
              وبنى الحجارة مذبحًا باسم الرب، وعمل قناة حول المذبح ... ثم رتب الحطب وقطَّع الثور ... وقال: املأوا.. ماء وصبوا على المُحرقة وعلى الحطب ( 1مل 18: 32 ، 33)

              المذبح، الذي أصعد عليه إيليا المُحرقة، يتكلم عن السجود. ولا سجود حقيقي بالانفصال عن الذبيحة. والقناة التي حُفرت حول المذبح، تتكلم عن الانفصال عن كل تقليد بشري أو ديانة جسدية. وفي ترتيب الحطب نرى أن السجود يجب أن يكون بترتيب وتمييز، لأن إلهنا ليس إله تشويش. والذبيحة كانت ثورًا، وقد قطّعه ووضعه على الحطب، وهذا ما نقرأه عن المُحرقة في لاويين1، أنها كانت تُقطع إلى قطعها لكي تُستعرض وتنكشف كمالات الذبيحة التي تُشير إلى شخص المسيح في كمالاته وطهارته وطاعته وتقواه. لقد وضع الذبيحة التي ستنزل عليها النار، وما كان ممكنًا أن تُسترد الشركة والعلاقة بين الله وشعبه إلا عندما تُقبل الذبيحة المناسبة من الله، والله يصادق عليها بأن يُرسل نارًا من السماء. ولقد كان المسيح هو الذبيحة الحقيقية، وليس الرمزية، الذي قدَّم نفسه لله بلا عيب، والله قَبَل ذبيحته ورضيَ عنه.

              ثم طلب إيليا ماءً، ليس لكي يشرب، وإنما ليسكبه للرب على المذبح. وقد طلب أربع جرّات ثلاث مرات حتى فاض الماء وغطى المذبح وملأ القناة التي عُملت حول المذبح.

              يبدو في ظاهر الأمر أن إيليا كان يتحدى الظروف ويوجد الصعوبة على أشدها أمام الله والشعب. ولكن هناك درس آخر. لقد كان الماء سلعة نادرة جدًا في ذلك الوقت بعد انقطاع المطر ثلاث سنين وستة أشهر. وربما بعض الذين حضروا كانوا قد أحضروا معهم هذه الجرار للاستعمال الشخصي. على أي حال كان طلبًا عزيزًا أن يصبوا هذا الماء على المذبح بهذه الكميات. وفي هذا درسٌ لنا؛ أن نضع كل ما نملك وأعز ما نملك على المذبح. قال الرب قديمًا لإبراهيم: «خُذ ابنك وحيدك، الذي تحبه، إسحاق ... وأصعده هناك مُحرقة على أحد الجبال» (تك22). هذا هو التكريس الذي يطلبه الرب منا. وإذا كان أغلى شيء عند الإنسان هو جسده، فإن الرسول يقول: «فأطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله، عبادتكم العقلية» ( رو 12: 1 ). قد يقدم الإنسان عطايا مادية، أو يقدم بعض المجهود أو الوقت لأجل الرب، ولكن الرب يريدنا نحن أنفسنا. يريد أجسادنا وأعضاءنا أن تكون آلات بر له.

              محب نصيف
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق

              من قاموا بقراءة الموضوع

              تقليص

              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                معلومات المنتدى

                تقليص

                من يتصفحون هذا الموضوع

                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                  يعمل...
                  X