إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

    الثلاثاء 29 يونيو 2010

    ستفهم فيما بعد

    لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع، ولكنك ستفهم فيما بعد ( يو 13: 7 )

    نعم أيها القارئ المحبوب سنفهم فيما بعد، ونقدِّر كل معاملات الله معنا، سنعود عندئذٍ ونراجع ماضي تاريخنا فنرى في النور الساطع من محضره المبارك أن أشد ضربة هَوَت على رؤوسنا كانت أعظم مظهر لمحبته في ذلك الوقت. ربما استغربت مرثا ومريم لمّا سمح الرب للموت أن يدخل دارهما. لا ريب أنهما انتظرتا يومًا فيومًا وساعة بعد أخرى، وفي كل لحظة مجيء صديقهما إليهما، ولكن عوضًا عن ذلك ظل بعيدًا، فدخل الموت وخابت الآمال. لماذا كل هذا؟ فلنسمع الجواب من فم سيدنا المبارك: «قال لهم: لعازر حبيبنا قد نام، لكني أذهب لأُوقظهُ». فما أرق هذه العواطف!! يا لها من نعمة بادية في هذه المحبة!! ما أحسن الصِلة التي بينه وبين عائلة بيت عنيا وبين تلاميذه أيضًا «لعازر حبيبنا قد نام». ويا له من نوم لطيف هادئ! فالموت ليس بموت في حضرة رئيس ورب الحياة، وما القبر إلا مضجعًا هانئًا «ولكني أذهب لأُوقظهُ». ولو لم يكن لعازر قد مات ما هطلت تلك الألفاظ العذبة من فم السيد. حقًا إن ”نهاية الإنسان بداية الله“، فنرى أن القبر قد أفسح المجال لظهور الله أكثر كثيرًا من فراش المرض.

    هذه هي العِلة في تباعد الرب يسوع عن أحبائه الأعزاء. قد ترقب سنوح الفرصة المُلائمة، وهذه لا تكون إلا برقاد لعازر في القبر أربعة أيام، وقد باد كل رجاء وتجلى أن كل الوسائط والطرق باطلة «أنا أذهب ـ لا لأقيمه من سرير المرض ـ بل لأُوقظه». فقد خلا الجو من يد البشر ليشرق مجد الله في ملء سنَائه.

    وأَمَا هو خير لنا أن يخلو المشهد من الخلائق كلها؟! أ ليست رحمة وبركة، بل رحمة واضحة وبركة جلية، رحمة صادقة وبركة محسوسة، أن تتلاشى كل الدعائم البشرية وأن يبيد كل رجاء، فيهتف الإيمان هتاف الواثق المتأكد.

    وإن كانت الطبيعة ترفض ذلك، والقلب البائس يصبو إلى ما هو من الناس، ويتوق إلى المنظور، ولكن الإيمان يجد كل لذته ومُنتهى بهجته في الاتكال المُطلق الثابت الدائم على الله وحده دون سواه.

    في وادي المنيَّةْ لا أرهبُ البليَّةْ ففيكَ نُصرتي
    يا ربُّ أنتَ قُربي فيكَ عزاءَ قَلبي
    وخيرُ ربي يتَبعْ والنَّفسُ مِنهُ تَشبَعْ هوَ سعادتي
    أسكُنُ بيتَ ربي لي فيهِ كلُّ الحُبِّ

    ماكنتوش
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #32
      رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

      الأربعاء 30 يونيو 2010

      الأب المُحب

      فقام وجاء إلى أبيه. وإذ كان لم يَزَل بعيدًا رآه أبوه، فتحنن وركض ووقع على عُنقِهِ وقبَّله ( لو 15: 20 )

      من رؤية الأب لابنهِ وهو لا يزال بعيدًا، نستنتج أن الأب كان واقفًا يترقب رجوع ابنه الضال. ويا لها من محبة أبوية عجيبة جدًا، ففي كل الوقت الذي كان الابن ضالاً عن أبيه في تلك الكورة البعيدة، كان الأب متطلعًا بشوقٍ شديد إلى رجوع ذلك الابن. حقًا إن قلب الله وأحشاءه لا تستريح إلا برجوع الخاطئ إليه، لأنه لا يشاء أن يهلك أحد بل أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون.

      ثم كأني أرى منظرًا عجيبًا تندهش له الملائكة، فهوذا الأب الطاهر القدوس يركض ويقع على عنق ذلك الابن الراجع بثيابه الرثة وبرائحته الكريهة ونجاسته وأوحاله التي جاء بها من رعي الخنازير وسط تلك المستنقعات القذرة. حقًا إنه لمنظر عجيب! إذ لا ينتظر الأب حتى يصل ذلك الابن الدَنس إليه، بل يركض هو إليه ويقع على عنقهِ ويُقبّله. فلا نرى في وجه الأب أقل امتعاض، ولا نسمع منه كلمة زَجَر أو توبيخ لذلك الابن العاصي، بل على العكس نرى ترحيبًا كاملاً، ونسمع صوت القُبلات الحارة المنبعثة من قلب يفيض بالحنان الأبوي لذلك الابن الأثيم، الذي لا يستحق بحسب الطبيعة إلا انسكاب الغضب الإلهي عليه. يا ليت كل خاطئ يتأمل مليًا في هذا المنظر العجيب، منظر محبة الله للخطاة، فيتشجع ويرجع بكل قلبه إلى الله الذي لم يشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين.

      لقد اعترف ذلك الابن الراجع إلى أبيه بقوله: «يا أبي، أخطأت»، غير أن قلب الأب الفائض بالإحسان إلى ابنه لم يمهله حتى يكمل اعترافه، بل «قال الأب لعبيده: اخرجوا الحُلَّة الأولى والبِسوه». لا شك أنه كان في بيت ذلك الأب الغني حُلل كثيرة، ولكنه من فرط محبته لابنه الضال، قد أعد له حُلَّة ممتازة «الحُلَّة الأولى»، ولا بد أنه أعدّها له في نفس الوقت الذي كان فيه ذلك الابن في حالة العصيان والتمرد. وقد حفظها له دون سواه، حتى بمجرد رجوعه قال لعبيده: ”اخرجوها والبسوه“. فهوذا الابن المسكين قد خلع ثياب النجاسة الرثّة، وألبسته نعمة أبيه ثوبًا جديدًا أعدّته له، ثوبًا لم يتعب في نسجه وإعداده، ولكن الأب هو الذي أعدّه، وهو الذي استخدم وسائط النعمة (المرموز إليها بعبيده) فألبسته ذلك الثوب الفاخر وتلك الحُلَّة الأولى التي لا نظير لها في بيت الأب.

      وليم كلي
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #33
        رد: من "طعام وتعزية" - يونيو 2010

        في وادي المنيَّةْ لا أرهبُ البليَّةْ ففيكَ نُصرتي
        يا ربُّ أنتَ قُربي فيكَ عزاءَ قَلبي
        وخيرُ ربي يتَبعْ والنَّفسُ مِنهُ تَشبَعْ هوَ سعادتي
        أسكُنُ بيتَ ربي لي فيهِ كلُّ الحُبِّ
        حقيقي رائعة جدااااااااااااا
        ما اجمله طعام وتعزية


        تعليق من الشيخ
        الرب يباركك أختنا Camelia
        التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ; الساعة 04-07-10, 04:47 AM.

        تعليق

        من قاموا بقراءة الموضوع

        تقليص

        الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

          معلومات المنتدى

          تقليص

          من يتصفحون هذا الموضوع

          يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

            يعمل...
            X