إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ابو حمادة - قصة مسلسلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    مشاركة: ابو حمادة - قصة مسلسلة

    {12}



    طعم المرار هو ذلكالشعور الذي كان يشعر به بعد أن رجع أبو حمادة إلى بيته، كان يشعر بخيانة أصدق أصدقاءه... من أقتسم أكله وشربه, من تعاهد معه على الحلوة والمرة... ها هو يبيعه بمثل هذه السهولة... نظر أبو حمادة إلى يده المربوطة بعد أن ازال الصليب منها... لم يدر لماذا شعر بالألم منها في هذه اللحظة... شعر بها وكأنها تحترق فأمسك بها بيده الأخرى وضغط بشدة مع دقات قلبه المتسارعة... دخل الشقة ليجد أم حمادة في استقباله لترى وجهه المكفهر... لتسأله عن سبب هذا الأمر فما كان منه إلا أن صرخ في وجهها

    - لقد تسببت في إهانة أبي وأمي...

    - عمن تتكلم ... هل أنا الذي فعلت هذا الأمر؟!!

    أجاب باكيا:

    - بل أنا ... لقد تركت أبي دون أن يعرف حجم محنتي... وتكاثر عليه المدينين ... ليهددوه

    نظرت ام حمادة إليه في تفكير, ثم قالت

    - كم تريد لتحل المشكل من جذوره؟

    - حوالي مائة الف جنية

    فوجئت أم حمادة بالرقم...

    - هذا مبلغ ضخم بالنسبة لمشروع صغير في بلدة صغيرة مثل بلدتك

    - انه الربا اللعين

    حسناً ... ربما أجد معي هذا المبلغ... ولكن علي أن أبعث لأبو حمادة حتى يرسل مزيداً من المال يعوض هذا المبلغ المنصرف , حتى نستطيع أن نصرف من جديد على أنفسنا ... ومن جديد شعر أبو حماة ببعض الألم في يده المربوطة ليمسك بها ولكنه يصرخ في سعادة

    - هكذا تكون الزوجات ... وتقدم تجاتهها ... لكنها أوقفته بحركة من يدها وقال

    - ولكن ... ما سوف أعطيه لك ستكتب به إيصال أمانة... فلا يأتي وقت وتتركني فيه بعد أن تأخذ مني أموالي ... هذه حقوق حمادة, وزوجي يعمل ويتعب ليوفرها ... وأنا لا أريد أن أفقدها وفي نفس الوقت أفقدك

    نظر اليها أبو حمادة بعتاب وقال

    - هل تظنيني هذا السوء ... جرجس لا يمكن أن يخون أبداً

    ابتسمت ساخرة وقالت

    - هل نسيت ... لست جرجس ولكنك أبو حمادة

    وشعر جرجس بلهيب نار ينبعث من يده المحترقة... ولكنه بسرعة أمسك الورقة والقلم وقال

    - هاتي ايصال الأمانة لأمضي عليه... علي أن أذهب لأنهي هذه المسألة في بيتنا وأرجع لك بسرعة.



    انتظر قريبا الفصل الثالث عشر
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

    تعليق


    • #17
      مشاركة: ابو حمادة - قصة مسلسلة

      {13)



      "كم أشتاق الى ذلك اليوم الذي يجمعنا معا من جديد يا زوجي العزيز... ولكني أعرف أنك تحلم بمستقيل أفضل لي ولك ولولدنا الحبيب حمادة ... هل تعرف لقد اصبح عمره ثلاث سنوات, ودائما أقول له أن له أب عظيم سافر لكي يصنع مستقبله...ولن استطيع أنا أن أثنيه عن العدول عن هذه الطموحات... فأنا أعرفك كثيرا يا أبو حمادة طالما قررت عمل لا تسكت إلا عندما تكمله تماماً ... لذلك لن أطلب منك أن تأتي الينا هذا الصيف ... فأنا أعرفك أنك لن تفعل ... على أي حال استغلال شهر في العمل ربما يقرب لقاءنا سنوات وسنوات ...

      حبيبي الغاتب ... لقد وجدت قطعة أرض نستطيع أن نبنبي عليها حلمنا ... وهي رخيصة جدا ... ثمنها مائة الف جنية مصري ... سأسحب من البنك واشتريها وأعرف أنك ستعوضها سريعا ... دمت لنا حبيبي يا أغلى من أحببت

      ...حبيبتك المخلصة أمينة "



      كان أبو حمادة الأصلي يقرأ هذا الخطاب للمرة العاشرة وهو يتذكر زوجته الجميلة ذلك الملاك الصغير... كم اشتاق اليها ولكنه تذكر أنها وصفته بالعند والاصرار على تحقيق الأحلام ... لذلك ذهب من جديد الى رئيسه ليقول له

      - لقدر قررت الغاء الاجازة سيدي ... سأبقى لأستمر في عملي

      - لماذا يا احمد... انت لم تأخذ أجازتك منذ أن أتيت... أذهب الى بيتك لتأكل وتشرب بعد أن صمت طوال هذه السنوات

      - لا بأس سيدي ... سنة أخرى وأخذ أجازتي ... لقد جدت ظروف

      - ما هذه الظروف التي تحرمك من وليدك ومن زوجتك , العمر يمضي يا ولدي وينسرق منك ... ارجع وتمتع بما لك قبل أن يفوت الاوان

      - لم يأن الاوان بعد يا سيدي ... التزامات جاءتني وأريد اتمامها ... سيدي ... أنا أريد أن اعمل ورديتين في وقت أجازة العمال ... انت بالتأكيد تحتاج الى عمال اضافيين

      - افعل ما بدا لك يا بني



      رجع ابوحمادة الأصلي وهو ينظر الى خطاب زوجته الحبيبة في شوق بينما ينظر صاحب العمل اليه في حسرة ... لقد أحب صاحب العمل الرجل لقد كان امينا ومخلصا ومثابرا ... يصعب تعويضه ... ولكن كان يشعر ان نهاية هذا الجهاد خيبة لم يدر لماذا , ولكنه كان يشعر بهذا



      وفي شهر الأجازة الذي كان من المفروض أن ينزل ابو حمادة فيه الى مصر زاد الرصيد في البنك بأكثر من عشرة آلاف جنية بعد ان سحبت أم حمادة المائة الف واعطتهم لرجلها الجديد.



      (يتبع)
      أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
      Emad Hanna

      تعليق


      • #18
        مشاركة: ابو حمادة - قصة مسلسلة

        (14)

        خلع صديقنا رداء أبو حمادة ولبس رداء جرجس وفي يده مائة الف جنيه... وذهب الى بلدته ليسدد ديونه الكثيرة، كانت في داخله مشاعر كثيرة ... كان يشعر بالفرحة لإمكانية سداد الدين ولكن كان يشعر بالألم لذلك الثمن الذي كان عليه أن يسدده مقابل هذه الأموال ... لم يكن يشعر بالألم تجاه علاقته بأم حمادة... فقد كانت سيدة جميلة وهو يكون سعيدا في رفقتها، وابنها حمادة نسي تماماً أنه ليس أبنه ... فقد أحبه كثيراً... لقد كان ولداً وديعاً ودودا ... ولكن كان يشعر بألم في يده، ذلك الألم الذي شعر به وهو يحرق يده حتى ينزع الصليب من يده , ولم يدر ما الذي يتعبه أكثر ألم نزع الصليب من حياته أم حرق يده.

        وصل الى بلدته في الفجر وكان اليوم أحد ...وفي الطريق الى بيته رأي كنيسة مار جرجس التي في أول الشارع تدق الأجراس معلنة بدء صلاة القداس ... دخل الى حوش الكنيسة ليجد المعلم فانوس ذلك الرجل الضرير جالسا بجوار سبت القربان وكان قد شعر بالجوع فامتدت يده في جيبه ليخرج عملة معدنية صغيرة ويتجه الى عم فانوس ليشتري قربانه يسد بها جوعه.
        - صباح الخير يا عم فانوس
        - صباح الخير يا ولدي
        - أريد قربانه
        - من يكلمني ... صوتك ليس غربباً عني
        - أنا جرجس يا عم فانوس
        صرخ فانوس
        - جرجس بن عم بولس ؟ بركة يا ولدي انك رجعت بالسلامة ... لماذا تركتنا هكذا..
        - هل يمكن أت تعطيني قربانه يا عم فانوس ...؟ أنا جائع
        - جائع للطعام يا ولدي أم جائع للقربان ... على أي حال خذ قربانة يا ولدي
        - شكرا يا عم فانوس ... كيف حال ابنك داود
        - ينتظر رجوعك بفارغ الصبر يا ولدي
        ابتسم جرجس ساخرا فقد كان داود ابن فانوس أحدالتجار الكبار على الرغم من بساطة والده... وكان مدينا له بمبلغ كبير إذ أنه هو أول من ابتكر فكرة الربا المقنع ... كان يعطي فلوس للتجار حتى يشترون بضاعتهم نظيرهامش ربح كبير كنوع من المشاركة في الربح ... ولكنه في الواقع كان جباراً ينتهز فرصة احتياج الناس ويطالب بهامش ربح من المستحيل أن يتحقق ولكن الجميع كان يدفع صاغراً نظرا للاحتياج. وكان جرجس من هؤلاء الذين وقعوا في هذا الشرك فتضخمت ديونه بسبب هذه المشاركة الغير أمينة. مد جرجس يده بالعملة المعدنية الى عم فانوس وقال له
        - خذ يا عم فانوس
        - ما هذا يا ولدي
        - ثمن القربان
        - ومنذ متى القربان له ثمن يا ولدي
        - آسف أقصد تقدمة القربان
        - هذه المرة لن آخذ يا ولدي ... بركة رجوعك بالسلامة ... هل ستحضر القداس
        -نظر جرجس الى باب الكنيسة وشعر بالانقباض في صدره وقال ليس الآن يا عم فانوس ... لقد جئت لأسدد ديوني ... ووالدي ينتظرني
        - ابونا يوحنا حبيبك بالداخل ... وهو لا يحضر القداس كثيرا ... لقد كبر في السن جداً ولا يحضر الكنيسة الا نادراً ... أدخل يا ولدي لكي تفرحه بحضورك ... لقد كان يسأل عليك كثيرا ...
        - سأذهب اليه يا عم فانوس ... بالتأكيد سأذهب اليه لأعترف ... فهو أب اعترافي ... ولن أغادر البلدة حتى اجلس جلسة أعتراف يا عم فانوس
        - سيفرح ابونا كثيرا يا ولدي ...
        على أن أذهب الأن ... أخبر ولدك أن يأتي الى بعد صلاة القداس ومعه الشيكات لكي يحصل على أمواله بالكامل .
        - حاضر ياولدي
        ويغادر جرجس المكان ويتجه الى بيته ... ولحظات بسيطة ونسمع زغرودة كبيرة من بيت أبو جرجس ... أنها فرحة بسلامة الوصول.
        ***
        أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
        Emad Hanna

        تعليق


        • #19
          مشاركة: ابو حمادة - قصة مسلسلة

          (15)



          انتهزت أم حمادة فرصة ذهب رجلها الجديد الى بلدته وذهبت هي أيضا لتزور حماتها التي كانت تسكن في البدرشين... في الواقع كان الجميع يحب ام حمادة بسبب حلاوة لسانها وجمالها البسيط... وعدم تمردها أو تبرمها على المعيشة ... لذلك زيارتها كانت بالنسبة لهم يوم عيد ... إذ أنها تذكرهم بولدهم الغائب ويفرحون بالحفيد الذي هو صورة صغيرة من ولدهم...

          - تأخرت هذه المرة يا أمينة يا بنتي ... القاهرة أبعدتك عنا كثيرا

          - ماذا أفعل يا والدتي, أنا أعمل كل يوم لساعة متأخرة

          - ولماذا العمل يا بنيتي ... ولدي يرسل لك مبالغ كبيرة حتى لا تعملين

          - يا والدتي عندما أعمل أنا ويعمل هو يرجع بسرعة ... أما إذا صرفت ما يرسله فسيتغرب أكثر ... وأنا أريده أن يأتي سريعا حتى نستقر.

          - معك كل الحق يا بنيتي ... والآن خبريني عن أحوال القاهرة ... طبعا تذهبين كثيرا الى السيدة نفسية والى سيدنا الحسين رضي الله عنهم ...

          - بالطبع يا والدتي ... وايضا أصلي في السيدة نفسية باستمرار

          - سأحملك اماني يا بنيتي أن تدعي لي لدى السيدة نفيسة رضي الله عنها ... وألا تغيبي عني ... فأنا عندما أراك أرى فيك ولدي

          - بالتأكيد يا أماه أنا لا أستطيع أن أتسغنى عنك أبداً

          - هل ولدي يرسل لك خطابات ...

          ننظرت أمينة اليها ...أنها لم تخبره بعنوانها الجديد وغذا أرسل لها فسيكون قد أرسل لها على عنوانها القديم، من سيستلم خطاباته ... كيف تاهت عنها هذه الفكرة؟ ... نظرت الى حماتها وقالت ... بالتأكيد يرسل يا أمي ... وهو يسلم عليك كثيرا... وتغيرت ملامحها بعض الشيء ولكنها سيطرت على اعصابها .





          ومن الامارات رجع خطاب الى أبو حمادة الأصلي مكتوب على المظروف " المذكور غير عنوانه... لم يستدل عليه .... فنظر أبو حمادة الى المكتوب على الخطاب بمنتهى الدهشة.



          قريبا جزء جديد
          أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
          Emad Hanna

          تعليق


          • #20
            مشاركة: ابو حمادة - قصة مسلسلة

            sigpic
            بِسَلاَمَةٍ أَضْطَجعُ بَلْ أَيْضًا أَنَامُ، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ مُنْفَرِدًا فِي طُمَأْنِينَةٍ تُسَكِّنُنِي

            تعليق


            • #21
              مشاركة: ابو حمادة - قصة مسلسلة

              باركك الرب اخي عماد...
              ومنتظرين باقي القصه..

              صلواتي وحبي ليكم...

              تعليق


              • #22
                مشاركة: ابو حمادة - قصة مسلسلة

                شكرا لك عزيزتي ماري على تشجيعك لنا ...

                ***

                (16)



                كان الخواجة بولس والد جرجس حريصا جدا أثناء تسديد الديون التي لولده ... لذلك أراد اتخاذ بعض الاجراءات التي من شأنها تقليل حجم الديون قليلا والانتهاء من المشاكل تماماً لذلك قال لولده

                - لا تدفع ديونك بدون شهادة يا ولدي ... اليس كل المداينين من بلدتنا

                - اجل يا والدي ... بل وأغلبهم من قلب الكنيسة ...

                - إذا فسيكون السداد في حضور أبونا سمعان وشيخ البلد السيد حمدان ليكونان شاهدان على عملية السداد واجمع المداينين كلهم ليأكلوا معنا ويكون هناك عيش وملح لمنع أي عداوة في المستقبل

                نظر جرجس اليه، كان يريد أن يلف هو علىالمداينين وينهي المسألة مع كل واحد على حدة وينتهي الأمر بسرعة بدون تعقيدات وبدون كلام كثير ... ولكن الأمر خرج من يده ... وأراد أن يرضي والده فقال

                - كما تريد يا أبي ولكني كنت أحب أن يكون ابونا يوحنا معنا

                - لن يستطيع يا ولدي ... هو كبير في السن جداً وصحته ليست على ما يرام ... انهم يحملونه الى الكنيسة في جلسات الاعتراف لإصرار كثير من المعترفين أن يعترفوا عنده، ولكنه لا يستطيع أن يفعل شيء آخر.



                لم يرد جرجس ... ولكنه استسلم باستياء لهذا الأمر ... ثم قال:

                - متى سيحدث هذا الأمر ... أنني أريده أن ينتهي بسرعة حتى أرحل

                - ترحل اين يا ولدي ... لايوجد سبب لرحيلك ألم تسدد ما عليك؟

                لم يحاول جرجس أن ينظر الى والده حتى لا يعرف مكنونات قلبه... لقد كان يشعر أن والده يريد أن يخترق ملابسه بل وجلده حتى يفهم ولده جيداً ... كان بداخله تساءلات كثيرة لم يرد أن يسألها ولكنه لم يكن يتنازل عن أن يعرفها , وهو قادر أن يعرفها بعينيه فقط لذلك رد عليه دون أن ينظر اليه

                - لقد أصبحت مرتبطا بعمل يا والدي ... من هذا العمل استندت هذه النقود وعلي أن أسدها

                نظرات الشك التي كان والد جرجس ينظر بها اليه كانت تلهبه، وتوتر اعصابه ولكنه أكتفي بأن قال

                - يبدو ان صاحب العمل يحبك كثيراً ... لأنه أعطاك مبلغاً كبيرا وهو لا يعرفك الا في وقت قصير

                حاول جرجس من جديد أن يبعد عيونه عن والده ... وقال

                - ربنا يديم المحبة يا والدي

                - أجل يا ولدي ... ربنا يديم المحبة، لقد ظهرت اشساعات في البلدة أنك تملك نقودا كثيرة وهربت بها... ولم يصدق أحد أنك مفلس

                - دعهم يقولون ما يقولون يا والدي ... هذا أفضل من أن نقول أنني اقترضت المال

                - بل القرض أفضل من أن تكون حرامي يا ولدي أو مختلس لأموال الناس ... هل تظن أني سأرضى أن تدفع أموال الربا؟ ... لقد أحضرت ابونا سمعان والسيد حمدان لأنهما لن يقبلان بهذا الأمر وبالتالي ستسدد الذي أخذته فقط. ولن تدفع أي ديون ربا

                لمعت عينا جرجس وقد استحسن الفكرة التي ستوفر له الكثير من النقود ورفع يده نحو والده مستسحنا مقولته وقال :

                - سأترك لك الأمر يا والدي ... أفعل ما يحسن في عينيك

                نظر الخواجا بولس الى يد جرجس المحترقة وقال

                - ما هذ الحرق يا ولدي ... اين صليبك المدقوق ... هل نزعته عن جسمك

                وشعر جرجس برصاصة تخترق يده وبدا له أن يده احترقت لتوها... ليمسك يده بسرعه يحاول أن يخبئها من عيون والده وهو يقول

                - الصليب؟



                ***

                الى اللقاء في جزء جديد
                أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
                Emad Hanna

                تعليق


                • #23
                  مشاركة: ابو حمادة - قصة مسلسلة

                  (17)

                  لم يكن السيد احمد - والد حمادة الأصلي – يعرف أن زوجته تركت عش الزوجية، لم تخبره بذلك، لذلك فوجيء بالخطاب في يده، مكتوب لم يستدل بالعنوان... وعندما أتصل ببيت أبيه يسأل عن أمينة فوجيء أكثر أن أمينة تعمل, هي لم تقل له من قبل أنها تعمل... وشعر لأول مرة بالغضب منها ... شعر أن هناك شيئا غامضا في علاقتها معه... فهي تتصرف دون الرجوع اليه وهو زوجه ووالد ابنها وعائلها... طلب العنوان من عائلته فأعطوه عنوان بيت الطلبة التي أعطته لهم قديما... ومن جديد يحاول الاتصال ببيت الطلبة وليس من مجيب. مما زاد من علامات الاستفهام لديه. و بقيت علامات الاستفهام أياماً طويلة حتى وصله خطاب منها. ولكن ... بعد أن قرأ خطابها لم يشعر بالراحة....

                  فالزوجة كانت بدورها تحاول جاهدة تغطية السهو الذي حدث قبل أن يكتشف زوجها الأمر، ولكن كان لديها مشكلة أنها لم تكن تريد أن يعرف زوجها مكانها الجديد... كانت تخاف انه لأي سبب من الأسباب يرسل الى أمه بعنوانها فتجدها أمامها في أي لحظة...

                  لذلك عندما رجعت من بيت حماتها أسرعت تكتب لزوجها رسالة تخبره فيها أنها غادرت البيت لأن من في البيت ضايقوها وأنها سكنت في بيت طالبات بالقاهرة , والاتصال بها صعب جدا في القاهرة لذلك اقترحت عليه أن تكون المراسلات في بيت حماتها. وهي تذهب لتتسلم مراسلاتها. ولكنها لم تعط زوجها أي عنوان لسكنها الأمر الذي جعل زوجها يشعر بشيء غامض لأول مرة في علاقته معها... ولم يشعر بالراحة عندما وصله خطاب زوجته .

                  لم تستطع أمينة لأول مرة أن تستخدم الخداع في الحصول على أهدافها... ولكنها لم تعرف ببذور الشك التي زرعتها في أعماق زوجها...

                  وفي سرية تامة قرر الزوج أن يجعل بقاءه في الامارات وقت الاجازة مجرد تأجيل لأجازته واتفق مع صاحب العمل أن يحصل على اجازته السنوية في يناير بدلا من يوليو ... ووافق المدير على هذا الأمر ولكن السيد احمد لم يخبر احدا بهذا.
                  ***

                  قريبا جزء جديد
                  أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
                  Emad Hanna

                  تعليق


                  • #24
                    مشاركة: ابو حمادة - قصة مسلسلة

                    (18)

                    - يا أبي أنا لا أكذب... ويجب عليك أن تصدقني
                    كانت صرخات الوالد أكثر من صرخات الابن ولأول مرة يتخذ الوالد موقفا متشددا تجاه ابنه... وهو يرى يده المحروقة والصليب منزوع ...
                    - أقنعني بقصة حقيقية ... لا يمكن أن يصيب الحرق هذا الجزء فقط... انت بكل بساطة أردت أن تنكر دينك ... هل هذا هو الثمن الذي دفعته لتحصل على هذه النقود؟
                    وعلا صراخ جرجس بدوره
                    - لا ... أن من أخذت منهم النقود لا يهمهم من قريب أو بعيد ديني ... ولم يسألوني يوما عن ديانتي ... وأنت تعلم يا أبي أني لا أضع الدين في الحسبان أثناء تجارتي
                    - إذا ما الذي حدث
                    - كما قلت له ... انسكبت ماء النار على يدي فاحترقت ...
                    - لا يمكن أن يكون الحريق موجه في مثل هذه المنطقة فقط... كان الاجدر به أن يأخذ اليد كلها
                    لوح جرجس بيده غاضباً وقال
                    - هذا ما حدث
                    على الرغم من عدم اقتناع الخواجا بولس إلا أنه هدأ قليلا وقال
                    - حسناً ... سوف ندق لك صليب آخر على اليد الأخرى السليمة
                    - من الخطأ يا والدي .. الصليب لا يوضع الا في هذا المكان... قالوا أن الصليب على اليد الأخرى هطأ
                    - إذن سنضعها في نفس المكان
                    - أجل يا والدي سنضعه ... في المرة القادمة حتى تكون يدي قد طابت

                    خرج الوالد غاضبا ورجع ومعه قطعة شاش كبيرة وبعصبية بالغة تناول يد جرجس وأخذ يربط يده وقال ...
                    - طالما الصليب غير موجود يبقى الشاش على يدك... لست مستعدا لتساؤلات أهل البلدة ... هل تفهم؟
                    - أجل يا والدي ... أفهم ... ولكن هل الصليب وحده هو من يجعلني مسيحياً؟
                    نظر اليه الوالد ساخراً وقال
                    - وهل هناك دليل آخر على أنك مسيحي؟!... أعتقد أنك لم تذهب الى الكنيسة منذ أن غادرتنا اليس كذلك؟
                    تردد جرجس قليلاً بين أن يكذب وبين أن يقول الصدق، وعرف أن والده لن يقتنع بكذبه إذ هو يعرفه جيداً فقال
                    - كنت مشغولا ... ولكن المسيح في قلبي يا والدي
                    - لو كان المسيح في قلبك لكنا رأيناه ... متى سوف تذهب لأبونا يوحنا لتعترف
                    - بعد أن ننتهي من سداد الديون قبل أن أغادر
                    - الله يصلح الأحوال يا ولدي

                    واتجه الوالد الى الباب لكي يغادر المكان ثم التفت الى ابنه سريعاً وقال:
                    - نسيت أن أسألك
                    - ماذا تريد يا أبي ... اسأل ما بدا لك
                    - إذا كان الصليب بعيد عن موضوع النقود... ما هو الثمن الذي دفعته لتحصل على كل هذا المال
                    - شغل يا أبي ... سأرد هذا المبلغ شغل
                    وبنفس اللمحة الساخرة قال الوالد
                    - هل أعطاك صاحب العمل كل هذا المال دفعة واحدة ؟! ... ما هو الشغل الذي يمكن أن يسدد هذه الأموال ؟!
                    - لا تشغل بالك يا أبي بهذه التفاصيل الصغيرة ... أن ما فعلته قانوني تماماً ... فأنت تعلم أني أخاف الله
                    - أنت؟ ... ربنا يعدل الأحوال يا ولدي
                    قالها وفي داخله حزن شديد ... وايضا عدم اقتناع ... ولكنه لم يجد ألا السكوت
                    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
                    Emad Hanna

                    تعليق


                    • #25
                      مشاركة: ابو حمادة - قصة مسلسلة

                      (19)



                      رجعت أم حمادة الى دارها الجديد تنتظر زوجها الجديد... بعد أن انتهت من زيارة حماتها ... وفي الطريق كان حمادة يفتقد والده كثيراً ... و لذلك كرر السؤال كثيرا عن والده ... فكانت أم حمادة تجيب أنه عند أهله... فكان يظهر امتعاضاً كثيراً لتأخره ... في الواقع كان حمادة يحب من كان يظن أنه والده كثيرا...ومتعلق به كثيرا... وكان هذا يشعر أم حمادة أنها أحسنت اختيار رفيقها... ولكنها كانت تفكر كثيرا ماذا ستفعل عندما ينزل زوجها أجازة، أين ستستقبله وأين ستذهب بزوجها الموجود معها ... كلها أسئلة لم تجد إجابة عليها ... وشعرت بالخطر، وفكرت في تلك التهمة التي تنتظرها وهي تعدد الأزواج...



                      فكرت في طلب الطلاق لتستقر مع زوجها الحالي، ولكن كيف تستغنى عن المورد المالي الذي تأخذه من زوجها بدون تعب... هي لا تعمل وايضا جرجس لا يعمل. ابتسمت في قرارة نفسها فسيكون طلب الطلاق مفاجأة كبيرة لزوجها الذي مقتنع بمحبتها له، ولخطة آماهما التي يرسمها حتى يحسن من الدخل ... ولكن كانت تعرف أن زوجه القديم السيد أحمد مجرد مرحلة في حياتها لابد أن تجتازها ... وسيأتي الوقت الذي لن ينفعها السيد احمد، وعليها ان تواصل حياتها مع شخص أكثر طموحا وأكثر ذكاء



                      وعندما رتبت أفكارها وجدت أنها عليها في الشهور القادمة أن تغير أشياء كثيرة حتى تصبح الأمور سليمة تماماً من الوجهة القانونية ... فكرت في أن تجد لنفسها ولزوجها الجديد عمل... فهذا سوف يجعلها تستغني عن زوجها, فتطلب الطلاق بسهولة ... وهذا ايضا يوقف تساؤلات الجيران حول عمل زوجها... الجيران كانوا كثيرا ما يتساءلون عن عمل زوجها, وكانت ترد بإجابات مبهمة غامضة ... أيضا كانت تريد العمل لزوجها حتى لا يحاول أن يتركها مثلما حاول من قبل.



                      هي تمسك زوجها بإيصالات الأمانة وتعرف أنه سيطيعها في كل شيء حتى يكون في أمان، وعندما تنهي مسالة زواجها السابق سوف تبدا في معركة أن تتزوج بجرجس...



                      وعندما تصل أمينة بأفكارها الى هذه النقطة تواجه حقيقة هامة... ديانة جرجس ... تلك الحقيقة التي تمنعه من الاقتران بها ... لن يرضى أبدا أن يتزوجها



                      كل هذه الأمور كانت مجرد مشاعر بداخلها تفكر في إيجاد حلول لها, ولكنها شعرت بالمشكلة الحقيقية عندما شعرت بشيء يتحرك داخلها ... مشكلة كبيرة في بطنها لم تكن تخطر على بالها... وعندما ذهبت الى الطبيب أكدها ... لقد كانت حامل. من جرجس

                      ***

                      قريبا الحلقة 20
                      أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
                      Emad Hanna

                      تعليق


                      • #26
                        مشاركة: ابو حمادة - قصة مسلسلة

                        (20)
                        وانتهت الأمور عند جرجس، لم يعد مديناً لأحد... واستراح والده من ذلك الدين الذي كان يطارده بديلاً عن والده، وكذلك استراح الابن وشعر أنه سيبدأ حياته من جديد ... أخذ في محفظته أوراق المخالصات التي تثبت أنه غير مدين لحد، وعندما أراد أن يضع كل شيء في محفظته وجد صورته أرجعته لعالم الواقع ... صورة من أيصال الأمانة الذي وقعه قبل أن يأتي الى بلدته ... وتسارعت دقات قلبه ... إذ تذكر أن الدين لم ينته بل انتقل من مدين الى آخر ولا يعرف مواصفات ذلك المدين الجديد.

                        ومن جديد ودع الابن والده واتجه ناحية المحطة ليرجع لبيته، في هذه المرة اصر ألا يرافقه والده إلى المحطة, ولم يلح الوالد بل تركه يفعل ما بدا له

                        ولكن والده أوصاه أن يذهب للكنيسة ليقدم شكر للمسيح على ما فعله معه. إذ كان يظن أن ما فعله مبارك من قبل المسيح ... حاول جرجس أن يهرب من هذا الموقف إلا أن والده أصر... وفي الصباح الباكر اتجه جرجس الى الكنيسة حاملاً حقيبته إذ كان ينوي أن يرحل بعد هذا مباشرة... دخل جرجس الكنيسة مستعجلا... ومن جديد وجد عم فانوس جالساً ... وأمامه القربان ... أتجه اليه وقال له

                        - ها قد تقابلنا من جديد يا عم فانوس ...كيف أحاولك
                        في تثاقل من هزمته السنين قال عم فانوس
                        - بخير يا ولدي ... جرجس الذي أكلمه ؟!!
                        نظر اليه ساخراً وسأله
                        - هو بعينه يا عم فانوس ... هل اطمأنت نفس ولدك داود بعد أن حصل على نقوده... ؟!!
                        لم يلحظ فانوس نغمة السحرية المغلفة بالتحدي التي تكلم بها جرجس ولكنه أجاب ببساطة
                        - بالتأكيد يا ولدي ... بارك الله فيك ويعوضك بالحلال يا ولدي ...
                        صمت
                        - بالطبع تريد أن تقابل أبونا يوحنا
                        قال جرجس
                        - كنت أريد يا عم فانوس، ولكن أعتقد انه لم يأتي بعد وأنا ملتزم بقطار ولا أسطيع الانتظار ...
                        قال فانوس
                        - من قال أنه لم يحضر ... لقد حضر منذ أكثر من ساعة ولديه شباب يعترفون
                        تعجب جرجس كثيرا... أهناك الى الآن شباب يستيقظون مبكرا لمجرد الاعتراف ؟ ... ما هذا الاعتراف الذي يجعل الشخص يأتي الى الكنيسة في هذا الوقت ... ولم ينجح في إخفاء تعجبه فقال
                        - في هذا الوقت؟
                        ابتسم فانوس وقال
                        - هناك خطايا تجعل الناس لا ينامون لياليهم ... يصرخون طالبين التوبة طوال الليلل وما أن يأتي النهار حتى يسرعون الى الكنيسة يقدمون اعتراف بها وأنهم تائبون عنها ولن يرجعوا اليها من جديد.
                        أبتسم جرجس وقال ...
                        - لابد أنها أخطاء قاتلة
                        - صدقني يا ولدي هناك أناس ضميرهم حساس لدرجة أن كلمة قاسية في حق صديق تكون كافية لإيلامه ... المهم القلب يا ولدي
                        - أجل يا عم فانوس ...
                        قالها وبدا يتراجع كي يغادر المكان ... لقد شعر أنه في المكان الخطأ ... فهو لن يستطيع أن يغير حياته ... وامامه مشوار لابد أن يستمر فيه ... ولكن عم فانون بادره قائلا
                        - يقول الكتاب المقدس الذين يبكرون الي يجدونني يا ولدي ... وأنت ستجد أبونا يوحنا في حجرة المناولة ... أذهب اليه قبل أن يزدحم بالشباب
                        قال جرجس بتردد
                        - في وقت آخر يا عم فانوس ... يبدوا أنه منشغل
                        - أذهب يا ولدي الوقت الذي يضيع لا يعوض ... أذهب ... الله أعلم هل ستراه بعد ذلك أم لا
                        وأسقط في يد جرجس فاتجه الى غرفة المناولة يبحث عن أبونا ... ليقدم اعترافاً عن خطاياه!!!

                        ***
                        أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
                        Emad Hanna

                        تعليق


                        • #27
                          مشاركة: ابو حمادة - قصة مسلسلة

                          بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..

                          الزميل عماد حنا ..

                          نرجوا الإهتمام بهذا الشريط ..

                          http://enjeely.com/vb/showthread.php?t=1129

                          تعليق


                          • #28
                            مشاركة: ابو حمادة - قصة مسلسلة

                            هل بدأت صديقي العزيز ؟ ... إذا نلتقي هناك ... معذرة لم أعرف أنك رجعت

                            والآن حلقة أخرى من أبو حمادة

                            (21)

                            لم تعرف أمينة ماذا تفعل بالنسبة لتلك المشكلة الجديدة... كانت بين نارين أن تجهض الطفل دون أن يشعر جرجس بذلك أو بين أن تقول له. لقد كانت تخشى كثيرا أن يظن بها السوء وأنها أرادت أن تحبل حتى تورطه معها... لقد كان لحساسية العلاقة بينهما حيث أنه مسيحي وهي امرأة مسلمة تجعلها تفكر ألف مرة في كل خطوة تفعلها حتى لا يظن أنها تفعل ما تفعله لهدف ديني...

                            ولكنها أيضا أحبت أن يكون لها طفل جديد, وأحست أنه حرام قتل هذا الطفل... لذلك أرادت أن تأخذ صبغة شرعية للحصول على هذا الطفل ، لذلك ذهبت الى أحد مشايخ السيدة نفيسة ... كان يجلس متعبداً ويقرأ القرآن الكريم وهو يهز رأسه وكتفيه بصورة متناسقة ... وعلى ما يبدو كان الشيخ أعمى وعندما تقدمت منه قالت له
                            - السلام عليكم يا مولانا
                            - وعليكي السلام ورحمة الله وبركاته ... تفضلي يا بنيتي
                            جلست أمينة على الارض وهي تلملم ثيابها وتعدل من حجابها ... وصمتت لفترة بدا أنها لم تعرف من أين تبدأ ... وعندما أطالت الصمت بدأ الشيخ يقرأ في القرآن بصوت خفيض ورجع يهز رأسه وكتفيه مرة أخرى فسارعت أمينه تتحدث حتى تخرجه من هذا الوضع الذي من الممكن أن يستمر لساعات
                            - جئتك يا مولانا بعد أن احترت واحتار دليلي
                            وبدا للشيخ أنه معتاد على مثل هذه المقدمات فسارع يستحثها
                            - قولي ما عندك يا بنيتي
                            - زوجي مسافر منذ ثلاث أعوام
                            وبسرعة يرد الشيخ الورع
                            - بمشيئة الله يعود بألف سلامة يا بنيتي ... في حفظه تعالى
                            - ولكنه كثيرا ما يطوف علي في المنام
                            - يحدث هذا كثيراً
                            - ليس مجرد صورة ولكنه يأتي الي بصورةمتكاملة وبالذات عندما اشتاق اليه
                            لم تعجب الكلمات الشيخ القديم الأيام والمحنك في محاورات عديدة فسكنت حركته تماماً وقال
                            - وبعد؟
                            وبتردد قالة أمينة
                            - وأنا حامل منه
                            وأهتز جسد شيخنا كمن مسه ماس كهربائي واسرع يهز جسمه كله ويقول
                            - أستغفر الله العظيم ... أستغفر الله العظيم
                            - لماذا تستغفر وهو زوجي
                            استمر الشيخ يتكلم دون أن يبالي بما تقوله
                            - آه من الغربة وما تفعله الغربة ... الرجل يذهب يبحث عن الرزق ويترك زوجته غير محصنة... أسمعي يا بنيتي ... يمكنك أن تقولي أحد أمرين ... الأول أن تكون قصتك مثلما قلتي وهو جائز شرعاً وله حالات ... وايضا يمكن أن تقولي أن الحمل استمر ثلاث سنوات ... وهذا أيضا جائز ... سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هناك شك كبير أن تكون أمه حملته عامين وربع أربع أعوام ... ولكن كل هذا اجتهاد لا قبل لنا به و فيمكنك أن تقولي هذا أيضا ... ولكن ...
                            - الأمر الثاني لا ينفع يا مولانا
                            - كنت سأقول ذلك انا أيضا ... ولكن لماذا لا ينفع يا بنيتي
                            - لأنه تركني وأنا حامل في طفله الأول ... الطفل الذي لم يره بعد وعلاقته به علاقة صور كل فترة أرسل له صورة ليتعرف عليه ... فكيف يكون حملي الثاني منه وعندما غادرني كنت حامل بالأول
                            - هناك أمر آخر يا بنيتي
                            - ما هو يا مولانا؟
                            - هل يقبل زوجك هذا الفكر؟
                            - ولماذا يرفصه وهو ديني
                            - العلم ...هناك من يرفض رفضا تاماً أي فكرة تتعارض مع العلم والعلم يقول ~أن الطفل لا يبق في بطن أمه الا تسعة أشهر فقط وان زاد لا يزيد عن السنة ليخرج حياً
                            - هذا يثير نساؤلات يا مولانا ....
                            قاطعها الشيخ وقال
                            - لا تجادلي و لاتسألي ... ولكن اسألي نفسك هل زوجك من النوع الذي ينحي العلم جانبا في مقابل الحاديث الدينية
                            فكرت المرأة قليلا... هي لا تعرف زوجها ومدى ارتباطه بالدين... على الرغم أنه أخذها واختارها لأنه متدينة ومحجبة حجاب شرعي إلا أنها لم تكن تراه في الوقت القليل الذي بقي معها يجلس كثيرا في مجالس المتدينين ولم ترى المتدينين يزورون بيتهم ... فقط زملاء العمل ... لذلك لا تعرف رد فعل زوجها ... فقالت
                            - لا أعرف
                            - إذا تخلصي من الجنين يا بنيتي قبل ان يأتي والله غفور رحيم
                            - أليس حرام يا مولانا؟
                            - الحرام بدأ قبل ذلك، وحرام أن يأتي طفل الى دنيانا مشكوك في نسبه ويدخل معركة الحياة بهذه الفضيحة ... وزوجك غائب الآن تستطيعين أن تنهيالمسألة دون ان يكتشف الأمر أحد ... هل أهل زوجك معك
                            - لا يا مولانا ولكني اريد الاحتفاظ به وزوجي لن يأتي الآن
                            - فأردت أن تجعلي الدين ستار ... أسمعي يا بنيتي ... حافظي على زوجك ... لقد تغرب من أجل لقمة العيش ... والله كما قلت لك غفور رحيم وعفا الله عما سلف

                            قامت أمينة من مجلسها دون تعليق ... وفي رأسها مخاوف كثيرة ... وقرار لا تستطيع أن تتخذه ... وانتظرت رجلها الجديد الغائب
                            ***

                            نلتقي قريبا
                            أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
                            Emad Hanna

                            تعليق


                            • #29
                              مشاركة: ابو حمادة - قصة مسلسلة

                              بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..

                              هل بدأت صديقي العزيز ؟ ... إذا نلتقي هناك ... معذرة لم أعرف أنك رجعت

                              والآن حلقة أخرى من أبو حمادة
                              لا بأس عزيزي .. أنا أصدقك أنك لم تنتبة .. رغم أنك تركتني أتشاحن مع " نيومان " كل تلك الفترة للأسف .. !

                              بالمناسبة متى ستتنصر أمينة ؟؟؟

                              تعليق


                              • #30
                                مشاركة: ابو حمادة - قصة مسلسلة

                                :thumbsup:
                                التعديل الأخير تم بواسطة haidy hanna; الساعة 16-10-05, 02:20 PM.
                                sigpic
                                بِسَلاَمَةٍ أَضْطَجعُ بَلْ أَيْضًا أَنَامُ، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ مُنْفَرِدًا فِي طُمَأْنِينَةٍ تُسَكِّنُنِي

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X