إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الملك الألفي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    Re: الملك الألفي

    مملكتى ليست من هذا العالم


    أرجو أن يفى هذا بالموضوع كله




    كتيب الحكم الألفى للأب متى المسكين

    تعليق


    • #17
      Re: الملك الألفي


      عزيزي الأخ صوصو
      تلاحظ أنه من الكتب التى استشهدت بها كتيب الحكم الألفى للأب متى المسكين وهو من الكتيبات القيمة
      وبالرغم من ذلك ياعزيزي الآية التى أوردتها ستفاجأ بأنها الآية الوحيدة التي يتمسك بها من يعتقد بأن المسيح ملكه أرضي أي عكس الفكر الذى يؤمن به الآب متى المسكين ومن يؤمنون( ومنهم أنا) بأن ملك المسيح ملك سماوى وليس أرضى
      كيف ذلك وهى صريحة تقول " مملكتى ليست من هذا العالم"
      نعم تعكس الفكر أذا أخذناها مبتورة أى ناقصة ولم نستكمل الأية
      نجدها فى يوحنا 18:36 تقول
      36أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا \لْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا \لْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى \لْيَهُودِ. وَلَكِنِ \لآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنا"
      فهم يتمسكون بكلمة "الآن" أى فى المستقبل ستكون من هنا
      ونحن نقول لا أن لها معنى أخر سنعرفه لاحقا
      لذا فأن مداخلتك جعلتنى متحمس لأستكمال الموضوع
      ولنبدأ بمفهوم كل مجموعة لكى نستوعب الموضوع
      ولكى أبين لأخى النسر تساؤله عندما قال" لا يمكننا ان نقول ان الشيطان مقيد حاليا (أمال مين اللي تاعبنا وبيحاربنا كل يوم).
      لكى نعرف اذا كان الشيطان مقيد حاليا أم لا
      وسأستشهد بجميع الكتب التى ذكرتها فى مداخلة سابقة وبالأكثرية لكتاب
      "الملك الألفى" للقس عزت شاكر




      والى حلقة قادمة


      التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ; الساعة 28-03-04, 05:46 AM.
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        مشاركة: الملك الألفي

        الملك الألفى

        أعزائى
        سبق لنا وقد ذكرنا أن موضوع الملك الألفى له تفسيران أحدهما يؤمن أنه تفسير حرفى والآخر يؤمن أنه تفسير روحى
        وقد ذكرنا الطوائف التى تؤمن بالتفسير الحرفى وقلنا أنهم "الأخوة البليموث , والمعمدانيين وبعض الطوائف الرسولية والخمسينية -وشهود يهوه – والأدفنتست - والسبتيين
        وأما الطوائف التى تؤمن بالتفسير الروحى فهم الكنيسة الأرثوذكسية, والكنيسة الكاثوليكية ,والكنيسة الأنجيلية المشيخية وبعض المذاهب الأنجيلية الأخرى
        ولكن دعونا الآن نعرف بماذا يؤمن كلا الطرفين:
        1 – مدرسة التفسير الحرفى:

        يؤمنون بحرفية الألف سنة أى ألف سنة باليوم والساعة يملك فيها المسيح على الأرض وأن مجيئ المسيح لأختطاف كنيسته يسبق هذه الألف سنة فمجيئ المسيح الثانى ونهاية التاريخ بالنسبة لهم يسير وفق برنامج محدد يبدأ بالأختطاف –
        ويقول الأخ برسوم ميخائيل " بعد أن يكمل عدد المعينين للحياة الأبدية يكون قد أنتهى عهد النعمة , حينئذ ينزل المسيح من بيت الآب تحف به الملائكة ورؤساءهم وفى الحال يرسل من الفردوس فى السماء الثالثة كل أرواح أبرار العهدين الى الأرض . وبفعل قوة الله وحكمته تلبس كل روح جسدها مقاما متغيرا الى صورة روحانية سماوية مجيدة أبدية ويكون المسيح قد وصل فى ذات الوقت الى عالمنا هذا فى طبقة الهواء وفى نفس اللحظة يكون قد تغير أجساد جميع المسيحيين الحقيقيين الأحياء الى نفس الصورة وبهذه الأجساد المجيدة يركب السحاب الخارجون من قبورهم والخارجون من بيوتهم"
        ويضيف " ان نزول المسيح الى طبقات الهواء وأختطاف المؤمنين اليه فى السحاب راقدين وأحياء سيتم بكيفية سرية, أى غير مسموعة وغير منظورة لأهل العالم" وقيامة الأموات المؤمنين لحظة الأختطاف بحسب هذا الفكر هى " القيامة الأولى"
        بعد الأختطاف تبدأ الضيقة العظيمة لمدة سبع سنين بحسب دانيال( دا 9:2) فيها يصب الله جامات غضبه على الأرض وما فيها وسيؤمن البعض من اليهود والأمم بالمسيح فى زمن الضيقة العظيمة والذين سيموتون منهم فى ذلك الوقت سيعمر بهم الفردوس مرة أخرى ( رو 11 – 6:9 )
        فى نهاية السبع سنين سيظهر المؤمنون أمام كرسى المسيح لأجل المجازاة (2كو 5:10) وهو منظر غير مرئى لسكان الأرض ثم يظهر المسيح ومعه قديسوه جميعا للدينونة والملك وسينزل على جبل الزيتون ويجلس على كرسي مجده (زك 14:4 و أع 1:11)
        وسيدين الوحش والنبى الكذاب ويطرحهما فى بحيرة النار ثم يقيد الشيطان ألف سنة ( رؤ 6-20:1 )
        أما عن أوصاف الملك الألفى فهو يتكون من أخوة الملك الأصاغر المشار اليهم فى (متى 24:22) بالمختارين الهاربين والمحروسين من الضلال فى عدد 24 والمجموعين من الشتات فى عدد 31 والأمم الأبرار الذين قبلوا الهاربين وقبلوا بشارتهم (مت 40- 25:31) علاوة على كل هؤلاء الذين سيكونون أمامه على الأرض سيكون حوله فى المحيط الجوى الكنيسة التى سبق وأختطفها ( حز 37:27 , رؤ 7:15)
        وسيكون الملك ملك بر وسلام ولكن قد يخطئ أحد نسل هؤلاء الأبرار فى مدة الملك ولكن لا تحسب عليه الخطية الآ متى بلغ سن المسؤلية وهى فى الملك الألفى سن المائة(أش65:20) لأن الأنسان سيعيش طيلة الألف سنة . ومن يخطئ يموت فى الحال وترسل روحه الى هاوية العذاب ويقوم بعد الملك الألفى مع غيره من الأشرار ليدانوا ويطرحوا فى بحيرة النار(رؤ 15-20:11)
        وسيكون نور القمر كنور الشمس , ونور الشمس يكون سبعة أضعاف ( أش 30:26)
        وفى تلك الأيام ستقطر الجبال عصيرا والتلال تفيض لبنا (يؤ 3:18) ولا يمرض ساكن (أش 23:24)
        ويسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدى وصبى صغير يسوقها ويلعب الرضيع على سرب الصل ويمد الفطيم يده على جحر الأفعوان (أش 9-11:6)
        وقرب نهاية الألف سنة سيحل الشيطان زمانا يسيرا(أش24:21), (رؤ3-20:1) ونتيجة ذلك يحدث أرتداد عظيم ويقوم الذين ضلهم أبليس ليحاربوا المدينة المقدسة ومعسكر القديسين (رؤ3-20:1) لكن يتدخل الله ويسقط نارا من السماء لتأكل أعداء قديسيه ويؤخذ أبليس نفسه ويطرح فى بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبى الكذاب وسيعذبون نهارا وليلآ الى أبد الآبدين
        ثم تأتى بعد ذلك القيامة العامة للأشرار حيث دينونة العرش الأبيض العظيم وبنهاية الدينونة تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التى فيها(2بط12- 3:7) ويأتى الملكوت النهائي وتكون هناك سماء جديدة وأرض جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا (رؤ3-21:1)

        ترى متى بدأت هذه العقيدة ؟ وهل علّم المسيح بأنه سيملك ألف سنة ؟
        وما هو موقف الكنيسة الأولى منها ؟ ولماذا أنتشرت بقوة فى المائة سنة الأخيرة؟
        وما هو الفكر الكتابى فى المجيئ الثانى؟

        هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عليها لاحقا ولكن بعد أن نعرف فكر المدرسة الأخرى للتفسير الروحى
        فألى حلقة قادمة
        الرب يبارككم
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          مشاركة: الملك الألفي

          2- مدرسة التفسير الروحى

          ويؤمنون بأن الله يحب جميع الأمم بلا تمييز بين أمة وأخرى لذلك عندما أختار الله أسرائيل كان بهدف أن يبارك بهم كل الأمم ولكنهم فشلوا فى أداء رسالتهم وخانوا العهد وتمردوا على الله وعندما جاء المسيح لم يقبلوه لذلك أنتهت رسالتهم كأمة فقد قال لهم المسيح " هوذا بيتكم يترك لكم خرابا" (مت 23:38) وأصبحت كل المواعيد والبركات التى كانت لأسرائيل من حق الكنيسة التى هى أسرائيل الله (غلا6:16) نسل ابراهيم الروحى " ان كنتم للمسيح فأنتم اذآ نسل ابراهيم وحسب الموعد ورثة" ( غلا 3:29)
          أما ملك المسيح فقد بدأ منذ صعوده الى السماء ولا يزال هذا الملك ثابتا ويمتد فى العالم (أفسس22-1:20)
          "20الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، 21فَوْقَ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَكُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى لَيْسَ فِي هَذَا الدَّهْرِ فَقَطْ بَلْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَيْضاً، 22وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْساً فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ، 23الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ."

          وأن ملكوت المسيح روحى لا جسدى (رو 11:7)
          "21وَلاَ يَقُولُونَ: هُوَذَا هَهُنَا أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ».
          (لوقا17:21)
          «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ."(يو18:36)

          فأى ملك يعادل ملكه الروحى الذى فيه يملك ويقود شعبه؟ وأى سلام أفضل من الذى يتمتع به أولئك الذين تبرروا بدمه (رو5:1) فملكوت المسيح قائم الآن
          ( وكما يقول د. القس فايز فارس فى كتابه حقائق أساسية فى الأيمان المسيحى- ص 281) وهو يملك على قلوب أبنائه المولودين ثانية وهو يملك على كنيسته لذلك يقول فى كولوسى 1:13
          13الَّذِي انْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا الَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ،

          والمسيح لا ينتظر حتى مجيئه الثانى لكى يقيد الشيطان فقد أنتصر عليه أنتصارا حاسما وأبديا
          ( وكما يقول د. القس مكرم نجيب فى كتابه المجيئ الثانى للمسيح ونهاية التاريخ - ص 181)
          لقد أباد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت أى ابليس (عب 2:14)
          ويقول الرسول بولس فى ( كو 2:15)
          15إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ اشْهَرَهُمْ جِهَاراً، ظَافِراً بِهِمْ فِيهِ:

          أما الألف سنة فتعبير مجازى يشير الى المدة التى يملك فيها المسيح روحيا على القلوب من وقت مجيئه بالجسد حتى مجيئه الثانى وفى نهايتها يحل الشيطان زمانا يسيرا ويحاول أن يضل لو أمكن المختارين أيضا ويظهر الأنبياء الكذبة والمسحاء الكذبة ( مت 24-24:21)
          وهنا تنزل نار من السماء لتأكلهم ويطرح أبليس وأعوانه فى بحيرة النار والكبريت وتبدأ القيامة العامة والدينونة
          أما عن حوادث مجيئ المسيح فلا توجد سوى قيامة واحدة عامة تحدث فى نهاية العالم
          (يو 29-5:28) . 28لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هَذَا فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ 29فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.
          ويقول دانيال (دا 12:2) 2وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ هَؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ وَهَؤُلاَءِ إِلَى الْعَارِ لِلاِزْدِرَاءِ الأَبَدِيِّ.

          أما تعبير القيامة الأولى فالمقصود به القيامة من موت الخطية فهى قيامة روحية
          ( أف 6-2:5)
          5وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ - بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ - 6وَأَقَامَنَا مَعَهُ، ويقول الرسول بولس فى أفسس 5:14 «اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ».

          وعندما يقوم الموتى من قبور خطاياهم فأنهم ينتقلون من سلطان الظلمة الى ملكوت ابن محبته ( كو1:13)
          ولا يسود عليهم الموت الثانى ( رؤ 20:6)
          الذى هو الطرح فى البحيرة المتقدة بنار وكبريت ( رؤ 21:8) عند القيامة العامة التى تتم فى نهاية الأزمنة للأبرار والأشرار معا
          وكما أنه لا توجد سوى قيامة واحدة عامة للأبرار والأشرار كذلك لا توجد سوى دينونة واحدة بعد القيامة هى دينونة العرش الأبيض العظيم
          (ومن هذا لا نرى أكثر من مرحلة لمجيئ المسيح كما يقول الحرفيون بل مرة واحدة نهائية ولا يصاحبها الأحداث الدراماتيكية التى يرسمها الحرفيون )
          وبعد الدينونة يزف المؤمنون للعريس السماوى ربنا يسوع المسيح كما يؤكد ذلك الأنبا يوأنس فى كتابه " السماء" ص 222
          2فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ. " (2 كو 11:2)
          حيث السماء الجديدة والأرض الجديدة

          والآن دعونا نعود للأسئلة التى طرحناها فى نهاية الحلقة السابقة
          ترى متى بدأت هذه العقيدة ؟ وهل علّم المسيح بأنه سيملك ألف سنة ؟
          وما هو موقف الكنيسة الأولى منها ؟ ولماذا أنتشرت بقوة فى المائة سنة الأخيرة؟
          وما هو الفكر الكتابى فى المجيئ الثانى؟

          فألى الحلقة القادمة بمشيئة الرب
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            مشاركة: الملك الألفي

            وقبل أن أبدأ الحلقة القادمة أود أن أنوه هنا أننى سأتعرض فيها عن بداية ومنشأ فكرة الملك الألفى وبالتالى عن كتب الأبوكريفا (التى سيكون لها موضوع منفصل بمشيئة الرب حيث أن المجال هنا لا يسمح للحديث فيها بالتفصيل) وآراء بعض المؤرخين القدامى والآباء المعاصرين المتعمقين فى هذه المواضيع وفى اللاهوت والملك الألفى ومفسرى سفر الرؤيا أمثال يوسابيوس القيصرى أبو التاريخ الكنسى والأنبا غريغوريوس والقمص متى المسكين والقمص تادرس يعقوب ملطى - لذا وجب التنويه
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              مشاركة: الملك الألفي

              متى ظهرت عقيدة الألف سنة؟

              ظهرت فكرة الملك الألفى نتيجة الضغوط الشديدة والعبودية القاسية التى كان يعانى منها الشعب اليهودى تحت نير الأستعمار الرومانى - والذى بدأ عام 332 ق.م. -
              فبدأوا يفسرون نبوات العهد القديم بما يتناسب ومطالبهم الوقتية المادية فظهرت بعض الكتب التى ألفها أشخاص ضالعون فى المعرفة ولكنهم لم يكونوا مسوقين بالروح القدس مثل : رؤيا عزرا الثانى وأخنوخ ورؤيا باروخ وموسى وغيرها مما كتب فى القرن الثانى قبل الميلاد . وضعوا فيها كل تصوراتهم وأحلامهم الجسدية وهذه الكتابات ما هى الآ نوع من الهروب من الضغوط الشديدة التى كانوا يعيشون تحتها وهروب من مواجهة الواقع وتحمل المسؤولية فنادوا بملكوت أرضى لأسرائيل فيه كل المتع الأرضية حيث تكون اسرائيل هى عروس الدنيا التى تأكل وتشرب خيرات الأمم وباقى الأمم يلحسون من تحت قدميها وقد شاعت هذه الأفكار عند اليهود فى العصور السابقة لمجيئ المسيح مباشرة .
              فمثلآ فى سفر باروخ الثانى وهو كتاب يهودى ظهر فى القرن الأول قبل الميلاد نقرأ هذه الكلمات:
              "ثم يأتى المسيا فيخضع كل ما فى العالم ويجلس على كرسيه ويبدو الفرح وتظهر الراحة وتأتى وحوش البرية من الأحراش وتخدم الناس ويلعب الرضيع على سرب الصل ويمد الفطيم يده على جحر الأفعوان فتخرج الأفاعى من جحورها وتقدم له كل ولاء وخضوع تام …… والأرض تخرج ثمرها مضاعفاُ آلاف المرات وسيكون على كل كرمة ألف غصن وفى كل غصن ألف عنقود وفى كل عنقود ألف عنبة تنتج ألف كر من الخمر فيفرح الجياع بل يرون عجائب كل يوم ……"
              كل هذه الأشواق الجسدية لا تتفق وروح المسيحية فى شيئ ولكن الضغوط الشديدة أفرزت هذه الأحلام
              وهكذا نجد التلاميذ قبل أن يحل عليهم الروح القدس وهم فى حالة عدم فهم يسألون المسيح
              " هل فى هذا الوقت ترد الملك الى أسرائيل؟"( أع 1:6)
              وجاء شخص اَخر للمسيح وقال له " أتبعك أينما تمضى"(لو9:57) فقد كان يظن أنه الملك الأرضى الذى سيجعل أسرائيل سيدة الممالك . وكذلك جاءت أم ابنى زبدى وطلبت من المسيح أن يجعل ابنيها واحداً عن يمينه والآخر عن يساره فى ملكوته وعندما صنع المسيح معجزة إشباع الجموع أراد اليهود أن يختطفوه ليجعلوه ملكاً (يو 6:15)
              والشيئ المدهش هو أن بعض آباء الكنيسة قبلوا هذه التعاليم بدون فحص وعلى رأسهم (بابياس) أسقف هيرابوليس بآسيا الصغرى(130م) .
              ويقول يوسابيوس القيصرى أبو التاريخ الكنسى عن بابياس: "يبدو أنه كان محدود الإدراك جداً كما يتبين من أبحاثه ومن ضمن أقواله أنه ستكون فترة ألف سنة بعد قيامة الأموات , وأن ملكوت المسيح سوف يؤسس على نفس هذه الأرض بكيفية مادية . وأظن أن بابياس وصل الى هذه الآراء بسبب قصور فهمه للكتابات الرسولية غير مدرك أن أقوالهم كانت مجازية روحية وإليه يرجع السبب فى أن كثيرين من آباء الكنيسة من بعده إعتنقوا نفس الآراء مستندين فى ذلك على أقدمية الزمن الذى عاش فيه , مثل إيرينيئوس وغيره ممن نادوا بمثل آرائه ".
              وقد ذكر القمص تادرس يعقوب ملطى فى كتابه رؤيا يوحنا اللاهوتى ص210 أن يوسابيوس أطلق على فكرة الملك الألفى الأرضى إنها (خرافه)
              ويقول أيضاً القمص متى المسكين فى كتابه " الحكم الألفى" ص6 :
              " ثم جاء إيرينيئوس ونادى بنفس التعليم مستشهداً بأقوال بابياس كذلك جاء من بعده ميليتو وهيبوليتوس وترتليان , مستندين جميعاً كل واحد على من قبله , مع أن الأساس كله هو كتب الأبوكريفا اليهودية المضللة "
              (لذا نجد أن كبار الآباء والخدام والمفكرين الذين درسوا وتعمقوا فى موضوع الملك الألفى لا يستعملون أو يؤمنون بأن كتب الأبوكريفا هى كتب كتبت بوحى من الروح القدس لوجود تناقضات خطيرة بها سنتعرض لموضوعها فى باب منفصل بمشيئة الرب)
              والآن بعد أن عرفنا متى ظهرت عقيدة الألف سنة؟
              تعالوا لنعرف ماهو موقف العهد الجديد من الألف سنة
              وكذلك ما هو موقف الكنيسة الأولى من الألف سنة
              فى الحلقات التالية بمشيئة الرب
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                مشاركة: الملك الألفي

                ماهو موقف العهد الجديد من الألف سنة؟

                يقول الأنبا غريغوريوس فى كتابه المجيئ الثانى للمسيح الرب ص33-34
                :أن ماورد فى سفر الرؤيا بخصوص الألف سنة (رؤ6-20:1) لم يتكرر بلفظه أو معناه فى أى موضع آخر من سفر الرؤيا , ولا فى غيره من أسفار العهد القديم أو الجديد مما يدل على المعنى الخاص لهذا النص المقدس , وعلى أن ينبغى أن يفهم بمفهوم معين خصوصا وأن سفر الرؤيا ملئ بالرموز .
                ثم يضيف : نعم لم يرد فى أقوال المسيح له المجد مرة واحدة أنه تحدث عن الحكم الألفى, ولم يرد شيئ من هذا القبيل فى جميع الأناجيل وجميع الرسائل بما فيها رسائل القديس يوحنا نفسه كاتب سفر الرؤيا

                ويؤكد القس عزت شاكر سمعان فى كتابه " الملك الألفى"
                << هذا الكتاب العظيم والذى وضعه فى بحث رائع بديع عميق موثق [U]والذى أُمهر بكلمة من رئيس مجلس العمل الرعوى والكرازى فى الكنيسة الأنجيلية جاء فيها مشيرآ أن هذا الكتاب بمثابة " وثيقة رأى" لتعبر عن الرأى الرسمى لعقيدة كنيستنا الإنجيلية بمصر--- (وفى موضع آخر ذكر) يتبنى المجلس الرعوى والكرازى هذه القضية ويعلن رسمياً عن رأى كنيستنا الكتابى بكل وضوح وجلاء>>
                (ولعل هذا يكون رداً على الأخ النسر الذى قال فى مشاركة سابقة أن الكنيسة الأنجيلية ليس لها رأى فى هذا الموضوع)
                يقول القس عزت شاكر فى هذا الكتاب : وأنا أؤكد أن الآية الوحيدة (اليتيمة) التى ورد فيها لفظ الألف سنة جاءت فى سفر رمزى نبوى غامض .فقد كتب يوحنا الرائي سفره حوالى عام 98م , أيام الإمبراطور الرومانى دومتيان , الذى كان يضطهد الكنيسة بعنف ,ونفى يوحنا إلى جزيرة بطمس (رؤ1:9) منفى المجرمين فى ذلك الوقت , وقد كان فوق التسعين فى ذلك الوقت , وبالرغم من ذلك كان يكسر الأحجار هناك , ويعانى من البرد الشديد نهارآ , ولا يوجد قوت الحياة , ومن هناك كتب سفره , وبالتأكيد كان تحت حراسة مشددة , وكل سطر يكتبه كان لا بد أن يُقرأ عدة مرات من الرقابة , لذلك كتب بالرموز , فنقرأ عن السفر المختوم , وعن الجراد الذى يشبه الخيل وله شعر كشعر النساء , وعن إمرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها , والوحش الذى له عشرة قرون ....الخ . وحتى الآيات نفسها التى ورد فيها لفظ ( الألف سنة) نجدها مليئة بالرموز , فيقول الرائي :"ورأيت ملاكاً نازلآ من السماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده . فقبض على التنين الحية القديمة الذى هو إبليس والشيطان وقيده ألف سنة . وطرحه فى الهاوية وأغلق عليه وختم عليه..." (رؤ 3-20:1) وحتى الذين يؤمنون بالملك الألفى الحرفى يقولون عن (المفتاح) و (السلسلة) و(قيد) إنها رموز , ولكن (الألف سنة) يفسرونها بصورة حرفية , أليس هذا تناقضآ فى التفسير؟ هل من المعقول أن نبنى عقيدة كبيرة على آية وحيدة غامضة واردة فى سفر رمزى؟

                (R.A.Torry) ويقول د. تورى
                من العبث أن نفسر نصوصاً كتابية واضحة فى ضوء آية رمزية غامضة , الأجدر بنا أن ندع الواضح الظاهر يفسر الغامض الذى يحتمل الشك والتأويل وليس العكس .
                ولكن هذا لا يعنى أن نغض الطرف عن هذه الآيات أو نتجاهلها , ولكن سنتناولها فيما بعد بالشرح والتوضيح.

                والآن ننتقل الى السؤال التالى وهو – ماهو موقف الكنيسة الأولى من الألف سنة؟
                فى الحلقة القادمة بمشيئة الرب
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  مشاركة: الملك الألفي

                  ماهو موقف الكنيسة الأولى من الألف سنة؟
                  عندما تكلم بعض آباء الكنيسة دون فحص دقيق للكتب المقدسة عن الملك الألفى الحرفى , تصدى لهم آباء الكنيسة العظماء وعلى رأسهم العلامة أوريجانوس بحججه القوية , والعلامة ديونيسيوس ( 248- 265م) , ويوسابيوس أسقف قيصرية ( 270م) وباسيليوس الكبير (229-279م) , وغريغوريوس الكبير ( 331-420م) . ثم جاء القديس أغسطينوس (354-430م) وأستطاع بقوة حجة لا تقاوم أن يفندها ويرد على كل من ينادى بها , وأعتبرها هرطقة علانية .

                  ويقول القمص متى المسكين فى كتابه الحكم الألفى ص8 : " بهذا يكون القديس أغسطينوس قد أنتشل الإيمان المسيحى من لوثة الأبوكريفا اليهودية المزيفة , ومن محاولة إسقاط السمو الروحى المسيحى الى الأرض وخلطه بآمال جسدية هى الصفة الأولى والملازمة للعبادة اليهودية المنحرفة"

                  ويقول القس عزت شاكر فى كتابه "لملك الألفى" ص18
                  "ما يؤكد أن فكرة الملك الألفى الحرفى كانت مجرد أوهام وأحلام نتيجة جهل وسطحية بعض آباء القرنين الثالث والرابع , هو أن أقدم وثيقة دينية والتى تحوى عقيدة وعبادة وتنظيم الكنيسة الأولى والتى تسمى " تعاليم الإثنى عشر رسولآ" والتى يرجع تاريخها الى (150-180م) لا تحتوى كلمة واحدة عن الملك الألفى الحرفى . وجاء فى المادة السادسة عشر من هذه الوثيقة مانصه " وعندئذ تظهر علامة الحق أولآ , علامة فتح السماء , ثم صوت البوق , ثم قيامة الموتى , ويأتى المسيح مع جميع القديسين , وهنا يرى كل من فى العالم رب المجد آتياً على السحاب" ولا توجد أى أشارة الى حكم المسيح على الأرض لمدة ألف سنة , ولا أشارة الى قيامة الأبرار قبل الأشرار بألف سنة .
                  وعندما نعود الى قانون الإيمان الرسولى نجده يقول فى صياغة واضحة " وأيضاً يأتى فى مجده ليدين الأحياء والأموات :"
                  وفى قانون الإيمان النيقوى – الذى وضع عام 325م - الذى يقبله جميع المسيحيين فى الشرق والغرب , تأتى الصياغة واضحة " ويأتى فى مجيئه الثانى ليدين الأحياء والأموات".
                  وعندما بدأت هذه الأفكار تطل برأسها على الكنيسة , عقدت الكنيسة مجمعها المسكونى الثانى فى القسطنطينية عام 381م وأصدرت حكماً نهائياً بلعن البدع التى تفشت فى ذلك العصر عامة , وبدعة " الملك الألفى" الحرفى التى كان يتزعمها أبولوناريوس فى ذلك الوقت , وأضافت الى قانون الأيمان عبارة " الذى ليس لملكه إنقضاء " بعد عبارة " وسيأتى فى مجده ليدين الأحياء والأموات" ثم عادت فى المجمع المسكونى الثالث فى أفسس عام 431م وشجبت هذه البدعة واصفة إياها بأنها أوهام أحلام وأساطير خرافية .

                  وظلت هذه الفكرة نائمة الى أن عادت للظهور مرة أخرى فى القرن السادس عشر على يد جماعة
                  ( الأنابابتستس ) (Anabaptists) ثم ازدهرت أكثر وترعرعت بداية من القرن الثامن عشر , بالتزامن مع الحركة الصهيونية , وأصبحت هى العقيدة الأساسية ل (شهود يهوه) و (الأدفنتست) وبعض الجماعات الأخرى . ومع سيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام والدعاية فى أمريكا ومعظم الدول الغربية , ونتيجة دعمها السخى لكل من يروجون هذه الأفكار إنتشرت كثيراً فى هذه الأيام , ولأنها لم تجد من يتصدى لها بالفكر الكتابى المستنير , قبلها عدد كبير من البسطاء


                  ودعونا الآن نتعرف على الألف سنة كتابياً
                  - ومفهوم هذا التعبير
                  - وهل بدأ مُلك المسيح أم سيبدأ ؟
                  - والملكوت هل هو روحى أم مادى؟
                  - ومتى يقيد الشيطان؟
                  كل هذه الأسئلة سنجيب عليها فى الحلقات القادمة بمشيئة الرب
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    مشاركة: الملك الألفي

                    الألف سنة كتابياً


                    اولاً مفهوم الألف سنة:

                    لم يرد في كل الكتاب المقدس ان المسيح سيملك الف سنة الا في (رؤ ٢٠: ١-٦) و هو سفر رمزي غامض لذلك لا يليق ان نفسر الكتاب كله في ضوء هذا النص الغامض و نبني عليه عقيدة كبيرة وهامة، خاصةً بالآيام الأخيرة و اللاهوت و فلسفة التاريخ. فأيهما أصح، ان نفسر النص الغامض في ضوء النصوص الأخري الواضحة ام العكس؟

                    ان مئات النصوص الواضحة تؤكد لنا ان المسيح سيملك إلي الأبد و ليس ألف سنة و من هذه النصوص التي لا لبس ولا غموض فيها ما جاء علي لسان الملاك جبرائيل و هو يبشر العذراء مريم بولادة يسوع ”هأنت ستحبلين و تلدين ابناً و تسمينه يسوع هذا يكون عظيماً و ابن العلي يدعي و يعطيه الرب الإله كرسي داود ابيه
                    و يملك علي بيت يعقوب إلي الأبد ولا يكون لملكه نهاية“ (لو ١: ٣١-٣٣)
                    حتي ان النبوات التي جاءت عنه في العهد القديم لا نجد ولا نبوة واحدة تقول انه سيملك الف سنة بل إلي أبد الآبدين فها دانيال النبي يقول عن ابن الإنسان ”سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول و ملكوته ما لا ينقرض ..... ملكوته ملكوت ابدي“ (دا ٧: ١٤، ٢٧)
                    و يتنبأ اشعياء قائلاً ”لنمو رياسته و للسلام لا نهاية علي كرسي داود و علي مملكته ليثبتها و يعضدها بالحق و البر من الآن و إلي الأبد“ (اش ٩: ٧)
                    و قال الرب علي لسان ناثان النبي لداود ”أقيم بعدك نسلك الذي يكون من بنيك و اثبت مملكته هو يبني لي بيتاً و أنا
                    اثبت كرسيه إلي الأبد ...... و يكون كرسيه ثابتاً إلي الأبد“ (١أخ ١٧: ١١-١٤)
                    و يتنبأ حزقيال ”و عبدي داود رئيس عليهم إلي الأبد“ (١أخ ٣٧: ٢٥)
                    راجع ايضاً (٢صم ٧: ١٢-١٦) و (مز ١٤٦: ١٠) و (ام ٢٩: ١٤) و (دا ٢: ٤٢) و (مي ٤: ٧) و (عب ١: ٨)

                    الغريب ان اصحاب الفكر التدبيري الذين يؤمنون بأن المسيح سيأتي بعد الضيقة العظيمة مع قديسيه و يربط الشيطان و يحكم الف سنة باليوم و الساعة مستندين علي ما جاء في (رؤ ٢٠: ١-٦) يفسرون عبارة ”الألف سنة“ الواردة في النص تفسيراً حرفياً بينما يفسرون باقي النص تفسيراً رمزياً و هذا تناقض واضح فهم يفسرون المفتاح و السلسلة و الغلق و الختم و الوحش و السمة و ..... إلخ تفسيراً رمزياً ماعدا عبارة الألف سنة، فما المقصود بالألف سنة؟
                    ان رقم ”ألف“ في الكتاب المقدس يشير الي عدد كبير لا حصر له. و يتضح هذا من الآيات التالية: (تث ١: ١٠)
                    ”الرب إله آبائكم يزيد عليكم مثلكم الف مرة و يبارككم“ المقصود بألف مرة هنا عدد لا نهائي كرمل البحر و نجوم السماء.
                    و في (تث ٧: ٩) ”فإعلم ان الرب إلهك هو الله الإله الأمين الحافظ العهد و الإحسان للذين يحبونه و يحفظون وصاياه إلي ألف جيل
                    و في (١ أخ ١٦: ١٥) ”اذكروا الي الأبد عهده الكلمة التي اوصي بها إلي ألف جيل
                    المقصود بألف جيل بالطبع، كل الأجيال التي لا حصر لها. و في (مز ١٠٥: ٨) ”ذُكر إلي الدهر عهده كلاماً اوصي به إلي ألف دور
                    راجع ايضاً (تث ٣٢: ٣٠) و (يش ٢٣: ١٠) و (٢ صم ١٨: ١٢) و (مز ٨٣: ١٩) و (جا ٦: ٣) و (نش ٤: ٤)
                    و (اش ٣٠: ١٧) و (اش ٦٠: ٢٢).
                    و يبدو ان رقم الف كان و مايزال يعني عند اهل الشرق عدد هائل لا حصر له. لذلك تجد الواحد منهم يقول للآخر
                    ”لقد قلت لك هذا الكلام الف مرة“ او عندما يرسل احدهم خطاباً الي صديقه ”و الف سلام إلي فلان“ و نقول للمريض ”الف سلامة“ و نقول للناجح ”الف مبروك“ و نقول للأصدقاء في اعياد ميلادهم ”عقبال الف سنة“ و ..... إلخ.

                    لذلك نعتقد ان الف سنة الواردة في سفر الرؤيا ليست الف سنة حرفية انما هي تشير الي فترة طويلة لا نعلم مداها انما هي معلومة عند الله وحده و قد ادرك آباء الكنيسة و المصلحون و معظم اللاهوتيين عبر العصور ان هذه الفترة هي الممتدة من مجئ المسيح الأول إلي مجيئه الثاني


                    وفى الحلقة القادمة سوف نعرف بمشيئة الرب الأجابة عن السؤال
                    هل بدأ ’ملك المسيح أم سيبدأ؟
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      مشاركة: الملك الألفي

                      ننتظر منك استكمال الدراسة خاصة عن:
                      1-سابقو الآلف سنة
                      2-لاحقو الآلف سنة
                      كنت أود كتابة هذا لولا أننى بطئ فى الكتابة.

                      تعليق


                      • #26
                        مشاركة: الملك الألفي

                        المشاركة الأصلية بواسطة BeBo
                        ننتظر منك استكمال الدراسة خاصة عن:
                        1-سابقو الآلف سنة
                        2-لاحقو الآلف سنة
                        كنت أود كتابة هذا لولا أننى بطئ فى الكتابة.
                        هل تقصد ياعزيزي ماهو وضع من عاشوا قبل الملك الألفى؟ ومن سيعيشوا بعد الملك الألفى ؟
                        أذا كان هذا هو مافهمته من سؤالك فإطمئن سيأتى فيما بعد
                        أما إذا كنت تقصد خلاف ذلك فأرجوا أن توضح ذلك
                        الرب يباركك
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          مشاركة: الملك الألفي

                          أود أن أسجل اعجابي الشديد بهذا الموضوع الهام سيدي الشيخ

                          ما يقصده بيبو عن لاحقوا الالفية وسابقوا الالفية هي مدارس فكرية مختلفة ... ولكن الألفيون هم أنفسهم سابفوا الالفية أما لاحقوا الالفية فشيء آخر ... هل يمكن أن تزيدنا عزيزي بيبوا

                          اعتقد انه يوجد في جعبتك الكثير
                          أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
                          Emad Hanna

                          تعليق


                          • #28
                            مشاركة: الملك الألفي

                            فهمت ياعزيزي
                            سأتطرق الى ماتعنيه وسنتناقش فيه كما تشاء بعد أن أكمل الموضوع
                            وشكراً
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #29
                              مشاركة: الملك الألفي

                              ثانياً: هل بدأ ملك المسيح ام سيبدأ؟

                              يقول جوستاف دلمان (J. Dalman) اللاهوتي الألماني الكبير بأنه بالرجوع الي المعني الأصلي للكلمة العبرية و الآرامية التي تترجم ”ملكوت“ نجد انها تعني ”سلطان الله و حكمه“. اما ما يظنه البعض من ان الكلمة تعني المكان او المنطقة التي يظهر الله فيها سلطانه فهذا من قبيل تحميل الكلمة معانٍ لا تحتملها.
                              و يؤكد نفس الفكرة كامبل مورجان Campbel Morgan قائلاً ان عبارة ملكوت الله باليونانية هي ”باسيليا تو ثيؤ“ تعني حكم الله و سلطانه.
                              و بالطبع نحن لا نقصد الملكوت بمعناه العام و الذي يعني سلطان الله علي التاريخ و الأحداث و الكون بل الملكوت بمعناه الخاص و سنجد ان له وجهة حاضرة و اخري مستقبلية.
                              فالملكوت ليس فقط املاً نترقبه في المستقبل بل حياة نعيشها في الحاضر فلقد كان المعمدان ينادي قائلاً ”توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات“ (متي ٣: ٢) و نادي المسيح قائلاً ”قد كمل الزمان و اقترب ملكوت الله فتوبوا و آمنوا بالإنجيل“ (مر ١: ١٥) و امر المسيح تلاميذه ان يكرزوا قائلين ”انه قد اقترب ملكوت السماوات“ (مت ١٠: ٧) و لما سأل الفريسيون يسوع ”متي يأتي ملكوت الله؟“ اجابهم قائلاً ”لا يأتي ملكوت الله بمراقبة ولا يقولون هوذا ههنا او هوذا هناك لأن ها ملكوت الله داخلكم“ (لو ١٧: ٢٠-٢١)
                              و قد اعلن المسيح بوضوح انه بمجيئه بدأ الملكوت فقال ”ان كنت انا بروح الله اخرج الشياطين “ (متي ١٢: ٢٨)
                              و قد اعلن المسيح ان هذا الملكوت مفتوح لكل البشر و ليس لليهود فقط في (مت ٨: ١١-١٢) و اما الطريق الوحيد له هو الولادة الجديدة في (يو ٣: ٣، ٥) و يؤكد بولس الرسول علي ان كل من يقبل المسيح يدخل الملكوت في (١ تس ٢: ١٢) و (كو ١: ١٢)
                              و يقول القمص متي المسكين في كتابه ”الحكم الألفي“ صفحة ١٧. ”نحن الآن نعيش الألف سنة و هي المعبر عنها في موضع آخر بـ(ملكوت ابن محبته) ايّ ملكوت المسيح الذي فيه الآن جميع القديسين يملكون مع المسيح و نحن ايضاً نشاركهم في هذا الملكوت“ ”شاكرين الآب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور الذي انقذنا من سلطان الظلمة و نقلنا الي ملكوت ابن محبته“ (كو ١: ١٢-١٣)
                              اما الوجهة المستقبلية للملكوت فتتم في مجيئه الثاني فقد اعلن المسيح ان هذا الملكوت سيأتي بقوة و مجد و بهاء في زمن لا يعرفه إلا الله. و قد وضع المسيح الملكوت مقابل جهنم النار فقال ”ان اعثرتك عينك فاقلعها خير لك ان تدخل ملكوت الله اعور من ان تكون لك عينان و تطرح في جهنم النار“ (مر ٩: ٤٧). و يظهر ذلك ايضاً في وصفه لمشهد الدينونة العظيمة في (مت ٢٥: ٣١ - ٤٦) ففي هذا المشهد يظهر ابن الإنسان ملكاً (عدد ٤٠) آتياً في مجد ثم يجلس علي كرسي (عدد ٣١) ثم يعلن عن المكافئة التي سينالها الأبرار، فيقول: ”رثوا الملك المُعد لكم منذ تأسيس العالم“ (عدد ٣٤)
                              و هكذا نري ان منظر الدينونة الأخيرة هو نفسه مجئ الملك بقوة في ملكه و ملكوته. و عندما رسم المسيح فريضة العشاء الرباني قال لتلاميذه ”الحق اقول لكم اني لا اشرب بعد من نتاج الكرمة إلي ذلك اليوم حينما اشربه جديداً في ملكوت الله“ (مر ١٤: ٢٥)
                              و اعلن المسيح في اكثر من مرة ان الملكوت هو المكافئة او المجازاة التي يهبها الله للذين يتبعونه و يحيون حياة مقدسة. فهو مكافئة تعطي للمساكين بالروح و المطرودين من اجل البر و للقطيع الصغير (مت ٥: ٣، ١١) و (لو ١٢: ٣٢) فالملكوت بدأ بمجئ المسيح و سيكتمل في مجيئه الثاني و كل من يسلم حياته للمسيح يصبح عضواً في هذا الملكوت و سيملك مع المسيح الي ابد الآبدين. (رؤ ٢٢: ٥)
                              و كل العهد الجديد يؤكد ان ملك يسوع بدأ منذ وقت صعوده إلي السماء و انه يملك الآن،
                              الم يقل الرسول بولس
                              اذ اقامه من الأموات و اجلسه عن يمينه في السماويات فوق كل رياسة و سلطان و قوة و سيادة و كل اسم يسمي ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل ايضاً و اخضع كل شئ تحت قدميه و اياه جعل رأساً فوق كل شئ“ (اف ١: ٢٠-٢٢)
                              راجع (١ كو ١٥: ٢٥) و (عب ١: ٣) و (عب ١٠: ١٢) و (١ بط ٣: ٢٢) 1كو15:25
                              25لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَمْلِكَ حَتَّى يَضَعَ جَمِيعَ الأَعْدَاءِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ
                              عب1:3,10:12
                              3الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي
                              12وَأَمَّا هَذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ،بطرس الأولى 3:22
                              22 الَّذِي هُوَ فِي يَمِينِ اللهِ، إِذْ قَدْ مَضَى إِلَى السَّمَاءِ، وَمَلاَئِكَةٌ وَسَلاَطِينُ وَقُوَّاتٌ مُخْضَعَةٌ لَهُ.


                              فى الحلقة القادمة سنعرف أن
                              الملكوت روحى لا مادى
                              فإلى الحلقة القادمة بمشيئة الرب
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق


                              • #30
                                مشاركة: الملك الألفي

                                ثالثاً: الملكوت روحي لا مادي


                                ان ديانتنا روحية و ليست مادية ارضية و قد جاء المسيح ليقيم مملكة روحية يملك فيها علي قلوب الناس لا ليكون امبراطوراً سياسياً علي مملكة معينة. لقد قال المسيح لبيلاطس ”مملكتي ليست من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم، لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم الي اليهود“ (يو 18: 36).

                                و يعلِّق الدكتور القس/ فهيم عزيز في كتابه ملكوت الله صفحة 25 علي هذه الآية قائلاً: ”معني قوله هذا هو ان مملكته تأنف من استخدام أساليب العالم الشرير من حرب و نضال و سفك دماء.“

                                و قال الرسول بولس ”لأن ليس ملكوت الله أكلاً و شرباً بل هو بر و سلام و فرح في الروح القدس“ (رو 14: 17)

                                و يعقِّب القمص/ متي المسكين في كتابه شرح رسالة رومية صفحة 651 و 652 علي هذه الآية قائلاً: بسبب الأكل و الشرب دخل أول انشقاق بين الكنيسة الأولي (اع 6: 1، 5) و (اع 7: 59) و هنا يرفع بولس القضية من مستوي الأكل و الشرب إلي مستوي ملكوت الله ملكوت البر و الفرح و السلام.

                                كما يقول القمص/ متي المسكين في كتابه ملكوت الله صفحة 8 و 9 انه منذ ان تكلَّم الأنبياء في اسرائيل عن الملكوت القادم بدأ الإنقسام في التفكير و التفسير. لقد تمادي اليهود المتعصبون للأرض و الحدود و الطين و الذهب و اللحم و الدم و الألقاب و المواريث في ان يتصوروا ملكوت الله علي هذا الصعيد و يترقبوا المسيا ملكاً منتقماً لإسرائيل من الأمم. و يوسع تخومهم و يسحق اعدائهم و يزل رقاق الشعوب تحت اقدامهم. و يضيف ان السبب في هذا العجز الفاضح في فهم النبوات روحياً هو الجهل بمعرفة قصد الله من قيام إسرائيل و بسبب الضغط و الزلة و العبودية المرَّة التي بلغتها اسرائيل في نهاية أيامها من بعد مجد و عز كثير مما جعلهم يطلبون الحرية الأرضية الجسدية و يتجاهلون حرية الروح.

                                و يذكر القس/ عزت شاكر في كتابه الملك الألفي صفحة 28 ان المشكلة تكمن في بعض نبوات العهد القديم التي تصف ملكوت المسيا بأوصاف تبدو لأول وهلة انها بعيدة عن التصديق مثل: ”فيسكن الذئب مع الخروف و يربض النمر مع الجدي و العجل و الشبل و المسمَّن معاً و صبيّ صغير يسوقها و يلعب الرضيع علي سرب الصلّ و يمد الفطيم يده علي جحر الأفعوان“ (أش 11: 6، 8). ”فتستقون مياهاً بفرح من ينابيع الخلاص“ (أش 12: 3). ”لأني هأنذا خالق سماوات جديدة و ارضاً جديدة لا يكون بعد هناك طفل ايام ولا شيخ لم يكمِّل أيامه. لأن الصبي يموت ابن مئة سنة و الخاطئ يُلعن ابن مئة سنة“ (أش 65: 17، 20).

                                و يقول القمص/ متي المسكين في كتابه الحكم الألفي صفحة 11-13: ان إمكانية أيّ نبي في العهد القديم للتعبير عن الروحيات كما عرفناها نحن في العهد الجديد كانت مستحيلة بسبب الفكر القديم و اللغة القديمة و الروح القديمة عن روحيات العهد الجديد. هذا بالإضافة إلي إنحطاط مستوي التفكير الشعبي العام الذي كان يخاطبه النبيّ و يحاول ان يبثه رؤياه عن الملكوت الآتي.

                                و يستكمل القس/ عزت شاكر: لذلك نجد النبوة في العهد القديم تتخذ طريقاً آمناً لوصف الروحيات القادمة للملكوت الآتي لا بتعبيرات لاهوتية صعبة ولا بتحديدات إنما بأوصاف مجازية مادية شعبية سهلة تحمل في أعماقها أقصي ما يمكن من التعبيرات اللاهوتية السرية التي تطابق الواقع في كل زمان. هذا لو فُحصت روحياً و فُهمت بأعمق من شكلها القصصي الظاهري و بعيداً عن التأويلات المادية ولكن للأسف كما فسرَّت العقلية اليهودية المضغوطة سياسياً و اقتصادياً و نفسياً بسبب الإحتلال الروماني، هذه النبوات تفسيراً مادياً. هكذا نجد في كل جيل و كل عصر بعض المتألمين و المتعبين الذين يجدون تعزيتهم في مثل هذه الآيات، و يظنون انها ستتم في المستقبل و بنفس الصورة المادية غير قادرين علي الإرتقاء في النظر الي النبوات بعين الروح.

                                و عندما ننظر إلي العهد الجديد نظرة متعمقة سنجد اكتمال هذه النبوات بصورة ثانية فقال المسيح: ”هأنا ارسلكم مثل حملان بين ذئاب“ (لو 10: 3). و هنا نجد الحمل يعيش بين الذئاب، بل و تستطيع الحملان بواسطة انجيل المسيح ان تحول الذئاب إلي حملان. ألم يقل بولس الرسول ”حاربت وحوشاً في أفسس“، و الإنجيل غيَّر الطبيعة المتوحشة إلي طبيعة وادعة هادئة. بولس الرسول نفسه الذي كان ينفث (كالحية) تهدداً و قتلاً في شعب الرب و يضطهد كنيسة الله بإفراط و يتلفها، نجده يتحوَّل إلي حمل وديع يَنفق و يُنفق من أجل سيده.

                                قال المسيح: ”من يشرب من الماء الذي أعطيه انا فلن يعطش إلي الأبد“ (يو 4: 14). هذه المياه هي التي عبَّر عنها الأنبياء قديماً بالينابيع.

                                قال المسيح: ”كل من كان حياً و آمن بي فلن يموت إلي الأبد“ (يو 11: 26). هذا ما عبَّر عنه النبي بقوله: ”لا يكون بعد طفل أيام“. ان المشكلة تكمن في اننا ارضيون و ترابيون و ماديون لذلك نميل إلي تفسير النبوات تفسيراً مادياً.

                                الى الحلقة القادمة - متى يقيد الشيطان؟

                                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X