إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الملك الألفي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    مشاركة: الملك الألفي

    لم تجيبنى عزيزى يسوع حياتى على السؤال الذى سألته لك
    هل قرأت الموضوع من بدايته؟
    اذن أجيب نيابة عنك أنه من الواضح كما قلت أنك تنقل رأى واحد فى هذا الموضوع وكان يجب عليك للأمانة أن تنقل كل الأراء كما حدث فى المداخلات الأولية هنا والتى كتب بعضها أخونا النسر وكتب البعض الأخر الشيخ- لكى تبين ان الطائفة الواحدة يوجد بها الرأين كما وضحت انا فى المداخلات الأولى ووضح أيضا ذلك أخونا النسر

    المشاركة الأصلية بواسطة النسر
    مصطلح الملك الألفي هو من المصطلحات التي يختلف حولها الكثيرون
    بل أنه مصطلح كفيل لا فقط بأدارة الحوار الفكري حوله
    بل بأدارة الصراعات الفكرية بين الطوائف
    وصولا الي توجيه الفكر السياسي لبعض القادة المؤمنين
    وإزاء ذلك المصطلح وقفت الكنائس حائرة
    فالبعض يؤيد تلك الفكرة ويزعم انها غاية وهدف الكتاب المقدس ان يعلن ملك المسيح المادي علي خليقته المادية
    والبعض يرفض الفكرة دون لسبب الرفض إلا التمسك بعقائد الطائفة التي ينتمي اليها
    بداية فإن مصطلح (الملك الألفي) هو مصطلح غير كتابي (بمعني انه مصطلح لم يرد في كتابنا المقدس بعهديه)
    لكن تعبير (الألف سنة) ورد في موضع واحد بالكتاب المقدس (رؤيا 20) ستة مرات
    وهذا علي سبيل الحصر ( أي لم يرد في أي مكان أخر بالكتاب المقدس).
    سفر الرؤيا الذي ورد به تعبير (الألف سنة) هو سفر رمزي
    فمثلا لم يوجد (ولن يوجد) يوما ما وحش متعدد الرؤوس والقرون كالمذكور في السفر
    لكن السفر يستخدم اسلوب الرمز ليوصل مفهوما معينا للقاريء
    فعندما كتب يوحنا السفر كتبه تحت وطأة الأضطهاد فكان لزاما ان يكتبه باسلوب رمزي (شفري) لا يفهمه أي غريب
    بل من له الفهم الروحي هو فقط من يحسب ويفك تلك الشفرة الروحية
    وبما أن السفر كله مكتوب باسلوب رمزي فلا يمكننا ان نستثني منه تعبيرا واحدا هو (الألف سنة) ونصر انها تعبير حرفي وليس رمزيا وتشير الي مدة محددة رقميا بألف سنة
    فالأكثر منطقية أن نقول أن هذا التعبير هو إشارة رمزية الي مدة زمنية طويلة أشير اليها بالتعبير الرمزي (ألف سنة)
    الإستنتاج الأول الذي يمكننا أن نستنتجه هو:

    تعبير (الألف سنة) هو تعبير رمزي عن مدة زمنية طويلة

    ماالذي سيحدث خلال تلك الفترة ؟؟؟؟؟
    النسر


    و اذا كان كل السفر مكتوب باسلوب رمزى وأتت عبارة لمرة واحدة فى الأصحاح العشرين وحتى لو تكررت ست مرات فى نفس الأصحاح هل نقول ان السفر كله غير رمزى بسبب عبارة لا يستدل منها ماتعنيه ب"الملك الألفى" والتى لم ترد مرة واحدة فى الكتاب المقدس؟ كما تقول
    المشاركة الأصلية بواسطة يسوع حياتي
    أيضا في سفر الرؤيا 2:20-7، نجد أنه مذكور ستة مرات أن الحكم الألفي سيستمر لمدة الف عاماً
    أين الرمز هنا ،المسألة واضحة فلا يجوز أن نحرف كلمة الله عن مقصدها الواضح الحقيقي ونخلط
    مابين ما هو رمز فعلا ،وبين ماهو جلي واضح
    (ولكن من خلال التفسير الكتابي استنادا للكتاب المقدس أي التفسير المستند لكلمة الله فاأنه حتى الرموز في رؤية يوحنا
    واضحة المعنى ولايوجد شيء فيها غامض التفسير)
    وبما ان الرؤية هي اعلان وليس لغز وبما ان الحكم الألفي مكرر بشكل حرفي سبع مرات دون لبس او ابهام
    فان ألألف سنة تعني حرفيا الف سنة وليس هناك لبس في الأمر
    ولايثجوز ان نؤول ماهوواضح وجلي ألى لغز ونشوه عن قصد او غير قصد مقصد الله من هدا الأعلان
    أين وردت ست أوسبع مرات الملك الألفى التى لم تذكر شاهد واحد لها -النقل عن الغير سهل ولكن التأييد بالكتاب المقدس هو دستورنا
    أرجوا أن تأتى بالأية التى يذكر فيها " الملك الألفى؟
    وليس معنى وجود عبارة ألف سنة تعنى ملك ألفى فعلى ياعزيزى
    أرجوك أن تقرأ المداخلات من البداية وتتبع الموضوع ولا تنقل راى واحد تختلف عليه كل الكنائس لدرجة أننى ذكرت فى البداية أن فى الكنيسة الأنجيلية من يؤيد الرأيين وكذلك فى الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية وذكرت لك المراجع فى كل كنيسة
    لكن أن تأتى وتبين رأى ليس له سند كتابى وتقول أن الألف سنة تعنى الملك الألفى ؟
    أين ورد ذلك ياعزيزى - ارجوا أن تؤيد ذلك بالأيات المؤكدة وليس بشاهد لا يحتوى على شيئ


    المشاركة الأصلية بواسطة يسوع حياتي
    فرؤية يوحنا ليست سفر غامض بل هي اعلان فسر كل الألغاز التي وردت بالعهد القديم من خلال أعلان الرب يسوع المسيح ليوحنا
    لا ياعزيزى وكل المفسرين قالوا أن السفر حتى اليوم به أشياء غامضة وسيكشفها الله تباعا

    المشاركة الأصلية بواسطة يسوع حياتي
    (ولكن من خلال التفسير الكتابي استنادا للكتاب المقدس أي التفسير المستند لكلمة الله فاأنه حتى الرموز في رؤية يوحنا
    واضحة المعنى ولايوجد شيء فيها غامض التفسير)
    أليس هذا تناقض ياعزيزى مرة تقول أن السفر غير رمزى ومرة تقول حتى الرموز فى رؤيا يوحنا واضحة؟
    هل قال واحد من المفسرين أن السفر واضح أم أجتهاد شخصى لبعض الذين يحاولون تسهيل الأمور
    أرجوك أن تدرس علم التفسير لكى تعرف كيف يثبت المفسرين تفسير معين وقوانين التفسير لكى تعرف أنها ليست ذكر آية واحدة (وهذا مالم تؤيده أيضا بآية واحدة) بل التأييد بعدة آيات تسلك نفس المنهاج
    أرجوك رجاء من القلب أن تقرأ كتب عن كل الآراء وتكون فكرك بعد ذلك وليس بنقل كتاب قرأته ولم تقرأ سواه
    سؤال أخير هل يؤثر عندك اذا كان هناك ملك ارضى فعلى أو عدمة من أبديتك ؟
    أظن موضوع أختلف عليه علماء المسيحيين نتركه لكى يظهره ويبينه الرب يسوع سواء أثناء وجودنا وحياتنا على الأرض أو فى السماء سيتضح كل شيئ عند ملاقاة الرب يسوع
    التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ; الساعة 28-04-09, 04:02 PM.
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #62
      مشاركة: الملك الألفي

      المشاركة الأصلية بواسطة الشيخ
      لم تجيبنى عزيزى يسوع حياتى على السؤال الذى سألته لك
      هل قرأت الموضوع من بدايته؟
      اذن أجيب نيابة عنك أنه من الواضح كما قلت أنك تنقل رأى واحد فى هذا الموضوع وكان يجب عليك للأمانة أن تنقل كل الأراء كما حدث فى المداخلات الأولية هنا والتى كتب بعضها أخونا النسر وكتب البعض الأخر الشيخ- لكى تبين ان الطائفة الواحدة يوجد بها الرأين كما وضحت انا فى المداخلات الأولى ووضح أيضا ذلك أخونا النسر



      و اذا كان كل السفر مكتوب باسلوب رمزى وأتت عبارة لمرة واحدة فى الأصحاح العشرين وحتى لو تكررت ست مرات فى نفس الأصحاح هل نقول ان السفر كله غير رمزى بسبب عبارة لا يستدل منها ماتعنيه ب"الملك الألفى" والتى لم ترد مرة واحدة فى الكتاب المقدس؟ كما تقول

      أين وردت ست أوسبع مرات الملك الألفى التى لم تذكر شاهد واحد لها -النقل عن الغير سهل ولكن التأييد بالكتاب المقدس هو دستورنا
      أرجوا أن تأتى بالأية التى يذكر فيها " الملك الألفى؟
      وليس معنى وجود عبارة ألف سنة تعنى ملك ألفى فعلى ياعزيزى
      أرجوك أن تقرأ المداخلات من البداية وتتبع الموضوع ولا تنقل راى واحد تختلف عليه كل الكنائس لدرجة أننى ذكرت فى البداية أن فى الكنيسة الأنجيلية من يؤيد الرأيين وكذلك فى الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية وذكرت لك المراجع فى كل كنيسة
      لكن أن تأتى وتبين رأى ليس له سند كتابى وتقول أن الألف سنة تعنى الملك الألفى ؟
      أين ورد ذلك ياعزيزى - ارجوا أن تؤيد ذلك بالأيات غالمؤكدة وليس بشاهد لا تحتولى على شيئ



      لا ياعزيزى وكل المفسرين قالوا أن السفر حتى اليوم به أشياء غامضة وسيكشفها الله تباعا


      أليس هذا تناقض ياعزيزى مرة تقول أن السفر غير رمزى ومرة تقول حتى الرموز فى رؤيا يوحنا واضحة؟
      هل قال واحد من المفسرين أن السفر واضح أم أجتهاد شخصى لبعض الذين يحاولون تسهيل الأمور
      أرجوك أن تدرس علم التفسير لكى تعرف كيف يثبت المفسرين تفسير معين وقوانين التفسير لكى تعرف أنها ليست ذكر آية واحدة (وهذا مالم تؤيده أيضا بآية واحدة) بل التأييد بعدة آيات تسلك نفس المنهاج
      أرجوك رجاء من القلب أن تقرأ كتب عن كل الآراء وتكون فكرك بعد ذلك وليس بنقل كتاب قرأته ولم تقرأ سواه
      أخي أن الدي قلته هو بوضوح رأيي ولاأريد أن يقرر عني أحدهم انه رأيي أوعدم رايي
      ولكن الواضح ان رأيك بالحقيقة مختلف انت وباقي أغلب الأخوة عن رايي لكنك
      دمجت الموضوع الدي نزلته انا على حدة لتلغي التميز لأنك لاتوافق عليه
      لقد قلت انا ان الرؤية أعلان واضح لنا بالأيام الأخيرة عن ماهو أت وليس مجموعة
      رموز والغاز مبهمة كما أنتم تعتقدون
      وأكرر حتى الرموز واضحة المعني ان تاملنا تفسيرها من خلال كلمة الله يعني
      لمن لهم عمق روحي بالكتاب المقدس يمكن ان يفسروها وسيتفقون حتما على معناها
      وهدا يعني ان الرؤية واضحة ألا لمن لايريدها ان تكون واضحة

      وأؤوكد أن الحكم الألفي هو حرفيا سيكون 1000 سنة يملك به الرب يسوع المسيح
      عقب الظهور الهي حيث سيسبق الظهور الألهي حتما اختطاف الكنيسة
      والدينونة العظيمة
      أخي المبارك لاأستطيع ان أقول لك أنني غير مضطلع على الموضوع لأنني مضطلع
      وأعرف ما أ قول
      وأعرف راي الأخوة المشاركين ولكن رايي ليس من رايك ولامن رايهم او أغلبهم

      الرب يباركك

      ورد في رؤية يوحنا22:

      18لأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذَا الْكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذَا، يَزِيدُ اللهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ الْمَكْتُوبَةَ فِي هذَا الْكِتَابِ. 19وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذِهِ النُّبُوَّةِ، يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا الْكِتَابِ.
      20يَقُولُ الشَّاهِدُ بِهذَا:«نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعًا». آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ.
      21نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ.

      فيا أخوتي الأحباء كلمة الله موحاة كاملة بالكتاب المقدس فمن يزيد على كلمة الله الموحاة بالكتاب المقدس يهين الله
      (ومعنا دلك أن كلمة الله ناقصة)وسيحدف الرب اسمه من سفر الحياة

      ومن بنقص من كلمة الله باي دريعة ويحدف منها أيضا يهين الله ويحدف اسمه من سفر الحياة

      فلا تتباطؤا في فهم سفر الرؤية وفي معرفة مقاصد الله الواضحة منه وألا تكونون كأنكم تحدفون هدا السفر
      فتحرمون انفسكم من سفر الحياة
      ماران آثا
      ماران آثا
      ماران آثا

      تعال ايها الرب يسوع في مجيئك الثاني المجيد
      واملك علينا الى الأبد .......آمين
      التعديل الأخير تم بواسطة يسوع حياتي; الساعة 28-04-09, 04:05 PM.

      تعليق


      • #63
        مشاركة: الملك الألفي

        المشاركة الأصلية بواسطة يسوع حياتي
        لكنك دمجت الموضوع الدي نزلته انا على حدة لتلغي التميز لأنك لاتوافق عليه
        عزيزى يسوع حياتى
        سبب دمجى للمواضيع لأنها موضوع واحد ولا يستحب أن يكون موضوع واحد وله تفريعات كثيرة
        وقد سبق ان دمجت مواضيع كثيرة كما تلاحظ فى المواضيع التى تفتحها وتجئ تحت تأملات وهى شبيهة بموضوع طعام وتعزية الذى انقله يوميا بمواضيع مختلفة ولكن يصب فى التاملات
        لأن الموضوع عندما يفتح له عدة مواضيع لا يلم بها القارئ
        حاول أن تكون مواضيعك المتشابهة فى موضوع واحد بقدر الأمكان
        أذن دمج الموضوع المتشابه ليس لأقتناعى أو عدم أقتناعى كما تقول وقد سبق أن تناقشنا فى هذا الموضوع فى نفس الموضوع مع بعض الأخوة ولم يفتح الأخوة مواضيع جانبية



        المشاركة الأصلية بواسطة يسوع حياتي
        لقد قلت انا ان الرؤية أعلان واضح لنا بالأيام الأخيرة عن ماهو أت وليس مجموعة
        رموز والغاز مبهمة كما أنتم تعتقدون
        وأكرر حتى الرموز واضحة المعني ان تاملنا تفسيرها من خلال كلمة الله يعني
        لمن لهم عمق روحي بالكتاب المقدس يمكن ان يفسروها وسيتفقون حتما على معناها
        وهدا يعني ان الرؤية واضحة ألا لمن لايريدها ان تكون واضحة
        نشكر الرب من جهتك أخونا لأنه أظهر الرموز كلها لك والرؤيا عندك واضحة لأنه عندك عمق روحى أكثر من غيرك
        و كما تقول الرؤية واضحة لك أنما لا تكون غير واضحة لمن لا يريدها (مثلنا) أشكرك لحكمك على الآخرين الذين يعارضون كلامك الغير كتابى
        وأقول الغير كتابى لأنك لم تجيبنى على سؤالى وطلبى منك أن تأتى بآية واحدة فى الكتاب المقدس تذكر عبارة:" الملك الألفى"
        ولكن هذه عبارة اطلقها من يريدون ملكا أرضيا


        المشاركة الأصلية بواسطة يسوع حياتي
        ورد في رؤية يوحنا22:
        18لأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذَا الْكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذَا، يَزِيدُ اللهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ الْمَكْتُوبَةَ فِي هذَا الْكِتَابِ. 19وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذِهِ النُّبُوَّةِ، يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا الْكِتَابِ.
        20يَقُولُ الشَّاهِدُ بِهذَا:«نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعًا». آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ.
        21نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ.
        هل هذه الأيات فيها حكم ألفى؟ لم تأتنى بآية واحدة تقول فيها ملك ألفى

        المشاركة الأصلية بواسطة يسوع حياتي
        وأؤوكد أن الحكم الألفي هو حرفيا سيكون 1000 سنة يملك به الرب يسوع المسيح
        عقب الظهور الهي حيث سيسبق الظهور الألهي حتما اختطاف الكنيسة
        والدينونة العظيمة
        ممكن عزيزى تجيبنى على سؤالى الذى سألته قبل الأن ولم أتلقى أجابة عليه و تشرح لى تأكيدك بالحكم الألفى حرفيا 1000 سنة عقب الظهور الألهى والذى سيسبقة أختطاف الكنيسة؟
        أليس هذا تناقض ؟
        كيف أن الأختطاف سيسبق الحكم الألفى وكيف أن المؤمنون سيملكون مع المسيح ملك ألفى أرضى هنا على الأرض؟
        ولماذا لا يؤجل الأختطاف لحين الأنتهاء من الملك الألفى هنا على الأرض؟ لعل الله يكون قد أظهرها وبينها لك والرؤيا واضحة لك كما تقول ولم يبينها لنا نحن الذين لم تتضح لنا كل الأمور


        المشاركة الأصلية بواسطة يسوع حياتي
        أخي المبارك لاأستطيع ان أقول لك أنني غير مضطلع على الموضوع لأنني مضطلع
        هل تقصد أنك متطلع من الأتطلاع؟ أم مضطلع من الضلوع؟ أى أنك ضليع فى ذلك
        تفرق كثير عندى لآخذ فكرة اوضح


        المشاركة الأصلية بواسطة يسوع حياتي
        فيا أخوتي الأحباء كلمة الله موحاة كاملة بالكتاب المقدس فمن يزيد على كلمة الله الموحاة بالكتاب المقدس يهين الله
        (ومعنا دلك أن كلمة الله ناقصة)وسيحدف الرب اسمه من سفر الحياة
        ومن بنقص من كلمة الله باي دريعة ويحدف منها أيضا يهين الله ويحدف اسمه من سفر الحياة
        فلا تتباطؤا في فهم سفر الرؤية وفي معرفة مقاصد الله الواضحة منه وألا تكونون كأنكم تحدفون هدا السفر
        فتحرمون انفسكم من سفر الحياة
        ومن أضاف مفهوم لم يذكر فى الكتاب ياعزيزى؟
        أرجوك أن لا تدين أحد


        المشاركة الأصلية بواسطة يسوع حياتي
        تعال ايها الرب يسوع في مجيئك الثاني المجيد
        واملك علينا الى الأبد .......آمين
        أليس هذا تناقض ملك أبدى مع ملك ألفى؟
        وهل عندما يملك علينا الى الأبد سيكون للملك الألفى أعتبار؟


        المشاركة الأصلية بواسطة الشيخ

        سؤال أخير هل يؤثر عندك اذا كان هناك ملك ارضى فعلى أو عدمة من أبديتك ؟
        أظن موضوع أختلف عليه علماء المسيحيين نتركه لكى يظهره ويبينه الرب يسوع سواء أثناء وجودنا وحياتنا على الأرض أو فى السماء سيتضح كل شيئ عند ملاقاة الرب يسوع
        الرب يباركك عزيزى ويبين للكل حقه الكتابى(للكل لا تشمل من بينها وأظهرها لهم سابقا)
        التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ; الساعة 28-04-09, 05:05 PM.
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #64
          مشاركة: الملك الألفي

          اخي هده هي الشواهد الكتابية على الحكم ألألفي


          رؤيا 2:20
          فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ،

          رؤيا 4:20
          وَرَأَيْتُ عُرُوشًا فَجَلَسُوا عَلَيْهَا، وَأُعْطُوا حُكْمًا. وَرَأَيْتُ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ وَمِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَالَّذِينَ لَمْ يَسْجُدُوا لِلْوَحْشِ وَلاَ لِصُورَتِهِ، وَلَمْ يَقْبَلُوا السِّمَةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ وَعَلَى أَيْدِيهِمْ، فَعَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ الْمَسِيحِ أَلْفَ سَنَةٍ.

          رؤيا 6:20
          مُبَارَكٌ وَمُقَدَّسٌ مَنْ لَهُ نَصِيبٌ فِي الْقِيَامَةِ الأُولَى. هؤُلاَءِ لَيْسَ لِلْمَوْتِ الثَّانِي سُلْطَانٌ عَلَيْهِمْ، بَلْ سَيَكُونُونَ كَهَنَةً ِللهِ وَالْمَسِيحِ، وَسَيَمْلِكُونَ مَعَهُ أَلْفَ سَنَةٍ.


          هده هي الشواهد على حكم المسيح مع القديسين ألف سنة طبعا سيكون
          سيكون هدا الملك أرضي ((لتكن مشيئتك كما في السماء كدلك على الأرض))
          وهدا وارد برؤيا 20 ولكن عقب ألألف سنة سيتحول الملكوت الأرضي ألألفي
          ألى ملكوت سماوي أبدي بأورشليم النازلة من السماء


          رؤيا
          1 1:20ثُمَّ رَأَيْتُ عَرْشًا عَظِيمًا أَبْيَضَ، وَالْجَالِسَ عَلَيْهِ، الَّذِي مِنْ وَجْهِهِ هَرَبَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ، وَلَمْ يُوجَدْ لَهُمَا مَوْضِعٌ!
          وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا.2 ;21
          3 :21وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً:«هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ.


          أخي الكريم لست وحدي سفر الرؤيا واضح عندي بل هناك كثيرين
          وأرجوا أن تتأملو هدا الرابط فهو مفيد جدا في هدا المجال:

          http://www.waterlive.org/Read.aspx?v...=66&cmnt=1&c=1

          وآسف كثيرا أن ما أسأت اللفظ مع أحدكم

          سلام المسيح
          التعديل الأخير تم بواسطة يسوع حياتي; الساعة 28-04-09, 06:41 PM.

          تعليق


          • #65
            مشاركة: الملك الألفي

            أخي سألتني هدا السؤال:

            سؤال أخير هل يؤثر عندك اذا كان هناك ملك ارضى فعلى أو عدمة من أبديتك ؟
            أظن موضوع أختلف عليه علماء المسيحيين نتركه لكى يظهره ويبينه الرب يسوع سواء أثناء وجودنا وحياتنا على الأرض أو فى السماء سيتضح كل شيئ عند ملاقاة الرب يسوع

            وأنا أجيبك كشيء شخصي لايهمني هدا بشيء
            ولكن الطامة الكبرى هو انني عند تأويل كلمة الله عن مقصدها الحقيقي
            فأنني أكون أما أزيد أو أنقص في كلمة الله الموحاة وبالتالي سيحدف أسمى من سفر الحياة
            وانا لااريد ان أزعج من أحب من افتداني واسلم نفسه من أجلي
            ولاأريد ان أخسر الجعالة

            فانا أحبه وسأظل وفيا له ومعه طول الأيام

            سلام المسيح
            التعديل الأخير تم بواسطة يسوع حياتي; الساعة 28-04-09, 06:51 PM.

            تعليق


            • #66
              مشاركة: الملك الألفي

              المشاركة الأصلية بواسطة يسوع حياتي
              اخي هده هي الشواهد الكتابية على الحكم ألألفي
              رؤيا 2:20
              فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ،
              رؤيا 4:20
              وَرَأَيْتُ عُرُوشًا فَجَلَسُوا عَلَيْهَا، وَأُعْطُوا حُكْمًا. وَرَأَيْتُ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ وَمِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَالَّذِينَ لَمْ يَسْجُدُوا لِلْوَحْشِ وَلاَ لِصُورَتِهِ، وَلَمْ يَقْبَلُوا السِّمَةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ وَعَلَى أَيْدِيهِمْ، فَعَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ الْمَسِيحِ أَلْفَ سَنَةٍ.
              رؤيا 6:20
              مُبَارَكٌ وَمُقَدَّسٌ مَنْ لَهُ نَصِيبٌ فِي الْقِيَامَةِ الأُولَى. هؤُلاَءِ لَيْسَ لِلْمَوْتِ الثَّانِي سُلْطَانٌ عَلَيْهِمْ، بَلْ سَيَكُونُونَ كَهَنَةً ِللهِ وَالْمَسِيحِ، وَسَيَمْلِكُونَ مَعَهُ أَلْفَ سَنَةٍ.
              هده هي الشواهد على حكم المسيح مع القديسين ألف سنة طبعا سيكون
              وهذه ياعزيزى بعض الأيات التى نوهنا عنها أنها ست آيات ذكرت فى أصحاح واحد وهو الأصحاح العشرون من سفر الرؤيا و ذكرها أخونا النسر وذكرها الشيخ من قبل وقلت لك أنها لا تدل على أنها ملك أرضى - من أين جئت بالملك الأرضى وما فائدته وهل هذا يتناقض مع الملك الأبدى وسألتك فى المداخلة السابقة
              أليس هذا تناقض ملك أبدى مع ملك ألفى؟
              وهل عندما يملك علينا الى الأبد سيكون للملك الألفى أعتبار؟
              أذن لم تأتى ياعزيزى بما يثبت أن هناك ملك أرضى الا الأية التى أستعنت بها وقلت


              المشاركة الأصلية بواسطة يسوع حياتي
              سيكون هدا الملك أرضي ((لتكن مشيئتك كما في السماء كدلك على الأرض))
              وهل المشيئة التى فى السماء كذلك على الأرض تحولت الى ملك أرضى؟
              وعدت وذكرت الأية الواردة فى رؤيا اصحاح20 وعدد1و2


              المشاركة الأصلية بواسطة يسوع حياتي
              1 1:20ثُمَّ رَأَيْتُ عَرْشًا عَظِيمًا أَبْيَضَ، وَالْجَالِسَ عَلَيْهِ، الَّذِي مِنْ وَجْهِهِ هَرَبَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ، وَلَمْ يُوجَدْ لَهُمَا مَوْضِعٌ!
              وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا.2 ;21
              3 :21وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً:«هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ.
              وقد أظهرت لك جزء منها بالأحمر" المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء " هل يعنى ذلك أنها اورشليم الجديدة أم القديمة ولماذا سماها اورشليم الجديدة اذا كانت هى القديمة؟ وهل معنى أنها نازلة من السماء يعنى انها على الأرض؟
              وهل السماء هى سماء واحدة لكى يفهم من أن أورشليم النازلة هذه اذا نزلت من السماء فتكون نتازلة الى الأرض أم يفهم منها أشياء أخرى؟
              تساؤلات لا يستطيع أحد أن يقول أنه فهم سفر الرؤيا وتقول ان الرؤية واضحة لك أنما لا تكون غير واضحة لمن لا يريدها


              المشاركة الأصلية بواسطة يسوع حياتي
              أخي الكريم لست وحدي سفر الرؤيا واضح عندي بل هناك كثيرين
              وأرجوا أن تتأملو هدا الرابط فهو مفيد جدا في هدا المجال:
              وكذلك ياعزيزى لست وحدى الذى يقول رأى يخالفك وقد وضعت سايت يؤيد كلامك ممكن أضع لك عشرات السايتات تؤيد كلام مخالف لك تماما
              أنا لا أقول شيئ بل طلبت منك الأتطلاع على الآراء الأخرى وأفهم ما تحتويه آراءهم ولا تتقيد بفكر واحد اول أول فكر قرأته فيكون هو السليم - لذا طلبت منك ياعزيزى أن تقرأ الموضوع من الأول - والأختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية
              على كل أنا آسف اذا كنت فتحت الحوار فى مواضيع اختلف عليها علماء المسيحية وطلبت منك وسألتك - هل سيؤثر ذلك على أبدية الشخص الذى يعتقد بهذا الرأى أو ذاك وأشكرك على أجابتك التى أثلجت قلبى
              الرب يباركك واشكرك من أجل هذه المناقشات القيمة التى تثرى المنتدى بالآراء المختلفة لنتناقش فيها بكل حب ومودة
              وياحبذا أيضا أن نسمع آراء أساتذتنا القدامى وخدام الرب القديسين الدارسين لهذا الموضوع - بدون ذكر أسماؤهم فهم يعرفون من أقصد -
              الرب يبارككم جميعا
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #67
                مشاركة: الملك الألفي

                المشاركة الأصلية بواسطة يسوع حياتي
                وبعد هذه التدابير التي أوضحت فشل الإنسان، أدخل الله تدبيرًا عظيمًا جدًا، هو «تدبير نعمة الله» (أف3: 2)،
                الذي فيه يتعامل الله مع كل البشر بالنعمة المطلقة. لكن يا للأسف، فها نحن نرى ارتدادًا عن الإيمان، وتحولاً عن شخص المسيح.
                ويخبرنا الوحي أن هذا التدبير سينتهي بأن يتقيأ المسيح من فمه المسيحيين الإسميين غير المؤمنين، بعد أن يختطف إليه الكنيسة عروسه الحقيقية (1تي4: 1؛ رؤ3: 16).

                لكن يبقي امتحان أخير للإنسان، هو «تدبير ملء الأزمنة»، فيه تستعلن لا نعمة الله فقط، بل سيستعلن مجد الله
                . فماذا سيفعل الإنسان في هذا الامتحان؟ سيفشل الإنسان أيضًا كما فشل في التدابير السابقة (رؤ20: 7-9).

                والآن ما الجديد الذي سيضيفه فشل الإنسان في هذا التدبير بعد أن فشل فعلاً في ستة تدابير أسبق؟ الجديد هو أننا كثيرًا ما نسمع من يلتمسون
                العذر للبشر بقولهم إن الإنسان خيّر بالطبيعة، لكن المشكلة هي في الوسط الذي يعيش فيه. وكل التدابير السابقة غيرت من طرق تعامل الله مع
                البشر، لكنها لم تغير المناخ غير الصالح الذي يحيط بالإنسان. ولذلك ستأتي على الأرض أيام ليس هناك ما هو أفضل منها: فسيكون الشيطان
                مقيدًا، ولن تكون هناك إغراءات للخطية، وسيكون الحكم للرب نفسه، وسيسود البر والسلام، كما أن هذه الفترة لن تكون قصيرة بل ستمتد ألف
                سنة. بمعنى أن كل شيء سيكون لمساعدة الإنسان على النجاح. لكنه مع ذلك سيسقط سقوطًا سريعًا وعظيمًا. وستتبرهن الكلمات التي قالها
                المسيح: أن «المولود من الجسد جسد هو» (يو3: 6). فبعد أن تتم الألف السنة سيحل الشيطان من سجنه زماناً يسيراً، فيخرج ليضل الأمم،
                وليجمعهم للحرب، الذين عددهم مثل رمل البحر (رؤ20: 3، 7، 8). فألف سنة عذاب في الهاوية لم تغير الشيطان، وألف سنة نعيم في المُلك
                لم تغير قلب الإنسان. فيخرج الشيطان لكي يُضِل، ويذهب الإنسان لكي يتبع الشيطان في ثورة تمرد وعصيان على الملك!

                والعجيب حقًا أن الأمر - كما ذكر الوحي - لن يحتاج إلى وقت كبير، فكل ما سيحتاجه الشيطان هو "زمانًا يسيرًا" (رؤ20: 3و7).
                وسيجمع من الأمم عددًا مثل رمل البحر لكي يحاربوا معسكر القديسين، وهم في الواقع يحاربون الرب نفسه. وهكذا سيُظهر الملك الألفي
                عُمق فشل الإنسان. فالمشكلة ليست في المناخ الذي يحيط بالإنسان، بل المشكلة في أعماق قلب الإنسان. وإن كان الشعب القديم تحت الناموس
                أظهر فشله في أنه احتقر قداسة الله، وفي فترة النعمة الحالية ظهر الفشل في احتقار نعمة الله، ففي الملك الألفي سيظهر الفشل في احتقار مجد الله.

                5- بالنسبة للصديق
                :
                إنصافهم ومكافئتهم.

                كم يعاني الأبرار في الوقت الحالي. وكم هو شيء مألوف ومتكرر في هذا العالم أن يتهم أفضل عينات البشر بأبشع التهم من الذين هم أردأ
                أنواع البشر (قارن مع تك39). لقد جُعلت الجهالة في معالي كثيرة، والأغنياء يجلسون في السافل. والعبيد اليوم يركبون الخيل، بينما الرؤساء
                يمشون على الأرض كالعبيد (جا10: 6و7). لكن ذلك لن يستمر إلى ما لا نهاية، بل ستأتي أيام حيث يملك المسيح، حينئذ «يقضي لمساكين
                الشعب، يخلص بني البائسين، ويسحق الظالم... يشرق في أيامه الصديق .. لأنه ينجي الفقير المستغيث،
                والمسكين إذ لا معين له، يشفق على المسكين والبائس، ويخلص أنفس الفقراء» (مز72: 4، 7، 12، 13).

                أستكمال موضوع ألملك الألفي والدي يؤلف وحدة متكاملة ولم استطع اكمال تنزيله
                أنا يسوع حياتي
                بعد تسرع الأخ الشيخ بأضافته للحوارية الخاصة بالأخ النسر وسأكملها الآن جاعلا هدا
                الأقتباس هو صلة الوصل للمتابعةهنا:



                ويحق لنا أن نسأل هل هذا الكلام حدث في أي وقت من تاريخ تلك البشرية المسكينة المعذبة؟ وإن كانت الإجابة القاطعة والواضحة هي أنه لم يحدث قط ولا في أزهي العصور أن تم ذلك، ولا حتى في أيام ملك سليمان نفسه (قارن مع جا3: 16؛ 4: 1؛ 5: 8)، أ فليس من حقنا أن نتساءل: متى سيتم ذلك؟ والإجابة الواضحة هي حين يملك ابن داود الحقيقي، لا سليمان، بل المسيح.
                وجدير بالملاحظة أن أول تطويب ذكره الرب في موعظته على الجبل، حيث قدم المسيح مبادئ ملكوته، هو: «طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات» (مت5: 3). نعم فحين يملك المسيح سيكون السعادة الحقيقية هي للمساكين، لا للمفترين ولا للانتهازيين كما هو حادث اليوم.
                نحن نتذكر المصائب الطاحنة التي ابتُلي بها أيوب البار. لكن هذا البَطل الذي صبر، ومجد الله في صبره، كان عنده الإيمان القوي في أيام مجيدة ستوضع الأمور فيها في نصابها، وهذه الأيام هي آخر الأيام حين يملك المسيح، فقد قال: «أما أنا فقد علمت أن ولي حي، والآخر على الأرض يقوم. . الذي أراه أنا لنفسي، وعيناي تنظران وليس آخر. إلى ذلك تتوق كليتاي في جوفي» (أي 19: 25-27).
                لقد قال الرسول بولس وصفًا للفترة الحاضرة: «وجميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون» (2تي3: 12). لكن هناك وعد بالراحة والمجد «إذ هو عادل عند الله أن الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقًا، وإياكم الذين تتضايقون راحة معنا عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته، في نار لهيب، معطيًا نقمة للذين لا يعرفون الله والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح الذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن ملائكة قوته، متى جاء (وليس متى أخَذَنا عنده) ليتمجد في قديسيه، ويتعجب منه في جميع المؤمنين» (2تس1: 6-10).
                سيملك المؤمنون عن قريب في نفس المشهد الذي فيه شاركوا المسيح آلامه وعاره. يقول الرسول بولس: «إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه» (رو17:8)، وأيضاً «إن كنا نصبر فسنملك أيضاً معه» (2تي12:2). فأبطال داود الذين شاركوا ملكهم المحبوب سني الرفض والهوان، لا بد أنهم شاركوه المجد والملك (1صم22؛ 2صم23). وفي هذا يقول المفديون صريحًا في ترنيمتهم: «فسنملك على الأرض» (رؤ10:5). إذًا لا بد أن المسيح يملك ويتمجد في ذات المكان الذي أُهين فيه وتألم، وهكذا نحن أيضًا - نظير يوسف الصديق في العهد القديم - لا بد أن نملك في نفس البقعة التي شاهدت أحزاننا ومذلتنا.

                6- بالنسبة للخليقة:
                عتقها من عبودية الفساد
                فالمسيح وضع بسفك دمه على الصليب الأساس لمصالحة كل خليقة الله التي خلقها حسنة، ولكن أفسدها الإنسان بسقوطه. في هذا يقول الرسول بولس: «إذ أُخضعت الخليقة للبطل، ليس طوعًا بل من أجل الذي أخضعها، على الرجاء. لأن الخليقة نفسها أيضًا ستُعتق من عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله» (رو20:8،21). والرسول يقول إن هذا سيتم عند «استعلان أبناء الله» أي عندما يظهرون بالمجد مع المسيح.
                ونحن نعلم أن بركات الكنيسة الآن سماوية، ودعوتها سماوية، وميراثها لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لأجلها، وبالتالي لا علاقة لنا نحن بالأرض. ولكن هذا ليس معناه إلغاء مواعيد الله التي سبق أن قطعها في العهد القديم. وغني عن البيان أنه لو كان الله غير أمين من جهة

                تعليق


                • #68
                  مشاركة: الملك الألفي

                  مواعيده القديمة، فمن يضمن لنا أمانته من جهة مواعيده معنا. لكن الله لا يمكن إلا أن يكون أميناً مهما كان الإنسان غير أمين (رو3: 3و4؛ 2تي2: 13). ومن الجميل أن نلاحظ حكمة الروح القدس في تثبيت تلك المواعيد في أيام نزول الروح القدس وتكوين الكنيسة، أي في الوقت الذي فيه كان يمكن أن يُظن أن توقعات أنبياء العهد القديم قد استُبدلت بما هو روحي وسماوي. وبذلك يؤكد الوحي أن الأرض أيضًا ستُبارك، وأن التسبيحات لا بد أن تملأ كل الخليقة.
                  لقد أشار الرسول بطرس إلى هذه المواعيد في أعمال 3. أيام كان يعمل الروح القدس «بقوة عظيمة»، وكانت «نعمة عظيمة» على جميع التلاميذ (أع4: 33). وكما عبر أحدهم بالقول: لو كانت أوقات الفرج وأزمنة رد كل شيء هي أزمنة روحية لكانت أيام الخمسين الزاهرة هي أوانها. ولكننا نجد أن الروح القدس بحكمته اختار ذلك الوقت بالذات ليعلن فيه على لسان بطرس الرسول أن أوقات الفرج وأزمنة رد كل شيء لا تزال مستقبلة، وأنها مرتبطة بإرسال يسوع المسيح شخصيًا من السماء (مرة ثانية)، ذاك الذي عند مجيئه لا يزيل الأرض والسماء لأول وهلة، كما يعتقد البعض، بل يرد كل شيء إلى حالة البهجة والبركة[1]، كما تكلم الأنبياء القديسون منذ الدهر (أع3: 18-24).
                  من هذا نتعلم أن ظهور المسيح وظهورنا نحن معه، وهو ما يسميه الرسول بولس «استعلان أبناء الله» (رو8: 19)، هو الذي سيأتي بأوقات الفرج، وبالعتق لكل الخليقة، ذلك لأن الرب يسوع المسيح بعمله فوق الصليب قد وضع الأساس لمصالحة كل شيء سواء كان ما على الأرض أم ما في السماوات (كو1: 20). وكل البركات تنبع من عمل الصليب: سواء السماء ليملأها بأبناء كثيرين يأتي بهم إلى المجد، أو الأرض أيضاً ليملأها بأغاني وتسابيح الفرح والبهجة.

                  7- بالنسبة لصدق كلمة الله:
                  إتمام ما وعد الرب به
                  لقد وعد الرب الإله أن يجلس ربنا يسوع المسيح على عرش داود أبيه (لو1: 31-33)، وهذا الوعد يتفق مع المرسوم الإلهي الوارد في مزمور2: 6 «أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي. إني أخبر من جهة قضاء الرب، قال لي: أنت أبني أنا اليوم ولدتك. اسألني فأعطيك الأمم ميراثًا لك وأقاصي الأرض ملكًا لك، تحطمهم بقضيب من حديد، مثل إناء خزاف تكسرهم»، وأيضًا مزمور110: 1، 2 «قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك. يُرسل الرب قضيب عزك من صهيون»؛ وغيرهما الكثير. فهل من الممكن أن لا تتم أقوال المكتوب؟ هذا مستحيل تمامًا، كقول المسيح: «لا يمكن أن ينقض المكتوب» (يو10: 36).
                  ومن المهم ملاحظة أن نبوات الكتاب المقدس بصفة عامة تكلمت عن أمرين بالنسبة للرب: «الآلام التي للمسيح، والأمجاد التي بعدها» (1بط1: 11). فهل من المنطق أن نصدق الشق الأول ونرفض الشق الثاني؟ إن كل الإشارات عن مجيء المسيح الأول، وآلامه على هذه الأرض تمت، رغم أنه كانت تتضمن أمورًا من الصعب، بل ومن المستحيل، أن تتم حرفيًا. فالمولد العذراوي مثلاً مستحيل من وجهة النظر البشرية، وأما الميلاد في بيت لحم فقد كان متعذرًا، نظرًا لسكن المطوبة العذراء مريم في شمال البلاد

                  تعليق


                  • #69
                    مشاركة: الملك الألفي

                    الناصرة، وهي تبعد عن بيت لحم بمسافة كبيرة، في وقت كانت الطرق ووسائل المواصلات بدائية، ولكن رغم هذه الصعوبة وهذه الاستحالة، فإن هاتين النبوتين، بل وكل ما قيل عن مجيء المسيح الأول تم بدقة عجيبة. وهكذا فنحن لا نشك مطلقًا أنه سيتم كل النبوات التي تخص مجيئه الثاني، حتى وإن بدت أمام العين البشرية أنها متعذرة.
                    والجدول التالي يوضح لنا ما تم بالنسبة لمجيء المسيح الأول، وفي مقابله ما لا بد أن يتم في مجيء المسيح الثاني
                    مجيء المسيح الأول
                    مجيء المسيح الثاني
                    تجدون طفلاً مقمطًا مضجعًا في مذود (لو2: 12)
                    تعب من السفر (يو4: 6)
                    ليس له أين يسند رأسه (مت8: 20)
                    إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله (يو1: 11)

                    رفعوا حجارة لكي يرجموه (يو8: 59)


                    رجل أوجاع ومختبر الحزن (إش53: 3)

                    ألبسوه رداء قرمزيًا (لو23: 11)

                    ضربوه بالقصبة (مت27: 30)

                    وهم يركعون له "تهكمًا" (مر15: 19)


                    ألبسوه إكليلا من شوك (يو19: 5)
                    ثقبوا يديه (مز22: ؛ يو20: )
                    ثقبوا رجليه

                    لا صورة له ولا جمال (إش53: 2)
                    أسلم الروح (يو19: 30)

                    دفنوه في القبر (مت27: 59، 60)
                    الرب قد ملك .. لبس الجلال (مز93: 1)

                    لا يكل ولا يعيا (إش40: 28، 29)
                    جعله الله وارثا لكل شيء (عب1: 2)
                    شعبك منتدب في يوم قوتك.. لك طل حداثتك (مز110: )
                    يقولون للجبال اسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف (رؤ6: 16)
                    مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك (مز45: )
                    وهو يلبس ثوبا مغموس بدم (أعدائه) رؤ19: 13؛ إش63:
                    سيرعى جميع الأمم بعصا من حديد (رؤ19: 15
                    تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض (في2: 10)
                    على رأسه تيجان كثيرة (رؤ19:

                    وتمس قدماه جبل الزيتون فينشق الجبل (زك14: 4)
                    استنارت الأرض من بهائه (رؤ10: )
                    ملكوته ما لن يزول وسلطانه إلى دور فدور (دا7: )
                    متى جاء ابن الإنسان يجلس على كرسي مجده (مت25: )

                    تعليق


                    • #70
                      مشاركة: الملك الألفي

                      لقد ألبسوا المسيح رداء قرمزيًا للتهكم عليه، ذاك الذي في يوم ملكه، مكتوب عنه في مزمور93 «الرب قد ملك. لبس الجلال. لبس الرب القدرة. ائتزر بها»! وفي يوم ملكه سيكون ثوبه مغموسا بدم أعدائه!
                      لقد ألبسوه إكليلاً من شوك، ذاك الذي قريبًا، عندما يظهر للعالم، ستكون على رأسه تيجان كثيرة، إشارة إلى أن كل سلطان في السماء وعلى الأرض قد دُفع له!!
                      لقد أمسكوه قصبة في يمينه، ذاك الذي في يوم ملكه سيرعى جميع الأمم بعصًا من حديد!!
                      ونحن نراه في هذا المشهد صامتًا، لكنه في يوم ظهوره للعالم سيخرج من فمه سيف ماضٍ ذو حدين! وأمامه سيستد كل فم!
                      بالإجمال لقد كان منظره هنا مفسدًا أكثر من الرجل. كما قال عنه إشعياء في التوراة في أصحاح53 من نبوته. لكنه في يوم مجده سيشرق باعتباره شمس البر، وسيضيء وجهه كالشمس في يوم مُلكه العتيد!!
                      جثو له تهكمًا، ذاك الذي ستجثو باسمه كل ركبة عن قريب.
                      بصقوا عليه ذاك الذي سيقبل من الجميع.

                      الخلاصة
                      إن حقيقة الملك الألفي ليست من وحي أفكار البشر، ولا هي من أحلام البائسين والمحرومين لعالم المشتهيات الحسية، ولا هي تخاريف فريق من الجماعات المتطرفة، وإلا لكنا رفضناها فوراً، بل هي من صلب إعلانات الوحي الكريم، مما يتحتم علينا أن ننحني خضوعاً لها واحتراماً. فبحسب التفسير المستقيم للكتاب المقدس يلزم أن يكون هناك ملك ألفي. وحتمية هذا الملك الألفي تتضح في النقاط الآتية:
                      تحقيق مجد الله - إكرام مسيح الله - نقض أعمال عدو الله -تعظيم نعمة الله - مكافأة أحباء الله - عتق خليقة الله - إعلان صدق كلمة الله.

                      الكاتب
                      يوسف رياض

                      تعليق


                      • #71
                        مشاركة: الملك الألفي

                        المشاركة الأصلية بواسطة يسوع حياتي
                        أستكمال موضوع ألملك الألفي والدي يؤلف وحدة متكاملة ولم استطع اكمال تنزيله
                        أنا يسوع حياتي
                        بعد تسرع الأخ الشيخ بأضافته للحوارية الخاصة بالأخ النسر وسأكملها الآن جاعلا هدا
                        الأقتباس هو صلة الوصل للمتابعةهنا:
                        أشكرك عزيزى على حسن التعبير

                        المشاركة الأصلية بواسطة يسوع حياتي
                        الكاتب
                        يوسف رياض
                        كنت أعلم مسبقا أنك تنقل من كتاب يحتوى رأى كنيسة الأخوة ولكن كان لزاما عليك التنوية عن ذلك فى بداية مداخلاتك
                        على كل هنا ستجد آراء كثيرة فى هذا الموضوع وكل شخص يؤمن بما يقتنع به - ولكن أذا ذهبت لأحدى مواقع بعض الكنائس التى تؤمن بأنها هى المقصودة بنعمة الخلاص دون غيرها وكتبت رأى يخالف رأيهم سيحذف رأيك
                        وقد ذكرت لك أن الأختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية
                        كما أن الأختلاف فى موضوع كهذا أختلف عليه رؤساء طوائف بل رؤساء طائفة واحدة أختلفوا عليه كما بينت لك من أول مداخلة لى فى هذا الموضوع لا يمنع من نوال الطرف الآخر على الأبدية إلا إذا أرتأيت أنت خلاف ذلك وأعتبرت أن من يقتنع برأى يخالفك فليس له الحياة الأبدية
                        وهذا سؤالى الذى طرحته عليك مرارا وتهربت من الأجابة عليه
                        لأن بعض الكنائس للأسف تكفر مفهوم الكنائس الأخرى فى نقط بعيدة كل البعد عن مفهوم المسيحية الحقيقية وبعيدة عن موضوع الخلاص - وكما ذكرت لك أنك أذا ذهبت لأحدى مواقع بعض الكنائس التى تؤمن بأنها هى المقصودة بنعمة الخلاص دون غيرها وكتبت رأى يخالف رأيهم سيحذف رأيك

                        اشكرك والرب يباركك
                        التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ; الساعة 30-04-09, 02:19 PM.
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #72
                          مشاركة: الملك الألفي

                          وانا ابحث وجدت دراسة في هذا الموضوع انقلها لكم http://elbeblawy.maktoobblog.com/752472/

                          كتبهاد. مدحت الببلاوي ، في 11 يناير 2008 الساعة: 20:20 م

                          حتمية المجيء الثاني للمسيح ودراسة حول الملك الألفي
                          بين المفهوم الرمزي أو الحرفي
                          لا يوجد اليوم في المسيحية من يُنكر أن المسيح ملك، ولا من ينكر حقيقة أن المسيح لابُد وسيأتي ثانية، وذلك لوضوح تلك الحقيقة سواء في نبوات العهد القديم أو في تعاليم العهد الجديد ونبواته. لكن الاختلاف يبدأ عند الحديث عن صورة هذا الملكوت، هل هو فقط مُلك روحي على قلوب البعض الآن، أم أنه – بالإضافة إلى ذلك – مُلك حرفي عام وسيشمل كل البشر وكل الأرض في المستقبل؟
                          سبب الاختلاف في وجهات النظر في هذا الموضوع:
                          عند دراسة هذا الموضوع لابد أن نعرف أننا سنواجه على الأقل تيارين شديدين من التناقض الفكري. وهذا التناقض الفكري لابُد أن ننظر إليه بعقلانية دون الشك في صدق آي من الفريقين، وهذا لأن كل منهما فريق مُخلص في محبته للمسيح وولائه له. فالاختلاف حول أمور ستحدث في المستقبل حتى وإن كانت مبنية على نبوات كتابية لا يختلف عليها آي الفريقين، إلا أن هذا التناقض الفكري حادث فقط لسبب واحد وهو طريقة تفسير كل فريق لهذه النبوات الكتابية. ففريق يرى أن الطريقة المُسلى لتفسير الكلمة المقدسة هي في معرفة المعاني الروحية المرموز إليها في النبوات، والفريق الآخر يرى أن كل ما في الكتاب المقدس لابد أن ننظر إليه بطريقة تفسير حرفية آخذين الكلمات حسب مدلولها الحرفي ما لم يذكر لنا الكتاب المقدس نفسه أن المكتوب يشير إلى رمز أو تشبيه أو صورة للمقارنة … وهكذا.
                          الأرضية المشتركة بين الفريقين:
                          لكن قبل البدء في هذه الدراسة لابد من التأكيد على بعض المبادئ الأساسية بخصوص الكتاب المقدس، فكل من الفريقين يثق في أن:
                          o الكتاب المقدس هو كلمة الله الثابتة الوحيدة الكاملة الموحي بها حرفيا، بالألفاظ نفسها، بدون آي إضافات لها والخالية في مخطوطاتها الأصلية من آي أخطاء.
                          o وكلمة الله هذه، كتبت بقصد إعلان حقيقة الله للبشر خلال العصور، حتى وصل للإعلان الكامل في شخص المسيح بصفته الله الظاهر في الجسد.
                          o الكتاب المقدس هو مصدر الحق الوحيد الموثوق به، وهو كلمة الفصل الأخيرة بشأن الإيمان والممارسة عند المسيحي والكنيسة، ولذا يجب أن نطلب في الصلاة أن الروح القدس يمنحنا الفهم والاستنارة لنطيع كلمته بالكامل.
                          o ولكي نصل إلى تفسيراً واحداً لكل نص، علينا أن نسأل " ماذا كان مفهوم هذا النص في أذهان من سمعوه أولاً أو من كُتب لهم؟ " فعندما يكون المعنى البسيط للنص الكتابي مفيداً ومعقولاً، فلا يجب أن نبحث عن آي معنى آخر، فنقبل كل كلمة بحسب معناها الأساسي، ما لم تُشر حقائق القرينة (مقارنة الجزء المدروس مع باقي النص، أو الأجزاء المماثلة في أماكن أخرى بالكتاب) إلى ما هو غير ذلك. فعند تفسير آي جزء كتابي لابد أن نعرف قواعد اللغة الأصلية التي كتب بها هذا النص، الخلفية التاريخية لكتابة هذا الجزء، ومقارنة الجزء المدروس مع باقي القرينة، بمعنى مقارنة هذا الجزء بباقي الجزء الكتابي المجاور له، وأيضاً مقارنته مع ما يماثله من نصوص في الكتاب المقدس كله، في العهد القديم والعهد الجديد، لأن الكتاب المقدس كله وحده متكاملة غير متناقضة.
                          وجهتي النظر المختلفتين الأساسيتين:
                          أهم وجهتي نظر في هذا الموضوع هما:
                          1 – المجيء الثاني بعد الملك الألفي، بمعنى أننا نعيش حالياً في الملك الألفي لكنه ملك روحي وليس ملك حرفي.
                          2 – المجيء الثاني قبل الملك الألفي، بمعنى أن مجيء المسيح على السحاب لاختطاف الكنيسة سيسبق مجيئه ليملك حرفياً لمدة ألف عام ثم يعقب هذا الدخول إلى الحالة الأبدية.



                          أولاً: المجيء الثاني بعد الملك الألفي (مدرسة التفسير الروحي)
                          معنى المجيء الثاني للمسيح والملك الألفي عند أصحاب الرأي بأنه ملك روحي:
                          يؤمنون بأن المسيح جاء إلى العالم بالميلاد، تمم الفداء على الصليب، قام من الأموات وسيأتي مرة واحدة على السحاب يأخذ المؤمنين ليكونوا معه في السماء، وفي نفس الوقت يعاقب الرافضين له بالموت الأبدي وبحيرة النار والكبريت. وبالنسبة للقيامة فيروها بأنها قيامة روحية وتحدث عند الإيمان بالمسيح كمخلص شخصي للإنسان من الخطية، فهو بهذا قد نُقل من الموت الروحي إلى الحياة الروحية. أما القيامة الجسدية فهي قيامة عامة من الأموات لكل البشر أبرار وأشرار يوم انتهاء العالم. وبالنسبة لوعود الله لإسرائيل في العهد القديم، فقد انتقلت هذه لتكون وعود للكنيسة التي أخذت مكان إسرائيل بالنسبة لله. وبالنسبة لفكرة الألف سنة، فهي مفهومة على أنها مدة طويلة من الزمن يملك فيها الله في قلوب المؤمنين به لحين أن يأتي المسيح مرة أخرى في نهاية العالم.
                          ومما لا شك فيه، فإن هذا المفهوم هو في الواقع أقرب للمنطق البشري، فهو منطق مقبول الحدوث وليس فيه مشاكل ذهنية غير مفهومة للعقل البشري، فلا يوجد فيه اختطاف للمؤمنين، يليها ضيقة عظيمة، يليها مجيء المسيح بنفسه مرة ثانية إلى الأرض ليملك على العالم المادي …إلخ، مما يعطي الكثير من المجادلات الفكرية غير المنطقية. لكن هذا الفكر يواجه مشاكل في تفسير بعض الآيات الكتابية بطريقة حرفية سليمة، فيضطر المؤمنون بهذا الفكر إلى اللجوء للتفسير الرمزي لهذه الآيات.
                          ويعتبر أصحاب هذا الاتجاه الفكري أن التفسير الحرفي للنصوص مخاطرة قد تؤدى إلى الضلال، خصوصاَ وأن التعليم بالملك الألفي بحرفيته غير موجود في إعلانات السيد المسيح في الأناجيل، ولا في سائر أسفار العهد الجديد. فالتفسير الصحيح والمرجح للملك الألفي هو التفسير الرمزي.
                          والسؤال هنا من المؤمنين بحرفية الملك الألفي: هل التفسير الكتابي السليم يكون حرفياً أم رمزياً؟ ألسنا نعلم أن الكتاب المقدس يجب أن نأخذه حرفياً ما لم يعلن لنا الوحي أن المكتوب هو صورة رمزية؟ ثانياً: القول بأن التعليم عن المُلك الألفي غير موجود في إعلانات المسيح هو تصريح غير سليم، فعندما نفهم متى 24 – 25 بطريقة سليمة نفهم الكلام عن اختطاف الكنيسة ثم الضيقة العظيمة ثم فترة سيادة المسيح على رافضيه ونهاية الأيام.
                          ويرى أصحاب هذا الفكر أن هؤلاء من يؤمنوا بحرفية الملك الألفي قد أخذوا إيمانهم هذا من كتب الأبوكريفا التي قال عنها الأب متى المسكين في الموقع:
                          http://www.serafemsarof.org/site/mod...article&sid=72
                          أنها كتب خالية من الأصالة الروحية، جمعها وألفها أشخاص كانوا ضالعين في المعرفة وقتذاك، ولكن لم يكونوا "مَسُوقِين مِنْ اَلرُوحِ القُدُسِ" [ 2بط 1: 21].ومن هذه الكتب: رؤيا عزرا الثاني وأخنوخ, ورؤيا باروخ وموسى وغيرها من الأسفار المزيفة التي لم يؤمن بها اليهود المدققين. وهى من وضع القرن الثاني قبل الميلاد، وفيها تعاليم خاطئة وبعض الضلالات الخطيرة. ولكنها ذات منفعة تاريخية كوثائق لدراسة تاريخ هذه الفترة. ومن التعاليم التي تضمنتها هذه الأسفار والتي شاعت عند اليهود في عصورهم السابقة للمسيح مباشرة كان التعليم بالملكوت الزمني لإسرائيل، والمدينة المحبوبة التي يصور فيها الكاتب حياة خيالية مادية يكون فيها كل المتع الأرضية، حيث تكون إسرائيل هي عروس الدنيا التي تأكل وتشرب خيرات الأمم, أما أعداء " يهوه" فيلحسون من تحت قدميها.
                          والرد من المؤمنين بحرفية الملك الألفي: إن إيمانهم مبني كله على تعاليم كتابية فقط ليس لها آي ارتباط بكتب الأبوكريفا. فهي مبنية فقط على التفسير الحرفي للمكتوب سواء في العهد القديم أو العهد الجديد.

                          تعليق


                          • #73
                            مشاركة: الملك الألفي

                            نظرة تاريخية عن وقت ظهور هذا الاختلاف في التفسير بين الرمزي والحرفي:
                            يعلن أصحاب فكرة التفسير الرمزي (المجيء الثاني بعد الملك الألفي) أن الكثير من الآباء المشهورين تاريخياً على مر العصور قد آمنوا بحرفية الملك الألفي. ومن أول من قبلوا هذا الفكر الحرفي للملك الألفي كان بابياس (60- 130م) الذي كان تلميذاً ليوحنا الرسول ورفيق لبوليكاربوس وعين أسقفاً في هيرابوليس بآسيا الصغرى. ثم يأتي يوستينوس الشهيد (100- 165م.) ليقول: { إن الرب يسوع سيعود إلى أورشليم ويعيش مع تلاميذه "يأكل ويشرب"، وأن المسيحيين سيجتمعون هناك ويعيشون مع المسيح في سعادة كاملة ألف سنة}.
                            ويأتي إيرينيئوس (130- 200م.) وينادى بنفس التعليم، بل وذهب أبعد كثيراً عن هذا حيث أنه ربط بين المُلك الألفي وبين فكرة السبعة آلاف السنة عُمر العالم, حيث جعل الألف السابعة والأخيرة للعالم هي ملكوت المسيح الأرضي مع الأبرار. ومن الآباء المعروفين أيضاً الذين قبلوا التفسير الحرفي للملك الألفي ميلتو أسقف ساردس (تنيح نحو 190م) وهيبوليتس الرمانى (أبوليدوس 170- 236م).
                            لكن الرمزيون يعتبروا أن الخطورة نشأت من بساطة بابياس الذي قِبِلَ مثل هذه التعاليم المزيفة بهذه السهولة فأوقع الكثيرين من بعده في نفس الخطأ، لأن بابياس كان أول حجة وأول مرجع رجع إليه الآباء الذين أتوا من بعده، وأخذوا عنه هذا التعليم. وتمسك الرمزيين بما قرره المؤرخ الأسقف " يوسابيوس القيصرى" (264 - 340 م) أبو التاريخ الكنسي الذي عاب على بابياس بساطته وقصوره الفكري بقوله: { يبدو أنه كان محدود الإدراك جداً كما يتبين من أبحاثه، ومن ضمن أقواله أنه ستكون فترة ألف سنة بعد قيامة الأموات، وأن ملكوت المسيح سوف يؤسس على نفس هذه الأرض بكيفية مادية. وأظن أن بابياس وصل إلى هذه الآراء بسبب قصور فهمه للكتابات الرسولية، غير مدرك أن أقوالهم كانت مجازية روحية. وإليه يرجع السبب في أن كثيرين من آباء الكنيسة من بعده اعتنقوا نفس الآراء مستندين في ذلك على أقدمية الزمن الذي عاش فيه }. ولكن للأسف تأثر يوسابيوس القيصرى بالبدعة الأريوسية وأنحرف عن الإيمان القويم وهذا ما ستراه واضحا في كتاباته عن لاهوت المسيح في كتابه "تاريخ الكنيسة".
                            وللحرفيين هنا تعليق هام، فهم يروا أن في البعد عن المفهوم الحرفي البسيط لكلمة الله المقدسة، ومحاولة إعطائها مفاهيم بعيدة غير مقصودة، فهذا باب مفتوح للبعد عن التفسير الكتابي السليم للمكتوب.
                            ويرى المؤمنون برمزية الملك الألفي أن الفضل يرجع لعلماء مدرسة الإسكندرية في مقاومة هذا التعليم واعتباره منافياًلروحانية الإيمان المسيحي وحقيقة الملكوت الإلهي والحياة الأبدية. فكتب أوريجانوس (185-254م) كتاب المبادئ ضد التفسير الحرفي لسفر الرؤيا مقدماً تفسيراً رمزياً للإصحاحين العشرين والحادي والعشرين. وبالمثل فعل القديس جيروم (347-420م) الذي أعاد تفسير هذين الإصحاحين من سفر الرؤيا مفنداً فكرة الملك الألفي الحرفي. وأيضاً البابا ديونيسيوس الإسكندرى (248- 265م) أحد تلاميذ مدرسة الإسكندرية الذي أصدر كتاب " المواعيد الإلهية" لدحض فكرة الملك الألفي الحرفي التي ذاعت بين مسيحيي الفيوم على أيدي الأسقف " نيبوس" واستطاع أن يقنعهم بالعدول عن اعتقادهم بالملك الألفي وانتشل الفكر المسيحي في مصر من هذه البدعة التي كادت تُفقد المسيحيين بساطة الإيمان الروحي ونقاء التعلق بالحياة الأبدية في ملكوت إلهي يتناسب مع الإيمان السليم والحياة بحسب الروح. وقبل أن ينتهي القرن الرابع كانت هذه التعاليم في طريقها إلى الزوال من كافة كنائس مصر وبلاد المشرق.
                            وبظهور القديس "أغسطينوس" (345-430 م) دخلت هذه التعاليم مرحلتها الأخيرة في العالم الغربي. إذ تزعَّم بعمقه الروحي تفنيدها بحجة لا تُقاوم إذ أعتبرها بسلطانه الكنسي هرطقة علانية، حاسباً كل من ينادى بالملكوت الألفي يحاول أن يلغى حقيقة الملكوت الحاضر الذي أسسه المسيح فعلاً على الأرض، معتبراً أن الكنيسة في الحاضر هي ملكوت المسيح على الأرض وهى أورشليم المنظورة، وأن المسيح يحكم الآن مع قديسيه، وأننا نجوز الآن قيامتنا الأولى غير المنظورة، وأن الموت الثاني (الجسدي) لن يكون له سلطاناً علينا لأننا غلبنا الموت الأول (الخطيئة). وبهذا يكون القديس أغسطينوس قد انتشل الإيمان المسيحي من لوثة الأبوكريفا اليهودية المزيفة ومن محاولة إسقاط السمو الروحي المسيحي إلى الأرض .
                            ومن هذه التصريحات التي يعلنها أصحاب التفسير الرمزي، يرى المؤمنون بحرفية الملك الألفي رأي تاريخي واضح في هذا الشأن وهو أن الرأي لآباء الكنيسة الأوائل، بما فيهم من قد تعلم على يد يوحنا الرسول نفسه، كان لحرفية المُلك الألفي، إلى أن انتشرت الآراء الأخرى المضادة، وظهرت مدرسة الإسكندرية بانتشارها الواسع لمكانتها في ذلك الوقت وسببت انتشار أسلوب التفسير الرمزي المخالف لفكر الآباء الأوائل.
                            وقد يكون من الملفت هنا أن القديس أغسطينوس قد أتى بعد أن تكونت مدرسة التفسير الرمزي التي تكونت في الإسكندرية وتزعمت هذا الأسلوب في التفسير. أيضاً من الملفت أيضاً أن القديس أغسطينوس تزعم الموقف بسلطانه الكنسي! وليس بسلطان الكلمة المقدسة، واعتبر المخالفين للرأي هراطقة، وما أدراك عن ما كان يحدث للمدعوين هراطقة في ذلك الوقت من تعذيب وقتل.
                            الآيات الكتابية التي يعتمد عليها أصحاب التفسير الرمزي للملك الألفي
                            1 - يرى الرمزيون أنه لصعوبة الضغوط السياسية والاقتصادية لشعب إسرائيل في الفترة الأخيرة من حياتهم قبل مجيء المسيح، فقد اتجه تفكير الكثير من المفسرين اليهود في فترة ما بين العهدين لفهم الكثير من النبوات بصورة خيالية تضع فيهم وفي شعبهم الأمل لمستقبل تتحسن فيه الأمور ويرجعوا فيه لوقت بهجة وفرح وسلام وفيض من البركات المادية. وهذا جعل هؤلاء المفسرين في ذلك الوقت لفهم نبوات مثل ما جاء في أشعياء11: 1-10 " وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى …. بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ … فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ … وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. وَالْبَقَرَةُ وَالدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ… وَالأَسَدُ كَالْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْناً. وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ وَيَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوانِ."
                            أو ما جاء في أشعياء65: 17-25 " لأَنِّي هَئَنَذَا خَالِقٌ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضاً جَدِيدَةً فَلاَ تُذْكَرُ الأُولَى وَلاَ تَخْطُرُ عَلَى بَالٍ. بَلِ افْرَحُوا وَابْتَهِجُوا إِلَى الأَبَدِ فِي مَا أَنَا خَالِقٌ لأَنِّي هَئَنَذَا خَالِقٌ أُورُشَلِيمَ بَهْجَةً وَشَعْبَهَا فَرَحاً. فَأَبْتَهِجُ بِأُورُشَلِيمَ وَأَفْرَحُ بِشَعْبِي وَلاَ يُسْمَعُ بَعْدُ فِيهَا صَوْتُ بُكَاءٍ وَلاَ صَوْتُ صُرَاخٍ…. وَيَكُونُ أَنِّي قَبْلَمَا يَدْعُونَ أَنَا أُجِيبُ وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بَعْدُ أَنَا أَسْمَعُ. الذِّئْبُ وَالْحَمَلُ يَرْعَيَانِ مَعاً وَالأَسَدُ يَأْكُلُ التِّبْنَ كَالْبَقَرِ. أَمَّا الْحَيَّةُ فَالتُّرَابُ طَعَامُهَا. لاَ يُؤْذُونَ وَلاَ يُهْلِكُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي قَالَ الرَّبُّ. "
                            فيرى الرمزيون أنه عند سماع هذه الكلمات اللذيذة برنينها الحلو على الأذن البشرية المجهدة من جذب هذا العالم وآلامه وأمراضه وشروره, يبهج لها القلب لا محالة ويتصورها في عالم الخيال البعيد, البعيد جداً عن الواقع!. هكذا فسرت العقلية اليهودية المجهدة هذه النبوءات مادياً وزمنيا تحت ظروف الضغط والسبي والحرمان. وهكذا تسلمت العقلية المسيحية الأولى هذه الأفكار اليهودية السامة وخبأتها في طيات قلبها لتعود إليها وتتسلى بها عندما يضغط عليها الزمان الحاضر بطبائعه الشريرة. إلا أن التفسير السليم لمثل هذه النبوات قد تم فعلاً في المجيء الأول للمسيح بعد ميلاده فهو ببساطة يشرح لنا كيف تمت هذه النبوات بقوله: " هاأنا أرسلكم مثل حملان بين ذئاب" [ لو 10: 3 و مت 10: 16] تقابل الآيات [ إش 11: 6- 10 و65: 25]. باعتبار أن المسيحي بوداعته واتضاعه واستعداده للتضحية والموت من أجل الملكوت المعد ينتزع وحشية وشراسة الأشرار. كما أن تفسير سكنى الذئب مع الخروف فهو رمز للتدليل على انتشار رسالة الإنجيل وقدرتها على تغيير طباع من يقبلونها من الأشرار, بانتزاع طبيعة الشر منهم.
                            فنحن الآن وفى هذا الزمان الحاضر نعيش نبوءة إشعياء النبي ونعيش ملء ملكوت المسيا الذي كان يترقبه اليهود وضلوا عنه عند مجيئه. فملكوت المسيح قد صار في العالم سراً, إذ حصل داخل قلب الإنسان وفكره, وليس في هيئة العالم الخارجي :" هوذا الكل قد صار جديداً" [ 2كو 5: 17]. حيث الجدة في المسيحية تتعلق بالروح وليس بالمادة والمظاهر.
                            ① لكن الحرفيين لهم في هذه الآيات رأي أخر، فهم يروا أن هذا الربط بين الآيات ليس هو الربط السليم؟ لأن هذه الأجزاء الكتابية المقتبسة لا تسير معاً في توافق بهذا الربط. فالجزء الذي في الأناجيل ليس له آي ارتباط بما هو في أشعياء.
                            هذا إلى جانب أن أشعياء لم يتكلم فقط عن الحملان والذئاب، فماذا عن القضاء بالعدل " يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ "؟ علماً بأن هذا الذي سيقضي بالعدل ليس شعب إسرائيل، بل هو هذا القضيب من يسىّ. وماذا عن " وَالأَسَدُ كَالْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْناً. وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ وَيَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوانِ "؟ وماذا عن "لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ. وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى الْقَائِمَ رَايَةً لِلشُّعُوبِ إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْداً "؟ وماذا عن " لأَنِّي هَئَنَذَا خَالِقٌ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضاً جَدِيدَةً فَلاَ تُذْكَرُ الأُولَى وَلاَ تَخْطُرُ عَلَى بَالٍ. بَلِ افْرَحُوا وَابْتَهِجُوا إِلَى الأَبَدِ فِي مَا أَنَا خَالِقٌ لأَنِّي هَئَنَذَا خَالِقٌ أُورُشَلِيمَ بَهْجَةً وَشَعْبَهَا فَرَحاً. فَأَبْتَهِجُ بِأُورُشَلِيمَ وَأَفْرَحُ بِشَعْبِي وَلاَ يُسْمَعُ بَعْدُ فِيهَا صَوْتُ بُكَاءٍ وَلاَ صَوْتُ صُرَاخٍ. "؟
                            هذا إلى جانب، إن كان تفسير النبوة في أشعياء11: 6 عن سكنى الذئب مع الخروف، هو أن المؤمنين يعيشون في سلام مع الأشرار كما يعتقدون، فبماذا نجيب على السؤال الذي يطرح نفسه هنا، وهو: هل حقاً يعيش المؤمنون الآن مع غير المؤمنين في سلام؟ ألم يقل المسيح "لم آت لألقي سلاماً على الأرض، ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً…"(متى10: 34-36). إنه من الأدق والأوقع أن نرجع إلى الجزء في (لوقا10: 3 ومتى10: 16) لنرى أن ما يريد أن يقوله المسيح للتلاميذ هو أنه قد أرسلهم للكرازة وهو يعلن لهم وجه الشبه في أنهم سيواجهوا العالم كما يواجه الحمل الذئب.
                            2 - ويرى الرمزيون بالنسبة للآية: "لأَنِّي هَئَنَذَا خَالِقٌ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضاً جَدِيدَةً فَلاَ تُذْكَرُ الأُولَى وَلاَ تَخْطُرُ عَلَى بَالٍ" (أشع65: 17) فقد تحققت في قول السيد المسيح :" إن كان أحد لا يولد من فوق (السماء الجديدة ) لا يقدر أن يرى ملكوت الله" [ يو3: 3] باعتبار أن الروح يمثل السماء الجديدة , وماء المعمودية المقدسة يمثل الأرض الجديدة.
                            ② إلا أن الحرفيون يروا أن المقصود بالميلاد من فوق، هو الميلاد بعمل الروح القدس، فهذا الجزء ليس له آي ارتباط بالسماء الجديدة والأرض الجديدة
                            3 - ويرى الرمزون في الآية: "لأَنَّ الصَّبِيَّ يَمُوتُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ وَالْخَاطِئَ يُلْعَنُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ" (أشعياء65) قد تحققت في قول السيد المسيح:" كل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد" [ يو11: 26]. حيث الحياة الأبدية التي يتقبلها الأطفال في المعمودية يمثلها النبي بمائة سنة.
                            ③ وللحرفيون رأي أخر،فهم يروا هنا مثلاً آخر عن البعد عن الحقيقة الكتابية كلما حاولنا أن نجد معاني رمزية للكتاب المقدس. فنعرف جيداً أن الحياة الأبدية لا يأخذها الطفل بمجرد المعمودية بالماء.
                            4 - الله يحب جميع الأمم بلا تمييز بين أمة وأخرى، فعندما اختار الله إسرائيل كان بهدف أن يبارك بهم كل الأمم، ولكنهم فشلوا في أداء رسالتهم، وخانوا العهد وتمردوا على الله. وعندما جاء المسيح لم يقبلوه، لذلك انتهت رسالتهم كأمة، فقد قال المسيح "هوذا بيتكم يترك لكم خراباً" (متى23: 38).
                            ④ وفي هذا يرى الحرفيون أنه من قراءة متى 23 يتضح لنا أن المسيح في هذا الإصحاح الفريد حزر تلاميذه من أسلوب حياة الكتبة وطريقة تعاملاتهم المناقضة لتعاليمهم، وأعلن للكتبة والفريسيين ثمانية ويلات ستكون من نصيبهم جزاء أعمالهم. وفي عدد 37 يرثي المسيح لما ستراه أورشليم التي قتلت الأنبياء ورجمت المرسلين إليها ومع ذلك أحبها الرب وكثيراً ما أراد أن يجمع أولادها لنفسه بكل محبة وحماية كما تجمع الدجاجة أفراخها وأخيراً أعلن لهم ما سيحدث لها في المستقبل القريب جزاء عصيان شعبها حيث ستُخرب بيد أعدائها. وهذا ما نعرف أنه حدث بالفعل عام 70 ميلادية بحرق أورشليم. وفي العدد 39 مباشرة يشير المسيح إلى فترة زمنية سيختفي فيها عن أنظارهم ولن يروه، لحين حضور وقت في المستقبل سيقول فيه نفس شعب إسرائيل " مبارك الآتي باسم الرب ". إلى آي وقت يشير هنا المسيح؟ هل إلى وقت دخوله أورشليم على حمار والشعب يمسك بسعف النخل؟ وإن كان هذا هو الوقت المقصود هنا فلماذا قال لهم المسيح في عدد 39 " أقول لكم إنكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا …"؟ بالطبع المسيح كان يشير إلى وقت آخر سيراه شعب إسرائيل بعد أن يكون اختفي عنهم كثيراً وفي ذلك الوقت سيقولون له " مبارك الآتي ". وهذا هو وقت مجيئه إلى الأرض في المجيء الثاني. من هذا يتضح لنا أن الآية المشار إليها ليس لها علاقة برفض الله لإسرائيل.
                            5 - كل المواعيد والبركات التي كانت لإسرائيل أصبحت من حق الكنيسة التي هي إسرائيل الله (غلاطية6: 16) "فَكُلُّ اّلَذِينَ يَسْلُكُونَ بِحَسَبِ هَذَا الْقَانُونِ عَلَيْهِمْ سَلاَمٌ وَرَحْمَةٌ، وَعَلَى إِسْرَائِيلِ اللهِ "، وهم نسل إبراهيم الروحي "إن كنتم للمسيح فأنتم إذاً نسل إبراهيم وحسب الموعد ورثة" (غلاطية3: 29).
                            ⑤ وفي هذا يرى الحرفيون أنه:
                            · بالنسبة للآية في غلاطية6: 16، نرى في قراءة هذا النص من آية 11-16 أن بولس يؤكد على ضرورة صلب العالم بالنسبة لحياة المؤمن، بأن يصلب المؤمن نفسه عن مشتهيات العالم، أما علامات الجسد من ختان أو غيره، فليست هي العلامة الصحيحة. ففي المسيح كل ما يهم هو الخليقة الجديدة المعتمدة على الحياة الجديدة بعد غسلها بدم الصليب، وكل من يعيش بهذا القانون من صلب العالم في حياته فسيكون عليه السلام والرحمة كما هما على إسرائيل (خاصة) الله. فالرسول بولس هنا لا يقول أبداً أن الكنيسة هي إسرائيل، ولا أن إسرائيل هي الكنيسة، بل إنه ببساطة يقول إن سلام الله مستقر على آي من يقبل القانون الكتابي القائل }في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئاً ولا الغرلة، بل الخليقة الجديدة{، فوضع بولس المؤمنين أجمعين في فريقين، الفريق الأول هم الذين يسلكون بحسب هذا القانون من الأمم الذين آمنوا بالمسيح، والفريق الثاني هم اليهود الذين آمنوا بالمسيح، فهؤلاء هم إسرائيل الحقيقي "إسرائيل الله" وليس إسرائيل بحسب الجسد. ونستطيع أن نجد نفس هذا المعنى أيضاً في الكثير من الترجمات إلى الإنجليزية مثل:
                            Ga 6:16 (NKJV) And as many as walk according to this rule, peace and mercy [be] upon them, and upon the Israel of God
                            · ليس هذا فقط، بل أيضاً لا نجد في الكتاب المقدس آي دليل على أن الله ترك إسرائيل واستبدلها بالكنيسة، بالرغم من بعدهم عنه. فنجد في سفر الللاويين26 بالرغم من أن الرب يعلن أنه سيُصّير مدن إسرائيل خربة، وأنه سيُزّريهم بين الأمم، إلا أنه ينهي حديثه بأن ليس معنى عصيانهم أنه كرههم وأنه غّيّر ميثاقه معهم، فيقول في لاويين26: 44 "ولكن مع ذلك أيضاً، متى كانوا في أرض أعدائهم، ما أبيتهم ولا كرهتهم حتى أُبيدهم وأُنكث ميثاقي معهم لأني أنا الرب إلههم".
                            نعم، لا نختلف أن الكنيسة صار لها الحق في الاستمتاع بوعود الله التي كانت لإسرائيل، بأن تطلب الكنيسة (أو المؤمن) في الصلاة بالمطالبة بالوعد، بالأخذ بمبدأ النعمة التي نعيش فيها الآن أن ليس عند الله مُحاباة، فلا فرق بين يهودي وأممي في نظر الله الآن بالنعمة. لكن هذا ليس لأن الله استبدل إسرائيل بالكنيسة، بل لأنه طعّم كنيسة الأمم في زيتونة إسرائيل (رومية11: 1، 11، 17-23) " فأقول ألعل الله رفض شعبه؟ حاشا… فأقول ألعلهم عثروا لكي يسقطوا؟ حاشا. بل بزلتهم صار الخلاص للأمم لإغارتهم … فإن كان قد قُطع بعض الأغصان وأنتَ زيتونة برية طُعِمتَ فيها فصرتَ شريكا في أصل الزيتونة ودسمها. فلا تفتخر على الأغصان وإن افتخرت فأنت لست تحمل الأصل بل الأصل إياك يحمل. فستقول قُطِعت الأغصان لأُطّعم أنا. حسناً، من أجل عدم الإيمان قُطِعت وأنت بالإيمان ثَبَتّ، لا تستكبر بل خف … وهم إن لم يثبتوا في عدم الإيمان سيُطّعمون، لأن الله قادر أن يُطّعمهُم أيضاً ".
                            فالاعتراض في وجهة نظر الحرفيين على القول بأن الكنيسة هي بديل لإسرائيل هو أن هذا التصريح مجرد افتراض بشري ليس له آي دليل كتابي بآيات واضحة تدعمه، والآية المعتمدة عند الرمزيين على هذا الأمر بما ورد في غلاطية6: 16 قد تم إيضاح الرد عليها. ولذا، فهذا الفكر لا يوجد له آي سند كتابي يقول أن إسرائيل قد تحوّلت إلى الكنيسة، أو أن الكنيسة هي امتداد لإسرائيل. لكن الكنيسة هي بناء جديد كان المسيح يتكلم عنه بالنبوة،
                            ومن ناحية أخرى، فلو قبلنا أن الكنيسة هي الامتداد الروحي لإسرائيل، وبركات إسرائيل الزمنية والأرضية تصير بركات روحية للكنيسة، فماذا نقول بالنسبة للعنات والدينونات التي على إسرائيل، هل نتركها أم نروحنها أيضاً؟
                            6 - مُلك المسيح بدأ منذ صعوده إلى السماء، ولا يزال ثابتاً ويمتد في العالم "إذ أقامه من الأموات وأجلسه عن يمينه في السماويات فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضاً، وأخضع كل شيء تحت قدميه وإياه جعل رأساً فوق كل شيء للكنيسة " (أفسس1: 20-22).
                            ⑥ وفي هذا يرى الحرفيون:
                            v أن المسيح حالياً ليس ملكاً في السماء، فهو لم يجلس للآن على عرشه المعروف "بعرش داود" بل هو جالس عن يمين عرش العظمة، يمين عرش الآب، " … لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس في يمين عرش العظمة في السماوات " (عبرانيين8: 1)، " ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله " (عبرانيين12: 2).
                            v هذا، إلى جانب إن الحرفيين لهم رأي آخر في الآية المذكورة، فالمسيح فعلاً فوق كل رياسة وسلطان فهذا لمصلحة الكنيسة، لأنه بصفته رأس الكنيسة، فهي مرتبطة ارتباطا عضويا بذاك الذي دُفع إليه كل هذا السلطان. فالكنيسة مدعوة دعوة فريدة لممارسة هذا السلطان الآن، إلى أن تمارسه بصورة أكبر يذكرها بولس في نفس الآية من أفسس "في المستقبل أيضاً" لتكون مشتركة معه في سلطانه إذ تراه ملكاً يخضع كل من معانديه تحت قدميه. لكن متى سيحدث هذه الشراكة للكنيسة في هذا السلطان؟ أليس في ظهورها معه؟

                            تعليق


                            • #74
                              مشاركة: الملك الألفي

                              7 – يرى أصحاب التفسير الرمزي أن ملكوت المسيح روحي لا جسدي " ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس " (رومية14: 17).
                              ⑦ إلا إن أصحاب التفسير الحرفي يروا في هذا الجزء من رومية أن بولس يشجب أن أحد المؤمنين الأقوياء في الفكر السليم من حيث قبول أكل مأكولات مُحّرَمة عند اليهود أن يكون بفكره هذا سبب عثرة لمؤمن آخر ضعيف في تفكيره مرتبطاً بماضيه اليهودي، ولذا بولس يشجع المؤمنين للتركيز أساساً على ملكوت الله وليس على المأكولات. نعم ملكوت الله ليس أكلاً وشرباً، لكنه قد يحتوي على هذا أيضاً وألا لما قال المسيح في متى26: 29 " وأقول لكم إني من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً في ملكوت أبي ".
                              هذا، إلى جانب أنه إذا كان المُلك المقصود به هو فقط مُلك روحي، فبماذا نُفّسر العلامات التي تكلم عنها المسيح التي ستحدث قبل إعلان هذا المُلك، سواء علامات في السماء، أو على الأرض؟ هل هذه العلامات تحدث وقت الإيمان بإعلان هذا المُلك في حياة المؤمنين؟
                              8 – ويرى أصحاب التفسير الرمزي إثباتاً لموقفهم من الآية " ولا يقولون هوذا ههنا أو هوذا هناك لأن ملكوت الله داخلكم " (لوقا17: 31)
                              ⑧ " ملكوت الله داخلكم "! في ترجمات أخرى تأتي بمعنى أن ملكوت الله في وسطكم،
                              وهذا بالإنجليزية:
                              Lu 17:21 (MNT) "…for the kingdom of God is now in your midst."
                              وهذه الترجمة أوقع لأنه من النص نعرف أن الحديث مع الرافضين من الفريسيين ورؤساء الكهنة، فهل من المقبول أن يكون المسيح يتكلم عن ملكوته الروحي داخل هؤلاء الرافضين له من الفريسيين ورؤساء الكهنة واليهود الذين كانوا يحاوروه؟ فالمعنى إذن هو أن ملكوت الله كان في وسطهم، فالمسيح كان هو الملك الشرعي، وقد صنع عجائبه مقدماً بها أوراق اعتماده لكي يراها الجميع. لكن لم يكن لدي الفريسيين آية رغبة في قبوله. لذا فملكوت الله كان قد أُعلن لهم غير إنهم لم يلاحظوه البتة.
                              9 - ويرى أصحاب التفسير الرمزي إثباتاً آخر من الآية " مملكتي ليست من هذا العالم " (يوحنا18: 36).
                              ⑨ عندما نكمل الآية في يوحنا18: 36 "أَجَابَ يَسُوعُ: مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا" يظهر أنه يتكلم عن مملكة فيما بعد، ليست الآن.
                              10 – فأصحاب التفسير الرمزي يؤمنوا بأن ملكوت المسيح قائم الآن، وهو يملك على قلوب أبنائه المولودين ثانية وهو يملك على كنيسته لذلك يقول " الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته " (كولوسي1: 13)
                              ⑩ لقد كنا فعلاً خطاة مستعبدين للشيطان لكننا اختبرنا الإنقاذ من قبضته بواسطة المسيح وأصبحنا الآن رعايا ملكوت المسيح. فنحن الآن أعضاء جسده المبارك، الذي لم يكتمل بعد، وسيكتمل بدخول آخر شخص للإيمان قبل مجيء المسيح في السحاب. وكل مؤمن في هذا الجسد المبارك يعلن الخضوع الشخصي الكامل للرأس المسيح، معطياً إياه حق السيطرة في حياته يومياً. فهذا الملكوت الآن غير واضح وبشكل غير مرئي لأن الملك غائب الآن لأنه ذهب لبيت الآب "للكورة البعيدة" حسب متى13 ثم يعود من هناك ليؤسس مملكته الفعلية معلناً مُلكه أمام جميع محبيه وأيضاً واضعاً جميع أعداؤه ورافضيه تحت قدميه.
                              11 – ويؤمن أصحاب التفسير الرمزي أن المسيح لا ينتظر حتى مجيئه الثاني لكي يُقّيد الشيطان، فقد انتصر عليه انتصاراً حاسماً وأبدياً بموت الصليب والقيامة. وهم يروا إثباتاً لهذا الموقف من الآية في عبرانيين2: 14 "أباد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس" وكولوسي2: 15 "إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهاراً ظافراً بهم فيه"
                              ⑾ في الآيتين من عبرانيين2: 14، كولوسي2: 15 لا نستطيع أن نفهم أن إبليس قد تم قتله تماماً، لكن ما تم إبادته فهو سلطان الموت الروحي على كل البشر، لأن حياتنا أصبحت بعد الإيمان أبدية وليست فقط أرضية. وألا ما كان لإبليس تأثير في العالم حتى اليوم. فالمقصود هو أن المسيح بموته وقيامته قد غلب قوة الشيطان، فهو فضح عجز سلطانه وأصابه بجرح مميت وأعلن أن مصيره محتوم، فقد نزع منه سلاحه إذ جرده منه، فهو عدو مهزوم لا محالة إلا أنه لم يُطرح بعد لهلاكه الأبدي.



                              ثانياً: المجيء الثاني والملك الألفي في التفسير الحرفي
                              إن موضوع الكتاب القدس كله، هو المسيح. فعن أسفار موسى قال المسيح "هو(موسى) كتب عني" (يوحنا5: 46). ويوضِّح الرسول بطرس أن الأنبياء جميعاً تحدثوا عن شخص المسيح من جانبين: آلامه، وأمجاده. وهذا معناه أنهم تحدثوا عن مجيئه الأول ليتألم ويموت. ثم عن مجيئه الثاني لكي يملك ويدين. فإن كانت آلامه عاناها على الأرض، فلماذا لا نقبل أن يعلن بداية أمجاده أيضاً على الأرض؟ فرسالة الإنجيل هي رسالة المسيح الفادي، المسيح الذي جاء إلى العالم، صُلب، مات، وقام لأجل غفران خطايا كل من يقبله. أما رسالة الملكوت فهي رسالة مختلفة، فهي رسالة عن قدوم ملك يملك على شعب في مكان مُعّين. وأول مرة في العهد الجديد يُذكر كلمة ملكوت السماوات كانت في وقت كرازة يوحنا المعمدان لليهود عن اقتراب ملكوت السماوات منهم. ويوحنا المعمدان لم يشرح ما قال لأن اليهود يفهمون المقصود جيداً من سفر دانيال2: 44 حين تحدث دانيال عن الإمبراطوريات العالمية المتعاقبة ثم ختم بالقول "وفي أيام هؤلاء الملوك يقيم إله السماء مملكة لن تنقرض إلى الأبد ومُلكُها (سلطانها) لا يُترك لشعب آخر، وتسحق وتُفني كل هذه الممالك وهي تثبت إلى الأبد".
                              معنى المجيء الثاني والملك الألفي الحرفي
                              يؤمن الحرفيون بأن المسيح ملك الملوك منذ الأزل جاء إلى العالم بالميلاد، قّدم مُلكه على شعب إسرائيل، الذي بدوره رفض هذا المُلك، فقدم الله للعالم أجمع فرصة الفداء في الصليب لكل من يقبله، ليكون المسيح ملكاً على حياته، وسيأتي الوقت الذي لا يعلمه أحد من البشر أو الملائكة الذي سيأتي فيه المسيح على السحاب ليأخذ هؤلاء المؤمنين به على مر العصور فالأموات في المسيح يقومون أولاً (القيامة الأولى) والأحياء يتغيرون. وبعد فترة وجيزة من الزمن مدتها سبعة سنوات سيمر فيها شعب إسرائيل في ضيقة عظيمة وسينوح هذا الشعب بحرقة على المسيح الذي طعنوه، وكما قال المسيح عن هذه الفترة أنها ستُقّصر مدتها لكي يستطيع أن يؤمن من يريد أن يؤمن، ثم سيأتي المسيح ثانياً إلى الأرض ليعلن مملكته لمدة 1000 عام وسيُقّيد الشيطان، ليفتح الباب للأمم أيضاً لمن يريد أن يؤمن منهم بالمسيح الملك، وقرب نهاية هذه الفترة سيُفَك الشيطان من قيده، وسيقود كل أتباعه الذين لم يقبلوا المسيح الملك لمحاربته، إلا أن المسيح سيُلقي بالشيطان وأتباعه في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت ثم يقوم الأشرار الأموات للعقاب الأبدي (القيامة الثانية).
                              وإن كان هذا المفهوم أكثر تعقيداً، وأكثر رفضاً من المنطق البشري، لكنه قد يكون الأقرب من حيث التوافق مع النبوات الكتابية سواء في العهد القديم أو العهد الجديد. ولو اعتمدنا فقط على المنطق البشري ما استطعنا أن نؤمن أن الله الابن يُخلي نفسه ليأخذ صورة عبد ويأتي في شكلنا البشري ليعيش وسطنا ثم يموت مصلوباً ليقدم الفداء لمن يقبله. آي منطق هذا، لكننا بالإيمان نعيش لا بالعيان.
                              رأي التاريخ الكتابي والتاريخ المعاصر في المُلك الألفي
                              عرفنا مما تقدم أن الرمزيين لم ينكروا إيمان الآباء الأوائل في الكنيسة الأولى في القرن الأول الميلادي بحرفية المُلك الألفي، إلا أنهم ظنوا أن هؤلاء الآباء الأوائل كانوا قد حادوا عن فهم المعنى الروحي المقصود، إلا إننا نجد أن التاريخ الكتابي نفسه عبر العصور يعلن عن ضرورة حرفية المُلك الألفي.
                              فنجد أن سلطة الله وحكمه على البشر في العالم كله مرت عبر العصور في مراحل ست مختلفة ولابد أن تكتمل في صورتها السابعة والأخيرة
                              المرحلة الأولى: في الجنة
                              وضع الله أدم في الجنة معطياً إياه السلطة ليُمّثل الله، وكان على آدم أن يخضع لسلطان الله بطاعته وصية عدم الأكل من شجرة معرفة الخير والشر. لكن هذه الصورة لمُلك الله انتهت حين تعدي آدم على الله وخرج عن طاعته كاسرا وصيته. وظهرت نعمة الله في نور الإعلان بالرجاء "نسل المرأة (المسيح مولود مريم بدون رجل) يسحق رأس الحية" (تكوين3: 15).
                              المرحلة الثانية: العالم في عهد نوح
                              في عهد نوح قرر الله إبادة كل البشر لكن من نعمته أبقى نوح مُعطياً للبشرية فرصة أخرى للبداية الجديدة. وبعد خروج نوح من الفُلك أقام الله معه عهداً وطلب من الإنسان الحفاظ على حياة الإنسان وعقاب القاتل بأن يُقتل. لكن نوح فشل بكل أسف في أن يحكم نفسه فسكر وتعّرى وأدخل اللعنة على زريته. واستمر طغيان الإنسان خلال البشرية، فالتاريخ مليء بالملوك المتغطرسين القساة ونعرف ملوك كتب عنهم الوحي "أياً شاء قتل و أياً شاء استحيا" (دانيال5: 19)، فهكذا تصرف ما لا يُحصى من الملوك وكأنهم فوق المحاسبة أو المسائلة. وهكذا، لم تصلح صورة آدم في الجنة، ولا صورة نوح خارج الجنة، ولا بقية الحكام إلى اليوم. ويظل السؤال حتى اليوم أين الحاكم بالعدل والاستقامة؟ ، لكن من نعمة الله أنه وعد بعدم إفناء البشرية مرة أخرى بالطوفان.
                              المرحلة الثالثة: الشعب المفدي الخارج من مصر.
                              نعرف كيف اختار الله لنفسه شعباً (تثنية32: 8-9)، وكيف خرج هذا الشعب من مصر مفدياً. وهنا غنى موسى والشعب بعد الفداء بالترنيمة في سفر الخروج15 وأشار موسى إلى مُلك الرب على شعبه (خروج15: 18) وأعطاهم شريعته وأعطاهم أيضاً امتياز أن يكونوا شعباً له. وبدأ الله يمارس بواسطتهم حكمه على شعوب العالم، وهنا بدأت تظهر ملامح حُكم الله الفعلي على الأمم. ونرى أن الشعب عندما عبروا نهر الأردن قال لهم يشوع "هوذا تابوت عهد سيد كل الأرض عابر أمامكم في الأردن" (يشوع3: 11). واستمرت هذه الصورة إلى أن رفض الشعب مُلك الرب عليهم في أيام صموئيل النبي وطلبوا ملكاً يخرج ويدخل أمامهم كسائر الشعوب (صموئيل الأولي8: 5-7، 12: 13). وانتهت هذه المرحلة دون الوصول للصورة المثلي لملكوت الله على الأرض. وتمثلت نعمة الله في هذه المرحلة في أن الله وعد شعب إسرائيل بأنه لن يفنيهم بل سيؤدبهم (لاويين26).
                              المرحلة الرابعة: بيت داود
                              نعرف كيف اختار الشعب شاول الذي من سبط بنيامين، متناسين النبوة في أخبار الأيام الأولى5: 2 "لأن يهوذا اعتز على إخوته ومنه الرئيس" وكذلك النبوة في تكوين49: 10. ونعرف كيف أن الله حسب رحمته أعطاهم ملكاً بحسب قلبه هو داود الملك، وكانت مملكته تُسمى "مملكة الرب" (أخبار الأيام الأولى28: 5)، وكان العرش في أورشليم يُسمى "كرسي الرب" أو "عرش الرب" (أخبار الأيام الأولى29: 23، أخبار الأيام الثانية9: 8).
                              في هذه الصورة كان المفروض أن تمتد هيبة الرب وسلطانه على كل أمم الأرض ولو أن الشعب أطاع الرب لجعلهم الرب رأساً لا ذنبا. لكن للأسف، فإن سليمان بسبب النساء سجد للآلهة الوثنيين، وانقسمت المملكة. ومع ذلك ظل كرسي الرب في أورشليم (أخبار الأيام الثانية13: 8)، إلى أن فاض كيل الشر فتم سبيهم إلى بابل وبدأت أزمنة الأمم التي بدأت بنبوخذنصر، وستنتهي بعد اختطاف الكنيسة.
                              وهذه المرحلة وإن كانت قد فشلت تحت مسئولية الإنسان إلا أن الرب من منطلق نعمته كان قد قطع مع داود العهد الداودي، والذي بمقتضاه لابد أن يجلس "ابن داود" على عرش داود إلى الأبد. وابن داود المقصود ليس هو سليمان الذي بعدم أمانته انقسمت المملكة، بل هو المسيح نفسه (مزمور110: 1، متى22: 41-46).
                              وفي هذه المراحل الأربعة الماضية نرى كيف أن الله يسير بالتاريخ نحو الهدف الذي هو المسيح الملك. ففي المرحلة الأولى أوضح الرب أن الملك هو إنسان، ومن نسل المرأة، وفي المرحلة الثانية حدد الله أنه من نسل سام (تكوين9: 21)، وفي المرحلة الثالثة حدد الرب الشعب الذي سيأتي منه هذا الملك (رومية9: 5)، ثم في المرحلة الرابعة حدد الرب البيت الذي سيأتي منه الملك أي بيت داود.
                              المرحلة الخامسة: مجيء ابن داود
                              لقد وصل الملك المُعّين منذ القديم إلى أرضه، ومُسح فعلاً للمُلك، وكان كل شيء مستعد لتأسيس الملكوت. لكن هل وجد المسيح شعبه مستعداً لكي يملك عليهم؟ كلا، بل رفضوه وصلبوه. وتظهر نعمة الله في هذه المرحلة أنه وعد بأنه سيأتي ثانية.
                              المرحلة السادسة: الملكوت في صورته السرية الحالية
                              معنى كلمة "ملكوت" مأخوذ من كلمة "مملكة"، ونحن نعرف أن "مملكة" تشمل ثلاثة أمور، أو ثلاث مكونات أساسية، فالمملكة لابد أن يكون لها ملك، وشعب يملك عليه، في مجال مُعّين يملك فيه. لكن في هذه المرحلة الحالية من المملكة السرية، نجد أن الملك غائب، فهو في السماء، ولا يوجد مجال خاص لهذه المملكة، ولذا، تحدث المسيح في إنجيل متى إصحاح 13 عن الصورة السادسة للملكوت. ففي هذا الإصحاح، تحدث المسيح عن وضع جديد للملكوت لم يسبق أن تحدث عنه أنبياء العهد القديم، وهو ما دعاه أسرار ملكوت السماوات. فتكلم عن أسرار هذا الملكوت بمَثَل الزارع الذي خرج ليزرع مبيناً أنواع الأرض التي سقطت عليها بزاره وكيف أنتجت، ومَثَل الزارع الزرع الجيد في حقله إلا أن عدوه زرع له أيضاً زوان "حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ. فَأَجَابَ: اَلزَّارِعُ الزَّرْعَ الْجَيِّدَ هُوَ ابْنُ الإِنْسَانِ. وَالْحَقْلُ هُوَ الْعَالَمُ. وَالزَّرْعُ الْجَيِّدُ هُوَ بَنُو الْمَلَكُوتِ. وَالزَّوَانُ هُوَ بَنُو الشِّرِّيرِ. وَالْعَدُّوُ الَّذِي زَرَعَهُ هُوَ إِبْلِيسُ. وَالْحَصَادُ هُوَ انْقِضَاءُ الْعَالَمِ. وَالْحَصَّادُونَ هُمُ الْمَلاَئِكَةُ. فَكَمَا يُجْمَعُ الزَّوَانُ وَيُحْرَقُ بِالنَّارِ هَكَذَا يَكُونُ فِي انْقِضَاءِ هَذَا الْعَالَمِ: يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ "(متى13: 36-42)،
                              ففي هذه المرحلة سيستمر كل من عمل الملكوت وعمل الشيطان إلى وقت الحصاد. وسيستمر هذا الوضع طوال فترة غياب المسيح الملك عن هذا العالم، وحتى يظهر مرة ثانية بالمجد والقوة ليؤسس ملكوته العلني.
                              ويمكن تلخيص خصائص هذا الملكوت السري في:
                              1) إن الملك غائب بجسده وغير حاضر فيه حضورا شخصياً. وبالرغم من مرور الزمن على هذا الوضع، فما زال هناك أتباع لهذا الملك خاضعين لسلطانه حافظين لوصاياه (متى28: 18-20).
                              2) هذا الملكوت – بخلاف ما هو في فكر اليهود – مجاله العالم أجمع وليس أمه بعينها (متى13: 38).
                              3) طابع هذا الملكوت هو أناة الله ونعمته. ولذا يُسمح بوجود الشر والأشرار في الملكوت (متى13). وهو بخلاف ما سوف يحدث في ملكوت المسيح المُعلن عنه في نبوات العهد القديم (في المزامير مثلاً)
                              المرحلة السابعة: مُلك المسيح الحرفي في المستقبل
                              وهي الصورة الأخيرة والكاملة والتي كانت في فكر الله من البداية، والتي ستنعم الخليقة فيها بالحرية والبركة الحقيقية. وستتم عندما يظهر المسيح بالمجد والقوة فيتم تأسيس الحكم الإلهي فعلاً.
                              ومن العرض السابق لمراحل الملكوت السبع في الكتاب المقدس نفهم أن إنجيل متى يشير إلى المراحل الثلاث الأخيرة من هذه المراحل السبع، وهي تلك المرتبطة بالمسيح بصورة مباشرة. فيبدأ الإنجيل بسرد تاريخي لميلاد المسيح بصفته الملك الممسوح ليس فقط بالزيت كباقي ملوك العهد القديم، لكن بالروح القدس نفسه، ثم يشرح لنا كيف تم رفضه من الشعب، ثم يتحدث المسيح عن المرحلة السادسة وهي ملكوت السماوات السري الموجود حالياً، وأخيراً في نهاية الإنجيل يتحدث المسيح بأسلوب نبوي عن مجيئه إلى العالم ليؤسس المرحلة السابعة والأخيرة.


                              ضرورة الاعتماد على التفسير الحرفي للكتاب المقدس
                              في الكتاب المقدس يوجد الكثير من الأدلة على ضرورة التفسير الحرفي، متمثلة في الأمور الآتية:
                              Ø نبوات العهد القديم التي تحققت في الماضي فُهمت حرفياً وتمت حرفياً، وليس روحياً

                              تعليق


                              • #75
                                مشاركة: الملك الألفي

                                3) وكما تحدثت أسفار موسى، وسفر المزامير عن المسيح الملك، فإننا نجد النبوات أيضاً أشارت كثيراً إلى المسيح بإعتباره ملكاً. لقد قيل عنه "لأنه يولد لنا ولد، ونعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه، ويدعن اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر" (أشعياء9: 6-7). وكذلك أشعياء2: 2-4
                                ثم يتحدث النبي دانيال عن المسيح ويعطيه لقباً جديداً "ابن الإنسان" ويقول عن ابن الإنسان هذا "كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سُحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام … فأُعطيَ سلطانا ومجداً وملكوتا لتتعبد له لك الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطانٌ أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض" (دانيال7: 13-14).
                                وقد أعلن الله لدانيال تفاصيل ما ينوي أن يعمله بخصوص شعبه إسرائيل من وقت رجوعهم من السبي البابلي، وحتى نهاية الأيام، وأعلن له أن هذه المدة هي سبعون أسبوع سنين، يتخللها حقبة جديدة بعد رفض هذا الشعب للملك المٌُرسل إليهم، وهي حقبة وقت الكنيسة.
                                "سَبْعُونَ أُسْبُوعاً قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ وَلِيُؤْتَى بِـالْبِرِّ الأَبَدِيِّ وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ. فَاعْلَمْ وَافْهَمْ أَنَّهُ مِنْ خُرُوجِ الأَمْرِ لِتَجْدِيدِ أُورُشَلِيمَ وَبَنَائِهَا إِلَى الْمَسِيحِ الرَّئِيسِ سَبْعَةُ أَسَابِيعَ وَاثْنَانِ وَسِتُّونَ أُسْبُوعاً يَعُودُ وَيُبْنَى سُوقٌ وَخَلِيجٌ فِي ضِيقِ الأَزْمِنَةِ. وَبَعْدَ اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ أُسْبُوعاً يُقْطَعُ الْمَسِيحُ وَلَيْسَ لَهُ وَشَعْبُ رَئِيسٍ آتٍ يُخْرِبُ الْمَدِينَةَ وَالْقُدْسَ وَانْتِهَاؤُهُ بِغَمَارَةٍ وَإِلَى النِّهَايَةِ حَرْبٌ وَخِرَبٌ قُضِيَ بِهَا. وَيُثَبِّتُ عَهْداً مَعَ كَثِيرِينَ فِي أُسْبُوعٍ وَاحِدٍ وَفِي وَسَطِ الأُسْبُوعِ يُبَطِّلُ الذَّبِيحَةَ وَالتَّقْدِمَةَ وَعَلَى جَنَاحِ الأَرْجَاسِ مُخَرَّبٌ حَتَّى يَتِمَّ وَيُصَبَّ الْمَقْضِيُّ عَلَى الْمُخَرَِّبِ".
                                وفقط للتوضيح هنا عن ال70 أسبوع نذكر أن هذه الأسابيع هي أسابيع سنين، بمعنى سبع سنين لكل أسبوع يُذكر. وتبدأ ال70 أسبوع سنين هذه بالرجوع من السبي بأمر الملك أرتحشستا. وتنقسم هذه الأسابيع سنين السبعين إلى: سبعة أسابيع سنين + 62 أسبوع سنين + أسبوع من السنين. بمعنى 49 عاماً + 434 عاماً + 7 أعوام. ونجد أنه من رجوع السبي إلى بناء سور أورشليم كان 49 عاماً، ومن بناء سور أورشليم إلى دخول المسيح منتصراً إلى أورشليم قبيل الصلب كان 434 عاماً. ثم تدخل البشرية إلى عصر الكنيسة التي تُمّثل فاصلاً بين ال69 أسبوع سنين الماضية، والأسبوع الأخير الذي يُمثّل الضيقة العظيمة، بعد اختطاف الكنيسة. ويتفق مع هذا أن النصف الأخير من فترة الضيقة أُشير إليه أنه "زمان وأزمنة ونصف زمان" (دانيال7: 25، 12: 7، رؤيا12: 14)، وكذلك أُشير إليه بأنه "اثنان وأربعون شهراً" (رؤيا11: 2، 13: 5)، وأنه " ألف ومائتان وستون يوماً " (رؤيا11: 3، 12: 6).
                                أيضاً تنبأ ميخا النبي عن المسيح واصفاً إياه بأنه "قاضي إسرائيل"، ويشير إلى مكان مولده، وإلى آلامه، وأخيراً إلى مُلكه فيقول "يضربون قاضي إسرائيل بقضيب على خده. أما أنت يا بيت لحم أفراتة، وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل … لأنه الآن يتعظم إلى أقاصي الأرض. ويكون هذا سلاماً" (ميخا5: 1-5).
                                ولقد تنبأ أيضاً هوشع النبي عن عودة المسيح ليملك على شعب إسرائيل من جديد في آخر الأيام فقال في هوشع3: 4-5 "لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَيَقْعُدُونَ أَيَّاماً كَثِيرَةً بِلاَ مَلِكٍ وَبِلاَ رَئِيسٍ وَبِلاَ ذَبِيحَةٍ وَبِلاَ تِمْثَالٍ وَبِلاَ أَفُودٍ وَتَرَافِيمَ. بَعْدَ ذَلِكَ يَعُودُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَيَطْلُبُونَ الرَّبَّ إِلَهَهُمْ وَدَاوُدَ مَلِكَهُمْ وَيَفْزَعُونَ إِلَى الرَّبِّ وَإِلَى جُودِهِ فِي آخِرِ الأَيَّامِ"
                                وبناء على هذه النبوة، وما جاء أيضاً في حزقيال40-46 يعترض الرمزيون على تجدد وقت الذبائح الدموية، على أنه كيف يكون هناك ذبائح دموية في المُلك الألفي، فقد بطُلت هذه الذبائح الدموية بصلب المسيح، فما قيمة رجوعها حرفياً في المُلك الألفي.
                                لكن في حقيقة الأمر أن ما يتعارض مع تعليم العهد الجديد هو أن يكون لهذه الذبائح التي ستُقّدم في المُلك الألفي قيمة كفارية. فبالفعل، سيكون هناك ذبائح دموية حرفية في المُلك الألفي، لكنها بدون قيمة كفارية، لكنها بقيمة تذكارية لما فعله المسيح على الصليب. وبالتمام كما نُمارس نحن الآن "كسر الخبز" دون أن يكون لهذا العشاء الرباني آي قيمة كفارية لغفران الخطايا، بل قيمة تذكارية فقط (1كورينثوس11: 23-26)، هكذا، سيكون الحال بالنسبة لتلك الذبائح الدموية التي سيقدمها الشعب الأرضي في تلك الفترة الألفية بحسب نبوة حزقيال.
                                4) بعد هذه النبوات بمئات السنين جاء المسيح، وعندما حان وقت ظهوره في الجسد جاء الملاك جبرائيل إلى العذراء مريم يقول لها عن هذا المولود "هذا يكون عظيما، وابن العلى يُدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" (لوقا1: 32-33).
                                ثم يُرفض الملك، وبينما المسيح في طريقه إلى أورشليم، قبيل الصلب، إذ كان التلاميذ يظنون أن ملكوت الله عتيد أن يظهر في الحال، قال لهم المسيح مَثَل "الإنسان الشريف الجنس" في لوقا19، وهذا المَثَل يتضمن رفضه كالملك، ثم مُلكه في النهاية برجوعه من الكورة البعيدة التي ذهب إليها هذا الشريف الجنس، وهي التي تشير إلى السماء في هذا المَثَل، والتي ذهب إليها المسيح بعد الموت والقيامة.
                                وإن كنا نعرف أن المسيح صُلب، لكن الله لم يلغِ بالطبع فكره عن مُلك المسيح على الأرض وتلاميذه معه، بل نجد أن المسيح نفسه قد أوضح للتلاميذ أن ذلك تأجل إلى مجيئه الثاني فقال "متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الإثني عشر" (متى19: 28). وبعد صلب المسيح ودفنه، وقيامته، اجتمع مع التلاميذ في أورشليم وسأله تلاميذه عن المُلك وأوانه، فأجاب المسيح عليهم "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه" (أعمال1: 7). ومن المهم أن نلاحظ أن المسيح هنا لم ينفِ مُلكه على الأرض، بل رفض تعيين الأزمنة والأوقات.
                                5) لقد أعلن بولس أن الله لم يرفض شعبه (رومية11: 1،5) "فَأَقُولُ: أَلَعَلَّ اللهَ رَفَضَ شَعْبَهُ؟ حَاشَا … قَدْ حَصَلَتْ بَقِيَّةٌ حَسَبَ اخْتِيَارِ النِّعْمَةِ" فبعد أن يدخل ملئ الأمم سيخلص جميع إسرائيل (رومية11: 25-26).
                                6) لابد أن يأتي المسيح أولاً في الهواء ليأخذ خاصته إليه، وفي هذا المجيء، الأموات في المسيح سيقومون بأجساد ممجده، ثم الأحياء يتغيرون عن الجسد الحالي ليأخذوا هم أيضاً أجساد ممجده لأن لحماً ودماً لا يقدران أن يرثا ملكوت الله (1كورينثوس15: 50)، (2كورينثوس5: 6-8). فالمؤمنين يوجدوا الآن في صورتين، إما مؤمنين ماتوا فهم في حضرة المسيح في الروح وأجسادهم في القبر، أو مؤمنين أحياء مازالوا مستوطنون في الجسد. لكننا نعرف أن المسيح قد صنع فداء للجسد كما صنع فداء للروح " وَلَيْسَ هَكَذَا فَقَطْ بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضاً نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا " (رومية8: 23) ولذا، ففي يوم معين سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده (فيلبي 3: 21). فالأموات في المسيح سيقومون أولاً بأجساد ممجده، والأحياء يتغيرون ويُخطف الجميع إلى السحاب. ثم يكتمل الأسبوع السبعين من السنين لشعب إسرائيل، ويأتي المسيح إلى الأرض ليعلن مُلكه. أما بالنسبة للأشرار جميعاً فسيبقوا كما هم في قبورهم إلى وقت الموت الثاني في نهاية المُلك الألفي، حين يُحكم عليهم بالموت الأبدي. فلا يوجد قيامة عامة يقوم فيها كل الأموات (أبرار وأشرار) في نفس الوقت. وهنا يعترض الرمزيون معتمدين على قول يسوع " لا تتعجبوا من هذا، فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة " (يوحنا5: 8-9) فإن كانا يحدثان في ساعة واحدة فكيف تكونا قيامتان مختلفتان؟
                                لكن أصحاب التفسير الحرفي للملك الألفي لا يجدوا في ذلك صعوبة في التفسير على اعتبار أننا نعيش الآن في "الساعة الأخيرة " التي قال عنها يوحنا في رسالته الأولى2: 18 "أَيُّهَا الأَوْلاَدُ هِيَ السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ. وَكَمَا سَمِعْتُمْ أَنَّ ضِدَّ الْمَسِيحِ يَأْتِي، قَدْ صَارَ الآنَ أَضْدَادٌ لِلْمَسِيحِ كَثِيرُونَ. مِنْ هُنَا نَعْلَمُ أَنَّهَا السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ". وأيضاً بقبول ما جاء في سفر الرؤيا20: 4-7 " مُبَارَكٌ وَمُقَدَّسٌ مَنْ لَهُ نَصِيبٌ فِي الْقِيَامَةِ الأُولَى. هَؤُلاَءِ لَيْسَ لِلْمَوْتِ الثَّانِي سُلْطَانٌ عَلَيْهِمْ، بَلْ سَيَكُونُونَ كَهَنَةً لِلَّهِ وَالْمَسِيحِ، وَسَيَمْلِكُونَ مَعَهُ أَلْفَ سَنَةٍ " نستطيع أن نعرف أنه يوجد فرق زمني قدره 1000 عام بين القيامتين.
                                7) سيأتي المسيح في السحاب ليرفع من يحجز " لاَ تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعاً عَنْ ذِهْنِكُمْ، وَلاَ تَرْتَاعُوا، لاَ بِرُوحٍ وَلاَ بِكَلِمَةٍ وَلاَ بِرِسَالَةٍ كَأَنَّهَا مِنَّا: أَيْ أَنَّ يَوْمَ الْمَسِيحِ قَدْ حَضَرَ. لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا… أَمَا تَذْكُرُونَ أَنِّي وَأَنَا بَعْدُ عِنْدَكُمْ كُنْتُ أَقُولُ لَكُمْ هَذَا؟ وَالآنَ تَعْلَمُونَ مَا يَحْجِزُ حَتَّى يُسْتَعْلَنَ فِي وَقْتِهِ. لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ، إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ، وَحِينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ الأَثِيمُ، الَّذِي الرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ، وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ " (2تسالونيكي2: 2-8).
                                يتكلم بولس هنا عن إشاعة أُذيعت وسط كنيسة تسالونيكي على أن الاضطهاد العظيم الذي يعانون منه ما هو إلا حلول الضيقة العظيمة، فيذكرهم بولس بأن الضيقة العظيمة لن تأتي قبل أن يرفع الله الذي يحجز الإثم من العالم، وحيئذ يُستعلن الأثيم، الذي يبيده الرب ويبطله بظهوره. إذن ما هو، ومن هو، هذا الذي يحجز؟ فهو شيء يقال عنه في عدد 6 "ما يحجز" وأيضاً شخص يقال عنه في عدد 7 "الذي يحجز"! إنه الروح القدس الساكن في الكنيسة التي هي جماعة المؤمنين. فالكنيسة، بمؤمنيها هي الملح الذي يمنع انتشار الفساد في هذا العالم، وهي النور الذي يبدد الظلام منه. لكن بالاختطاف، ستؤخذ الكنيسة من هذا العالم، ولذا لن يوجد تأثيرها المضاد لمقاومة الشر.
                                والمسيح عندما يأتي إلى الأرض سيطرح الوحش والنبي الكذاب إلى بحيرة النار ويقبض على التنين الحية القديمة الذي هو إبليس والشيطان ويقيده ألف سنة (رؤيا20: 1-30).
                                ويرى أصحاب عقيدة مجيء المسيح بعد الألف سنة (الرمزيين) أن تقييد الشيطان صورة رمزية، فهذا التقييد قد تم على الصليب عندما انتصر المسيح على الشيطان. هذا، ويرى البعض الآخر أن تقييد الشيطان هو عملية مستمرة خلال عصر الكنيسة. وبتقدم الكنيسة تتحدد قوة الشيطان أكثر.
                                لكن هل نستطيع أن نعلن حقاً أن الشيطان مُقّيد حالياً؟ بالطبع لا فالكتاب المقدس يعلن أن الشيطان هو "رئيس هذا العالم" (يوحنا16: 11)، وهو "رئيس سلطان الهواء" (أفسس2: 2)، وهو "إله هذا الدهر" (2كورينثوس4: 4)، وهو "كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو" (1بطرس5: 8). فمن كل هذا نرى أن الشيطان بالتأكيد ليس مُقّيداً في هذا الدهر.
                                9) وسيأتي المسيح إلى الأرض لكي ينقذ الخليقة كلها ويباركها وقد وصف أشعياء هذا الوقت بأنه الوقت الذي فيه يسكن الذئب مع الخروف في سلام (اشعياء11: 1-9). ويتحدث بولس عن هذا الوقت بأنه وقت خلاص الخليقة من عبودية الفساد (رومية8: 19-22). والجدير بالذكر، أن هذا التجديد يتم متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده (متى19: 28).
                                10)الألقاب الكتابية للكنيسة تنفي فكرة أن الكنيسة هي ملكوت المسيح. فالكنيسة مكتوب عنها أنها : عروس، أهل بيت الله، عائلة ، جسد روحي … هذا إلى جانب أن الإنجيل الذي تكرز به الكنيسة ينفي ويُبطل فكرة الملكوت، فالإنجيل هو رسالة الفداء المقدمة من المسيح المصلوب على الصليب لغفران خطايا من يقبلوه، وهذا ليس له ارتباط بالمسيح الملك.
                                العلاقة بين المسيح والكنيسة ومدلولها:

                                المسيح
                                الكنيسة
                                المدلول
                                الرأس: أفسس5: 23
                                الجسد: 1كورينثوس12: 27
                                سلطان الرأس على الجسد
                                حجر الزاوية: أفسس2: 20
                                البناء: 1بطرس2: 5
                                سكنى الله في الكنيسة
                                العريس: متى9: 15
                                العروس: يوئيل2: 16، متى25: 10

                                العلاقة الحميمة
                                الراعي: يوحنا10: 11
                                الخراف: يوحنا10: 7-27
                                الرعاية والحماية والاهتمام
                                الكرمة: يوحنا15: 1-8
                                الأغصان: يوحنا15: 1-8
                                صلة الاتحاد الثابت
                                الكاهن الأعلى: عبرانيين4: 14
                                مملكة كهنة: رؤيا1: 5-6
                                الرفعة لوضع المسيح في الكنيسة
                                آدم الأخير
                                الخليقة الجديدة: رومية5: 12-21
                                المسيح هو أساس بداية الكنيسة



                                جدول لتوضيح الفرق بين مجيء المسيح في الهواء على السحاب للاختطاف، والمجيء الثاني للأرض للمُلك


                                الاختطاف
                                الظهور
                                1 – المسيح سيأتي في الهواء 1تسالونيكي4: 16-17
                                سيأتي على الأرض زكريا14: 4
                                2 – سيأتي لقديسيه 1تسالونيكي4: 16-17
                                سيأتي مع قديسيه 1تسالونيكي3: 13، رسالة يهوذا14
                                3- الاختطاف سر لم يُعرف في القديم 1كورينثوس15: 51
                                الظهور موضوع كثير من نبوات العهد القديم مزمور72، زكريا14
                                4 – غير مسبوق بعلامات
                                مُعلناً بعلامات في السماء متى24: 29-30
                                5 – معروف بأنه يوم المسيح 1كورينثوس1: 8، 2كورينثوس1: 14، فيلبي1: 6-10
                                معروف بأنه يوم الرب 2تسالونيكي2: 2
                                6 – وقت بركة 1تسالونيكي4: 18
                                للدينونة 2تسالونيكي2: 8-12
                                7 – سيحدث في لحظة في طرفة عين 1كورينثوس15: 51 ،(وهذا يؤكد أن العالم لن يشاهده أثناء حدوثه)
                                سيكون مرئياً للعالم كله متى24: 27، رؤيا1: 7
                                8 – الاختطاف للكنيسة فقط، الأموات منها بأجساد ممجدة، والأحياء يتغيرون لأجساد ممجدة 1كورينثوس15: 51-58، 1تسالونيكي4: 13-18
                                الظهور أولاً لإسرائيل، ثم أيضاً لكل الأمم. متى24، 25
                                الإجابة على بعض التساؤلات في الأذهان!
                                · كيف بعد أن تغّيرت أجسادنا وذهبنا إلى السماء سنعود مرة ثانية إلى الأرض لكي نملك على مع المسيح؟، وكيف سيترك المسيح السماء ليستقر على الأرض ليملك عليها؟
                                للرد على هذا التساؤل، نحتاج أن نعرف أن المسيح عندما يملك، فهو سيملُك في دائرة السماء كما سيملك في دائرة الأرض أيضاً. ولعل مشهد التجلي في متى17، مرقس9، لوقا9 يصّور لنا ملكوت المسيح في الدائرتين بطريقة نستطيع أن نفهمها. فالمشهد فوق جبل التجلي كان يتكون من دائرتين. دائرة أناس مُمّجدين، ودائرة أناس بأجسادهم الطبيعية. الدائرة الأولى كان فيها المسيح وقد تغيرت هيئته قدام التلاميذ، وأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور، كما ظهر فيها أيضاً موسى وإيليا بمجد. والدائرة الثانية كان فيها بطرس ويعقوب ويوحنا بأجسادهم الطبيعية، لكنهم أيضاً استمتعوا بالشركة مع الرب، كما كانوا ينظرون موسى وإيليا. وهذا معناه أن الرب هو مركز كل من هاتين الدائرتين، وأنه لا توجد فواصل بينهما. وقد يكون من الملفت للنظر هنا أن في التجلي ظهر موسى الذي مات، وإيليا الذي أختطف إلى السماء دون أن يذوق الموت، مشيران إلى ملكوت السماء الذي سيكون فيه كل من ماتوا من القديسين، وأيضاً الذين تغيرت أجسادهم وهم أحياء بدون موت للاختطاف مباشرة.
                                · والتساؤل الثاني بخصوص حرفية المُلك الألفي من الآية 2بطرس3: 8 "لا يخفَ عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء، أن يوماً واحداً عند الرب كألف سنة، وألف سنة كيوم واحد"
                                لكن في حقيقة الأمر، فهذه الآية لا تعني أن كلما يقول الرب ألف سنة فهذا يعني يوم واحد بالنسبة لنا، ولا إذا قال يوم واحد فهذا معناه ألف سنة. لكن هذه الآية تعني أن مقاييس البشر من جهة الأزمنة مختلفة عن مقاييس الله. فألف سنة في نظر البشر هي طبعاً فترة كبيرة جداً بالنسبة للإنسان الذي يعيش حياته سبعين سنة، وإن كانت بالقوة فثمانين، لكنها في نظر الله الأزلي الأبدي هي فترة صغيرة وكأنها يوم واحد. كما أن يوما واحدا عند البشر، وهو بالطبع فترة قصيرة للغاية هي في نظر الله الذي لا حدود عنده للوقت تعتبر فترة طويلة جداً. فالآية تتكلم عن الوقت في وجهة نظر الرب "عند الرب". لكن هل يفكر أحد أن متوشالح الذي عاش 969 سنة ومات، فهو عاش فقط يوما واحداً؟ فالألف سنة عند الله هي كيوم واحد، لكن عندنا نحن فإن الألف سنة هو ألف سنة لا أكثر ولا أقل.


                                الخاتمـــــــة
                                إن مُلك المسيح حقيقة ثابتة معلنة لجميع المؤمنين، فهو مُلك روحي حالي في حياة المؤمنين، الذين قاموا قيامة روحية حقيقية في الإيمان بالمسيح يسوع، وكلما أعطينا المسيح مساحة أكبر من المُلك في حياتنا ليقودنا حسب مشيئته، كلما زاد مقدار تقييدنا للشيطان ونقصت فترات سقوطنا في أفعاله ومكايده. بالطبع، كلما مَلّكنا المسيح بحرية في حياتنا، كلما ارتبط تفكيرنا أكثر بما هو فوق في السماويات حيث المسيح جالس على يمين عرش الآب. وفي نفس الوقت على كل مؤمن أن يرفع عينيه إلى السماء منتظراً الرجاء المبارك بمجيء المسيح على السحاب ليأخذنا إليه بأجساد تشبه جسده الممجد المبارك، فالأموات منا سيقوموا بأجسادهم الممجدة، والأحياء سيلبسوا تلك الأجساد السماوية لنعيش بها معه كل حين، ونجلس بها معه في عشاء عرس الخروف، لنفرح بالتيجان التي سيعطيها لكل منا حسب مقدار استخدامنا للمواهب التي أعطاها لنا، نعم سنطرح أكاليلنا أمام المسيح لأنه هو سبب ووسيلة وجودنا في محضره المبارك. نعم سنفرح بإنقاذه لنا من الضيقة المريرة التي يمر بها شعب

                                إسرائيل في ذلك الوقت نتيجة رفضهم وصلبهم لملكهم. وفي أثناء الضيقة هذه، الكثيرين من إسرائيل سيعرفون المسيح الملك ويعلنوه ملكاً ومُخّلصاً لهم، وسيصيروا هم الشهود عن المسيح الملك الذي قّيد الشيطان لمدة ألف عام، وسيغطي مجد الرب الأرض كما تغطي المياه البحر، وسيعرف الكثيرين من الأمم المسيح المُخّلص الملك، وستختبر الخليقة كلها العتق من قبضة إبليس عليها لتختبر السلام والفرح التي حُرمت منها بسبب الخطية. وفي نهاية الألف سنة سيُفك الشيطان من قيده وسيسعى جاهداً في حرب مريرة ليغلب ويعلن سلطانه مرة أخرى، إلا أن المسيح الملك سيطرحه حياً في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت له ولأتباعه.
                                أما بالنسبة لهؤلاء الذين لم يقبلوا المسيح مُخلصاً شخصياً وملكاً روحياً لهم، فسيأتي اليوم الذي سيصرخون فيه يا آكام اسقطي علينا ويا جبال غطينا من وجه هذا الملك المهوب الجالس على العرش. فالجميع منهم، سواء الأحياء أو الأموات سيُقاموا للقيامة الثانية للدينونة. نعم سيقود المسيح، هذا الغالب الذي آتى غالباً ولكي يغلب، سيقود جيوش النصر ليلقي بالشيطان وأتباعه الرافضين مُلكه في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت، ويدوم مُلكه إلى الأبد. هللويا.
                                التعديل الأخير تم بواسطة munzer; الساعة 22-05-09, 09:45 PM.

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X