مقالات جديرة بالقراءة
أود فى هذا الباب أن أضع فى كل مرة مقالة من المقالات الجديرة بالقراءة
وسوف يتغير فى كل مرة عنوان المداخلة حسب المقالة
أرجوا أن نتطلع على هذه المقالات وأن تحوز أعجابكم
أود فى هذا الباب أن أضع فى كل مرة مقالة من المقالات الجديرة بالقراءة
وسوف يتغير فى كل مرة عنوان المداخلة حسب المقالة
أرجوا أن نتطلع على هذه المقالات وأن تحوز أعجابكم
كشف حساب من دفتر أحوال الوطن
يوسف سيدهم
منذ انفجار ملف الأمور المسكوت عنها في ديسمبر الماضي* في أسيوط أولاً وفى البحيرة من بعدها* وقفنا أمام مشهد غريب يدعو للتأمل إزاء تيارات التناول الإعلامي للموقف حيث اتسم ذلك التناول بالتشنج والانفلات وغاب عنه التعقل والتروي، وبدلا من أن يؤدي الإعلام دوره الأصلي في إعلام الرأي العام والسعي إلى الحقيقة من أجل تحقيق ذلك، انطلق في ممارسة دوره المعدل في شحن وتضليل وتحريض الرأي العام باختلاق قصص وتصورات وافتراضات غير مؤيدة بأية أدلة بلغت حد الخطورة، وبات واضحا منها أن الهدف هو العبث غير المسئول بمشاعر الرأي العام والإثارة لزيادة معدلات التوزيع.
وقد يعتقد الكثيرون أن مسلك "وطني" خلال تلك الأزمة كان باهتاً وغير مشبع، ذلك لأنها التزمت بتغطية متحفظة للأحداث اقتصرت على الوقائع الدامغة المثبتة المنسوبة إلى مصادرها، وأيضاً لأنها أمسكت عن الدخول في حروب كلامية أو مهاترات مع الأقلام التي تزعمت صحافة الإثارة والشحن والتحريض. وأعرف أن "وطني" يمكن أن تكون بهذا الموقف قد أغضبت العديد من أصحاب الرسائل والبيانات والردود الذين انبروا للرد وتعبوا وكتبوا وأرسلوا لنا للنشر* ومنهم بعض الآباء الأفاضل من رجال الكهنوت* ولأولئك جميعاً أعتذر لأننا لم نقصد تجاهلاً أو إساءة.
إنما المسلك الإيجابي الذي سلكته "وطني" كان رصد أوجه الخلل فيما حدث واستشعار خطورة ترك الأمور تنحدر نحو هوة سحيقة تبتلعنا جميعا إذا قسمنا هذا الشعب إلى فريقين مسلم ومسيحي، لدى أي مشكلة تطرأ، وراحت تبحث مع إخوة أعزاء كيفية تأسيس كيانات مدنية تتولى إدارة الأزمات وترفع عن كاهل المؤسسة الدينية* والكنيسة على وجه الخصوص* مهمة الدفاع عن المواطن المسيحي،أو على الأقل تتشارك معها في ذلك بحيث يبقى واضحاً أن هذا المواطن هو رعية للدولة أولاً ثم ابن الكنيسة بعد ذلك.
وفى هذا الإطار أطلقت "وطني" الدعوة إلى تأسيس المجلس المصري لحقوق المواطنة مجلس مدني أهلي يفتح قنوات حوار واتصال مع جميع مؤسسات الدولة وأجهزتها لرصد أوجه الخلل التي تعتري حقوق المواطنة والمبادرة إلى علاجها. ولا تزال تلك الدعوة قيد الدراسة والعمل إلى أن ترى النور،لكن تظل الحقيقة الحتمية أمامنا هي كيان وطني يجمع المصريين على أرضية المواطنة.
ووسط هذا الصخب الذي أحاط بنا طوال الأشهر الثلاثة الماضية*وكما أحجمنا عن نشر رسائل المبارزات الكلامية*أحجمنا أيضاً عن نشر رسائل التقدير التي وصلتنا التي تثبت أن توجه "وطني" لم يذهب أدراج الرياح ولم يضع صداه في الوادي، بل تلقته الكثير من العقول الواعية والضمائر الوطنية التي لم تقع ضحية الصخب الدائر.
ولكن حمل إلينا مؤخراً جهاز الفاكس رسالة قصيرة لصفحة الرأي توقفنا عندها وقرأناها مرات، وترددنا بين إحالتها إلى ملف الرسائل وبين نشرها*خاصة أننا نستشعر حساسية مفرطة ضد نشر رسائل التقدير التي تصلنا*وفي النهاية انحزنا إلى خيار النشر، لعل ذلك يريح بعض القراء، علاوة على أنه سوف يحمل مشاعر التقدير والعرفان لصاحبة الرسالة.
الرسالة التي وصلتنا تحمل عنوان "إلى جريدة وطني الراقية المثقفة"، ويذيلها توقيع الأستاذة أمينة ثروت أباظة مديرة إدارة الترجمة في القناة الفضائية المصرية، وابنة المرحوم الكاتب ثروت أباظة* وتقول الرسالة:( لا أجد الكلمات المناسبة كي أعتذر كمصرية* عما صدر من بعض الصحف المصرية لتغطية موضوع السيدة وفاء قسطنطين، فكلما فتحت جريدة وقرأت ما فيها عن هذا الموضوع أصابني غثيان ولوعة وحسرة.. كنت أتمنى قراءة مقالة واحدة تغطى هذا الحدث بشيء من الموضوعية أو القليل من الحيادية أو نسبة بسيطة من الثقافة ومعها لمسة بسيطة من الرقي والتحضر ولكن أبداً، الجرائد الصفراء أصبحت سوداء مصبوغة بسواد الكره والجهل والظلام، جريدة منها أسبوعية يتولى تحريرها أشخاص أرادوا بكل الطرق والوسائل إشعال نار الفتنة بتعصبهم وتطرفهم وأرادوا ضرب إخوتنا المسيحيين، لكن مع الأسف أصابت الضربة مصر في قلبها،لأن جميع المقالات التي تمس وحدتنا الوطنية تترجم إلى جميع اللغات وتظهر على الإنترنت لتصل إلى كل بلاد العالم، حيث عرف الجميع ما وصلنا إليه في مصر من كره وتعصب، وهذا ليس في صالح مصر أبداً ويعتبر تشويهاً لصورتنا في الداخل والخارج، وجريدة أخرى المفروض أنها تعبر عن صوت مصر يدعي رئيس تحريرها الاستنارة وينحاز إلى الثقافة والتقدمية والعلمانية، إذ به يكتب مقالات في جريدته كلها زيف وكذب وجهل، للأسف ما يكتب في كثير من الجرائد المصرية ما هو إلا مرآة للواقع الذي نعيشه، فمعظم الصحف لم تسلم هي الأخرى من الجهل وضيق الأفق والكره لكل ما هو مقدس وجميل وراق. أليست أديان الله كلها مقدسة وجميلة وراقية؟. فلم تراع هذه الجرائد حرمة الدين وقدسيته، ولم تعرف بعد أن القرآن لم يكرم سيدة في الكون كما كرم السيدة العذراء مريم. فماذا تقول تلك الجرائد البغيضة؟ تطالب بتفتيش الأديرة؟ هل وصلت الأمور إلى هذا الحد؟. كل الصحفيين يعرفون كما نعرف جميعاً أن موضوع السيدة وفاء لم يكن السبب الأساسي في الموقف الذي اتخذه الأقباط ولكنها تراكمات سنين طويلة لم تحسم فيها المشاكل ولم تعالج وتم إخفاؤها والتكتم عليها، فإذا كانت تلك المقالات تصدر من مثقفينا فماذا ننتظر من جاهلينا؟. لماذا يلومون البابا شنودة؟ ماذا صدر منه؟ هل التعبير عن اعتراضه باعتكافه أغضبهم بهذا الشكل؟ أليس من حقه أو من حق الأقباط حتى التعبير عن غضبهم؟ ما هذا؟. رحم الله أبي وجيله من الكتاب وأصحاب القلم المحترمين الذين عاشوا يحترمون الأديان ويحترمون أنفسهم وأقلامهم وقراءهم. لم يستطع أحد شراء أقلامهم أو ضمائرهم، رحمهم الله جميعاً).
إلى الأستاذة الفاضلة أمينة ثروت أباظة أقول:"كل الشكر والتقدير على الحكمة والاستنارة والوعي التي تحملها رسالتك، وأهلا بك أختاً عزيزة تقف معي ومع الكثيرين الذين يتوافدون إلى دائرة المواطنة، لنعمل معاً على مداواة جراح مصر حتى تبرأ".
تعليق