رد: مشاركة: مقالات جديرة بالقراءة
بقلم سحر الجعارة
تاريخ ووقت النشر 14/06/2011 04:12:05 م
إذا كنت تجلس فوق بئر نفطية، لديك ثروة تملك أن ترميها في الخليج العربي أو تقامر بها، وعقلك فارغ إلا من هوس الجنس، وقلبك لا يعرف معني الإنسانية ولا يعترف بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. ساعتها فقط يمكن أن تفهم دعوي الناشطة الكويتية " سلوي المطيري" لسن قانون للجواري "في بلدها" بحجة حماية الرجال من "الزنا"!!.
يمكن التعامل مع دعوة "المطيري" علي أنها شطط فكري وهلاوس عقلية..بدأت منذ ظهرت "سلوي المطيري" علي شاشة إحدي القنوات التليفزيونية، لتعلن رغبتها بالزواج من أحد أبناء الأسرة الحاكمة بالكويت، لتنجب له ولدا في بأس "خالد بن الوليد" يعيد الامجاد للعرب والمسلمين، وذلك بحسب ما تنبأ به المفسرون لما تراه من رؤي وأحلام!.
في هذه الحالة ستعتبر الأمر"هزار" سمج وثقيل الظل، وتخاريف امرأة من مجتمعات الوفرة تتصور أن من حقها أن تتاجر بالناس، وتشتري إخلاص الرجل الكويتي بعدة جوارٍ تأتي بهن من أسيرات الحرب في "الشيشان".. لكن المأساة الحقيقية أن تخاريف "المطيري" تزامنت مع فيديو ذائع الصيت للشيخ "أبو إسحاق الحويني"، وهو من أكبر أقطاب السلفية في مصر،يتحدث فيه عن الجواري، كإحدي غنائم "الجهاد"، ويضع خلاله ما يسميه الشروط الشرعية لانعقاد سوق النخاسة للإتجار بالبشر. الخطورة تكمن في أن "المطيري" ربما تكون قد تأثرت بفتوي "الحويني"، التي قالها قبل 18 عاما لكنها لم تشهد النشر علي نطاق واسع إلا بعد ثورة يناير.. وهنا سندرك كيف تنتشر الفتاوي مثل فيروس يصعب السيطرة عليه أو الحد من أضراره.
فرغم تأكيدات "الحويني"،بعد تداول الفيديو،علي أن الإسلام جعل عتق الرقاب من القُرَب إلي الله وسببا لدخول الجنة، إلا أن كلامه لم يتبق منه إلا تحليل "ملك اليمين"، بشرط وحيد وهو أن يكون "السبي" عقب حرب مع فريق غير مسلم!!.
قطعا لن تفكر دول النفط الغنية في شن حرب ضد الدولة اليهودية في "تل أبيب"، ولن ترفع راية الجهاد ضد الكيان الصهيوني الذي يبيد المسلمين الفلسطينيين.. لكن يمكن -لتقريب الفكرة- أن تتصور قيام حرب أهلية بين شمال وجنوب السودان فإذا انتصر السوداني المسلم تنعقد سوق النخاسة للإتجار في الجواري والعبيد من المسيحيين(!!). يمكن أن يحدث هذا السيناريو العبثي في أي "غزوة" لتنظيم "القاعدة"، فتفوز ببعض البشر نظير ما يسمونه "جهادا في سبيل الله".. فمادمت قد أقررت أن استعباد البشر "حلال" فليس هناك أسهل من صنع الظرف السياسي.
يُنسب للحويني أنه قال إن الاسترقاق يقضي علي الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر بعد الثورة، أما المطيري فتري أنه حل للزني.. لكنه واقع الحال مشكلة لا حل لها في عقول البعض.
كيف يمكن لامرأة سوية أن تطالب بامتلاك امرأة من بني جنسها، واستحلال جسدها "دون عقد"، وتحرض الكويتيين علي شراء الأسري من الشيشان.. لو كانت تعلم جوهر الإسلام لدعت بلدها بالكامل لتحرير الأسري ومساعدتهم إنسانيا.. لقد دعا الإسلام إلي تجفيف منابع الرق بالحث علي عتق الرقاب، وشددت التشريعات الإسلامية علي أن بعض الذنوب لا يجوز التكفير عنها إلا بعتق رقبة.
"سلوي المطيري" يجب أن تعاقب بتهمة الإساءة إلي الإسلام، لأن الدعوة إلي الإتجار بالبشر تشمل الأطفال والنساء قبل الرجال، وهو ما تحرمه كل المواثيق الدولية التي تعتبر سرقة الأعضاء وزواج القاصرات وحتي نظام "الكفيل" الذي تتبعه بعض الدول شكلا من أشكال الإتجار بالبشر.. وأرجو ألا يخرج علينا مهووس آخر ليقرر أن الاسترقاق ينهي علي ظاهرة سرقة الأعضاء البشرية ويجعلها تجارة مشروعة، فإن كنت محتاجا لنقل قلب أو كبد تشتري عبدا -علي سبيل المثال- وتأخذ العضو الذي تحتاجه علي حساب حياة العبد الذي هو أحد ممتلكاتك!.
من يري أن الاستيلاء علي حياة إنسان "حلال" في الإسلام، وسرقه "شرفه" أو أحد أعضائه بديهي لأنه ملكك يجب أن يحاسب ويعاقب بحسب بروتوكول منع وقمع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص المكمل لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة غير الوطنية.
لقد حدد المجتمع الدولي جريمة الاتجار بالبشر بأنها تأتي في المرتبة الثانية بعد جرائم تجارة السلاح والمخدرات، واتفق علي محاربتها.. فما بالنا بالرق، استرقاق البشر ليس نشاطا اقتصاديا لنحرمه أو نحلله، ولا مسكنا لفحولة بعض الرجال لنستدعيه أو نلغيه.. إنه "جريمة" ضد الإنسانية لأنه يشمل كل أشكال الإتجار بالبشر.. جريمة يجب مواجهتها بحزم مهما اعتذر المنادي بها أو برر كلامه بأنه مجرد تهريج.
هناك شائعة تؤكد وجود عبيد في بعض قصور الحكم في دولة مسلمة، يتعرض العبد من أولئك للإخصاء (!!).. تلك هي العقوبة المثلي لمن يطالب بعودة الرق والعبودية.
سحر الجعارة
نساء للبيع!
بقلم سحر الجعارة
تاريخ ووقت النشر 14/06/2011 04:12:05 م
إذا كنت تجلس فوق بئر نفطية، لديك ثروة تملك أن ترميها في الخليج العربي أو تقامر بها، وعقلك فارغ إلا من هوس الجنس، وقلبك لا يعرف معني الإنسانية ولا يعترف بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. ساعتها فقط يمكن أن تفهم دعوي الناشطة الكويتية " سلوي المطيري" لسن قانون للجواري "في بلدها" بحجة حماية الرجال من "الزنا"!!.
يمكن التعامل مع دعوة "المطيري" علي أنها شطط فكري وهلاوس عقلية..بدأت منذ ظهرت "سلوي المطيري" علي شاشة إحدي القنوات التليفزيونية، لتعلن رغبتها بالزواج من أحد أبناء الأسرة الحاكمة بالكويت، لتنجب له ولدا في بأس "خالد بن الوليد" يعيد الامجاد للعرب والمسلمين، وذلك بحسب ما تنبأ به المفسرون لما تراه من رؤي وأحلام!.
في هذه الحالة ستعتبر الأمر"هزار" سمج وثقيل الظل، وتخاريف امرأة من مجتمعات الوفرة تتصور أن من حقها أن تتاجر بالناس، وتشتري إخلاص الرجل الكويتي بعدة جوارٍ تأتي بهن من أسيرات الحرب في "الشيشان".. لكن المأساة الحقيقية أن تخاريف "المطيري" تزامنت مع فيديو ذائع الصيت للشيخ "أبو إسحاق الحويني"، وهو من أكبر أقطاب السلفية في مصر،يتحدث فيه عن الجواري، كإحدي غنائم "الجهاد"، ويضع خلاله ما يسميه الشروط الشرعية لانعقاد سوق النخاسة للإتجار بالبشر. الخطورة تكمن في أن "المطيري" ربما تكون قد تأثرت بفتوي "الحويني"، التي قالها قبل 18 عاما لكنها لم تشهد النشر علي نطاق واسع إلا بعد ثورة يناير.. وهنا سندرك كيف تنتشر الفتاوي مثل فيروس يصعب السيطرة عليه أو الحد من أضراره.
فرغم تأكيدات "الحويني"،بعد تداول الفيديو،علي أن الإسلام جعل عتق الرقاب من القُرَب إلي الله وسببا لدخول الجنة، إلا أن كلامه لم يتبق منه إلا تحليل "ملك اليمين"، بشرط وحيد وهو أن يكون "السبي" عقب حرب مع فريق غير مسلم!!.
قطعا لن تفكر دول النفط الغنية في شن حرب ضد الدولة اليهودية في "تل أبيب"، ولن ترفع راية الجهاد ضد الكيان الصهيوني الذي يبيد المسلمين الفلسطينيين.. لكن يمكن -لتقريب الفكرة- أن تتصور قيام حرب أهلية بين شمال وجنوب السودان فإذا انتصر السوداني المسلم تنعقد سوق النخاسة للإتجار في الجواري والعبيد من المسيحيين(!!). يمكن أن يحدث هذا السيناريو العبثي في أي "غزوة" لتنظيم "القاعدة"، فتفوز ببعض البشر نظير ما يسمونه "جهادا في سبيل الله".. فمادمت قد أقررت أن استعباد البشر "حلال" فليس هناك أسهل من صنع الظرف السياسي.
يُنسب للحويني أنه قال إن الاسترقاق يقضي علي الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر بعد الثورة، أما المطيري فتري أنه حل للزني.. لكنه واقع الحال مشكلة لا حل لها في عقول البعض.
كيف يمكن لامرأة سوية أن تطالب بامتلاك امرأة من بني جنسها، واستحلال جسدها "دون عقد"، وتحرض الكويتيين علي شراء الأسري من الشيشان.. لو كانت تعلم جوهر الإسلام لدعت بلدها بالكامل لتحرير الأسري ومساعدتهم إنسانيا.. لقد دعا الإسلام إلي تجفيف منابع الرق بالحث علي عتق الرقاب، وشددت التشريعات الإسلامية علي أن بعض الذنوب لا يجوز التكفير عنها إلا بعتق رقبة.
"سلوي المطيري" يجب أن تعاقب بتهمة الإساءة إلي الإسلام، لأن الدعوة إلي الإتجار بالبشر تشمل الأطفال والنساء قبل الرجال، وهو ما تحرمه كل المواثيق الدولية التي تعتبر سرقة الأعضاء وزواج القاصرات وحتي نظام "الكفيل" الذي تتبعه بعض الدول شكلا من أشكال الإتجار بالبشر.. وأرجو ألا يخرج علينا مهووس آخر ليقرر أن الاسترقاق ينهي علي ظاهرة سرقة الأعضاء البشرية ويجعلها تجارة مشروعة، فإن كنت محتاجا لنقل قلب أو كبد تشتري عبدا -علي سبيل المثال- وتأخذ العضو الذي تحتاجه علي حساب حياة العبد الذي هو أحد ممتلكاتك!.
من يري أن الاستيلاء علي حياة إنسان "حلال" في الإسلام، وسرقه "شرفه" أو أحد أعضائه بديهي لأنه ملكك يجب أن يحاسب ويعاقب بحسب بروتوكول منع وقمع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص المكمل لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة غير الوطنية.
لقد حدد المجتمع الدولي جريمة الاتجار بالبشر بأنها تأتي في المرتبة الثانية بعد جرائم تجارة السلاح والمخدرات، واتفق علي محاربتها.. فما بالنا بالرق، استرقاق البشر ليس نشاطا اقتصاديا لنحرمه أو نحلله، ولا مسكنا لفحولة بعض الرجال لنستدعيه أو نلغيه.. إنه "جريمة" ضد الإنسانية لأنه يشمل كل أشكال الإتجار بالبشر.. جريمة يجب مواجهتها بحزم مهما اعتذر المنادي بها أو برر كلامه بأنه مجرد تهريج.
هناك شائعة تؤكد وجود عبيد في بعض قصور الحكم في دولة مسلمة، يتعرض العبد من أولئك للإخصاء (!!).. تلك هي العقوبة المثلي لمن يطالب بعودة الرق والعبودية.
سحر الجعارة
تعليق